شعار الموقع (Our Logo)

 

حصاد2004

ساعات من القلق والترقب عاشتها أسرة فيلم 'بحب السيما' علي مدي الأيام الماضية وقبل التصريح بعرض الفيلم النجمة ليلي علوي بطلة فيلم 'بحب السيما' تابعت بقلق الأزمة التي أثيرت حول الفيلم في الأيام الأخيرة حتي تمت الموافقة علي عرضه.
تقول ليلي علوي: لا أنكر أنني شعرت بالقلق بسبب الضجة التي أثيرت فجأة حول الفيلم ولم أفهم سببها فالسيناريو وافقت الرقابة عليه وتم تنفيذه دون إضافة وكان يرافقنا أثناء التصوير أحد الرقباء.. حدث ذلك طوال أيام التصوير فما الذي حدث فجأة.. نعم لان فكرة الفيلم جديدة ولم يتعرض لها أحد من قبل.. ولهذا سعدت بموافقة اللجنة التي رأسها د. جابر عصفور علي عرض الفيلم بعيدا عن الدعاوي التي أطلقها البعض لعرض الفيلم علي مؤسسات دينية.. ورغم ذلك أتمني أن يشاهد كل رجال الدين المسيحي الفيلم وسوف يتأكد للجميع أنه فيلم واقعي ويطرح قضايا الايمان والتسامح الذي حثت عليه كل الأديان السماوية.. وفي المسيحية جملة شهيرة 'من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر'.
وحول الفيلم تقول ليلي:

بحب السيما من أهم أفلام حياتي ومن أهم الافلام التي قدمتها السينما في السنوات العشر الأخيرة وقد أحسست بذلك منذ قراءتي الأولي للسيناريو وحينما شاهدت نسخة الفيلم.. شعرت أنه فيلم عالمي فكل عناصره الفنية متميزة للغاية من ديكور وملابس وموسيقي ومونتاج وتصوير واخراج وقبل ذلك كله السيناريو بالاضافة للأداء الرائع للممثلين وعلي رأسهم محمود حميدة والطفل الصغير يوسف عثمان الذي تلقي تدريبات علي التمثيل لدي د. محمد عبدالهادي قبل أن يواجه الكاميرا وكان المخرج علي قدر كبير من التفاهم معه.. وحتي الكومبارس أختيروا بعناية.. وشعرت لذلك أنني أشاهد فيلما عالميا تكاملت فيه كل العناصر الفنية واذا كنت قد وقعت في غرام السيناريو من البداية فقد أحببت الفيلم أكثر وأقول الحمد لله أنه سيعرض أخيرا بعد أن تعثر ظهوره لبعض الوقت.

الرفض

أما الفنان محمود حميدة الذي يخوض تجربته الثالثة مع أسامة فوزي في هذا الفيلم فيقول:

لم أتابع بالتفصيل الأزمة الرقابية التي سابقها الفيلم لكنني أعلنت أن اقتراحا أو رأيا تردد حول عرض 'بحب السيما' علي رجال الدين لاتخهاذ القرار بشأنه وهو ما أرفضه تماما وأري بشكل عام أن الرأي الأول والأخير للمشاهد الذي ما إن يستقبل العمل الفني حتي يصبح ملكا خالصا وهو حر في ما يبديه من رأيا تجاهها.

ولا أخفي فرحتي الشديدة بخروج هذا العمل للنور فقد بذل فيه الجميع كاتب ومخرج وممثلون وفنيون جهدا كبيرا، كان يجب أن يري النور ليبدي الجمهور رأيه فيه ويستمتع به.

كبار المثقفين

عبرت إسعاد يونس عن سعادتها بقرار اللجنة رغم حذف بعض المشاهد وقالت:
مخرج الفيلم أسامة فوزي تأثر كثيرا بقرار الحذف، لكننا التقينا في النهاية بلجنة من كبار المثقفين وعلينا أن نحترم كلمتهم، حتي لو كانت لجنة غير رقابية، وفي النهاية أيضا فإن نسخ المهرجانات كاملة لن يحذف منها أي شيء وهذا يسعدنا.

وعن الأزمة تقول:

حساسية الفيلم تأتي من أنه موضوع جديد يطرح لأول مرة، علي شاشة السينما وقد حدث مع مسلسل 'أوان الورد' ومع فيلم 'للحب قصة أخيرة' باختصار أي موضوع تتم مناقشته بقليل من الجرأة يجد مقاومة وأظن أنه لولا إصرار القائمين علي الفيلم لما خرج إلي النور والمشكلة أن اللجان العليا تصدر قرارات غير قابلة للنقض، ففي الوقت الذي يستطيع فيه أي شخص أن يقدم طلب رد للقاضي في المحكمة فإن هذه اللجان غير قابلة للرد.

شيء من الخوف

المؤلف هاني فوزي الذي كتب فيلم 'بحب السيما' يفسر الأزمة التي مر بها الفيلم بقوله: ما حدث أنظر له علي أنه ارتعاش وخوف لامعني له في ظل التطور الذي يشهده المجتمع فالهوائيات نشاهدها بدون رقابة والدعوة مستمرة لارساء الديمقراطية وتم انشاء مجلس لحقوق الانسان.. وبعد كل هذا نتصرف بطريقة العصور الوسطي وندعو جهات أخري لتحكم علي فيلم سينمائي.. فنبيح ان ترخص نقابة الاطباء بالفيلم اذا كان أبطاله أطباء.. ويحدث كل ذلك في ظل وجود جهاز رقابة فأنا ضد أن تكون هناك جهات أخري غير مؤسسة الرقابة بل إنني ضد وجود الرقابة أصلا..

ويضيف: الفيلم شاهدته لجنة من 12 رقيبا أشادوا بالفيلم واعترضت واحدة وبعد ذلك تم تشكيل لجنة من النقاد والمثقفين ثم طرحت فكرة عرضه علي الكنيسة ولا أعرف هل اتصل أحد بجهات ما.. لاشعال الأمر.. وقد اعترضنا علي هذا الاتجاه وعملنا بطاقة استبيان.. أجمع غالبية الذين أدلوا برأيهم أن الفيلم متميز.. ثم كانت اللجنة الأخيرة التي حصرت ملاحظاتها في جملة في مشهد.. علي لسان احدي الشخصيات.. وأشادوا أيضا بالفيلم..

وحول احساسه بأنه يدخل 'عش الدبابير' بفيلمه يقول هاني فوزي: أي كاتب يقدم فيلما فيه صدق وحقيقة لابد أن يفاجأ بمشاكل لايتوقعها وكنت أشعر بذلك مسبقا لكنني لم أتخل عن قناعاتي رغم أننا في مجتمع لم يتعود علي الحرية.

نعيم الصغير

يوسف عثمان أو الابن 'نعيم' في فيلم 'بحب السيما' عمره الآن عشرة أعوام، وقد مثل دوره في الفيلم وعمره ستة أعوام فقط يقول:

دوري ولد صغير اسمه 'نعيم' بحب السينما ويتمني أن يشاهد أفلاما دائما، وأمه تهوي الرسم، وعندما يصحو من النوم يقول لها: أريد الذهاب إلي السينما وإلا سأقول لبابا إنك بترسمي.. وفي النهاية يموت أبوه، ويعيش بعد موته وكأن شيئا ما ضاع منه.. ويموت جده وهو يشاهد التليفزيون..

وعن أعماله الجديدة يقول يوسف:

شاركت في فيلم اسمه 'سيب وأنا أسيب' اخراج وائل شركس وبطولة مها عمار وعزت أبوعوف وعبدالله مشرف وطارق عبدالعزيز.

وأما الممثلة مني يوسف وهي شقيقة والدته فتقول:

لقد لاحظت عليه ميولا فنية مبكرة فألحقته باستوديو الممثل وتدرب علي يد الدكتور محمد عبدالهادي وجاء اسامة فوزي الي الاستوديو ليكتشف موهبته ويكلفه بأداء دور 'نعيم' في هذا الفيلم.

أعرب أسامة فوزي مخرج الفيلم عن سعادته بالموافقة علي عرض الفيلم بعد 4 سنوات من المعاناة.

قائلا: كل التقدير للجنة الخاصة التي وقفت بجانب حرية الابداع واستمعت إلي مبرراتي وطرحت تساؤلاتها للوصول لحل أمثل لأزمة الفيلم، ولقد قررت اللجنة حذف بعض الجمل الحوارية من علي شريط الصوت واعتقد ان هذا الحذف لن يؤثر علي السياق الدرامي للفيلم ولكنني كنت أتمني أن يعرض الفيلم بدون حذف مادام قرار عرضه اقتصر علي الكبار فقط لأن هناك بعض الادوات والجمل التي استخدمتها في تلك المشاهد لخلق مناخ معين للمشاهد، واعتقد انني قد خرجت من هذه المفاوضات بأقل الخسائر ان لم أكن رابحا عرض فيلمي بعد سنوات طويلة من المعاناة والمشاكل التي أعاقت عرض الفيلم في موعده.

وحول مدي اقتناعه بمبررات اللجنة في حذف بعض المشاهد يقول:

اقتنعت بصورة كبيرة جدا بعد العديد من المناقشات ولقد تركزت تلك المبررات في أن هناك حساسيات دينية اضافة إلي تناول الفيلم لبعض الطقوس الدينية الخاصة بالطوائف المسيحية والتي قد لاتفهم من قبل البعض مما يكون له تأثيره السلبي في ظل حالة التوتر التي تعيشها المنطقة.

أما عن الطقوس الدينية في الفيلم فيوضح:

لم أقصد تناول الطقوس الدينية بشكل رئيسي ولكن الفيلم اجتماعي ويتناول حياة أسرة مسيحية بما فيها من حياة دينية كأي أسرة مسلمة أو حتي يهودية وعندما أخترت اسرة مسيحية لتكون محورا لأحداث الفيلم رأيت عرض بعض التفاصيل المتعلقة بخصوصية الديانة المسيحية وهو نفس الوضع اذا تناولت تفاصيل متعلقة بخصوصية الاسلام أو اليهودية، فكان التخوف من ان تفهم تلك الطقوس بشكل خاطيء.

وهي تجربة صعبة سرقت وقتا طويلا من عمري الفني وقد احاطها العديد من المشاكل بداية من كتابة الفيلم وحتي عرضه ولقد استغرق الفيلم اربع سنوات تعرض السوق السينمائي خلالها للعديد من التغيرات والتطورات مما تسبب في احتباطي نفسيا، أما علي المستوي الفني فهو فيلم هام جدا في مسيرتي لأنني توجهت به إلي الجمهور بشكل مختلف عن فيلمي السابقين اللذين كانا بمثابة الصدمة للجمهور.

وكنت اتمني عرض الفيلم في وقته فقد كان من الممكن ان يكون له تأثير مختلف خاصة وأنه كان سيعرض قبل أحداث 11 سبتمبر والفيلم يحمل معاني تتناول التطرف وفرض السيطرة والحرية وجميعها كانت ستجعل منه فيلما سابقا لعصره وللأحداث العالمية التي مرت بها المنطقة، وقد يؤدي عرض الفيلم حاليا إلي نجاحه في ظل سخونة تلك الاحداث.

مجلة أخبار النجوم في 12 يونيو 2004

مقالات مختارة

نأمل عرض.."باحب السينما".. أول فيلم مصري عن الأقباط

بحب السيما: فيلم ينتقد الأصولية الدينية

أسرار اللحظات الأخيرة قبل تحديد مصير "بحب السيما"

«بحب السيما»: حكايات أسرة قبطية في فيلم رائع

"بحب السيما".. أن تكره التسلط وتحب الحياة

المشاهد التي أثارت حفيظة الأقباط في فيلم «بحب السيما»

يحتجون على فيلم لا علاقة له بالكنيسة: ..تسقط "السيما"

بحب السيما

 

نجوم الفيلم عاشوا بين الخوف والأمل:

أسرار اللحظات الأخيرة قبل تحديد مصير "بحب السيما"

تحقيق: إنتصار دردير/ أسامة صفار/ مصطفى حمدي

إتهموه بالجرأة وطالبوا بعرضه على الكنيسة:

"بحب السيما" ينتصر للإبداع بعد معركة مع الرقابة

أسدل الستار مساء الأحد الماضي علي الحلقة الأخيرة من الأزمة التي تعرض لها فيلم 'بحب السيما' والتي عاش خلالها أبطال الفيلم علي خط التماس بين الأمل في الخروج للأضواء والخوف من الغياب في زوايا النسيان، بعد ان تلقفته أيدي الرقباء بين رافض لمضمونه ومتحمس للاجهاز عليه واذا كان خصوم الفيلم قبل عشاقه قد شهدوا بجودته علي كل المستويات فانه كاد أن يتحول علي أيديهم الي ضحية بسبب اخلاص القائمين عليه لفهم وهموم مجتمعهم دون تمييز بين مسلم ومسيحي ولولا اصدار 'لجنة خاصة' برئاسة د. جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلي للثقافة والتي ضمت 12 من المفكرين وقرارا بالافراج عنه مقابل حذف بعض الجمل والمشاهد ولولا ذلك لوجد الفيلم طريقه للعرض علي الكنيسة في سابقة لم تحدث من قبل، ولظل كل سينمائي يضرب أخماسا في أسداس حتي يعرف الجهة التي ستراقب فيلمه.

'أخبار النجوم' تابعت الفيلم علي مدي أربعة أعوام منذ بدء تنفيذه وعاشت محنته في أربع لجان عقدت لاصدار قرار يحدد مصيره وأكثر من عشرين رقيبا!! واستطلعنا آراء كبار النجوم والمفكرين وأبطال الفيلم في هذه القضية.

وكانت 4 لجان قد شاهدت الفيلم ضمت عددا من المثقفين والنقاد.. ماذا حدث داخل هذه اللجان وكيف يري اعضاؤها هذه الأزمة؟

يؤكد المؤرخ د. يونان لبيب رزق أحد أعضاء اللجنة العليا للمشاهدة ان السبب الرئيسي في تشكيل تلك اللجنة يرجع الي تناول الفيلم للحياة الدينية والاجتماعية للأسرة المسيحية بكامل تفاصيلها الدقيقة ويقول: رصد الفيلم أدق التفاصيل في حياة الأسرة المصرية القبطية بداية من علاقة الزوجين ببعضهما البعض ووصولا الي الطقوس الدينية داخل الكنيسة، وأعتقد أن تشكيل تلك اللجنة يرجع الي حساسية بعض الأقباط تجاه عرض قضاياهم في وسائل الاعلام خاصة وأن الشخصية القبطية ظلت مهمشة في موضوعات السينما المصرية علي مر تاريخها.

ويوضح د. يونان قائلا انه ليس من أنصار تهميش الآخر سواء كان مسيحيا أو مسلما فمثلما كان الأقباط مهمشين في السينما المصرية، فإن الفيلم لم يتناول أية شخصية مسلمة ضمن اطاره الدرامي وأتمني الا يتم تهميش أي عنصر من عناصر المجتمع المصري في أعمالنا الفنية دون تفرقه بين مسلم أو مسيحي ولقد كانت تلك أهم ملاحظاتي علي الفيلم اضافة الي بعض المشاهد التي اتمني تخفيفها حفاظا علي الذوق العام ولقد تقدمت بتقرير مفصل حول ملاحظاتي الي د. مدكور ثابت رئيس الرقابة واعتقد ان القرار الذي اتخذته اللجنة العليا هو القرار الأمثل تجاه الفيلم، وبالرغم من ذلك فأنني أري ان الفيلم رائع من الناحية الفنية واعجبني علي المستوي الشخصي لأنه تناول القضية التي طرحها بمنتهي الصدق وقدمها بواقعية.

الطقوس الدينية

الناقدة ايريس نظمي تري ان المبرر الوحيد للضجة التي اثيرت حول الفيلم هو تعرضه للطقوس الدينية الخاصة بالكنيسة والتي قد تسبب حساسية دينية لدي البعض وتقول: الفيلم يتناول أسرة مسيحية تختلف الملة الدينية للزوجين فيها فالأب يتبع المذهب الأرثوذكسي بينما الزوجة من طائفة البروتوستانت ويرصد الفيلم التفاصيل الدقيقة في علاقة الزوجين وارتباطهما بأفكار ومعتقدات المذهب الديني الذي يعتنقه كل منهما.
وتضيف بالرغم من ان الفيلم رائع فنيا إلا أنه كان لي بعض الملاحظات حول عدد من المشاهد كان اولها مشهد مراسم الزواج في الكنيسة والذي يرفض خلاله القس هذا الزواج باعتباره باطلا لتنشب معركة بين العائلتين وقام المخرج بالاستفاضة في تصوير هذا المشهد بالتفصيل بالرغم من ان الكتاب المقدس يؤكد علي احترام الأماكن المقدسة، أما المشهد الثاني فهو الذي تظهر فيه الفتاة وهي تمارس الحب مع ابن الجيران فوق برج الكنيسة وهو مشهد غير مقبول بالمرة، أما المشهد الثالث فقد تضمن عبارة خارجة قالتها عايدة عبدالعزيز التي تقوم بدور والدة ليلي علوي في الفيلم وذلك خلال العزاء واعتقد ان هذه العبارة لايمكن ان تترك كما هي خاصة وان الواقعية لاتعني الخروج عن حدود الأدب والذوق العام وحول مطالبتها بعرض الفيلم علي رجال الدين المسيحي قالت: لامانع من عرض الأفلام التي تناقش امورا دينية علي مجموعة من رجال الدين المستنيرين فكريا خاصة وان الفيلم قد تطرق الي أمور من صميم العقيدة وأسرار الكنيسة وهذا لايعني انني متزمته دينيا أو متشددة تجاه الابداع الذي يطرح قضايا المجتمع ولكنني أسعي لأن يقدم العمل بشكل لايساء فهمه.

ملاحظات ومشاهد

د. ناجي فوزي المخرج والمصور أحد أعضاء اللجنة التي اجتمعت برئاسة د. جابر عصفور وأجمعت علي أن يعرض الفيلم علي الجمهور ويعلق فوزي علي الفيلم قائلا:
كمستوي فني فإن 'بحب السيما' جيد، وهو يدور حول أسرة مسيحية مصرية الأب فيها شخص متزمت يفهم دينه بشكل خاطيء ويترتب علي تزمته مشكلات للزوجة وللطفل الذي يروي طفولته في عامي 67 و.68

والحقيقة أن هناك عناصر كثيرة ترفع من قيمة الفيلم منها الموضوع نفسه فهو مختلف تماما عما يعرض علي الشاشة هذه الأيام، ومستوي الحرفة فكل العناصر ممتازة وخاصة أداء ليلي علوي ومحمود حميدة والطفل يوسف عثمان ومنة شلبي وعايدة عبدالعزيز ويوضح د. ناجي فوزي ملاحظاته قائلا:

الفيلم يبدأ من تزمت رب الأسرة، وخطورة العمل أنه يعالج أزمة التزمت بتوازن، ولا أعتقد ان الكثيرين سيفهمون ذلك، وخاصة في الجزئية التي يتعرض فيها لاختلاف الملة بين الزوج الارثوذكس المتزمت والزوجة البروتستاتنية فالمسلمون المصريون ليست لديهم المعلومات الكافية عن المسيحيين كأصحاب عقيدة.

وهذا يجعلنا نتذكر فيلم 'البوسطجي' الذي أخرجه الراحل حسين كمال، فالأب في الفيلم يرفض زواج ابنته الكاثوليكية من الشاب البروتستانتي بسبب اختلاف الملة طبقا لرواية يحيي حقي لكن الفيلم حذف منه هذا الجزء، ولو تم تقديمه علي الشاشة أيامها لكنٌا قد عرفنا هذا الفارق من زمن مضي لكنه لم يحدث وبالتالي فان الجمهور سيفهم ان هناك اختلافا لكنه لن يفهم التفاصيل.

أما الملاحظة الثانية فتتعلق بالمشاجرتين اللتين حدثتا داخل الكنيسة، التي يختلف مفهومها عند البرتستانت عن الارثوذكس، فلدي الطائفة الأولي هي قاعة اجتماعات للصلاة، وبالتالي ليس لها نفس القدسية التي ينظر بها الارثوذكس الي كنيستهم اذن فخطورة الفيلم تأتي من عدم وجود خلفية ثقافية لدي العامة عن المسيحية ولذلك كان القرار بأن يكون للكبار والحقيقة انه فيلم صادق، يتحدث عن سلبيات الأسرة المسيحية.

وعموما فإن قرار اللجنة في أول بنوده أشاد بمستوي الفيلم، وفي الثاني قرر ان يعرض كاملا في جميع المنتديات والمهرجانات الثقافية والفنية في الخارج والداخل، وفي الثالث قرر ان يتم الحذف في اضيق الحدود.

وهذا الحذف كان من أجل ألا يحدث سوء فهم لأنه سيكون ضد الفيلم.

قيود ومحاذير

يقول د. نبيل لوقا بباوي: الفيلم يعتبر احدي العلامات المضيئة في تاريخ السينما لانه حطم العديد من القيود التي أدت لانفصال الفن المصري عن نسيج مجتمعه القائم علي وحدة المسلمين والأقباط، كان الاقتراب من حياة الأسرة المسيحية حتي الثمانينات من المحاذير الرقابية ولقد بدأت الأمور تتغير شيئا فشيئا من خلال الأعمال الدرامية التي بدأت تتناول حياة الأقباط والمسلمين أيضا مثل مسلسل أوان الورد، وخالتي صفية والدير اضافة الي فيلم 'فيلم هندي' حتي جاء الدور علي فيلم 'بحب السيما' ليغير الملامح الدينية لوجه السينما المصرية فهي المرة الأولي التي يتناول فيها فيلم مصري حياة اسرة قبطية بالتفصيل لذلك فقد شاهدت الفيلم عند عرضه علي اللجنة في المرتين حتي استطيع تكوين وجهة نظر متكاملة حول الموضوع من الناحية الاجتماعية والدينية وأيضا الفنية.

مجلة أخبار النجوم في 12 يونيو 2004