شعار الموقع (Our Logo)

 

حصاد2004

حقق السينمائيون المصريون بمساندة الصحافة الواعية، انتصارا سريعا وحاسما فى قضية فيلم "بحب السيما". وجاء حضور النجوم عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي إلى العرض الخاص للفيلم بمثابة تأييد للسينما الجميلة ضد عشوائية قرارات الرقابة المصرية ، هذه العشوائية الذى كشفها بنفسه د.مدكور ثابت رئيس الرقابة عندما نفى وجود اتجاه لعرض الفيلم على رجال الكنيسة المصرية، وقال إن هذا كان مجرد اقتراح لأحد أعضاء اللجنة ولم يتم اعتماده ، وهو تبرير غير مقبول ، ومن الواضح أن الاقتراح كان بالونة اختبار رفضها صناع الفيلم ورجال الكنيسة فى نفس الوقت ، من جانبها قالت الفنانة إسعاد يونس – منتجة الفيلم – أن هذه الأزمة جاءت فى وقت يطالب فيه الفنانون بمراجعة دور الرقابة ، فوجدنا أنفسنا مهددين بزيادة مستويات الرقابة ، ولهذا كنت مصرة على عرض الفيلم فى موعده بأي شكل لكى نقول إننا لن نقبل أي محاولات لتكبيل حرية الإبداع .

وشهد العرض الخاص بسينما كايرو مول حوالى 1000 شخص , وحضره عدد كبير من الفنانين منهم أحمد السقا و أحمد حلمى و احمد رزق و رامز جلال و حنان مطاوع إلى جانب أبطال الفيلم محمود حميدة الذى جاء مع كافة أسرته وليلى علوي التى حضرت متأخرة ونالت قدرا كبيرا من الترحيب  وجلست بجوار عادل إمام , وحضر بالطبع الطفل البطل يوسف عثمان وعمره 10 سنوات وكان له 6 سنوات فقط عند تصوير الفيلم , واعتذر المخرج اسامة فوزي عن الإدلاء بأي تصريحات للتليفزيون بسبب توتره الشديد وقام بالمهمة بدلا منه هاني جرجس المنتج المنفذ وهاني فوزي مؤلف الفيلم .

قصـة الفيلم

الفيلم الذى تمت الموافقة على عرضه ولكن للكبار فقط , يدور حول أب مسيحي متعصب يحرم ابنه من كل شيء بدعوى الحرمانية , ومع ذلك يعيش فى عذاب بسبب هذا الحرمان , وتتضرر معه الأم بالطبع لدرجة أنه لا يمارس معها العلاقة الزوجية لأنه يخاف أن يموت وهو بين أحضانها , وفى الوسط يقف الابن حائرا بين السينما التى يحبها وتشدد الأب , ولكنه ينتصر فى النهاية عندما يكتشف الأب أنه أجهد نفسه وعائلته وأن علاقته بالله علاقة خوف وليس حب , ولكنه يتوفى فجأة يوم تنحى الرئيس عبدالناصر , وتحزن علية الأم وتقرر التشدد على حماية أبنائها , ولكن الابن يستمر فى عناده ويشاهد التليفزيون لحظة وفاة جده .

الفيلم يتمتع بلغة سينمائية متميزة وحوار بسيط وتلقائي أعطى الجمهور فرصا كثيرة للضحك والقهقهة أيضا ، وقدم الأبطال أدوارهم بعناية كما سنوضح بعد قليل , لكن يمكن القول بأن الفيلم به بعض المبالغات خصوصا فيما يتعلق بشخصية الابن الصغير الذى يتكلم بلباقة شديدة ، نعم ، ولكن غير واقعية أحيانا ،  فهو يهتم بالجنس وبالسؤال عنه بشكل غير مبرر ، ومتناقض أحيانا  كما أنه لا يبالي بمشاعر الحزن من حوله ، صحيح أن الأطفال لا يعرفون الموت ولكن طفلا يحب السينما لا ينتبه حتى لحزن والدته وجدته ، وقد يكون هدف المخرج والمؤلف إعلان رفضهما للكبت والقيود التى تحد من نبوغ أطفالنا ولكن هذه المبالغات قد تفقد الفيلم مصداقيته عند المشاهد العادي ، لأنه قد يعجب بالفيلم ولكنه يخرج قائلا "مفيش عيل بيعمل كل ده" ؟!

أيضا فيما يتعلق بالزوجة التى كانت أصلا رسامة ، لماذا الإصرار على أن تكون كل لوحاتها فتيات عاريات ، وكأن هذا هو فن الرسم ، إن المبالغات تعطى للمتعصبين الذين يهاجمهم الفيلم أصلا و تعطى لهم الفرصة لاتهام الفنون بأنها تهتم بالجسد فقط !  

نجوم وسطور :

·         محمود حميدة فى© هذا الفيلم يستحق جائزة للتمثيل ، دور صعب أداه ببراعة ، خصوصا فى مشهد مناجاته للسماء بعد خروجه من الخمارة.

·         ليلى علوي كعادتها متألقة تمسك بالشخصية جيدا ،© جميلة رغم أنها وقت تصوير الفيلم لم تكن قد اتبعت الريجيم القاسي .

·         يوسف عثمان© هو أفضل طفل ظهر فى السينما المصرية منذ سنوات طويلة ، هذه ليست مبالغة ، شاهدوا الفيلم لتتأكدوا ، إنه أفضل فى رأيى من بطل سلسلة أفلام وحدي فى المنزل .

·         اختيار النجم شريف منير لشخصية الراوي ، كان موفقا ، لم تظهر صورته ، لكن© صوته أعطى للفيلم بريقا خاصا .

·         منى شلبي طبيعية وتلقائية ، بعكس أفلامها© الأخيرة ، المفارقة أنها صورته منذ 3 سنوات ، فهل لأضواء النجومية علاقة بهذا التناقض ؟

·         عايدة عبدالعزيز فى دور أم ليلى ، تؤكد أن صناع السينما الجديدة© فقدوا التمييز ، إنها طاقة فنية تستحق السعي وراءها .

·         رؤوف مصطفى فى دور الجد© بشرى , ظهر فى عدة مشاهد , لكنك لا تستطيع القول أنه يمثل ,بل هو فعلا بشرى , مسيحى طيب يسكن فى شبرا .

·         المغنى إدوارد , فى دور زوج منه شلبى , يمثل أفضل كثيرا© مما يغنى .

·         الوجه الجديد يوسف جوهر فى دور شقيق ليلى علوى , لو استمر بنفس© المستوى فأن أحمد عز عليه أن يقلق .

·         أحمد كمال فى دور طبيب الأسرة , كعادته© يقدم تفاصيل الشخصية بسخاء , ولكنه حتى الآن لم يأخذ حقه من الشهرة .

·         ذكى فطين© عبدالوهاب , أول مره أشاهده يمثل دون عصبية , ربما أنه بعيدا فى هذا الفيلم عن طريقة أستاذه يوسف شاهين .

وتبقى كلمــة :

احموا  يوسف© عثمان من أمراض النجومية التى تصيب للأسف معظم الفنانين المتميزين كبارا وصغارا .

بعد سنوات من التخبط شهدت تقديم فيلم لشعبان عبدالرحيم , ها هى الشركة© العربية للإنتاج , تقدم خلال عامين 3 أفلام من أفضل إنتاج السينما المصرية , سهر الليالى , بحب السيما , أحلى الأوقات , مع ملاحظة أن الأول والثاني تأخرا طويلا فى ثلاجة الشركة , نرجو من الفنانة إسعاد يونس الاستمرار فى تقديم سينما جميلة وهى بذلك ستسكت بشكل غير مباشر كل الأصوات التى تهاجمها عندما ترأست هذا الكيان السينمائى الضخم , الذى نتمنى استمراره وظهور كيانات أخرى مصرية كانت أو عربية , المهم أن تقدم لنا أفلاما تحافظ على حبنا للسينما .    

محمد عبدالرحمن

Keshk2001@hotmail.com  

موقع "إيلاف" في 10 يونيو 2004

مقالات مختارة

نأمل عرض.."باحب السينما".. أول فيلم مصري عن الأقباط

بحب السيما: فيلم ينتقد الأصولية الدينية

أسرار اللحظات الأخيرة قبل تحديد مصير "بحب السيما"

«بحب السيما»: حكايات أسرة قبطية في فيلم رائع

"بحب السيما".. أن تكره التسلط وتحب الحياة

المشاهد التي أثارت حفيظة الأقباط في فيلم «بحب السيما»

يحتجون على فيلم لا علاقة له بالكنيسة: ..تسقط "السيما"

بحب السيما

 

محققا انتصارًا كبيرًا لحرية الإبداع

عروض "بحب السيما" تبدأ بمساندة كبار النجوم

محمد عبدالرحمن