ملفات خاصة

 
 
 

زياد الذي تسمم بالحكمة

سيد محمود

الموهوب والعبقري الثائر

زياد الرحباني

   
 
 
 
 
 
 

 لا يمكن حصر الخسارات الناتجة عن موت زياد الرحبانى بالنسبة لمن ارتبطوا بموسيقاه التى شكلت مساحة كبيرة فى ذاكرة جيلى

أتذكر جيدا يوم أن استمعت لأغنية (ع هدير البوسطة) كان ذلك فى عام 1987، ومثل رفاقى الذين كانوا حولى فى المدرسة تعلقنا باسم (عالية)

وقتها لم نكن نعرف أن البوسطة هى الأتوبيس الذى يمر فى القرى اللبنانية وأن الأغنية أقرب لحكاية عن نظرة حب باقية فى ذاكرة صاحبها كما أن روح الكاريكاتير التى سادتها غمرتنا بفيض من السحر.

ظلت أغنية (وحدن) هى الأقرب أكثر من أية أغنية أخرى، ربما لأننا كنا نستعد لاستقبال العالم بوعى شعرى صافٍ تحيطه النزعات الرومانسية، كنا ندير شريط الكاسيت مئات المرات فى اليوم الواحد بلا ملل أو كلل

نكتب الكلمات خلف فيروز ونحاول استبطان معانيها التى كانت مغلقة آنذاك فلم تكن حصتنا من المحكية اللبنانية تعين على الفهم وليس لدينا محرك بحث أو شاشة فضائية تؤهلنا لذلك، كانت الحصيلة التى وفرها فريد الأطرش فى أفلامه غير كافية للفهم.

فهمنا فيما بعد أن الأغنية تلويحة وداع للشهداء وهى مسألة أثرت فينا ربما أكثر من شريط (الجوع كافر) الذى وصل إلينا فى وقت لاحق وكانت نبرته الغاضبة أقل رقة من أعمارنا آنذاك.

أثر فينا زياد كثيرا لأننا ونحن فى مقتبل العمر قدَّرنا التزامه الأخلاقى تجاه الشهداء لكن على الصعيد الموسيقى كانت (قفلة) اللحن مذهلة لدرجة أنى حين التقيت زياد بعدها بـ 30 سنة للمرة الأولى لم أسأل إلا عنها وقال لى كلامًا أهم ما فيه إنه تورط فى البناء الموسيقى وظل عاجزا عن بلوغ النهاية ولم يكن أمامه سوى استشارة الملحن الكبير فيلمون وهبى الذى أهداه الحل من القالب الشرقى.

مع تزايد فرص نسخ شرائط زياد اكتشفنا طاقته على التمرد وتبين لنا فى مسار آخر ملامح مشروعه المسرحى الذى ظل مجهولا فى مصر ربما إلى الآن، لأن غزارة الإنتاج المصرى ورسوخ تقاليده تخلق هذه المسافة السلبية مع إنتاج من هم خارجها من باب الشعور بالاكتفاء أو الامتلاء وربما لحاجتنا إلى صهر تلك التجارب داخل حدودنا

تمكن زياد فيما بعد من تحقيق معجزته الكبرى فى اختراق هذا الحاجز وحققت ألبوماته مع فيروز أرقامًا قياسية فى التوزيع مثل (معرفتى فيك) ثم (كيفك انت) الذى أصبح كلمة الفصل فى الإقرار بعبقريّة زياد وكان ذلك فى مايو من عام ١٩٩١ حيث ظل الشريط يدور بلا توقف فى غرفنا لأيام طويلة وسط انقسام حاد ما بين مؤيد ومعارض وبعد أقل من 3 أيام أصبح بمثابة نشيد قومى للجميع كما صارت أغنية مثل (عندى ثقة فيك) أفضل جملة غزل يمكن أن تقدمها لكسب رضا من تحب.

أستطيع الآن تذكر الأماكن والأصدقاء الذين استمعت معهم لشرائط زياد للمرة الأولى ولا يعود السبب لذاكرتى القوية وإنما لأن أثر الموسيقى رافقنى وصار معى

 حين تحسنت معرفتى بالمحكية اللبنانية لعملى فى الصحافة الأمر الذى أتاح لى قراءة صحف بيروت بانتظام عبر الإنترنت ما ساعد على إدراك ما يتمتع به زياد من مكانة فى بلده تختلف عن المكانة شبه المقدسة التى تحظى بها عائلته.

خلال زيارتى الأولى لسوريا اكتشفت أنه حاضر فى التفاصيل مثل نكتة تباغتك وربما مثل السباب الذى تتقبله، فهو فى دمشق مثل الأمل بعيد لكن صوته لا ينقطع من الشارع أبدا.   

أما فى بيروت فهناك حكاية عن زياد لدى كل من تقابله، قصصه مع دلال وكارمن لبس، والاستديو الذى يعمل من داخله نهاية شارع الحمرا وبار البارومتر المغمور بصوره وصداقته الباذخة مع جوزيف صقر ثم جوزيف سماحة الذى سبقه إلى الموت وخذله مثل أبيه وشقيقته ومثل جوزيف الأول.

تحولت المسارح التى أطل منها إلى مزارات سياحية، كما أصبحت أسطواناته المنتهكة هدية رئيسية ينبغى أن يحملها كل من يمر فى شارع الحمرا، ثم عادت صورته إلى الشارع ومعها مقولاته إلى الجدران التى تعكس حالة الكرنفال التى صنعها على امتداد تجاربه فهى صحيفته التى تعمل غضبه ونفوره من الجميع

جسد زياد دون أن يدرى طوال مسيرته المعانى التى كتبها الشاعر العظيم صلاح عبدالصبور فى قصيدته الباذخة مرثية رجل عظيم (كان يريد أن يرى النظام فى الفوضى وأن يرى الجمال فى النظام، كان نادر الكلام كأنه يبصر بين كل لفظتين أكذوبة ميتة يخاف أن يبعثها كلامه وكان فى المساء يطيل صحبة النجوم ليبصر الخيط الذى يلمها مختبئا خلف الغيوم ثم ينادى الله قبل أن ينام: الله هب لى المقلة التى ترى خلف تشتت الشكول والصور تغير الألوان والظلال، خلف اشتباه الوهم والمجاز والخيال وخلف ما تسدله الشمس على الدنيا وما ينسجه القمر حقائق الأشياء).

هذا بالضبط ما بلغه زياد حين جسد قصد صلاح عبّدالصبور تماما وهو يصف صديقه العظيم قائلا: لم يبصر منا أحدا، سالت من ساقيه البهجة وارتفعت حكمته حتى مست قلبه؛ فتسمم بالحكمة). 

عند وداعه اختطف زياد قلوب الجميع كطفل يلهو فى فناء مدرسة، وانتزع من عيونهم دمعة وهو يعبر الطريق

يكفيه أن الطائفية غابت فى وداعه وخفقت خلفه الصدور كأنه صار راية أو علما.

 

الشروق المصرية في

01.08.2025

 
 
 
 
 

حنان الصاوي تكتب :

فيروز تبكي في صمت

في لحظة من الصمت المُر، ووسط قلوب مفطورة على الحزن، ودّعت جارة القمر ابنها ، الموسيقار والمفكر والفنان زياد الرحباني، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 69 عامًا، تاركًا إرثًا موسيقيًا وفنيًا عابرًا للزمن، وحزنًا لا يُداوى في قلب والدته الأسطورة فيروز.

هي التي أبكت قلوب العالم بأغانيها، وجعلت الوطن والحنين والحب كلمات تُغنّى، وقفت للمرة الأولى منذ سنوات طويلة في وداع ابنها، وسط تظاهرة فنية وإنسانية ودينية، حضرتها بكبريائها المعتاد، ودموعها التي لم تسقط أمام الكاميرات، لكنها كانت تنهمر من قلوب الملايين.

فيروز، التي اختارت الصمت عنوانًا لحياتها في السنوات الأخيرة، جعلت ظهورها في جنازة زياد لحظة استثنائية، كأنها تقول: حتى جدران البيت غنت له، والآن تبكيه.

كانت تمشي مهيبة، ثابتة، وفي عينيها حزن أكبر من أن يُروى.. فقد فقدت ابنها، وصوتها الداخلي، ومرآتها الإبداعية.

زياد لم يكن مجرد ابنها، بل كان الحرف الآخر في جملتها الفنية الطويلة.

 هو من غنّى لها أجمل ما كتب، ولحّن ما لا ينسى، وواجه العالم بلسانه الساخر وموهبته الثائرة.

واليوم، بينما لبنان يبكي زياد، يبكي معه وطن بأكمله، وجمهور لا يزال يردد:  راجع راجع يتعمر لبنان…  
لكن من سيعيد بناء القلب الذي خسر الابن، والرفيق، والعبقري

 فيروز، التي غنّت لنا الحياة، تُغنّي الآن وحدها في حضرة الفقد، لتتحول من أيقونة للفرح النقي، إلى صورة خالدة للحزن النبيل.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

29.07.2025

 
 
 
 
 

فيروز تتقبل واجب العزاء لليوم الثانى في ابنها زياد الرحبانى

سارة صلاح

وصلت النجمة الكبيرة فيروز إلى كنيسة رقاد السيدة بكفيا، لتتقبل واجب العزاء في ابنها الموسيقار زياد الرحبانى لليوم الثانى وسط حراسة مشدده مع ابنتها ريما .

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحي اللبناني البارز زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

####

 

الرئيس اللبناني السابق ميشيل عون يقدم التعازى لفيروز في ابنها زياد الرحبانى

سارة صلاح

قدم الرئيس اللبناني السابق ميشيل عون، التعازى للنجمة الكبيرة فيروز في  كنيسة رقاد السيدة بكفيا، في اليوم الثانى  للعزاء ابنها الموسيقار زياد الرحبانى، وجلست بجانبها ابنتها ريما للتقبل العزاء في شقيقها.

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحي اللبناني البارز زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

####

 

وليد توفيق وإليسا يقدمان التعازى لـ فيروز في اليوم الثانى

سارة صلاح

قدم كل من النجوم وليد توفيق وإليسا وورد الخال وجورج خباز التعازى للنجمة الكبيرة فيروز في صالون  كنيسة رقاد السيدة بكفيا، في اليوم الثانى لعزاء ابنها الموسيقار زياد الرحبانى، وجلست بجانبها ابنتها ريما للتقبل العزاء في شقيقها.

ويتوافد منذ الصباح على قاعة العزاء عدد كبير من السياسيين و كبار الدولة والفنانين لتقديم التعازى إلى النجمة الكبيرة فيروز في وفاة ابنها الموسيقار زياد الرحبانى.

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحي اللبناني البارز زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

####

 

إليسا: زياد الرحبانى كان يستاهل يتكرم فى حياته وربنا يصبر والدته

سارة صلاح

قدمت النجمة إليسا، التعازى للنجمة الكبيرة فيروز في صالون  كنيسة رقاد السيدة بكفيا، في اليوم الثانى  لعزاء ابنها الموسيقار زياد الرحبانى، وجلست بجانبها ابنتها ريما لتقبل العزاء في شقيقها.

وقالت إليسا، بعد خروجها من العزاء في تصريحات تلفزيونية لبنانية:" الله يرحمه وخسارة كبيرة وربنا يصبر والدته النجمة فيروز ودائما كان سابق عصره، وزياد كان يستأهل يكرم وهو عايش و ليس بعد وفاته".

ويتوافد منذ الصباح على قاعة العزاء عدد كبير من السياسيين و كبار الدولة و الفنانين لتقديم التعازى إلى النجمة الكبيرة فيروز في وفاة ابنها الموسيقار زياد الرحبانى.

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحي اللبناني البارز زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

####

 

ما بين المدح والانتقاد..

طريقة عزاء ماجدة الرومى لفيروز أثناء جنازة ابنها

سارة صلاح

تصدرت النجمة ماجدة الرومى، مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعى بعد رد فعلها عند تقديم واجب العزاء للنجمة فيروز في وفاة ابنها الموسيقار زياد الرحبانى، بصالون كنيسة رقاد السيدة بكفيا وانهارت ماجدة من البكاء عند مشاهدة فيروز و ركعت على ركبتيها وقبلت يدها وهذه الطريقة جعلت فيروز في حالة ارتباك 

الكل تفاعل مع هذا المشهد وبرر أن رد فعل ماجدة الرومى تأكيدا لحبها الشديد لأرزة لبنان وأنها تفهم جيدا مشاعر الأم عند فقدان الابن، والبعض الآخر انتقد رد فعل ماجدة الرومى وأنها اربكت فيروز وكان لابد عليها أن تلقى التحية عليها من بعيد مثل ما فعل الكل في العزاء.

ويتوافد منذ الصباح على قاعة العزاء عدد كبير من السياسيين وكبار الدولة و الفنانين لتقديم التعازى إلى النجمة الكبيرة فيروز في وفاة ابنها الموسيقار زياد الرحبانى.

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها.

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحي اللبناني البارز زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

####

 

فيروز ترثى ابنها زياد الرحبانى بترنيمة..

خبر خاطئ والفيديو فى التسعينات

كتب على الكشوطى

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك فيديو تقدم فيه السيدة فيروز، ترنيمة من أحد الأديرة فى لبنان، على أنه رثاء لأبنها زياد الرحبانى من داخل كنيسة رقاد السيدة بكفيا، مقر العزاء، لكن حقيقة الأمر هو أن الترنيمة كانت فى التسعينات من أحد الأديرة وليس لها علاقة بعزاء الراحل زياد الرحبانى.

الفيديو الحقيقى

وكانت وصلت النجمة الكبيرة فيروز إلى كنيسة رقاد السيدة بكفيا، لتتقبل واجب العزاء في ابنها الموسيقار زياد الرحبانى لليوم الثانى وسط حراسة مشدده مع ابنتها ريما.

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها.

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحى اللبنانى البارز زياد الرحبانى، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

####

 

ابتسامة بسيطة تخفى وجع وألم..

فيروز تتقبل العزاء فى ابنها لثانى يوم

سارة صلاح

مازالت النجمة الكبيرة فيروز، واجب العزاء في ابنها الموسيقار زياد الرحبانى لليوم الثانى، ووصلت منذ الصباح إلى كنيسة رقاد السيدة بكفيا، وسط حراسة مشدده مع ابنتها ريما .

وجلست فيروز في صمت وبجانبها ابنتها ريما، ولكن وجهها يبوح بما تحمله من ألم  ووجع و فراق على فقدان ابنها، وفى لحظات بسيطة ظهر وجهها و هي تبتسم ابتسامة خفيفة تخفى وراءها كم هائل من الحزن، وكان الكل يلقى عليها التحية من بعيد لترد بمثلها في صمود و صمت وتحرك يدها فقط، وكان يدور بينهما و بين ريما أحاديث جانبيه لبعض الوقت.

ويتوافد على قاعة العزاء عدد كبير من السياسيين و كبار الدولة و الفنانين لتقديم التعازى إلى النجمة الكبيرة فيروز في وفاة ابنها الموسيقار زياد الرحبانى.

وخيم الحزن على جميع اللبنانيين، أمس الاثنين ، في وداع الموسيقار زياد الرحبانى، وأقيمت له جنازة مهيبه شارك فيها الجميع، وتجمهر منذ الصباح الباكر، الآلاف من جمهور ومحبى الموسيقار الراحل زياد الرحبانى، أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمراء بلبنان، لتوديعه بالورود ورفع كل منهم صورته والتصفيق بكثافة كبيرة أمام المستشفى.

ثم انطلق موكب تشييع الراحل زياد الرحباني في شارع الحمراء وسط تصفيق كل محبيه وجمهوره ورافقوه على الجانبين والقاء الورود و الزهور والزغاريد.

وجلست النجمة الكبيرة فيروز، في كنيسة رقاد السيدة بكفيا، تودع ابنها الموسيقار زياد الرحبانى بكل هدوء في اللحظات الأخيرة بينهما، بنظرات ألم ووجع وحزنا على فراق نجلها، كما جلست ريما ابنتها بجوارها وكل عينها حزن على رحيل شقيقها.

ورحل السبت الماضى، الموسيقار والمسرحى اللبنانى البارز زياد الرحبانى، عن عمر ناهز 69 عامًا، وترك آرثا فنيا كبيرا ومسيرة حافلة فى الوطن العربى.

 

اليوم السابع المصرية في

29.07.2025

 
 
 
 
 

الأم الحزينة في حضرة الغياب: أغنية فيروز الأخيرة مع زياد

Author,سناء الخوري

Role,بي بي سي نيوز عربي

لم يكن محبّو فيروز يتمنّون أن يكون اللقاء المنتظر بها في مناسبة أليمة، كعزاء ابنها زياد الرحباني.

توافد المئات إلى كنيسة رقاد السيّدة في بلدة المحيدثة - بكفيا الجبلية، في منطقة المتن (جبل لبنان)، يوم الاثنين، لتشييع الموسيقار الراحل عن 69 عاماً. في باحة الكنيسة، كنا نسمع الناس يتهامسون: "هل رأيتِ الستّ؟ هل فيروز هنا حقاً؟ سلّمتَ عليها؟ معقول سوف نراها؟".

تقدّم المعزّون نحو فيروز كما لو أنهم في حالة انخطاف. كانت تجلس في ركن الصالة، يقتربون منها بصمت، ينحنون أمامها لثوانٍ، يُتمتِمون كلمات مواساة، ثم يمضون، وكأنهم تبرّكوا.

بدت، بمنديلها الأسود المُسدل على شعرها، بوقارها وثباتها، كأنها نواة مجرّة تدور الكواكب حولها في صمت. الناس يقتربون منها كأنّهم مأخوذون بجاذبية لا تُقاوَم، تخضع لقوانين فيروزيّة خفيّة. في حضرة فيروز، وقف الجميع دون تمييز بين شخصيات عامّة ومواطنين، بين أصحاب سلطة وبسطاء؛ كلّهم سواء، ينتظرون لحظة الوقوف أمامها.

لأعوام طويلة، اعتادت فيروز الغياب. اختارت الابتعاد عن الأضواء، ونادراً ما ظهرت في حفلات أو أصدرت أغنيات جديدة أو تحدّثت في مقابلات صحافية. لذلك، ترك وجودها، على مقربة من المئات ولساعات طويلة، محاطة بالكاميرات، أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين.

على وجوه الناس في باحة الكنيسة ارتسم شيء من عدم التصديق: عدم تصديق لرحيل زياد، الفنان الذي ترك أثراً عملاقاً في الموسيقى والمسرح العربي لأكثر من نصف قرن، وعدم تصديق لوجود والدته بينهم. لكنها كانت هناك، جالسة أمام نعش ابنها، لا كأيقونة، ولا كفنانة، ولا كمحبوبة جماهير، ولا حتى كفيروز، بل كأم زياد فقط، كصاحبة العزاء.

وفي حضرة حزنها، وأمام نعش زياد، تكثّف الصمت. همس الناس همساً. لحظة وصولها إلى صالة العزاء صباح الاثنين، ارتبك الصحافيون تحت وقع المفاجأة، فحدث تدافع لبضع دقائق، وحاول بعضهم اقتحام خصوصيّة العائلة. لكن، ما إن جلست على كرسيها، سكن كل شيء. لم يعد أحد يرغب بإزعاجها، وعلت أصوات المرتّلين.

غياب فيروز وحضورها مسألتان لطالما أثارتا الجدل. بعضهم يلومها على "الاعتصام في برجها العاجي"، كما يُقال. وبعضهم يروّج لتكهّنات حول حالتها الصحية مع تقدّمها في العمر. وآخرون يدافعون عن حقّها في العزلة واحترام خصوصيّتها ورغبتها في حياة هادئة تشبهها، بعيدة عن الضجيج.

لكنّ خيار الاحتجاب، في عيون محبّيها، يثير الشوق والغصّة معاً، لأن خفوت حضورها لا يتناسب مع حجم العاطفة الجارفة تجاهها. فمحبّة فيروز، في الوجدان العام، ليست مجرّد ذائقة فنية أو إعجاباً بسيدة صنعت مجداً غنائياً ومسرحياً فريداً، وكانت العمود الثالث في المدرسة الرحبانية مع رفيق دربها عاصي، وشقيقه منصور.

محبّة فيروز جزء من هوية الناس، من طريقتهم في التعريف عن أنفسهم. مكانتها كأيقونة ورمز وإرث، ليست تفصيلاً في يوميات ملايين اللبنانيين والعرب، بل ظلٌّ طاغٍ.

لكن هل تعني المسافة الغياب حقاً؟ صحيح أن فيروز معتصمة في بيتها، إلا أنها لم تخرج من قلوب الناس. فهي بعيدة قريبة، تغيب ولا تغيب، مثل نجمة كفرغار، كما في أغنيتها الشهيرة من فيلم "بنت الحارس" (1968).

يرى كثيرون في ابتعادها حكمة، وقراراً مدروساً. فربما ترى أن الكلام لم يعد يضيف ولا ينقص، وأن مواقفها، باتت حملاً ثقيلاً. ففي السنوات الماضية، تعرّضت فيروز أحياناً لهجمات بسبب تصريحات لم تصدر عنها، بل نُسبت إليها. فالكلّ يريد لفيروز أن تشبهه، بينما ترى هي، أن من واجبها وحقّها الحفاظ على إرث يتجاوز المناكفات. الكبار يصلون إلى مرحلة ما بعد الحاجة للكلام.

يتدثّرون بمنديلها

كان آخر ظهور علنيّ لفيروز في سبتمبر/أيلول 2020، حين زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منزلها، وقلّدها وسام جوقة الشرف الفرنسي، أرفع وسام تمنحه الدولة الفرنسية. خرجت عن اللقاء يومها مجموعة صور نادرة لفيروز، لم يحظَ بها محبّوها منذ زمن. جاءت الزيارة في خضمّ الانهيار المالي وأزمة المصارف وتفجير مرفأ بيروت، وكأنها تذكير بأن لبنان، رغم كل ما خسره، ما زال يملك فيروز.

تكرّست هذه المكانة الأيقونية بمرور الزمن، إذ عايشت المغنية التسعينية مآسي أبناء بلدها كافة، على امتداد ما يقارب القرن، وتقاطعت مآسي الوطن مع مآسيها الشخصية، من الحرب الأهلية، إلى رحيل زوجها عاصي الرحباني عام 1986، ثم وفاة ابنتها ليال عام 1988.

ومع جلوسها أمام نعش زياد، تجلّت لحظة لا تكثّف حزنها الخاص فقط، بل حزن وطن لم يعد يحتمل المزيد من الخسارات. ومع أنها صاحبة المصاب، إلا أن الناس، وهم يلتفّون حولها، بدا كأنهم يرغبون في التدثّر بمنديلها، لكي تعزّيهم هي، وتُطمئنهم أن ظلّها لا يزال بينهم.

في وداع زياد، كانت "سيّدة الأصول"، تؤدّي واجبها، متقدّمة عائلة الرحباني، متعالية على خلافات طالما كُتب عنها، وعن معارك قضائية بين ورثة عاصي وورثة منصور كان لها وقع إعلاميّ سلبيّ على مدى سنوات.

ورغم ثقل اللحظة، كانت الساعات التي قضتها بين الناس، نافذة إلى معرفة نادرة وثمينة. عرفنا أنها بصحة جيدة، رغم التعب والشيخوخة وخطواتها التي أثقلها الحداد. عرفنا أيضاً أنها محاطة بأيدٍ أمينة: فإلي يمينها جلست ابنتها ريما الرحباني، تراقب كلّ حركات والدتها، وإلى يسارها محاميها الشخصي فوزي مطران، الذي حرص على ألّا يبالغ أحد المعزّين بالانفعال أمامها.

الأم الحزينة

صور فيروز في جنازة ابنها تستحضر سلسلة من المشاهد القديمة، ارتبط فيها حضورها العام بارتداء الأسود، خصوصاً في تسجيلاتها لترانيم الجمعة العظيمة (أي ذكرى صلب المسيح، لدى الطوائف المسيحية).

على مدى العقود الثلاثة الماضية، تحوّل هذا الطقس إلى موعد ثابت، ينتظره الناس للحصول على إطلالة نادرة على "الستّ". كانت تظهر في تلك التسجيلات القليلة جاثية، تغطي رأسها بالمنديل الأسود، وترنّم.

لهذا لم يكن غريباً أن يُشبِّبها كثيرون على مواقع التواصل، بـ"الأم الحزينة"، بعد انتشار صورها في العزاء، في استعارة من صورة مريم العذراء في صلوات الرثاء المسيحية.

في الذاكرة الدينية والأسطورية على السواء، تظهر الأم والابن كمحورين لمشهد الفقد. في اللاوعي الجمعي، ثمة دائماً ذلك الرابط المقدّس بين الأم وابنها، سواء في المسيحية، أو في الميثولوجيا القديمة حيث كانت الديانات تستعيد صورة "الأم الإلهة" و"الابن المخلّص"، بتمثيلات وطرق مختلفة.

لكن، إلى جانب صورة الأم المكلومة، برز نوع آخر من الحداد: حداد على علاقة فنية استثنائية جمعت فيروز بزياد. في تلك العلاقة، لم يكن زياد مجرّد امتداد لمدرسة الرحابنة، بل كان صوتاً خاصاً، اصطدم بإرث والده، وجادل صورة والدته، وغيرّ مسارها الفنّي.

لم يتعامل زياد مع فيروز كرمز لا يمسّ، بل كمغنية يملك صوتها قابلية التعبير عن أبعاد لم تُلامسها من قبل. حرّكها من موقع الأيقونة، إلى امرأة تغنّي عن الخوف، عن الخيبة، عن الحبّ المتعثّر، عن هشاشتها، عن رغبتها بالانعتاق من صور الرومانسية التقليدية.

ذلك التحوّل لم يكن صوتياً أو تقنياً أو موسيقياً فقط. في نظر كثيرين، كان لحظة إعادة تعريف لصوت فيروز. جعله أقرب، أكثر عرضة للانكسار، بدون أن يفقده هيبته.

لم تكن تلك الأغاني مجرّد تجريب موسيقي. أعاد زياد رسم ملامح فيروز، ووسّع حدودها. وفي الوقت نفسه، رسّخ مكانته كملحّن مختلف، صاحب مشروع فني مستقل، في أعمال مثل "كيفك إنت"، و"بلا ولا شي"، و"كبيرة المزحة".

هكذا، في حضورها المهيب أمام نعشه، بدت فيروز وكأنها تنهي مع زياد، أغنيتهما الأخيرة معاً.

 

الـ BBC العربية في

29.07.2025

 
 
 
 
 

في وداع زياد الرحباني:

لبنان كله شريك في يوم الحزن الكبير

الفنان الراحل أضحك الجمهور كثيرا بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد والإقطاع.

بيروتودّع لبنان الاثنين في مأتم مهيب الفنان زياد الرحباني، أحد أبرز المحدّثين في الموسيقى والمسرح في لبنان خلال العقود الماضية الذي توفي السبت عن 69 عاما، فيما كانت محط الأنظار رباطة جأش الفنانة فيروز خلال مشاركتها بوداع ابنها في كنيسة بمنطقة جبلية شمال شرق بيروت.

وقبل أن يسلّم رئيس الحكومة نوّاف سلام العائلة في نهاية مراسم الدفن وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور الذي منحه رئيس الجمهورية جوزيف عون للراحل، أكد أن “لبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير.”

وتوجه إلى الراحل قائلا “زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضا صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة بقضايا الإنسان والوطن،” مضيفا “ستبقى يا زياد صوت الجمال والتمرد، صوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة.”

ولاحظ راعي أبرشية جبل لبنان للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسي الذي ترأس قداس الجنازة في كنيسة رقاد السيدة بمنطقة المحيدثة في بكفيا بجبل لبنان، أن الرحباني “رأى آلام الناس وتوجّع فيها” و”عبّر عن معاناتهم.”

وأضاف “زياد كان حاملا جرحا في نفسه وهذا الجرح جعله يكون مبتكرا بدلا من (…) التذمر والتباكي.”

وخاطبَ فيروز قائلا “أولادك كثر، موجودون في كل مكان، يستيقظون وينامون على هذا الصوت وهذه الكلمة وهذا المعنى الذي (…) يشعل في النفوس شرارة أمل جديد.”

وجلست فيروز البالغة تسعين عاما من دون أن تظهر على وجهها أيّ انفعالات قرب النعش خلال القداس مغطية رأسها بوشاح أسود شفاف، وواضعة نظارتين سوداويتين.

فيروز البالغة تسعين عاما جلست دون أن تظهر على وجهها أيّ انفعالات خلال القداس مغطية رأسها بوشاح أسود شفاف

وبقيت فيروز ساعات قبل الدفن وبعده تشارك جلوسا وقربها ابنتها ريما في تلقّي التعازي وتحني رأسها شاكرة وفود المعزين الذين تقاطروا بأعداد كبيرة، بينهم مشاهير كثر من مجالات مختلفة، في قاعة الاستقبال التابعة لهذه الكنيسة بيزنطية الطراز المشيدة عام 1900 والتي تملأ الأيقونات الدينية القديمة جدرانها.

وامتلأت مقاعد الكنيسة بأكملها قبل أكثر من ساعة على بدء القداس الذي حضره عدد من كبار الشخصيات، فيما توزع الحاضرون في الباحة الخارجية وقوفا أو جلسوا تحت أشجار الزيتون.

وعلت الصيحات والزغاريد والتصفيق حين حُمل النعش على الأكف بعد القداس، وسط الدموع وقرع الأجراس حزنا.

ومن لم يتسنّ له أن يكون موجودا في الكنيسة خلال المراسم، عاد ودخلها بعد انتهائها لإلقاء النظرة الأخيرة على النعش قبل مواراته في مدافن العائلة الواقعة في بلدة قريبة.

وتناوبَ كثر على المرور أمام النعش وتقبيله ووضع الزهور عليه وتزيين مقابضه بالورود الحمراء.

أما سميرة صفي الدين من بلدة شمع في قضاء صور (جنوب لبنان)، فجاءت مع ابنها البالغ 12 عاما، وحملا العلم اللبناني، فيما ارتدى الفتى قميصا بألوانه.

وقالت الأم “نحن من عشاق زياد ونشأنا على فنه، وابني يغني له وللسيدة فيروز ويعزف على البيانو ألحانهما ويستيقظ على صوتيهما.”

وقالت دارين إبراهيم التي جاءت مع أصدقائها من بلدة قرب صيدا في جنوب لبنان “نحن مصدومون منذ يومين.” وروت ”بدأت قصتي مع زياد عندما كان عمري 11 عاما، إذ وقعتُ مصادفة على شريط كاسيت ‘أنا مش كافر‘ في منزلنا (…) وحفظت كل الأغنيات فيه، ولكن لم يسبق أن التقيته.”

المطران سلوان موسيالرحباني رأى آلام الناس وتوجّع فيها

ووصل الجثمان إلى بكفيا بعد محطة قصيرة في شارع الأخوين رحباني في بلدته الساحلية أنطلياس، حيث كان العشرات في استقباله.

وكان أكثر من ألف من محبيه تجمّعوا منذ ساعات الصباح الأولى أمام مستشفى “بي أم جي” في بيروت لمواكبة نقل جثمانه.

وأحضر كثر من هؤلاء ورودا بيضاء وحمراء وباقات أزهار، وحمل عدد منهم صورا للرحباني.

ولدى خروج السيارة المخصصة لنقل الجثمان من المستشفى، علا التصفيق على وقع قرع أجراس كنيسة المنطقة، وراح الحاضرون الذين أجهش كثر منهم بالبكاء ينثرون عليها الأزهار والأرُزّ، ويطلقون الزغاريد.

وبين المشاركين ربيع زهر، صديق زياد الذي كان يشاركه الغناء، وهو صاحب حانة “بارومتر” التي كان يتردد عليها الراحل في منطقة الحمرا في بيروت.

وقال لوكالة فرانس برس “آخر مرة رأيته كانت الجمعة في بيته، وكنا نحاول إقناعه بالذهاب إلى المستشفى كما كنا نفعل منذ أشهر لكنه لم يكن يرغب، فكنا نأتي له بالطبيب إلى البيت. توسلته هذه المرة أن نأخذه إلى المستشفى، وألححت عليه في طلبي، لكنه لم يشأ.”

كان الرحباني المولود في الأول من يناير 1956، خلال مسيرته التي بدأت في مطلع السبعينات، كاتبا وملحنا وموسيقيا ومسرحيا، أضحك الجمهور كثيرا بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد والإقطاع، ولم ينج من انتقاداته فن والديه التقليدي والفولكلوري.

واشتهر الرحباني بمسرحياته التي أنتجها خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990). ورغم انتمائه السياسي المعلن، حظي بشعبية واسعة في كل فئات الشعب اللبناني.

وفي الجانب الموسيقي، لحّن أغنيات كثيرة، قسم كبير منها لوالدته فيروز، ولغيرها من الفنانين الذين عملوا معه.

وقد ساهم وفق خبراء في “تجديد فيروز وتطوير” أعمالها لمواكبة الزمن اعتبارا من التسعينات.

 

العرب اللندنية في

29.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004