ملفات خاصة

 
 
 

زياد الرحباني:

حين يتحول المسرح إلى جبهة

شام السبسبي

الموهوب والعبقري الثائر

زياد الرحباني

   
 
 
 
 
 
 

إن زياد يدعو الجمهور في مسرحه إلى إطلاق ضحكة مريرة أثناء محاولة فهم الكارثة المشتركة، فالسخرية ليست زينة لغوية، أو حيلة من حيل النص، وإنّما موقف سياسي وتمرّد ناعم على منطق الحرب ومنظومة السلطة.

واليوم، بينما صرنا في زمن متخم بالأرشيفات المُعدة والوثائق المحرّرة، تظلّ مسرحيات زياد بمثابة "أرشيف حي" ينبض بالضحك والارتباك والأسى، ويترك لنا فرصة قراءة حكايا البشر كما هي دون تنميق.

لم يكن زياد الرحباني (١٩٥٦- ٢٠٢٥) مجرد ابن لعائلة فنية أسطورية، أو حتّى وريثاً متوقعاً لتركة الرحابنة، إنّما ظهر كحالة نادرة وفنان حوّل اللحظة التاريخية إلى مادة حيّة على المسرح، مسلّحاً بذخيرة من اللغة الساخرة، والكوميديا السوداء، والشخصيات الهشّة المهمّشة في مسرحيات مثل "بالنسبة لبكرا شو؟" و"نزل السرور" و"فيلم أمريكي طويل"، والتي لم تجسّد الانهيارات الاجتماعية والاقتصادية ومعاناة الحرب فحسب، وإنّما تركت المشاهد يعشيها في تفاصيلها الصغيرة التي تبدأ من سعر علبة السجائر وتنتهي بالقلق من الموت المجاني، عبر أبطال هم دوماً من البسطاء والفقراء، الغائبين عن كتب التاريخ ونشرات الأخبار والصحف الرسمية.

ولم تكن الطائفية في مسرح زياد مجرد "أزمة سياسية" فحسب وإنّما مأساة يومية معاشة بين الجار والجار وأهل البلد الواحد، ولم تكن غاية الفكاهة في أعماله هي الضحك وإنّما البقاء، ولم تكن غاية الموسيقى الفرح وإنّما الاحتجاج.

وعبر المسرح والأغنية والدعابة والشتيمة نجح زياد في تدوين وقائع تلك السنوات قبيل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (١٩٧٥- ١٩٩٠) وخلالها، لا كما نقلها الخطاب الرسمي، ولا كما نَظّرت لها الأحزاب، بل كما عاشها الناس من المقهى أو الفندق أو الغرفة أو المستشفى.

لذلك فإن قراءة الأعمال المسرحية لزياد في سياق الحرب لا تكشف عن فنان ساخر فقط وإنما عن عقل نقدي مركّب قرأ لحظته بدقّة، ورفض الاصطفاف المريح، فصاغ رؤيته بلغة هجينة هي خليط من اللهجة العامية حادة النبرة، وموسيقى الاحتجاج، والأبطال الذين يفتقدون صفات البطولة.

واليوم، حين نعود بعد عقود لأعمال زياد ندرك أنها ليست "نصوص مرحلة" ولا "موسيقى مرحلة" بل أعمالاً تتجاوز زمنها وتشتبك مع بنية الخراب العربي الذي لم ينتهِ حتّى الآن، ولهذا ليس غريباً أن تبقى جملة "بالنسبة لبكرا شو؟" حيّة في الذاكرة العربية، فإلى جانب كونها عنوان مسرحية، هي سؤال جيل، وسؤال بلاد، قرّر زياد أن يترك جوابه مفتوحاً.

وبالعودة إلى الحرب، لم يتعامل زياد مع الحرب الأهلية اللبنانية بوصفها حدثاً طارئاً واستثنائياً عكر صفو الحياة وإنّما كواقع مقيم يشكّل ويصمّم الخلفية النفسية والاجتماعية لكلّ ما هو يومي ومعاش، فالحرب هنا ليست معارك على الجبهات ولا اشتباكات مسلّحة، بقدر ما هي مجموعة من الأسئلة المفتوحة عن الحياة والمستقبل.

في مسرحيته الأيقونية "بالنسبة لبكرا شو؟" (١٩٧٨) صوّر زياد الواقع اللبناني عبر مجموعة من الشخصيات التي يجمعها ملهى ليلي في شارع الحمراء، فقدّم للجمهور الواقع المعقّد للبلاد آنذاك بداية من الصراعات الطبقية والاقتصادية، وليس انتهاءاً بضبابية المستقبل واليأس من الغد.

وبالرغم من أن الحرب لم تحضر بشكل مباشر، إلا أن أسباب انفجارها حاضرة بقوّة في المسرحية، من اليأس والقلق حول الغد، إلى اللهاث وراء كسب المال لتوفير متطلبات المعيشة، إلى الرغبة بالهجرة نحو الخليج، إلى العلاقات الإنسانية الموشكة على الانهيار.

أمّا في مسرحيته "فيلم أميركي طويل" (١٩٨٠) يقرّر زياد اختبار الحرب من الداخل، فيعرض علينا وجوه الحرب من قلب مصح الأمراض النفسية، لكنها وجوه مسلّحة بالأسئلة لا بالبنادق، أسئلة تبدأ بالاستفسار عن أسباب التواجد في المصح، وتنتهي بأحاديث يومية هي بمجموعها مجاز عن بلاد تتحدّث عن نفسها.

هناك في المسرحية سبعة مرضى، ومدمنين اثنين، وجميع هؤلاء موصوفون بالجنون، فهم في النهاية شخصيات أفرزتها الحرب، لكن كل شخصية من هذه الشخصيات ترمز إلى عقلية شريحة من الشرائح المشاركة في الحرب الأهلية اللبنانية: أهل السلطة، الطبقات المتضرّرة، طبقة المفكرين والمثقفين، ويشترك جميع هؤلاء بأن محاولات علاجهم تفشل، بينما يتحوّل الوضع فيما بعد إلى حالة من العبثية تشمل الطاقم الطبّي لا المرضى فقط، كاستعارة عن انهيار المجتمع اللبناني خلال سنوات الحرب.

وعلى خلاف السرديات الكبرى التي اختزلت الحرب إلى مواجهات بين خير وشر، وضحية وجلّاد، فإن مسرحيات زياد لم تبحث في الحرب عن بطل أو خائن، بل صوّرت الضياع الجماعي والانهيار في المعنى، لتبدو الحرب شبيهة بمرض مزمن أكثر من كونها انفجاراً لحظياً، وتتجاوز الحدث السياسي لتصير نمط عيش، وخللاً في الإيقاع الداخلي للفرد والمجتمع.

وبينما تعجز اللغة الرسمية في زمن الحروب على نقل الوقائع، يقترح علينا زياد شكلاً آخر من الفهم، ويعطي للسخرية دوراً أساسياً: أداة نقد قادرة على فضح النظام الاجتماعي والسياسي، وآلية مقاومة للواقع والسلطة والخطابات المعلّبة والجاهزة.

ولا تنفصل السخرية في مسرحيات زياد عن الألم، فمثلاً نرى شخصية زكريا (زياد الرحباني) في مسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟" تقول لصديق: الفقر بيفزِّع يا نجيب.. بس نحن كنا فيه وما كنا شايفينو.. عايشين هيك طبيعي ما حاسين.. بس طلعنا شوي منه شفناه من بعيد.. بيفزِّعْ أكتر صار".

وفي مشهد آخر يغضب زكريا من زوجته ثريا (نبيلة زيتوني) التي صارت تجالس زبائن الملهى لكسب المال، ويتهمها بأنها واقعة في غرام سائح إسباني، فترد هي أن الإسبان يدفعون أكثر من الإنجليز، ويتحوّل النقاش إلى جدال عما إذا كان الإسبان أكثر كرماً من الإنجليز أم لا، في استعارة عن النقاشات العبثية خلال فترات الحروب، تلك التي تعنى بتقييم الأفضل بين هذا وذاك دون الالتفات لما خلفته الحرب من كوارث على الصعيد الشخصي والوطني.

بينما يقول زياد في مسرحية "فيلم أمريكي طويل" التي يلعب فيها دور مريض يدعى رشيد وهو يتحدّث مع معالجه في المصحة: "حكيم إذا في خمس لبنانية هول مش خمسة، هول واحد وواحد وواحد وواحد وواحد" في إشارة إلى تفكّك المجتمع اللبناني خلال سنوات الحرب.

إن زياد يدعو الجمهور في مسرحه إلى إطلاق ضحكة مريرة أثناء محاولة فهم الكارثة المشتركة، فالسخرية ليست زينة لغوية، أو حيلة من حيل النص، وإنّما موقف سياسي وتمرّد ناعم على منطق الحرب ومنظومة السلطة.

واللافت أن سخرية زياد لا تترك أحداً، فلا قداسة في قاموسه لزعيم أو تيار أو مثقف أو مواطن، إنها سخرية تُربك وتُزعج أحياناً لكنها تفضح الواقع وتعريه في حالة العجز عن تغييره.

وكما أسلفنا، لم يكن مسرح زياد منصة للنخب الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية، وإنما مسرحاً للعمّال، والموظفين، ومدمني القمار، والبؤساء، والمرضى، إنهم أبطال المرحلة وضحاياها ومحللوها وشهودها في آن.

ففي مسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟" يسافر زكريا وثريا الزوجان الفقيران إلى بيروت لتحسين أحوالهما والعمل في حانة، فنرى زكريا يعيش صراعاً ممتداً محوره المال وكسب لقمة العيش، بينما لا تتوانى زوجته ثريا عن مجالسة الزبائن الأجانب تحت الضغوط المالية، إنهما شخصيتان واقعيتان تعانيان من ضيق العيش والانتظار القاتل لمعجزة لا تأتي.

بينما هناك في مسرحية "فيلم أميركي طويل" مجموعة من الشخصيات المختلفة التي تمثّل مكونات المجتمع اللبناني، رشيد (زياد الرحباني) الشاب المتمرد والعدائي الذي يُحمِّل الجميع مسؤولية اندلاع الحرب، وعبد الأمير (رفيق نجم) الأستاذ الذي يبحث في نظريات المؤامرة الكبرى على البلاد، وإدوارد (فهد أبو عبسي) المسيحي المتوجس من صعود تيارات الإسلام السياسي، وأبو ليلى (جوزيف صقر) الذي تدفعه الحرب للإدمان، والطاقم الطبّي كاملاً والذي سيدخل فيما بعد في النقاشات الطائفية داخل مؤسسة الطبابة الرسمية، تجتمع كل هذه الشخصيات على البؤس وقلّة الحيلة، لتصير "العصفورية" في الفيلم صورة مصغّرة عن البلاد المصابة بحالة من الجنون الجماعي. 

 وفي مسرحيته "نزل السرور" (١٩٧٤) يجمع زياد الفقراء والضحايا والعمّال ومدمني القمار في نزل (فندق) هو الآخر صورة مصغّرة عن لبنان قبل عام من اندلاع الحرب، فينقل لنا صورة المجتمع الذي يعاني من اليأس والتردّد والخنوع، ويتناول قضايا القهر الطبقي والاجتماعي عبر قصّة مجموعة من البؤساء الذين يسيطرون على الفندق ويطالبون بحقوقهم بينما تتجاهلهم السلطة.

ربّما يكون جميع هؤلاء "كومبارس" في دراما الحرب الطاحنة، لكنهم أبطال الرواية من وجهة نظر زياد الذي نسف المنظومة التقليدية للبطل المسرحي العربي، وتحوّل بالبطولة من معاني الشجاعة والكرامة إلى معاني الهشاشة واليأس والخوف والأحلام الصغيرة، فأعاد الاعتبار إلى مهمّشي المجتمع بوصفهم الأجدر بالكلام والأصدق في التعبير.

إن كل تفصيل صغير في مسرح زياد من حوار عابر في مصح، إلى نكتة مرتجلة على لسان موظف يائس، كلها تحمل دلالات على واقع معقّد، ومنقسم، وعصي الفهم والإدراك عبر الشعارات والبلاغات السياسية، ولهذا يمكن اعتبار أعمال زياد بمثابة "ذاكرة مضادة" توثّق الحرب وأسباب اندلاعها بلسان المتروكين في الظل: الخائفين، العاشقين، الفقراء، والمتعبين.

ولعل ما يميز تجربة زياد من جهة أخرى هو قدرته على تحويل الخراب الجمعي إلى مادة فنية بعيدة عن البكائيات والخطاب العقائدي، عبر قالب مسرحي مليء بالتناقضات وعبثي بالرغم من واقعيته.

واليوم، بينما صرنا في زمن متخم بالأرشيفات المُعدة والوثائق المحرّرة، تظلّ مسرحيات زياد بمثابة "أرشيف حي" ينبض بالضحك والارتباك والأسى، ويترك لنا فرصة قراءة حكايا البشر كما هي دون تنميق.

كاتبة سورية

 

####

 

زياد نقل فيروز من الترف الوجداني إلى جماليات الواقع وكابوسيته

أنور حامد

كانت اللغة لعبة زياد والموسيقى إبداعه المتفرد، وكانت كلمات وموسيقى أغانيه توليفة متفردة صعب أن تتخيلها لكنك ستتورط في حبها.

كان للغة أغاني زياد سمة محددة تحمل ملامح هويته اللغوية، أما موسيقاه فقد تنوعت ما بين الأسلوب الشرقي والجاز بل والروك أحياناً، لكنها كلها تحمل بصماته التي لا يمكن أن يخطئها من يستمع إليها، المشاغبة في التعامل مع القوالب،

بدأ زياد الرحباني التلحين لوالدته السيدة فيروز في سن مبكر، عام ١٩٧٢، حين لم يكن يتجاوز السادسة عشرة. كانت موسيقى ولحن وكلمات أغنية "سألوني الناس" مشبعة بأجواء الرحابنة الأب والعم، ولم تكن ملامح أجواء أغاني زياد قد بدأت تتشكل بعد.

في أغنية "البوسطة" التي غنتها فيروز عام ١٩٧٥ بدأنا نتعرف على ملامح موسيقى زياد التي تشي بشخصية موسيقية مستقلة ومتفردة، كما عالم كلمات أغانيه.

بدأت ملامح عالم جديد لأغاني فيروز تتشكل. نقلها زياد من أجواء الحلم والرومانسية والخيال والشعرية والنسخة السحرية للعالم المادي، إلى عالم الفوضى اللغوية والسياسية والوجدانية، عالم الواقع المعاش.

فجأة انتقلت فيروز من أجواء "من يومها صار القمر أكبر" إلى "تنذكر ما تنعاد"، من رومانسية "قعدوا على مقاعدنا سرقوا منا المشوار" إلى " كيفك إنت، ملا إنت" أو "أنا ما تغيرنا إنت اللي تغيرنا".

كانت اللغة لعبة زياد والموسيقى إبداعه المتفرد، وكانت كلمات وموسيقى أغانيه توليفة متفردة صعب أن تتخيلها لكنك ستتورط في حبها.

ما فعله زياد الرحباني في فنه هو أن أمسك بيد فيروز وقادها من زمن الرومانسيات والأحلام إلى زمن الحروب والتيه والدماء الذي لم تعد تلائمه أجواء " يمي ما بعرف كيف حاكاني"، فبراءة أجواء القرية اللبنانية انحسرت عن المشهد لتحل محلها قسوة تناقضات حياة المدينة، وبراءة ملامح المشهد الذي تعمرها أعياد ومواسم لم تعد تصلح لتعبر عن لبنان حرب أهلية وحشية، فضلاً عن انحسار المشهد الرومانسي تدريجياً من نمط حياة المجتمعات العربية، جمهور فيروز، بشكل عام.

أمسك زياد بيد فيروز ورحل بها إلى عالم "بخطر لي آخد حبة تا إقدر نام"، عالم عقاقير الصداع والمسكنات، عالم التوتر والتيه وانسداد الأفق السياسي والاقتصادي.

طبعاً لم يكن هذا الانتقال سلساً أو سهلاً، فقد قال زياد في أكثر من مقابلة صحفية إن بعض الأغاني التي لحنها لأمه بقيت محتجزة لديها سنوات قبل أن تقتنع وتغنيها. لكنها حين اجتازت الحاجز النفسي الفاصل بين أجواء عالم الرحابنة وملامح عالم زياد انطلقت على سجيتها، وغنت كلمات ما كان يمكن أن يتصور أحد أن تغنيها، مثل أغنية "رفيقي صبحي الجيز". من كان يتصور أن تلفظ فيروز كلمة "رفيق" خارج نطاق مدلول صحبة الطفولة والشباب ؟ لكن زياد فعلها، و"ورطها" حتى في أجوائه السياسية. 

اجترح زياد لغة هي نقيض لغة الأغاني الشائعة مهما كان توجهها، فيها عمق وفلسفة رغم وقعها المضحك أحياناً.

كثيراً ما أتأمل بعبارة "إحنا ما تغيرنا إنتي اللي تغيرنا"، التي لم تغنها فيروز لكن كلمات زياد التي غنتها لا تختلف كثيراً في مشاغباتها اللغوية. ماذا تعني عبارة "إنت اللي تغيرنا" ؟ طبعاً العبارة تخرج عن قواعد اللغة الكلاسيكية، لكن الفن المتمرد في كل العالم كسر الأطر التقليدية، سواء اللغوية أو الموسيقية. لو أردت استبدال هذه العبارة بعبارة كلاسيكية فالمعنى سيكون "لقد تغيرت علاقتنا بسببك "، لكن المتأمل بعبارة زياد المشحونة لوقارنها بالمقابل اللغوي الجامد البارد لوجد فجوة كلبرة.

في السياسة والفن: زياد المتمرد، الحر

تنتمي سيرة زياد الموسيقية إلى الروح العالمية للتمرد أو التعبير الفني عن موقف من الواقع، والتي تتسم في العادة بكسر القوالب السائدة والتمرد عليها شكلاً ومضموناً.

في أوروبا أنتجت الحرب العالمية الثانية بكل الخراب الذي خلفته على الأرض كما في النفوس، مسرح العبث: مسرحاً كسر القالب الكلاسيكي القائم منذ الإغريق، وسخر من كل شيء.

في العالم العربي كان الزلزال الأول هزيمة عام ١٩٦٧، التي أنتجت بدورها فناً مختلفاً.

حين بلغ زياد نضج التعبير الموسيقى كانت الحرب الأهلية اللبنانية على الأبواب، سبقتها أجواء سياسية محتقنة في لبنان والمنطقة.

طبعاً نفس الواقع الذي أنتج موسيقى زياد هو الذي أنتج أغاني مثل "بدنا نتجوز عالعيد" و "لمجوز ألله يزيده"، فرد الفعل على الواقع الذي يولد فيه الفن مرتبط بشخصية الفن لا بالواقع وحده. 

كانت البداية هزيمة عام ١٩٦٧ التي "سيست" الشباب، وبما أن الشباب في العالم العربي هم الفئة الأكبر من جمهور الفن الجديد، فكان لا بد أن تنتقل هذه الروح إلى الفن.

ظهرت في لبنان الاغنية السياسية، ومع أنني سأكون حذراً في إسباغ هذا الاسم على ملامح فن زياد، إلا أنه كان مسكوناً بالهم السياسي في ما أنتج من موسيقى ومسرح.

كان زياد يساري التوجه، وقد ارتبط اسمه بالحزب الشيوعي اللبناني، لا أدري إن كان التزم به في أي مرحلة، لكنه كان مقرباً منه، وكانت لمواقفه السياسية ملامح يسارية واضحة، لكن نتاجه الفني، المسيس بشكل لا لبس فيه، لم يكن سياسياً فجاً. ابتدع أشكالاً فريدة للتعبير السياسي في الموسيقى والمسرح. في المسرح اعتمد السخرية السياسية، وكذلك في كلمات أغانيه كما أشرنا سابقاً. في الأغاني كان أهم ملامح ثورته وتمرده هو الخروج عن السائد في الاسلوب اللغوي والموسيقي، وابتكار أشكال إبداعية مبهرة غير مسبوقة.

لو تأملنا في أغنية "شو هالإيام اللي وصلنالا" مثلا: هي أغنية تحمل ملامح زياد لغوياً وسياسياً وموسيقياً وأداء، لكنها تستعير من أغان عربية كلاسيكية (الحلوة دي قامت تعجن من سيد درويش، يا سلام سلم، الهوى غلاب ). 

كان للغة أغاني زياد سمة محددة تحمل ملامح هويته اللغوية، أما موسيقاه فقد تنوعت ما بين الأسلوب الشرقي والجاز بل والروك أحياناً، لكنها كلها تحمل بصماته التي لا يمكن أن يخطئها من يستمع إليها، المشاغبة في التعامل مع القوالب، فجمله الموسيقية كما قال أحد كبار العازفين الذين صاحبوه بالعزف موسيقياً في إحدى حفلاته في القاهرة إنها كانت "كابوسا" للعازفين بسبب تفردها الشكلي وبصمات زياد التي كان يضيفها على شكل ملاحظات تكميلية على النوتة الموسيقية.

لا يواكب الفن في العالم العربي، لحسن الحظ، حركة المجتمع كما في المجتمعات التي كانت مسيرة تطور مجتمعاتها عضوية ومنتظمة، فلذلك نجل الفن عموماً، بما فيه الأشكال الأدبية، يحلق فوق الواقع ولا يتماهى مع درجة تطور ثقافته السائدة، فالأشكال الحداثية في الفن تبرز على شكل طفرات فردانية، تظهر فجأة من اللامكان، وتنطفىء فجأة دون أن تؤسس لثقافة تبنى لبنة لبنة ودون أن تضمن لنفسها استمرارية.

لم تكن ظاهرة زياد الرحباني استثناء، فهو الذي استعار من الأشكال الموسيقية العصرية للعالم برغم الواقع الاجتماعي المتردي، كان يحلق في أثير خاص به، فوق النسيج الثقافي السائد لمجتمعه. 

رحل زياد، وبقي فنه الموسيقي والمسرحي علامة فارقة جداً في تاريخنا الثقافي.

روائي من فلسطين

 

####

 

زياد الرحباني: بس الجوع كافر

فاطمة الزهراء سحويل

شكلت موسيقى الرحباني في ألبوم "أنا مش كافر" صوتا للألم والتمرد والسخرية من الوضع القائم على الظلم والفوضى، والفساد. رسائل ضمنية عديدة لذلك مازلنا نرددها حتى اليوم، ونستخدمها للتعبير عن الغضب والإحباط من الواقع المرير الذي نعيشه في قطاع غزة ، مما يؤكد أن الرحباني لم يكن مجرد فنان،

لقد كانت ألحانه مرآةً للتحولات الاجتماعية والسياسية في لبنان والوطن العربي، فلم تكن مجرد نوتات موسيقية جميلة متناغمة، بل كانت تتضمن رسائل صادقة، أحياناً ساخرة وأحيانًا حزينة. مزجت موسيقى الرحباني بين الكوميديا والتراجيديا، بين الأمل واليأس، تمامًا كما هي حياتنا الآن.

اجتمع على الناس في غزة الفقر وهو كافر والجوع وهو كافر والخذلان وهو كافر، لكن لم يكفروا، بل ينمو لديهم الأمل بغدٍ أفضل، اليوم أصبح أهالي قطاع غزة يرددون كلمات أغنية زياد الرحباني التي سمعوها منذ سنين مضت لأنهم يعيشونها واقعاً مريراً يومياً، فقد تفاعل رحباني مع حالة من الثورة والظلم الاجتماعي في وطنه، وكان مناصراً للقضية الفلسطينية.

يستشعر اليوم الفلسطينيون غياب الرحباني الذي قال: "لا أحد سيحرر فلسطين إلا أهلها" في عمق ضجيج الحياة وألمها في غزة، حيث تتراقص أرواحنا على إيقاع اليأس والأمل، رحل السبت الموافق 26 يوليو 2025، زعيم الفن والوعي، زياد الرحباني، عن عمر يناهز 69 عاماً. رحيل يترك فراغاً مدويا في المشهد الثقافي والفني، ويجعلنا نردد بمرارة أغنيته: "أنا مش كافر بس الجوع كافر".

فقد كان صوتاً قوياً في وجه الطائفية والاستغلال والقهر، واقفاً في صف الفقراء والضعفاء، ربما شعر الفلسطينيون، وفي غزة تحديداً أن كلماته أصبحت مطابقة لواقع حياتهم بشكل كامل.

يرتبط المبدع الراحل زياد الرحباني بتاريخ طويل مع الفن الفلسطيني، فقد وزع أغنية "أحمد الزعتر" من شعر محمود درويش عام 1977 ، وكذلك "مديح الظل العالي"، وفي العام 1982 وضع الرحباني موسيقى فيلم عائد إلى حيفا عن رواية الكاتب غسان كنفاني.

زياد الرحباني لم يكن فناناً عابراً، بل كان تجسيداً حياً لمقولة ستيوارت هول: "الثقافة ليست انعكاساً بسيطاً للواقع الاجتماعي، بل هي مجال إنتاج المعنى" وهو ما ميز الرحباني، وجعل من رحيله حدثاً مختلفاً، فقد شكلت ألحانه الوعي الإنساني والوطني، ليتحول فنه من ترفٍ نخبوي إلى صوت للمواطن، وصوت لكل شارع عربي يحكي عن قبح الواقع ومرارته.

ترك الرحباني إرثاً فنياً متكاملاً، مزج بين عمق المسرح وقوة الألحان ليغادر العالم جسداً وتبقى ألحانه وشخصياته حية على خشبة المسرح، بحكايات تقدم نقدا ساخرا لاذعاً. ففي كل فصل من مسرحياته جسد الواقع الثقافي وأبرز جرأته الفنية التي تخطت حدود لبنان إلى كل بيت في الوطن العربي. خشبة المسرح التي تقدم أعمال الرحباني كانت عنوانا للحديث عن أزمات المجتمع وهموم الإنسان العربي في كل مكان لتصفع الواقع وتوقظ الوعي.

فكل فصل من مسرحياته كان تجسيداً لواقع ثقافي أبرز جرأته الفنية ففي مسرحية" بالنسبة لبكرا شو؟" جعل الجمهور يضحك ويبكي في آن واحد، ليعكس بصدق معاناة وأحلام البسطاء ويأسهم من المستقبل المجهول، لتتحول المسرحية عام 2017 إلى فيلم سينمائي، شاهدها الملايين، وكأنها تعرض لأول مرة.

لقد كانت كل مسرحية يقدمها زياد الرحباني أشبه بصفعةٍ على وجه الوجدان الجمعي، تدفع المتفرج إلى التفكير، وإلى التمرد على السائد، لتُرسّخ مكانته كواحد من أبرز فرسان الكوميديا السوداء والنقد الاجتماعي الجريء ليقدم أعمالاً ستبقى خالدة في الذاكرة العربية.

كما ناقش الرحباني في مسرحية "فيلم أمريكي طويل" قضايا الهوية والانتماء، الواقع والوهم، الجنون والعقل، ليقدم تأملاً نقدياً للحرب وتأثيرها على النفس البشرية وأثرها على مفهوم الهوية. أما "شي فاشل"فشكلت صرخة فنية تعكس غياب الأمل ومحاولات التعايش مع اليأس المحيط في فترة الحرب الأهلية.

ولم ينس الرحباني أن يناقش التصالح الوطني والجروح التي خلفتها الحرب والبحث عن الكرامة المفقودة بطريقة عميقة في ظل واقع سياسي واجتماعي معقد في مسرحية "بخصوص الكرامة والشعب العنيد."

كما عكست مسرحية "لولا فسحة الأمل" نظرة الرحباني المتشائمة للواقع اللبناني بشكل خاص، والعربي بشكل عام بعد الحرب، في فترة ما بعد الحرب الأهلية. المسرحية تستعرض حياة شخصيات تعيش حالة من اليأس والإحباط، وكأن لا بصيص أمل يلوح في الأفق. تعمقت في تحليل النفس البشرية التي تئن تحت وطأة الظروف القاسية، وغياب أي أفق للتغيير الإيجابي. وتثير التساؤلات حول معنى الاستمرارية كما حال أهالي قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام لحرب الإبادة .

أما ألحانه فلم تكن مجرد ألحان عابرة، بل بناءً فنياً متكاملاً، وحواراً ثقافياً وحضارياً، كانت موسيقى الرحباني إبداعية متجددة، منحها روحاً تتجاوز الحدود، لتصبح "موسيقى زياد الرحباني" نوعاً قائماً بذاته، لم يقلد بل فكك القوالب الجامدة للموسيقى، ومزج بين المقامات الشرقية الأصيلة وأنغام الجاز، ليخلق حواراً مميزاً بين ثقافة الشرق والغرب. فمن يستمع إلى " أنا مش كافر" يسمع صرخة مدوية أمام حالة الإحباط واليأس من الواقع السياسي. يقدم فيها رسالة تشير إلى الواقع القاسي الذي يحاصر الإنسان ، وتشكل دعوة للتفكير في ماهية الكفر الحقيقي: هل هو في المعتقد، أم في الظروف التي تدفع بالإنسان إلى حافة الهاوية؟

شكلت موسيقى الرحباني في ألبوم "أنا مش كافر" صوتا للألم والتمرد والسخرية من الوضع القائم على الظلم والفوضى، والفساد. رسائل ضمنية عديدة لذلك مازلنا نرددها حتى اليوم، ونستخدمها للتعبير عن الغضب والإحباط من الواقع المرير الذي نعيشه في قطاع غزة ، مما يؤكد أن الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان قائداً للمقاومة الثقافية، وأكد في أعماله أن الثقافة ليست انعكاسا فقط وليست مجرد قيم أو فنون بل هي موقع لصراع المعاني ومكان تتبلور فيه علاقة الهيمنة والمقاومة.

لقد كانت ألحانه مرآةً للتحولات الاجتماعية والسياسية في لبنان والوطن العربي، فلم تكن مجرد نوتات موسيقية جميلة متناغمة، بل كانت تتضمن رسائل صادقة، أحياناً ساخرة وأحيانًا حزينة. مزجت موسيقى الرحباني بين الكوميديا والتراجيديا، بين الأمل واليأس، تمامًا كما هي حياتنا الآن.

فقد كتب ولحن أغنية "صمدوا وغلبوا" وأهداها لأهل جنوب لبنان وغزة، ورسم فيها لوحة فنية موسيقية تتحدث كيف أنهم حفظوا العدوان جماعة البسطاء والذين لولاهم لما بقي الوطن وأولادهم ماتوا ليبقى لنا أولاد بينما هرب تجار المال.

رحيله اليوم يرسخ ألحانه وأعماله الفنية كجزء أصيل من التراث الموسيقي العربي المعاصر، فهي ليست مجرد مقاطع صوتية، بل هي فصول من تاريخ فني وثقافي، لفنان آمن بقوة الموسيقى في التغيير، فلحن سيمفونيات باقية لا تموت.

كاتبة من فلسطين

 

مجلة رمان الثقافية في

27.07.2025

 
 
 
 
 

فنانو سوريا لزياد.. واحبيبنا

الأخبار

نعى عدد من النجوم والفنانيين السوريين العبقري زياد الرحباني، وبين من قدم التعازي إلى السيدة فيروز وآخرين شاركوا ذكرياتهم وصورهم مع زياد.

لم تتأخر «شام tv » في توجيه التحية لروح الموسيقار زياد الرحباني، عبر تخصيص محتوى حساباتها المختلفة على منصات التواصل الاجتماعي للاحتفاء ببعض ذكريات المحطة السورية بلقاءات سابقة مع الملحن والموزع الموسيقي، وحملت المواد المنتجة توقيعاً صوتياً من فيروز الأول «يا حبيبنا يا حبيب فيروز»، والثاني «كبيرة المزحة هي».

بسام كوسا: أنت شريف وحقيقي

وكتب النجم السوري بسام كوسا في حسابه على إنستغرام «شكرا زياد على كلشي قدمتو للناس». وشارك مقطع فيديو من المقابلة التي أجراها جوكر الدراما السورية مع المبدع زياد الرحباني عام 2008 لصالح التلفزيون السوري، على هامش فعاليات الاحتفال بدمشق كعاصمة الثقافة العربية. ويقول فيه كوسا «الأمم كل نصف قرن بطالع عظيم بتلاتينات جابت السيد درويش وبالتمانينات جابت زياد الرحباني..».

ناصيف زيتون: ياريت الكبار ما بيرحلو

من جهته، عبر الفنان السوري ناصيف زيتون، عن تأثير زياد عليه وعلى جيله من الفنانين بكتابته «رحل اللي علّمنا نسمع غير، ونفكّر غير، ونغنّي غير». وكان زياد الرحباني في إحدى المقابلات أشار إلى أنه لا يعلم من هو ناصيف زيتون، لكن وحين قال له المحاور «هيدا نجم سوري طالع جديد»، استدرك زياد «لأ اذا سوري لازم نتعرف عليه». وعرف عن زياد الاستعانة بالعديد من العازفين والموسيقيين والفنانيين السوريين، كالفنانة رشا رزق التي كتبت في نعيه «وداعاً أستاذ الكل.. وداعاً زياد الرحباني».

أصالة: العزاء لمن أنجبت روحنا

ورغم النقد اللاذع، الذي لحق بالنجمة السورية أصالة نصري من كلام زياد الرحباني الساخر، اذ قال في وصف صوتها في إحدى المقابلات «صوتها بقص رغيف الخبز» في إشارة إلى حدته… لم تتأخر «صولا» في التعبير عن حزنها برحيل زياد، ووجهت العزاء للسيدة فيروز بالقول « سيّدتي الأغلى ياساكنة بقلوبنا بأعلى وأجمل مكان الله يرحم إبنك الفنًان الكبير زياد الرحباني إبن المجد وصنّاع الفنّ البديع وبدعي ربي يمسح بالصبر على قلبك الغالي ويهوّن عليكي هالأيّام الصّعبه.. يا أمنا اللي أنجبت روحنا يا عظيمة يا فيروز».

شكران مرتجى: أخدت الحب وتركت الأسى

من جهتها، تواصل النجمة شكران مرتجى مشاركة محتوى يحتفي بزياد عبر حساباتها على إنستغرام ومنصة إكس، وكان أول ما كتبته بعد إعلام الخبر «عودنا ما نشوفه بس نسمعه بس كنا نعرف إنه بيناتنا ورح يفاجئنا ويطل هالمره فاجئنا وراح»

وائل رمضان: رحل آخر السادة

أما الفنان والمخرج السوري وائل رمضانه، الذي عرف بمحبته الكبيرة لزياد الرحباني وجوزيف صقر، فكتب « رحل آخر السادة المتهمين … ببناء وطن جميل في وجداننا وخيالاتنا ..رحل كافر آخر من الكافرين .. الذين صدقناهم ومشينا معهم ، كافر بالجوع بالقهر بالظلم بالقسمة وبكل ماهو بشع .. صدقناهم بأن بلادنا بلد الحق والخير والجمال، وذهبنا معهم لندافع عن معتقداتنا بكل ما نملك من حب وإيما حب». وكان سبق لرمضان مشاركة قصة مع جمهوره عند محاولته خلال دراسته الجامعية السفر إلى بيروت من دون علم أهله لحضور حفل لزياد ومساعدة جوزيف صقر للشاب السوري بمنحه النقود للعودة إلى سوريا بعد معرفته بأن نفد من كل مدخراته ليحضر حفلة لزياد.

رحل آخر السادة المتهمين … ببناء وطن جميل في وجداننا وخيالاتنا ..رحل كافر آخر من الكافرين .. الذين صدقناهم ومشينا معهم ، كافر بالجوع بالقهر بالظلم بالقسمة وبكل ماهو بشع .. صدقناهم بأن بلادنا بلد الحق والخير والجمال.

 

####

 

الإعلام اللبناني يرثي زيّاد... باستثناء التلفزيون الرسمي!

نزار نمر

بعد غيابه المدوّي عن نقل فعاليّات عودة الأسير المحرّر المناضل اللبناني جورج عبدالله إلى بلده، ها هو «تلفزيون لبنان» يغيب عن أيّ برمجة خاصّة بالرحباني.

عدّلت القنوات الخاصّة على اختلافها من برمجتها مساء السبت تماشياً مع الحزن الذي خلّفه رحيل العملاق زيّاد الرحباني، كما أقامت فقرات خاصّة لرثائه خلال نشرت الأخبار. بعد النشرات، بثّت LBCI حلقة قديمة مع الراحل من برنامجها «حوار العمر»، فيما عرضت «الجديد» وثائقيّها الخاصّ مع الرحباني الذي كان أعدّه جاد غصن قبل سنوات وعُرض مرّات عدّة منذ حينه، وأعادت mtv عرض حلقة خاصّة به من برنامجها «صارو ميّة».

«تلفزيون لبنان» لا يتذكّر زياد الرحباني

وبعد غيابه المدوّي عن نقل فعاليّات عودة الأسير المحرّر المناضل اللبناني جورج عبدالله إلى بلده، ها هو «تلفزيون لبنان» يغيب عن أيّ برمجة خاصّة بالرحباني. فقد استمرّ في برمجته العادية، باستثناء رثاء الفنّان في نشرات الأخبار. فمَن المسؤول عن تقصير قناة الدولة هذا؟

لا مبرّر لهذا الإهمال، ليس فقط كون «تلفزيون لبنان» من المفترض أن يمثّل جميع اللبنانيّين وبلدهم الذي خسر فنّاناً بهذا الحجم رفع اسمه، بل كذلك كونه الوسيلة الإعلامية صاحبة الأرشيف الأكبر والأعتق في الشرق الأوسط. اللهم إلّا إذا كان الهدف إضعاف المؤسّسة عمداً تمهيداً لإغلاقها أو خصخصتها بالمجّان، أو حتّى ترجيح الكفّة لمنافسيها من القطاع الخاصّ.

يُذكر أنّه ابتداءً من اليوم الأحد، بدأت الشاشة الرسمية بعرض أعمال للراحل تحت عنوان «وفاءً لذكراه». لكنّ الغياب في يوم الرحيل كان وقعه أكبر. رغم ذلك، ينطبق على القناة مثال «أن تأتي متأخّراً خير من ألّا تأتي أبداً»

 

####

 

زياد الغائب الحاضر في المهرجانات

الأخبار

كان الراحل زياد عاصي الرحباني (1956 – 2025)، حاضراً أمس في المهرجانات والحفلات الصيفية. لم يغب طيف زياد، واستعاد النجوم حضوره، سواء من خلال كلمات عبّروا فيها عن حزنهم لفقدانه، أو عبر تقديم بعض المعزوفات الفنية التي ألّفها الراحل.

كان الراحل زياد عاصي الرحباني (1956 – 2025)، حاضراً أمس في المهرجانات والحفلات الصيفية. لم يغب طيف زياد، واستعاد النجوم حضوره، سواء من خلال كلمات عبّروا فيها عن حزنهم لفقدانه، أو عبر تقديم بعض المعزوفات الفنية التي ألّفها الراحل.

مروان خوري يفتتح حفلته بتحية مؤثرة

في هذا السياق، أحيا الفنان مروان خوري حفلة أمس ضمن «مهرجان زحلة»، وافتتح السهرة بكلمة عبّر فيها عن حزنه لغياب زياد، قائلاً: «نحنا ربينا على موسيقى زياد الرحباني. كل واحد منا فيه جزء من زياد، لأنه مدرسة موسيقية وفنية. كما عُرف بمواقفه الإنسانية، وكان يحاول ينصر المظلومين. فقدناه في زمن نعيش فيه واقعاً صعباً». إلى جانب تقديمه أعماله الخاصة التي كتب كلماتها ولحّنها، عزف خوري على البيانو بعض المقطوعات الخاصة بالرحباني.

محمد خيري يذرف الدموع في بيروت

من جانبه، بدا الفنان محمد خيري متأثراً في الحفلة التي أحياها أمس في بيروت. زيّن مسرح خيري بصور الرحباني، وذرف الدموع أثناء تأديته أغنية «سألوني الناس» للسيدة فيروز، والتي لحّنها ابنها الراحل. حاول الفنان اللبناني تمالك نفسه ولكن دموعه غلبته، لم تحمله الاغنية من معاني الفراق والشوق.

جورج خباز يتذكر زياد

لم يغب طيف الراحل زياد الرحباني عن مسرحية «خيال صحرا» التي يقدمها الممثلان جورج خباز وعادل كرم على مسرح «كازينو لبنان». بعد انتهاء العرض أمس، وجه خباز تحية الى الراحل، قائلاً «نوجه تحية الى معلمنا كلنا في الفن والإنسانية زياد الرحباني».

موعد الصلاة على راحة نفس الرحباني

وكان زياد قد رحل أمس عن عالمنا بعد صراع مع المرض، وسيُحتفل بالصلاة على راحة نفسه غداً في «كنيسة رقاد السيدة ــ المحيدثة» في بكفيا.

 

الأخبار اللبنانية في

27.07.2025

 
 
 
 
 

كارول سماحة تنعى زياد الرحباني بكلمات مؤثرة وتوجه رسالة لـ فيروز

كتب: محمد هيثم

حرصت الفنانة كارول سماحة، على نعي الفنان والملحن اللبناني زياد الرحباني، الذي رحل عن عالمنا صباح أمس السبت عن عمر ناهز 69 عامًا، كما وجهت رسالة إلى والدته الفنانة فيروز.

كتبت كارول سماحة عبر خاصية القصص القصيرة على حسابها بـ إنستجرام: «عبقري، فنان، تاريخ، رحيلك يا زياد كسرلي قلبي، كنت دايما الصوت المختلف، والإبداع اللي ما يخلص، رح تضل بأعمالك، بذاكرتنا، وبحبنا لإلك، الله يرحمك يا كبير».

وأضافت: «باعزي السيدة فيروز من قلبي، بعزي الأم اللي خسرت ابنا، والروح اللي غابت عنها قطعة منها، كلنا معك بها اللحظة الصعبة».

وكانت أسرة الفنان الراحل زياد الرحباني كشفت عن موعد ومكان تشييع جنازته وعزائه حيث أصدرت الأسرة بيانًا أعلنت فيه أن جنازته ستُشيّع غدًا الإثنين في كنيسة «رقاد السيدة».

وأضافت الأسرة أن مراسم العزاء ستُقام في الكنيسة ذاتها، قبل الدفن وبعده، من الساعة 11 صباحًا حتى السادسة مساءً، على أن يُستكمل استقبال العزاء بعد غدٍ الثلاثاء أيضًا في الكنيسة، من الساعة 11 صباحًا حتى السادسة مساءً.

 

####

 

كارمن لبُس توجه كلمات مؤثرة إلى زياد الرحباني:

«فكرت بكل شي إلا إنو الناس يعزّوني فيك»

كتب: إيمان علي

أثارت الفنانة اللبنانية كارمن لبُس مشاعر جمهورها بعد منشور مؤثر نشرته عبر منصة «X» (تويتر سابقًا)، عبّرت فيه عن حزنها العميق على فراق الموسيقي الكبير زياد الرحباني، في إشارة اعتبرها البعض وداعًا غير مباشر أو رثاءً حزينًا.

كارمن كتبت: «فكرت بكل شي إلا إنو الناس يعزّوني فيك، الوجع بقلبي أكبر من إني اقدر اوصفو، أنا مش شاطرة بالتعبير، انت أشطر مني بكتير تعبّر عني ...، لو كان في بُعد، بس كنت موجود، وهلق بطلت».

وأضافت: «صعبة كتير زياد ما تكون موجود!!، رح ابقى اشتقلك عطول لو انت مش هون، وحبك، بلا ولا شي، زياد الرحباني».

يذكر أن زياد الرحباني توفي، أمس السبت، بعد مسيرة حافلة بالتجريب، التمرد، والصدق، بعد أن صنع لنفسه مكانة لا ينافسه فيها أحد في المشهد الثقافي اللبناني والعربي. لم يكن مجرد ابن فيروز، بل كان هو نفسه صوتًا صارخًا في وجه الحرب، واللا عدالة، والفراغ الذي خلّفه الوطن في قلوب محبيه.

 

المصري اليوم في

27.07.2025

 
 
 
 
 

لبنان يودّع زياد الرحباني اليوم..

عون: كان حالة فكرية وثقافية متكاملة.. وسلام: ظلّ وفيًّا لقِيَم العدالة والكرامة

فُجع الوسط الفني بوفاة الفنان زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاماً بعد صراع مع المرض وبعد مسيرة فنية حافلة، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى والمسرح.

هو نجل السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني ويُعدّ أحد أبرز المجدّدين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. بدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدّم أولى مسرحياته الشهيرة «سهرية»، وكتب ولحن لاحقاً لوالدته فيروز العديد من الأعمال.

تميّزت أعماله المسرحية بالكثير من النقد السياسي والاجتماعي الهادف المصاحب للفكاهة وخفّة الظل.

ويُشيّع لبنان اليوم الراحل الكبير، الذي توفي صباح السبت بعد معاناة طويلة مع المرض.

وتُقام الصلاة لراحة نفسه عند الساعة الرابعة من بعد الظهر في كنيسة رقاد السيدة – المحيدثة، بكفيا.

وتُقبل التعازي في صالون الكنيسة قبل مراسم الدفن وبعدها من الساعة 11 صباحاً حتى السادسة مساءً، كما تُستكمل يوم الثلاثاء 29 تموز في المكان نفسه، ضمن التوقيت ذاته.

وشكّلت وفاة الفنان الكبير صدمة في الأوساط الثقافية والفنية، حيث نعاه عدد من السياسيين والفنانين اللبنانيين بكلمات مؤثرة.

عون

أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن المه لغياب الفنان الكبير زياد الرحباني الذي غيّبه الموت اليوم، بعد مسيرة فنية استثنائية تركت بصمتها العميقة في وجداننا الثقافي.

وقال الرئيس عون: زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميراً حيًّا، وصوتاً متمرّداً على الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة. ومن خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها.

لقد كان زياد امتداداً طبيعياً للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، وهو ابن المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها اليوم أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من سند. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة.

وختم الرئيس عون: «ان أعمال زياد الكثيرة والمميّزة ستبقى حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفاً.

فليرقد زياد الرحباني بسلام، ولتبقَ موسيقاه ومسرحياته النابضة بالذاكرة والحياة، نبراساً للحرية ونداء للكرامة الإنسانية».

بري

من جهته، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الفنان زياد الرحباني بالآتي: «لبنان من دون «زياد» اللحن حزين.. والكلمات مكسورة الخاطر... والستارة السوداء تُسدل على فصل رحباني إنساني ثقافي فني ووطني لا يموت.

وأضاف الرئيس بري: أحرّ التعازي للعظيمة «فيروز» لآل الرحباني وكل اللبنانيين برحيل الفنان المبدع زياد الرحباني الذي جسّد لبنان «الحلو» كما أحبّه فنظّمه قصيدة وعزفه لحناً وأنشده أغنية وداعاً زياد.

سلام

ونعاه رئيس الحكومة نواف سلام كاتباً: «بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فناناً مبدعاً استثنائيًّا وصوتاً حرًّا ظلّ وفيًّا لقِيَم العدالة والكرامة. زياد جسّد التزاماً عميقاً بقضايا الإنسان والوطن.

من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود. بصراحته الجارحة، زرع وعياً جديداً في وجدان الثقافة الوطنية.

أتقدّم من القلب بأحرّ التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم».

سليمان

وعزّى الرئيس العماد ميشال سليمان بوفاة الفنان زياد الرحباني. وقال في بيان: «أحرّ التعازي بوفاة الفنان الكبير زياد الرحباني، إلى أيقونة الفن السيدة فيروز وعائلة الرحباني واللبنانيين، وجميع الذين تأثّروا بفنه الابداعي الصادق.. ستبقى أعماله الخالدة حيّة تتناقلها الأجيال. رحم الله الفنان الاستثنائي الذي شكّلت موهبته الفذّة وحسّه الفني العميق علامة فارقة في الذاكرة الموسيقية والثقافية».

الحريري

وكتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على «أكس»: «برحيل زياد الرحباني، يخسر لبنان قيمة فنية وموسيقية عالمية. أحرّ التعازي لعائلته وبخاصة للسيدة والدته فيروز، أطال الله بعمرها».

تمام سلام

ونعى رئيس الحكومة السابق تمام سلام الفنان الراحل، وكتب عبر منصة «أكس»: «أتقدّم من السيدة فيروز وآل الرحباني الكرام بأصدق التعازي برحيل المبدع الكبير زياد الرحباني على الصعيد الفني والموسيقي والوطني».

السنيورة

بدوره، نعى الرئيس فؤاد السنيورة، في بيان، الفنان الراحل قائلا: «خسر لبنان والوطن العربي الفنان المبدع والعبقري زياد الرحباني تاركا خلفه إرثا فنيا وثقافيا غنيا وزاخرا بالإبداع والإنتاج الموسيقي والمسرحي قل نظيره على مرِّ الأجيال».

أضاف: «لقد شكّل زياد الرحباني طوال العقود الماضية ومنذ تبرعم شبابه ووعيه ذروة الإبداع الاستثنائي، حيث كان شخصا رؤيويا وخلّاقا سابقا لزمانه، قاد وعي الآلاف من شباب لبنان والوطن العربي كمسرحي وموسيقي وناقد وناشط ومناضل وطليعي في تطلّعه إلى الأمام مع مراجعة نقدية قاسية في أحيان كثيرة، لتجارب لبنان السياسية والاجتماعية. لقد رحل زياد فيما نحن ولبنان والوطن العربي لا نزال بحاجة ماسّة إلى استمرار إبداعه وروحه الخلاّقة، بحاجة ماسّة إلى إبداعه وروحه الخلّاقة وأفكاره النقدية والتقدّمية المرحة والقاسية».

وتابع: «إن هذا الفنان اللبناني العظيم يستحق منا كلبنانيين أن نجمع تراثه وإنجازاته في مكتبة خاصة ونخلّد اسمه ليكون نموذجا لمبدعين آخرين بإطلاق اسمه على معلم لبناني مميّز».

وختم السنيورة: «أتوجه إلى شباب لبنان وعائلته ووالدته السيدة فيروز سفيرتنا المبدعة إلى النجوم بأحرِّ التعازي القلبية الصادقة، آملا أن يشكّل إنتاجه وتراثه نبعا يتدفق من الإبداع الذي سنبقى بحاجة إليه إلى أوقات طويلة وأماد كثيرة نسأل الله له الرحمة والمغفرة وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون».

سلامة

بدوره، كتب وزير الثقافة غسان سلامة على حسابه عبر منصة «اكس» ناعياً الفنان المبدع زياد الرحباني: «كنا نخاف من هذا اليوم، لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحوّلت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج الى مجرد أفكار بالية لأن زيادا لم يعد يجد القدرة على تصوّر العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردّد أغنيات له لن تموت».

الخازن

نعى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الفنان الراحل زياد الرحباني في بيان جاء فيه: «زياد الرحباني، عبقري الكلمة والمسرح، المتمرّد الذي شكّل وعينا وألهمنا بجرأته وصدقه. مسرحياته رافقتنا عبر الزمن، ومضامينها لا تزال تصف واقعنا حتى اليوم، للأسف، وكأننا شعب يرفض أن يتقدّم. آن الأوان أن نستفيق ونتحرّر من ماضٍ دمّر وطننا، وأطفاله، وحياتنا جيلاً بعد جيل. وداعاً للفنان الكبير. ستبقى ذكراه حيّة من خلال فنه الذي لا يموت».

القوّاس

نعت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القوّاس، وأعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، وأعضاء الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية، والهيئتان الإدارية والتعليمية، وأسرة الكونسرفتوار الوطني، القامة الفنية الموسيقية الكبيرة زياد الرحباني.

ويتقدّم المعهد الوطني ببالغ الحزن، من السيدة فيروز وعائلة الراحل الكبير ومن جميع اللبنانيين بأحرّ التعازي والمواساة، لأن العزاء بزياد واحد عند كل محبيه وعارفيه وجمهوره.

هاني

رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، روجيه هاني، ينعي زياد الرحباني بإسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وقال ، نتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلة الفنان الراحل الكبير زياد رحباني، وإلى الشعب اللبناني في الوطن والمهجر. برحيله، يفقد لبنان والعالم العربي صوتًا حرًّا وإبداعًا استثنائيًا عبّر بصدق عن هموم الناس وأحلامهم، ووصل بفنه الملتزم إلى قلوب اللبنانيين في الداخل والاغتراب، فكان رمزًا حيًّا للثقافة اللبنانية وجسرًا بين الوطن وأبنائه المنتشرين. نسأل الله أن يتغمّده برحمته الواسعة ويلهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان.

السيرة الذاتية

ملحن ومؤلف أغاني ومطرب وكاتب مسرحي وصحافي ومخرج لبناني، ولد في عام 1956، وبدأ التلحين منذ أن كان في السادسة من عمره، كما قام بتقديم أول لحن لوالدته الفنانة فيروز وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره، ومنذ ذلك الوقت بدأ زياد الرحباني في العمل مع والدته ومع عائلة الرحبانية في أعمالهم المسرحية في ذلك الوقت، ثم بدأ هو الآخر بكتابة وإخراج مسرحياته الخاصة به والتي بدأت تحمل بصمته الخاصة وآراؤه السياسية والاجتماعية، منها: (سهرية، نزل السرور، بالنسبة لبكرا شو، فيلم أميركي طويل، شيء فاشل، بخصوص الكرامة والشعب العنيد)، كما تعاون موسيقياً مع الفنانة فيروز من خلال عشرات الأغاني كتابة ولحناً، منها: (البوسطة، عندي ثقة فيك، سلّملي عليه، إيه في أمل)، وبجانب نشاطه الفني، شارك زياد في عدد من البرامج اﻹذاعية مثل (العقل زينة، ياه ما أحلاكم، نص الألف 500).

 

اللواء اللبنانية في

28.07.2025

 
 
 
 
 

فيروز.. الأمّ الحزينة

الكاتب: الميادين نت

ظهور السيدة فيروز في وداع نجلها الفنان زياد الرحباني كان له وقعه على الكثير من محبيها، الذين عبروا عن مشاركتهم فيروز حزنها، باعتباره حزنهم ووجعهم أيضاً.  

لم نكن نتصور أن نراها في هكذا مناسبة، حزينة ومفجوعة. هذا ما أجمع عليه محبو السيدة فيروز، بعد وصولها اليوم إلى صالون كنيسة رقاد السيدة في المحيدثة، لوداع نجلها الفنان الراحل، زياد الرحباني.

"جارة القمر" التي نادراً ما تظهر أمام الكاميرات، كان لحضورها أماً حزينة، وقعه على الكثيرين، علماً أن ظهورها الأخير، كان بعد اللقاء الذي جمعها في منزلها، بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إثر انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس عام 2020.

وعبّر الكثيرون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل عن مشاركتهم فيروز حزنها، باعتباره حزنهم ووجعهم أيضاً.  

وودّع لبنان، اليوم الاثنين، الفنان زياد الرحباني، إلى مثواه الأخير، حيث انطلقت جنازته من أمام مستشفى خوري في بيروت، وسط احتشاد جموع كبيرة لتوديعه، وذلك قبل بدء مراسم العزاء في كنيسة رقاد السيدة في بكفيا في جبل لبنان.

ورحل زياد الرحباني (1956 - 2025)، أمس السبت، عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد معاناته مع مرض عضال

والرحباني، نجل السيدة فيروز والملحن عاصي الرحباني، فنان متعدد المواهب. إنه الموسيقي، والملحن، والشاعر، والكاتب مسرحي، والممثل، والمخرج. كما أنه من أبرز الشخصيات التي طبعت المشهد الثقافي والفني اللبناني والعربي، خاصة من خلال مسرحه السياسي الساخر وموسيقاه التي تمزج بين الكلاسيك والجاز واللهجة المحكية اللبنانية.

 

الميادين نت في

28.07.2025

 
 
 
 
 

تشييع جثمان زياد الرحباني في بيروت.. وفيروز تبكي في وداعه

تقام مراسم العزاء في كنيسة "رقاد السيدة" في بلدة المحيدثة بكفيا

لبنان - العربية.نت

شيع اللبنانيون اليوم الاثنين، الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني الذي توفي عن 69 عاما، وسط حضور جماهيري كثيف توافد إلى مستشفى خوري في منطقة الحمرا بالعاصمة بيروت، حيث انطلق موكب الجنازة باتجاه كنيسة "رقاد السيدة" في بلدة المحيدثة بكفيا.

ورصدت الكاميرات وصول السيدة فيروز برفقة ابنتها ريما لوداع نجلها، حيث كانت ترتدي نظارة سوداء وملابس سوداء أيضاً.

كما أظهرت مشاهد صاحبة "سلملي عليه" وهي تمسح دموعها أثناء تلقيها واجب العزاء في رحيل زياد الرحباني، وسط غياب لنجوم الفن اللبناني.

واحتشد محبو الرحباني منذ ساعات الصباح الأولى أمام المستشفى، لتوديع الموسيقار لحظة خروج النعش من المستشفى، قبيل انطلاق موكب تشييعه إلى مثواه الأخير.

كما تعالت أصوات التصفيق والزغاريد لحظة نقل الجثمان من الحمرا إلى بلدة بكفيا ورمى محبوه الزهور على النعش.

وكانت عائلة الرحباني قد أعلنت عن موعد جنازة الفنان الراحل زياد، الذى فارق الحياة، صباح السبت، عن عمر يناهز 69 عامًا.

ونعت العائلة فقيدها وأوضحت أن موعد صلاة الجنازة سيكون في كنيسة "رقاد السيدة" في المحيدثة، بكفيا في لبنان، في الرابعة بعد ظهر غد الاثنين.

كما ستُقام مراسم العزاء في الكنيسة نفسها، يوم الاثنين من الساعة 11 صباحا حتى السادسة مساء، ويُستأنف استقبال المعزّين في اليوم التالي، الثلاثاء، في التوقيت ذاته، بحسب تقارير محلية.

أعلن مستشفى خوري، حيث خضع زياد الرحباني للعلاج، في بيان رسمي، أنه في تمام الساعة التاسعة من صباح أمس، «فارق زياد عاصي الرحباني الحياة. وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور».

وأضاف المستشفى: «إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية».

وعانى زياد الرحباني من صراع طويل مع المرض، وتحديدا تليّف حاد في الكبد أثر على نشاطه الفني.

ونعاه رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، ورئيسا الحكومة ومجلس النواب نواف سلام ونبيه بري. كما نعاه بكلمات مؤثرة عدد كبير من الفنانين في جميع أنحاء الوطن العربي.

 

العربية نت السعودية في

28.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004