لبنان يودّع زياد الرحباني اليوم..
عون: كان حالة فكرية وثقافية متكاملة.. وسلام: ظلّ وفيًّا
لقِيَم العدالة والكرامة
فُجع الوسط الفني بوفاة الفنان زياد الرحباني، عن عمر ناهز
69 عاماً بعد صراع مع المرض وبعد مسيرة فنية حافلة، ترك خلالها بصمته
العميقة في الموسيقى والمسرح.
هو نجل السيدة فيروز والراحل عاصي الرحباني ويُعدّ أحد أبرز
المجدّدين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. بدأ مسيرته الفنية
مطلع السبعينيات، حين قدّم أولى مسرحياته الشهيرة «سهرية»، وكتب ولحن
لاحقاً لوالدته فيروز العديد من الأعمال.
تميّزت أعماله المسرحية بالكثير من النقد السياسي
والاجتماعي الهادف المصاحب للفكاهة وخفّة الظل.
ويُشيّع لبنان اليوم الراحل الكبير، الذي توفي صباح السبت
بعد معاناة طويلة مع المرض.
وتُقام الصلاة لراحة نفسه عند الساعة الرابعة من بعد الظهر
في كنيسة رقاد السيدة – المحيدثة، بكفيا.
وتُقبل التعازي في صالون الكنيسة قبل مراسم الدفن وبعدها من
الساعة 11 صباحاً حتى السادسة مساءً، كما تُستكمل يوم الثلاثاء 29 تموز في
المكان نفسه، ضمن التوقيت ذاته.
وشكّلت وفاة الفنان الكبير صدمة في الأوساط الثقافية
والفنية، حيث نعاه عدد من السياسيين والفنانين اللبنانيين بكلمات مؤثرة.
عون
أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن المه لغياب الفنان
الكبير زياد الرحباني الذي غيّبه الموت اليوم، بعد مسيرة فنية استثنائية
تركت بصمتها العميقة في وجداننا الثقافي.
وقال الرئيس عون: زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان
حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميراً حيًّا، وصوتاً متمرّداً على
الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف
على أوتار الحقيقة، من دون مواربة. ومن خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة
بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية
فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع
بها.
لقد كان زياد امتداداً طبيعياً للعائلة الرحبانية التي أعطت
لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، وهو ابن المبدع عاصي الرحباني
والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها اليوم أصدق التعازي،
وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من
سند. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة.
وختم الرئيس عون: «ان أعمال زياد الكثيرة والمميّزة ستبقى
حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن
يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفاً.
فليرقد زياد الرحباني بسلام، ولتبقَ موسيقاه ومسرحياته
النابضة بالذاكرة والحياة، نبراساً للحرية ونداء للكرامة الإنسانية».
بري
من جهته، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الفنان زياد
الرحباني بالآتي: «لبنان من دون «زياد» اللحن حزين.. والكلمات مكسورة
الخاطر... والستارة السوداء تُسدل على فصل رحباني إنساني ثقافي فني ووطني
لا يموت.
وأضاف الرئيس بري: أحرّ التعازي للعظيمة «فيروز» لآل
الرحباني وكل اللبنانيين برحيل الفنان المبدع زياد الرحباني الذي جسّد
لبنان «الحلو» كما أحبّه فنظّمه قصيدة وعزفه لحناً وأنشده أغنية وداعاً
زياد.
سلام
ونعاه رئيس الحكومة نواف سلام كاتباً: «بغياب زياد
الرحباني، يفقد لبنان فناناً مبدعاً استثنائيًّا وصوتاً حرًّا ظلّ وفيًّا
لقِيَم العدالة والكرامة. زياد جسّد التزاماً عميقاً بقضايا الإنسان والوطن.
من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم
يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود.
بصراحته الجارحة، زرع وعياً جديداً في وجدان الثقافة الوطنية.
أتقدّم من القلب بأحرّ التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين
الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم».
سليمان
وعزّى الرئيس العماد ميشال سليمان بوفاة الفنان زياد
الرحباني. وقال في بيان: «أحرّ التعازي بوفاة الفنان الكبير زياد الرحباني،
إلى أيقونة الفن السيدة فيروز وعائلة الرحباني واللبنانيين، وجميع الذين
تأثّروا بفنه الابداعي الصادق.. ستبقى أعماله الخالدة حيّة تتناقلها
الأجيال. رحم الله الفنان الاستثنائي الذي شكّلت موهبته الفذّة وحسّه الفني
العميق علامة فارقة في الذاكرة الموسيقية والثقافية».
الحريري
وكتب الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على «أكس»: «برحيل زياد
الرحباني، يخسر لبنان قيمة فنية وموسيقية عالمية. أحرّ التعازي لعائلته
وبخاصة للسيدة والدته فيروز، أطال الله بعمرها».
تمام سلام
ونعى رئيس الحكومة السابق تمام سلام الفنان الراحل، وكتب
عبر منصة «أكس»: «أتقدّم من السيدة فيروز وآل الرحباني الكرام بأصدق
التعازي برحيل المبدع الكبير زياد الرحباني على الصعيد الفني والموسيقي
والوطني».
السنيورة
بدوره، نعى الرئيس فؤاد السنيورة، في بيان، الفنان الراحل
قائلا: «خسر لبنان والوطن العربي الفنان المبدع والعبقري زياد الرحباني
تاركا خلفه إرثا فنيا وثقافيا غنيا وزاخرا بالإبداع والإنتاج الموسيقي
والمسرحي قل نظيره على مرِّ الأجيال».
أضاف: «لقد شكّل زياد الرحباني طوال العقود الماضية ومنذ
تبرعم شبابه ووعيه ذروة الإبداع الاستثنائي، حيث كان شخصا رؤيويا وخلّاقا
سابقا لزمانه، قاد وعي الآلاف من شباب لبنان والوطن العربي كمسرحي وموسيقي
وناقد وناشط ومناضل وطليعي في تطلّعه إلى الأمام مع مراجعة نقدية قاسية في
أحيان كثيرة، لتجارب لبنان السياسية والاجتماعية. لقد رحل زياد فيما نحن
ولبنان والوطن العربي لا نزال بحاجة ماسّة إلى استمرار إبداعه وروحه
الخلاّقة، بحاجة ماسّة إلى إبداعه وروحه الخلّاقة وأفكاره النقدية
والتقدّمية المرحة والقاسية».
وتابع: «إن هذا الفنان اللبناني العظيم يستحق منا كلبنانيين
أن نجمع تراثه وإنجازاته في مكتبة خاصة ونخلّد اسمه ليكون نموذجا لمبدعين
آخرين بإطلاق اسمه على معلم لبناني مميّز».
وختم السنيورة: «أتوجه إلى شباب لبنان وعائلته ووالدته
السيدة فيروز سفيرتنا المبدعة إلى النجوم بأحرِّ التعازي القلبية الصادقة،
آملا أن يشكّل إنتاجه وتراثه نبعا يتدفق من الإبداع الذي سنبقى بحاجة إليه
إلى أوقات طويلة وأماد كثيرة نسأل الله له الرحمة والمغفرة وإنّا للّه
وإنّا إليه راجعون».
سلامة
بدوره، كتب وزير الثقافة غسان سلامة على حسابه عبر منصة
«اكس» ناعياً الفنان المبدع زياد الرحباني: «كنا نخاف من هذا اليوم، لأننا
كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحوّلت الخطط
لمداواته في لبنان أو في الخارج الى مجرد أفكار بالية لأن زيادا لم يعد يجد
القدرة على تصوّر العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا
سنبكيه بينما نردّد أغنيات له لن تموت».
الخازن
نعى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن
الفنان الراحل زياد الرحباني في بيان جاء فيه: «زياد الرحباني، عبقري
الكلمة والمسرح، المتمرّد الذي شكّل وعينا وألهمنا بجرأته وصدقه. مسرحياته
رافقتنا عبر الزمن، ومضامينها لا تزال تصف واقعنا حتى اليوم، للأسف، وكأننا
شعب يرفض أن يتقدّم. آن الأوان أن نستفيق ونتحرّر من ماضٍ دمّر وطننا،
وأطفاله، وحياتنا جيلاً بعد جيل. وداعاً للفنان الكبير. ستبقى ذكراه حيّة
من خلال فنه الذي لا يموت».
القوّاس
نعت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة
القوّاس، وأعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية
اللبنانية، وأعضاء الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية،
والهيئتان الإدارية والتعليمية، وأسرة الكونسرفتوار الوطني، القامة الفنية
الموسيقية الكبيرة زياد الرحباني.
ويتقدّم المعهد الوطني ببالغ الحزن، من السيدة فيروز وعائلة
الراحل الكبير ومن جميع اللبنانيين بأحرّ التعازي والمواساة، لأن العزاء
بزياد واحد عند كل محبيه وعارفيه وجمهوره.
هاني
رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، روجيه هاني،
ينعي زياد الرحباني بإسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وقال ،
نتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلة الفنان الراحل الكبير زياد رحباني، وإلى
الشعب اللبناني في الوطن والمهجر. برحيله، يفقد لبنان والعالم العربي صوتًا
حرًّا وإبداعًا استثنائيًا عبّر بصدق عن هموم الناس وأحلامهم، ووصل بفنه
الملتزم إلى قلوب اللبنانيين في الداخل والاغتراب، فكان رمزًا حيًّا
للثقافة اللبنانية وجسرًا بين الوطن وأبنائه المنتشرين. نسأل الله أن
يتغمّده برحمته الواسعة ويلهم عائلته ومحبيه الصبر والسلوان.
السيرة الذاتية
ملحن ومؤلف أغاني ومطرب وكاتب مسرحي وصحافي ومخرج لبناني،
ولد في عام 1956، وبدأ التلحين منذ أن كان في السادسة من عمره، كما قام
بتقديم أول لحن لوالدته الفنانة فيروز وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره،
ومنذ ذلك الوقت بدأ زياد الرحباني في العمل مع والدته ومع عائلة الرحبانية
في أعمالهم المسرحية في ذلك الوقت، ثم بدأ هو الآخر بكتابة وإخراج مسرحياته
الخاصة به والتي بدأت تحمل بصمته الخاصة وآراؤه السياسية والاجتماعية،
منها: (سهرية، نزل السرور، بالنسبة لبكرا شو، فيلم أميركي طويل، شيء فاشل،
بخصوص الكرامة والشعب العنيد)، كما تعاون موسيقياً مع الفنانة فيروز من
خلال عشرات الأغاني كتابة ولحناً، منها: (البوسطة، عندي ثقة فيك، سلّملي
عليه، إيه في أمل)، وبجانب نشاطه الفني، شارك زياد في عدد من البرامج
اﻹذاعية مثل (العقل زينة، ياه ما أحلاكم، نص الألف 500). |