ملفات خاصة

 
 
 

زياد الرحباني: هيئة الصوت والنصل الجارح

صبحي حديدي

الموهوب والعبقري الثائر

زياد الرحباني

   
 
 
 
 
 
 

ما خلا التمرّس الإرادي المستدام في تربية الحواسّ على الاستماع، والتدرّب الشاق على الاستقبال والتذوّق، وتنشيط فضول معرفي يتوسل التثقف والتعلّم؛ لا تزعم هذه السطور أيّ إلمام متعمق بعلوم الموسيقى في جوانبها التقنية التي قد تشمل السلّم أو طبقات الصوت أو المقامات أو أسرار الآلات على أنواعها، شرقية كانت أم غربية، حديثة أم كلاسيكية. وإذ يواصل كاتبها الانخراط في دراسة الشعر على نحو خاصّ، بين أنواع أخرى من الكتابة الإبداعية، فإنّ الانشغال بمسائل النبرة والإيقاع والصوت في القصيدة ظلّ أقرب إلى مشترَط نشطٍ تحريضيّ، بالمعنى الإيجابي لحسن الحظّ، يدفع بالضرورة نحو الموسيقى.

وهذا سياق موسيقي/ شعري يبيح استعادة تعبير «هيئة الصوت»، الذي أطلقه ذات يوم شاعر ويلز الكبير ديلان توماس، وأعطى في شرحه هذا النصّ البديع: «لقد رغبتُ في كتابة الشعر لأنني، بادئ ذي بدء، وقعت في غرام الكلمات. وأوّل القصائد التي عرفتها كانت أغنيات الأطفال ساعة النوم. وقبل أن تُتاح لي قراءة هذه الأغنيات، انسَقْتُ إلى عشق كلماتها أساساً، والكلمات فقط. أما ما تعنيه وما تدلّ عليه، فقد احتلّ أهمية ثانوية للغاية. لقد شدّني صوت الكلمات، ولم أكن أعبأ بما تقوله الكلمات بقدر حرصي على هيئات الصوت الذي يسمّي، والكلمات التي تصف الأفعال في أذني، والألوان التي ترشق الكلمات على عينيّ».

وإذ يخيم حزن غامر شمل الملايين من أجيال شتى وذائقات متنوعة وحساسيات متباينة إزاء رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني (1956ـ2025)، فإنّ قسطاً غير قليل من مقترحاته الموسيقية الفذّة والطليعية والفاتنة كان، في ظنّ هذه السطور، على صلة وثيقة بما وَهَب للصوت من هيئة، أو هيئات ربما، في قلب جملة موسيقية تحتمل الواسع الرحب من محرضات تأهيب الاستقبال. ثم، على توازٍ بارع وجَسور واختراقي وطليعي هنا أيضاً، إطلاق الدلالة حرّة على عواهنها عبر مفردة منتزعة من باطن حيّ وحيوي في لغة الحياة اليومية؛ جارح كنصل حادّ، وساخر كقهقهة صعلوك.

ويندر أن يُختلف حول مكانة أعمال مسرحية سبّاقة وثّابة إلى أقصى حلبات تحدي السائد والراكد كما يصحّ القول، مثل «سهرية»، 1973؛ «نزل السرور»، 1974؛ «بالنسبة لبكرا شو»، 1978؛ «فيلم أمريكي طويل»، 1981؛ «شي فاشل» و»أنا مش كافر»، 1985؛ «العقل زينة»، 1987؛ «لولا فسحة الأمل»، 1992؛ «بخصوص الكرامة والشعب العنيد»، 1993؛ وسواها. وقد تتضارب الآراء، في المقابل، حول جرعة «جاز شرقي»، حسب توصيف شاع بسهولة مفاجئة، ابتدعها في (والبعض سيساجل بأنه أقحمها على) تراث شيّده الرحابنة بتؤدة عبقرية، ومَزْج خلاق بين موسيقى شرقية وغربية ولاتينية حديثة وكلاسيكية؛ وعلى صوت فيروز، دون سواها، وذاك كان البُعد الأخطر ربما.

لم يكن يسيراً في البدء، إلى أن اتضح سريعاً أنه ميسّر مستساغ مبهج، أن ينصت عشاق فيروز، «جارة القمر» و»ستّ الصباحات» و»الصوت الملائكي»، إلى أغنيات لحّنها زياد الرحباني وكتب كلماتها، من طراز (أو بالأحرى: عيار) «سلّملي عليه»، «عودك رنّان»، «كيفك إنتا»، «صباح ومسا»، «معرفتي فيك»، «داق خلقي»، «عندي ثقة فيك»، «مش قصة هاي»، «مش كاين هيك تكون»! التجاسر على إعلاء هيئة الصوت لدى فيروز تحديداً كان ينطوي، في آن معاً، على ما يشبه انتهاك السموّ البتولي لهذه القامة الشامخة المسيّجة بألف أسطورة وأسطورة؛ ولكنه كان أيضاً والأهمّ يقتادها بعيداً عن دساكر الرحابنة المرسومة بالسحر، وضِيَعهم السابحة في هيولى أخاذة بقدر ما هي رومانسية.

صحيح أنّ هذه السطور استقبلت مسرح زياد الرحباني الشاب بترحاب أقصى وإعجاب بلا حدود، حيث السخرية سوداء بانورامية، والنكتة صارخة تارة أو مواربة بذكاء تارة أخرى، لفظية هنا أو مجازية هناك، والرسائل سياسية يسارية وتقدمية ومناهضة للطائفية والفساد؛ في حقبة لم يكن المسرح اللبناني خلالها متعافياً بما يكفي من تشرذم البيروتَيْن، الشرقية والغربية، ومن تَقابُل أو تكامل أعمال روجيه عساف وجلال خوري وريمون جبارة. كذلك استُقبلت مجازفات زياد الرحباني الكهل قبالة القلاع الحصينة التي أقامها أمام فيروز جمهورٌ مطلق الحماسة لشخصها، مدمن التشبث بخصوصياتها الانفرادية شبه المقدسة.

التتمة الموازية هي الإقرار بأنّ مدخل هذه السطور إلى موسيقى الراحل كانت عمله الموسيقي المبهر «بالأفراح»، 1977، الذي كان صوفيّ الإيمان بالآلات الموسيقية الشرقية (العود، القانون، البزق، الناي، الرق، الطبلة)، وعالي المراهنة على تآلفها واتساقها وارتقائها. وكما هو معروف، حشد زياد الرحباني مهاراته في التوزيع وإعادة التوزيع، إحدى مواهبه الأخرى الكبرى، لألحان «قصقص ورق»، «رقصة تحيات»، «عتّم يا ليل»، «آخد حبيبي»، مقدمة «سهرية»، «يا حمام يا مروّح»، «سألوني الناس»، «يا حبيبي كلما هبّ الهوى»، «شيراك»، و»زوروني».

يبقى أنّ هذه السطور لا تتغافل عن مواقف زياد الرحباني السياسية عموماً، والتعاطف الصريح مع النظام السوري البائد خصوصاً، والتي تعكس ذلك الجانب اللاهي والنزق من شخصيته المركبة، مثلما تُردّ جزئياً إلى خياراته في الاصطفاف خلف «حزب الله». ولكنها لا تطمس ما يُسجّل له من تاريخ وضاء في التعبير الإبداعي الرفيع عن هواجس «الحالة التعبانة» للدراويش والمعتّرين، وكوارث «زمان الطائفية»؛ في لبنان والمحيط العربي، وربما الإنساني.

 

####

 

حب جارف وحزن بالغ وعزاء للأم الحزينة فيروز

زهرة مرعي

بيروت – «القدس العربي»: رحيله اغتراب عن صوت يشبهنا.. زياد نسيت الجواب: «بالنسبة لبكرا شو؟»
رحل زياد.. خسارة لا كلام يتّسع لها، أو يعزي حيالها. عمر ليس بطويل لمبدع احتلّ مساحة في الوعي منذ كان يفاعته. بألحانه وكلماته وموسيقاه، هزّ أركان الفن اللبناني منذ مسرحيته «نزل السرور». شبّه وطنه بـ»نزل السرور» في سبعينيات القرن الماضي، وأظنه رحل والقناعة نفسها تلازمه، وخيبته الكبرى، ربما تكون سبباً لرفضه العلاج بحسب وزير الثقافة البناني.

في وطنيات زياد من «جاي مع الشعب المسكين.. جاي تأعرف أرضي لمين». إلى «قوم فوت نام وصير حلام.. أنو بلدنا صارت بلد»، هو صاحب بصر وبصيرة. يدرك ما في البئر و«غطاه» من نصف قرن مضى.

موقفه حيال حياة البسطاء تمثّل بأغنيته الصادمة بقوة مضمونها «أنا مش كافر.. بس الجوع كافر». كتب ولحّن «رفيقي صبحي الجيز»، غنّاها خالد الهبر، وغنتها فيروز بإحساس كبير، ودارت حول تلك الفعلة الفنية الجميلة ألسن مستنكرة غناء فيروز لعامل النظافة.

لفته واقع العشّاق «اللي قد حالهم» زياد، فكتب انطلاقا من وعيه الطبقي «بحبك بلا ولا شي.. تعي نقعد بالفي.. مش لا حدا هالفي». غنّاها سامي حواط بنجاح. مشواره مع جوزف صقر صاحب الصوت الدرامي لم يمتد طويل. خطف الموت رفيق زياد سريعاً، وحزن حزناً بلغياً، على رفيق فن لم يتكرر بالفعل.

زياد صاحب الموسيقى والكلمات الجدلية في سبكها ومحتواها بقي هو هو. مع سلمى مصفي وألبوم «ولّعت كتير» أتت الأغنيات جميعها بتفصيل دقيق على مقاس صوتها وشخصيتها وآداها. وحين كان للطيفة التونسية حظ التعاون مع زياد أتت النتيجة في غاية الرقي العاطفي، رغم وصف أغنية «بنص الجو» بأنها «اوفر». من الألحان الشرقية بامتياز وذات الإحساس المشبّع بالوله أغنية «أمنلي بيت مطرح منك ساكن.. مش هم يكون طابق منو آمن.. مشتاقة شوفك لكن.. لكن..» أغنية صُنّفت بأروع ما أدته لطيفة.

زياد الجاد المجدد والعبقري، أوصاف اكتسبها بالتدريج. وراحت ترسخ منذ أغنية «سألوني الناس». شكّل قبلة ونبراساً للكثير من الفنانين الشباب الجادين في لبنان والعالم العربي.

عن زياد وفيروز، ما من كلام يعزي الأم التي فتّش عنها المعجبون في الكنائس في كل نهار جمعة عظيمة ليسمعوا ترتيلتها الأنقى «أنا الأم الحزينة وما من يعزيها». من غنت لابنها «يا جبل الشيخ»، من المؤكد أنها ستغني له في العشيات كي يتونّس في غربته الجديدة «سلملي عليه.. بوسلي عينيه.. وقللو إني بوس عينيه».

السيدة فيروز نعت ابنها البكر بعد فقدها لابنتها ليال. ونعته انطلياس ولبنان بأجمعه. وفي بكفيا ستقام الصلاة لراحة نفسه في الرابعة من عصر اليوم الإثنين 28 تموز يوليو.

هنا كلمات لزياد وعنه إثر رحيله المفاجئ: الشاعر مروان مخول: توقّف قلبك فتحرّك نحوي خبر وفاتك، وصلني بعد ساعة وكنت مصادفةً أفكّرُ في أنَّ الجرأة التي تتحلّى بها لا يمكنها أن تتوفّر سوى لنجلِ قامتين مقدّستينِ، يبوحُ ولا يخافُ ما دام سلفًا يعرفُ أن النّاس سوف تقبله! من خندقيّ والديكَ سبعينَ عامًا استطعت أن ترميَنا برصاص الإبداعِ الذي أحيانا فلن تموت.ِ

الفنان جورج خبّاز: زياد الرحباني، ربينا معك، تعلمنا منك ومن مسرحك وأشعارك وموسيقتك، ورؤيتك اللي عم نشوفها قدّامنا. انت المعلم والملهم. وراح بتبقى أعمالك خالدة بالوجدان!! زياد بلا ولا شي منحبك.

الروائية علوية صبح: أعلى وأغنى ما يمكن أن يطاله الفن وإنسانية الإنسان هو زياد. هو نحن بمعنى أن حلمنا اكتمل به. زياد العبقري، المتعدد، المجدد، الأصيل جدّد شباب الرحابنة، والأغنية اللبنانية والعربية. زياد الممتدة جذورك إلى جدّك سيد درويش، سنفتقدك.

الشاعر نزار فرنسيس: نعزي ذاتنا بموت زياد. فكل منا فيه بعض منه. ترك فينا بصمة فهو عرّاب جيل بأكمله، وشريك يومياتنا، ومفرداتنا وتفكيرنا، ورؤيتنا. رجل صنع أحلامنا قبل أن نحلمها. زياد أكبر وأوسع من الرحيل. سيبقى بيننا، بدليل أعماله وكلماته ومفرداته وعمرها عشرات السنوات ما تزال ترافق يومياتنا، فالمبدع والعظيم والكبير لم ولن ينتهي. الموت مرحلة انتقال والإبداع بقاء.

الفنانة اميمة الخليل: في غياب زياد أقول إن الفنان لا يحرق ذاته، بل يشعلها كي تخرج فكرة جديدة منه، تحاكي الناس. فكرة تجعلهم يرون الأمور بشكل أفضل. وتدفعهم للثورة على واقع ليس في صالحهم. إنه زياد وأمثاله ليسوا بكثر، فنان حقيقي وصادق. صدقه وشفافيته انعكستا على صحته الجسدية. شكّل خلال مسيرته نموذجاً للفنان الذي يُشعل ذاته ليقدم جديداً للناس، متناسياً ضرورة الانتباه لذاته. وقد يتقصد هذا الموقف أحياناً، تأثراً بالواقع البشع والخاطئ.

استاذة الإعلام والتواصل في جامعة «اوتاو يو» الدكتورة دينا صالحة: بلغني رحيل زياد فشعرت وكأن شيئاً في غربتي قد خمد. زياد لم يكن مجرد فنان، بل كان أقرب إلى صديق خفي، يَظهر عند اشتداد الحنين، أو لحظات الغضب من أنفسنا ومن لبنان. في غربتي اعتدت سماع «أنا مش كافر» خافتة في السيارة ومدوية في داخلي. اعدت تشغيل مسرحياته مراراً لأشعر أن ثمة من يفهمني، وتجرأ على قول ما خجلت من قوله.

 

####

 

الجميع في لبنان موالياً ومعارضاً

ينعى أيقونة الموسيقى والفن والسياسة زياد الرحباني

لندن ـ «القدس العربي»:

خيّم الحزن على اللبنانيين والعرب مع رحيل من يوصف بعبقري الموسيقى واللحن والكلمة زياد الرحباني، السبت في بيروت، بعد صراع طويل مع مرض الكبد، عن عمر ناهز 69 عاما، تاركاً أمه في حالة نفسية صعبة، وجمهوره وأصدقاءه في صدمة كبيرة.

والراحل هو نجل الفنانة الكبيرة فيروز والفنان الراحل عاصي الرحباني. وشكل خبر رحيله هزيمة للضحكة الساخرة التي كان ينتظرها اللبنانيون مع كل إطلالة له.

وقالت إدارة مستشفى فؤاد خوري في شارع الحمرا في بيروت “في تمام الساعة التاسعة من صباح السبت فارق زياد عاصي الرحباني الحياة”.

ونال زياد الرحباني إجماعا وطنياً في لبنان من كل الأطياف على اختلاف توجهاتهم السياسية. ونعوه بوصفه مبدعاً عظيماً وأيقونة وسابقاً لعصره.

وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة اعتبر أن وفاته تشكل خسارة كبيرة. وقال لرويترز “زياد كان جزءاً من التجربة الرحبانية التي هي ظاهرة عظيمة في تاريخ الفن والموسيقى في المشرق العربي”.

وأردف قائلا “هناك حزن شخصي لأنني تابعته في الأشهر الأخيرة وحاولت من موقعي كوزير للثقافة أن أسهم بمحاولة علاجه من مرض في الكبد، كان يتطلب على الأرجح زرع كبد جديد لكنه كان مترددا في الدخول بمرحلة علاج صعبة وطويلة”.

ونعاه الرئيس اللبناني جوزف عون في تدوينة على منصة إكس قائلا “زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة للمعذبين والمهمشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة”.

وكتب رئيس الوزراء نواف سلام “بغياب زياد الرحباني يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن”.

وأضاف “من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود”.

وأصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي نادرا ما ينعى أحد الفنانين، بيانا مرفقا بصورة تجمعه مع الفنان الراحل قال فيه “لبنان من دون زياد اللحن حزين والكلمات مكسورة الخاطر، والستارة السوداء تسدل على فصل رحباني إنساني ثقافي وفني ووطني لا يموت”.

وعبر زياد الرحباني مرارا في مقابلاته عن دعمه للقضية الفلسطينية، وقال مؤخرا عن حرب غزة في إحدى المقابلات “الفلسطينيين هني كل يوم واقفين. شي ما بيتصدق، هالصبر ياللي عندهم إياه، ما بيصح إلا الصحيح هذا الأمور لو طولت بتصير، مثل ما صار بفيتنام”.

وعبر أيضاً في أكثر من مناسبة عن مواقفه الداعمة لحزب الله في قتاله ضد إسرائيل. وكتب ولحن أغنية لفيروز مع عزفه على البيانو “خلصوا الأغاني هني ويغنوا عالجنوب. خلصوا القصايد هني ويصفوا عالجنوب. ولا الشهدا قلوا ولا الشهدا زادوا وإذا واقف جنوب واقف بولاده”.

يذكر أن زياد قابل السيد حسن نصر الله مرتين ونقل عنه قوله “العيش بدون السيد جحيم مدسوس فيه العسل… أنا إذا بموت رح موت فقع من الفقد مش من المرض”.

وعندما قابل السيد في اللقاء الثاني قال له “أنا جايي ضل عندك بدي عيش معك… وإذا بدك بصلي وصوم متلكن… خليني عندك”. ابتسم السيد وقال له “نحن ناس مكتوب علينا الظلم خليك مسيحي وخليك محبوب بيكفي إنو موقفك مع المقاومة ومعروف شو أصلك”.

وجاء في بيان نعي “حزب الله” لزياد “لقد جسّد الراحل الكبير، من خلال فنه ومواقفه، نموذجا للفن الهادف في خدمة الوطن والإنسان، ورسم ‏من على مسرحه الصورة الحقيقية للوطن الذي يحلم به كل إنسان، وطن الوحدة والكرامة والعيش ‏المشترك، فأضحى مصدر إلهام لكل الأحرار في الدفاع عن القضايا العادلة”.

ونعت العائلة فقيدها وأوضحت أن موعد صلاة الجنازة سيكون في كنيسة “رقاد السيدة” في المحيدثة، في بكفيا، في الرابعة بعد ظهر اليوم الإثنين.

وسينقل نعش زياد اليوم من مستشفى الخوري في منطقة الحمراء وسط بيروت، إلى بلدة بكفيا في المتن، حيث سيقام قداس في الكنيسة. ومن المتوقع أن تلقي النجمة اللبنانية فيروز نظرة الوداع الأخيرة على نجلها، رغم وصف قريبين منها بأنها في حالة صدمة شديدة.

كما ستُقام مراسم العزاء في الكنيسة نفسها، اليوم الإثنين من الساعة 11 صباحا حتى السادسة مساء، ويُستأنف استقبال المعزّين في اليوم التالي، الثلاثاء، في التوقيت ذاته، حسب التقارير الإخبارية.

 

القدس العربي اللندنية في

27.07.2025

 
 
 
 
 

أبطال زياد الرحباني... من «نخلة التنّين» إلى كارمن نجمة القلب وفيروز الأمّ

بيروتكريستين حبيب

الخشبة قدرُ العائلة الرحبانيّة. كان زياد أوّل مَن وطئها من أبناء الجيل الثاني. حدث ذلك عام 1973 عندما ارتدى ابنُ عاصي وفيروز زيّ الشرطي، ووقف على المسرح ليؤدّي دوراً بسيطاً في «المحطّة». هي المسرحية ذاتها التي شهدت على أولى إبداعاته الموسيقية، أغنية «سألوني الناس» وهو بعدُ في الـ17 من عمره.

الفنان المتمرّد منذ الصغر لم يُرِد أن يبقى أسير مسرح العائلة، وفي السنة ذاتها كتب وعرض أولى مسرحياته الخاصة «سهريّة».

من «سهريّة» عام 1973 إلى «لولا فسحة الأمل» عام 1994، وما بينهما وما تَلاهما من ألبومات موسيقية وأغنيات، لم يحصر زياد الرحباني البطولة بشخصه، على الرغم من كونه الكاتب والملحّن والمخرج والممثل. فعلى ضفاف الخشبة «الزياديّة»، نبتت شخصيات دخلت أسماؤها الذاكرة الجماعية العربية. في مسرحه وموسيقاه، صنع الرحباني أبطالاً ورفع مواهبَ إلى مرتبة النجومية، لتبقى بطلته الأولى والدته فيروز.

«نخلة التنّين»... جوزيف صقر توأم الفن

برز حسُ الفكاهة والسخرية لدى زياد الرحباني منذ مسرحيته الأولى، وذاك الاسم الذي أطلقه على بطلها. مع أنّ «سهريّة» كانت أقرب إلى جلسة موسيقية أكثر منها إلى مسرحية، غير أنها شكّلت بدايةً موفّقة صفّق لها الجمهور طويلاً وأحبّوا بطلها صاحب المقهى «نخلة التنّين». وما أضفى سحراً إلى الشخصية، صوت جوزيف صقر الذي ارتبط اسمُه بأعمال زياد الرحباني، فكانا بمثابة توأم فني إذ حمل صقر بصوته أبرز الأغاني التي ألّفها الفنان.

«الحالة تعبانة يا ليلى»، «يا بنت المعاون»... هذا بعضٌ من أغاني «سهريّة» بصوت جوزيف صقر الذي عاد في شخصياتٍ ومسرحياتٍ أخرى. هو «بركات» في «نزل السرور»، و«رامز» في «بالنسبة لبكرا شو»، و«أبو ليلى» في «فيلم أميركي طويل»، و«المختار» في «شي فاشل».

أكان في الشخصيات التي تقمّصها أم في شخصه الحقيقي، تحوّل جوزيف صقر إلى بطل من أبطال زياد الرحباني. بصوته العذب والدافئ، عبرت الأغاني إلى قلوب الجمهور وصنعت مكانةً في أرشيف الأغنية العربية، من دون أن تسمح لغبار السنوات بأن يتراكم فوقها.

«أنا اللي عليكي مشتاق»، «طلّي اضحكيلو يا صبيّة»، «عايشة وحدا بلاك»، «اسمع يا رضا»، «يا زمان الطائفية»، «راجعة بإذن الله»، «مربى الدلال»، «تلفن عياش»... كلّها أعمال من تأليف زياد الرحباني كان جوزيف صقر خير سفيرٍ لها.

مروان محفوظ... صوتٌ خلّد أغاني زياد

قبل أن يسافر صوته عبر القارّات ويصبح فنّان الحنين اللبناني في المهجر، وقف مروان محفوظ شاباً على مسرح زياد الرحباني. اكتشف فيه الأخير موهبة استثنائية فمنحه، إلى جانب دوره في «سهريّة»، بعضاً من أجمل ما ألّف من أغاني.

عبرت السنوات ولم يستمر التعاون بينهما، غير أن اسم محفوظ ظلّ مرتبطاً بأعمال مثل «سرقني الزمان»، و«حدا من اللي بيعزّونا»، و«خايف كون عشقتك»، إضافةً إلى «يا سيف عالأعدا طايل» التي لا يعرف كثيرون أنها من تأليف زياد الرحباني.

كارمن لبّس... نجمة على المسرح وفي القلب

هي اليوم إحدى أبرز نجمات الشاشة الصغيرة في العالم العربي. لكنّ انطلاقتها كانت على مسرح زياد الرحباني. رافقته الممثلة كارمن لبّس منذ بداياته المسرحية، فشاركت في «نزل السرور»، ولاحقاً في «فيلم أميركي طويل»، و«بخصوص الكرامة والشعب العنيد»، و«لولا فسحة الأمل».

لم تتوقف العلاقة بين زياد وكارمن عند حدود المسرح، بل تحوّلت إلى قصة حب استثنائية استمرت 15 عاماً وكُتبت فيها سطور وأغنيات. وفق تصريحات للبّس، فإنّ عدم الاستقرار المعيشي لعب دوراً في انتهاء العلاقة، لكنّ المؤكّد أنها خُلّدت في أغنية «عندي ثقة فيك» بصوت فيروز، والتي أهداها الرحباني للمرأة التي لم يحب أحداً كما أحبّها.

«زكريّا»، «الأستاذ نور» وغيرهم... زياد الرحباني بطلُ ذاتِه

بأسلوبٍ خارجٍ عن النص ولا يشبه التمثيل في شيء، أطلّ زياد الرحباني بطلاً على مسرحه. في «نزل السرور» (1974) و«بالنسبة لبكرا شو» (1978)، كان «زكريّا» زوج «ثريّا» المخدوع، والمستسلم لواقعٍ غارق في الانحلال الأخلاقي والمآزق المعيشية.

أما في «فيلم أميركي طويل» (1980)، المسرحية التي تدور في مستشفى الأمراض العقلية والتي تعاين بجرأة وسخرية الأثر النفسي والعقلي للحرب الأهلية اللبنانية، فجسَّد الرحباني شخصية «رشيد» المريض ذات الصوت المرتفع والغاضب طوال الوقت. وفي «شي فاشل» (1983)، اقترب من شخصيته الحقيقية فكان «الأستاذ نور» أي مخرج المسرحية التي ترمز عثراتها إلى فشل التركيبة اللبنانية، وتنتقد في طيّاتها مثاليّة مسرح الأخوَين رحباني، أي الأب عاصي والعمّ منصور.

«أبو الزلف» ورفاقه

من بنات أفكار زياد الرحباني التي دخلت التاريخ شخصية «أبو الزلف» في «شي فاشل». هو مشهد لا يتعدّى الربع ساعة، يدخل فيه الممثل زياد أبو عبسي إلى الخشبة، ليفضح بواقعيةٍ صارخة وجارحة النفاق الاجتماعي والطائفي والفني في لبنان، المتستّر في ظل التراث والمثاليات. وكان أبو عبسي أحد الممثلين الأساسيين على مسرح الرحباني، إذ أطلّ في أعماله كلها.

مثلُه فنانون كثر أصبحوا نجوماً لمجرّد ارتباط اسمهم باسمِ زياد الرحباني، وظهورهم المتكرر في أعماله المسرحية. من بين هؤلاء سامي حوّاط، وبطرس فرح، ورفيق نجم، وغازاروس أنطونيان، وغيرهم.

أبطال خارج المسرح

لم يؤمن زياد الرحباني بالنجاح الفردي، بل أحاط نفسه بمجموعات من الفنانين. مع مرور الأجيال، تبدّلت الوجوه والأسماء ولم تتبدّل قناعته بقوّة الجماعة، أكان في الأعمال المسرحية أم في الألبومات الموسيقية.

بعيداً عن المسرح، تعاون موسيقياً مع أصوات كثيرة. تذكر نجمة الاستعراض اللبنانية مادونا أنّ بداياتها الغنائية كانت مع زياد الرحباني وأنها تتلمذت على يدَيه، وقد جمعتهما في التسعينيات أغنية خارجة عن المألوف شكلاً ومضموناً بعنوان «كيفك».

ومن بين النجمات اللواتي حظين بفرصة التعاون مع الرحباني، المطربة لطيفة التونسية. لم يقتصر الأمر على أغنية واحدة بل على ألبوم صدر عام 2006 وحمل عنوان «معلومات أكيدة». وقد انتشرت بقوّة من بين أعمال الألبوم أغنيتا «بنصّ الجوّ»، و«أمّنلي بيت».

أصواتٌ كثيرة سقاها زياد الرحباني من نبع موهبته، كما بقيت نوتاتٌ وكلمات في أدراج مكتبه كان من المفترض أن تغنّيها أصواتٌ عربية معروفة، من بينها الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب.

فيروز... البطولة المطلقة

من بين الأبطال الذين صنعهم زياد الرحباني، تميّزت واحدةٌ لمجرّد أنها هي التي أتت بتلك الموهبة إلى هذا العالم. فيروز الأمّ بطلة زياد من دون منافِس. هي التي منحته الحياة، عاد ومنحَها ولادةً جديدة لفنّها بعد أن طُويت صفحة عاصي في الثمانينيات.

أعاد زياد الرحباني ابتكار فيروز على طريقته. هي «فيروزياد»، كما يحلو لبعض مُريديهما أن يسمّوها. جعلها تغنّي لغةً أقرب إلى لغة الناس، وكأنه أراد أن يؤنسنَها بعد أن جلست طويلاً على عرشٍ لا يُطال.

من ألبوم «معرفتي فيك» عام 1984 والذي انتشرت منه أغنية «زعلي طوّل»، حتى «ولا كيف» في 2002، أمسك زياد يد أمّه بحِرصِ ولَد وبحِكمةِ مدير.

مع زياد كسرت فيروز حاجز التردّد فخرجت عن النص وغنّت «كيفك إنت»، و«مش قصة هي»، و«سلم لي عليه»، و«ضاق خلقي»، و«صباح ومسا»، وغيرها الكثير.

في تسعينها، ربما لم تتوقّع سيدة الصوت أن تودّع الابن الذي أنجبته في الـ22 من عمرها، وأطلقته إلى الفن وهي في الـ39، ثم خاضت إلى جانبه كبرى ثوراتٍها الموسيقية في ستّينها وسبعينها.

 

####

 

زياد الرحباني يصدم لبنانَ برحيله

سَحَرَ بعفويته يومَ كتب وببراعته حين لحَّن

بيروتسوسن الأبطح

صدمَ زياد الرحباني برحيله عن 69 عاماً، أمس، لبنانَ، وكان وزير الثقافة غسان سلامة أول من نعاه، كاشفاً تدهور صحته ورفضه المتكرر للعلاج.

زياد الرحباني كان موسيقياً، وشاعراً، وموزعاً، وعازفاً، ومخرجاً. بدأ مشواره بتلحين «سألوني الناس»، وهو مراهق، لأمه الأسطورة فيروز التي رافقها في حفلاتها تلحيناً وتوزيعاً وعزفاً على البيانو، فأضفَى على شعبيتها الكاسحة شعبية.

وسطع نجمه خلال الحرب الأهلية اللبنانية بشكل لافت من خلال مسرحياته مثل «بالنسبة لبكرا شو» و«شي فاشل» التي حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب.

يسجَّل لزياد جرأته في تغيير النمط الفيروزي، ولفيروز قبولها ولو على مضض بقفزة لم تكن متوقعة، جلبت لهما الكثير من النقد بعد وفاة زوجها عاصي. لكن الزمن أثبت صواب الاختيارات التي جعلت فيروز مطربة الأحفاد والأجداد في آن.

 

الشرق الأوسط في

27.07.2025

 
 
 
 
 

أصالة تواسي فيروز في رحيل زياد الرحباني

سيدتي - عبير عاطف

حرصت الفنانة أصالة على دعم ومواساه الفنانة فيروز في رحيل نجلها الفنان زياد الرحباني الذي فارق الحياة بشكل مفاجىء صباح أمس السبت 27 يوليو.

أصالة تدعم فيروز

كتبت أصالة تدوينه عبر حسابها الرسمي على موقع إكس قالت فيها"سيّدتي الأغلى، يا ساكنة بقلوبنا بأعلى وأجمل مكان، الله يرحم ابنك الفنان الكبير زياد الرحباني، ابن المجد وصنّاع الفن البديع. بدعي ربي يمسح بالصبر على قلبك الغالي، ويهوّن عليكي هالأيام الصعبة، يا سيّدة وطني، يا طبيبتي ودوائي لجميع أوجاعي بصوتك وشموخك ومقامك العالي، يا غاليتنا، الله يكون معك يا أمّنا اللي أنجبت روحنا، يا عظيمة يا فيروز".

أعلنت أسرة الفنان الراحل زياد الرحباني، والصفحة الرسمية للفنان الراحل عبر موقع التواصل الاجتماعي الـفيسبوك عن موعد ومكان تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، حيث من المقرر أن تُقام صلاة الجنازة عليه ظهر غدا الإثنين 28 يوليو من كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة" بكفيا، وأكدت الأسرة على وجودها لتقبل التعازي بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً أي قبل دفن الراحل وحتى الساعة السادسة مساءً في صالون الكنيسة.

وتستكمل الأسرة مراسم العزاء لليوم الثاني، الثلاثاء 29 يوليو، في صالون كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة"، بكفيا، من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى السادسة مساءً.

تفاصيل وفاة زياد الرحباني

وقد أصدرت إدارة مستشفى خوري الكائن في منطقة الحمرا في بيروت بياناً رسمياً حول وفاة الفنان العبقري زياد الرحباني حيث كان يخضع للعلاج، وقد أعلنت إدارة المستشفى في بيانها الذي نشره الحساب الرسمي للمستشفى عبر إنستغرام أنه فارق الحياة اليوم بتاريخ 26 يوليو 2025 عند الساعة التاسعة صباحاً.

وجاء في نص البيان الرسمي الصادر عن إدارة مستشفى خوري: "*بيان صادر عن BMG* - مستشفى فؤاد خوري – الحمرا.

صدر عن BMG - مستشفى فؤاد خوري - الحمرا البيان التالي: بتاريخ يوم السبت الواقع في 26 تموز 2025، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً فارق زياد عاصي الرحباني الحياة.

وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور، إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية.

 

####

 

نجوم فجعوا بوفاة أولادهم: فيروز أحدثهم

سيدتي - عبير عاطف

عاني بعض النجوم من ألم فقدان الأبناء، وعاشوا تجربة صعبة أثرت على حالتهم النفسية بشكل كبير، وبعد هذه التجربة استطاع بعضهم تجاوز هذه الأزمة وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعية بشكل جديد.

فيروز تودع نجلها

تعتبر الفنانة اللبنانية فيروز أحدث النجوم اللذين مروا بهذه التجربة، وذلك بعد رحيل نجلها الفنان زياد الرحباني عن عمر 69 عامًا، وتأثرت جارة القمر بشدة خاصة وأنها التجربة الثانية لعد وفاة ابنتها ليال، كما أن علاقتها بنجلها زياد كانت قوية جدًا وشهد مشوارها الفني تعاون بينهما في العديد من الأغاني التي حققت نجاحًا جماهيريًا في الوطن العربي.

جورج وسوف يعاني من فراق وديع

عاش الفنان جورج وسوف مشاعر ألم فراق الابن بعد أن فقد ابنه وديع بشكل صادم، وذلك بعد إصابته بأزمة صحية ومضاعفات خطيرة جراء إجرائه عملية تكميم بالعمدة أدت في النهاية إلى وفاته.

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي عاشا نفس المشاعر في وداع ابنهما الأصغر عبد الله، وذلك بعد غرقه في إحدى قرى الساحل الشمالي العام الماضي عن عمر يناهز الـ 35 عامًا .

السرطان يهزم بنات هاني شاكر وحسن حسني

هزم مرض السرطان النجمين هاني شاكر وحسن حسني، إذ ودّعا ابنتيهما في عمر الشباب نتيجة إصابتهما بهذا المرض الخبيث. ففي عام 2011، خيّم الحزن على الفنان هاني شاكر بعد فقدانه لابنته دينا، ومنذ ذلك الحين تولّى رعاية طفليها اللذين شكّلا له عزاءً يعوّض بعضًا من ألم الغياب. أما الفنان حسن حسني، فقد ودّع ابنته فاطمة عام 2013 بعد رحلة علاج انتهت بانتصار السرطان.

مرت الفنانة داليا البحيري بنفس التجربة، منذ عدة سنوات، وعاشت مشاعر الفراق بعدما فقدت ابنتها خديجة وهي في عمر صغير بعد إصابتها بمرض نادر عجز الأطباء عن علاجه.

فقد الفنان محمد أسامة نجم مسرح مصر الشهير باسم أوس أوس، ففقد نجله وهو في عمر 3 شهور وذلك بعد تعرضه لحادث منزلي مفاجئ.

 

####

 

كيف وصفت كارمن لبس رحيل حب عمرها زياد الرحباني؟

سيدتي - كلودين كميد

بعبارات مؤثرة تعبر عن وجع الفراق، نعت الفنانة كارمن لبس الفنان زياد الرحباني الذي رحل عن عالمنا أمس في 26 يوليو الجاري عن عمر يناهز الـ 69 عامًا، وهي الحبيبة التي لطالما صرحت بأنه كان حبها الوحيد في حياتها. فثمة علاقة عاطفية ربطت بين كارمن لبس وزياد الرحباني على مدى 15 عامًا تقريبًا بعد انفصاله عن زوجته دلال كرم. كذلك نشرت كارمن لبس رسالة حزينة وجهتها لحبيبها الراحل زياد الرحباني تعده من خلالها أنها باقية على عهد حبها له إلى الأبد.

كارمن لبس: ليش هيك حاسة كل شي راح

نشرت الفنانة كارمن لبس أمس عبر حسابها على إنستغرام صورة سوداء معلنة الحداد على رحيل حب عمرها الفنان زياد الرحباني وأرفقت الصورة بتعليق حزين. ووضعت رمز القلب المكسور للدلالة علىم وجعها بأنه ترك فراغًا كبيرًا في حياتها وعلى نطاق الوطن ككل لأن حضوره كان عظيمًا ويملأ الدنيا تأثيرًا قائلة: " ليش هيك حاسة كل شي راح، حاسة فضي لبنان".

كارمن لبس: الوجع بقلبي أكبر من إني اقدر اوصفو

وفي اليوم التالي عادت كارمن لبس فنشرت رسالة مؤثرة وجهتها للفنان الراحل زياد الرحباني وكانت تتحدث إليه بحرقة واصفة حالها بعد رحيله بأنها صعبة وبأنها لم تعتقد يومًا أنها ستتلقى التعازي به وأخبرته أنها ستبقى تشتاق إليه باستمرار وتحبه دومًا. وجاء في رسالتها هذه " فكرت بكل شي إلا إنو الناس يعزوني فيك. الوجع بقلبي أكبر من إني اقدر اوصفو، أنا مش شاطرة بالتعبير، انت أشطر مني بكتير تعبّر عني... لو كان في بُعد، بس كنت موجود، وهلق بطلت. صعبة كتير زياد ما تكون موجود. رح ابقى اشتقتلك عطول لو انت مش هون. وحبك بلا ولا شي".

زياد الرحباني كان بحاجة لزراعة الكبد

وكان زياد الرحباني يعدّ ظاهرة استثنائية ونادرة في الفن وظاهرة فريدة في التجربة الرحبانية من خلال الفن المتفرد الذي قدمه بأعماله الغنائية والموسيقية والمسرحية طيلة مشواره الفني العظيم. وكانت والدته السيدة فيروز تصفه بالعبقري. وقد شكلت وفاته صدمة لكل محبيه وجمهوره في العالم العربي الذي لم يكن على اطلاع مسبق بأنه يمرّ بمحنة صحية صعبة أدت لوفاته.

وكانت ترددت أخبار متعلقة بالحالة الصحية للفنان زياد الرحباني قبل وفاته مفادها أن الأطباء أبلغوه بضرورة الخضوع لزراعة الكبد لمعاناته من مرض به. ولكنه وفق الأخبار المتداولة لم يكن متحمسًا حيث كان مترددًا بإجراء العملية. فتارة كان يعلن عن استعداده للخضوع لعملية لزراعة الكبد ثم ما يلبث أن يتراجع عن قراره بعد فترة لاعتبارات عدة قد يكون الخوف من أبرزها وأنها قد تعطله عن عمله لأنها تستلزم وقتًا طويلًا من التحضير قبل العملية وبعدها. وكانت أعلنت أسرة الفنان الراحل زياد الرحباني، والصفحة الرسمية للفنان الراحل عبر موقع التواصل الاجتماعي الـفيسبوك عن موعد ومكان الدفن، حيث ستقام صلاة الجنازة عليه بعد ظهر غد الإثنين 28 يوليو في كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة" بكفيا، وستتقبل الأسرة التعازي من الساعة الحادية عشرة صباحاً أي قبل دفن الراحل وحتى الساعة السادسة مساءً في صالون الكنيسة.

وتستكمل الأسرة مراسم العزاء لليوم الثاني، الثلاثاء 29 يوليو، في صالون كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة"، بكفيا، من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى السادسة مساءً.

 

سيدتي نت السعودية في

27.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004