ملفات خاصة

 
 
 

من الكاسيت إلى الفيلم:

إرث زياد الرحباني السينمائي

شفيق طبارة

الموهوب والعبقري الثائر

زياد الرحباني

   
 
 
 
 
 
 

يتحدى ألبوم زياد الرحباني (1956 – 2025) «هدوء نسبي» الصادر عام 1985، التصنيفات السهلة. صدر في الأصل على شريط كاسيت، مع غلاف ذي طابع صناعي صارخ، وكُتب على الغلاف بأنه «جاز شرقي»، أو كما وصفها زياد بكلمات أخرى: «موسيقى شرقية بلغة يفهمها العالم». أُعيد إصدار الألبوم على أسطوانات فينيل، بغلاف يعكس روحه المتضاربة بشكل أفضل: امرأة فاتنة ترتدي بنطالاً جلدياً تُعدّل حذائها بجانب مدفع رشاش. تُجسّد هذه الصورة، المُغرية والنضالية الطابع المزدوج لموسيقى زياد: جمال آسر وشحنة سياسية في آن واحد. عنوان الألبوم، يعود إلى جملة «هادئ نسبياً»، وهي عبارة استخدمها الصحفيون اللبنانيون خلال فترات وقف إطلاق النار الهشة خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، لتعيش موسيقى الألبوم في هذا التوتر.

بدأت من ألبوم زياد الموسيقى لسببين: أولاً لأنه الأقرب إلى قلبي، وثانياً لأنه الألبوم الذي نملك فرصة مشاهدة مراحل إنتاجه. فتزامناً مع إطلاق الأسطوانة، ظهر الفيلم الوثائقي «هدوء نسبي» من إنتاج «النجدة الشعبية اللبنانية». لا يكتفي الفيلم بسرد المسار الإبداعي للألبوم، بل يتناول التحديات التقنية والاجتماعية التي رافقت إنتاج موسيقى تقدمية في ظل الحرب الأهلية. نشاهد في الفيلم تسجيلات من حفلات، ومشاهد داخل الأستوديو، بجانب مقابلات مع زياد ومع عدد من المبدعين المشاركين. من خلال هذا المزج بين الصورة والصوت، يبدو «هدوء نسبي» بمثابة خريطة صوتية لمجتمع يقف على حافة الانهيار، موسيقى تنبض بالأناقة والقلق في آنٍ واحد.

ألف زياد موسيقى فيلم «متحضّرات» (1999) للمخرجة رندة الشهال صباغ، يحكي الفيلم عن فترة الحرب الأهلية اللبنانية ويصوّر حياة مجموعة من اللبنانيين والمقيمين الذين يعيشون في مبنى واحد، حيث تتشابك حكاياتهم في الحرب. جاءت موسيقى زياد امتداداً لنبرة الفيلم اللاذعة، فكانت ساخرة ومفككة ومشحونة بالتناقضات. يدمج الرحباني إيقاعات الفانك مع مقامات عربية ونفخات نحاسية، ليرسم مشهداً صوتياً يعكس التوتر والعبث معاً. وعلى غرار الحبكة المتأرجحة بين المأساة والفكاهة والمهزلة، جاءت الموسيقى التصويرية كتوليفة تحتفي بالفوضى، مستخدمة زخارف لحنية متفائلة في لحظات مشحونة بالفوضى، لتفضح هشاشة المنطق في زمن الحرب. هذه التركيبات المجزأة من الجاز تعكس البنية السردية المتقطعة للفيلم، حيث تتحرك الشخصيات بين الانهيار الأخلاقي والمألوف الساخر، في مرآة صوتية لجنون الواقع.

في «طيارة من ورق» (2003)، أحد أشهر أفلام رندة الشهال صباغ، يقدم زياد أجواءً مختلفة تماماً. الفيلم هو دراما رومانسية، حبّ يخيم عليه الاحتلال. تنعكس هذه النغمة الرقيقة في الموسيقى التصويرية التي ألّفها زياد، حيث تمزج بين الجاز البسيط، والنسيج الصوتي المحيطي، وإحساس دقيق بالاحتواء والتكتم. لا تسعى الموسيقى إلى توجيه الشعور، بل تتركه معلّقاً، تُوحي ولا تُصرّح، تُخفي أكثر مما تُظهر، مما يُضفي على الفيلم بُعداً عاطفياً هشاً ومُرهفاً. اللافت أن الرحباني لا يكتفي بدور المؤلف الموسيقي، بل يطل كممثل بشخصية هادئة تُدعى زياد، ما يمنح الفيلم طبقة إضافية من التداخل الفني، حيث يشارك في بناء النسيج الدرامي بوجهه وصوته، في آنٍ معاً. صنعت المخرجة اللبنانية فيلماً خفيفاً بلمسات من الفكاهة الساذجة، خاصة مع مشاهد زياد، في مكان مليء بالصراعات الاجتماعية والدينية والإيديولوجية والظلم الناتج عن الاحتلال.

سنة 1979، ظهر زياد الرحباني في الفيلم الجزائري الفريد «نهلة»، من إخراج فاروق بلوفة، وهو العمل الوحيد في مسيرته، كما يُعد أول إنتاج جزائري يتناول بجرأة الحرب الأهلية اللبنانية وتداعيات بداياتها. أدى الرحباني دور الملحّن، في مشاركة رمزية تُضيف إلى الفيلم بعداً فنياً وثقافياً. وفي الفيلم الوثائقي «همسات» (1980)، لمارون بغدادي، الذي يتتبع في الفيلم الشاعرة اللبنانية الراحلة نادية تويني، في رحلاتها إلى مختلف المناطق المنكوبة في لبنان في بداية الثمانينيات. يطلّ زياد الرحباني بشخصيته الحقيقية، في لحظة نادرة يتداخل فيها الحضور الواقعي والفني. ورغم أن الموسيقى التصويرية تحمل توقيع مارسيل خليفة، فإن ظهور الرحباني يُضيف للفيلم طبقة رمزية مهمة، إذ يمثل شريحة المثقفين المنخرطين في قراءة الفوضى اللبنانية من الداخل، بلغة المسرح والفكر اليومي. حديثه عن «الديموقراطية المزعومة»، وعن عبثية الحرب، يعكس فهماً حاداً لمعادلات الواقع المتحوّل، حيث تتشابك السياسة مع المسرح، وتتقاطع الأحداث مع عبثيتها الفجّة. هذا الحضور لا يكتفي بأن يكون توثيقيًا، بل يتماهى مع روح الفيلم في استكشاف الهوية اللبنانية المتشظية تحت وطأة النزاع والانقسام.

في «عائد إلى حيفا» (1982)، للمخرج قاسم حول، عن رواية غسان كنفاني. تتجلّى موسيقى زياد كعنصر تعبيري بالغ الحساسية، تجاوزت المفهوم الكلاسيكي للموسيقى التصويرية لتغدو إحساساً مُتجسداً، «محسوساً لا مسموعاً» كما وصفها حول نفسه. لم يكتب الرحباني نغمات تُرافق المشهد فحسب، بل صاغ لغة موسيقية تحاكي الصمت، وتشاطر الشخصيات وجدانها المضطرب، وتستحضر جراح الهوية الفلسطينية المبعثرة بين فقدان البيت والابن والانتماء.

على الرغم من ندرتها، موسيقى زياد الرحباني في الأفلام ليست موسيقى موافقة، بل هي تعليقات سياسية، نبض شعوري، تيارات عاطفية وتأملات ثقافية.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

26.07.2025

 
 
 
 
 

رحيل زياد الرحباني..

إبداعاته باقية وترك بصمة في الموسيقى والمسرح

كتب محمد إسماعيل

رحل الفنان اللبناني زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى والمسرح

زياد الرحباني يرحل ويبقى صوته يصرخ من أجل فلسطين: "ما فيك تبني بلد وإسرائيل عالباب" كانت هذه واحدة من العبارات الخالدة التي قالها الراحل زياد الرحباني الذي أعلنت اليوم وفاته، في خسارة كبرى للفن والثقافة في العالم العربي.

عرف زياد بموسيقاه المختلفة لكنه لم يكن مجرد فنان، بل كان مثقفًا مقاومًا، منحازًا منذ بداياته للقضية الفلسطينية وجعل من فنه منبرًا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

زياد قال في إحدى مقابلاته: "الاحتلال الإسرائيلي مش بس سرق أرض، هو سرق كرامة أمة كاملة، والموسيقى لازم تكون سلاحنا"، لم تكن هذه الكلمات مجرد شعارات بل نهجا لحياته. قاوم بالصوت، بالكلمة، بالموقف. وظل صامدًا، رافضًا لكل تبرير يجمل وجه الاحتلال.

صمدوا وغلبوا ومن أبرز ما قدمه الراحل زياد الرحباني أغنية "صمدوا وغلبوا" التي كتبها ولحنها لأهل الجنوب وغزة.

رحل زياد الرحباني وبقي صوته شاهدا على مرحلة، وعلى موقف لم تكن أغانيه ترفا فنيا، بل سلاحا للمقاومة، وصدى لا يخفت لقضيةٍ لم تمت. رحل زياد لكن صوته باقٍ، يوقد الذاكرة، ويصرخ بالحقيقة.

وزياد هو نجل الفنان الراحل عاصي الرحباني، والفنانة نهاد حداد المعروفة بفيروز، ويعد أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر. بدأ مسيرته الفنية مطلع السبعينيات، حين قدم أولى مسرحياته الشهيرة "سهرية"، وكتب ولحن لاحقا لوالدته فيروز العديد من الأعمال.

في الأول من يناير عام 1956، ولد زياد الرحباني في كنف عائلة غنية بالفن والإبداع. لم يكن مجرد ابن لفنانين، بل نشأ وسط واحدة من أكثر العائلات تأثيرا في تاريخ الفن العربي. والده عاصي وعمه منصور شكلا الثنائي الشهير "الأخوين رحباني"، وكانا شريكين في المسيرة الفنية لفيروز، أيقونة الغناء العربي وزوجة عاصي. هذه البيئة الزاخرة بالإبداع تركت بصمتها مبكراً على زياد، الذي أظهر شغفه بالفن منذ نعومة أظفاره.

الحدث المفصلي في مسيرته جاء في عمر السابعة عشرة. في عام 1973، بينما كان والده يعاني من وعكة صحية، كانت والدته تستعد للبطولة الغنائية في مسرحية "المحطة". خلال هذا الوقت، كتب منصور أغنية "سألوني الناس" لتعبر عن غياب عاصي، ولحن زياد الأغنية، ليكون هذا أول لحن يقدمه لفيروز، فاتحة تعاون طويل جمع بين الأم والابن، أهدى خلاله زياد فيروز أجمل ألحانها الحديثة مثل: "أنا عندي حنين"، "حبيتك تنسيت النوم"، و"سلملي عليه"، و"وحدن".

لم يقتصر عطاء زياد على التلحين، بل كتب كلمات عدد من الأغاني التي أدتها فيروز أيضا، مثل "عودك رنان"، "صباح ومسا"، "البوسطة"، و"تنذكر ما تنعاد". لاحقًا، خاض تجربة الغناء بصوته الخاص، وترك أثراً واضحًا بأغنيات مثل "بلا ولا شي"، "أنا مش كافر"، و"عايشة وحدا بلاك".

المسرح كان له نصيب كبير من تجربته. بدأ ظهوره كممثل بدور الشرطي في مسرحية "المحطة"، وكرره في "ميس الريم"، التي لحن مقدمتها كذلك. لكن طموح زياد دفعه نحو كتابة وإخراج مسرحياته الخاصة، التي حملت بصمته الفكرية ونقده السياسي والاجتماعي اللاذع، مستخدما السخرية وسيلة للتعبير عن الواقع. من أبرز أعماله المسرحية: "سهرية"، "نزل السرور"، "بالنسبة لبكرا شو"، "شيء فاشل"، و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد".

عام 1980، قدم مسرحيته الشهيرة "فيلم أمريكي طويل"، والتي دارت أحداثها داخل مستشفى للأمراض النفسية، لتصبح مرآة ساخرة للمجتمع اللبناني المنقسم آنذاك وسط الحرب الأهلية.

توسعت مشاركاته الفنية لتشمل السينما، حيث لعب أدوارا صغيرة في أفلام مثل "نهلة" الجزائري، و"طيارة من ورق" اللبناني، كما ألّف الموسيقى التصويرية لهما، ما أبرز جانباً جديداً من مواهبه.  

 

بوابة روز اليوسف المصرية في

26.07.2025

 
 
 
 
 

رحيل زياد الرحباني...

حزن الدهر كله في قلب فيروز

أضفى على شعبيتها الكاسحة شعبية

بيروتسوسن الأبطح

سبت حزين على عشاق الرحابنة. كان لا بد أن ينعى وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة، الراحل زياد الرحباني لنصدق أن المشاغب صاحب العبقرية الموسيقية قد رحل فعلاً.

كشفت كلمة سلامة عن أن الحالة الصحية لزياد كانت قد تدهورت، والمخاوف كبرت: «كنا نخاف من هذا اليوم، لأننا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياداً لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانياً مبدعاً سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت».

وكشف الوزير سلامة في مقابلة تلفزيونية أن الوزارة كانت تتابع وضعه الصحي في الأشهر الأخيرة عبر أصدقاء مقربين بقوا حوله، وأنه «كان بحاجة لزرع كبد والعملية خطيرة، وبقي زياد متردداً نظراً لأن نتائج العملية لم تكن مضمونة، وجاءت النتيجة على النحو الحزين الذي بدا منتظراً منذ أسابيع، ومع ذلك فإن الخبر وقع مؤلماً إلى أقصى الحدود».

وتردد أن ريما الرحباني كانت قد هيأت سكناً من ثلاثة طوابق، أحدها لإقامة فيروز وآخر لها، والثالث لزياد، بعد أن تدهورت صحته، انتقلت العائلة إليه كي تتمكن من العناية بزياد وتبقى محيطة به.

زياد الرحباني مسرحي، موسيقي، شاعر، موزع، عازف، مخرج، هو كل هذا في آن. فنان متعدد، اتسم بعفويته يوم كتب، وبراعته حين لحن، وخفة ظله وهو يعانق المسرح.

عن 69 عاماً غادر زياد، تاركاً في قلب والدته فيروز حزن الدهر كله. فهو الذي منحها عمراً فنياً جديداً مختلفاً من بعد رحيل والده عاصي الرحباني. كتب لها ما قدمها بنكهة أخرى لجيل متطلّب. صارت معه فيروز لكل الأعمار، عشق الفتيان كما كانت غرام آبائهم وأمهاتهم، والجدّات.

رافق والدته في حفلاتها تلحيناً وتوزيعاً وعزفاً على البيانو، فأضفى على شعبيتها الكاسحة شعبية. غيابه سيكون ثقيلاً ووازناً على المشهد الفني اللبناني كله، حفلاته المنتظرة ستختفي، لكن مسرحياته التي لم يتوقف بثها والاستشهاد بها، وتكرار جملها على ألسن الناس حتى تحولت إلى أقوال مأثورة ستبقى.

سيبقى منه الكثير الكثير، فهو في الأصل كان يغيب ويعود، بسبب مزاجيته الكاسحة، لكن هذا لم يمنع أن يكون دائماً حاضراً. إنه ينضح فناً، وكأنه حالة فنية ابتكارية لا تتوقف، إن هو غنى حتى بصوته الأجشّ، بدا أن هذا الغناء يستحق أن يصغى إليه، وإن سخر كرر الناس من بعده سخرياته كنكات تستحق أن تروى، وإن أعلن عن حفل، انتظره المحبون قبل الموعد بكثير لتأمين مقاعدهم. هو حالة فنية قائمة بذاتها، منذ كان صغيراً وموهبته تدهش.

بدأ تأليف أول أعماله مراهقاً، يوم لحن لأمه فيروز «سألوني الناس»، مما كشف عن موهبة لم تكن رغم يناعته غضّة. خلال الحرب الأهلية اللبنانية، سطع نجم زياد الرحباني بشكل لافت من خلال مسرحياته التي حفظ البعض نصوصها عن ظهر قلب. أتت البداية مع «نزل السرور»، «بالنسبة لبكرا شو»، «فيلم أميركي طويل»، «شي فاشل»، «لولا فسحة الأمل»، «بخصوص الكرامة والشعب العنيد».

هل رأيت مسرحيات تتداول كالأغنيات؟ أم سمعت عن نصوص تقطع وتجزأ وتصير أمثالاً وحكماً متداوله. هكذا كانت كلمات زياد تعلق في الأذهان بسرعة كما ألحانه. المسرحيات تم تداولها على كاسيتات، تناقلتها الإذاعات وأعادت بثها باستمرار، ثم تم العمل على إعادة تصوير مسرحيتين وعرضا بنسختهما الرديئة، وكان ذلك أفضل ما يمكن، في صالات السينما.

روح زياد الساخرة، مع براعته اللغوية الاختزالية العميقة، ومهارته الموسيقية اللافتة، صنعت خليطاً عجيباً. هذا كله كان يسكبه ليس فقط في المسرحيات، وإنما أيضاً في الأغنيات التي تبدو من الآن خالدة ولا يمكنها أن تشيخ، مثل «ع هدير البوسطة» أو «عودك رنان» أو «حبيتك تنسيت النوم»، أو «عندي ثقة فيك»، والكثير الكثير، مما تسمعه مرة ويبقى عالقاً في البال.

يسجل لزياد جرأته في تغيير النمط الفيروزي، ولفيروز قبولها ولو على مضض بقفزة لم تكن متوقعة، جلبت لهما الكثير من النقد بعد وفاة عاصي. لكن زياد لم يكن مجرد فنان، هو حامل قضايا، وأحد أهم قضاياه التي لا يتحدث عنها أحد، ولا يلتفت لها جمهوره بعناية، هو مناصرته الرهيبة للمرأة في أغنياته، فهو يتحدث باسمها، ويشتكي بلسانها، ويحكي عن عذاباتها، ويسخر من الرجل الذي يعجز دائماً عن أن يصل إلى ما تنتظره المرأة منه.

في أسطوانته «مونودوز» مع سلمى، يتجلى ذلك، وهي تقول لحبيبها «ولّعت كتير، خلصت الكبريتي لا إنت الزير ولني نفرتيتي»، أو «ضاق خلقي يا صبي من هالجو العصبي... يا صبي شكك ما بينفع، شو بينفع يا ترى! مين قلك تستسهل، تكذب دايماً ع مَرَه». من الصعب أن نجد رجلاً كتب تبرم المرأة بالرجل بالعفوية والبراعة التي كتب بها زياد، في أغنيات لا تنتهي.

استوحى لا بد من تجربته الشخصية التي لم تكن تجد النساء وسيلة للتعايش معها. لم يقل يوماً إنه نصير النساء صراحة بالفجاجة المعتادة، لكنه بقي طوال الوقت يترجم الشعار الرنان الفج الذي نتناقله بسيل عارم من الألحان والأغنيات التي جعل الرجال يرددونها وهم سعداء، ومستمتعون.

نادراً ما يستطيع أولاد الأساطير الفنية أن يتحولوا إلى أسطورة، غالباً ما يسجنون في هالة الأهل. ابن فيروز الشاهقة وعاصي الرحباني الشامخ، لم يبق سجين المجد الهائل الذي ورثه. ترك المنزل صغيراً جداً، هرباً من المشاجرات العائلية التي لم يعد يطيقها. وضعٌ اعترف أنه كان قاسياً، لكنه ربما حرره من كل شيء، حرره حتى أصبح أسير نفسه المتفلتة من كل شبيه أو مثيل. صار زياد الرحباني شيئاً آخر، لا تشبه أغنياته رومانسية الأخوين رحباني أو مثالية أجوائهم المسرحية.

ذهب زياد إلى النقد الساخر المرير حتى من نفسه، لم يساير أو يهادن أو يغلف غضبه، وسخطه على الطائفية التي كرهها من دون تردد أو ملل، وحاربها بكل نصوصه وأعماله. لم يكن زياد لسان حال الجميع في مواقفه السياسية، لكنه لاقى في أعماله الفنية إجماعاً منقطع النظير، وفي عبقريته ما جعله عشق السوريين والمصريين، والكثير من العرب الذين أصغوا إليه، رغم عامية أعماله ومحكيتها الغائرة في لبنانية محلية، تصعّب فهمها.

يوم جعل فيروز تغني «كيفك إنت ملّا إنت» قامت الدنيا عليه ولم تقعد، كيف أخرج والدته من رصانتها، إلى كلمات بخفة لا تليق بها، لكن الوقت أثبت أن زياد كان يرى أبعد من الجميع، وأن «عندي ثقة فيك» و«مش قصة هاي»، و«إيه في أمل» لم تكن أقل عبقرية من «بحبك ما بعرف ليش» و«نسم علينا الهوا» أو أي من أغنيات الأخوين رحباني.

ترك زياد أرشيفاً هائلاً، لا بد أن يجد اليوم من يعنى به ويجمعه ويجدده. فقد بدأ التلحين والتأليف صغيرا. إضافة إلى المسرحيات والأغنيات، هناك المقابلات الصحافية والموسيقات التصويرية التي قام بوضعها لأعمال فنية عديدة بينها أفلام، وكذلك هناك برامج إذاعية، وأعمال لم تنشر، عدا التوزيع الذي عمل عليه للكثير من الأغنيات التي أعادت غناءها فيروز في حفلاتها بعد وفاة عاصي، أضف إلى ذلك أغنياته الخاصة، وتلك التي غناها صديق عمره الراحل جوزيف صقر.

زياد الرحباني ظاهرة، وليس فناناً. واكب حكاية لبنان وأرشفها موسيقى وكلمات ونصوصاً تمثيلية. هو كل لبناني ولد مع الحرب وبقي يعيشها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، لكن زياد استطاع أن يقول ما عجز عنه الآخرون بالسخرية والنكتة والكلمة اللبنانية البليغة واللحن الخالد.

 

الشرق الأوسط في

26.07.2025

 
 
 
 
 

وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمرٍ يناهز 69 عاماً

سيدتي - عبير عاطف

رحل عن عالمنا صباح اليوم بشكلٍ مفاجىء وصادم الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمرٍ يناهز الـ 69 عاماً.

وفاة زياد الرحباني

تم تداول الخبر بشكلٍ كبير عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي، وأبدى عدد كبير من محبيه حزنهم الكبير على رحيله، خاصةً وأنه لم يتم الإعلان خلال الفترة الماضية عن مروره بأي أزمات صحية.

وحتى هذه اللحظة لم تكشف العائلة عن أي تفاصيل تتعلق بأسباب الوفاه الصادمة، أو موعد الجنازة وتشييع الجثمان.

نشأته وأبرز أعماله

زياد الرحباني هو فنان وملحن ومسرحي وكاتب لبناني اشتهر بموسيقاه الحديثة وتمثيلياته السياسية الناقدة التي تصف الواقع اللبناني الحزين بفكاهة عالية الدقة.

يُشار إلى أن زياد الرحباني وُلد في عائلة فنية عريقة عام 1956، فهو نجل السيدة فيروز والفنان الراحل عاصي الرحباني. ورث الموهبة الفنية من والديه، وبدأ مشواره الفني في سن مبكرة. تميز بأسلوبه الفريد في الموسيقى والغناء، وقد ساهم في تطوير الموسيقى اللبنانية والعربية.

تميز أسلوب زياد الرحباني بالسخرية والعمق في معالجة الموضوع، كما أنه يعتبر صاحب مدرسة في الموسيقى العربية والمسرح العربي المعاصر، ومن أبرز أعماله مسرحياته الشهيرة "نزل السرور" و"شي فاشل" و"فيلم أميركي طويل" و"بالنسبة لبكرا شو"، التي تتميز بأسلوبها الساخر والنقدي، بجانب ذلك ألف الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام والبرامج التلفزيونية.

 

####

 

موهبة استثنائية وعلاقة خاصة مع والديه..

محطات مميزة في حياة الراحل زياد الرحباني

سيدتي - عبير عاطف

ودَّع العالم العربي صباح اليوم الموهبة الاستثنائية والصوت الراقي الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمرٍ يناهز 69 عاماً، قدم خلالها العديد من الأعمال الفنية المميزة التي مازالت خالدة في أذهان عشاق الفن حتى الآن.

رحيل زياد الرحباني كان صدمة كبيرة للعائلة والأصدقاء وكذلك الجمهور، خاصةً وأن حالته الصحية كانت جيدة ومستقرة، ولم يتم الإعلان عن تعرضه لأي أزمات صحية طوال الفترة الماضية، بل كان كعادته محب للفن ويسعى للتطوير وتقديم أنماط موسيقية تناسب الأجيال الجديدة.

نشأته فنية مميزة

وُلد زياد الرحباني في بيروت عام 1956، لعائلة فنية عريقة كان لها فضل كبير في تشكيل ركيزة الفن اللبناني الحديث، فوالده الفنان الكبير عاصي الرحباني، أحد مؤسسي الأخوين الرحباني، ووالدته هي النجمة الكبيرة جارة القمر فيروز، وكان لهذه النشأة أثر كبير في موهبته الفنية التي بدأت في عمرٍ صغير وانطلقت بسرعة البرق، خاصةً وأنه قرر أن يغرد منفرداً بأفكار تميزت بالجرأة والابتكار كانت سابقة لعصره.

تميز أسلوب زياد الرحباني بالواقعية وقدرته على استخدام اللهجة العامية الدارجة ببراعة، والسخرية اللاذعة التي كانت بمثابة مرآة تعكس الواقع اللبناني والعربي، ولم يتردد في تناول قضايا حساسة في عصره، ومن أبرز أعماله التي حققت شهرة وشعبية كبيرة أبرزها"سهرية"، "نزل السرور"، "بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، "شي فاشل"، "فيلم أميركي طويل"، و"بالنسبة لبكرا شو؟"، وهذه الأعمال ليست مجرد كوميديا، بل هي نقد عميق، يقدم الفكرة بطريقة ذكية ومبتكرة.

واشتهر زياد أيضًا ببرامجه الإذاعية التي كانت تنال إعجاب الجمهور بشكلٍ كبير، خاصةً وأنه كان يتناول فيها قضايا الساعة بأسلوبه الساخر واللاذع، ويقدم تحليلات عميقة وناقدة للواقع.

علاقته استثنائية بوالدته

ارتبط زياد الرحباني بوالدته الفنانة الكبيرة فيروز بعلاقة خاصة، لم تقتصر عند ارتباط الأم بنجلها، بل امتدت لتعاون فني مميز، حيث لحن لها العديد من أغانيها المميزة، وكانت البداية بأغنية "سألوني الناس" التي لحنها زياد وهو في عمر 15 عاماً، وبعد النجاح الكبير الذي حققته الأغنية كررا التجربة بعدة أغاني لعل أبرزها "كيفك إنت"، "ولا كيف"، "عودك رنان"، و"قهوة".

تردد في إحدى الفترات توتر العلاقة بين زياد ووالدته ووصل الأمر إلى القطيعة بينهما لفترة، لكن زياد كشف في مقابلة تليفزيونية أن علاقته بوالدته طيبة وعادت لما كانت عليه من قبل، وأكد أن ما حدث كان نتيجة سوء تفاهم وتم حل الخلاف.

الحب في حياة زياد الرحباني

تزوج زياد من السيدة دلال كرم، وفشل الثنائي في الاستمرار في هذه العلاقة، فكان زياد يعيش في غرب بيروت (الغربية) ودلال كرم تقطن في شرق بيروت (الشرقية) مما أثر على حياتهما بشكلٍ كبير وقررا الانفصال.

بعد انفصاله عن دلال قرر أن يرتبط بالممثلة اللبنانية كارمن لبس واستمرت علاقتهما 15 عاماً، ثم انتهت عندما اكتشفت كارمن أن زياد غير قادر على تحقيق الاستقرار الذي كانت ترغب بالحصول عليه.

 

####

 

زياد الرحباني... بدّك تفلّ؟ فلّ .. بس بالنسبة لبكرا شو؟

سيدتي - عمرو رضا

لا أملك شجاعة زياد الرحباني عندما قال: "إذا بدّك تفلّ... فلّ! بس إمشي ع جنب، لا تشغلّي تفكيري. لكنني، ومنذ إعلان خبر وفاته، ظللت أتمسك بسراب أن تكون مجرد شائعة، وأردّد في داخلي: "ما تفل.... لكنه فعلها، ورحل"، لتخسر الموسيقى الشرقية أحد أكثر مجدديها تأثيرًا في الوجدان العربي. فنان عَبَرَ فوق جسر طويل بين التراث الأصيل والطابع العصري، مشيّدًا مسارًا موسيقيًا ومسرحيًا وفكريًا لم يشبه أحدًا، ولم يشبهه أحد.

إرثٌ من الإبداع بين فيروز وعاصي

وُلد زياد عام 1956، في بيت يعرّف باللحن والكلمة، فهو ابن السيدة فيروز والملحن الكبير عاصي الرحباني. رافق والده في البروفات وتربّى على أنغامه، لكنه اختار أن يكوّن صوته الخاص.

كان مزيجًا من الجينات الرحبانية وعقل الجاز العصري، يُلحن وهو غاضب، يكتب وهو يضحك، ويعزف وهو يواجه هذا العالم المعقّد.

ورغم انفصال والديه، ظل يكنّ احترامًا كبيرًا لمسيرة والده، لكنه اختار أن يُعبّر بطريقته الخاصة، إذ قال: "أنا مش ضد التراث، بس ضد تكراره."

تجربة خالدة مع السيدة فيروز

لم يكن التعاون بين زياد ووالدته السيدة فيروز مجرد تجربة فنية، بل كان حالة نادرة من التكامل العاطفي والفني.
أعاد تقديم صوت فيروز بلغة جيله، فغنّت من كلماته وألحانه: "كيفك إنت"..."مش كاين هيك تكون"... وغيرها
.

هذه الأعمال مثلت مرحلة انتقالية لصوت فيروز، من الرومانسية الحالمة إلى الواقع المُعاش، وكانت جسورًا بين أجيال.

المسرح كمنبر للمقهورين

في المسرح، أطلق زياد صرخته الكبرى. مسرحيات مثل "بالنسبة لبكرا شو"، "نزل السرور"، "فيلم أميركي طويل"، لم تكن عروضًا مسرحية فقط، بل بيانات احتجاج اجتماعي.

فيها قال: "ما خلّونا نحبّ ع راحتنا، ما خلّونا نحلم ع ذوقنا، حتى الحزن بدّن ياه يكون متل حزنن."

كان يُعرّي الواقع، بسخرية ذكية، وموسيقى تُبكي وتضحك في آن واحد، وكلمات كأنها تنقل همّك الشخصي أنت كمُشاهد، كأنها كُتبت لك، عنك.

تأثيره على جيل بأكمله

منذ الثمانينيات وحتى اليوم، لم يتوقف تأثير زياد. كان صوته صوت جيل يشعر بأنه بلا أمل.أغنياته تتردد حتى اللحظة في المقاهي، والسيارات، والقلوب، مثل: "عودك رنان"، "بما إنّو"،"ليش تأخرتي"، وغيرها، وكلها تشهد على حضور لا يموت.

صوتٌ لا يشيخ... موسيقى لا تُنسى

أدخل زياد الجاز إلى الشرق، والمسرح إلى البيوت، والحقيقة إلى الفن. لم يركب موجة، بل صنعها. لم يبحث عن التصفيق، بل عن المعنى.

"أنا ما عندي وطن، عندي زاكرة وطن." هكذا كان يرى العالم. بألمه، بمرحه، بخيبته الكبيرة. كان صادقًا حدّ الألم، وقاسيًا كمن لا يملك ترف المجاملة.

وداع لا يشبه الغياب

رحل زياد، لكن لم يغب. سيبقى حيًا ما دام هناك شاب يبحث عن جملة يقول فيها شيئًا مختلفًا، ما دام هناك بيت عربي يُشغّل أغنية لأن "ماشي الحال"، وما دام هناك فنان يتعلّم أن يكون صادقًا أولًا، ثم موهوبًا.
فلّ زياد، لكنه ما غاب
.

 

####

 

هكذا تأثر النجوم برحيل زياد الرحباني.. ماذا قالوا عنه؟

سيدتي - عبير عاطف

رحيل النجم اللبناني زياد الرحباني كان صدمة كبيرة لكل محبيه من نجوم الوطن العربي، وحرص عدد كبير منهم على نعيه وتقديم العزاء للعائلة وتحديداً والدته جارة القمر فيروز، خاصةً بعدما تردد صدمتها الكبيرة بعد رحيل نجلها، والاستعانه بالأطباء لمتابعة حالتها الصحية بعد لحظات الانهيار التي مرت بها بعد تلقي خبر رحيله.

أعربت ماجدة الرومي عن حزنها الكبير لرحيل زياد الرحباني وقالت في منشور عبر حسابها على فيس بوك: "ويرحل عبقري من بلادي تحية إكبار لإبداعك وموسيقى السلام لروحك الثائرة"

أمير رمسيس متأثر برحيل زياد رحباني

تأثر أمير رمسيس برحيل زياد الرحباني،وأكد في منشور عبر حسابه على فيس بوك أنه عشق الموسيقى بفضله وقال في منشوره: "قد اكون أحببت زياد فبالتالي أحببت الموسيقى.. وداعا زياد رحباني ".

واستعاد ذكريات لقائه به وقال: "التقيته مرة واحدة في عرض فيلم راندا الشهال الخاص في باريس.. و لكنه كان دائما ما يحمل طعم الموسيقى داخلي.. موسيقى رافقتني في ليلتي الأولى في بيروت.. في الحمرا الذي لم يعد فيه شئ مما كان عليه.. في زيارة ابو ايلي و البارومتر الأولى.. زياد رحباني".

نعي جورج خباز

نعى الفنان اللبناني جورج خباز زياد الرحباني، وكتب منشور مؤثر عبر حسابه الشخصي على إنستغرام قال فيه: "ربينا معك، وتأثرنا فيك، وتعلّمنا منك، زياد الرحباني كنت ورح بتضّل حكاية وطن حكاية شعب حكاية إنسان، موسيقتك بدمنا ومسرحياتك بوجدانا، ورؤيتك قدامنا، العباقرة ما بتساعن الدني، شكراً على كل الفن للي سابق عصور!! بلا ولا شي منحبك".

أما جورج وسوف فنشر صورة جمعتهما عبر حسابه على إنستغرام وقال عنه: "رحل زياد العبقري، رحل زياد المبدع، أعمالك رح تبقى خالدة وفنك العظيم بالقلب والفكر على مر الأجيال، أحرّ التعازي للسيدة فيروز الأم ولعائلة الرحباني ولكل محبيك يا زياد".

وتقدمت هيفاء وهبي بالعزاء لمحبي زياد الرحباني وغردت عبر حسابها على إكس قائلة: "زياد الرحباني فقدنا فنانا لن يتكرر، سبق عصره وأثر في جيل كامل، خالص التعازي للسيدة فيروز وشقيقته ريما، لعائلته ولكل من أحب فنه الحر والصادق، نفسك بالسما زياد".

وتأثرت ماغي بوغصن برحيله وقالت: "وداعا زياد الرحباني خسارة كبيرة للفن اللبناني بغياب أسطورة حقيقية، نفسك في السما والعزا لكل محبينك لكلنا".

إليسا تعزي فيروز

وقالت عنه إليسا: "زياد الرحباني ما كان فنان عادي والاكيد انو ما كان شخص عادي كمان، عبقريته الموسيقية والفنية ما بتتكرر واليوم بخسارته خسر لبنان شقفة منو وشقفة من ذاكرته الجماعية".

وتابعت: "فيروز سفيرتنا للدنيا كلها هي اليوم أم زياد الله يعطيها الصبر والقوة.. زياد العظماء متلك ما بيموتوا".

 

####

 

فيروز وابنها زياد الرحباني:

من “سألوني الناس” إلى “كيفك إنت”... دايماً بالآخر في وقت فراق

سيدتي - عمرو رضا

لم تكن علاقتهما مجرد أم وابن، بل كانت حكاية لحنٍ طويل، كتبه هو بأنفاسها، وغنّته هي بوجعه. من فيروز التي أهدت للعالم صوتًا من نور، إلى زياد الرحباني الذي مزج الحنين بالتمرّد، كانا معًا نبضًا واحدًا... واليوم، يتوقّف النبض، لكن اللحن لا يموت."

أمٌ لا تتكلم... وابنٌ يُغني عنها

في عالمٍ اعتادت فيه الأمهات أن يتحدثن بفخرٍ عن أبنائهن، اختارت السيدة فيروز الصمت. لم تقل كلمة علنية واحدة تصف بها زياد الرحباني، ابنها والموسيقار والمتمرّد والمحبّ. لكنها منحته أثمن ما تملك: صوتها. وكأنها تقول له وللعالم: "هذا هو ابني، فاستمعوا إليه بصوتي".

الميلاد في ظلّ الأسطورة

وُلد زياد عام 1956 لأبوين استثنائيين: فيروز، الصوت الذي وحّد العرب على الحنين، وعاصي الرحباني، العقل الموسيقي الذي أعاد صياغة الذوق اللبناني. كبر زياد في بيت لا يشبه سواه، يتنفس الفن ويعيش بين النوتات والمسرح والاختلاف. ورغم علاقته الفنية المبكرة بوالده، بقيت والدته فيروز النافذة الأصدق نحو التعبير العاطفي والفني.

وبعد انفصال فيروز عن عاصي في السبعينيات، وُضع زياد أمام مفترق طريق شخصي وفني، ظل فيه في المنتصف، يحاول رسم هويته بعيدًا عن الظلال الثقيلة للوالدين، دون أن يتنكر لهما.

فيروز وزياد: شراكة فنية غيّرت الأغنية العربية

حين لحّن زياد أولى أغنياته لفيروز "سألوني الناس" عام 1973، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة، أدرك القليلون أن هذا التعاون سيغيّر ملامح الأغنية العربية.

أبرز محطات هذا التعاون:

"كيفك إنت" (1987): أغنية اختزلت في ثلاث دقائق وجع الحب، وتجديدًا لصوت فيروز بطريقة لم يعرفها الجيل الجديد.

"بالي"، "ولا كيف"، "مش كاين هيك تكون"، "أنا عندي حنين"، "بصراحة": أعمال أعادت تقديم فيروز كامرأة حقيقية، لا فقط رمزًا سماويًا، تحمل وجع القلب والخذلان والعتاب الصامت.

لقد فتح زياد بابًا جديدًا لجمهور فيروز، بابًا أقرب، إنسانيًّا، صادقًا، وتركه مواربًا على جرحٍ جميل.

علاقة شخصية معقّدة... لكنها محكومة بالحب

لم تكن العلاقة بين فيروز وزياد سهلة. كان زياد ناريًا، صريحًا، حادًا في مواقفه، ناقدًا حتى لإرث والده وعمه، لكنه لم يخفِ يومًا حبّه لأمه. بل ظلّ يعتبرها مرآته الأصدق، ويقول عنها: "في شي بصوت فيروز بيخلّي الواحد يوقف كل شي ويفكر. صوتها بيشبه الصمت اللي بيفكر بصوت عالي."

ورغم التوترات العائلية التي طفت أحيانًا على السطح، بقيت الموسيقى الأرض التي التقيا عليها، والحقيقة الوحيدة التي لم تختلف.

فيروز لا تتحدث... لكنها غنّت زياد

رغم صمتها الدائم، غنّت فيروز من ألحان وكلمات زياد أكثر مما غنّت لأي ملحن آخر بعد الأخوين رحباني. أعطته صوتها، ومنحها كلماته، وولد من هذا التبادل عصرٌ جديد للأغنية اللبنانية.

لم تحتج فيروز أن تقول: "أنا أحبك يا زياد"، فقد غنّت ذلك آلاف المرات، بين سطور "كيفك إنت" و"ولا كيف" و"بالي".

زياد عن فيروز: صوت الشعب

كان زياد يؤمن أن ما يهم في صوت فيروز ليس طهارته فحسب، بل صدقه. في لقاء إذاعي نادر، قال: "أنا أعطيت فيروز كلام عادي، بيحكيه الناس، وهي خلّت الناس تحسّ إن هالكلام بيخصّن."

لقد جعل من فيروز لسان حال الناس، لا مجرد نشيد فوقيّ يُبجّل من بعيد.

برحيل زياد، لم تخسر فيروز ابنها فقط، بل خسرت أيضًا رفيق دربٍ فني، شريك وجعٍ، وصوتًا آخر كان يعبّر عنها دون أن ينطق باسمها. وكعادتها، لم تصدر بيانًا. لم تبكِ في العلن، ولم تتكلم.

لكن الصمت الذي طالما شكّل لغة الحبّ بينهما، صار الآن مرثية أبلغ من الكلام.

أغنية لا تموت

زياد، الذي تمرّد على كل شيء، بقي وفيًّا لحنان أمّه. وفيروز، التي لم تقل الكثير، قالت كل شيء حين غنّت كلماته.

لقد كتب كلٌّ منهما عمره بصوت الآخر. ومع أن الموت فصل الجسد، فإن الموسيقى، تلك التي أحبّاها معًا، باقية... باقية كنغمة أخيرة في أغنية لم تنتهِ.

 

####

 

بيان رسمي صادر من مستشفى خوري حول تفاصيل وفاة زياد الرحباني

سيدتي - كلودين كميد

أصدرت إدارة مستشفى خوري الكائن في منطقة الحمرا في بيروت بيانًا رسميًا حول وفاة الفنان العبقري زياد الرحباني حيث كان يخضع للعلاج. وقد أعلنت إدارة المستشفى في بيانها الذي نشره الحساب الرسمي للمستشفى عبر إنستغرام أنه فارق الحياة اليوم بتاريخ 26 يوليو 2025 عند الساعة التاسعة صباحًا.

البيان الرسمي الصادر عن إدارة مستشفى خوري

وقد تم إرفاق البيان الذي نشره الحساب الرسمي لمستشفى خوري عبر على إنستغرام عن التفاصيل المتعلقة بوفاة الفنان الراحل زياد الرحباني، بصورة للفنان الإستثنائي وهو في الاستوديو. وقدمت إدارة المستشفى التعازي لوالدته السيدة فيروز وابنها هلي وابنتها ريما وللعائلة الرحبانية والشعب اللبناني بأسره على الخسارة الكبيرة مع رحيل رمز من أهم رموز الفن اللبناني والذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية. ومن المفارقات أنه توفي في مستشفى خوري الكائن بمنطقة الحمرا التي تعني لزياد الرحباني كثيرًا حيث كان يسكن في منزل بشارع الحمرا في السابق من قبل ويتواجد أيضًا الاستوديو الخاص به.

وجاء في نص البيان الرسمي الصادر عن إدارة مستشفى خوري: " * بيان صادر عن BMG* - مستشفى فؤاد خوري - الحمرا.

صدر عن BMG - مستشفى فؤاد خوري - الحمرا البيان التالي: بتاريخ يوم السبت الواقع في 26 تموز 2025، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً فارق زياد عاصي الرحباني الحياة.

وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور، إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية.

إن إدارة المستشفى، باسم رئيس مجلس الإدارة د. كمال بخعازي، والمديرة العامة السيدة ريما بخعازي، والمدير الطبّي د. خليل الأشقر، تتقدّم بأحرّ التعازي من العائلة الصغيرة: والدته السيّدة فيروز وابنتها ريما وابنها هلي ومن العائلة الرحبانية الأوسع، ومن الشعب اللبناني بأسره، الذي خسر برحيله أحد أعظم رموزه الفنية والثقافية. رحم الله زياد الرحباني، وأسكنه فسيح جنانه."

هل كان يحتاج لعملية زراعة الكبد؟

وكان زياد الرحباني يعدّ ظاهرة استثنائية ونادرة في الفن وظاهرة فريدة في التجربة الرحبانية من خلال الفن المتفرد الذي قدمه بأعماله الغنائية والموسيقية والمسرحية طيلة مشواره الفني العظيم. وقد شكلت وفاته صدمة لكل محبيه وجمهوره في العالم العربي الذي لم يكن على اطلاع مسبق بأنه يمرّ بمحنة صحية صعبة أدت لوفاته. وكانت والدته السيدة فيروز تصفه بالعبقري.

وكانت ترددت أخبار متعلقة بالحالة الصحية للفنان زياد الرحباني قبل وفاته مفادها أن الأطباء أبلغوه بضرورة الخضوع لزراعة الكبد لمعاناته من مرض به. ولكنه وفق الأخبار المتداولة لم يكن متحمسًا حيث كان مترددًا بإجراء العملية. فتارة كان يعلن عن استعداده للخضوع لعملية لزراعة الكبد ثم ما يلبث أن يتراجع عن قراره بعد فترة لاعتبارات عدة قد يكون الخوف من أبرزها وأنها قد تعطله عن عمله لأنها تستلزم وقتًا طويلًا من التحضير قبل العملية وبعدها.

 

####

 

كيفك انت.. زياد الرحباني وكيف تحدث عن إقناع فيروز لغنائها؟

سيدتي - حاتم سعيد حسن

رحل عن عالمنا اليوم الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني والذي يعد واحداً من أهم المُجددين في الموسيقى العربية على مدار سنوات، ولم يتوقف إبداع الفنان زياد الرحباني عند حدود الموسيقى فقط ولكنه أبدع في العديد من المجالات الفنية الأخرى، حيث قدم عدداً من المسرحيات الغنائية من تأليفه وأيضاً كتب العديد من الأغاني.

زياد وفيروز .. مسيرة إبداعية امتدت لسنوات

لم يكن ما يربط الفنان زياد الرحباني بوالدته الفنانة الكبيرة فيروز علاقة الأمومة والبنوة فقط، ولكنها علاقة إبداعية وموسيقية امتدت لسنوات قدما من خلالها العديد من الأغاني والأعمال الفنية والتي أصبحت من كلاسيكيات الموسيقى العربية الخالدة.

وقد نجح الموسيقار والفنان زياد الرحباني في أن يُقدم صوت فيروز بشكل جديد ومُختلف للجمهور العربي من خلال تعاونهما سوياً، حيث نجح في مزج الموسيقى الغربية بالموسيقى الشرقية مما يعد تطوراً كبيراً، مما ساهم في انتشار كبير لأغاني فيروز في الوطن العربي.

وخلال تعاونهما الفني قدما عدداً كبيراً من الأغنيات ومن أبرزها "سألوني الناس، صباح ومسا، بالي، ولا كيف، أنا عندي حنين، مش كاين هيك تكون، كيفك انت" والعديد من الأغاني ومن أبرز المسرحيات الغنائية التي تعاونا فيها سوياً "بترا، ميس الريم، لولو، المحطة" والعديد من المسرحيات الأخرى.

زياد الرحباني يؤكد بأن "كيفك انت" ظلت 4 سنوات قبل أن تُغنيها فيروز

وتعد أغنية "كيفك انت" من أشهر الأغنيات التي تعاون من خلالها الموسيقار زياد الرحباني مع المُطربة الكبيرة فيروز، وخلال لقاء تلفزيوني له مع الإعلامية منى الشاذلي تحدث عن تفاصيل إقناعه لها بغناء "كيفك انت" قائلاً إنه ذهب إليها في المنزل وكان قد سجل الأغنية بصوته لتستمع لها وتُقرر وحينما سألها اكتفت بالصمت، وحينها علم أن هُناك شيئاً جذبها بتلك الأغنية.

كما أوضح الموسيقار زياد الرحباني خلال حديثه بأن فيروز قدمت "كيفك انت" عقب مرور 4 سنوات من حديثهما الأول عنها، على الرغم من تحفظها على بعض كلمات الأغنية، وقد حققت الأغنية نجاحاً كبيراً وحققت الأكثر مبيعاً حينما تم طرحها للجمهور.

وعلى الرغم من نجاحه الكبير مع المُطربة فيروز إلا أن الفنان زياد الرحباني كان له العديد من الأعمال الموسيقية المُنفصلة عنها، حيث كان قد أصدر عدداً كبيراً من الألبومات الغنائية والموسيقية والتي حققت له انتشاراً في الوطن العربي ومن أبرزها "بما إنو، أنا مش كافر، هدوء نسبي، أبو علي".

كما خاض أيضاً الفنان زياد الرحباني تجربة تأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية ومن أبرزها "نهلة، وقائع العام المُقبل، طيار من ورق، متحضرات، ظلال الصمت".

 

####

 

موعد تشييع جثمان الراحل الفنان زياد الرحباني.. والعزاء على يومين

سيدتي - مي علي

أعلنت أسرة الفنان الراحل زياد الرحباني عن موعد ومكان تشييع جثمانه، والذي رحل عن عالمنا صباح اليوم السبت 26 يوليو، عن عمر ناهز الـ69 عاماً، وسط حالة من الصدمة انتابت أسرته وكل محبيه وجمهوره في الوطن العربي بأكمله.

موعد ومكان تشييع جثمان زياد الرحباني

أعلنت أسرة الفنان الراحل زياد الرحباني، والصفحة الرسمية للفنان الراحل عبر موقع التواصل الاجتماعي الـفيسبوك عن موعد ومكان تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، حيث من المقرر أن تُقام صلاة الجنازة عليه ظهر بعد غد الموافق يوم الإثنين 28 يوليو من كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة" بكفيا، وأكدت الأسرة على وجودها لتقبل التعازي بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً أي قبل دفن الراحل وحتى الساعة السادسة مساءً في صالون الكنيسة.

وتستكمل الأسرة مراسم العزاء لليوم الثاني، الثلاثاء 29 يوليو، في صالون كنيسة "رقاد السيدة – المحيدثة"، بكفيا، من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى السادسة مساءً.

تفاصيل وفاة زياد الرحباني

وقد أصدرت إدارة مستشفى خوري الكائن في منطقة الحمرا في بيروت بياناً رسمياً حول وفاة الفنان العبقري زياد الرحباني حيث كان يخضع للعلاج، وقد أعلنت إدارة المستشفى في بيانها الذي نشره الحساب الرسمي للمستشفى عبر إنستغرام أنه فارق الحياة اليوم بتاريخ 26 يوليو 2025 عند الساعة التاسعة صباحاً.

وجاء في نص البيان الرسمي الصادر عن إدارة مستشفى خوري: "*بيان صادر عن BMG* - مستشفى فؤاد خوري – الحمرا.

صدر عن BMG - مستشفى فؤاد خوري - الحمرا البيان التالي: بتاريخ يوم السبت الواقع في 26 تموز 2025، وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً فارق زياد عاصي الرحباني الحياة.

وقد تم إبلاغ العائلة الكريمة على الفور، إن القدر شاء أن يرحل هذا الفنان الاستثنائي، الذي شكّل بصمة فارقة في تاريخ الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية.

إن إدارة المستشفى، باسم رئيس مجلس الإدارة د.كمال بخعازي، والمديرة العامة السيدة ريما بخعازي، والمدير الطبّي د.خليل الأشقر، تتقدّم بأحرّ التعازي من العائلة الصغيرة: والدته السيّدة فيروز وابنتها ريما وابنها هلي ومن العائلة الرحبانية الأوسع، ومن الشعب اللبناني بأسره، الذي خسر برحيله أحد أعظم رموزه الفنية والثقافية، رحم الله زياد الرحباني، وأسكنه فسيح جنانه.

هل كان يحتاج لعملية زراعة الكبد؟

وكان زياد الرحباني يعدّ ظاهرة استثنائية ونادرة في الفن وظاهرة فريدة في التجربة الرحبانية من خلال الفن المتفرد الذي قدمه بأعماله الغنائية والموسيقية والمسرحية طيلة مشواره الفني العظيم، وقد شكلت وفاته صدمة لكل محبيه وجمهوره في العالم العربي الذي لم يكن على اطلاع مسبق بأنه يمرّ بمحنة صحية صعبة أدت لوفاته، وكانت والدته السيدة فيروز تصفه بالعبقري.

وكانت ترددت أخبار متعلقة بالحالة الصحية للفنان زياد الرحباني قبل وفاته مفادها أن الأطباء أبلغوه بضرورة الخضوع لزراعة الكبد لمعاناته من مرض به، ولكنه وفق الأخبار المتداولة لم يكن متحمساً حيث كان متردداً بإجراء العملية، فتارة كان يعلن عن استعداده للخضوع لعملية زراعة الكبد ثم ما يلبث أن يتراجع عن قراره بعد فترة لاعتبارات عدة قد يكون الخوف من أبرزها، وأنها قد تعطله عن عمله لأنها تستلزم وقتاً طويلاً من التحضير قبل العملية وبعدها.

 

####

 

تفاصيل مشروع فني يجمع لطيفة وزياد الرحباني لم يخرج للنور

سيدتي - أحمد حسين صوان

رحلة فنية ثرية، قطعها الفنان زياد الرحباني، على مدار سنواتٍ طويلة، تجاوز صداها الوطن العربي، إذ شكّل عمقاً ثقافياً وفكرياً عبر أعماله الخالدة، والتي تعاون فيه مع فنانين ومن أجيالٍ مختلفة، إذ كان في جعبته العديد من الأحلام والآمال التي لم تُحقق بعد، كما كان لديه المزيد من المشاريع الموسيقية التي نفذها قبل فترة من رحيله، ولم تخرج للنور حتى الآن.

لطيفة تتعاون مع زياد الرحباني في ألبوم جديد

ويُعد آخر مشروع فني عمل عليه زياد الرحباني، قبل فترة من رحيله، هو تعاونه مع الفنانة لطيفة في ألبوم جديد ومختلف واستثنائي، حيث يُقدمان ألبوماً يحمل حالةً غنائيةً مختلفةً، منها أغنيتان، كلمات الشاعر الراحل عبد الوهاب محمد، إذ انتهت لطيفة من تسجيل الألبوم كاملاً قبل عامٍ تقريباً، وجاهزاً لإطلاقه للجمهور.
وكانت لطيفة، تنوي تصوير بعض من أغاني ألبومها الجديد على طريقة الفيديو كليب خلالل الفترة المقبلة مع الفنان زياد الرحباني ولكن وافته المنية اليوم
.

موعد ومكان جنازة زياد الرحباني

وكشفت أسرة زياد الرحباني، عن موعد ومكان الجنازة، حيث ستخرج يوم الإثنين المُقبل 27 يوليو، من كنيسة رقاد السيدة المحيدثة بكيفا، في تمام الساعة الرابعة مساءً، على أنّ تستقبل الأسرة واجب العزاء قبل مراسم الدفن وبعده في صالون الكنيسة، ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباحاً، وحتى السادسة مساءً، فيما سيمتد واجب العزاء حتى يوم الثلاثاء المقبل.

وناشدت أسرة زياد الرحباني، المُعزيين والضيوف الراغبين في تقديم واجب العزاء، بإمكانية التبرع للكنيسة، بدلاً من شراء أكاليل الورود.

إرثٌ من الإبداع بين فيروز وعاصي

وُلد زياد الرحباني عام 1956، في بيت يُعرّف باللحن والكلمة، فهو ابن السيدة فيروز والملحن الكبير عاصي الرحباني. رافق والده في البروفات وتربّى على أنغامه، لكنه اختار أن يكوّن صوته الخاص. كان مزيجاً من الجينات الرحبانية وعقل الجاز العصري، يُلحن وهو غاضب، يكتب وهو يضحك، ويعزف وهو يواجه هذا العالم المعقّد. ورغم انفصال والديه، ظل يُكنّ احتراماً كبيراً لمسيرة والده، لكنه اختار أن يُعبّر بطريقته الخاصة، إذ قال: "أنا مش ضد التراث، بس ضد تكراره".

 

####

 

زياد الرحباني وفيروز يزرعان الأمل بآخر تعاون

سيدتي - حاتم سعيد حسن

عقب مرور 10 سنوات من بدء الألفية الجديدة، وما شهدته تلك السنوات من تغيير في الأغنية العربية رآه البعض تطور طبيعي ومنطقي وآخرون رآوه بأنه انهيار للأغنية العربية، أطلت المطربة الكبيرة فيروز على مُحبيها ومُعجبيها بكافة أنحاء الوطن العربي بألبوم غنائي جديد بتوقيع نجلها الفنان زياد الرحباني بعنوان "إيه في أمل" والذي صدر عام 2010.

فيروز و زياد رحباني يؤكدان بأن الأمل يظل باقيًا

المُتابع الحقيقي لمسيرة الفنانة الكبيرة فيروز والموسيقار زياد الرحباني سواء أعمالهما الفنية التي اشتركا بها أو أعمالهما بشكل منفرد، يجد بأن اختيار عنوان الألبوم لم يكن مُصادفة ولكنه تأكيد بأن الفن الحقيقي يظل باقيًا ودومًا هُناك أمل بالفن.

ونجح زياد رحباني من خلال ألبوم "إيه في أمل" أن يواكب التغير الموسيقي الذي شهدته المنطقة العربية من خلال إعادة توزيع عدد من الأغاني السابقة للفنانة فيروز، كما ضم أيضًا الألبوم اغاني جديدة لها ليؤكدوا من خلال هذا المشروع الموسيقي الحقيقي أن الفن الحقيقي لا يتوقف.

12 أغنية يُعيدان الجمهور إلى الموسيقى العربية وهدوء الحياة

وقد ضم ألبوم "إيه في أمل" فيروز 12 أغنية والذي يعد اخر تعاون بينها وبين الموسيقار زياد رحباني، وقد ضم الألبوم أغنيتن جديدتين هما "قال قايل، قصة صغيري كتير، إيه في أمل" وهما من تأليف وألحان زياد الرحباني، كما ضم أيضًا أغنية واحدة باللغة العربية الفصحى للشاعر جبران خليل جبران وهي "الأرض لكم".

وبشكل عام جاء الألبوم ليُعيد الجمهور إلى أصالة موسيقى العربية والتي لم تتوقف عن التطور، وبالطبع كان الموسيقار زياد رحباني من أحد رموز تطويرها، حيث مزج الألبوم بين الموسيقى الشرقية وموسيقى "الجاز" وتلك التوليفة التي كان قد إشتهر بها دومًا الموسيقار زياد رحباني وبشكل عام في أعماله الموسيقية.

وقد حقق ألبوم "إيه في أمل" مبيعات كبيرة جدًا سواء بالوطن العربي أو العالم فور إصداره، حيث أنه في لبنان فقط وعلى مدار شهرين تم بيع أكثر من 700 ألف نسخة منه، وعلى الرغم من مرو 15 عام على إصدار الألبوم الغنائي، إلا أنه يظل علامة فارقة وتأكيد على أن تعاون السيدة فيروز والموسيقار زياد رحباني كان تجربة فنية استثنائية في الموسيقى العربية سيظل الجمهور والمُهتمين بالموسيقى لسنوات يكتشفون أثرها.

 

سيدتي نت السعودية في

26.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004