جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

وزير حامد

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

بنظرة سريعة على ما أنتجته الاستديوهات المصرية من أفلام خلال العام الماضي، تبرز لنا أفلام قليلة، أهمها فيلم كاتب السيناريو وحيد حامد الأخير (معالي الوزير). هذا الفيلم الذي حضي باعجاب المتفرج العربي، هذا إضافة إلى التقدير الذي يستحقه في مهرجانات السينما العربية.

بعد عرضه في صالات السينما في البحرين، ذهبت لمشاهدة (معالي الوزير)، وكلي توجس من أن يخذلني الفيلم، مثل الكثير من الأفلام العربية في السنوات الأخيرة. إلا أن ذلك لم يحدث، حيث نجح طاقم الفيلم، وعلى رأسهم عملاق التمثيل الفنان أحمد زكي، في جعلها أمسية ممتعة ومسلية.

كان الفيلم تجربة ناجحة أخرى للسيناريست وحيد حامد للبحث في أشكال الفساد السياسي والإجتماعي، التي قدمها في مجموعة من أفلامه السابقة (اللعب مع الكبار، الإرهاب والكباب، طيور الظلام).. وهي محاولة جريئة وهامة، قدمها حامد في هذا الفيلم، كشف فيها عن خبايا شخصية بطله الإنتهازي، وعرض معاناته مع كوابيسه، مستعرضاً الشخصية من جوانبها النفسية والإنسانية، بشكل ساخر وأحياناً فنتازي. ومستغلاً قدرات الفنان أحمد زكي العبقرية في تجسيد تلك المواقف الدرامية اللافتة، والتي لم أتخيل أحداً آخر غيره، يمكن أن يجسد هذه الشخصية بكل تفاصيلها المرسومة.

شخصية "رأفت رستم"، قدمها السيناريو مشحونة بالكثير من التفاصيل، فالموظف رأفت، أصبح وزير بالصدفة، ولكنه يحتفي بهذا المنصب، ويفعل الكثير للاحتفاظ بهذا الكرسي. فهو نموذج صارخ لهذا المتسلق والإنتهازي المجد في سبيل الوصول. وهو  مستعد أن يفعل أي شيء لمواصلة ذلك. لدرجة أنه قد كتب تقريراً للمخابرات العامة عن زوجته، وقد اعتبرها هو نفسه عمل في قمة النذالة. هذا الوزير بدأت تنتابه كوابيس متلاحقة، تثيره وتقلق منامه، بل وتصبح مرضاً يلازمه أينما ذهب.. ولا يعرف ماذا يفعل، الأمر الذي جعله يستنجد بمدير مكتبه وساعده الأيمن الذي يبذل الكثير لمساعدة الوزير والترفيه عنه. وتتلاحق المشاهد، لنلاحظ بأن هذا المدير أصبح يعرف الكثير من أسرار الوزير الخاصة جداً، والتي يجب أن لا يعرفها. وبالتالي تكون نهايته الموت على يد الوزير نفسه. ليكون بمثابة تجسيد صريح للمثل الشعبي المشهور "جزاء سنمار".

يعتمد السيناريو على طرح الكثير من خبايا الشخصية الرئيسية على مجموعة من المواقف، أو بالأحرى الكوابيس، التي تجتاح هذه الشخصية. وهي مواقف صاغها السيناريو بأسلوب فنتازي ساخر، أعطت الفيلم نوعاً من البساطة والترفيه، مبتعداً بذلك عن الدراما التقليدية في عرض الحالة المرضية التي تعاني منها هذه الشخصية. وهو أسلوب نجح في كسب تعاطف المتفرج.

والكتابة عن ما يحويه هذا الفيلم من تفاصيل، قد لا تفي بالإلمام بما طرحه الفيلم، فالمشاهدة ستكون بالطبع هي المحك الرئيسي للقياس، إن كان هذا الفيلم قد استحق ما ذكرناه عنه سابقاً أم لا...!!

 

هنا البحرين في

02.07.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)