جديد حداد

 
 
 
 

تلفزيون رمضان 2009

( 9 )

حكايات بنعيشها

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

ليلى علوي، الفنانة المتألقة تعود هذا العام بعد غياب طويل عن التلفزيون بعمل جديد في كل شيء، يتكون من حكايتين مختلفتين، الأولى (هالة والمستخبي)، والثانية (مجنون ليلى)، 15 حلقة لكل جزء، وهي بهذا تتمرد على الموروث الثابت الثلاثين حلقة.. كما أنها تعود بهما لتقدم أداء شديد البساطة ومتميز في نفس الوقت.. كما نجحت بالفعل في جذب المتفرج منذ الحلقة الأولى حتى الأخيرة..!!

في (هالة والمستخبي)، نحن أمام قضية اجتماعية خطيرة غير مسبوقة، تتعلق ببيع الأطفال من خلال عمليات الحقن المجهري، وما يشوبها من أخطاء وممارسات غير أخلاقية.. فالأم هالة (ليلى علوي)، تعيش معاناة في بحثها عن أطفالها الذين فقدتهم بسبب استهتار زوجها (باسم سمرة)، عندما يقرر أن يبيعهم بالاتفاق من الدكتور وهم بعد أجنة في بطن أمهم.. ونعيش مع هالة هذه المأساة، ومحاولاتها لاسترداد أطفالها مهما كان الثمن.

في هذا الجزء نجحت ليلى علوي في جذب انتباه المتفرج لأدائها الرائع والصادق والمليء بالعفوية، مع طاقم الممثلين الآخرين، وعلى رأسهم باسم سمرة وأحمد راتب ورجاء حسين ومحمد رمضان.. وتضافرت جهود المؤلف حازم الحديدي الذي يقدم نفسه ككاتب تلفزيوني لأول مرة، مع جهود المخرجة الشابة مريم أبو عوف، والتي تخرج للمرة الأولى أيضاً، في تقديم مستوى فني شديد التميز على صعيد الصورة وإدارة الممثلين واختبار أماكن التصوير، والتي من خلالها نجحت في تقديم مشاهد واقعية، خصوصاً في وسط الأحياء الشعبية، ساهمت في التقاط أحاسيس ونبض هذه الأحياء واستثمارها في الدراما.

أما في الجزء الثاني (مجنون ليلى)، فقد نجح الكاتب محمد رفعت، أن يأخذنا في رحلة درامية ممتعة مع ليلى (ليلى علوي)، الطبيبة النفسية التي تعمل في التأمين الصحي بأحد المستشفيات.. وهي امرأة حالمة وبالغة الرقة متزوجة، ولكنها لم ترتبط بقصة حب كونها تفضل أن تبقى على الحياد في مشاعرها، دون جرأة الخوض في غمار تجارب عاطفية، ولكنها عندما تقرر الانفصال عن زوجها، فهي تقرر أيضاً ممارسة حياتها الطبيعية، وأخذ حقوقها من الجميع، بعد معاناة مع هذه الحياة الصعبة.. فهي تقبل بالعرض الذي يقدمه لها أستاذها في الجامعة (عبدالرحمن أبوزهرة)، بمواصلة الدراسة وإنهاء رسالة الماجستير، والتي توصلها لدراسة حالة نفسية صعبة، مصابة بالاكتئاب ثنائي القطب عند المريض (خالد أبوالنجا)، ولتكملة رسالتها لابد لها من تسجيل عدد معين من الحالات المرضية، ورصد هذه الحالات على الواقع.. هنا تبدأ علاقة عاطفية مع مريضها هذا، وهي تعرف بأن ذلك أمر خطير.. إلا أن المشاعر من الصعب التحكم بها، خصوصاً وإنها افتقدت مثل هذه المشاعر منذ فترة طويلة.

إنها حقاً علاقة صعبة، حيث تدخل في علاقات وأحداث صعبة ولكنها في النهاية تصل لما تريده، من خلال سيناريو لماح وذكي، قدم دراما بسيطة وتلقائية، بعيدة عن التقليد والمط والتطويل، وساهم في نجاح ذلك أيضاً، الإخراج المتميز للمخرج (محمد علي)، والذي صنع من قصتها، دراما رومانسية متقنة، ذات صورة لماحة وهادئة وإضاءة درامية حالمة وحركة كاميرا سريعة تخطف عين المتفرج..!!

(حكايات بنعيشها)، حقق نجاحاً، وتفوق على الجميع كتابة وإخراج وتمثيل وتصوير وموسيقى، ليس للشكل الفني المتميز الذي قدم به فحسب، وإنما تميزه بالصدق في العطاء الفني الإبداعي.

 

هنا البحرين في

25.11.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)