جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

تلفزيون رمضان 2009

( 7 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

ابن الأرندلي:

الفنان يحيي الفخراني، بلا منازع، هو نجم نجوم التلفزيون، ففي كل عام يحرص على أن يكون حاضراً بعمل يشد به جمهوره.. هذا العام قدم (ابن الأرندلي)، المسلسل الساخر من الجري وراء المال لدرجة العبث بالمشاعر والأحاسيس. حيث يجسد شخصية محام يتلاعب بالقانون وثغراته، لقضاء حاجاته ومصالحه. وتصل به الأحداث بالزواج أكثر من مرة، ضارباً عرض الحائط بمشاعر كل من حوله وبالذات زوجته الأولى المخلصة له ولأبنائه، وذلك لاسترداد ملايين الجنيهات التي يعتقد أنها حقه الشرعي من تركة عمه صاحب الأملاك والملايين.

ينجح السيناريو في خلق تدفق طبيعي للمواقف والأحداث المثيرة للضحك، بشكل يخدم فكرته بلا ملل أو تكرار، حيث أن هذه المواقف التي تنتج عن شخصيات من لحم ودم، هي التي تصنع الفكاهة والسخرية، بدون اللجوء إلى التلفيق، وتفجر الضحك الهادئ الموزون. فيما عدا تلك الحلقات الأخيرة من المسلسل، التي بدت مملة ومكرره بعض الشيء، وذلك بعد أن اتضح فيها تتابع الأحداث، وعرف منها الهدف الذي يجري ورائه جميع الشخصيات.. ثم الحلقة الأخيرة التي حولت دفة الأحداث بشكل مفاجئ، ولم تلقى العناية المرجوة من كاتب السيناريو. 

الرحايا.. متخافوش:

الفنان المتميز نور الشريف، حاضر هذا العام بعملين، الأول (الرحايا.. حجر القلوب)، والثاني (ما تخافوش)، في الثاني يقدم دراما مباشرة عن قضايا سياسية واجتماعية، تشعبت فيها الخطوط الدرامية، من قضية المخططات الصهيونية والاحتلال لأرض عربية، إلى قصص أخرى تتعلق بشخصيات ثانوية تدور حول البطل.. هذا البطل الذي تمثله شخصية مكرم بدوي (نور الشريف) صاحب القناة التلفزيونية الفضائية، والمذيع لأشهر برنامج سياسي بعنوان "ما تخافوش"، والذي حوله لمحاربة الفساد والإرهاب.. مشكلة المسلسل تكمن في تلك المباشرة الفجة والشعارات الرنانة في تناول القضايا السياسية، هذا إضافة إلى تلك القصص المتشعبة الأخرى، وسرد تفاصيلها بشكل ممل، هذا علاوة على قصص التهديدات  التي يتلقاها من القائمين على الإرهاب، وحثه على التنازل عن مبادئه، أو كشف تاريخ عائلته غبر المشرف.. كل هذا جاء بأشكال غير مبررة وبلا منطق..!!

أما نور الشريف في (الرحايا)، فهو محمد أبودياب، من أثرياء الصعيد، يعمل له الجميع ألف حساب، سواء الهاربين في الجبل أو الذين يحيطون به في القرية.. فهو يجمع بين الشدة واللين، يحب أولاده ويقسو عليهم في نفس الوقت، يدخل معهم في صراع ليكشف عن بعض الزيف في داخلهم من ناحية، ومن ناحية أخرى يسلمهم كل ماله وحلاله.

(الرحايا) نجح في اقتحام عالم الأسرة الصعيدية والنبش في العلاقات فيما بينها، والصراع بين الأب وأبنائه من أجل استقلالهم عنه، وجسد كيفية إدارة الأب لكل هذه العلاقات والصراعات.. كل هذا جاء بصياغة محبوكة للسيناريو لينتج عمل جميل شكلاً وموضوعاً.

ولم يأتي هذا إلا لنجاح الفنان نور الشريف في (الرحايا)، الذي استطاع أن يقدم روح شخصية أبودياب الصعيدي، وجعلنا نتعاطف معه، في هدوئه وغضبه، في حبه وكرهه.. وقدم أداء جميلاً ومبهراً، هو ومن معه من الفنانين الكبار أمتعونا بأداء خلاق، أبرزهم (لطفي لبيب) في دور أبوذكري، و(سوسن بدر) في دور بدرة.

 

هنا البحرين في

11.11.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)