جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الطريق إلى الهلاك ( 1 )

ROAD TO PERDITION

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

هناك أفلام يتردد صداها في الذاكرة بشكل دائم.. تأثيرها يبقى لفترة طويلة، بل ويتأكد يوماً بعد يوم.. فيلم (الطريق إلى الهلاك ROAD TO PERDITION) للبريطاني سام ميندز، أحد هذه الأفلام... وميندز، مخرج قدم باكورة أفلامه (جمال أمريكي) عام 1998، وفاز عنه بخمس أوسكارات (أفضل فيلم، ومخرج، وسيناريو، وممثل، وتصوير).. و(الطريق إلى الهلاك) كان فيلمه التالي... آخر أفلامه (Revolutionary Road) إنتاج عام 2008، يعرض الآن في دور السينما في البحرين، كما في أغلب دول العالم.. وحصلت الممثلة كيت وينسلت، التي قامت ببطولة الفيلم أمام ريكاردو دي كابريو، على جائزة الكرة الذهبية كأفضل ممثلة.

بالنسبة لفيلم (الطريق إلى الهلاك ـ 2002)، فقد عرض مؤخراً على شاشات الشو تايم التلفزيونية.. وكانت أمسية رائعة بإعادة مشاهدة الفيلم، والتمتع بذلك الإبهار الفني والتقني، الذي نجح في تقديمه هذا المخرج المتميز.. وهي مناسبة أيضاً لإشراك القاريء معنا في هذه المتعة..!!

في (الطريق إلى الهلاك)، يواصل المخرج سام مينديز بحثه في خبايا النفس البشرية والعلاقات العائلية، ويقدم ملحمة عن علاقة الآباء بالأبناء، في ظل عالم من العنف والدماء والصراعات، ومن خلال خلفية المجتمع الأميركي في ثلاثينيات القرن العشرين، وفترة الركود الاقتصادي في تلك الفترة من الزمن، متناولاً ذلك الصراع بين أبوين كلاهما يحب الآخر، ولكن عندما يتعلق الأمر بمشاعر الأبوة ينشأ صراع حتى الموت بينهما.

وقبل أن نتطرق لحكاية الفيلم، لابد لنا من الإشارة إلى تلك العوالم الخفية والدوافع النفسية التي تقف وراء مجمل الشخصيات الإجرامية التي أبرزتها السينما في أفلام عديدة، في محاولة منها لتكريس حقيقة أن الإنسان لم يخلق مجرماً، وإنما هناك ملابسات اجتماعية واقتصادية هي التي تسير حياة هذه الشخصيات وتدفعها لأن تسلك طرقاً غير قانونية لكي تعيش.

وإذا كانت هذه الدوافع قد غابت في فيلمنا هذا، فإن الجانب الإنساني قد تألق بصورة ملفتة للنظر، من خلال علاقات متشابكة بين شخصيات الفيلم، تتضح بشكل جلي بين الآباء وأبنائهم والعكس.

يحكي الفيلم عن مايكل سوليفان (توم هانكس)، القاتل المأجور الذي يعمل لصالح جون روني (بول نيومان) زعيم إحدى عصابات المافيا في فترة الكساد الاقتصادي في شيكاغو. تربط هاتين الشخصيتين علاقة حميمة، قدمها لنا الفيلم بشكل موجز وذكي منذ البداية، من خلال مشهد قصير عندما عزفا سوياً على البيانو لحناً مشتركاً يجسد ذلك الانسجام على صعيد الروح والأفكار. إلا أن تلك العلاقة الجميلة تتعرض للانهيار، بعد أن يقوم كونر ابن روني بقتل زوجة سوليفان وابنه الأصغر، ليبدأ العداء بعد قرار الرحيل الذي اتخذه سوليفان مع ابنه مايكل، وفي تفكيره تنفيذ أمرين، الأول المحافظة على حياة ابنه المتبقي وإبعاده عن أجواء القتل، وثانيهما الانتقام من قاتل عائلته.

 

هنا البحرين في

18.02.2009

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)