جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

حكاية بحرينية (4)

خصوصية السينما كفن مستقل

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

فيلم (حكاية بحرينية) بزخر بالكثير من الشخصيات الثانوية.. تلك الشخصيات التي ملأت الأحداث بتفاصيل يمكن الاستغناء عنها.. تفاصيل أضعفتها أكثر مما أضافت إليها.. وربما نلاحظ بأن المتفرج قد تعاطف مع هذه الشخصيات غير المكتملة إلا أنه لم يستمر في تعاطفه مع نهاية هذه الحالات.. نهاية الفيلم.  

في العموم.. فإن شخصيات الفيلم الرئيسية والثانوية منها، باعتبارها تعيش في ظل مجتمع متكامل.. فهي لابد أن تؤثر وتتأثر به.. وهذا ما يعطي للفيلم طعماً خاصاً، ويؤكد ما يقوله مضمونه.. فجميع هذه الشخصيات هي شهادة على زمن تاريخي خصب.. تبرز من داخله الكثير من الإرهاصات الاجتماعية والسياسية والشعبية.. وبهذا المضمون يؤكد الفيلم على أن تلك الأحداث القومية العربية كان لها صدى كبير لدى الشارع البحريني، في تلك الفترة الحرجة من تاريخ البحرين العريق.. حيث نجح الفيلم بعرض تلك الحالة الشعبية العارمة للمجتمع وأفراده (بالرغم من الإمكانيات الإنتاجية البسيطة).. وهو بالتالي مجتمع كان له تأثير على مستوى الوعي والثقافة في حياة أفراده ومصائرهم.. وهذا التأثر والتأثير قد كان لهما دور خاص في تكوين وعي وثقافة الأجيال القادمة فيما بعد..!!

وبالطبع فإن تقديم تلك النظرة الثاقبة لحالة المجتمع البحريني في تلك الفترة بالذات، من وجهة نظر الطفل، قد كان له أبلغ الأثر على نفسية المتفرج.. حيث كان ذاك الطفل بمثابة الراصد لكل ما يدور من حوله.. كان بالفعل شخصية هامة وفاعلة ضمن شخصيات السيناريو، أثرت في نفسية المتلقي وكسبت تعاطفه.. ولكن للأسف هذا الفعل وهذه الأهمية للشخصية لم تستمر حتى نهاية الفيلم.. حيث شاهدنا الطفل في النصف الثاني من الفيلم يمشي خارج الأحداث، تلك التي بدأت تأخذ منحى آخر، وتتجسد من وجهات نطر أخرى غير وجهة نظر الطفل..!! 

أثناء مشاهدتنا لأحداث فيلم (حكاية بحرينية).. لاحظنا بأن بعض المشاهد والأحداث قد أوحت لنا بأننا نشاهد دراما تليفزيونية.. وليس فيلماً سينمائياً.. ترى لماذا هذا الإحساس..؟! بالطبع كان لصياغة السيناريو واختيار زوايا وحركة الكاميرا دوراً في هذا الشعور الذي وصل إلى المتفرج ولكنه لم ينفر منه.. إلا أنها ملاحظة لابد لصناع السينما لدينا من الانتباه لها والتركيز على خصوصية السينما كفن مستقل عن دراما التليفزيون الذي تعود عليها المتفرج عندنا، وذلك أثناء كتابة السيناريو وإخراجه.. فالكادرات السينمائية يجب أن يشعر بها المتفرج، بل لابد أن تبهره وتعطيه ذلك الإحساس بالثقة والجمال الأخاذ.. ذلك الجمال الساحر للصورة السينمائية، البعيد عن الحيثيات والجزئيات الزائدة التي تمتلئ بها دراما التليفزيون.. ثم أن السينما لابد أن تعطي الصورة السينمائية حقها في التعبير عن الحدث، بدل حشر مشاهد وحوارات تجسد ما يمكن لهذه الصورة من تجسيده بشكل لافت ولماح..!!  

يتبع....

 

هنا البحرين في

13.06.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)