جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

حكاية بحرينية (5)

الصمت أحياناً أبلغ من الموسيقى

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

وفي حلقتنا الأخيرة هذه، عن فيلم (حكاية بحرينية).. كان لابد من الحديث عن تلك العناصر التي ساهمت في نجاح الفيلم والوصول به إلى مستوى فني راق..!!

نرى بأن التمثيل كان العنصر الأهم، بل العنصر الذي اعتمد عليه الفيلم في توصيل ما يريده صانعوه، حيث نراه قد تخلص تماماً من ذلك الأداء المسرحي لدى غالبية الممثلين، وفي أحيان كثيرة تخلص من الأسلوب التلفزيوني في الأداء.. بل وشعرنا بتلك الروح الحميمية المحسوسة التي تحلى بها الممثل واحترامه لتلك العلاقة فيما بينه وبين الكاميرا.

نرى بأن مريم زيمان جسدت شخصية مركبة بتلقائية تحسد عليها.. وكانت فاطمة عبدالرحيم متألقة في دور صعب قليل الحوار.. وأدهشتنا شيماء جناحي، في باكورة أدوارها، بتلك التلقائية والأداء السلس والمقنع.. ونجح جمعان الرويعي في أن يتفوق على نفسه في تقديم شحنات أدائية خلاقة بتقاسيم وجهه المعبرة.. أما الطفل نديم فكان مفاجأة الفيلم.. باعتباره يقف لأول مرة أمام الكاميرا، فكانت تعابيره من خلال حركاته التلقائية وصوته الحزين تنبئ عن معاناة يعيشها هذا الطفل.. وشخصيتي مبارك خميس ويوسف بوهلول ـ رغم كره المتفرج لشخصيتيهما ـ إلا أنهما قد نجحا في تجسيد الشر والوحشية بشكل لافت وصادق..!! 

حاول بسام الذوادي تقديم رؤية وتفاصيل إخراجية تدعم الأحداث والشخصيات وتحاول التغلب على ما أخفق فيه السيناريو، وجاءت استعانته بالموسيقى التصويرية، ليسعف الكثير من المشاهد. فالموسيقى ـ التي ألفها محمد حداد ـ كانت عنصراً مهماً في تصعيد حرارة الأحداث وإعطاء لمسة فنية معبرة ومبهرة لتناغم الأحداث مع الشخصيات.. ثم إن الموسيقى ـ بغض النظر عن قوتها وقدرتها على التعبير ـ ملأت الفيلم تماماً.. ولم يكن هناك أي مشهد خال من الموسيقى.. مع أن الصمت أحياناً يكون أبلغ من الموسيقى..!!

كما نجح الذوادي في إدارة من معه من فنيين وفنانين.. وخصوصاً إدارة التصوير، حيث كان لماحاً وذكياً في اختياره لزوايا وحركات الكاميرا، وقدم إضاءة مؤثرة تتناسب والحدث الدرامي.. نجح الذوادي أيضاً في تقديم مونتاج متناغم وفاعل في الحدث، ونحج في تجسيد الكثير من المشاهد مستعيناً بقدرة المونتاج الفاعلة على الإيحاء.. كذلك الديكور والإكسسوارات اللذان قدما صورة حقيقية عن تلك الفترة، وأضافا الكثير للشخصيات ومصداقيتها..!! 

وختاماً.. كان لابد لنا من الإشادة بالدور الإنتاجي الذي تولته ''الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي''.. في باكورة أعمالها.. وهي التي ستكون عوناً وباعثاً للأمل والتفاؤل باستمرار مشاهدتنا لأفلام بحرينية أخرى.. موجهاً دعمي الكامل لكل الجهود الإنتاجية في هذا المجال.

هنيئاً لنا هذا الفيلم.. هنيئاً لبسام الذوادي في تجربته الجديدة ومحمد حداد في انعطافته الموسيقية ناحية السينما وفريد رمضان الذي راهن على مشاعرنا، وكسب احترامنا ككاتب سيناريو.. هنيئا لهم جميعا على هذا الإنجاز الفني، هنيئاً لكل العاملين في الفيلم..!!

 

هنا البحرين في

20.06.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)