جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

حكاية بحرينية (3)

شخصيات ثانوية.. ناقصة

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

في حلقتنا الثالثة هذه.. نواصل حديثنا عن شخصيات فيلم (حكاية بحرينية).. الرئيسية منها والثانوية.. فهي شخصيات زاخرة بتنوعها وتناقضاتها..!!

في مقابل تلك الشخصيات النسائية التي سبق الحديث عنها، تبرز شخصية خليفة.. الابن الأصغر للطيفة، والذي يكون شاهداً على الأحداث اليومية التي يتعرض لها أفراد الأسرة.. إنه عين الكاميرا التي تلاحق إرهاصات وأحزان شخصيات الفيلم النسائية. نراه يهرب أحياناً من كل هذا الظلم والبؤس، إلى عزلته في قفص الحمام، أو يخرج مع صديقه لمتابعة هوايته المحببة، وهي تربية الحمام.. أو في التسكع في أزقة المحرق القديمة، واللعب على شاطئ البحر مع صديقه الوحيد سالم.. نراه يحاول التدخين، ويشاهد صور النساء العاريات ويحلم بالطيران كالحمام المنطلق نحو الآفاق.. هذا الطفل بتعابير وجهه البريئة.. يعيش تجربته الخاصة من خلال تجارب الآخرين.. يعاني ما يعانون ويتأثر بكل هذا الكم من الضغط الاجتماعي اليومي والهم السياسي الشعبي.. إنه يختزن كل هذا الهم لتكوين شخصيته والتعرف على كيفية التعامل مع مجتمع صعب المراس وتقاليد بالية.. فهو هنا بمثابة تجسيد واضح لجيل المستقبل !!

هذه الشخصيات الأربع.. هي التي اهتم بها السيناريو بشكل ملحوظ.. وصاغ حولها الكثير من التفاصيل الصغيرة.. تفاصيل سعت إلى تقديم عناصر أخرى تسندها وتبرر تصرفاتها وتزيد من مصداقيتها.

أما بقية الشخصيات الثانوية فقد أخفق السيناريو في تقديم بعضها ورسمها ضمن سياق الحدث.. وهي شخصيات افتقدت الكثير من المصداقية، وجعلت من السرد السينمائي حالة مستعصية على المتفرج.. ربما نجدها شخصيات واقعية، لكنها لم توضع في حالات نفسية واجتماعية تبرر تصرفاتها وتزيد من تألقها.. لذا شاهدناها تعيش ضمن حالات مبتسرة في أحيان كثيرة.. حيث لم تخدمها تلك التفاصيل القليلة التي صاحبتها.

الأب عبدالله.. الغاضب في جميع حالاته.. في جميع المشاهد بلا استثناء، ما لم يبرره الفيلم بتاتاً.. ولم يشرح ظروف هذا الرجل الذي لابد أنه يعاني الأمرين، ظروف البيت وظروف العمل..!!

الحبيب حمد.. المناضل المثالي، الذي لم ينجح في تجاوز أزمة عاطفية خاصة، ليجد نفسه أمام أزمة سياسية عامة وأخطر.. ما هي ظروفه التي أودت به إلى اليأس والهجرة.. والتي بدت وكأنها هرب من ماضي كئيب..!!

اليهودي البحريني ماجد.. ما هي مشكلته مع مجتمع بحريني ذو توجه قومي طاغٍ..؟! هل هي حقاً اجتماعية أم سياسية..؟!  فاليهودي البحريني لم يندمج أبداً في المجتمع البحريني.. اليهود عموماً منعزلين بطبعهم عن الآخرين.. يرون أنفسهم أكثر شأناً..!! وحتى إذا اعتبرنا بأن هذه حالة خاصة أيضاً.. فقد أخفق السيناريو في رسمها وتقديمها بالشكل المناسب.. ربما سمعنا عبارات حوارية إنشائية جاءت على لسان الشخصية.. لم تسندها ولم تبرر أفعالها..!!

المرأة العجوز شرفوه الزرقة.. هي الوحيدة التي كانت أكثر مصداقية من الشخصيات الثانوية الأخرى.. حملها السيناريو الكثير من التفاصيل.. لكي يقدم لنا تلك التلقائية الطبيعية التي تتميز بها الكثير من الشخصيات الشعبية.. شخصيات تندمج مع أفراد مجتمعها وتعيش حالاتهم وتحولاتهم وتتفاعل مع همومهم.. هذا بالرغم من هامشية تلك الشخصيات، في ظل مجتمع محافظ لا يهتم بما تحمله هذه الشخصيات من صدق وإخلاص لما يدور حولها..!!

يتبع....

 

هنا البحرين في

06.06.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)