جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

حكاية بحرينية (2)

حالات مليئة بالشاعرية

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

عند الحديث عن فيلم (حكاية بحرينية)، لابد لنا من التركيز على طبيعة الشخصيات ودراستها، باعتبار أن الفيلم هو فيلم شخصيات، أكثر من كونه فيلم أحداث.

الشخصية الأولى هي لطيفة، الأم.. التي تعاني من زواج فاشل بسبب فارق العمر والاهتمامات، بينها وبين زوجها.. تلك الشخصية الرومانسية الحالمة التي يقابلها دكتاتورية الزوج وظلمه الكبير الواقع عليها وعلى بناتها. نراها تحلم، ولكن الحلم يصبح صعب عليها ولا تقوى على تحقيقه.. فتظل مستسلمة لواقعها، مدافعة عن بناتها بشراسة المكسور والمظلوم.. وأمام كل هذا العنف الذي يقابلها.. نراها في لحظات التجلي، تعبر عن مشاعرها وتأخذ ابنها في حضنها لتغني له وتداعبه.. كما نراها تهدي أغنية لعبدالحليم حافظ إلى الزعيم جمال عبدالناصر، تعبيراً عن وطنيتها وطيبتها.. ولا تتوانى نتيجة لعفويتها وصدق مشاعرها، عن الخروج في مسيرة شعبية عندما يموت الزعيم.. معبرة عن رغبتها في الانطلاق للفضاء الخارجي، والتعبير عن تدفق أحزانها وتفجرها. وعندما يزيد طغيان الأب، تتمرد وتذهب إلى منزل أخيها محتمية به.. إلا أنه يخذلها بالطبع نتيجة لتلك التقاليد الاجتماعية البالية..!! 

الشخصية الثانية هي فاطمة.. التي تكون تحت تصرف الرجل في كل شيء.. حتى بعد أن تخرج من بيت والدها، فهم يجبرونها من الزواج برجل لا ترغب فيه، وحرمانها من حبيبها حمد.. وفي كل محاولاتها للتخلص من هذا الارتباط بزوج أناني يتعامل معها كأي شيء يملكه.. فمحاولاتها هذه لا تحرك ساكناً عند كل من حولها، لتصل إلى حالة اليأس والتمرد على هذا الوضع القاسي.. لذا نراها تقرر الانتحار بروح شجاعة لتنقذ نفسها من تلك المهانة اليومية التي تلقاها من هذا الزوج، ومن والدها على السواء.. إنها تتمرد على هذا المجتمع الرجولي القاسي.. تتمرد وتوجه موقف اجتماعي شجاع لهذا المجتمع الذي يستكثر على المرأة حتى اختيار شريك حياتها..!! 

الشخصية النسائية الثالثة هي منيرة.. ابنة لطيفة البكر، والتي تحاول أن تتعلم من تجربة والدتها وتجربة أختها فاطمة.. خصوصاً بعد أن تدخل في علاقة حب من شاب لا يقبله والدها.. ولان منيرة متعلمة وواعية لما يدور حولها، فهي تكون أكثر حذراً في التعامل مع واقعها هذا.. بل تصر على أن تسير في طريق مختلف، وتكون أكثر إيجابية من الأخريات.. تتحدى الجميع، بالرغم من تلك القسوة التي عوملت بها من قبل والدها، عندما صلبها في المنزل.. متمسكة بتلك العلاقة الروحية بينها وبين حبيبها.. نراها تقرر معه الهرب إلى الخارج والاتفاق على الزواج، تاركة ورائها كل الشرور والطغيان الرجولي من حولها.. لتكون الشخصية الإيجابية الوحيدة في الفيلم، وتعطي أمل لمستقبل أفضل من ذلك المجتمع التقليدي المتخلف. 

يتبع....

 

هنا البحرين في

30.05.2007

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)