كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

جميل راتب بين ضفّتين

محمود الزيباوي

عن رحيل العميد

جميل

راتب

   
 
 
 
 

في مطلع العام 1952، تحت عنوان "مصري في الكوميدي الفرانسيز"، نشرت مجلة "الكواكب" ثلاث صور لجميل راتب، وقالت في تعريفها به: "هو شاب من أسرة فرنسية عريقة، يتكلم اللغة الفرنسية كما يتكلّمها الفرنسيون. حاول أن يعمل بالسينما المصرية، فأُسند إليه دور ثانوي في فيلم "العرسان الثلاثة" جعله يثق بأن مستقبله ليس في هذا اللون، فهاجر إلى فرنسا ودرس التمثيل المسرحي، ثم التحق بفرقة الكوميدي فرانسيز فأصبح من أعمدتها".

في 12 تشرين الأول/أكتوبر 1954، عادت المجلة ونشرت صورة جديدة للممثل المصري التُقطت في مناسبة اجتماعية، وكتبت في تعليقها: "أقام الدكتور محمد سليمان قنصل مصر السابق في باريس حفلة شاي للتعارف بين النجم المصري جميل راتب، أحد دعائم فريق الكوميدي فرانسيز وبعض الفنيين والممثلين والصحافيين بمناسبة حضوره إلى مصر للاشتراك في تمثيل فيلم مصري، وتشترك معه في بطولة هذا الفيلم النجمة كلود غودار، ويُرى في الصورة الوجه الجديد علياء بسيم". كلود غودار ممثلة فرنسية ظهرت على الشاشة للمرة الأولى في 1954، وغابت عنها في 1954 بعد أن مثلت في اثني عشر فيلماً لم يدخل أيٌّ منها تاريخ السينما، والأرجح أن الفيلم الذي تحدثت عنه "الكواكب" لم يُبصر النور.

بعد أسبوعين، نشرت المجلة مقالة من توقيع جميل راتب حملت عنوان "قصص من حياتي"، وقالت في تقديمها لهذه المذكرات: "عاد الفنان المصري الشاب الذي يعمل بمسارح باريس إلى مصر ليشارك في أحد الأفلام التي تُصوَّر بها، وهو هنا يروي لنا بعض قصص حياته". استهل الممثل كلامه بالحديث عن بداية مشواره، وقال: "إن المستقبل الذي رسمته لنفسي شيء آخر غير الذي رسمته لي أسرتي، فقد كان كلّ أمنية أسرتي أن أكون محامياً، لكني كنت أحسّ أنني لا أستطيع أن أعيش بعيداً من الفن الذي أجد نفسي معلّقة به في كل ساعة من ساعات حياتي. ولهذا لم يكن غريباً ان أفشل في دراسة الحقوق في مصر، وأن اقترح عليهم السفر إلى باريس حيث أجد الفن الذي يشغلني عن استذكار دروسي للقانون. وحين وصلت إلى باريس، التحقت بأحد المعاهد الفنية، وأوهمتُ أهلي أنني في كلية الحقوق التي اختاروها لي، وكنت في نهاية كل عام أبرق لهم بنبأ نجاحي، وكان النجاح حليفي فعلاً ولكنه نجاح في التمثيل لا في القانون. إلى أن تخرجتُ في ذلك المعهد بعد ثلاث سنوات ونلت الجائزة الأولى سنة 1949". 

في العام التالي، دخل جميل راتب فرقة "الكوميدي فرانسير"، وشارك في مسرحيات عديدة كما يقول، منها "العطلة عند العمال"، وهي في الأصل مسرحية أميركية "تعارض فكرة الإضراب"، وتعتبرها "وسيلة غير مشروعة لنيل الحقوق"، وقد عمدت الفرقة إلى تقديمها يوم كانت الإضرابات العمالية تعمّ باريس. في ليلة العرض الأول، علا هتاف الجمهور كالرعد مطالباً بسقوط هذه المسرحية، ثم بدأ المتفرجون بتحطيم المقاعد، فلاذ فريق العمل بالفرار، وتبيّن "ان الغالبية العظمى من متفرّجي تلك الليلة كانوا من العمال المضربين المتعصبين لفكرة الاضراب"، وقد تجمّعوا ليفسدوا على الفرقة ما رمت إليه في عرضها، أي دعوة العمال إلى العدول عن الإضراب". 

يذكر جميل راتب أنه شارك في مسرحية مأخوذة عن رواية دوستويفسكي الشهيرة، "الجريمة والعقاب"، أخرجها أستاذ روسي من الروس البيض. وقد لعب في هذه المسرحية دور عامل روسي، وأتقن الدور اتقاناً جعل المخرج ينظر إليه طويلاً ثم يسأله: "هل أنت روسي"، فأجابه: "كلّا أنا مصري"، فلم يصدّقه، وأصرّ أن يذهب معه إلى السفارة المصرية في باريس ليسمع شهادة الموظفين الرسميين، فكان له ذلك، لكنّه أصرّ على أن تعلن الفرقة في دعايتها للمسرحية أن الممثل روسي الجنسية فعلاً، "وكانت هذه الدعاية سبباً في أن يتضاعف الاقبال على المسرحية، وفي أن يصدّق المتفرجون ما قاله الأستاذ الروسي".  

وختم جميل راتب مقالته بالقول: "لم يكن نشاطي في المسرح يقتصر على تلك الأشهر المعدودة التي أعمل فيها مع الفرقة الرسمية، فقد كوّنتُ فرقة مع زملائي ومع بعض الهواة، وكنا نقوم برحلات إلى مدن فرنسا وقراها البعيدة، ولم تكن إمكاناتنا المالية تسمح لنا باستخدام مَن يقوم بطهي طعامنا أو تنظيم مسرحنا أو إعداده للعرض. كنا نعيش كخلية مليئة بالنشاط والحركة، وكلٌّ منا يقوم بعمل، فمنّا مَن يطهو الطعام، ومنّا مَن ينظّف الأرض، ومنّا مَن يتخصّص في رفع الستائر وفي إعداد المقاعد، حتى أجَدنا إلى جانب التمثيل وظائف أخرى لا تقلّ عن الفن العظيم نفعاً في الحياة".

تابع جميل راتب مسيرته خارج مصر في السنوات التالية، وظهر في العام 1956 في فيلم "ترابيز" الذي قام ببطولته بيرت لانكستر وتوني كيرتز وجينا لولو بريجيديا، ثم ظهر في فيلمين فرنسيين في العام التالي، لكنه بقي في الظل كما يبدو. واصل الممثل كفاحه في الستينات، وشارك في ستة أعمال تلفزيونية، كما عمل في عدد محدود من الأفلام السينمائية، أشهرها "لورنس العرب"، لكنه لم ينجح في ارتقاء سلّم النجومية، وظلّ على هذه الحال في السنوات الأولى من السبعينات حيث شارك في سبعة أعمال تلفزيونية، ثم عاد إلى مصر في 1974، وشارك في مسرحية "دنيا البيانولا" التي حصدت نجاحاً كبيراً، ثم عمل تحت إدارة المخرج كمال الشيخ في فيلم "على مَن نطلق الرصاص" حيث لعب دور زوج سعاد حسني، كما عمل تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف في فيلم "الكداب". 

مثّلت هذه الأعمال الثلاثة بدايةً لانطلاقة جديدة لجميل راتب في مصر، ولعب الممثل المخضرم في السنوات التالية في سلسلة من الأعمال الفنية، أهمها فيلم "شفيقة ومتولي" من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي، وفيلم "لا عزاء للسيدات" من بطولة فاتن حمامة، ومسلسل "أحلام الفتى الطائر" من بطولة عادل إمام. لمع جميل راتب في موطنه خلال بضع سنوات، لكنه لم يتحوّل إلى نجم من نجوم "الصف الأول"، وظلّ ضمن دائرة ما يُعرَف بـ"البطولة الثانية"، ولم ينقطع عن مواصلة العمل في فرنسا، وظهر في حلقة من المسلسل البوليسي الشهير، "المفتش ماغريه" في 1979. في الثمانينات والتسعينات، تضاعف هذا النشاط في مصر حيث ظهر جميل راتب في سلسلة طويلة من الأفلام والمسلسلات المصرية، وتقلّص في فرنسا حيث اقتصر على مشاركة متواضعة في بعض الأعمال، منها فيلم "نجمة الشمال" سنة 1982، وفيلم "حلق الوادي" سنة 1996

واصل جميل راتب العمل بالوتيرة نفسها بعد بلوغه السبعين، وشارك في سلسلة أخرى من الأفلام والمسلسلات المصرية، كما شارك في بعض الأعمال الفرنسية، فظهر في حلقة تلفزيونية من المسلسل الفرنسي "لوي لا بروكانت" سنة 2006، كما ظهر في حلقة من المسلسل الفرنسي "دم الكرمة" سنة 2014، وشارك في فيلم "تركي الرأس" في 2010، ولعب دوراً كبيراً في فيلم "غيمة في كوب ماء" سنة 2012، وأنهى مسيرته الفنية في الفيلم المجري، "أمس"، الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان كانّ في الشهر الماضي.

المدن الإلكترونية في

21.09.2018

 
 

صباح الفن

شائعة جميل راتب

انتصار دردير

هل سمعت يوماً شائعة وفاتك، جميل راتب سمعها ثلاث مرات في حياته! وصدمني وهو يقول لي: »تصوري 3 مرات أسمع خبر موتي وأكذبه بنفسي لأصدقائي ومعارفي، بصراحة أنا خايف لما أموت بجد يقولوا دي إشاعة». وضحك.. حتي أغرورقت عيناه بالدموع.

لم تعد وفاة جميل راتب شائعة سيضحك منها كما اعتاد وهو ينفيها لأقاربه وأصدقائه، ثم يتأملها في مرارة حين ينفرد بنفسه بل حقيقة مؤكدة بعد أن غيبه الموت صباح الأربعاء الماضي عن 92 عاماً.

كنت قد التقيته في مهرجان قرطاج 2016 وفوجئت به يجلس علي كرسي متحرك، شعرت بالأسي وأنا أمد يدي لأصافحه غير أن هذا الشعور تبدد تماماً مع حيويته التي بدت علي وجهه وهو يلتقي بأصدقائه القدامي، وسعادته الأكبر بتكريم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي منحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي، وداعبه الرئيس وهو يتحدث بإعجاب عن دوره في فيلم (الصعود الي الهاوية).

كانت المفاجأة أيضاً أن يتجول جميل راتب بكرسيه المتحرك في شوارع تونس، والجمهور يلتف حوله في إعجاب، يصافحه ويقول له بنحبك برشا برشا، أي كثيراً كثيراً، ويلتقط صوراً معه، وهو يلبي رغباتهم في سعادة، كنت معه في تلك الجولة ومدير أعماله هاني التهامي يدفع بكرسه المتحرك مرة ويتوقف مرات ليمنح الفرصة للجمهور، وفي شارع الحبيب بورقيبة، كانت جولتنا، وفي أحد مطاعمه جلسنا نتحدث، وعبر لي عن حبه لتونس وأهلها، فقد لعب بطولة ثلاثة أفلام تونسية من أهم أفلامه وهي (شيش خان) 1991، (كش مات) 1994، و(صيف حلق الوادي) 1996، ويجيد راتب التحدث بلهجة تونسية حتي تحسبه مولوداً بها.

هذا الأرستقراطي النبيل عمل شيالاً في فرنسا التي ينتمي إليها من ناحية الأم، وأحب فتاة فرنسية ولم يتزوجها، وتزوج أخري صارت صديقته بعد انفصالهما، ولم ينجب برغبته، وماتت حبيبته في حادث سيارة وجاءت زوجته لتواسيه، وكان دوره في مسلسل (الراية البيضا) من أقرب الشخصيات لطبيعته مؤكداً: حين أديته شعرت أني أشاهد نفسي في المرآة

وقال لي: »جئت هذه المرة لأودع تونس وأصحابي بها، فقد تكون هذه آخر مرة أشوفهم». وكانت بالفعل آخر مرة.

رحم الله جميل راتب.

أخبار اليوم المصرية في

21.09.2018

 
 

بين جميل راتب وعمر الشريف

محمد رضا

> لطخة سوداء. هذا ما نراه في مطلع الأمر بكاميرا الراحل جاك هيليارد في فيلم ديفيد لين «لورانس العرب». لطخة سوداء صغيرة فوق الصحراء الذهبية الشاسعة. تنجلي بعد حين عن شكل رجل على فرسه يقترب من الكاميرا… ها هو عمر الشريف في التقديم الأول له في ذلك الفيلم.

> بعد مشاهد قليلة نراه مع ممثل آخر إلى جانبه. إنه جميل راتب. المخرج لين كان اختار الشريف لأداء شخصية الشريف علي. دور مساند أول في ذلك الفيلم البريطاني - الأميركي المشترك سنة 1962. أما جميل راتب فأسند إليه دور أصغر لشخصية خيالية اسمها ماجد.

> في المشاهدة الثانية لهذا الفيلم قبل عدة سنوات تساءلت عما كان الحال لو أن لين اختار راتب لدور الشريف علي وعمر الشريف لدور ماجد. والجواب هو أن اختيار لين عمر الشريف لذلك الدور هو اختيار مناسب للفيلم لأن الشريف كان عليه أن يمثل ما هو نقي في الشخصية العربية وهذا يتطلب، في قاموس المعالجات الدرامية المتداولة، شخصية وسيمة أيضاً. الشريف كان أكثر وسامة من راتب.

> راتب كان قصد فرنسا في الأربعينات ودرس القانون فيها، ثم بدأ التمثيل سنة 1947 بفيلم فرنسي لاعباً دوراً صغيراً جداً في فيلم هنري ديكوا «عشاق جسر سان - جان». وفيلمه العالمي الثاني تم بعد تسع سنوات لاعباً دوراً ملحوظاً في فيلم البريطاني كارول ريد «ترابيز». وهو اختير لدوره في «لورانس العرب» نسبة لحضوره الجيد في ذلك الفيلم وبضعة أفلام أوروبية أخرى قام بها.

> جميل راتب كان ممثلاً رصيناً وبعد «لورانس العرب» استمر في أدوار فرنسية غالباً ثم عرج على السينما المصرية فأثرى ما اشترك في تمثيله. سبق الشريف للأدوار العالمية وسبقه في العودة إلى الوطن.

> ثم بعد أكثر من 170 عملاً بين السينما والتلفزيون رحل وخرج في جنازته، حسبما وصل من أخبار، خمسة ممثلين فقط.

الشرق الأوسط في

21.09.2018

 
 

جميل راتب.. نجم عالمي لا يشبه عمر الشريف

كمال القاضي

■ منذ اللحظات الأولى لإعلان خبر وفاة الفنان جميل راتب دار الجدل حول عالميته وحيثيته الفنية خارج مصر والعالم العربي من ناحية، ومن ناحية أخرى جنسية والدته، هل هي مصرية صعيدية؟ أم أنها فرنسية أباً عن جد؟ طُرحت الأسئلة وملأت مواقع التواصل الاجتماعي، بدون أن يلتفت أحد إلى ما صرح به الفنان نفسه قبل سنوات في معرض الحديث عن هذه الإشكالية، حيث أكد مراراً وتكراراً أنه مصري العرق والهوية معززاً تأكيده بأن جدته هي الناشطة السياسية الشهيرة هدى شعراوي، ولكن يبدو أن الفنان القدير لم يفلح تماماً في إقناع أصحاب التساؤلات الذين تركوا فنه وتاريخه وباتوا مشغولين بجنسية والدته وكينونتها.

هذا هو الجانب الأول من الأسئلة التي طاردت جميل راتب في حياته وباتت تطارده بعد موته، أما الجانب الثاني فيتعلق بعالميته كفنان وممثل قدير، وبالقطع يتم ربط الاستفهام حول حياته وفنه بالمقارنة بينه وبين عمر الشريف، وهو أمر يبدو منطقياً من حيث الشكل، بيد أنه ليس كذلك من الناحية الجوهرية فظروف كل من النجمين مختلفة فعمر الشريف اكتشفه المخرج العالمي ديفيد لين بالصدفة، حيث وقع اختياره بالأساس على رشدي أباظة، وحين تردد أباظة في قبول الفرصة، رأى لين أن عمر الشريف هو البديل المناسب، وبالفعل تعامل الأخير مع المسألة بجدية فكُتب له النجاح وذاع صيته، فصار نجماً عالمياً كبيراً يشار إليه بالبنان، أما مسيرة جميل راتب المحلية والدولية فقد صاحبها جهد كبير، بدأ بالتحاقه بالمدرسة الثانوية الفرنسية وغوايته لفن التمثيل واشتراكه في نشاط المسرح المدرسي وتفوقه فيه، إلى الحد الذي مكنه من الحصول على الجائزة الأولى كممثل في واحد من العروض المسرحية المدرسية وكان الفتى لا يزال في طور المراهقة.

بعد انتهائه من المرحلة الثانوية التحق راتب بمدرسة الحقوق الفرنسية، وفيها انضم لفرقة المسرح وقام بأول بطولة مسرحية له «أوديب ملكاً» وخلق لنفسه فرصة بفضل تفوقه الملحوظ، وحينئذ نصحه المخرج العالمي أندريه جيد بالسفر لفرنسا لدراسة المسرح في باريس، وبالفعل عمل الشاب المجتهد بالنصيحة وسافر، ومن هنا كانت البداية، ولكن المفارقة الكبرى في حياة جميل راتب تمثلت في تحوله عن المسرح الذي درسه وتفوق فيه إلى السينما، التي مثلت له آفاقاً أوسع، وكشفت عن مستوى أكبر لموهبته فأسندت له أول بطولة سينمائية في فيلم «أنا الشرق» أمام النجمة الفرنسية كلود جودار، ذلك الذي جعل منه رسولاً للثقافة العربية في بلاد الخواجات، وبالتحديد في فرنسا، التي أمضى فيها عشر سنوات وعمل خلالها في كثير من الأفلام العالمية المهمة الناطقة بالفرنسية والإنكليزية، ومن أبرزها «لورانس العرب» الذي قام بالبطولة فيه عمر الشريف ليصبح هو الواجهة، بينما يأتي ترتيب منافسة جميل راتب في المقام التالي كبطل ثان للفيلم.

وعلى الرغم من تعدد التجارب العالمية للفنان المصري العربي الذي بدأ مشواره من المسرح ممثلاً ومخرجاً واتجه للسينما، ثم عاد للمسرح ليخرج أربع مسرحيات مهمة، هي «زيارة السيدة العجوز» و»اليهودي التائه» «والأستاذ» و»شهرزاد»، إلا أن تقييمه وقف عند عدد قليل من الأفلام التي حظيت بشهرة واسعة ومنها الفيلم الأشهر «لورانس العرب» في تجاهل أو نسيان لبقية الأفلام الأخرى، ما يثير الدهشة من اختصار المشوار والرحلة الطويلة في أعمال تعد على أصابع اليد الواحدة، ولم يُذكر من تاريخ الفنان سوى بعض أفلامه المصرية والعربية كحضوره القوي بالأداء الصوتي في فيلم أسد الصحراء «عمر المختار» ودورة الأميز والأهم في فيلم «الصعود إلى الهاوية»، كذلك بقية الأدوار في أشهر الأفلام المصرية، «حكاية وراء كل باب ـ على من نُطلق الرصاص ـ خائفة من شيء ما، الكيف، جنينة الأسماك، الأوله في الغرام» وغيرها.

وللراحل أرشيف زاخر من روائع الأعمال التلفزيونية التي يستوجب ذكرها للتدليل على تنوع الخبرات، وتعدد الإمكانيات، فهو الشرير والغضوب والعصبي والمثالي وزعيم العصابة، في «أحلام الفتى الطائر، وزينب والعرش، وقال البحر، وفارس بلا جواد، وزيزينيا، والكعبة المشرفة، والراية البيضاء، وضمير أبله حكمت، ورحلة المليون» فكلها مسلسلات ناقشت قضايا اجتماعية حقيقية وكان لها بالغ الأثر في عقل ووجدان الجمهور المصري والعربي، وربما تكون قد حددت الصورة الفنية والإطار المميز لجميل راتب الفنان والإنسان والمبدع بعيداً عن نمطية المقارنات التقليدية بينة وبين نجوم آخرين حصلوا على النصيب الأوفر من الحظ والأقل من الموهبة.

٭ كاتب مصري

####

في وداع الفنان جميل راتب : من «البداية» إلى الميدان

القاهرة ـ «القدس العربي» من محمد عبد الرحيم:

«أوعوا تسيبوا الميدان، شيلتوا حرامي ولسه باقي العصابة». هذه العبارة التي تداولها مؤخراً الكثيرون على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، والتي قالها الفنان جميل راتب (18 أغسطس/آب 1926 – 19 سبتمبر/أيلول 2018)، وهو في ميدان التحرير، يوم خلع مبارك، هذه العبارة التي يعرف الجميع الآن مدى صدقها، ومدى الخطأ الذي تسبب في عدم اتباعها وتصديقها. ربما كانت ثورة 25 يناير/كانون الثاني فرصة للتعرّف أكثر على جميل راتب، بخلاف بعض المقربين منه، فرغم ملامحه وتربيته الأرستقراطية، فأفراد هذه الفئة دائماً ما تم النظر إليهم بعين الشك والريبة، منذ انقلاب يوليو/تموز 1952، تبدو في أكثر المواقف صعوبة الأكثر وعياً وثقافة واستشرافاً للمستقبل، بخلاف العامة وأكثرهم الباحثون عن موقع قدم يداري نقصهم وعقدهم وتطلعاتهم الشخصية. 

ولا تنفصل حياة راتب واختياراته عن مواقفه، فلم يسع إلى شهرة، أو فرض تسويق نفسه، كما يفعل الكثيرون، ومن خلال عدة أدوار أداها في السينما المصرية وكذلك بعض الأعمال التلفزيونية، أثبت موهبته وقدرته على أداء متميز وخاص به من شخصية لأخرى. ومن خلال أعماله المتعددة يمكن أن نذكر منها مثالاً.. «الصعود إلى الهاوية»، «شفيقة ومتولي»، «ولا عزاء للسيدات»، «على من نطلق الرصاص»، «خائفة من شيء ما»، «حب في الزنزانة»، «الكيف»، «الوداع يا بونابرت»، «البريء»، «البداية»، «طيور الظلام»، «عفاريت الإسفلت». أما في الدراما التلفزيونية، فنذكر.. «أحلام الفتى الطائر»، «رحلة المليون»، «الراية البيضاء»، «ضمير أبلة حكمت»، «ويوميات ونيس». وغيرها الكثير.

البداية

تم إنتاج فيلم «البداية» عام 1986. وكان الفيلم الذي كتبه لينين الرملي ــ الذي تغّير موقفه بعد ذلك وبارك مشروع التوريث ــ وأخرجه صلاح أبو سيف. كان الفيلم هجائية ساخرة للسلطة والاستبداد، والنهاية المحتومة للسلطوي بالمصادفة ــ كما حال جميع السلطويين عندنا ــ وعن فكرة مجموعة من الأفراد عليهم ترتيب حال وجودهم ــ سقطت طائرة بهم في الصحراء ــ ليصبح الأمر بديلاً عن المجتمع، وفئاته المختلفة.. فنان، راقصة، بطل رياضي، ورجل أعمال، والأخير هو الوحيد الذي لا نعرف عنه شيئاً، شخصية غامضة مجهولة تدّعي دوماً الأهمية، حيث حقيبته التي يحافظ عليها بشدة، ويحمل مسدساً.

الموقف من الثورة

أدى الفنان جميل راتب دور رجل الأعمال، الذي تحوّل بعد ذلك إلى حاكم الواحة/الدولة، والمتحكم في تطبيق، بل واختراع قوانينها، من ثواب وعقاب، والأهم تأمين نفسه وسلطته في جميع الأحوال، مستغلاً في ذلك قاصري العقول، والمتمثل في البطل الرياضي، والمؤهل بالفطرة بأن يكون رجل أمن الواحة. لكن العدو الأول للسيد رئيس الواحة هو الفنان، الذي قام بعمل تمثال من العجوة ــ محصول الواحة وأهم ما فيها ــ للزعيم، بدون أن ينسى أن يجعل الزعيم يُخبئ سكيناً خلف ظهره، وقد أفهمه الفنان ــ قام بالدور أحمد زكي ــ أنه رمز للحيطة والحذر والدهاء، لكنه في الحقيقة رمز للغدر والخيانة. وبعد علاقات وأحداث متشابكة، وإنشاء قناة إعلامية ــ خيالية ــ تمجد الزعيم، وقد أطلق على الواحة اسم (نبيهاليا)، والمشتق من اسمه (نبيه). وينتهي الأمر بإنقاذ الجميع عن طريق طائرة إنقاذ، بينما يظل الزعيم وحده في الصحراء والواحة المحترقة من حوله. ومن المفارقات أن الفيلم عُرض في مهرجان فيفاي في سويسرا عام 1987، وفاز بجائزة «عصا شارلي شابلن الذهبية». وقد حاول صلاح أبو سيف تمرير رسالة الفيلم إلى السلطة السياسية وقتها، بأن أهدى الجائزة لحسني مبارك، لكن الأخير لم ينتبه، ليتخلص منه الجميع بالفعل بعد 24 عاما، بقيام ثورة الشعب في الخامس والعشرين من يناير 2011.

شارك الفنان جميل راتب في الثورة المصرية منذ بداياتها، فنزل إلى الميدان وانضم إلى الشباب الثائر، بدون أن تمنعه سنواته التي جاوزت الثمانين. ذلك من خلال وعي ورؤية لم تتغير طوال أحداث الثورة وتبعاتها، حيث القضاء على رأس النظام لا تمثل القضاء على النظام نفسه، الأكثر قوة وتمكنا وقدرة على التلون حفاظاً على نفسه في المقام الأول. كانت مغادرة الميدان، والجلوس إلى مفاوضات مزعومة، حيث بعض الثوار لم يكن يصدق نفسه وهو جالس أمام هذا المسؤول أو ذاك يتحاور معه، أو أن يصبح ضيفاً في الفضائيات. هكذا تم تفتيت الحالمين، بل وتصفيتهم والقبض عليهم بعد ذلك، هذا التشتت والضياع، كان جميل راتب يحذر منه، فلا عاصم سوى الجموع. هذا الموقف الذي عاشه جميل راتب، جاء بلا صخب وادعاء، وتمثل ثوري زائف، ولعل الوجه الأقرب المقابل له هو محمد صبحي الصاخب دوماً بالمعارضة، والمُسبّح دوماً بحمد أي نظام في الحقيقة. رحم الله جميل راتب فناناً وإنساناً، عرف قيمته وقيمة البلد الذي ينتمي إليه.

القدس العربي اللندنية في

22.09.2018

 
 

جميل راتب.. صعيدى فى السينما الفرنسية

كتب : منى بكر

«المحلية هى الطريق إلى العالمية»..عبارة طالما سمعناها وهى بالفعل تنطبق على الكثير من نجوم الفن فى العالم، لكنها لا تمثل تجربة «جنتلمان السينما». فقد نجح «جميل راتب» فى كسر تلك القاعدة إذ كانت بدايته  من العالمية حيث حققق نجاحات كثيرة فى الخارج أهلته لأن يكون نجمًا منذ بداية ظهوره فى السينما المصرية.

«جميل راتب» من أصول صعيدية وتحديدًا من مدينة المنيا، والده كان من كبار أثرياء وأعيان المدينة وهو «أبوبكر باشا راتب» وهناك شارع يحمل اسمه موجود بالمحافظة حتى الآن.. ووالدته أيضا كانت من أصول صعيدية وعمتها هى رائدة تحرر المرأة «هدى شعراوى».

ذهب «راتب» إلى فرنسا ليدرس الحقوق لكن عشقه للفن دفعه إلى الاتجاه نحو التمثيل فى أدوار صغيرة من خلال فرق مسرحية فرنسية مغمورة  تقدم عروضها على مسارح صغيرة. ومع تطور أدائه ،بدأت الفرق المسرحية الكبيرة تسعى لضمه إليها ومنحه أدوارًا أكبر  وأحيانًا أدوار رئيسية ومهمة. ومن بين أهم الأعمال المسرحية التى شارك فيها: «مريض بالوهم» لـ «موليير» و«الرفات» لـ «آندريه دو ريشو» و«أو أمريكا» لـ «جارسييه» إلى جانب رواية «زومير شولم» لـ «هنريك أبسن». هذا إلى جانب مسرحيات الروائى الإنجليزى الشهير «ويليام شكسبير» مثل «عطيل» و«هاملت» و«تاجر البندقية»و«جعجعة بلا طحن».

وفى التليفزيون الفرنسى، شارك «راتب» فى العديد من المسلسلات ولكن فى أدوار صغيرة وإن كانت مهمة ومؤثرة مثل مسلسلات «طريق دمشق» عام  1962 و«شبة سرية» عام 1967 و«المرأة الشبح» عام 1968 و«الفوميجا» عام 1974.

ومثلما منح المسرح لـ «راتب» الخبرة وأصقل موهبته التمثيلية ،منحته السينما المزيد من الخبرة إلى جانب الكثير من الشهرة والنجاح خاصة أنه شارك فى عددِ من الأفلام المهمة وعلى رأسها  «لورانس العرب» عام 1962، الذى كان الفنان المصرى «عمر الشريف» أحد أبطاله. لعب «راتب» دورًا صغيرًا فى الفيلم لكنه أظهر موهبة كبيرة يملكها الممثل الشاب آنذاك وقد كان هذ الفيلم هو بداية صداقة طويلة جمعت بينه وبين كل من النجم  «أنتونى كوين» والمخرج «ديفى لين» حتى وفاة الأخيرين، كما كان بداية انطلاق «راتب» فى السينما الفرنسية ومنها إلى التونسية والمصرية.

لكن قبل مشاركته فى «لورانس العرب» كانت البداية الحقيقية لـ«راتب» فى فيلم «ترابيز» عام 1956 مع النجوم «برت لانكستر» و«تونى كرتيس» و«جينا لولوبريجيدا» وقد حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا خاصة أنه يدور داخل السيرك وسط أجواء الإبهار على المسرح والدراما فى  الكواليس، وقد شارك الفيلم فى مهرجان برلين بدورته السادسة.

هذا إلى جانب أفلام «جلد جاسوس» عام 1967 وهو إنتاج فرنسى إيطالى مشترك و«ذئاب صغيرة» عام 1968 للمخرج مارسيل كارنيه، و يمكن اعتبار فيلم «وداعًا بونابرت» للمخرج الراحل «يوسف شاهين» من الأفلام الأجنبية لأنه إنتاج فرنسى وتمت ترجمته وعرض فى الخارج وحقق نجاحًا كعادة أفلام «شاهين»، وقد ظهر فى الفيلم بشخصية المناضل «محمد كُريّم» الذى رفض تسليم الإسكندرية لجيوش «بونابرت». 

قدم «جميل راتب» أيضًا  العديد من الأفلام التونسية منها «صيف حلق الوادى» عام 1996 للمخرج «فريد بوغدير»  وكان الفيلم إنتاجًا تونسيًا-فرنسيًا مشتركًا، وفيلم «كش ملك» مع النجمة «شيريهان» عام 1995 ويعتبر فيلم «شيشخان» للمخرج التونسى الكبير «فاضل الجعايبى» عام 1991 أهم أفلامه خارج السينما المصرية. وفى الجزائر قدم فيلم «ليلة القدر» عام 1999 للمخرج «عبدالكريم بهلول» والذى شارك فى مهرجان كان.

ونتيجة لهذه المشاركات فى السينما التونسية كرمه الرئيس التونسى «السبسى» عام 2016 بمنحه الوسام الوطنى للاستحقاق فى قطاع الثقافة إلى جانب تكريم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى له عام 2005 والمهرجان القومى للسينما المصرية عام 2016  ومهرجان الأقصر عام 2017

لكن مثلما كانت بداياته فى التمثيل من فرنسا كان أول تكريم حصل عليه «راتب» أيضًا من فرنسا التى قدم فيها أعمالًا فنية على مدى 30 عامًا ،حيث حصل النجم المتواضع على «وسام الشرف الوطنى» وهو أعلى وسام فى فرنسا والذى يمنح للقادة العسكريين. هذا الوسام الرفيع حصل عليه النجم الهندى الأشهر «أميتاب باتشان» والممثل والمخرج الأمريكى العبقرى «كلينت إيستوود» والمخرج الأمريكى الكبير «دافيد لينش» المصنف من بين أهم مخرجى العالم إلى جانب الموسيقار الألمانى «ريتشارد شتراوس» والمخرج الأمريكى «ستيفن سبيلبرج». لم يتحدث راتب عن هذا التكريم ولم يبد أى غرور بعد أن وضعه هذا التكريم فى مصاف هؤلاء النجوم العالميين الذين لا يقل عنهم بالطبع موهبة وعطاء

أما فى مصر، فقد كان لـ«جميل راتب» شكلًا مختلفًا، حيث كانت بمثابة مرحلة جديدة فى المسيرة الفنية له. وحينما اعتبره الفرنسيون عربيًا ومنحوه الكثير من الأدوار التى تناسب ممثلًا عربيًا، كان صنّاع السينما فى بلده يرونه أجنبيًا من حيث الملامح والأسلوب ولا يرونه إلا فى دور الرجل الثرى أو الأجنبى

وعندما جاءته الفرصة، قدم «راتب» نفسه كممثل محترف موهوب يستطيع تجسيد كل الأدوار ويهتم بتفاصيل الشخصية بدءًا من الملابس والحركات وصولا إلى تعبيرات الوجه. فـ«راتب» الذى صال وجال فى المسارح الفرنسية على مدى 30 عامًا يتحدث ويمثل بالفرنسية هو نفسه «سليم البهظ» تاجر المخدرات فى فيلم «الكيف» 1985 مع يحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز للمخرج على عبدالخالق..  وهو «عبدالله» سائق الميكروباص فى «عفاريت الأسفلت» الذى كان أول عمل للمخرج «أسامة فوزى» ومع ذلك شارك «جميل راتب» فى الفيلم دون النظر إلى حجم دوره الصغير ولا المخرج المبتدئ

والغريب أن الذى أبدع على المسرح الفرنسى فى أدوار «عطيل» و«هاملت» هو نفسه الذى قدم أدوارًا كوميدية وإن كان معظمها أفلامًا تضم مواقف كوميدية ولا تعتمد عليه تمامًا لإضحاك الجمهور لكن الجمهور ضحك ونجح «راتب» فى الكوميديا من خلال عدة أعمال على رأسها فيام «البداية» للمخرج «صلاح أبوسيف». ومسلسلات «رحلة المليون» و«يوميات ونيس» مع «محمد صبحى»، و قد حقق العملان نجاحًا كبيرًا ولا يزل الجمهور يردد عبارة «راتب أو لطفى بيه» الشهيرة فى «رحلة المليون»، «بيع يا صبرى» حتى اليوم وبنفس نبرة صوته..ويتذكر طيبة وحنان والد «ونيس»، «أبوالفضل جادالله».

وبعيدًا عن الكوميديا، كان ظهور «جميل راتب» التليفزيونى لا يقل عظمة وجمالا عن أدواره العالمية، فهو العاشق المخادع لـ«أبلة حكمت» فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت» وهو الشرير الذى يطارد الفتى الطائر فى «أحلام الفتى الطائر» وهو السنيور «جيوفانى» عميد الجالية الإيطالية ورجل «الكوزا نوسترا- المافيا» فى «زيزينيا».. وفوق هذا وذاك هو الدكتور المثالى، «مفيد أبوالغار» المثقف العاشق لوطنه، الذى يتحدى الجهل وسطوة المال مدافعًا عن العلم والحضارة فى رائعة «الرايا البيضا».

لم يتوقف «جميل راتب» عن التمثيل قط ولم يفكر فى الاعتزال أبدًا، ففى السنوات الأخيرة التى أصابه فيها الوهن والمرض قدم مسلسل «أبواب الخوف» عام 2011 ثم مسلسل «شمس» عام 2014.وظهر فى رمضان الماضى كضيف شرف فى مسلسل «بالحجم العائلى»  للنجم «يحيى الفخرانى» إلى جانب الإعلان الذى تم تصويره لتخليد ذكرى النجم الراحل «أحمد زكى».>

مجلة روز اليوسف المصرية في

22.09.2018

 
 

بعد وفاته.. الحياة الفنية بدون جميل راتب

كتبت-علياء أحمد

بعد رحيل الفنان القدير جميل راتب، عن عالمنا صباح يوم الأربعاء الماضي بعد صراع مع المرض، ترددت أقاويل كثيرة حول أنه ترك وصية بعدم إقامة عزاء، وذلك ما أكده مدير أعمالة هاني التهامي.

 لكن نقابة المهن التمثيلية قررت إقامة عزاء شرفي له تقديراً لقيمته الفنية ، و أقاموا عزاء مساء يوم الجمعة الماضي ،وهذا ما علق عليه الفنان عزت العلايلي وقال إن الفنان ليس ملكا لنفسه بل ملك جمهوره، وجمهور جميل راتب هو من طلب إقامة عزاء، وأقل ما يمكن تقديمه له ولتكريمه هو إقامة العزاء.

وحضر هذا العزاء عدد قليل من الفنانين علي رأسهم نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، و الفنان محمد صبحي و الفنان يحيي الفخراني و سمير صبري وسيد رجب،الفنانة بوسي و الفنانة مادلين طبر.

وبعد انتشار الأقاويل حول ما أوصى به في النواحي الشخصية أو الفنية، جاء مدير أعماله ليرد نافياً علي كل ما تم تداوله ، من خلال منشور له علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعلق علق "التهامي" علي هذه الشائعات قائلاً: " لم تفتح.

بعد وصية جميل راتب الرجا عدم ترويج. الإشاعات. فراقه صعب جدا علي الجميع. لم تفتح وصيته أرجوكم. اتركوه لخالقه وسيرته الجميلة كما هي. هو لم يسئ لأي شخص".

الوفد المصرية في

24.09.2018

 
 

مدير أعمال الراحل جميل راتب يكشف حقيقة تبرعه بثروته لمستشفى 57357

كتب أحمد عبد الرحمن

كشف هانى التهامى، مدير أعمال الفنان الراحل جميل راتب، حقيقة تبرع الفنان الراحل بـ 18 مليون جنيه لمستشفى 57357.

وقال فى مداخلة هاتفية لبرنامج "انفراد"، مع الإعلامى سعيد حساسين، اليوم الاثنين، إن "الخبر غير صحيح جملة وتفصيلا، وحتى الآن لم نستخرج شهادة الوفاة والأوراق لم ننته منها، والوصية لم يفتحها أحد حتى الآن".

وواصل: "مش عارف الناس مش سايبة الراجل فى حاله ليه، الراجل مات، وبيطلعوا فبركة وأى كلام فاضى"، مشيرًا إلى أن "السيدة التى كانت تساعد فى البيت بالمنزل ليس بيننا وبينها أى مشاكل ورجاء محدش يضرها فى أى حاجة".

####

كواليس "لورانس العرب".. عمر الشريف وجميل راتب يلعبان تنس الطاولة بـ"الشورت"

كتب محمد عبد العظيم

فى صورة فريدة من كواليس الفيلم العالمى "لورانس العرب"، يظهر كلا من الفنانين عمر الشريف وجميل راتب، وهم يلعبان "تنس الطاولة"، والتى تعكس العلاقة الكبيرة التى تجمع بين العملاقين الراحلين خلال كواليس تصوير الفيلم.

ويملك الفنان الراحل جميل راتب والذى رحل عن عالمنا مؤخرا تاريخا من الإبداع الفنى فى السينما والدراما والمسرح، ومن أبرز ملامح هذا التاريخ مشاركته فى العديد من الأفلام العالمية مثل "لورانس العرب"، الذى جمعه مع الفنان العالمى الراحل عمر الشريف.

يذكر أن "لورانس العرب" من إخراج المخرج البريطاني العالمي ديفيد لين، وإنتاج سام سبيجل وبطولة بيتر أوتول بدور لورنس وعمر الشريف بدور الشريف علي وأنتوني كوين بدور عودة أبو تايه وأليك غينيس بدور الأمير فيصل، وشارك فيه الفنان الراحل جميل راتب.

ورحل عن عالمنا صباح يوم الأربعاء الماضى، الفنان الكبير جميل راتب، عن عمر 92 عاما بعد صراع مع المرض فى سنواته الأخيرة.

####

فنان أوصاه جميل راتب بتجسيد شخصيته قبل رحيله.. تعرف عليه

كتب باسم فؤاد

أعلن هانى التهامى، مدير أعمال الفنان الراحل جميل راتب، إنه بصدد كتابة فيلم سينمائى – إنتاج مصرى فرنسى - عن حياة الفنان الراحل، من بطولة الفنان محمود قابيل.

وأضاف التهامى فى تصريحات لبرنامج "the insider بالعربى" أن الفنان الراحل جميل راتب اتفق قبل وفاته مع محمود قابيل، على تقديم شخصيته فى فيلم يروى قصة حياته.

وكشف مدير أعمال الفنان الراحل أنه لم يكتب مذكرات عن حياته الشخصية، لكن أوصاه بتجميع المقالات والتقارير التى كتبت عنه فى المجلات والصحف، بعدها فكر فى تأليف كتاب عن حياة الراحل بمشاركة أحد الكتّاب.

####

مهرجان المسرح العالمى يرفع شعار "إهداء لروح جميل راتب"

كتب مصطفى فاروق

يستعد المعهد العالى للفنون المسرحية لافتتاح دورته الجديدة من مهرجان المسرح العالمى فى السابعة مساء الخميس المقبل، والمهداة لروح الفنان الراحل جميل راتب، وتستمر فعالياته حتى التاسع من أكتوبر المقبل.

ويحتضن المهرجان فى موسمه الجديد هذا العام خمسة عروض مسرحية من تمثيل وإخراج طلبة المعهد، وهي: "الأبرياء" للمخرج حسام قشوة، "العذراء والموت" للمخرجة سماء إبراهيم، و"المنحدر" للمخرج إبراهيم أشرف،  بجانب "رغبة تحت شجرة الدردار" للمخرج كريم أدريانو و"الطاعون" للمخرج محمود حجاج.

ويضم المهرجان فى جعبة لجنة تحكيمه عددًا من الرموز الفنية، بداية من المخرج محمد شاكر خضير، المؤلف مدحت العدل والمخرج ماندو العدل، والمنتج تامر مرتضى، وتقدم النسخة الجديدة برئاسة بسام عبد الله، وتقوم الفنانة الصاعدة بتول الحداد بتقديم الحفل الافتتاحي بمشاركة عبد الرحمن القليوبي.

اليوم السابع المصرية في

25.09.2018

 
 

وداعا.. الجميل «جميل راتب»

في هدوء رحل جميل راتب..  فنان أكثر تواضعاً من المبالغات التي قيلت عنه.. تتبعثر ذكرياته علي لسانه ما بين الحاضر والماضي.. مشواره الفني بصوته في فيلم وثائقي (الجميل) عن حياة الفنان الراقي بحلوها ومرها، يكشف لنا العديد من المواقف والخبايا عن حياته والأفلام التي لا يعرفها الكثيرون.. يسردها ويحكيها لنا مثلما أحسها وعاشها، قصة زواجه وحبه وكيف كان يصرخ من افتراءات أنه غير مصري.

لآخر يوم في حياته رغم أنه فقد النطق لكن لم يفقد الابتسامة التي لا تفارقه، فنان مهذب عشق المسرح لكن الظروف غيرت مساره يعترف أن أمه مصرية فعمتها هي المناضلة هدي شعراوي أسرار كثيرة يكشف عنها الجميل في فيلمه الوثائقي.

-جميل راتب بعد أن تخطي التسعين، لم يعد يظهر في الأعمال الفنية هذا الفنان الهادئ والصبور منعزل مع شيخوخته في منزله. اهتدت إليه المخرجة ماجي أنور والفنان هشام سليم وأقنعاه بتصوير سيرة حياته الفنية والشخصية في فيلم وثائقي وعنوانه: الجميل. هو من حكي وقال، وعلق، ونفي وأكد، قال تقريباً كل ما ساعدته الذاكرة علي التذكير به ومنذ فترة شاهد الشريط الذي صوره محمد خيري، وريمون فهمي، وصاغ له الموسيقي التصويرية شريف الوسيمي، وواكبه معلقاً بالصوت سامح الصريطي، ليكون العمل حلقة فيلمية من سلسلة: كلاسيكيات التي تعمل عليها ماجي وهشام كمنتجين منذ عام تقريباً، علي خلفية أن يروي نجم كل حلقة من السلسلة بنفسه، وأن يوافق عليها كاملة متكاملة مثلما فعل جميل راتب الذي فعل كوالده وتزوج من فرنسية إكراماً لوالدته، لكنه ظل منفصلاً عنها حقبة طويلة من حياته. درس وعاش وعمل ممثلاً في فرنسا، لكن اضطراره للعودة إلي القاهرة لأمر عائلي ربطه بأكثر من مشروع فني فبقي في مصر لكنه عمل مع عمر الشريف في أول إطلالة لعمر عالمياً في لورانس العرب جميل مازال معاصراً ورأي أمام عينيه ماذا قيل عنه، وماذا رأي فيه معدو الشريط، إضافة لما قاله هو عن مسيرته، وحضوره، حتي لا يقع في شرك الذين يمتهنون مهنة الإساءة إلي الكبار عندما يرحلون من خلال كتب.

الجميل.. اسم علي مسمي لهذا الفنان الرائع، المثالي بكل ما تعنيه الكلمة.. لقد قال ما يريد. لم يترك شيئاً إلا وتناوله في حديثه، كشف أحداثاً ووقائع ومعلومات وعندما شاهد الشريط قال: مية المية، حاجة ممتازة، هذا يعني أن بالإمكان الاعتماد علي هذا الفيلم الوثائقي للحديث عنه، وقول ما نريد عن هذا الفنان الذي حضر بصمت ورحل في صمت ويريد لنفسه صورة أشرف عليها بهدوء لكي تضيء بعد رحيله. كان منطقياً أن يسعد جميل راتب بشريط عنه، لأنه قال ما عايشه، وباح بما يريده صورة عنه، لذا فان عنوان: الجميل، هو أروع عنوان للعمل ولصاحبه.

- يتذكر جميل راتب بكثيرٍ من الحنين والإعجاب فترات متألقة من حياته، اقترب خلالها من عمالقة الفكر، السينما، والمسرح، ذخيرة من الحكايات لم ينسها في زحمة العمر، يحكيها بنفس الصوت القوي الذي يتردد في أفلامه.لا يشتكي من غربة ولا يتذمر من وحدة إبداعية تخيرها لنفسه، راضيا عن مشواره الفني، والحياتي، يحب جمهوره ولا يتواني عن الاعتراف بالجميل نحوهم.

 "جميل راتب"  يعتبر نفسه ممثلاً مصريا رغم أنه غادر القاهرة في منتصف الأربعينيات إلي باريس لدراسة العلوم السياسية، وسرعان ما تركها طوعاً، والتحق بإحدي مدارس التمثيل، وخسر المنحة التي كانت مخصصة له، كان يطمح بأن يكون ممثلاً مسرحياً، وارتضي لنفسه المعاناة المعيشية من أجل طموحاته. لم يندم علي ذلك القرار الذي أجبره علي الاعتماد علي نفسه، بعد هجرته لبلده، فحقق أحلامه، وعايش أحداثاً فنية، ثقافية، وسياسية عن قرب ما كان له أن يعيشها لو رضخ لرغبة عائلته الارستقراطية بأن يصبح رجل سياسة، وقانون، وكان التمثيل بالنسبة لها عيباً.

كانت بداية مشواره الفني أدوار بطولة في المسرح الفرنسي، ولكن في السينما أدواراً ثانوية كما أخرج أفلاماً للتلفزيون الفرنسي. يقول بصوته عندما كنت في مصر وقبل سفري إلي فرنسا، مثلت دوراً بسيطاً في فيلم بعنوان "الفرسان الثلاثة"، كان ذلك في الأربعينيات، وكنت أحب التمثيل، وكانت عائلتي تعارضني، ومنعتني من مشاركتي في الفيلم، وطلبت من المخرج حذف المشهد الذي مثلته، كانت الأبواب بالنسبة لي، مغلقة تماماً، كنت في تلك الفترة أدرس الحقوق، ومن ثم جئت إلي فرنسا لدراسة العلوم السياسية، وكانت لدي منحة اعتمدت عليها في معيشتي. التحقت بمدرسة التمثيل، وبدأت أعمل مع فرق مسرحية بسيطة في مسارح صغيرة وكنت أشارك في أدوار رئيسية كما عملت في أشغال خارج التمثيل كي أنفق علي نفسي اشتغلت كومبارسا وفي سوق الخضار  ونادلا في مقهي، ومترجما... ويوما بعد يوم أصبحت معروفاً كممثل، وهكذا أكملت مشواري، كانت الخطوات الأولي صعبة في البداية، ومع إصراري بدأت أهدافي تتحقق تدريجياً.

عن الحب والزواج قال تزوجت مرة واحدة فقط في حياتي من فرنسية ولكنني احببت ممثلة أخري وعندما علمت زوجتي بوفاتها اتصلت بي ووقفت بجواري وهي فرنسية تعيش في فرنسا حاليا.

بعض المعلومات التي لا يعرفها أحد عن حياته حيث نفي كل ما قيل حول أن له أصولاً أجنبية مؤكداً أنه مصري الجنسية من أب وأم مصريين وأنه ليس له أي أصول أجنبية أو عربية كما يقال دائما كما كشف أن والدته مصرية وعمتها هدي شعراوي. في آخر تكريم له : "أشكركم علي تكريمي، وأود أن أقول إن التمثيل فن والفن ثقافة، وأنا أخدم الثقافة وأخدم مصر من خلال فني" وقال مبتسما  »ربما يكون هذا التكريم هو الأخير». هو أبو الفضل جاد الله في عائلة ونيس وهو السفير مفيد أبو الغار في الراية البيضاء.

يعد جميل راتب، واحدا من علامات السينما والمسرح في مصر، وبدأت مسيرته الفنية الرسمية بمشاركته في فيلم "أنا الشرق" عام 1946، وشارك في أعمال سينمائية ومسرحية عالمية وفرنسية عديدة، أبرزها مشاركته المميزة في فيلم "لورانس العرب" بجانب النجم المصري الراحل عمر الشريف.

آخر ساعة المصرية في

25.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)