كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

وداعا جميل راتب.. آخر حوار وبكاء أنطوني كوين على كتفه وحكاية «شيال في باريس» (ملف)

كتب: ريهام جودةسعيد خالدهالة نور,أحمد مجاهد العزبمحمود عبد الوارثمحمد طهمنة خلف

عن رحيل العميد

جميل

راتب

   
 
 
 
 

حتى أيامه الأخيرة ورغم تدهور حالته الصحية ومعاناته من احتباس صوته، ظل الفنان القدير جميل راتب محافظا على إطلالته الجذابة، أنيقا ومتفائلا وإن كبّله مقعده المتحرك، مُبتسما فى وجوه كل من يزوره أو يسأل عنه، بهىّ الطلعة كما بدا فى احتفاله مؤخرا بعيد مولده الـ92، كان جميل الروح والطلة وليس الاسم فقط.

جميل أبو بكر راتب، ولد عام 1926 بالقاهرة، وبعد أن حصل على شهادة التوجيهية «الثانوية العامة» التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد عامه الأول بها سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، وكان أول عمل يشارك فيه فيلم «أنا الشرق» من بطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار وجورج أبيض وحسين رياض وتوفيق الدقن.

ساعده إتقان اللغات الأجنبية فى المشاركة ببعض الأفلام العالمية، مثل «لورانس العرب» عام 1962 الذى جمعه بالفنان عمر الشريف، كما شارك بالأداء الصوتى فى فيلم «عمر المختار» بطولة أنطونى كوين، لكن البداية الحقيقية لـ«جميل» مع الشهرة فى مصر كانت بدوره فى فيلم «الصعود إلى الهاوية» أمام مديحة كامل عام 1974 وبأدواره التليفزيونية المتميزة، ومنها «مفيد أبو الغار» فى «الراية البيضاء» و«جدو أبو الفضل» فى مسلسل «يوميات ونيس»، بجانب بداياته المسرحية فى فرنسا.

أوصى «جميل» بعدم إقامة عزاء له، وفقا لما كشف عنه مدير أعماله هانى التهامى، لكن عزاء جمهوره أنه رحل تاركا وراءه عشرات الأدوار والوجوه السينمائية والتليفزيونية والمسرحية الخالدة التى لن تتكرر، وسيبقى فى مرتبة عالية لدى محبيه.

تحمل الفنان الراحل الألم، وكان ما يحزنه تأثره باحتباس صوته، كما كان يسعد بزيارة المقربين منه، وآخرها حين زارته يسرا والفنانة شيرين والأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما.

كرمه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 2005، وظل بعدها سنوات ينتظر تكريما يليق به فى عدد من المهرجانات السينمائية، إلى أن اضطر «جميل» الشهير بالدكتور مفيد أبوالغار- أقرب أدواره إليه- أن يرفع «الراية البيضاء» فى مواجهة انتظار التكريم اللائق أواخر أيام حياته.

####

فى آخر حوار له بـ«المصرى اليوم»:

أرفض الرقابة.. والفن يجب أن ينعم بالحرية

فى حواره مع «المصرى اليوم» قبل أسابيع من رحيله، طالب الفنان القدير جميل راتب بالاهتمام بالثقافة، خاصة من جانب الفنانين أنفسهم، وتابع: «يجب أن تهتموا بها، سواء فى إطار عام أو فيما يتعلق بالسينما، معظم فنانى جيلنا ينعمون بالثقافة، وأفلامهم كان لها مضمون اجتماعى وإنسانى وأحيانًا سياسى، والسينما وسيلة يتعرف من خلالها الجمهور على الحالة الثقافية فى بلاده، وبالتالى يجب أن يكون صُناعها حاليا على قدر من الاطلاع والمعرفة».

وأضاف «جميل»، خلال حواره، أن «هناك كثيرا من الشباب فى الوقت الحالى موهوبين، ولكن لا أعتقد أن هناك من يشبهنى، فلى شخصيتى فى التمثيل، ورأيى أن الممثل الذى يحاول تقليد غيره فهذا دلالة على ضعفه، وأرى أن أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وخالد النبوى ومنة شلبى ونيللى كريم من أفضل الممثلين الحاليين.

وأشار إلى أنه يتابع السينما من خلال التليفزيون، لعدم استطاعته صحيا الذهاب الى السينما، وأعجبه فيلمى «هروب اضطرارى» لأحمد السقا و«الخلية» لأحمد عز.

وأكد أنه ضد الرقابة فى المطلق، لأن الفن والتعبير يجب أن يتمتعا بالحرية، مشددا على تأييده التصنيف العمرى للأفلام والمسلسلات، لأن بعضها قد لا تكون رسائلها وأفكارها مناسبة للأطفال فى سن معينة وقد تُفهم بشكل خاطئ، وطالب بأن يكون الباب مفتوحا أمام كل الأفكار والقضايا بعيدًا عن التابوهات.

وحول موقفه من كتابة مذكراته، قال: «لم أفكر إطلاقًا، لأننى لا أفضل أن أتحدث عن نفسى، ولكن يسعدنى حينما أقرأ مقالا أو أستمع إلى رأى عن مشوارى على مدار سنوات طويلة، وهذا يكفينى».

واعترف «جميل» بأن هناك بعض الأعمال الضعيفة التى قدمها خلال مسيرته، وتابع: «قبلت أفلاما فى بعض الأوقات لحاجتى للعمل، وقدمت أدوارا لا أفضل أن أجسدها، ولكن بعد ذلك قدمت أعمالا مهمة ابتداءً من فيلم (الصعود إلى الهاوية) الذى غيّر نظرة المنتجين والجمهور عنى، ومن بعده قدمت أدوارا وشخصيات متنوعة، وكنت أبحث دائما عن الشخصيات البعيدة عنى تماماً وأستمتع بها، وأتذكر مسلسل (الراية البيضاء) من أنجح أعمالى، وشخصية د. مفيد أبو الغار كانت قريبة منى جدًا، ولم أجد صعوبة فيها، ومن أحب الأدوار والشخصيات إلى قلبى فيلم (البداية) و(الصعود إلى الهاوية) والفيلم التونسى (شيش خان) وفيلم (الكيف) رغم أننى لم أفهم سبب نجاحى فى هذا الدور، وحينما عرضوا علىّ الشخصية ترددت لأننى لم أتفهم كثيرا ألفاظ الفيلم».

وكشف «جميل» عن الشخصية التى حلم بتقديمها: «كنت أتمنى تجسيد شخصية جمال عبدالناصر، لكن هذا الدور لا يناسبنى، ولم أكن مقنعًا فى تجسيده».

####

ذهب إلى باريس من أجل الدراسة فعمل «شيالاً»

«عندما يؤدى دوره على الخشبة فى مسرحية (الوريث) فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوى وعينيه الحادتين»، هى الجملة التى نشرتها إحدى الصحف الفرنسية، فى تقرير لها، حول مشاركة الفنان جميل راتب فى مسرحية «الوريث»، وهو أمرٌ يعتبر نادر الحدوث فى أن يتمتع ممثل عربى بهذا الاهتمام فى الأوساط العالمية. الغريب هو أن جميل راتب بدأ رحلته الفنية من باريس واستمر لـ28 عامًا هناك، ثم أكمل مشواره فى مصر، وهو عكس جميع الممثلين المصريين الذين يلتمسون طريق الشهرة من الداخل، ثم تنتقل مجموعة ضئيلة منهم إلى العالمية، مثل عمر الشريف وخالد النبوى وعمرو واكد. إلى باريس سافر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ما ساعده على دخول الوسط الفنى، لأن الاهتمام بالنشاط الفنى والأدبى ازداد فى تلك الفترة.

وكان هدف السفر كما أرادت أسرته هو دراسة الحقوق والسياسة فحسب «القرار فى العيلة إنى ما اشتغلش فى التمثيل خالص، يعنى كان بالنسبة لهم عيب». وبدأ «جميل» عمله كممثل فى باريس، وفور علم أسرته بالأمر قطعوا عنه مصروفاته المالية، وهو ما دفعه للعمل بجانب دراسته فى المعهد «اضطريت أشتغل كومبارس، وأشتغل مترجم أحيانًا، وفى القهوة جرسون، وشيال فى سوق الخضار»، موضحًا أن دخوله هذه المجالات سمح له بالتعرف على أناس لم يكن يتعامل معهم فى حياته العادية. وشارك جميل فى مسرحيات عالمية فى باريس، منها 5 أعمال لـ«شكسبير»، وأعمال أخرى لكلٍ من «راسين»، و«كورناى»، و«موليير»، وشارك مع فرقة «كوميدى فرانسيس» الشهيرة فى بعض العروض، وأضاف: «أول مرة لما شفت اسمى على أفيش فى فرنسا كان يوم كبير بالنسبة إلىَّ». السمعة الطيبة لـ«جميل» فى الفن العالمى دفعت كلًا من تونس والمغرب والجزائر لأن يطلبوه للعمل فى بعض الأفلام فى تسعينيات القرن الماضى، منها أفلام «كش ملك»، و«شيشخان»، و«ليلة القدر»، وكذلك تكريمه من «معهد العالم العربى» فى باريس.

####

الابن الروحى هانى التهامى: تكريمه فى مصر ظل الأهم

هانى التهامى، 40 عاماً، مدير أعمال جميل راتب، وبمثابة المتحدث الرسمى باسمه فى السنوات الأخيرة، كما يمكن اعتباره مخزن أسرار الفنان الراحل بحكم العلاقة القوية التى كانت تجمعهما، والتى تواصلت على ما يزيد على ١٥ عاماً، حتى إن البعض كان يظن أنه نجله، بينما يؤكد هو- فى كلماته- أن جميل راتب «الأب والصديق والمَثَل الأعلى»، للدرجة التى دفعت الشاب إلى البكاء بحرقة، فى آخر ظهور له عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أثناء تأكيده خبر رحيل الفنان القدير عبر بث مباشر.

وكان «التهامى» فى السنوات الأخيرة حلقة الوصل بين جميل راتب وجمهوره ووسائل الإعلام فى السنوات الأخيرة، وعن طريقه يخرج أغلب التصريحات التى ينقلها عن الراحل، ويعلق بدلاً منه على بعض الأحداث والوقائع المتعلقة بـ«جميل»، ومع الوقت بدأت وسائل الإعلام تعتمد عليه فى التعرف على آخر تطورات الحالة الصحية للفنان، وآخر آرائه فى أى حدث له علاقة بالفن والسينما، وأحياناً بعض الأحداث السياسية والمهمة فى مصر، كما ترتب من خلاله مواعيد اللقاءات التليفزيونية والحوارات الصحفية مع الفنان.

وكشف هانى التهامى مدير أعمال الفنان الراحل جميل راتب فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أنه كان فى الأيام الأخيرة دائم الطلب بأن يتحدث إلى عائلته، وأصحابه وكان سعيدًا بكل من زاروه، لافتًا إلى أنه كان لديه إحساس بقرب وفاته.

وأضاف أنه كان يشغله مؤخرًا فكرة المرض، وكان دائم التفكير فى تداعياته عليه، مشيرًا إلى أن علاقته به بدأت منذ عام 2003، ومنذ تلك اللحظة لم يفترقا حيث كان يعتبره كابنه فكانا دائمًا ما يخرجان سويًا ويجده فرحًا بذلك فى كافة الأماكن التى كانا يترددان عليها فكان هناك دائمًا لغة مشتركة بينهما حتى إنه يحس بما يريده من وجهه بدون أن يتحدث.

وتابع: كان من آماله أن يقوم بعمل الفيلم الذى كان مرشحًا له ولكنه للأسف لم يحالفه الحظ، ولكن سأقوم بذلك واستكماله بإذن الله حتى أحقق ما تمناه.

وعما كان «راتب» راضيًا عن التكريمات التى حصل عليها، أوضح التهامى، أنه على الرغم من سعادته أنه حصد العديد من التكريمات من دول كثيرة مثل فرنسا، وتونس، ودول أخرى لكن ظل تكريمه من مصر هو الأهم، والذى انتظره طويلاً ولم يحدث حتى وافته المنية، لافتًا إلى أنه إذا كان حدث ذلك قبل وفاته كان سيسعد كثيرًا.

####

«أنطونى كوين» بكى على كتفه بعد اغتيال «كينيدى»

قلّما يبدأ فنان مصرى مشواره فى أوروبا وتُسند إليه أدوار بمساحات واسعة ويشارك فى أعمال كثيرة ويحقق شهرة ويعقد صداقات مع النجوم اللامعين على مستوى العالم دون أن يخطو خطوة واحدة داخل بلده الأم، وهو ما تفرد به جميل راتب عن غيره من زملائه داخل الوسط.

خلال تلك الفترة، تعرف جميل راتب على الفنان أنطونى كوين، حينما عمل الثنائى فى فيلم «لورانس العرب» فى أوائل ستينيات القرن الماضى، حتى كان التفاهم الشديد هو سمة علاقتهما التى امتدت لسنوات عدة، وقف فيها كل منهما إلى جانب الآخر فى الشدائد.

مر «جميل» بحالة سيئة فى فرنسا بعد انتهاء تصوير «لورانس العرب»، ولم يكن مرتبطا بأى عمل جديد يشارك فيه، وقتها راسله من إيطاليا «أنطونى»، مخبرًا إياه عن انضمامه لطاقم عمل فيلم «زيارة السيدة العجوز»، لكن ما إن علم بحاله حتى أبلغه بأنه سيرسل إليه تذكرة الطيران ليلحق به إلى روما، ويجسد أحد أدوار العمل.

على جانب آخر، تمتع «أنطونى» بعلاقة طيبة مع الرئيس الأمريكى الراحل جون كينيدى، والذى تزامن وقت اغتياله مع تصوير أحد المشاهد، وعن تلك اللحظات يروى «جميل»: «كان عنده مشهد مهم هيمثله، جالى المخرج قاللى خليك جنبه عشان عنده مشهد بعدين قول له».

خرج «أنطونى» من غرفته متوجهًا لأداء المشهد، وأثناء سيره استمع إلى أحاديث العاملين عن تعرض «كينيدي» لاعتداء، وقتها توجه إلى «جميل» وسأله عن حقيقة الأمر، ليخبره الأخير بأن الرئيس تعرض لجروح.

انتهى «أنطونى» من تصوير المشهد وتوجه مجددًا إلى «جميل»، ليسأله: «هو مات؟»، وما إن سمع الرد بالإيجاب حتى عاد مسرعًا إلى غرفته ورفض دخول أى من طاقم العمل إليه، بمن فيهم المخرج نفسه. توجه «جميل» وطرق الباب بناءً على طلب فريق العمل، نزل فى عربيتى وبكى على كتفى.. حسيت ساعتها إنى بقيت عنده صديق وغالى».

####

«الثقافة»: عقد المبدعين ينفرط..

والسفارة الأمريكية: «نتذكره من لورانس العرب»

«إن حبات عقد المبدعين والعظماء من زمن الفن الجميل تنفرط، ليرحل إحدى العلامات البارزة فى تاريخ السينما المصرية، رحل بجسده لكنه يبقى دائمًا خالدًا بأعماله فى ذاكرة الفنون»، بهذه الكلمات نعت د.إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، الفنان الراحل جميل راتب، لتستهل كلمات مؤثرة فى وداع ورثاء واحد من أكثر النجوم موهبة، فنعته نقابة السينمائيين «افتقدنا نجما كبيرا قدم إسهامات لا تنسى فى إثراء السينما المصرية والعربية، بل والعالمية، عبر أعمال متميزة وجديرة بالتقدير، وكذلك إسهاماته الدرامية التى كانت دائما ما تطرح القيم عبر موهبته الفذة فى فنون أداء الممثل، وهو ما يجعل كل ما قدمه من أعمال فنية محفورا بالذاكرة والوجدان»، ونعته غادة والى، وزيرة التضامن: «كان خير سفير لمصر فى الداخل والخارج على مدار أكثر من نصف قرن، وتخطت أدواره الفنية حدود الوطن للعالمية».

وتقدمت السفارة الأمريكية بالقاهرة بنعى رسمى على حسابها الرسمى على «تويتر»، بالإضافة إلى عمله الاستثنائى فى السينما المصرية، يتذكره الأمريكيون باعتزاز من دوره فى فيلم لورانس العرب».

ورثا إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، الفنان الراحل جميل راتب، واصفًا مسيرته الفنية الطويلة، والتى بدأت فى مصر ووصلت للعالمية، بينما وصفته الفنانة زينة بأنه «قيمة فنية كبيرة ومدرسة فى التمثيل». ووصف المخرج محمد فاضل، الفنان الراحل بأنه مثقف وصاحب شخصية متفردة، حيث إنه استطاع بعدما عاد من فرنسا عام 1974 أن يوجد لنفسه مكانا خاصا به فى الدراما التليفزيونية المصرية خاصة، وتابع لـ«المصرى اليوم»: معًا فى عدة أعمال، منها «أحلام الفتى الطائر»، «نجم الموسم»، «صيام صيام»، «وقال البحر»، إلى أن عملنا فى «الراية البيضا»، وهو من الفنانين الذى كنت أستريح معهم فى التعامل، وعلى الرغم من أنه عاش فى فرنسا مدة طويلة، لكنه كان أول الملتزمين فى الكواليس.

وقال الفنان محمد صبحى: «جميل راتب أبى الحبيب وصديقى الحميم وفنانى المفضل، عرفته إنساناً وفناناً عظيماً لم يأخذ حقه، وربما بذهابه يتذكرون تكريمه الحقيقى، رحل ومعه أطيب سيرة وأعظم تاريخ وإنجاز إنسانى، ولا متعة للفن بعده».

ونعته الفنانة هند صبرى قائلة: «كان لى شرف العمل معه فى (جنينة الأسماك)، رقى وبساطة وإتقان وثقافة، من الفنانين النادرين الذين تحدوا الحدود وعملوا مع مخرجين عرب وعالميين، وبلغات ولهجات متعددة»، وذكرت الفنانة التونسية درة فى تصريحات لها: «لن أنسى أول لقاء معه، وكنت فى بداياتى فى فيلم (الأولة فى الغرام)، وكم كان متميزا وكبيرا ومتواضعا وخلوقا وعاشقا للفن»، وتحدثت الفنانة رشا مهدى عن مشاركتها فى أحد أعماله «كنت محظوظة إنى عملت معه فى أول مشوارى بمسلسل (مسألة مبدأ)، وكان المعلم الفنان المثقف الذى يضيف لأى عمل وأى مشهد وأى ممثل يقف أمامه، كلنا تعلمنا منه الكثير».

المصري اليوم في

20.09.2018

 
 

جميل.. «الجميل»!

طارق الشناوي

ظللنا نتابع على (الميديا) خبر رحيله، ثم نتابع بسعادة خبر تكذيب الخبر، هذه المرة مع الأسف لم يتم التكذيب.

كانت آخر أمنياته أن يلقى تكريما فى بلده مصر، بأعلى الأوسمة، التى يستحقها، مثلما كرموه فى تونس وفرنسا.

آخر مرة رأيته فى ندوة قبل ستة أشهر أقيمت له فى مهرجان الأقصر، اعترف، فى الحوار المفتوح، بأنه كثيرا ما شارك فى أعمال متواضعة بسبب احتياجه المادى، فهو لا يخجل من ذكر الحقيقة، إنسان لديه متطلبات معيشية يجب أن يفى بها، ليس هذا قطعا مبررا لكى يقبل الفنان أداء أى دور، ولكن يحسب لجميل شجاعة الاعتراف بالخطأ بعد أن أصبحت الفضيلة الغائبة ليس فقط فى الفن، بل فى كل مظاهر الحياة.

جميل راتب منحته تونس، قبل أقل من عامين، أرفع أوسمتها التقديرية (وسام الجمهورية من الطبقة الأولى)، جاء للاحتفال على كرسى متحرك، ووضع الوسام على صدره الرئيس التونس السبسى، الذى يولى اهتماما كبيرا بالفن وبالإبداع، لم يكرم فقط جميل عن أفلامه المصرية أو حتى الفرنسية، ولكن من المعروف أنه شارك فى أكثر من فيلم تونسى أشهرها (شيشخان) وتحدث فيه بطلاقة باللهجة التونسية.

جميل يحمل ثقافة أجنبية مغايرة فى التعامل مع الحياة الفنية، وهى نفسها التى كان يحملها أيضا عمر الشريف، فهو يقول الحقيقة بلا تزويق ولا حتى تبرير، ليس لديه أدنى حاجة أن يضيف شيئا لتجميل العبارة، بينما ستجد أننا نُهدر طاقتنا فى تجميلها.

تعودنا من فنانينا على الكذب، وتعودت صحافتنا وإعلامنا على ستر هذه الأكاذيب، بطبقة من السُكر، بحجة أن الناس تبحث عادة عن وجه مثالى.

جميل راتب هو أحد ملوك فن الأداء فى المساحات الدرامية القصيرة، التى أتيحت له، ومع مرور الزمن تنصفهم الأيام، مثلما انحاز الزمن إلى عبدالفتاح القصرى وزينات صدقى وزكى رستم واستيفان روستى ومحمود المليجى وتوفيق الدقن وغيرهم، رغم أنهم لم يكونوا يوما ممن تتصدر أسماؤهم الأفيشات والتترات، وأظنه سينحاز أيضا فى القادم من السنوات إلى الجميل... جميل راتب.

جميل لم يعرف البطولة إلا مع السينما التونسية، وأيضا فى الدراما التليفزيونية، تكتشف أن أهم دور لعبه، فى (الراية البيضاء)، وكما أشار محمود مرسى إلى أنه رشُح أولا لبطولة المسلسل، إلا أنه قال للمخرج محمد فاضل إن الدور ينادى صاحبه، وصاحبه بلا منازع هو جميل، والذى قال إنه برغم أن بعض الكلمات المغرقة فى شعبيتها والتى كان الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة يوظفها فى الحوار وجميل لم يكن يُدرك تماما معناها، إلا أنه تمكن من السيطرة على ما هو أهم من بعض المفردات، وهو روح الشخصية.

جميل كان الترشيح الثالث للدور، كانت المحطة الثانية لفاضل بعد اعتذار مرسى، إسناد شخصية (مفيد أبوالغار) لكمال الشناوى، وعندما اعتذر لم يجد سوى جميل، فكان أهم أدواره على الشاشة الصغيرة. على المقابل أذاع جميل راتب سرا أنه كان المرشح الأول لأداء دور «خالد صفوان» رجل المخابرات المسؤول عن المعتقلات والتعذيب فى حقبة الستينيات، إلا أنهم بسبب البحث عن اسم أكثر نجومية وقع اختيارهم على كمال الشناوى.

أحمد زكى، كما هو معروف، كان مرشحا لأول مرة للبطولة أمام سعاد حسنى، ولكن بسبب لونه الأسمر، اعترض الإنتاج، فأسند الدور إلى نور الشريف، كاد أحمد زكى أن يفقد حياته بسبب ضياع الدور،عندما أقدم وقتها على الانتحار، بينما جميل راتب تعامل مع الأمر كعادته بهدوء، هم يريدون نجما أكثر جاذبية على الأفيش، وكمال الشناوى يحقق لهم ذلك.

الكبار مع الزمن ينصفهم التاريخ، مهما ظلمتهم (الجغرافيا) وأعنى مكانتهم على الخريطة الفنية، التاريخ لا يعرف سوى الجمال الفنى، وجميل اسم على مسمى، جميل (الجميل)!

المصري اليوم في

20.09.2018

 
 

التاريخ يقول: «جميل راتب.. لم يرفع الراية البيضا»

حازم صلاح الدين

فى عالم الفن تمر أساطير وفنانين عظماء لا يمكن للتاريخ نسيانهم ولا للجماهير كذلك، وبكل تأكيد من بين هؤلاء الفنان الكبير جميل راتب الذى استيقظنا صباح الأربعاء على خبر وفاته عن عمر يناهز الـ92 عامًا، فمشواره الحافل فى السينما والدراما والمسرح داخل وخارج مصر جعله فى مصاف الصفوف الأولى عالميًا، فقد أصبح هو الرمز بالنسبة للكثير من الممثلين العرب الذين تطلعوا إلى طموح العالمية، فمن لا يستطيع تذكر أدواره فى أعمال مثل «الكيف» و«طيور الظلام» و«الراية البيضا» و«يوميات ونيس» وغيرهم.

«لم أستمتع كثيرا بالتمثيل فى مسلسل الراية البيضا لأن شخصية مفيد أبو الغار قريبة منى فى الحقيقة، فأنا أعشق الأدوار البعيدة من شخصيتى حتى أستطيع البحث والتفكير»، كان هذا تصريحا سابقا أطلقه جميل راتب، وإن دل ذلك على شيئًا فيدل على مدى عشقه لفكرة الفن فى حد ذاتها، فعلى الرغم من أن هذا الدور يعد أحد أهم الأدوار التى جسدها، تجده بالنسبة للفنان الكبير مجرد دور عادى، وأعتقد أنه وفقًا لنظريته فإن دور مثل «البهظ بيه» فى فيلم «الكيف» لعب دورًا كبيرًا فى التأكيد على نجاح هذه النظرية، خصوصًا أنه جسد شخصية مختلفة تمامًا عن شخصية الرجل الأرستقراطى التى تتماشى بطبيعة الحال معه، فقد تألق بشدة فى تجسيد تاجر المخدرات بشكل عبقرى.

إذن التاريخ يقول: «جميل راتب من أعظم الفنانين على مر الزمان»، ولذلك فرجل كهذا يجب أن نعرفّه لمن لا يعرف، خصوصًا أن أبناء الجيل الحالى لا يعرف الكثير عن الأساطير القديمة فى كل مجالاتنا سواء بالفن أو الرياضة أو السياسية أو الاقتصاد وغيرهم، وذلك طبعًا كما أكدت فى أكثر من مقال سابق، بفعل فاعل اسمه «التطور التكنولوجى» الذى اغتصب الأفكار وحب المعرفة والقراءة والبحث عن الحقائق من مصدرها.

####

جميل راتب الذى لم نعرف ديانته إلا بوفاته

وائل السمرى

«لست سعيداً ولكننى راضى، فحياتى التى عشتها أحببها، لكن حياتى التى أعيشها الآن راضى عنها»، هكذا عبر الفنان الكبير جميل راتب الذى رحل أمس، عن موقفه من الدنيا فى زمن تكالبت عليه أمراض الشيخوخة، وتزاحمت من حوله أقراص الدواء، لكنه مع هذا كان قادرا على الضحك والإضحاك، لا يتردد فى ذكر النكات، تخبرك ملامحه بأنه «جميل» حقا، راضيا مرضيا، فيلسوفا كامنا، له وجه نظر فى الحياة، ويطبقها، له موقف من الصراعات والأزمات والاشتباكات، لكنه لا يحب الدخول فى غمارها، رجل جميل من زمن جميل، جميلا عاش وجميلا مات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فى حياته كان مستقلا عن التعصبات والانحيازات العمياء، سخر من داخله عندما تساءل الناس عن ديانته حينما كان الإعلان عن الديانة أشبه بإقرارات محاكم التفتيش، رفض ذلك الضغط المجتمعى للإعلان عن الدينا، مؤكدا أن ديانته الإنسان هى سلوكه، رفض أن يتاجر بإعلان ديانته ليكسب جماهيرية هنا أو شعبية هناك، رفض أن يكون مثل الراقصة التى تستعد لجنى «النقوط» بلحم فخذيها بينا الـ«ما شاء الله» تهتز بين نهديها، رفض أن يتحول إلى أحد أفراد القطيع الذين يحملون راية الدين، وهم فى الحقيقة أبعد ما يكونون عن روحه وسماحته وفضائله.

مات جميل راتب وشيعت جنازته من الجامع الأزهر، وعرف الجميع أنه «مسلم»، لكنه كان يعرف الإسلام فى داخله تعريفا خاصا ينبع من نصوص الإسلام ومكارمه، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمسلم هو المسالم المؤمن الراضى، والمسلم هو الجميل العفوف الرحيم الرؤوف، والمسلم هو المجتهد الحالم والمناضل المستكفى، والمسلم هو الشجاع فى وقت يجبن فيه الآخرون، والقابض على مبادئه فى وقت يبيع فيه الآخرون، والمخلص لأحلامه وأحبابه فى الوقت الذى يخون فيه الآخرون، وهكذا هو جميل راتب، وهكذا عاش وهكذا مات.

بموت جميل راتب ماتت قطعة من تلك العبقرية الإنسانية التى تكتفى بإنسانيتها عن تعصباتها وتحيزاتها، رحلت قيمة من قيم الاستقلال النفسى والوجدانى التى لا تخضع لضغط ولا تستجيب لابتزاز، رحلت روح طيبة تكفى خيرها شرها، وتوقن من أن جمالها ينبع من سماحتها فحسب.

اليوم السابع المصرية في

20.09.2018

 
 

أسامة كمال يكشف حقيقة جنسية والدة جميل راتب

كتب أحمد سامح

نعى الإعلامى أسامة كمال، الفنان الراحل جميل راتب، الذى أقيمت جنازته اليوم من مسجد الأزهر الشريف، قائلاً: "الجميل أوى الفنان جميل راتب، والذى لم أشرف بلقائه له فى قلبى رصيد حب كبير".

وأكد أسامة كمال خلال تقديمه برنامج "مساء DMC"، أن الفنان جميل راتب لم يلتفت إلى ما كان يقوله الجهلاء عن ديانته، ولكن خروج جنازته من الأزهر حسمت كل هذه الاقاويل والشائعات، مشيرًا إلى أن والدة جميل راتب لم تكن فرنسية الجنسية كما روج البعض، ولكنها سيدة صعيدية، وهى ابنة شقيق المناضلة "هدى شعراوى"، متابعاً: "جميل راتب رغم تكريمه أكثر من مرة إلا أنه لم يلق ما كان يستحقه كفنان عظيم وإنسان بسيط.. ووصيته كانت عدم إقامة عزاء".

####

هذا ما قاله مدير أعماله.. جميل راتب عمره ما كان إخوان ونزل فى 30 يونيو

كتب محمد تهامى زكى

أكد التهامى هانى، مدير أعمال الفنان الراحل جميل راتب، أن الفنان القدير لم ينتمى مطلقا لجماعة الإخوان المسلمين، مطالبا عدم المتاجرة

وقال هانى: "جميل راتب عمره ما كان إخوان ولا كان معاهم، جميل راتب كان مع مصر وبيحب شعب مصر والناس الغلابة الذى كان قريبا منهم ويعطف عليهم إنسانيا، وكان نفسه مصر تطلع للأمام دائما".

وأضاف هانى: "نزلنا فى 30 يونيو، فمحدش يتاجر باسمه ويقول إنه كان مع الإخوان، وكان مش مسيحى لأنه اسمه بالكامل جميل أبو بكر السيد محمد راتب".

رحل الفنان جميل راتب، عن دنيانا صباح أمس، الأربعاء، عن عمر ناهز الـ 92 عاما، بعد صراع مرير مع المرض فى سنواته الأخيرة، وشيعت جنازته من المسجد الأزهر الشريف، وتميز الراحل بمسيرة عطاء فنية كبيرة، على مستوى الدراما والسينما والمسرح.

####

هل منح الرئيس الفرنسى السابق "فرانسوا ميتران" وسام الدولة لـ جميل راتب؟

عماد صفوت

عاش الفنان الراحل جميل راتب حياة بالغة الخصوصية، فهو ابن لأسرة أرستقراطية معروفة فى النضال السياسى فى ثورة 19 المجيدة، وعمة والدته السيدة هدى شعرواى رائدة  الحركة النسائية فى مصر، وعندما قرر جميل راتب أن يلتحق بالفن، اعترضت أسرته الثرية، وقررت إرساله إلى باريس ليتفرغ لدراسة السياسة هناك، إلا أنه ناضل من أجل حلمه والتحق بمعهد التمثيل، وعلى إثر ذلك رفضت عائلته أن تمد له يد العون، وبالتالى قرر أن يعمل "شيال " فى بعض الأسواق وبعض المطاعم فى فرنسا،  وحسب مقولة "ما احوجنا أن نتعلم كيف نصبر ونتعلم عندما تبخل الطبيعة بالعطاء"، يدخل راتب بعدها عالم الشهرة عبر البوابة العالمية من فرنسا، ويمنحه الرئيس الفرنسى "متيران" وسام الدولة.

وأكد الفنان الكبير الراحل جميل راتب فى إحدى اللقاءات التليفزيونية، أنه كان يعانى من الخجل والانطوائية أثناء دراسته الإبتدائية، مشيرا إلى أنه لم يكن تلميذا "بليد" لكنه كان غير مهتم فى البداية، موضحاً  أن والده كان وطنى للغاية، وأصرعلى دخوله مدارس حكومية مصرية، وكانت مدرسته "الأورمان الابتدائية، ثم بعدها مدرسة الإبراهيمية الثانوية.

وأوضح أن عائلته كانت تتحدث باللغتين الفرنسية والعربية بينهم فى المنزل، وهو ما جعله يتحدث العربية بطلاقه أثناء تمثيله فى مصر ، مشيرا إلى أن الصدق فى حياته جعله رجلا حرا وذا رأى، رغم أنه تعرض للضرر عندما كان يبوح بما فى صدره .

وأشار جميل راتب، أنه  تعلم الكثير عندما نزل إلى محيط العمل فى الأسواق والمطاعم وارتباطه بالطبقة العاملة الكادحة فى هذا الوقت، وذلك عندما قررت عائلته أن تقطع عنه "الفلوس"، حيث عبر عن سعادته أنه كون حياته الثقافية والفنية والحياتيه والإنسانية عندما أصر على النزول إلى العمل مباشرة، ولم يضيع وقته.

وفى نهاية حديثه، أكد أن الفنان لديه رسالة حقيقية ومهمة صعبة فى المعرفة والثقافة للمجتمع، ويجب أن يعى كل ممثل أنه يعلم أجيال من خلال ما يقدمه على الشاشة، كذلك يجب أن يتحمل المسئولية.

####

شاهد.. محمد صبحى يسترجع ذكرياته مع جميل راتب فى "يوميات ونيس"

سارة صلاح

استرجع الفنان محمد صبحى ذكرياته مع الفنان الراحل جميل راتب، خلال كواليس تصوير أحد مشاهد مسلسل "يوميات ونيس".

ونشر محمد صبحى مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، خلال تصوير أحد المشاهد مع الفنان الراحل جميل راتب فى مسلسل يوميات ونيس، ولم يتمالكا نفسيهما من الضحك، حيث استغرق تصوير المشهد وقتا طويلا بسبب الكوميديا التي جمعتهما، وأعاد المخرج تصويره أكثر من مرة"، وكتب صبحى على الفيديو قائلا، "وداعاً جميل راتب أضحكتنا كثيراً يا أبو الفضل واليوم نبكيك".

ورحل الفنان جميل راتب عن عالمنا أمس، الأربعاء عن عمر 92 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

####

ليلى علوى ناعية جميل راتب: كان أب حنون للجميع

كتب إبراهيم حسان

قالت الفنانة الكبيرة ليلى علوى، إن الفنان الراحل جميل راتب كان من أقوى الممثلين المخضرمين فى الوسط الفنى.

وأضاف ليلى علوى، فى مداخلة هاتفية لفضائية روسيا اليوم، أن الفنان الراحل كان يتقمص كل الشخصيات المطلوبة منه بحرفيه، وبشكل منفرد وصادق وطبيعى يمكن تصدقيه بمجرد رؤيته سواء فى الدراما أو السينما أو المسرح، هذا بجانب "الحنان" الذى كان يتميز به، وكان بذلك أب لكل الفنانون كبيرا وصغيرا.

وكشفت الفنانة ليلى علوى، عن زيارتها التى قامت بها إلى الفنان الراحل داخل المستشفى التى كان يرقد بها منذ ثلاثة أيام، موضحة أنه كان يحمل ابتسامة عريضة، وتابعت قائلة: "قلبه طيب ويارب يدخله جنته ويصبر كل اللى بيحبوه".

####

عائلة ونيس تنعى "جدو أبو الفضل"..

ريم أحمد: شخصيته الحقيقية تشبه دوره فى المسلسل.. هدى هانى: هو جدو الوحيد الذى أعرفه.. فادى خفاجة: استضافني فى منزله سنوات.. وسامح صفوت: كنت أتمنى تكريمه فى حياته

كتب حسن مجدى

بالنسبة لجيل كامل لا يمكن أن يمر اسم الراحل العظيم جميل راتب دون أن تمر فى العقول ملامح "جدو أبو الفضل"، هذا الرجل الذى عشنا معه سنوات طويلة من طفولتنا وشبابنا، بكل قدرته على تجسيد الدور ارتبطنا به مثلما ارتبطنا بأجدادنا بطيبتهم المطلقة وتسامحهم وحكمتهم الهادئة التى اكتسبوها من سنوات العمر الطويلة.

ببساطة كان يطل علينا يوميا وسط عائلة ونيس مع الفنان الكبير محمد صبحى ومجموعة الأبناء الذين تغيرت حياتهم بالكامل اليوم، ولكن ما زالت ذكريات "جدو أبو الفضل" عالقة فى أذهانهم مثلما هى مرسومة فى عقولنا جميعا، والفرق أنهم كانوا هم أبطال الحدث..

اليوم نتحدث مع عائلة ونيس عن ذكريات جدو أبو الفضل، حيث كشفوا لنا عن العديد من الأسرار، وعن أسرة أخرى موازية لأسرة المسلسل، كان هو فيها أيضا بطلا رئيسيا ومحورا للأحداث، وجدا حقيقيا للجميع يحمل على عاتقه مسئولية النصح والإرشاد وأيضا الدفاع عنهم ضد غضب الأب، إذا جاء من الفنان الكبير محمد صبحى، ذكريات كثيرة وأسرار أكثر ربما ستعرفونها لأول مرة من حكاوي عائلة ونيس عن "جدو أبو الفضل".

كانت الطفلة الأصغر فى العمل، يمكن أن نقول الحفيدة الشقية المدللة من الجد، هكذا شاهدناها فى العمل، ولكن ما لا نعرفه أن هذا أيضا كان الحال فى الكواليس مثلما تحكى ريم أحمد، أو "هدى" كما كنا نعرف اسمها فى المسلسل، وتقول لليوم السابع: "كان طول الوقت هو اللى بيدافع عنى حتى لو الأستاذ محمد صبحى زعل مني كان يدافع عنى ويقوله دية الصغيرة، ونصبر عليها".

وتروى ريم أنه كان سببا رئيسيا للبهجة فى المكان، خاصة حينما ينطق الكلمات العربية بلكنة فرنسية بسبب قضائه جزءا كبيرا من حياته فى فرنسا، وتتابع: "مهما اتكلمنا عن رقيه وحنيته صعب نقدر نوصفها".

سنوات طويلة قضتها ريم مع جدو أبو الفضل بين المسرح والتلفزيون، تروى عن اختلاف التعامل بين ريم الطفلة الصغيرة وريم الشابة وتقول: "لما كبرنا كان بيتعامل معانا كجنتل مان بمعنى الكلمة، وكان بشوش قوي، كنا عايشين فعلا كعيلة وكنا عايشين الإحساس ده وكان في فى شخصيته الحقيقية كتير من شخصية أبو الفضل وهو كان فعلا شخص مثالى ومحترم وبيحب الناس جدا".

وتتابع: "هيوحشنا آخر مرة شفته كانت فى الجزء السابع من يوميات ونيس، ولما شفته فى مسلسل بالحجم العائلى فرحت قوي أنه مهما كانت حالته المرضية صعبة كان عايز يشتغل وعايز يبقى متواجد ورغم سنه كان شغال لآخر وقت فى حياته".

"جهاد" هكذ كنا نعرف هدى هانى، الابنة الكبرى لونيس، وأيضا الحفيدة الكبرى لـ"جدو أبو الفضل"، ولكن لا نعرف أن هدى الحقيقية لم تعرف جدا حقيقيا سوى "جميل راتب" الإنسان، تقول: "لما جيت للحياة كان جدودي توفوا، ومعرفتش كلمة جدو إلا منه، كان هو جدو الوحيد اللى أعرفه".

تتابع بصوت يمتلئ بنبرات الحنين لسنوات ماضية: "كنت أول مرة أعرف يعني إيه جدو الحنين قوى اللى بياخد باله مننا كلنا، وكان لو في أي مشكلة مع أستاذ صبحى هو اللى بيتدخل وبيحل، وكان حد رقيق جدا من برة ومن جوة".. تتابع: "درجة حنيته كانت تصل حتى للحشرات، فهو كان يرفض أن يقتل أحد حشرة تمر ويقول "سيبوها تعيش.. وانتم لو نضفتم الأماكن اللى أنتو فيها هى مش هتجيلكم من الأصل".

العلاقة لم تنتهى بنهاية مسلسل ونيس كما تروى: "لما كبرنا كان أى حاجة أعملها حلوة يقولي عليها وأي مشهد حلو يعلقلي عليه وكان دايما يقول البنت دية حلوة قوى.. هو كان واخد الأخلاق العالية جدا من الفرنسيين مع الجزء الشرقى الحنين المتدين والجدع والطيب، فكان نموذج جميل بكل المقاييس".

فى الفترة الأخيرة ظروف المرض أبعدت الأستاذ جميل راتب عن الكثيرين، تتذكر آخر لقاء بينهما وتقول: "كان من 3 أو 4 سنين تقابلنا فى منزل الأستاذ صبحى وكان تعبان ومش قادر يتكلم"، وتنهى حديثها قائلة: "أن تهدى إنسان باقة ورد فى حياته خيرا من أن تضعها على قبره.. أنا مؤمنة بهذه المقولة ولكن الدنيا مع الأسف كثيرا ما تسرقنا من بعضنا والكلام الآن لم يعد له قيمة وكل ما بقى أن ندعو له".

فادى خفاجة "شرف الدين".. استضافني فى منزله سنوات حتى لا أرهق فى مشاوير المسرح والتلفزيون

حكاية أخرى وعلاقة من نوع خاص كانت تجمع فادى خفاجة أو "شرف الدين شرفنطح"، بجدو "أبو الفضل"، سامح كان لا يزال طفلا حينما انضم ليوميات ونيس، التى كانت تصور كمسلسل تلفزيوني وتقدم أيضا على المسرح، ولبعد المسافة بين منزله والمسرح والتلفزيون، كان جدو أبو الفضل يستضيفه يوميا فى منزله بين تصوير المسرحية والتلفزيون حتى لا يرهق، ويقول سامح لليوم السابع: "كان طيبا لدرجة لا توصف، وكان بمثابة الأب لنا جميعا، وكان كريما للغاية وخلال استضافته لى كان يصر أن نتناول الطعام معا".

ويتابع: نقدر نقول إنه كان برنس بمعنى الكلمة، فى يوم كنا فى الصحراء بنصور وبعدما أنهى مشاهده لم يكن هناك شيء لنجلس عليه، فأخرج مجموعة من الكراسى الفاخرة من سيارته كان ثمن الواحد منهم يتعدى الألف جنيه وهذا كان مبلغا كبيرا فى ذلك الوقت، وتركهم جميعا لنا ورفض أن يأخذهم وحتى الآن أحتفظ بهذا المقعد".

ويحكى شرف الدين بلهجة لا تخلو من الحنين:" فى هذا الوقت أيضا لم يكونوا يضعوا لنا كرافانات فى الصحراء فنحن لم نكن نجوم، وكان يقوم بتشغيل التكييف فى سيارته لأربع وخمس ساعات ويجعلنا نجلس فيها، وإذا قدموا له طعام مختلف عننا باعتباره نجما كان يرفض ذلك بشكل كامل، ويجمعنا فى حجرته ويطلب منهم أن يحضروا لنا نفس الطعام، كان إنسان ما بعد الإنسان وراجل دماغه حلوة وسخى وكريم جدا وعمر ما حد طلب منه حاجة ومعملهاش، وكان يفعل أشياء النجوم الذين يتقاضوا أجور أكبر منه لا يفعلوها معنا من حيث الكرم والجدعنة والطيبة".

سامح صفوت "عز الدين": كان جدى الحقيقى.. وهو الجميل اسما وخلقا وروحا

"عز الدين" هو الابن الأكبر الذى ارتبطنا به، أو سامح صفوت، الفنان والإعلامى، يقول إن الراحل الكبير جميل راتب كان بمثابة "الجد بجد"، وكان يجب أن يكرم فى حياته بالقدر الكافى، فمع الأسف نحن لدينا الكثير من النجوم والنجمات الذين لا يحظون باهتمام أو تكريم سوى بعد وفاتهم وهذا مؤلم.

ويتابع: "كان إنسانا قبل أى شيء، ففنه لا يمكن أن نجادل أو نتحدث بشأنه، ولكن على المستوى الإنسانى كان إنسانا لأبعد الحدود، أنا ربطتنى به علاقة خاصة وكنت أزوره دائما فى منزله فى الزمالك، ولم أعاشر جدى وأقضى معه وقت مثلما قضيت وقت مع الجميل جميل راتب، ولم أر إنسانا يجتمع الناس على حبه بتلك الطريقة غيره، وعلاقتى امتدت معه لأكثر من 22 سنة.. وهو الجميل اسما وخلقا وروحا وفنا وربى أجيال على جمال الخلق والروح".

####

قارئة تنعى جميل راتب برسم كاريكاتيرى .."وداعا أبو الفضل"

أحمد حربى

شاركت القارئة غادة مصطفى رسامة كاريكاتير وكوميكس، بصورة كاريكاتورية للفنان الراحل جميل راتب لتودعه بعد ساعات قليلة من وفاته.

وقالت غادة : "وداعا أبو الفضل تعلمنا منك كيف تكون العلاقة الناجحة بين الأب وابنه في أسرة ونيس، وداعا الجد والمربي الفاضل".

شاركونا فى تحرير المواد الصحفية بإرسال الصور والفيديوهات والأخبار الموثقة لنشرها بالموقع والجريدة المطبوعة، عبر خدمة "واتس آب اليوم السابع" برقم 01280003799، أو عبر البريد الإلكترونى

 send@youm7.com، أو عبر رسائل "فيس بوك"، على أن تُنْشَر الأخبار المُصَوَّرَة والفيديوهات باسم القُرّاء.

اليوم السابع المصرية في

20.09.2018

 
 

7 وجوه في رحلة جميل راتب: المثقف والثوري والأرستقراطي

حسام فهمي

وجه مألوف، رجل ولد وتربى وعاش في مصر، قبل أن يغادرها ويتجول في الدنيا كممثل رحالة، قبل أن يعود لمصر بعد نهاية مرحلة الشباب ليصبح وجهًا مألوفًا للمصريين في العصر الذهبي للتليفزيون والسينما، يحمل وسامة ويتصف بحسن الهندام، ولكنه يظل وجهًا مصريًا.

انتقل ببراعة بين الأداء بالعامية المصرية، العربية الفصحى، العامية التونسية، الإنجليزية، والفرنسية. ولكننا اليوم نركز في عرضنا لمسيرته على جانبها المصري، ما تأثرنا به وعاش معنا صغارًا وكبارًا.

حصره المخرجون المصريون لفترة طويلة في أدوار الشر، لكنه لم يكرر نفسه فيها، لكل منها بصمة خاصة، كما استطاع أيضًا أن ينتقل بين الفينة والأخرى ليؤدي أدوار الخير، وأدوارًا مركبة تجمع بين الجانبين أيضًا. فوجئ الكثيرون يوم رحيله بأنه مصري 100%، كما فوجئ الشباب بشكل خاص بأنه كان مثقفًا يساريًا وحاضرًا وبقوة في العديد من اللحظات الثورية.

اليوم نرصد معكم 7 وجوه في رحلة الفنان والمثقف المصري الكبير جميل راتب.

1. نبيهالا: الديكتاتورية وفانتازيا الواقع

في فيلم البداية للمخرج صلاح أبو سيف يؤدي جميل راتب دور «نبيل بيه»، رجل أعمال وصولي، يتحول لحاكم ديكتاتوري لدولة نبيهالا. نبيهالا دولة افتراضية أنشأها مجموعة من البشر على أرض جزيرة سقطت عليها طائرتهم، شارك جميل راتب في البطولة مع أحمد زكي ويسرا.

هنا يقوم جميل راتب بدور الديكتاتور في صورته الأنقى والأوضح والأكثر ذكاءً على مستوى الرمزية، في فيلم صلاح أبو سيف الذي بدأ بتنويه يخبرنا أن تشابهه مع الواقع مجرد محض صدفة وأن أحداثه مستوحاة من خيال صناعه، فيما تخبرنا تترات النهاية بأنه أحد أفلام مخرجه الواقعية.

الديكتاتور هنا يحمل إسقاطات على ديكتاتوريات مختلفة حكمت مصر، اشتركت جميعها في استغلال الدين والسيطرة بقوة السلاح، واختلفت طرقهم في الإيقاع بشعوبهم مستغلين في أغلب الأحيان جهل الطبقة العريضة منه.

جميل راتب المثقف المنتمي للحزب الشيوعي في فرنسا وحزب التجمع اليساري بصورته القديمة في مصر، كان مدركًا بالتأكيد لصورة المجتمع الإنساني الأولي الذي عرضه أبو سيف.

2. محمد نجيب: الديمقراطية في مواجهة ناصر

في فيلم جمال عبد الناصر للمخرج السوري أنور القوادري، نرى النسخة السينمائية الأقرب للحقيقة لما حدث بين اللواء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وبقية مجموعة الضباط الأحرار والذي نتج عنه عزل محمد نجيب عن الحكم عقب انقلاب 1952.

دور جميل راتب هنا ليس كبيرًا في مساحته على الشاشة، ولكنه مؤثر لدرجة جعلت مشهده الرئيسي أشهر من الفيلم نفسه، في مشهد المواجهة بين نجيب وناصر يصارح جميل راتب/ محمد نجيب بصوت حاسم بقية الضباط الأحرار بأن الأزمة الحقيقية تكمن في رغبتهم للسيطرة على الحكم، في رفضهم للديمقراطية وإيمانهم بالحكم بقوة السلاح.

يبدو المشهد وكأنه إعادة تمثيل لدوره في فيلم البداية ولكنه يبدل مكانه هذه المرة، فيصبح مدافعًا عن الديمقراطية بعد أن كان مهاجمًا لها وواصمًا للمدافعين عنها بالكفر. وكأن مصر تحت حكم ضباط يوليو، هي إحدى النسخ الواقعية لجمهورية نبيهالا.

3. البهظ بيه: الجوكر في مأساة الكيف

الشرير الأهم في رحلة جميل راتب، البهظ بيه، السيكوباتي منعدم الضمير والقيم والرحمة كما يصفه د. صلاح الذي قام بدوره يحيى الفني.

البهظ تاجر الكيف الذي ترقى في سلم الحياة من تجارة الشاي المخلوط بنشارة الخشب والدخان الرديء إلى تجارة المخدرات باختلاف أنواعها، يمثل خطوة جميل راتب التجسيدية الأبعد عن هيئته الحقيقية، بالإضافة بالطبع لدوره كسائق ميكروباص في فيلم عفاريت الأسفلت للمخرج أسامة فوزي.

يبني محمود أبو زيد وعلي عبد الخالق حكايتهم ذات القيمة الأخلاقية بشكل كبير على الرعب الذي يمثله البهظ بيه في أحداث الفيلم، البهظ هو الوجه المظلم لدنيا المخدرات، والذي يغري رواده في البداية بالنعيم ثم ما يلبث أن يظهر وجه الجحيم على يديه.

بنزعته الساخرة وحبه في إلقاء النكات التي يمزجها عادة مع عنف لفظي وجسدي، يبدو البهظ بيه كمعادل لشخصية الجوكر في الحكايات المصورة، ولكن بنسخة مصرية شعبية، كلاهما سيكوباتي وعنيف، كلاهما يريد تحويل خصومه لنسخه منه، كلاهما ينهى حديثه بجمل ساخرة. ستكون «لم كل هذه الجدية» في حالة الجوكر! وستكون «أنا سيكوباتي وأنت سرنجاتي» في حالة البهظ.

4. لطفي بيه: الشر الرأسمالي في مواجهة سنبل

في الجزء الأول من حكاية سنبل يظهر جميل راتب في دور لطفي بيه، رجل أعمال رأسمالي لا يؤمن بقيمة العمال ولا يفكر فيهم كبشر، يتعاطف سنبل الذي يعمل لديه كسائق من ابنه الأصغر ويتبرع له بكليته، يتنصل لطفي بيه منه عقب ذلك ويتهمه بالسرقة، ليبدأ سنبل في رحلة جمع المليون والانتقام من لطفي بيه.

بنيت حكاية سنبل إذن التي لاقت نجاحًا جماهيريًا باهرًا على علاقة التضاد بين سنبل العامل الذي لا يملك سوى عقله ويديه، ولطفي بيه الشرير الرأسمالي. مرة أخرى يقدم جميل راتب دور شرير طبقي تبرز في وجوده قيمة العدالة الاجتماعية الغائبة.

5. أبو الفضل جاد الله عويس: الأنا العليا الملهمة لونيس

مرة أخرى مع محمد صبحي وأحمد بدر الدين ولكن برفقة الكاتب مهدي يوسف، ولكن جميل راتب هنا على الطرف الآخر تمامًا، هنا جميل هو الخير والمثل العليا، الأب -أبو الفضل- الذي يستلهم منه ونيس كل ما يؤمن به، وكل ما سيستخدمه عقب ذلك في تربية أبنائه.

قدم جميل راتب برفقة ونيس دورًا ليس كبيرًا على مستوى المساحة ولكنه ظل حاضرًا طوال أحداث المسلسل بأجزائه المتعددة. أبو الفضل مثّل دائمًا الأنا العليا لهوية ونيس، جزء الشخصية الذي يدفعنا للمثالية طبقًا لنظرية فرويد، فيما يدفعنا الهو للغرائز والشهوات والرغبات المجردة، ويقف الأنا كونيس يحاول التوفيق بين الجهتين.

ونيس امتلك علاقة مميزة بوالده، لهذا يبدو قريبًا جدًا من الأنا العليا، ولهذا ظل يحاول في دفع أبنائه للتماهي مع نفس القيم، ونفس الكود الأخلاقي، حتى لو بدا قد عفا عليه الزمن.

6. الدون جيوفاني: خليط الحب والرعب من الأب الروحي

قد تبدو شخصية دون جيوفاني دولورينزي في «زيزينيا» أسامة أنور عكاشة، مستوحاة بشكل كبير من شخصية دون كوليورني من ملحمة العراب الأمريكية الشهيرة، لكن الحقيقة أن هذا الدور من أكثر أدوار جميل راتب طزاجة وتنوعًا.

هنا يقدم جميل راتب نسخة الدون الإيطالي/ المصري، في مقابل المرعب مارلون براندو في نسخته الإيطالية/ الأمريكية. نحن هنا لا نقارن بين النسختين ولكننا نوضح قدر اختلافهم، كما نعطى لجميل راتب حقه في تجسيد نسخة جديدة من شخصية مركبة.

ينتقل جميل راتب/ دون جيوفاني ببراعة شديدة بين جانب شديدة القوة والهيبة، رجل قوي وحكيم لا يتردد في استخدام العنف في إدارة شئون أسرته وعمله، وبين جانب أبوي شديد الطيبة في تعامله مع ابن اخته بشر صاحب النصف المصري والنصف الإيطالي، وبين جانب شديد الرومانسية في تعامله مع علاقاته النسائية.

هنا نرى رونق جميل راتب، ثقافته الغربية، مختلطة مع روحه المصرية، في التجسيد الأهم لشخصية أوروبية سكندرية في الدراما التليفزيونية المصرية.

7. د. مفيد أبو الغار: المثقف الأرستقراطي يدافع عن الجمال

الدور الأهم في جانب الخير في رحلة جميل راتب، جميل هنا يؤدي بسلاسة الشخصية التمثيلية الأقرب له، رجل أرستقراطي وسفير سابق يعود ليسكن منزله القديم ليدافع عن ما يمثله من قيمة فنية وتاريخية ضد هجمة الخواء والقبح التي احتلت مصر والتي لا زلنا نعيش تحت حكمها حتى الآن.

في مسلسل الراية البيضا يرصد أسامة أنور عكاشة تركز المال في يد طبقة من الجهلة شكلت غالبية الأغنياء الجدد، لم يعد التعليم وسيلة للترقي الطبقي وأصبحت الفهلوة والسبوبة هي الطريق الأسهل لجمع المال.

تمثل فضة المعداوي/ سناء جميل هنا الشر والقبح والهمجية، ويدافع د. مفيد/ جميل راتب عن قيم الحق والخير والجمال. مسلسل أنتج في نهاية الثمانينات ولكنه لازال حاضرًا بقوة في حياتنا اليوم، مع تصدر القبح للمشهد وتخلص مصر يومًا بعد يوم من تراثها وما تبقى بها من حق وجمال.

د. مفيد أبو الغار هو نصير الثوار المهزومين أيضًا، فجميل راتب الذي حذر ثوار يناير من ترك الميدان في فبراير 2011، هو نفسه د. مفيد الذي هون على صحبته حينما رفعوا الراية البيضاء، فقد حاولوا قدر استطاعتهم، ولم يرفعوها إلا مرغمين.

موقع "إضاءات" في

20.09.2018

 
 

جميل راتب يرفع «الراية البيضاء» ويرحل

فنانو مصر ينعون «شرير السينما الأنيق»

القاهرة: شيماء مكاوي

شيع نجوم الفن في مصر أمس، الفنان المصري الكبير جميل راتب من جامع الأزهر بالقاهرة، بعدما وافته المنية عن عمر يناهز الـ92 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. بعدما عاد من رحلة علاج في فرنسا، إلى مستشفى خاص بالقاهرة حتى غيبه الموت فجر أمس.

وشارك في جنازته عدد كبير من المواطنين والفنانين وأفراد عائلته، ونعته المؤسسات الثقافية والفنية المصرية وأشادوا بفنه «الراقي وأدواره المميزة».

وكشف هاني التهامي مدير أعمال الفنان الراحل أنه أوصى بعدم إقامة عزاء له، واقتصاره على توديعه إلى المقابر فقط.

ونعاه الفنان محمد صبحي، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وقال: «أبي الحبيب وصديقي الحميم وفناني المفضل، النبيل الخلوق الراقي... لقد عرفتك إنسانا وفنانا وأعلم كم كنت تحبني بصدق وتحترم عملي... إنك فنان عظيم، لم تأخذ حقك، ربما بذهابك يتذكرون تكريمك الحقيقي... وداعا ومعك أطيب سيرة وأعظم تاريخ وأعظم إنجاز إنساني... ابنك محمد صبحي أو (ونيس)».

ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، الفنان الكبير جميل راتب، وقالت: «إن حبات عقد المبدعين والعظماء من زمن الفن الجميل تتساقط، ووصفت الراحل بأحد العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية»، مضيفة: «إنه رحل بجسده لكنه يبقى دائما خالدا بأعماله في ذاكرة الفنون».

ونعى حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، راتب بقوله: «لقد فقدنا قيمة فنية كبيرة قدمت الكثير من الأعمال الفنية للشاشة الصغيرة بمختلف تنوعاتها».

مشوار جميل راتب الفني الطويل، دام لأكثر من سبعين عاما، قدم خلالها مجموعة متنوعة من الأدوار، فقدم أدوار الشر ببراعة حتى حصل على لقب «إمبراطور الشر السينمائي»، أو «شرير السينما الأنيق»، وقدم كذلك الأدوار الكوميدية، والأدوار الاجتماعية، والأدوار الرومانسية بكل تمكن وإبداع.

اتجه جميل راتب المولود عام 1926 للتمثيل مبكرا في السر، دون علم عائلته التي قررت قطع صلتها به بعد اشتغاله بالتمثيل في فرنسا، وتغلب على أزماته المادية بالعمل في مهن مختلفة للإنفاق على نفسه، بجانب التمثيل، حتى عمل مساعدا لمخرج فيلم «زيارة السيدة العجوز» لأنطوني كوين، والذي قام بتقديمه على المسرح فيما بعد بالاشتراك مع الفنانة الراحلة سناء جميل، وأخرجه وأنتجه الفنان محمد صبحي.

ويعد فيلم «أنا الشرق» أول ظهور سينمائي للفنان الراحل عام 1946 هو من بطولة الممثلة الفرنسية، كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن. وتنقل راتب بين مصر وفرنسا في حقبة الستينات، قبل أن يستقر في مصر في السبعينات، ويقدم دورا مميزا في فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذي كان بمثابة نقطة تحول رئيسية في مشواره الفني، حيث حصد عن دوره في هذا العمل، جائزة الدولة كأحسن ممثل دور ثانٍ، وتسلمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وشارك راتب في الفيلم الأميركي الشهير «لورانس العرب» بجوار الفنان عمر الشريف، إلا أنه لم يحقق العالمية التي حققها عمر الشريف، لكن المخرج صلاح أبو سيف رشحه عام 1975، للعب دور في فيلم «الكداب»، وبعدها قدم فيلم «الكيف» عام 1985، مع الفنان محمود عبد العزيز، والفنان يحيى الفخراني، والذي يعد من أهم أدواره، حيث أدى دور «سليم البهظ».

وفي عام 1994 بدأت رحلته مع مسلسل «يوميات ونيس» مع الفنان محمد صبحي، حيث قدم دور «أبو الفضل جاد الله» والد ونيس وحقق نجاحا كبيرا، وامتدت سلسلة «يوميات ونيس» لثمانية أجزاء.

بدورها قالت الفنانة إلهام شاهين لـ«الشرق الأوسط» عن ذكرياتها مع الفنان الراحل جميل راتب: «اشتركت معه في مسلسل أعتبره من أجمل الأعمال الدرامية التي قدمتها عبر مشواري الفني وهو (مسألة مبدأ) تأليف محمد صفاء عامر، وأول إخراج تلفزيوني للمخرج خيري بشارة، وكان يقوم بدور والدي، وكنت أشعر بأنه أب بالفعل، ولم أشعر بالغربة وأنا أمثل أمامه، كان إنسانا نقيا للغاية، بداخله طيبة وبراءة لم أشهدها من قبل، وبسيط جدا، وحالة إنسانية عالية للغاية».

وأضافت: «راتب كان ممثلا متمكنا من أدواته، فنان قوي للغاية، وفي مكان التصوير لا تشعر به من كثرة هدوئه، فهو هادئ الطباع ونادرا ما كنت أشاهده منفعلا، فقد كان صبورا جدا، ويحترم مواعيد التصوير الخاصة به». ولفتت: «كان نموذجا مشرفا لفنان يحترم فنه ويحترم الآخرين، سنفتقده كثيرا لكن تبقى أعماله خالدة حتى بعد رحيله».

وقدم راتب خلال مشواره الفني 7 أفلام فرنسية، وثلاثة أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك، كما قدم ما يقرب عن 67 فيلماً مصرياً، و55 عملا دراميا مصريا، ونحو 5 مسرحيات مصرية. وتظل أفلام «ولا عزاء للسيدات» و«البريء» و«البداية» و«طيور الظلام» و«الكيف»، من أبرز الأفلام التي شارك فيها، بجانب مسلسلات «الراية البيضاء»، و«الزوجة أول من يعلم» و«أحلام الفتى الطائر» و«رحلة المليون» و«زيزينيا» و«يوميات ونيس».

وكرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مجمل مشواره الفني في 2005 والمهرجان القومي للسينما المصرية في دورته العشرين عام 2016

من جهتها، قالت الفنانة سيمون لـ«الشرق الأوسط» عن الفنان الراحل جميل راتب: «هو أبي الروحي... اشتركت معه في مسلسل (عائلة شمس) وكان ذلك أول لقاء يجمعني به، وكان يلعب دور عمي الشرير الإسكندراني، وقدمت في هذا العمل دور أول طبيبة جراحة مخ وأعصاب، وقتها كنت صغيرة وكان هذا العمل أول بطولة فعلية لي». ولفتت: «خلال تعاملي معه في هذا العمل شعرت أنني أقف أمام أحد عمالقة الفن، واعتبر نفسي محظوظة بالعمل معه».

وتابعت سيمون: «عندما كنت أقف أمام جميل راتب لأصور مشهدا، كنت لا أشعر ببدايته أو نهايته من كثر متعة التمثيل أمامه، وبعد لقائي معه في (عائلة شمس) توطدت علاقتي به، وكنت أستمتع كثيرا بالمناقشات الفنية معه، حتى أقنعني بالتمثيل المسرحي وهو الذي عرفني بالفنان محمد صبحي، وهو الذي شجعني وتنبأ بموهبتي المسرحية، والتقينا معا في مسلسل «فارس بلا جواد» والكثير من الأعمال الأخرى، وكل ما يمكن أن أقوله إنه فنان مبهر، رحمه الله، سنفتقده كثيراً».

في السياق نفسه، قالت الفنانة سماح أنور لـ«الشرق الأوسط» عن الفنان الراحل: «اشتركت معه في كثير من الأفلام السينمائية، وفي مسلسل (سنبل) وهو صديق عزيز لي جدا بعيدا عن الفن، هو اسم على مسمى، إنسان جميل، وطيب للغاية، ولا يمكن أن أتحدث عنه كفنان فالجميع يعرف من هو جميل راتب، ولكني سأتحدث عنه كصديق، هو شخص محب لمصر للغاية، يحب الناس البسيطة وشديد التواضع، رغم انتمائه لعائلة أرستقراطية».

إلى ذلك، قال الناقد الفني محمود عبد الشكور لـ«الشرق الأوسط»: «عندما نشاهد أداء الفنان جميل راتب في الأفلام الفرنسية لا يمكن أن نتخيل حجم موهبته، والتي لا يمكن مقارنتها بأعماله المصرية، وحصره في بعض الأدوار التي لم تظهر بها موهبته بشكل كامل، ولكن هناك بعض الأعمال المصرية التي ظهرت موهبته إلى حد ما، مثل دور (مفيد أبو الغار) في مسلسل (الراية البيضاء)، وكذلك دوره في مسلسل (أحلام الفتى الطائر) مع عادل إمام، وأدوار كوميدية في (رحلة المليون) وبعدها مع (عائلة ونيس)».

وأضاف عبد الشكور: «إذا تحدثنا عن قيمة جميل راتب الفنية سنجد أن الأعمال المصرية لم تستفد إلا بربع إمكانياته الفنية فقط، وكنا نتمنى أن نستفيد بإمكانياته الفنية كاملة، خصوصا أنه ممثل مسرحي، ولم يقدم في مصر إلا مسرحيات قليلة جدا». وأوضح أن «جميل راتب أسطورة فنية وقصة كفاح تحكى في مجلدات ولن يتكرر للأسف».

الشرق الأوسط في

20.09.2018

 
 

بعد رحيل "جدو أبو الفضل".. هل مازال دور الجد مؤثرًا فى البيت المصرى؟

كتبت إسراء عبد القادر

"وداعًا جدو أبو الفضل" عبارة عبر بها الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعى عن حزنهم الشديد بعد رحيل الفنان الكبير "جميل راتب"، الذى قدم واحدًا من أفضل أدوار الجد فى مسسلسل "يوميات ونيس"، فنقل من خلاله صورة حقيقية تعرفها البيوت المصرية جيدًا للجد الذى يمثل القدوة والنصح، والصوت الحكيم لدى أحفاده، وهو ما يطرح تساؤلًا بعد رحيله، هل ما زال دور الجد موجودًا لفى البيوت المصرية مع كل ذلك التغير الاجتماعى الذى أصاب طبيعة الحياة الأسرية؟

ويجيب على ذلك استشارى العلاقات الأسرية "أحمد علام"، موضحًا أن الدور الكبير الذى يقدمه الجد لأحفاده لا يزال موجودًا فى بعض البيوت التى مازالت محتفظة بـ"بيت العيلة"، أو الأسر التى تواظب على تبادل الزيارات والتواجد باستمرار فى بيت العائلة بعد الزواج.

فيوضح أن دور الجد يكمن فى كونه طاقة من الحنان المتجدد، المصحوب بسيل من الحكمة والتمسك بالقيم، فالجد يمثل لأحفاده حكمة الزمن، والاهتمام  المتواصل بالاختلاف عن الأب والأم اللذين ينشغلان لبعض الوقت بسبب ضغوط الحياة، لكن السن الكبير للجد يتيح له فرصة التفرغ لأحفاده لذا يعطيهم جانبا كبيرا من وقته الذى تتخلله الحكمة والحنان.

أما عن البيوت التى اختفى منها دور الجد فيرى أحمد علام أن الأسر التى ابتعدت عن الأماكن الأصلية لنشأة العائلة، فترتب عن ذلك قلة الزيارات، أو التواصل بين الأحفاد والأجداد، ففى ذلك الوضع يختفى دور الأجداد نسبيًا، ما يؤثر بالطبع على شخصية الأطفال.

وتابع استشارى العلاقات الأسرية أن شخصية الأطفال تتأثر كثيرًا بوجود الجد من عدمه داخل الأسرة، حيث يمثل له القدوة والصوت الحكيم، وركن من الأمان الذى لا يجده مع الأصدقاء، أو حتى مع الأب والأم، مضيفًا أنه يتعرض يوميًا لكثير من الاستشارات أغلبها من الأمهات يشتكين من التدخل الكبير للأجداد، خاصة أهل الزوج فى طبيعة شخصية الأحفاد، وذلك يرجع لتأثرهم الكبير بهم، وفى ذلك الأمر ينصح استشارى العلاقات الأسرية الوالدين بتقديم النصح للأجداد بضرورة عدم تقديم أفكار متعارضة مع طريقة تربية الأب والأم لأولادهم.

كما يرى علام أن التعارض بين ما يقدمه الجد والوالدان للطفل يؤثر كثيرًا على شخصيته، فينتج عنه شخصية متربصة، ومهتزة نفسيًا وحيرة كبيرة عن اتخاذ القرارات المهمة، وهو ما على الأسر الانتباه له، على الجانب الآخر عندما يأتى دور الجد فى مكانه السليم فيؤثر ذلك إيجابيًا على الأحفاد وشخصيتهم، حيث  النشأة السليمة، ووجود القدوة الحسنة الحكيمة، بالإضافة للاستقرار النفسى وإشباع الجانب العاطفى بشكل سليم بدلًا من البحث عنه فى الأصدقاء أو بأى طرق أخرى.

أما عن الأجيال الحالية من أبناء العشرينات والثلاثينات ومستقبلهم فى أن يكونوا "أجداد صالحين"، يرى أحمد علام أنه أمر صعب وفقًا للتغيرات الاجتماعية التى حدثت فى الـ15 عاما الأخيرة، حيث الصور العديدة للتفكك الأسرى، وتراجع دور الكبير وغياب القدوة فى الكثير من البيوت، وهو ما ينذر بأن نبحث فى المستقبل عن "جدو أبو الفضل" فى كل بيت ولا نجد من يقوم بدوره وحنانه على أحفاده.

####

صور.. يحيى الفخرانى وسمير صبرى وأشرف زكى فى عزاء جميل راتب

كتب محمد زاهر

شارك عدد كبير من نجوم الفن فى تقديم واجب العزاء فى وفاة الفنان الكبير جميل راتب، وذلك بدار مناسبات مسجد الحامدية الشاذلية.

وكان فى مقدمة الحضور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، الذى تلقى العزاء فى وفاة الفنان الراحل، وكان ضمن الحضور يحىي الفخرانى، إيهاب فهمى، سيد فؤاد، سمير صبرى، المنتج محسن علم الدين، فردوس عبد الحميد، أحمد ماهر، أحمد شاكر عبد اللطيف، محمد الشقنقيرى، أيمن عزب، ناصر سيف، عادل أديب ومنال سلامة، خالد الحجر، بوسى، مادلين طبر، عمرو رمزى، سيد رجب، المخرج أشرف فايق، ميرت عمر الحريرى

####

نجوم الفن والمجتمع فى عزاء جميل راتب بالحامدية الشاذلية

تصوير محمد زاهر

شارك عدد كبير من نجوم الفن فى تقديم واجب العزاء فى وفاة الفنان الكبير جميل راتب، وذلك بدار مناسبات مسجد الحامدية الشاذلية.

وكان فى مقدمة الحضور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، الذى تلقى العزاء فى وفاة الفنان الراحل، وكان ضمن الحضور يحىي الفخرانى، إيهاب فهمى، سيد فؤاد، سمير صبرى، المنتج محسن علم الدين، فردوس عبد الحميد، أحمد ماهر، أحمد شاكر عبد اللطيف، محمد الشقنقيرى، أيمن عزب، ناصر سيف، عادل أديب ومنال سلامة، خالد الحجر، بوسى، مادلين طبر، عمرو رمزى، سيد رجب، المخرج أشرف فايق، ميرت عمر الحريرى

اليوم السابع المصرية في

21.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)