كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح الدورة 17 بحضور نجوم مغاربة وعالميين

مراكش: حاتم البطيوي وعبد الكبير الميناوي

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة السابعة عشرة

   
 
 
 
 

في أول أيام مهرجان الفيلم بمراكش..

فان غوخ يرسم ضوء الشمس

ربما لم يكن هناك أفضل من فيلم من قيمة وتوجه «عند بوابة الخلود» (الولايات المتحدة - فرنسا) لمخرجه جوليان شنايبل، ليفتح شهية المشاهدة أمام عشاق الفن السابع، من المشاركين والمتابعين لفعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي انطلق، مساء أول من أمس، في دورته الـ17. بحفل افتتاح أعاد التظاهرة إلى دينامية اشتغالها من جديد، «بعد مرور سنة عرفت توقف المهرجان»، وهو توقف قال عنه الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في كلمة تقديم دورة هذه السنة إنه قد «أملته ضرورة التأمل وإعادة تحديد هويتنا».

استعاد البساط الأحمر للتظاهرة عادة استقبال المدعوين والضيوف، من شتى أنحاء العالم. منهم من وزع التحايا على الجمهور ورسم ابتسامة على المقاس، ومنهم من أخذ راحة الاقتراب أكثر من جمهور المهرجان، خصوصاً من بين النجوم المغاربة والعرب. كانت يسرا وليلى علوي من أبرز المدعوين الذين سرقوا الأضواء وتفاعلوا مع الجمهور الذي ملأ الجنبات المؤدية إلى قصر المؤتمرات في ليلة الافتتاح.

مع توالي أيام التظاهرة، سيكون الجمهور مع نجوم طبعوا السينما العالمية: النجم الأميركي روبير دي نيرو، مثلاً، الذي اختار مهرجان مراكش أن يحتفي به في مناسبتين: فقرة «التكريمات» و«محادثة مع...»، سيكون واحداً من كبار نجوم السينما العالمية، الذين سيمنحون للتظاهرة صدى إضافياً.

انطلق حفل الافتتاح باستعراض سياق تنظيم الدورة وبرنامج فقراتها، مع تخصيص حيز لتقديم مشاهد من قائمة الأفلام الـ14 المشاركة في المسابقة الرسمية. قبل أن يتم تقديم أعضاء لجنة التحكيم، التي تحدث رئيسها المخرج الأميركي جيمس غراي عن مشاعره اتجاه المغرب والسينما ودورها في منح هامش لتناول قضايا العالم، ليمر الجميع إلى مشاهدة فيلم «عند بوابة الخلود»، الذي يحكي سيرة الرسام الهولندي الشهير فينست فان غوغ، وذلك في الوقت الذي كان فيه جمهور آخر، بساحة جامع الفنا، على موعد مع عرض فيلم «كورصة» لمخرجه عبد الله فركوس، الذي لعب، أيضاً، دور البطولة إلى جانب كل من بشرى أهريش وخلود وربيع القاطي، وذلك ضمن فقرة أفلام الساحة، التي تعرف متابعة جماهيرية كبيرة.

فيلم الافتتاح الرسمي، الذي هو من بطولة وليم دافوي في دور فينسنت فان غوغ، وروبرت فريند في دور ثيو فان غوغ، وأوسكار إسحق في دور بول غوغان، وإيمانويل سينر في دور مدام جينو، الذي شهد تألق وليم دافوي، بشكل لافت، تحاشى الشكل التقليدي للأفلام التي تحكي سير الأشخاص، ليخلق عملاً ذا حساسية فنية صرفة في محاولة لسبر أغوار فكر هذا الفنان الشهير. لذلك لم يكن أمام المتفرجين إلا أن ينتبهوا للحوارات ويرحلوا خلف الكاميرا، تحملهم موسيقى تصويرية جاءت متناغمة مع حركات وسكنات أحداث الفيلم.

هرباً من أجواء الشمال وضوئها الباهت، يحل فان غوغ، في 1888، بمدينة آرل المتوسطية، التي سيدشن فيها المرحلة الأكثر إشراقاً في حياته الإبداعية. كان يبدي ولعاً شديداً بالمناظر الطبيعية والأشياء البسيطة، وبالأشخاص الذين يرسمهم، لكنه ظل بالنسبة إليهم مجرد غريب. وبدلاً من إدراك حساسيته، كان من هم حوله لا يرون فيه سوى الجنون. فالجمال الذي كان يولد لديه النشوة كان قبحاً في نظر الآخرين. وقد وجد المخرج جوليان شنايبل في الممثل وليم دافوي التجسيد الأمثل للجانب الهوسي والضعيف في شخصية فان غوغ، بينما ساعدت الكاميرا، التي تكاد لا تستقر على زاوية معينة، من جهة، ودقة الصوت، من جهة أخرى، في إبراز حالة الجموح الفني التي كانت تستبد به.

في أكثر من مشهد، يقدم الفيلم إجابات وحوارات تنقل لفكر ورؤية فنان مبدع بتجربة متفردة. حين سأل أحدهم الفنان في الفيلم: «ماذا ترسم؟»، أجاب «ضوء الشمس»، ملخصاً علاقته بالطبيعة ناقلاً لتوجهه ورؤيته الفنية، بعد أن قال، في مشهد سابق، ينقل لحيرة المبدع بين العامة: «ما أراه لا يراه أحد وهذا يخيفني. أظن أنني أفقد صوابي. لذلك، أقول لنفسي: يجب أن أرى ما أراه لأجل إخوتي من البشر الذين لا يرونه. إنه امتياز. يمكنني إعطاؤهم الأمل. أحب مشاركة رؤيتي مع من لا يمكنهم رؤية ما أراه، لأن رؤيتي أقرب إلى حقيقة العالم. يمكنني جعلهم يشعرون بمعنى أن تكون حياً. لا حياة من دون رسم».

وحين سيسأله أحدهم «هل كل الرسامين مجانين»، سيرد قائلاً: «فقط، الأفضل منهم». قبل أن يضيف، في أحد مشاهد الفيلم، متحدثاً عن رسوماته ولحظات الإبداع التي يعيشها: «أنا لوحاتي ولوحاتي أنا. حين أرسم أتوقف عن التفكير، وأشعر أنني صرت جزءا من كل ما هو خارج ذاتي وداخلها. كنت أريد كثيراً اقتسام ما أراه، وكنت أظن أن علي تعليم الآخرين كيف ينظرون إلى العالم. لكن، لم أعد أعتقد هذا. لم أعد أفكر سوى في علاقتي بالخلود». وحين سئل عن معنى الخلود، أجاب: «ما تقوله هو ميراثك تتركه للعالم. إنه رسمك، وإلا فلماذا يصلح الفنان. حين أرسم، أكون سعيداً في أغلب الأحيان، فقط حين أفشل. يتعين الكثير من التدمير والكثير من الفشل قبل النجاح في رسم لوحة».

هكذا، توفق الفيلم في رسم سيرة فنان لم يجد من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية. لذلك، لم يجد فان غوغ، في الفيلم، إلا أن يقول: «لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر».

ثاني أيام التظاهرة، شهد دخول فيلمين غمار المنافسة على الجوائز الخمس: «دجوي» (النمسا) لمخرجته سودابيه مرتضائي، و«الفتيات الحسناوات» (المكسيك) لمخرجته أليخاندرا ماركيز أبلا.

ويتنافس، ضمن المسابقة الرسمية للدورة، 14 فيلماً، من ألمانيا والنمسا وبلغاريا وصربيا والأرجنتين والمكسيك والولايات المتحدة والصين واليابان ومصر والمغرب وتونس والسودان، ستة منها من إخراج نسائي، وذلك للفوز بالجوائز الخمس: النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى للمهرجان) وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل دور نسائي وجائزة أفضل دور رجالي.

يشار إلى أن برنامج دورة هذه السنة من التظاهرة، التي تعود إلى جمهورها بـ«أهداف جديدة» تمكنه من «حشد دينامية التغيير الرامية إلى إرساء تنظيم جديد وأدوات مبتكرة تستوعب المستجدات المتسارعة في العالم الرقمي خدمة لرؤية المهرجان وأهدافه»، و«المضي قدماً في المهمة التي رسمها لنفسه، متمثلة ليس فقط في النهوض بالصناعة السينمائية المغربية، بل أيضاً فتح نافذة مشرعة على سائر الثقافات، وهي خاصية متأصلة في الطابع الكوني للفن السابع»، يتضمن عرض نحو 80 فيلما من 29 دولة، وعدة فقرات، تشمل «المسابقة الرسمية» و«السهرات المسائية» و«العروض الخاصة» و«القارة 11» و«بانوراما السينما المغربية» و«الجمهور الناشئ» و«عروض جامع الفنا» و«عروض المكفوفين وضعاف البصر» و«التكريمات».

الشرق الأوسط في

02.12.2018

 
 

انطلاق مهرجان مراكش السينمائى بمشاركة 4 أفلام مصرية وتكريم نصرالله ودى نيرو

انطلقت فاعليات الدورة الـ 17 للمهرجان الدولى للفيلم بمراكش، والذى يستمر حتى 8 ديسمبر، بمشاركة 80 فيلما يمثل 29 بلدا.

وتشارك مصر فى المهرجان بأربعة أفلام هى «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقى، و«ورد مسموم» للمخرج أحمد فوزى صالح، و«ليل خارجى» للمخرج أحمد عبدالله السيد، وفيلم «لا أحد هناك» للمخرج أحمد مجدى والذى يشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

واختار المنظمون افتتاح الدورة الـ 17، بفيلم «على باب الخلود»، وهو فيلم ــ سيرة ذاتية عن حياة وأعمال الرسام الهولندى الشهير «فانسنت فانخوخ»، من إخراج جوليان شنابل، ومنح المهرجان فى حفل الافتتاح النجمة الذهبية لـ«جيلالى فرحاتى» إلى جانب كل من المخرج يسرى نصرالله، وروبيرت دى نيرو، وروبين رايت، وانييس فاردا.

وتشمل أقسام المهرجان «المسابقة الرسمية» و«السهرات المسائية» و«العروض الخاصة» و«القارة 11» و«بانوراما السينما المغربية» و«الجمهور الناشئ» و«عروض جامع الفنا» و«عروض المكفوفين وضعاف البصر»، ويترأس لجنة التحكيم المخرج الأمريكى جراى جيمس، وتضم النجمة الأمريكية داكوتا جونسون والمخرجة والمصورة المغربية تال حديد، والمخرجة البريطانية إليانا دوكروز، والممثل الألمانى دانييل بروهل والمخرجة اللبنانية حاجى توما جوانا، والمخرج الفرنسى لوران كانتى، والممثلة الهندية إليانا دوكروز، والمخرج وكاتب السيناريو المكسيكى ميشيل فرانكو.

المهرجان يشهد عرض أفلام أوروبية من «ألمانيا، النمسا، بلغاريا، صربيا»، و3 أفلام من أمريكا اللاتينية «الأرجنتين والمكسيك»، وفيلم واحد من الولايات المتحدة، وفيلمين من آسيا «الصين واليابان» و4 أفلام من منطقة إفريقيا والشرق الأوسط.

ومن بين الأفلام الـ 14 المتنافسة فى المسابقة الرسمية، 6 أخرجتها نساء، كما سيتم عرض 6 أفلام تنتمى إلى «سينما المؤلف» فى إطار السهرات المسائية للمهرجان وهو برنامج جديد من أجل دعم مواهب القارة الإفريقية والشرق الأوسط، أطلق عليه اسم «ورشات الأطلس»، ومن المرتقب أن يستقبل أزيد من 150 مهنيا، وتهدف هذه المبادرة، بحسب بيان للمهرجان، إلى مواكبة مشاريع الأفلام والأفلام فى مرحلة ما بعد الإنتاج، وتمكين المخرجين من تسريع إنتاج أعمالهم، ومنحهم معرفة أفضل بالسوق، وتعزيز شبكات علاقاتهم، وتشارك خمسة أفلام مغربية فى إطار هذه الورشة، التى ستنظم بشراكة مع «نيتفليكس»، بعد طلب مشاريع على المستوى الوطنى شارك فيها خمسون مرشحا.

وقال جيمس جراى، رئيس لجنة تحكيم المهرجان الدولى للفيلم بمراكش، إن ما يجعل الفيلم جيدا هو أن يكون صادقا مع نفسه، ومخلصا، وساعيا إلى حقيقته الخاصة.

وأضاف جراى، فى ندوة أقيمت على هامش المهرجان أنه من المستحيل أن يعزل الإنسان نفسه عن تجربته؛ لأنه فى كل فيلم تكون عند المشاهد أحكام مسبقة.

هذه الأحكام المسبقة فى السينما، فى رأى غراى، هى التى تملى علينا ما نراه جيدا، موضحا أن «هذا سبب اجتماع اللجنة التى يرى كل واحد فيها الفيلم بخصوصياته، وحمولته، ورؤيته، وأن كل مشاهد يعيش تجربة بذوقه الخاص مع الفيلم».

ونفى غراى أن تقوم لجنة الدورة السابعة عشرة من المهرجان الدولى للفيلم بمراكش بما سبق أن قامت به لجنة فرانسيس فورد كوبولا، مخرج الفيلم الرمز «العراب»، عندما أعطت جائزة مشتركة لجميع الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية، رغم إبدائه تفهمه للدافع إلى ذلك لأن بعض الأفلام لا تعطى حقها، مجملا أن على لجنته الاختيار رغم ذلك.

وقالت إلينا دوكروز، المخرجة الأسكتلندية: إنها لا تريد معرفة أى شىء عن الفيلم قبل مشاهدته، موضحة أن هذه طريقتها للإحساس بالفيلم والانفتاح على مضامينه بعيدا عن أحكام القيمة، وزادت أنها لا تريد حتى توقيع أفلامها لكى لا تقول إنها امرأة وإن النساء غير ممثلات، لأن الفيلم يجب أن يعبر عن نفسه.

من جهته، قال لوران كانتى، المخرج الفرنسى: إن ما يحبه فى المهرجانات السينمائية هو التعددية التى تتيحها، وفرصة الخروج من فيلم يابانى من أجل اكتشاف فيلم إيرانى، والانتقال بين أنواع الفيلم على اختلافها.

وأثنى عضو لجنة التحكيم على اختيار المهرجان لأفلام أولى أو ثانية لمخرجيها من أجل المشاركة فى المسابقة، مستحضرا تجربته عندما تمت المراهنة عليه فى تجاربه الأولى، لأن المهرجانات تقبل بالمخاطرة حتى ترى إمكانية الاستمرار فى هذا المضمار من عدمها.

وتحدث دانييل بروهل، الممثل الألمانى، عن الإلهام الذى تعطيه الأفلام التى أخرجها شباب يحضرون معهم طاقتهم للعالم، مؤكدا أهمية الاندماج بشكل خاص من أجل رؤية الأفلام الأولى والثانية على حقيقتها ومسارها الخاص، مشيرا إلى أن هذا هو التحدى المطروح.

حضر المهرجان الإيطالية مونيكا بيلوتشى، والممثلة المصرية يسرا، والممثل الفرنسى غاسبار أوليل، والمخرج المكسيكى غايل غارسيا برنال، والممثلة المغربية الفرنسية سارة بيرليس.

الشروق المصرية في

02.12.2018

 
 

في ثاني أيام مهرجان الفيلم بمراكش... دي نيرو ينتقد شعار «أميركا أولاً»

قال في أمسية تكريمه: الفن لا يعترف بالحدود ولا يقصي الآخرين

مراكش: حاتم البطيوي - وعبد الكبير الميناوي

في مراكش، كان هناك لقاء آخر بين مخرج كبير هو مارتن سكورسيزي وممثل متميز هو روبيرت دي نيرو. كانت المناسبة تكريم ممثل طبع تاريخ السينما المعاصرة، ضمن فقرة التكريمات المبرمجة ضمن فعاليات الدورة الـ17 من المهرجان الدّولي للفيلم.

لم يكن هناك أفضل من مخرج مكّن الممثل المكرم من أدوار رئيسية في أفلام أغنت الخزانة السينمائية العالمية: «الشوارع الرئيسية» (1973)، و«سائق التاكسي» (1976)، و«نيويورك، نيويورك» (1977)، و«الثور الهائج» (1980)، و«ملك الكوميديا» (1982)، و«الأصدقاء الطيبون» (1990)، و«حافة الهاوية» (1991) و«كازينو» (1995)، في انتظار مشاهدة «الإيرلندي» تاسع الأفلام التي جمعت بينهما، ليتحدّث عن المحتفى به ويسلّمه درع التكريم.

ليلة أول من أمس، على خشبة المهرجان المغربي، كان للقاء المخرج والممثل نكهة خاصة. كان لقاء استثنائياً بكل المقاييس، استعاد فيه الرجلان مسيرة صداقة وعمل داما لأكثر من 45 سنة، لذلك حار الجمهور، الذي غصت به قاعة الوزراء في قصر المؤتمرات، بين أي منهما يقف له مصفقاً أكثر.

قبل الوصول إلى القاعة المخصصة لفقرة التكريمات، استغرق دي نيرو وقتاً طويلاً في تحية جمهور المهرجان، مع تتويج ذلك بوضع توقيعه على علم مغربي كان بيد شابة من بين الجماهير الحاضرة. لقاء سينمائي أميركي مع جمهور مغربي، من مختلف الأعمار والطبقات، أكّد سحر السينما وقدرتها على ربط مختلف الثّقافات والهويّات بعيداً عن كل الاعتبارات الضّيقة، كما أظهر كيف أنه يكفي لبضع دقائق يقضيها نجم عالمي من طينة دي نيرو، بين الجمهور، أن تؤكد النفَس الجديد الذي يمكن أن يصير لمهرجان مراكش، وأن تمنحه دفئاً تنظيمياً وإشعاعاً دولياً.

في كلمة تقديمه لدي نيرو، قبل تسلميه درع التكريم، لم يفت سكورسيزي أن يتذكر المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي الذي رحل قبل نحو أسبوعين، والذي قال عنه: «كان وما زال مصدر إلهام ثابت، بالنسبة لي ولآخرين عبر السنين. ومن المستبعد أن نصادف مثله مرة أخرى»، مشيراً إلى أن الراحل كان له ارتباط خاص بالمغرب، مذكراً، في هذا الصدد، بفيلمه «السماء الواقية» المأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه لبول بولز، الذي صُوّر في ورزازات عام 1990.

وبعد أن أكد سعادته بزيارة المغرب مرة أخرى وبعودة مهرجان مراكش للتنظيم، مشيراً إلى أنه «من الصعب، في هذه الأيام، تنظيم حدث دولي من هذا النوع والقيمة»، هنأ سكورسيزي العاهل المغربي الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدُّولي للفيلم بمراكش على «جهودهما إزاء المهرجان وإزاء الفن السينمائي». وأوضح أن مبيعات شبابيك السينما حققت السنة الماضية نحو 41 مليار دولار، وأن هذا الرقم لم يكن يتعلق، فقط، بأفلام من قبيل «سوبرمان» و«باتمان» و«هاري بوتر»، التي هي في غنى عن الدّعم، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من الأفلام التي تحتاج لمهرجان مميز كمهرجان مراكش، كما أن هناك جيلاً جديداً مبدعاً من المخرجين عبر العالم يستحقون تشجيعنا ودعمنا».

وعبر سكورسيزي عن سعادته بتكريم دي نيرو، الذي وصفه بـ«الصديق ورفيق الدرب»، مشيراً إلى أنه «يوجد في أوج مسيرته، رغم أن له قمماً (أفلاماً) أكثر من جبال الأطلس»، مؤكداً أن هذا الفنان المتميز سيواصل مسيرة التألق في السنوات المقبلة.

وأبرز سكورسيزي أن دي نيرو قد اشتغل معه في ثمانية من أصل الـ15 فيلما الأولى التي أخرجها، مشيراً إلى أن تلك الأفلام تناولت مواضيع صعبة، لعب فيها دي نيرو شخصيات قاسية، تتراوح بين المختل العقلي والمختل الاجتماعي وكل أنواع الاختلالات. وزاد: «أصبح تقريباً من الشائع القول إن الممثل لا يحكم على الشخصيات التي يجسدها، لكن بالنسبة لدي نيرو فالمشاهد يسافر دائماً معه، بحيث إن لديه القدرة لكي يخلق لدى المشاهد شعوراً بالتعاطف مع بعض الشخصيات الفظيعة والمثيرة للاشمئزاز». وختم بالقول: «تمكن دي نيرو من إحاطتنا بروح الشخصية، بحيث تجد نفسك منجذباً إلى الإنسان داخل الوحش».

من جهته، شكر دي نيرو العاهل المغربي والأمير مولاي رشيد، مؤكداً سعادته وفخره بزيارة المغرب وبحفاوة الاستقبال التي حظي بها، من ثمّ شكر الشعب المغربي ومؤسسة المهرجان، مؤكّداً تأثره وفخره بالتكريم.

وتحدث دي نيرو عن سكورسيزي، فقال: «مارتن صديقي ورفيق دربي الطويل الذي جمعني به أول فيلم قبل 45 سنة، فيما أنهينا للتو آخر فيلم لنا (الإيرلندي)».

سكورسيزي الذي كان يقف غير بعيد من منصة الخطابة، لم يخف تأثره، حين قال دي نيرو: «من النعم الكبرى التي حظيت بها في حياتي أننا اشتغلنا معاً في بداية مسيرتنا تقريباً، وها نحن على المشوار نفسه، وآمل أن يكون هناك مزيد من العطاء. لا يمكنني أن أتصور كيف كانت ستكون حياتي من دون ضربة الحظ هذه».

وبعد أن وجه التحية لباقي المكرمين في دورة العام الجاري، الممثلة الأميركية روبن رايت والمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي والمخرجة الفرنسية آنييس فاردا، وتحدث دي نيرو عن مهرجان مراكش، فقال: «أتقاسم الكثير من الأشياء مع المهرجان الدُّولي لمراكش. ففي سنة 2001، أطلقنا مهرجان تريبيكا للفيلم بنيويورك، وهي السنة نفسها التي أُطلق مهرجان مراكش. كلاهما خرج للوجود من ظلام الأحداث المأساوية لـ11 سبتمبر (أيلول). كان هدفي من مهرجان تريبيكا جلب الناس من جديد إلى حينا المجروح. حينما أطلق العاهل المغربي مهرجان مراكش لم يكن الهدف، فقط، خلق حدث يهتمّ بالمواهب السينمائية، بل أن يمدّ جسراً ثقافياً بين الدول. لقد حقّقنا أهدافنا وأكثر، وفي وقت قصير، نسبياً، أصبح مهرجان تريبيكا ومهرجان مراكش موعدين مهمين في الساحة السينمائية العالمية».

على عادة عدد من الوجوه السينمائية الأميركية، أظهر دي نيرو جانبه الملتزم بالقضايا الدُّولية، معبّراً، في سياق ذلك، عن آرائه كرجل سينما معني بامتداداتها الفنية إنسانياً وكونياً، فقال: «للأسف، في بلدي نحن نمر بمرحلة غريبة من الوطنية. ليست تلك الوطنية التي تمجّد مزايا وتنوع شعبنا، ولكن نوعاً شيطانياً من الوطنية يسودها الجشع وكراهية الآخر والأنانية تحت شعار (أميركا أولا). وهذا يناقض ما يجمعنا هنا الليلة. فالفن لا يعترف بالحدود ولا يقصي الآخرين. الفن ليس أنانياً وليس عنصرياً. الفن شمولي يحتفي بتنوع الأصول والأفكار. هنا، يجمعنا حبّ السينما والإنسانية. قد تخذلنا السياسة، ولكن الفن يجمعنا ويعطينا الأمل».

ويعتبر دي نيرو بمسيرته الاستثنائية، واحداً من أكبر الممثلين في تاريخ السينما. ويقول منظمو مهرجان مراكش إن حضور هذا الفنان، الذي يعد اليوم، من الأساطير الحيّة للسينما العالميّة، وللمظاهرة الفنيّة المغربيّة، يؤكد: «التقدير والثّقة اللذين يكنهما للمملكة وللمهرجان الدُّولي للفيلم بمراكش».

وصار دي نيرو، الذي ولد في مدينة نيويورك، في 17 أغسطس (آب) 1943، من أصول إيطالية، ودشن مسيرته تحت قيادة المخرج براين دي بالما بدور أول أثار الانتباه في فيلم «حفلة زواج» (1969)، ضمْن خانة الممثلين الأكثر شهرة وتكريساً في العالم بفضل مشاركته في أفلام أكبر المخرجين العالميين، من قبيل مارتن سكوسيزي وفرانسيس فورد كوبولا وبراين دي بالما وإليا كازان وسيرجيو ليون وبرناردو برتولوتشي ومايكل تشيمينو ومايكل مان وكوينتين ترانتينو.

الشرق الأوسط في

03.12.2018

 
 

مهرجان «مراكش» يكرم يسرا وليلى علوي بعرض فيلمين

إيمان محمود

قرر مهرجان "مراكش" السينمائي عرض فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، للمخرج الراحل يوسف شاهين تكريمًا لبطلته الفنانة يسرا، التى تتواجد حاليا بالمهرجان كضيفة شرف.

وعبرت يسرا عن سعادتها باختيار المغرب لها ضيفة شرف لمهرجان هام مثل مراكش، وفي دورة يتم فيها تكريم النجم العالمي روبرت دي نيرو، ويحضرها المخرج الكبير مارتن سكورسيزي.

وأكدت يسرا أن اختيارها وليلى علوي لتكونا ضيفتي شرف للمهرجان هو انعكاس لدور الفن المصري وريادته.

كما تم أيضا عرض فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» تكريما لتواجد ليلى علوي، بالإضافة لوجود وفد فني مصري كبير، منهم الفنانة بشرى وباسم سمرة والمخرجة إيناس الدغيدي.

كما يشارك بالمهرجان الفيلمان المصريان «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبد الله، و«لا أحد هناك» للمخرج أحمد مجدي.

الشروق المصرية في

03.12.2018

 
 

سكورسيزي يروي تجربته في ثالث أيام مهرجان الفيلم بمراكش

دي نيرو قال إنّ شخصية ترمب لا تثيره ليتقمصها سينمائياً

مراكش: حاتم البطيوي وعبد الكبير الميناوي

مع توالي أيام المهرجان الدُّولي للفيلم بمراكش في دورته الـ17، تبدأ مختلف فقرات التظاهرة في البوح بأسرارها، شيئاً فشيئاً. في ثالث أيام التظاهرة، كُرّمت المخرجة الفرنسية أنييس فاردا، وأجاب الممثل الأميركي روبرت دي نيرو على أسئلة الإعلاميين والمهنيين، كما ألقى المخرج مارتن سكورسيزي درسه أمام حشد غفير، في وقت تواصلت العروض السينمائية، ودخل فيلمان جديدان، هما «دايان» و«الحمولة»، دائرة التنافس في المسابقة الرسمية.

- دي نيرو وترمب

كما كان الحال في دورات سابقة مع نجوم أميركيين طبعوا المشهد السينمائي العالمي، شاركوا في دورات سابقة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، واصل روبرت دي نيرو خطف الأضواء، بحضوره الطاغي وحديثه المميز عن تجربته ورؤيته للفن والمهنة، من دون أن يتأخّر في التعبير عن مواقفه بصدد ما يؤمن به من قضايا أو يعارضه من مواقف سياسيّة على صعيد بلاده. أكثر من ذلك، أظهر هذا الفنان الذي تألّق في عشرات الأفلام التي لاقت نجاحاً عالمياً، حسّاً رفيعاً، سواء في طريقته العفوية في التواصل مع جمهور المهرجان أو الإعلاميين والمهنيين الذين تابعوا مؤتمره الصحافي، أو جالسوه في عدد من اللقاءات، أو خلال نزوله ضيفاً على الجمهور المراكشي في ساحة جامع الفنا، حيث قُدّم وعرض فيلم «المحصنون» (1987) لمخرجه براين دي بالما.

خلال المؤتمر الصحافي الذي احتضنته قاعة السّفراء في قصر المؤتمرات، أجاب دي نيرو على مختلف الأسئلة التي طرحها إعلاميون، وطلبة سينما، ومهنيون.

تحدث عن طريقة عمله مع المخرجين، خصوصاً مارتن سكورسيزي، الذي قال عنه إنّه «يقوم بأمور مذهلة». كما استحضر علاقة الصّداقة التي جمعته ببرناردو برتولوتشي، مشيراً إلى أنّه «آسف وحزين لرحيل هذا المخرج الكبير»، ومشيراً إلى أنّ «أفلامه كانت ملهمة». كما تحدّث عن مخرج آخر هو سيرجيو ليون، فقال إن لديه ذكريات طيّبة معه، وأنّه كان يركّز كثيراً على عمله.

وتحدث دي نيرو عن محتوى الأفلام، فقال إنه في تغير مستمر، مشيراً إلى أنّ هناك، اليوم، نوعاً جديداً من الأفلام، وأنّ تلك النّوعية من الأفلام التي عرفناها في أوقات سابقة لم تعد متوفرة في عالم اليوم. وعن مشروعاته المستقبليّة تحت إدارة مارتن سكورسيزي، قال دي نيرو إنّه ربما سيكون هناك مشروع يجمعه بليوناردو دي كابريو.

لم ينسَ دي نيرو أن يؤكّد على أهمية دراسة السينما في المعاهد والمؤسسات الخاصة، وكذا الجامعات، من جهة أنّها تساعد على تحسين طريقة تقمّص جوهر الشّخصية على نحو صحيح، مشدّداً على أنّ الموهبة، بقدر ما هي ضرورية، تتطلّب صقلاً في التكوين المتخصّص. وكما كان الحال، خلال كلمته في أمسية تكريمه، إذ تأسّف لمرور بلاده بـ«مرحلة غريبة من الوطنية»، مضيفاً: «يسودها الجشع وكراهية الآخر والأنانية تحت شعار (أميركا أولاً)»، وانتقد دي نيرو، رئيس بلاده دونالد ترمب، حين قال: «لا يمكنني أن أجد أي تعاطف مع إدارة ترمب، وبالتالي لا يمكنني أن أتقمّص دوراً يقدّم شخصيته في فيلم سينمائي. ليس لديَّ اهتمام بأن ألعب دوره. وأنا أنتظر كل يوم أن أعثر على تصرف يقوم به يجعلني أتعاطف معه، غير أنّني أستبعد حدوث هذا الأمر».

في وقت متأخر، كان دي نيرو مع موعد مع جمهور ساحة جامع الفنا، حيث تقاسم مع آلاف المراكشيين وسياح مراكش من مختلف الجنسيات عرض فيلم «المحصنون»، من إخراج مارتن سكورسيزي، الذي يلعب فيه دور البطولة.

- تكريم أنييس فاردا

كلّما تقدم «الكبار» في العمر والتجربة زادوا تواضعاً. ذلك كان حال المخرجة الفرنسية وهي تتقدم بخطوات متثاقلة على خشبة قاعة «الوزراء» في قصر المؤتمرات، لكي تتسلّم نجمة تكريمها بمناسبة دورة هذه السنة من مهرجان مراكش.

تحظى فاردا، الشخصية المميزة والمخرجة الرئيسية في تيار الموجة الجديدة، باعتراف دولي كبير. هي مصورة وكاتبة سيناريو وممثلة ومخرجة وفنانة تشكيلية. ولا يبدو أنّ هناك حدوداً لفضولها الهائل. وفيلمها «وجوه وأماكن»، الذي أنجزته مع الفنان الشاب جي آر، الذي ترشح لجوائز الأوسكار 2018، دليل آخر على حرية هذه الفنانة الاستثنائية، وقدراتها الإبداعية.

لم تتناول فاردا في أفلامها، موضوعات مختلفة عما طرحه نظراؤها، كجون لوك غودار وفرنسوا تروفو فقط، بل إنّها عملت كذلك، بطريقة شديدة الاختلاف. وحينما توجهت للعمل في السينما عام 1954 بصدور فيلمها «لا بوانت كورت»، تعاملت فاردا المتخصصة في التصوير التي لم تتلق أي تدريب سينماتوغرافي رسمي مع السينما بطريقة شديدة الانفتاح وحب الاطلاع.

كانت تنظر من خلال عيون لا تعتمد التقييم بل الانفتاح، فأعطت الأولوية لما سمته الكتابة السينمائية، وعارضت مفهوم «الكاتب الوحيد لسيناريو الفيلم»، مبرزة الطّابع الجماعي للعمل السينمائي، ومعترفة بكتاب السيناريو. كما أنّ انفتاحها على العالم الخارجي، يعني أنّها اكتشفت، كذلك، قصص المهمشين، وهم غالباً من النساء المتقدمات في السّن أو من طبقة العمال، وأنّها أعادت النظر في حكايات تعتبر ملحمية وأساسية بشكل عام. وأبلغ فيلم يعبر عن ذلك شريط «من دون مأوى وخارج القانون» (1985)، الذي حاز «الأسد الذهبي» في مهرجان البندقية.

في نهاية المطاف، تبقى الحياة أكبر مصدر للإلهام بالنسبة لفاردا، ومن هنا، استحالة تفادي المعاناة. بيد أنّه ينبغي الملاحظة أنها تقاوم العدمية وتستخدم الشجن كنقطة لإحداث التوازن وقياس الفرح، مما يوحي بوجود الاثنين في انسجام أو على الأقل في علاقة تضافر: إذ لا يمكن أن نفهم أحدهما من دون الآخر.

- درس سكورسيزي

على عادته، بدا المخرج الأميركي سكورسيزي منشرحاً، وهو يتحدث عن علاقته بالسينما، وعن أفلامه وطريقة تعامله مع الإخراج: مخرج من طينة فريدة، لا يسعك إلا أن تنصت إلى درسه.

في مراكش، أكّد سكورسيزي أنّه واحد من الوجوه البارزة والرئيسة في السينما العالمية، منذ أكثر من 40 سنة، فهو ليس مخرجاً أسطورياً فقط، بل كذلك مدافعاً لا يكل ولا يمل عن الفن السابع. كما أنّه مدرسة قائمة الذات لها الكثير من المريدين عبر العالم. وقد صور الكثير من النجوم الكبار، مثل روبرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو، الممثلين المفضلين لديه، بعضاً من أعظم أفلامهم تحت إدارته. كما يعد سكورسيزي الذي حاز الكثير من جوائز الأوسكار، بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج عـن شريطه «المغادرون»، واحداً من المخرجين الأكثر تأثيراً في العالم. وتعتبر أعماله من بين الأفلام الأكثر تتويجاً والأكثر إطراء من طرف النّقاد، ولعناوينها صدى قوي في الذاكرة: «شــوارع متواضعة»، و«الثور الهائج» و«سائق التاكسي» و«الإغراء الأخير للمسيح» و«أصدقاء طيبون» و«عصابات نيويورك» و«المغادرون» و«الطيار».

خلال «المحادثة» التي جمعته مع مخرجين مغربيين هما فوزي بنسعيدي وليلى المراكشي، تحدث سكورسيزي عن بدايات عشقه للسينما، مستحضراً مرضه في طفولته، وكيف كان والداه يأخذانه إلى السينما لتغيير الأجواء، مشيراً إلى تأثره بعلاقة العشق التي ربطها عدد من أفراد عائلته بالفن السابع، وكيف كانوا يتأثّرون بأحداث الأفلام التي كانوا يشاهدونها عبر التلفزيون في البيت. كما تحدّث عن الأفلام التي كان لها تأثير في مسيرته، باسطاً التحولات التي عرفتها السينما على مدى قرن من الزمن، مستشرفاً الآفاق المستقبلية للفن السّابع في ظل التحولات الجارية التي طالت الإنسان والآلة. كما لم يفته أن يتحدّث عن علاقته بروبرت دي نيرو «الصديق ورفيق الدرب».

- سباق أفلام

بعد «جوي» و«الفتيات الحسناوات»، دخل فيلمان جديدان سباق التنافس على جوائز المهرجان: «دايان» لمخرجه كنت جونز و«الحمولة» لمخرجه أونين غلافونيتش.

يحكي «دايان»، قصة دايان، أرملة في السبعينات من عمرها، تقضي وقتها في قيادة سيارتها من مكان إلى آخر، بين معارفها في ولاية ماساشوستس، مالئة أيامها بأعمال خيرية على الرّغم من كونها أعمالاً تبدو صغيرة، مثل خدمة محتاجين في عشاء كنسي، وزيارة قريب مريض في مستشفى، وتوزيع بعض الأطعمة على الجيران، ودردشة مع بعض الأصدقاء القدامى. لكنّ أثقل تلك الأعباء هو التفاعل مع ابنها المدمن على المخدرات رافضاً العودة إلى مركز التأهيل، بعد أن سبق له أن ارتكب جرماً قبل عدة سنوات. وبينما يتوارى جيلها وتزداد وحدتها وتتراجع حياتها المألوفة أمام عينيها، تدرك دايان أنّها في مواجهة عزلتها وفكرة الغفران.

في الفيلم، يثير المخرج من خلال شخصية دايان، التي أدّت دورها ماري كاي بلايس، موضوع مرور الزمن والتأمل العميق فيه.

من جهته، يحكي فيلم «الحمولة»، كيف أنّه في الوقت الذي كانت الحروب اليوغسلافية توشك على نهايتها، يتولّى فلادا مهمة قيادة شاحنة تبريد من كوسوفو إلى بلغراد، من دون أن يعرف طبيعة الحمولة التي ينقلها على ظهر شاحنته - أو للدّقة يُراد أن يبقى الأمر سراً، بينما يخضع لأوامر صارمة بعدم التوقف عن القيادة مهما كان، وبعدم فتح مقصورة الشّحن لأي شخص. وبينما هو يشقّ طريقه بصعوبة بين خراب الرّيف المدمر، يصبح العبء الأخلاقي لتواطؤه في أعمال حرب مظلمة أثقل من أي وقت مضى. ومن خلال قصة الفيلم، يقف المتفرج على إصرار من المخرج في بناء التوتر والقلق، راسماً مشاهد للقتل لا تظهر على الشّاشة بل تبقى غامضة.

الشرق الأوسط في

04.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)