كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"عيار ناري"..

عندما يتعارض الحق مع الحقيقة

أحمد شوقي

مهرجان الجونة السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 

بمجرد بدء شارة نهاية فيلم "عيار ناري"، أول أفلام المخرج كريم الشناوي، في عرضه العالمي الأول بمهرجان الجونة السينمائي الثاني، اندلعت عاصفة من الجدل حول الفيلم بين معجب مناصر وكاره يتهم الفيلم اتهامات مسيئة أغلبها لا يتعلق بمستواه الفني وإنما بخطابه السياسي، أو للدقة بما فهمه المهاجمون من خطابه، فهناك على الجانب الآخر من وجدوا أن الخطاب مقبول بل وجيد بالرغم من وقوفهم ـ سياسيًا واجتماعيًا ـ على نفس الأرضية مع الكارهين، ودائمًا في خضم أي جدل من هذا النوع، يتوه الحديث عن السينما لصالح ما سواها، وهو ما سنحاول تفاديه في هذا المقال، على الأقل حتى لا نكون سببًا في حالة سوء الحظ التي يعاني منها الفيلم.

سوء الحظ يكمن في أن المخرج عندما بدأ الإعداد لفيلمه الأول لم يكن يتخيل أن منتجي الفيلم الأساسيين سيكون أحدهما مؤسسًا لمهرجان سينمائي كبير (نجيب ساويرس مؤسس شركة iproductions ومهرجان الجونة)، والثاني سيتم تعيينه رئيسًا لمهرجان آخر (محمد حفظي مؤسس فيلم كلينك ورئيس مهرجان القاهرة)، وأن يتزامن ذلك مع إلغاء مهرجان ثالث مهم (دبي السينمائي)، ليجد كريم الشناوي نفسه مجبرًا على إقامة العرض العالمي الأول لفيلمه خارج مسابقة مهرجان الجونة، ليكتفي بالمنافسة على الآراء وليس الجوائز.

دوافع البطل مفتاحًا

تدور أحداث "عيار ناري" خلال إحدى المصادمات الدامية التي شهدتها مصر قبل سنوات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث تدور الأزمة حول تقرير كتبه الطبيب الشرعي ياسين المانسترلي (أحمد الفيشاوي) يذكر فيه أن أحد المتظاهرين المتوفين (أحمد مالك) قد قُتل بعيار ناري من مسافة قريبة وليس من مسافة بعيدة مثل سبعة آخرين وصلوا المشرحة في الليلة ذاتها، ليتسرب التقرير للإعلام من خلال صحفية (روبي) فيصير بمثابة تشكيك فيما وقع للـ"شهيد"، تشكيك سرعان ما يتطور لصدام يدخله البطل مع مديرته التي توقفه عن العمل وتزوّر تقريرًا آخر لتُغلق القضية فيخوض ياسين رحلته لتقصّي الحقيقة وراء مقتل الشاب.

نقطة البداية تصنف العمل كفيلم تحقيق بوليسي بامتياز، وبناء شخصية بطله تجعل منه فيلم نوار film noir، فهو بطل سكير، منعزل، اكتئابي موصوم بما فعله والده وزير الصحة السابق المتهم بالفساد، وبنظرة الآخرين له عندما يتم الكشف عن اعتياده شرب الخمر خلال أوقات العمل، لتتوازي رحلة بحث ياسين الخارجية عن السر وراء مقتل علاء مع رحلة بحثه الداخلية عن مفاهيم الحقيقة والإيمان والتسامح، المفاهيم التي ينبغي أن يجدها كي يبلغ نقطة تفاهم مع والده، وبالتالي مع نفسه.

ياسين لا ينتمي لأي جبهة، ليس ثوريًا وإن كان يكره ما فعله والده، وليس معاديًا للثورة وإن صمم على التمسك برأيه الطبي ولو كان هذا الرأي يعني أن الشهيد ليس شهيدًا. ياسين ينظر للقضية من منظور شخصي بحت: يدافع عن سمعته ومهنيته وكفاءته، مغلقًا عينيه عن مفاهيم يستخدمها الجميع كالمسؤولية الاجتماعية والنقاء الثوري وتوازنات المنصب وغيرها. وفي هذا الفهم للدوافع المحركة لبطل الحكاية يكمن أساس تلقي ما وراء الحكاية، التي تُصر بعض الكتابات أن تجزأها وتفسرها بطريقة تدين صناع الفيلم، وكأن الإعلان عن رأي الفنان، أي رأي وأي فنان، قد يمكن أن يكون اتهامًا في حد ذاته.

الخطاب الثوري في الفيلم

 (السطور التالية تحتوي على معلومات تحرق نهاية الأحداث)

يبدو التحذير السابق نوعًا من المبالغة المهنية في ظل تباري معظم من شاهدوا الفيلم الذي لم يُعرض تجاريًا بعد في كشف نهايته، وفيها ـ كما صار معروفًا للغالبية ـ نكتشف أن الشهيد ليس شهيدًا، وليس ثوريًا من الأساس، بل هو مجرد شاب فاسد قتله شقيقه بالخطأ عنده ضبطه وهو يضرب أمه ليجبرها على الاستغناء عن بيت الأسرة ليبيعه. وهو الاكتشاف الذي انطلقت منه كل الأصوات التي تهجو الفيلم وتصفه بتشويه الثورة والإساءة للشهداء وغيرها من التهم المتوالية، التي بالقطع كان صناع الفيلم يتوقعونها أثناء إنتاج فيلمهم.

الحديث من هذه الزاوية الضيقة يتجاهل حقائق أساسية في الحكاية، أولها أن علاء استثناء، هو الوحيد الذي قُتل بهذه الطريقة بينما جاء معه سبعة قتلى آخرين قتلوا من مسافة بعيدة، بما يُثبت ـ بمنطق الفيلم ـ أنهم قد تلقوا رصاصات القناصة. يتجاهل أيضًا حقيقة أن علاء ليس ثوريًا ولا متظاهرًا من الأساس، فهو لم يذهب ولو مرة واحدة للمظاهرات، وكل ما حدث أن شقيقه وأمه استفادوا من الوضع لإخفاء فعلتهم، بل أن حتى الحصول على الشقة والمحل لم يكن من بين أهدافهم ولا خططوا له

حقيقة ثالثة يتم تجاهلها هي أن الشخص الثوري الذي يظهره الفيلم (الجار) هو الوحيد الصادق، الذي لم يكذب حول كونه لم ير علاء في المظاهرة، وأنه لم يكن من معتادي التظاهر بل كان يسخر من المتظاهرين، وأن أم علاء هي من أبلغته الخبر بشكل درامي كان لابد وأن يقنعه فيندفع في النضال من أجل حق جاره ورفيق نضاله (لاحظ أنه من سكان حي آخر وبالتالي لا يعلم حتى بما يخفيه أهل زينهم)، بل إنه لم يكذب في كونه قد أقرض جاره مبلغًا كبيرًا ليساعده في حياته. أي النموذج الثوري الحقيقي الذي يعرضه الفيلم هو نموذج ناصع، ربما أكثر من اللازم. صحيح أن الشاب يتحدث بطريقة سوقية و"يطجن" في الكلام، لكنه شريف تحركه قناعاته لا يتواني عن مساعدة جاره ومعاونة الصحفية عندما يقتنع أنها تبحث عن الحق.

هذه أمور لابد من وضعها في الاعتبار قبل التسرع بإصدار الأحكام وتوزيع صكوك الاتهام وملء القوائم السوداء، الفعل الذي كان أول مسمار في نعش أي حراك إيجابي شهدته مصر خلال السنوات الماضية. وقبل الصراخ بأن الفيلم يتهم الثوار، ربما يجد التفكير قليلًا فيمن هو الثائر في الفيلم.

الحق في مواجهة الحقائق

ما سبق توضيح يأتي من داخل الأحداث وبناء الشخصيات، لكن الأهم منه هو التفكير في الخطاب النهائي للفيلم، في تساؤل بالغ الأهمية يطرحه هيثم دبور وكريم الشناوي: إذا ما كان الأمران متعارضين، أيهما أجدر بأن ننتصر له، الحقائق أم الحق؟

قد يعتقد البعض أن الكلمتين مترادفتين، لكن "عيار ناري" يوضح لنا الفارق بينهم انطلاقًا مما أوضحناه عن شخصية البطل اللا منتمي، الذي يعيش اليوم بيومه ولا يشغله إلا أن يؤدي عمله بشكل صحيح، لا تشغله سوى الحقائق facts، البيانات بشكل مجرد، اتجاه الطعنة من أعلى أم أسفل، الرصاصة من مكان قريب أم بعيد، الموت جاء بهبوط في الدورة الدموية أم بالصدمة العصبية، وغيرها من المعلومات التي يملأها في تقريره بعد كل جثة يفحصها، والذي لا يشغله كثيرًا ما تعنيه للآخرين، "شغلتي أكتب اللي شفته في الجثة، مش أني أجيب حق الشهيد ولا أضيعه" يقولها ياسين في مواجهته الأولى لشقيق القتيل (محمد ممدوح).

ياسين يناضل طوال زمن الفيلم ليثبت إنه كان صحيحًا في رصد الحقائق، قبل أن يقوده اكتشاف ما حدث بالفعل، وإدراك كون موت علاء هو الحل الوحيد الذي وقع بشكل غير مرتب ليُنقذ هذه الأسرة من ابن عاق كاد ليدمر أربعة حيوات على الأقل في لحظة، ليفهم عندها ـ ونحن معه ـ أن الحقائق تختلف عن الحق justice، وإن ما حدث كان لا بد وأن يقع من أجل المصلحة العامة، من أجل حياة أفضل لبشر يستحقون الأفضل، وهي لحظة التنوير والنضج التي يمكنه عندها أن يتنازل طواعية عن جموده المهني، ويوافق على التغاضي عن بعض "الحقائق" من أجل الانتصار لكفة "الحق".

هنا يمكن القول بأن "عيار ناري" هو أبعد ما يكون عن اتهام معاداة الثورة، بل والمزايدة بوصفه بالفيلم الثوري، باعتبار الثورة ـ أي ثورة ـ هي حالة من الاحتقان تسفر عن انفجار يرتبط بأعمال معارضة للنسق والقوانين والقواعد السائدة بهدف تأسيس وضع جديد أكثر صدقًا ونبلًا واقترابًا من العدل، وهو ما يحدث بالضبط داخل هذه الأسرة البسيطة، والذي يمكن لمن يريد أن يسحبه على ما حدث في بلد كامل

من يريد أن يصدق أن حدث شارك فيه ملايين كان حدثًا طاهرًا بلا دنس، لا تشوبه شائبة جريمة أو انحراف أو استفادة نالها من ألصقوا أنفسهم به، هو إما واهم أو كاذب. أما من استفاد من الوقت والتجربة ليعيد تقييم ما وقع، ويفهم أن أي هفوة قد حدثت هنا أو هناك، أو استفادة نالها أفّاق، أو جريمة نجى مرتكبها بسبب الوضع العام، هي كلها أعراض جانبية يمكن التغاضي عنها من أجل الصورة الأوسع والأسمى، فهو في الأغلب من نضج بشكلٍ كافٍ لتلقي مضمون الفيلم الصحيح دون تشنج أو اتهامات.

هفوات التوجه والسرد

هذه قراءة في دراما "عيار ناري" باعتبارها حكاية تقع لشخصية درامية أولاً، وسياقًا يحمل فكرة أو يطرح سؤالًا سياسيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا ثانيًا. غير أن هذا الفهم لمحتوى الفيلم لا ينبغي أن يجعلنا نغفل ميزات الصنعة وعيوبها. ففي فيلمه الأول يثبت كريم الشناوي تمكنه كمخرج من سرد حكاية متماسكة فيها تصعيد درامي خارجي وداخلي، مطعّمة بلحظات إنسانية مؤثرة، ومقدّمة بهوية بصرية تمنح الفيلم روحه الخاصة.

لا ينبغي أيضًا ألا نلتفت لهفوات الفيلم، وعلى رأسها حيرته في تحديد توجهه وجمهوره المستهدف. هل يخاطب "عيار ناري" الجمهور العريض للفيلم التجاري أم الجمهور المتخصص لأفلام "الآرت هاوس" وعروض المهرجانات؟ تقييمي إنه لا يخاطب أيًا منهما.

نظريًا، ندعم طول الوقت أي محاولة لتقليل الفجوة بين ما هو فني وما هو تجاري، وملء الفراغ الكبير بين الأعمال الفارغة التي تجمع الملايين وأفلام المثقفين التي لا يشاهدها أحد. لكن على المستوى العملي لا ينجح "عيار ناري" في إيجاد مسافته الوسطى ونبرته التي تضعه في مكان بين هذا وذاك، بل تردد في كثير من أجزائه بين الأمرين: بين أفكار عميقة ومهمة منسوجة في سيناريو جيد وبين الرغبة في التأكيد وإثبات المعلومة وتكرارها مرة واثنتين وثلاثة على طريقة المسلسلات التلفزيونية.

كم مرة تحدثت الشخصيات عن فكرة الحقيقة وأوجهها المتعددة؟ وعلاقة رغبتنا في التصديق بها؟ لا تكاد ربع ساعة تمر دون أن يُفتح الموضوع نفسه بين شخصيتين، رغم أنه موضوع الفيلم وفكرته العامة الموجودة والواضحة حتى لو لم تقال بالكلمات. الأمر نفسه في مشهد الكشف الختامي، والذي نسمع فيه ما حدث ونراه في الوقت ذاته لزيادة التأكيد، بينما كان أحد الخيارين ليكون أكثر اقتصادًا وأعمق تأثيرًا، وغيرها من التكرارات التي تجعلنا نعتقد أن المخرج في تجربته الأولى ـ خاصة مع تعلقها بموضوع حساس ـ خشى ألا تصل فكرته أو تصل منقوصة للمشاهدين، لذلك صمم على التيقّن من وضوحها في كل فرصة ممكنة.

مشكلة أخرى سردية تتعلق بالسياق الزمني للأحداث، وهو في حالة الطبيب يقدر بالأيام التالية لكتابته التقرير وتحويله للتحقيق، بينما يبدو في حالة أسرة القتيل بحاجة لزمن أكبر كي تتسلم أسرة الشهيد شقة ومحلًا، ويتم تكريمهم عدة مرات حتى تنفد حجج الابن في تبرير غياب أمه عن تكريمها، وهو ما يستحيل أن يستقيم منطقيًا عن الحديث عن امرأة فقدت ابنها قبل أسبوع. وهو عيب يمكن معالجته قبل طرح الفيلم في القاعات بتعديل جملة هنا أو كلمة هناك. فمن الأقرب للمنطق أن تأخذ إجراءات الطبيب وبحثه فترة أطول على أن يُصدم المشاهد بأن حياة الأسرة قد تغيرت بهذا الشكل قبل أن تكمل الوفاة يومها السابع.

العيوب السابقة تمنع "عيار ناري" من مقارعة الجودة الكاملة سواء كعمل فني أو تجاري، وتبقيه في درجة نجاح تفوق المتوسط على الصعيدين، فهو فيلم مهم جيد الصنع، كثير من عناصره متميزة وعلى رأسها مخرجه الواعد، لكنه لا يُحلق بعيدًا بصانعه، فمن الصعب توقع تحقيقه نجاحًا تجاريًا كبيرًا في الصالات، ومن الصعب أن يرضي ذوق المشاهد المتمرس الخبير بالسينما العالمية. لكنه بكل الأحوال خطوة كبيرة ومؤثرة في مسيرة المخرج كريم الشناوي الذي سيستفيد بالقطع من التجربة في أفلامه التالية.

####

الجونة السينمائي 2018- "يوم آخر من الحياة"..

سرد لواقع الحرب الأهلية بالرسوم المتحركة

أمل مجدي

يشارك 12 فيلما في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة خلال فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، المنعقدة من 20 إلى 28 سبتمبر الجاري.

وتعد هذه المسابقة من أقوى المسابقات في المهرجان بعدما نالت مجموعة من أفلامها تقييمات نقدية عالية منها "الجمعية"، و"الحلم البعيد"، و"عن الآباء والأبناء"، ودرب السموني".

لكن هناك فيلم له خصوصية شديدة يحمل اسم "يوم آخر من الحياة"، نظرا لأنه مختلف من حيث الشكل. فهو يمزج بين الرسوم المتحركة واللقاءات المصورة والصور الأرشيفية، ليتناول فترة حرجة في تاريخ أنجولا.

حكايات المقاومة

الفيلم الذي أخرجه راؤول دي لا فونتي وداميان نينو، يعتمد على كتاب للمراسل الصحفي البولندي ريشارد كابوتشينسكي. تدور الأحداث في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت أنجولا تعاني من انقسامات داخلية أدت إلى انتشار الفوضى والدمار والعنف بين أفراد الشعب. فيما كان هناك نزاع خارجي لفرض السيطرة على البلد بين أمريكا والقوات المسلحة الجنوب أفريقية من ناحية وكتائب الحرية الكوبية من ناحية أخرى.

يتعرض الفيلم إلى قصص أناس حقيقيين عاشوا خلال فترة الحرب الأهلية، مثل "كارلوتا" المحاربة الشجاعة، و"فاروسكو" القائد المنتمي إلى الحركة الشعبية لتحرير أنجولا. وقد ساعد استخدام الرسوم المتحركة على سرد حكاياتهم بطريقة روائية وخلطها بصور وفيديوهات تسجيلية.

الفيلم إنتاج مشترك بين بولندا وإسبانيا وبلجيكا، ويركز على الدور الذي لعبه المراسل البولندي، الذي أصبح فيما بعد كاتب ذائع الصيت. فقد كانت لديه معلومات عن تدخل كوبا في الحرب، لكنه لم يفصح عنها، بل فضل أن يكتم السر ليساهم في تحرير أنجولا.

إجابة على تساؤلات

أقيمت ندوة عقب عرض "يوم آخر من الحياة" أمس الأربعاء، بحضور المخرج راؤول دي لا فونتي، قال خلالها إن إنجاز الفيلم استغرق 10 سنوات، لافتا إلى أن مرحلة التصوير فقط استمرت لمدة 5 سنوات.

وأوضح أن مشاهد الرسوم المتحركة، تم تصويرها بممثلين عاديين ثم استعان بتقنية "التقاط الحركة" Motion capture لتحويلها.

وفيما يخص ظهور الأشخاص الحقيقيين من خلال لقاءات مصورة بعدما تقدم بهم العمر، ذكر دي لا فونتي أن المراسل الصحفي كتب تقديمة لكتابه بعد مرور عدة سنوات على طرحه في المكتبات، تساءل فيها عن مصائر الشخصيات وكيف أصبحت حياتهم الآن. لذا، قرر خلال صناعة فيلمه تتبعهم من أجل الإجابة على هذه الأسئلة.

وحول موقفهم من الفيلم، أكد المخرج أنهم شاهدوه عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ71. وقد نال إعجابهم جميعا وتفهموا فكرة أنه ليس نسخة طبق الأصل من ماضيهم، وإنما مقاربة فنية من الواقع.

ولفت إلى أن الفيلم كان يتضمن مقاطع عن الأوضاع السياسية في أنجولا حاليا، لكنه حذفها في مرحلة المونتاج لأنه كان يريد التركيز على فترة السبعينيات.

موقع "في الفن " في

27.09.2018

 
 

يسرا .. لــ "الجمهورية الأسبوعي" :

قوة مصر الناعمة.. سلاح مصر ضد الإرهاب والجهل.. والإخوان

قدري الحجار

فنانة من طراز خاص.. كوكتيل من الموهبة.. بسيطة جدا لا تخطفها النجومية ببريقها ودائما ما تشغلها هموم المواطن البسيط.. هي النجمة الجميلة يسرا التي تفاجئنا في دراما رمضان القادم بشخصية جديدة تماما.. كما عودتنا كل عام تغوص في المجتمع العربي لتفجر العديد من القضايا . 

* في البداية اهنئك علي المشاركة في ماراثون رمضان 2019؟ 

** بالفعل وقعت علي مسلسل جديد مع جمال العدل تاليف محمد العدل ومن اخراج ماندو العدل وليس مسموحا لي أن أذكر أي تفاصيل عن الدور أو المسلسل لكنه سيكون إضافة لي ولمشواري لأن الدور قوي جدا وبه عدة مفاجآت . 

* لماذا لا تتعاونين في الفترة الاخيرة سوي مع شركة "العدل جروب"..؟ 

** ¢العدل جروب" بيتي وشركتي وأنا معهم أشعر بالأمان. والمنتج جمال العدل من أقوي وأشطر المنتجين. 

* هل هذا العمل يعتمد علي التشويق والألغاز والإثارة؟ 

** الأعمال الحلوة بحب أتبسط بها مع جمهوري. لكن مثلا الشر في "فوق مستوي الشبهات" الناس أحبته بسبب تشويق الشخصية اللطيفة وهي في الحقيقة شيطان لكن بالنسبة للعمل الجديد مازلت في مرحلة القراءة. 

* هل تتوقعين أن يحرز هذا المسلسل النجاح نفسه الذي حققته اعمالك السابقة مثل "لدينا اقوال اخري" رغم عرضه في قناة عربية ..؟ 

** وضعني النجاح الذي حققه المسلسل في ورطة وأعيش حاليا مشاعر خوف حقيقية تجاه مسلسلي الجديد تتمحور حول ما إذا كان الجمهور سيتقبله أم لا. يخيفني النجاح الكبير لأنه يضعني في مأزق مع الجمهور الذي لن يتقبل مستوي أقل مما قدمته من قبل. بل ينتظر مني التميز الدائم. وهو ما يضعني في حيرة من أمري لأن المسئولية صعبة للغاية. لا بد من أن يكون الموضوع جديداً تماماً ويحمل نفس الجرأة والسخونة . وهو ما وجدته عندما قرأت سيناريو هذا العمل. يضاف إلي ذلك أن الشخصية التي أجسّدها شديدة الثراء في مفرداتها. تستهويني تلك النوعية كممثلة وأعتقد أنها ستجد صدي لدي المشاهد. 
* لكن يتردد انك تصرّين علي اختيار فريق العمل؟ 

** لا جدال في أن المخرج المسئول الأول عن العمل وعن اختيار أبطاله. إلا أنني يجب أن أشعر بالراحة مع الممثلين الذين أتعامل معهم. كي أستطيع تقديم أفضل ما لدي. لكن ليس معني ذلك أنني ديكتاتورة. بل أجلس مع المخرج والمنتج قبل بدء التصوير لتبادل الآراء حول فريق العمل لنتوصّل إلي الأنسب. وفي النهاية الجمهور يحاسب النجم علي العمل ككل ولن يغفر له سقوطه. 

* عرض "لدينا أقوال أخري" في رمضان الماضي علي قنوات عربية وخليجية فقط.. كيف ترين ذلك؟ 

** كنت أتمني عرض المسلسل علي قنوات مصرية في رمضان. إلي جانب عرضه علي القنوات العربية. لكن اتخاذ إدارة قناة "one". قراراً بتأجيل عرضه أمر لا يخصني و"مش فارق معايا" لأن أهم حاجة الجمهور. كما أن الأمر يتعلق بتعاقدات بين القناة وبين الشركة المنتجة "العدل جروب" لكن الحمد لله المسلسل حقق نجاحا كبيراً من الجمهور في مصر والوطن العربي وشهدت ذلك من خلال لقائي بالجمهور. 

* رغم الثقة الكبيرة التي تتحدثين بها . اشعر ان بداخلك قلقاً وخوفاً؟ 

** أعيش خوفا مفزعا تجاه العمل الجديد وما إذا كان سيتقبله الناس أم لا.. وأعتبر هذا شعوراً طبيعياً. لأنك تظل كل عام تراهن علي اختيارك.. صحيح ووارد أنك في مرة تخطيء. وهذا أخطر شيء ومنذ صغري والحمد لله مرت في حياتي نجاحات كما مرت علي لحظات فشل لكن ولا مرة سبب لي النجاح احساساً زائدا بالثقة أواحساسا بالغرور.. وفي رأيي أن النجاح الكبير يخيف أكثر من الفشل! 

* لماذا؟ 

** لأنه يضعك في مأزق لأن الجمهور ينتظر منك عملا مثل الأعمال التي نجحت. وبالتالي ربما تقدم عملا مميزا ولا يلاقي نجاحه الجماهيري فالجمهور ليس لديه كبير لا يسرا ولا غيرها. 

* لماذا تصرين علي الدور الذي يقدمك بالمثالية ؟ 

** ليست كل ادواري شخصيات مثالية » قدمت في السينما دور الشريرة أكثر من مرة. لكن الأمر يختلف في التليفزيون. لأنه يخاطب جميع الأعمار والفئات. ولابد أن يصدق الجمهور النجم ويحبه. ولن يتحقق ذلك إلا بالأدوار الطيبة. 

* رغم ان مسلسلاتك الاخيره حققت نجاحا كبيرا الا انها لم تسلم من الهجوم .. ما تعليقك ؟ 

** تعودت علي الهجوم ولكني لا أرد وعادة من يهاجم اعمالي لايكون قد شاهدها كلها وانا في أعمالي أختار قضية أري أنها مهمة ونناقشها ونطرحها علي الناس. فهدفي تسليط الضوء علي قضايا حقيقية مسكوت عنها . والغريب أنني عندما تكلمت عن تجارة الأطفال وحوادث الاغتصاب هوجمت. وبعد عدة شهور تناولت العديد من الصحف هذه الموضوعات بشكل واضح. وهذا يؤكد صحة وجهة نظري .فانا اقدم مااري فيه افاده للجمهور ولي في نفس الوقت والفنان لابد ان يقدم الواقع الذي يعيشه . 

* هل ترين أن مصر حاليا تعاني أزمة كتابة. وهل هذا ينعكس علي الأعمال الفنية وجودتها؟ 

** بالتأكيد هناك أزمة كتابة وليست أفكار» لأن من الممكن أن تكون هناك فكرة جيدة ولكن الشخص لا يعرف كيف يسطرها علي الورق بشكل جيد. وعندما يكون لدينا أشخاص يكتبون عملا ما يتكون من 30 حلقة أو أكثر ولا يمل المشاهد منه فهذا شيء مهم للغاية. 

* الا ترين انك في حالة غياب عن السينما..؟ 

** السينما وحشتني . ولكن دائما وفي أغلب أعمالي ادقق في اختياراتي كي احقق النجاح الذي أريده وليس مهما أن أكون البطلة لكن المهم الحضور من خلال عمل جيد ومحترم وفي دور أحبه واقتنع به .. كما ان السينما حاليا كلها اكشن وصعب جدا ان اقدم هذه النوعية من الاعمال. 

* لماذا لاتفكرين في دخول مجال اللانتاج ..؟ 

** قدمت من قبل فيلم "ضحك ولعب وجد وحب " لكن حاليا لا استطيع ان اتحمل انتاج فيلم سينمائي علي المستوي الذي ارغب فيه بالاضافة الي انني لا املك الامكانيات . 

* بعد كل هذا النجاح في جميع المجالات .. هل تعتقد يسرا أنها حققت كل ماتتمناه في مجال العمل الفني؟ 

** قد تندهش إذا قلت لك أنني لم أجد أنني حققت كل ما تمنيته في مجال العمل الفني ولكني أري أن ما أعمل علي تقديمه في ألايام المقبلة سيكون افضل كثيرا بإذن الله 

* هل للفن دور في لم شمل الوطن العربي ودعم السياحة ..؟ 

** كان للفن دور أساسي في لم شمل الوطن العربي كله في فترة من الفترات وكل الشعوب الأخري ترتبط بمصر من خلال فنها . ويمكن للفن دعم السياحة . فمصر تمتلك سلاح القوة الناعمه والتي يمكنها به محاربة الارهاب والاخوان والجهل لكن يجب ان تستخدمها بشكل صحيح. 

####

في ختام مهرجان الجونة السينمائي .. غدا.. تكريم سلفستر ستالوني .. و"يوم الدين" مرشح للفوز بجائزة

مايا مرسي للسينمائيات : "أنتن من ترسمن المستقبل"

قدري الحجار

تختتم غدا الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي والتي أتاحت لعشاق الفن السابع فرصة مشاهدة عدد كبير من الأفلام السينمائية التي تميزت بالمستوي الفني المتميز من جميع انحاء العالم وحصد أغلبها مؤخراً جوائز ذهبية في مهرجانات عالمية.. ويتم خلال الحفل الختامي تكريم النجم الأمريكي سلفستر استالوني بحضور المهندس نجيب ساويرس والمهندس سميح ساويرس مؤسسي المهرجان .. كما يقام حفل فني بمنطقة المارينا علي ساحل البحر الأحمر. 

وجه مديرالمهرجان انتشال التميمي الشكر لضيوف المهرجان ووسائل الإعلام علي وجودهم ودعمهم ومساندتهم وإغنائهم فعالياته وأكد أن سر نجاح هذه الدورة هو حب السينما . 

وأضاف انتشال: ان كثيراً من المحبين قاموا بتقديم النصيحة لي بأن تكون الأفلام المعروضة بالمهرجان أقل. ولكننا صممنا علي زيادة عدد الأفلام هذا العام وزيادة عدد أيامه . لاستيعاب الزيادة في الأفلام. كما أننا نهدف إلي استيعاب جمهور إضافي. 

وقال عمرو منسي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمهرجان الجونة في الدورة الأولي من المهرجان اعتمدنا بدرجة أساسية علي رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس في تمويل فعاليات المهرجان بجانب الرعاة الذين تمكننا من التعاقد معهم قبل انطلاقها. وهذا العام قررنا التوسع في الأمر. وبحثنا عن موارد مالية جديدة. وقمنا بعمل مجموعة من الشراكات الجديدة الأخري. وننتظر اليوم أن تحقق الدورة الثانية من المهرجان نجاحا وانتشارا أكبر . خاصة وأننا نبحث عن تنفيذ كافة الفعاليات بأفضل صورة ممكنة . 

مهمة صعبة 

اصبحت مهمة لجنة التحكيم التي يرأسها المنتج الكرواتي سيدومير كولر . صعبة للغايةلاختيار الافلام الفائزة . فهناك الافلام العربية المشاركة في المهرجان والتي كانت متميزة وتطرح مجموعة من الاوجاع واسقاطات سياسية واجتماعية لكنها في النهاية جعلت هناك بصيصا من الامل ورغم جرأة الفيلم المصري يوم الدين الذي يحمل خلطة جريئة علي مستوي السيناريو والاخراج والتمثيل وبطعم مختلف للسينما المصرية . إلا أنه يتميزپبالسهل الممتنع في اُسلوب الإخراج حيث يقدم اعقد المشاكل بالشرق الأوسط بشكل بسيط يتمثل في الصراع الداخلي للبطل بين الحياة التي يريد ان يتواكب معها وحياته الطبيعية في مستعمرة الجذام وبين الاتجاهات الدينية المتشددة في المجتمع. 

عمل آخر يحمل اسم مصر في المسابقة الطويلة بعنوان "الحلم البعيد". يتقاسم إخراجه مروان عمارة ويوهانا دومكا. وهو فيلم مصري ألماني مشترك. وتتناول أحداثه بداية انطلاق الربيع العربي وتخبط ما بعد ثورة يناير. 

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة. يمثل مصر فيلم "شوكة وسكينة". للمخرج آدم عبدالغفار. وبطولة منة شلبي وآسر ياسين. وأحداث العمل تدور حول رجل وامرأة لا يعرفان بعضهما كثيراً. يتقابلان وكأنه لقاء عشاء. ويتحدثان بكل حرية عن رأيهما في الحب والزواج والخيانة. ويتطور الحوار إلي البوح بالأسرار والأسباب التي تدفع الشخص إلي الخيانة. ويصلان إلي نقطة اكتشاف الحقيقة. 

وفي المسابقة نفسها. يشارك فيلم قصير آخر بعنوان "ماتعلاش علي الحاجب". تأليف هيثم دبور. وإخراج تامر عشري. في ثاني لقاء يجمع بينهما. بعد فيلم "فوتو كوبي". الذي نال عدة جوائز. آخرها حصول بطله محمود حميدة علي جائزة أفضل ممثل من مهرجان "كازان". 

14 فيلما للمرأة 

ومنحت هذه الدورة. للمرأة مساحة كبيرة من خلال عرض 14 فيلما ما بين روائي طويل وقصير وفيلم تسجيلي. وجميعها أفلام ممزوجة بالشعور الإنساني. وما يحيط بالنفس البشرية. من أحداث يومية تموج بالصراع بين الحق والباطل. 

وكان المهرجان قد شهد. مائدة حوار حول تمكين المرأة من خلال السينما. وأدارتها المنتجة التونسية درة بوشوشة. بمشاركة المخرجة اللبنانية ريم صالح. والمونتيرة بينا بول ورئيسة المجلس القومي للمرأة مايا مرسي من مصر. 

وناقشت الندوة أهمية المرأة في العالم العربي. ليس فقط من خلال التمثيل ولكن في التصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من مجالات الفن. 

وقالت مايا مرسي إن نسبة الأفلام التي تتحدث عن قصص النساء زادت بنسبة 23%. متمنية مضاعفة هذا الرقم. ووجهت رئيسة المجلس القومي للمرأة حديثها لصانعات السينما قائلة ¢ابتسمن أنتن مَن ترسمن المستقبل¢. وضربت مثالا بمهرجان الجونة السينمائي من خلال وجود امرأة تقدم دورها علي أكمل وجه وبشكل مميز. وهي الفنانة بشري رئيس عمليات المهرجان. وأعربت عن أمالها في وجود كثيرات مثلها. 

كما كشفت المخرجة ريم صالح. تعرضها أيضا للتنمر عند استعدادها لتقديم فيلمها وعاشت بسببه أوقاتا صعبة. مشيرة إلي أنه تم انتقادها بسبب فيلمها "الجمعية" الذي قامت من خلاله بسرد قصة حقيقة من منظور امرأة. 

وأكدت درة بوشوشة أهمية الالتفات للأعمال التليفزيونية التي وصفتها بأنها من أهم وسائل الإعلام المرئية. لافتة إلي أن ¢تصوير المرأة يتم بصورة تسييء لها¢. ما يستوجب النظر إلي الأعمال التي يقدمها التلفزيون لأنه وسيلة خطيرة. 

وكان قد تم تكريم المنتجة التونسية درة بوشوشة في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية. بعد مسيرة حافلة بالعمل والنجاحات حتي باتت واحدة من أبرز السينمائيات في القارة الأفريقية علي الإطلاق. وتترأس واحدا من أهم صناديق الدعم الفرنسية لمدة ثلاث سنوات. فضلا عن مشاركتها في العديد من المهرجانات الكبري حول العالم ووصولها إلي أكاديمية الأوسكار. 

كما اقام المهرجان حلقة نقاشية عن الدور الذي تلعبه المهرجانات في صناعة السينما بحضور عدد من صناع الفن. ومنهم بشري. طارق الابياري. سيد فؤاد. والمنتج نجيب عايد. سارة هوك. تينا لوك. فريدريك بوير. هيدي سويكر. 

وتحدث نجيب عياد رئيس مهرجان قرطاج التونسي. عن الاسباب التي جعلت مهرجان قرطاج يستمر حتي الآن. قائلا أن المهرجان لايبحث عن العروض الأولي للأفلام. لافتا الي ان هذا الأمر يجعل المهرجان ¢مرتاح¢.. علي حد قوله. 

وقال أن المهرجان باع في الدورة الماضية 200 الف تذكرة للأفلام المعروضة. لافتا إلي ان تونس في هذا التوقيت استقبلت أكثر من 2 مليون شخص. 

قالت سارة هوك رئيسة مهرجان المكسيك السينمائي. أن المهرجان تعرض للكراهية في بداية انطلاقه بسبب عدم وعي الجمهور بالسينما. كما أشارت إلي هناك ضيق الفكر .. علي حد قولها. 

أن دخول المهرجان هناك مجانا ومن الممكن أن يسير أي شخص علي السجادة الحمراء لالتقاط الصور. 

وأوضحت أن أفلام الرعب المشاركة في المهرجان يتم عرضها في المقابر . اضافة الي انهم يقومون بعرض الافلام في الميادين العامة حتي يجعلوا المجتمع محبا للسينما. 

وقالت تيينا لوك "صانعة أفلام استونية". أن فكرة اقامة المهرجان هناك كانت صعبا للغاية. نظرا لاهتمام عدد قليل جدا بصناعة الأفلام هناك. 

أنهم يحاولون أن يطوروا من المهرجان . ويقوموا ببنائه طوبة طوبة . علي حد قولها. 

كواليس 

* غادر عدد من نجوم الفن في المهرجان. لحضور عزاء المؤلف والمنتج المسرحي سمير خفاجي ومنهم عادل إمام وإلهام شاهين. وليلي علوي ولبلبة التي انتابتها نوبة بكاء أثناء العزاء. 

* سافر الفنان حسن الرداد من المهرجان الي القاهرة بعد ان علم ان والدته تعرضت لوعكة صحية. 
* انتقد العديد الفنانة بشري بعد قيامها بالبكاء عقب إقامة حفل لموسيقي أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين. ضمن فعاليات المهرجان. 

* اكد رجل الأعمال نجيب ساويرس. انه وجه الدعوة الي العديد من النجوم مثل كريم عبد العزيز واحمد السقا واحمد عز وياسمين عبد العزيز واحمد حلمي ومحمد هنيدي وخالد النبوي ولكنهم لم يحضروا المهرجان. 

* انتقد الجميع تصرف احمد الفيشاوي من تقبيل زوجته بقبلة رومانسية علي السجادة الحمراء وامام كاميرات القنوات الفضائية وعدسات المصورين الصحفيين. 

الجمهورية المصرية في

27.09.2018

 
 

مهرجان الجونة… انفتاح السينما والبيزنس والعري وما خفي كان أعظم

كمال القاضي

كل الأحاديث عن المهرجانات السينمائية والمهرجانات الفنية الأخرى في مصر تؤكد أن هناك أزمة تمويل حقيقية، وهذا ما استقر عليه التشخيص النهائي منذ سنوات، وقد قُتل هذا الموضوع بحثا ولم تأت بنتيجة، ولعل تدخل وزارة الثقافة لحل المشكلة جاء من هذا المنطلق، فقد اعترفت الوزيرة إيناس عبد الدايم بالأزمة، وأكدت على ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحد من عشوائية المهرجانات الصغيرة، التي تبتلع الملايين وتحصل على دعم غير مستحق نظير البهرجة والزينة والإيهام بالدعم السياحي الباطل!

ورغم القطع بوجود أزمة، وفي أثناء تسول المساندة ومد الأيادي في كل الاتجاهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ينطلق للسنة الثانية على التوالي مهرجان الجونة، مُعلنا التحدي لكل المهرجانات المأزومة ماليا وإداريا، ومتباهيا بإمكانياته وضيوفه ونجومه، الذين جاءوا من كل حدب وصوب، شادين الرحال إلى الجزيرة النائية، التي لا يعرف عنها المواطن المصري البسيط شيئا، اللهم إلا اليسير عن امتيازها السياحي بفعل الدعاية الفجة التي أنفق من أجلها الملايين، فقط ليثبت المنظمون والداعون إلى الاحتفالية السينمائية أنهم قادرون ومالكون وبيدهم مقاليد السُلطة والنفوذ في الجانب الاقتصادي، في استعراض وزهو لا يخفيان على أحد، غير أنهم بهذه الرسالة يضعون وزارة الثقافة ذاتها في حرج بالغ، حيث يصدرون مفهوما عاما وخاصا مفاده أن لديهم القدرة على صناعة ثقافة موازية للثقافة الرسمية، وأن إقامة مهرجان سينمائي دولي وعالمي مسألة لا تمثل بالنسبة لهم أي معضلة، وأذكّر هنا بالدورة التي دعم فيها رجل الأعمال إياه مهرجان القاهرة السينمائي قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا، وكان المهرجان على مشارف الأزمة المالية، وصرح حينئذ رجل الاقتصاد القوي بأنه تورط في دعمه للمهرجان، لولا أن الدعاية التي تحققت لنشاطاته التجارية وساهمت في رواجها أشعرته بالتعويض، ولم يكن الدعم الذي قدمه آنذاك يزيد على مليون جنيه مصري فقط لا غير، أو أقل.

هذه الواقعة تؤكد أن إطلاق مهرجان سينمائي جديد بهذه الكيفية ليس لوجه الإبداع أو السينما، وإلا كان الأولى الاستمرار في دعم المهرجان الرسمي للدولة وهو الأكبر والأشهر والأقدم، فنيا وتاريخيا، بدلا من الشكوى والضجر من مجرد الدعم لدورة يتيمة وحيدة كانت الأولى والأخيرة، ولو قلنا إن مهرجان الجونة المزعوم أطلق للتنوع الثقافي والفني، ليكون واجهة حضارية، فهذا اعتراف صريح بموت مهرجان القاهرة، أو رغبة في تحرير شهادة وفاته وهو لا يزال على قيد الحياة، لأن التنوع الثقافي لا يعني التخلص من المهرجانات والنشاطات الفنية الراسخة، ومحاولة اغتيالها علنا وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، فلو أن رجل الأعمال كان يرجو دعما ثقافيا حقيقيا لفعل مثلما فعل ويفعل محمد عبد المنعم الصاوي، الذي أنشأ ساقية الصاوي وخلق منها كيانا ثقافيا حقيقيا، قدّم من خلاله تجارب فنية مذهلة على مستوى الشكل والمضمون وفي كل الاتجاهات، أدبا وموسيقى ومسرحا وسينما وفنا تشكيليا، وأحدث حراكا قويا تناغم بكل بساطة مع الثقافة الشعبية والجماهيرية لكل الفئات، وعوّض بما لا يدع مجالا للشك جوانب النقص في أداء وزارة الثقافة على مدار السنوات الماضية.

لقد تفاعل المثقفون مع الرسالة الصادقة لساقية الصاوي، وشجعوا على استمرارها كنافذة حقيقية لإشعاع إبداعي مضطلع بتحقيق النهضة والتحضر، وإبراز المواهب ورعايتها وتقديمها بشكل لائق وراق، وهو عكس ما نراه الآن في مهرجان الدعاية للبيزنس والموضة وفساتين السهرة المثيرة للامتعاض والاشمئزاز والتقزز، وكله تحت لواء السينما وشعار المهرجان الملفق والتطبيع الأمريكي ـ الأوروبي ـ العربي غير المتجانس إيذانا بتحقيق حُلم إسرائيل المفقود في التطبيع المرفوض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الوطني العريق، وهذا هو بيت القصيد في احتفالية الغرام والانتقام والعري في جزيرة الجونة السياحية السينمائية المغرية.

٭ كاتب مصري

####

مهرجان الجونة السينمائي يحتفي بالمرأة العربية وتجاربها الفنية

القاهرة – «القدس العربي»:

أقام مهرجان الجونة السينمائي حوارا حول تمكين المرأة من خلال السينما، وأدارتها المنتجة والممثلة التونسية درة بشوشة، بمشاركة المخرجة ريم صالح، والمونتيرة بينا بول، ورئيسة المجلس القومي للمرأة مايا مرسي، وأللي ديركس.

حضر الندوة مدير المهرجان إنتشال التميمي وبشرى، وكتاب السيناريو مريم نعوم، وهيثم دبور، وعدد من صناع السينما.

وبدأت الكلمات حول دور النساء في صناعة السينما، ليس فقط من خلال التمثيل، ولكن في التصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من النشاطات داخل الصناعة.

وناقش الحضور أهمية المرأة في العالم العربي، في التمثيل والتصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من مجالات الفن، وأوضحت مايا مرسي أنها ليست ضد وجود كوتة المرأة في كل شيء، على عكس البعض، قائلة «أنا دائماً أدعم الكوتة، لولاها لما كنا لنرى نساء فى البرلمان، ونسبة الأفلام التي تتحدث عن قصص النساء زادت بنسبة 23 % وأتمنى مضاعفة هذا الرقم، وأعتبرها مسألة تستدعي أن تفتخر بها النساء، ولم تكن لتتحقق لو لم تتم المطالبة بها. ووجهت رئيسة المجلس القومي للمرأة المصرية حديثها لصانعات السينما قائلة «ابتسمن أنتن من ترسمن المستقبل» وضربت مثالاً في مهرجان الجونة السينمائي وهي وجود إمرأة تقدم دورها على أكمل وجه وبشكل مميز وهي بشرى، رئيسة عمليات المهرجان، وتأمل في وجود كثيرات مثلها.

وضربت المنتجة درة بوشوشة مثالا بأنها فى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، كانت التشريعات تساند المرأة، وكل شيء كان مركزا على التعليم وتمكين المرأة، والنسوية لم تكن تعني لها، لأن الرجال والنساء كانوا متساوين ولم يكن هناك تمييز، وهذا لا يعني قبولها لمسألة تصنيف الأعمال للنساء وأخرى للرجال.

وروت أن الفنانة سلمى حايك تعرضت للتنمر، عند تقديمها لأحد أفلامها، والذي تم رفضه، وهددها بعض الصناع بأنه لن يتم عرضه على شاشة السينما، لكنها حاربت وأصرت على تحقيق حلمها وهدفها، ونجحت فى ذلك.

كما كشفت المخرجة ريم صالح تعرضها أيضاً للتنمر عند استعدادها لتقديم فيلمها وعاشت بسببه أوقاتا صعبة، وأضافت أنه تم انتقادها بسبب فيلمها «الجمعية» الذي قامت من خلاله بسرد قصة حقيقية من منظور امرأة مؤكدة أننا لا نحتاج أن نبرر هذا، ويجب أن نحكم بموضوعية على أعمالنا الفنية.

أما المونتيرة بينا بول فأكدت أنه من المهم أن تجلب وجهة نظرك وأن نرى وجهة نظر الأجناس المختلفة من خلال العمل بالفرص المتكافئة ونقل الخبرات وهو ما تنجح فيه المرأة بشكل كبير.

القدس العربي اللندنية في

27.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)