كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حصد جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان 2018:

«حرب باردة» للبولندي بافل بافليكوفسكي… رصد دقيق لثنائية السجن والحرية

الجونة ـ عدنان حسين أحمد:

مهرجان الجونة السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 

خطف المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي الذي يقيم ويعمل في المملكة المتحدة جائزة أفضل مخرج في الدورة الحادية والسبعين لمهرجان كان السينمائي، عن فيلمه الجديد «حرب باردة»، المستوحى بشكل فضفاض من حياة والديه اللذين يعتبرهما أكثر الشخصيات الدرامية الممتعة التي صادفها في حياته، على الرغم من المصاعب الجمّة التي أحاطت بهما من كل حدب وصوب.

يتنافس الفيلم ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان الجونة في دورته الثانية، ولعله يخطف جائزة الإخراج أو التمثيل، بدون أن نقلل من فرص الفوز بالجوائز الأخرى.

يبدأ الفيلم بداية توثيقية، حيث نرى ثلاث شخصيات مكلفة بجمع التراث الموسيقي البولندي في القرى والأرياف البولندية النائية، والهدف الرئيس منها هو المحافظة على هذه الكنوز التراثية التي لا تلتفت إليها النُخب الثقافية التي تعيش، في الأعم الأغلب، في أبراجها العاجية الشاهقة، منفصلة عن نبض الشارع، ووقع الحياة في قيعان المدن. ونظرا لجمال الأغاني والرقصات التي يؤديها الجميع فتيانا وفتيات، كنا نعتقد كمشاهدين أن الفيلم لن يخرج عن هذا المنحى التوثيقي، لكن المخرج بافل بافليكوفسكي، صاحب «الملاذ الأخير» و«إيدا» فاجأنا حينما انعطف بفيلمه إلى ظلال الستار الحديدي الذي فُرض على أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث سحبنا بهدوء من القرى البولندية الجميلة إلى شوارع برلين الشرقية، ومنها إلى باريس ويوغسلافيا وجعلنا نعيش مع شخصيات الفيلم على مدى خمس عشرة سنة مضطربة، تختلط فيها الموسيقى بالسياسة، ويتلاقح فيها الأدب مع الفن، ويفضي بنا في خاتمة المطاف إلى الذات الوجودية التي تبحث عن حريتها الفردية بعيدا عن الأدلجة الجماهيرية التي تتلاشى فيها إنسانية الإنسان، وتضيع فيها خصوصيته كذات بشرية متوهجة تفعل ما تريد.

الأداء المبهر

ينطوي الفيلم على شخصيات كثيرة، لكن الأنساق السردية للفيلم تنحصر في ثلاثة اتجاهات، الأول يقوده فيكتور «توماس كوت»، والثاني إيرينا «آغاثا كوليستا»، والثالث سوف يُسند إلى زولا التي تؤدية ببراعة نادرة «جوانا غوليغ» وهي المتخصصة أصلا بالغناء والموسيقى الشعبية. وفي أثناء الاختبارات ينصب اهتمام فيكتور على زولا فتعرف زوجته بحدس الأنثى أن هناك ما هو أبعد من الموهبة في الرقص والغناء، فثمة إعجاب بدأ يتولد بين زوجها وزولا، هذه الفتاة القروية اللافتة للأنظار. وبما أن الدولة مهتمة بتمجيد القائد ستالين آنذاك، وهو أمر يرفضه معظم المثقفين والفنانين البولنديين فلابد أن يغنّوا للقائد في بعض الدول الاشتراكية، لكن فيكتور بدأ يفكر بالهروب، ويخطط لأن ينجو بنفسه شرط أن يصطحب معه زولا التي أحبها من كل قلبه، رغم فارق السن الذي يكشّر عن أنيابه بين الطرفين. لا تسير الأمور كما يشتهي فيكتور لأن بولندا لن تغض الطرف عن خيانته للوطن، حيث تقبض عليه وتضعه في السجن لمدة 15 سنة. وبما أن خيط الحب لن ينقطع تماما فتقرر زيارته في السجن، وانتظاره إلى أن يُخلى سبيله، ويتزوجا زواجا كنيسيا تتلوه زولا بنفسها. وحينما ينتهيان من هذه الشعيرة يجلسان على مصطبة في مواجهة الأفق، ثم ينتقلان إلى الطرف الآخر من المشهد الذي يبدو جميلا من الزاوية الأخرى.

القصة السينمائية

تلعب القصة السينمائية دورا مهما في الأفلام الروائية، فثمة ثيمة رئيسة ينبغي إيصالها إلى المتلقين، لكنها ليست كل شيء لأن السينما تراهن على الصورة أكثر من رهانها على الكلمة. وبما أن الفيلم ليس صورة فقط، وإنما صوت وصورة وإيقاع وخيط قصصي سردي، فلابد من إعطاء كل شيء حقه، وهذا أمر مُوكل ببنية الفيلم الداخلية التي تستوعب كل هذه الاشتراطات بطريقة فنية متوازنة، توضّح فيها فكرة الفيلم الأساسية، ولا تتغافل عن الأفكار الجانبية المؤازرة التي تكشف اللحظات التي يتوهج فيها الممثلون كما حصل لزولا التي تألقت في دورها كمغنية وراقصة شعبية، ثم كحبيبة لفيكتور، وكامرأة لعوب تراقص هذا، وتغــــازل ذاك، لكنها أيقــــنت في أعماقها أنها تحب فيكتور، على الرغم من زلاته وهفـــواته العاطفية، وسنعرف، نحن المشاهدين، أن كليهما متزوج، ويخون زوجه، لكن عذر زولا الوحيد أن زواجها الأول ليس كنيسيا، وأن لها الحق في معاشرة منْ تُحب.

لا تخلو شخصية زولا من غموض محبب فهي تتجسس وتنقل الأخبار للجهات الأمنية لكنها وعدت فيكتور بأنها لن تضره أبدا، لأن الحُب أكبر من أي مهمة رسمية أخرى. وحين يتشاجران قليلا ترمي نفسها في النهر، وتشرع بالغناء الجميل وهي عائمة ولعل هذا المشهد الغنائي العـــائم هو واحد من المشاهد السينمائية الكثيرة التي أبهرت المتلقين. أما شخصية فيكتور الذي تناصف دور البطولة مع زولا فهي لا تقل أهمية عن شخصية زولا، فهو عازف، وقائد فرقة موسيقية، ومحب للحرية لكنه يجد نفسه حبيسا لمدة عقد ونصف العقد قبل أن يُخلى سبيله بمساعدة زولا التي أحبته وأخلصت له، على الرغم من التقاطعات التي كانت تبرز هنا وهناك. والذين يعرفون توماس كوت يدركون أهمية الأدوار المتنوعة التي أسندت له في أكثر من ثلاثين فيلما نذكر منها «مسار» و«آلهة» و«خطأ مطبعي» التي تألق فيها جميعا ونال عنها جوائز محلية وعالمية.

خلاصة القول لن يمرّ فيلم «حرب بادرة» بدون أن يحصد بعض جوائز الجونة، لأنه يرقى إلى مرتبة «التحفة السينمائية» على مستوى الأداء، والموسيقى والغناء، والرؤية الإخراجية التي تعزز سينما المؤلف التي نتلمّس فيها حضور المخرج وهيمنته الواضحة على مختلف مفاصل الفيلم، آخذين بنظر الاعتبار أن هذه الهيمنة لا تصادر المساحات الحرة للطاقم الفني برمته، سواء أكانوا ممثلين، أم مصورين، أم تقنيين يضعون جميعهم موادهم الخام أمام أصابع المنتج الذي يبعث فيها حياة أخرى جديدة قد تضع الكل في دائرة الدهشة والانبهار.

٭ كاتب عراقي

####

الفيلم السوري «عن الآباء والأبناء» يكشف انتقال العنف من جيل إلى جيل

الجونة – رويترز:

بينما يعمل العالم على وقف الصراع في سوريا يحاول المخرج السوري طلال ديركي تسليط الضوء على المستقبل والتفكر بعقلانية في جيل صاعد لم يعرف منذ ولادته سوى صوت البنادق والقنابل واعتاد رؤية الدم.

وفي سبيل هدفه نجح ديركي في اكتساب ثقة عائلة متشددة في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإسلامية في سوريا وصنع فيلمه الوثائقي الطويل (عن الآباء والأبناء) الذي يشارك في مسابقة مهرجان الجونة السينمائي.

وتنقل كاميرا المخرج السوري صورة نادرة عن معنى أن ينشأ طفل في كنف أب حلمه الأكبر إقامة خلافة إسلامية ولا يقف عند هذا الحد بل يدفع ابنه إلى معسكرات التدريب ليصنع منه مقاتلا.

وقال ديركي في مناقشة مع الجمهور بعد عرض الفيلم أمس في مهرجان الجونة «الفيلم لا يتناول الشأن السوري فحسب، ما قد يفعله الشخص المتشدد دينيا في ابنه يمكن أن يحدث في أفغانستان أو ليبيا أو أي دولة… الفيلم هدفه تربوي وليس سياسيا».

وأضاف «أركز في الفيلم على ثقافة العنف، كيف ينتقل العنف من جيل إلى جيل، كيف لطفل لا يدرك شيئا في الدنيا ألا يكون أمامه خيار سوى أن يصبح مقاتلا. لم أحاول الخوض في السياسة لكن القضية الحقيقية كانت بالنسبة لي العلاقة بين الأب والابن».

الفيلم مدته 99 دقيقة وهو إنتاج سوري/ألماني/لبناني مشترك وسبق عرضه في مهرجان الأفلام الوثائقية في أمستردام ومهرجان «صندانس» في الولايات المتحدة ومهرجانات سينمائية أخرى في اليونان ورومانيا واستونيا وسويسرا ولوكسمبورغ.

وعن صناعة الفيلم والمدة التي استغرقها تصويره قال ديركي «الفيلم استغرق 330 يوم تــصوير على مدى عامين ونصف، سافرت خلالهم إلى سوريا ست مرات». وأضاف أن الفيلم هو الجزء الثاني من ثلاثة بدأها مع (العوة إلى حمص) في 2013 ثم (عن الآباء والأبناء) بينما سيكون «الجزء الثالث عن سوريا بعد الحرب».

####

الجزائري مرزاق علواش يطارد التطرف من جديد في «ريح رباني»

الجونة – رويترز:

لا يكل المخرج الجزائري مرزاق علواش من مطاردة التطرف الفكري والديني في أفلامه حتى بعد أن تجاوز السبعين من العمر فيعود ويقدم فيلمه الأحدث «ريح رباني» عن قصة تجمع بين صناعة الموت ومقاومة الحب.

الفيلم إنتاج جزائري/فرنسي/لبناني مشترك، ومن بطولة سارة لايساك ومحمد أوغليس وحسن بن زراري وشارك في وقت سابق من الشهر الجاري في مهرجان تورونتو السينمائي في كندا.

ويشكل حلقة جديدة ضمن سلسلة أفلام تصدى فيها علواش (73 عاما) للفكر المتطرف وانتشاره منها (باب الواد سيتي) و(العالم الآخر) و(التائب).

يتناول «ريح رباني» قصة شاب وامرأة ترسلهما جماعات إرهابية لتنفيذ عملية انتحارية ضد منشأة نفطية في الجزائر لكن خلال الأيام القليلة التي تجمعهما في بيت واحد قبل الهجوم تنشأ علاقة حب من طرف واحد تغير مصيرهما معا.

وتدور الأحداث بالكامل في الصحراء وتأتي الصورة باللونين الأبيض والأسود وهو ما فسره المخرج في مناقشة مع الجمهور بعد عرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي بأنه «عاشق للصحراء التي استخدمها كثيرا في أفلامه السابقة»، كما أراد باللونين الأبيض والأسود «أن يركز المشاهد على بطلي العمل دون الانشغال بما حولهما من تركيبة بصرية في المشهد لأنهما المحركان الرئيسيان للأحداث».

وعلى مدى 96 دقيقة يقدم المخرج القليل جدا عن خلفية البطلين ودوافعهما للإقدام على تفجير المنشأة النفطية ليترك المساحة الأكبر للعلاقة الإنسانية التي تنشأ بينهما وإفضاء كل منهما للآخر بما تختزنه نفسه من آلام وحب وكره وخوف وتعاملهما مع الهجوم المرتقب.

وقال علواش «الإرهاب قضية معروفة ومحسومة لا تحتاج مني إلى سرد طويل في الفيلم حتى أشرحها للمشاهد لكن ما أردته هو اقتناص فترة زمنية قصيرة يتواجد فيها الاثنان معا ويواجهان هذا الموقف المصيري».

ومع اكتمال القصة في نهاية الفيلم يسمح المخرج بتدفق قدر من المعلومات عن المرأة التي يتضح أنها منخرطة في الأعمال الإرهابية منذ سنوات ومطلوبة لدى عدة دول بينما تظل هوية الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من عمره غير واضحة.

وقال «الشاب هو نموذج لحديثي السن الذين تؤثر عليهم الجماعات المتطرفة وتجذبهم نحوها بدعوى الجهاد والقصد منه الرمز إلى تلك الجثث مجهولة الهوية التي يُعثر عليها بعد العمليات الإرهابية ويظل سر تواجدها في المكان أو مشاركتها في الحادث مجهولا لأن ليس لها نشاط سابق».

####

قصص الحب ومشاكل الهجرة تسيطر على عروض مهرجان الجونة السينمائي

الجونة (مصر) د ب أ:

تشهد فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي تقديم 14 فيلما ضمن برنامج عروض مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة، الى جانب برنامج العرض الخاص، وعروض برنامج الاختيار الرسمي خارج المسابقة.

وتسيطر قصص الحب ومشاكل الهجرة، والحياة تحت وطأة الحروب، أهم ملامح وقضايا عروض المهرجان.

وشهد جمهور المهرجان يوم أمس الإثنين، عرض فيلم «المهاجر» للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، والذى يقدم رؤية ذاتية لقصة يوسف من خلال شخصية رام، الذي يعيش مع أبيه العجوز، وسط قبيلة تقيم على أطراف مصر، حيث يرفض الشاب الفقر الذي تعيشه قبيلته فيقرر الهجرة لتعلم فنون الزراعة في مصر، ويصحبه أخوته السبعة، ورغم مؤامراتهم يصل رام مصر، يتعلم فيها ويتعرف على قائد جيوشها.

وتضمنت العروض أمس تقديم فيلم «سعيد مثل الزارو» للمخرج أليتشه رورفاكر، وتدور أحداث الفيلم حول اجتماع الزارو، الشاب الطيب مع تانكريدي النبيل والملعون بسبب خياله، وتنشأ بين الشابين علاقة قوية فيطلب تانكريدي من الزارو مساعدته في التخطيط لعملية خطف.

ويعرض فيلم «سارقو المتاجر» للمخرج هيروكازو كوريه، ويحكي قصة لقاء أوسامو وابنه بفتاة صغيرة في يوم بارد، بعد أن قاما في أحد السرقات، وفي البداية يترددون في إيواء الفتاة عندهم، ولكن زوجة أوسامو توافق على الاعتناء بها، على الرغم من فقر العائلة، والتي بالكاد توفر القليل من المال من خلال قيامها بسرقات بسيطة للمتاجر تبقيهم على قيد الحياة، لكنهم يبدون سعداء، حتى لحظة وقوع الحادث.

كما يعرض فيلم « تعليم باريسي» للمخرج جون بول سيراك، ويحكي عن اتيان الذي أتى إلى باريس لدراسة السينما في جامعة السوربون، ويتعرف على ماتياس وجان نويل وبينما يقضون العام الدراسي، يواجهون صعوبات في الصداقة والحب، كما يكون عليهم كذلك خوض معاركهم الفنية.

وفيلم «أوتيا 22 – يوليو» إخراج اريك بوب، ويحكي تفاصيل اليوم الثاني والعشرين من تموز/يوليو عام 2011 حيث تعرض مئات من أعضاء اتحاد شبيبة حزب العمال النرويجي المخيمين في معسكر صيفي خارج العاصمة أوسلو إلى هجوم مسلح نفذه رجل يميني متطرف.

ويعرض فيلم «تاريخ الحب»، إخراج سونيا بروسنك، ويحكي قصة إيفا ذات السابعة عشر ربيعاً، التي تحاول التعامل مع حزنها على فقدان والدتها في حادث سيارة، وترافق حزنها الشخصي العميق مع اكتشافها أنها لم تكن تعرف كل شيء عن والدتها، وتغرق نفسها ببطء في عالم غريب يشبه عالم الأحلام.

ويتضمن برنامج اليوم من المهرجان، عرض فيلم «هل تتذكر» إخراج فاليريو مييلي، ويعرض لقصة حب طويلة بين امرأة ورجل، يتم سردها من خلال الذكريات، التي تتحكم فيها تغيرات المزاج، ووجهات النظر والزمن نفسه، وخلال مسار الفيلم يتعلم كلاهما الكثير عن الحب، والإنهاك والخيانة. ويعرض فيلم «الرجل الذي فاجأ الجميع»، إخراج ناتاليا ميركولوفا وألكسي شوبوف، ويروي قصة إيغور كورهسنوف، حارس غابات سيبيري، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً وينتظر هو وزوجته ناتاليا طفًلا ثانياً، وفجأة يكتشف أنه مصاب بسرطان في مرحلة متأخرة، فيقرر إيغور تغيير هويته كي يتجنب مواجهة الموت الآتي.

ويعرض فيلم «أرض متخيلة»، إخراج ايوا سيوا هوا، ويروي أنه بعد أن تنشأ صداقة عبر الإنترنت بين وانج عامل البناء الصيني، الذي يعمل في أحد مواقع الإنشاء المخصصة لتوسيع الأراضي، وبين هاوي ألعاب إلكترونية غامض الهوية، يختفي وانج، ويحاول المحقق لوك العثور عليه في مقهى الإنترنت الذي اعتاد التردد واقتفاء أثره، ليلتقي مع صديقه الغامض.

ويعرض فيلم «ألوان مائية»، إخراج فيكتور كوساكوفسكي، حيث يصحب الفيلم المشاهدين في رحلة سينمائية عميقة عبر الجمال المتحول والقوة الأولية للماء وقوة الألوان المائية التي يلتقط المخرج فيكتور كوساكوفسكي خصائصها في تفصيل مرئي مذهل. وعرض أيضا فيلم «درب السموني»، إخراج ستيفانو سافونا، ويحكي قصة عائلة السموني التي تعيش في الضواحي الريفية لمدينة غزة مع غيرها من العوائل، وهي على وشك الاحتفال بزفاف أحد أبنائها، وهو الاحتفال الأول لهم بعد انتهاء الحرب الأخيرة، وقد فقدوا فيها الكثير.

وترسم ذكريات الأطفال والشباب الناجين من الحرب، والتي يعرضها الفيلم، صورة عميقة ومتعددة الوجه لتفاصيل حياة عائلة عاشت مأساة الحرب.

أما برنامج «منصة الجونة السينمائية» فتضمن مجموعة من الندوات والورش، والحلقات النقاشية حول عدد من القضايا بينها: «المحتوى الرقمي من الخلق إلى الحصول على التمويل»، و»الأفلام من النص إلى الشاشة»، و»الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج» و»اللاجئون وقصصهم عبر الأفلام»، و»الوضع الراهن لدور المهرجانات السينمائية» .

وشهدت الاحتفالية الموسيقية الخاصة، التي قادها المايسترو هشام جبر، والتي جرى خلالها تقديم مجموعة من المقطوعات من الموسيقى التصويرية لأفلام المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، حضورا كبيرا من النجوم والنجمات الذين تباروا في تقديم ما لديهم من جمال وأناقة.

وكان من بين حضور الاحتفالية الموسيقية، ماريان خوري، وداوود عبدالسيد، ويسرا، والهام شاهين، ومنى زكي، وهشام سليم، وأحمد داوود، وعمرو منسي، ودرة.

القدس العربي اللندنية في

25.09.2018

 
 

المنتجة التونسية دُرة بوشوشة لـ«المصري اليوم»:

تكريمى من مهرجان الجونة فخر لبلادى وللسينما

كتب: علوي أبو العلا

بدأت مشوارها فى إنتاج عددٍ من الأفلام الوثائقية التونسية والأجنبية، القصيرة والطويلة قبل ما يزيد على 24 عاما، وتعاونت مع كبار المخرجين الأفارقة والعرب لتقديم أعمالها ومنها «صبرية» للمخرج عبدالرحمن سيساكو، و«موسم الرجال» للمخرجة مفيدة التلاتلى، و«بركات» للمخرجة جميلة صحراوى، واختيرت أفلامها لتعرض فى مهرجانات فينيسيا وكان وبرلين، إلى جانب كبار المنتجين والنجوم العالميين، كما أسّست ورشة المشاريع السينمائية فى إطار مهرجان قرطاج السينمائى فى العام 1992، الذى تولت رئاسته ثلاث دورات، درة بوشوشة المنتجة التونسية الكبيرة التى كرمها مهرجان الجونة السينمائى الدولى فى دورته الثانية، تحدثت لـ«المصرى اليوم» عن هذا التكريم الذى يُكلل مشوارها السينمائى الطويل وما حفل به من خطوات وعلامات مميزة فى السينما العربية والأفريقية.. وإلى نص الحوار:

■ بداية كيف جاء تكريمك من مهرجان الجونة وكيف استقبلتِ ذلك التكريم؟

- انتشال التميمى وبشرى أبلغانى بالتكريم الذى يعتبر الثانى لى من مهرجانات عربية بعد مهرجان دبى السينمائى، وشرفت بالتكريم من الجونة وسعدت كثيرًا، كما أننى كُرمت فى فرنسا من قبل، لكن هذا التكريم أحسست به كثيرًا ومثل لى الكثير.

■ ما الذى مثله لكِ هذا التكريم؟

- فى البداية الشهرة لا تعنى لى شيئا، فأنا أحب شغلى كثيرًا وهى مهنة الإنتاج، لا أحب أن أكون مشهورة ولا أحب أن أجلس مع الإعلام، فأنا فى تونس أتحدث قليلا جدًا، وأتحدث حين يكون من خلال تقديم أعمال جيدة، واعتراف الناس بشغلى أفضل تكريم، والتكريم هو اعتراف بشغلى، وفخر لى ولبلادى وللسينما العربية والأفريقية التى نعمل بها فأنا أدرس فى أفريقيا سينمائيًا.

■ أصبح حضورك قويا فى المهرجانات العربية والعالمية كواحدة من أهم المنتجات العرب، كيف استطعتِ وضع اسمك كسيدة عربية على قائمة تلك المهرجانات؟

- من خلال الأفلام التى قدمتها، فقد أنتجت للشباب منذ فترة عندما كانوا غير معروفين، واليوم صاروا مشاهير، ومن عرفنى بالعالم هو شغلى بالجنوب فى كتابة السيناريو، ودرّست للكثيرين كتابة القصة من العالم العربى والأفريقى، ففى كل فصل دراسى نختار 5 أشخاص مثلا من مصر وتونس والجزائر وتوجو والمغرب، ومنهم بعد ذلك من ذهب إلى مهرجانى فينيسيا وكان وغيرهما، فمثلا أخذت من مصر إبراهيم بطوط ونادين خان وأيتن أمين وشريف البندارى، ومن دول كثيرة سرت على نفس المنهج، وسبب شهرتى فى المهرجانات هو الدفع بجيل كبير من الشباب، وقد توليت رئاسة صندق دعم الدول العالمى فى فرنسا لمدة 3 سنوات، وتوليت صندوق دعم الشباب فى الإنتاج وتطوير السيناريو من خلال الصندوق، كما أننى توليت مهرجان قرطاج وقدمت فيه ورشة تطوير المشاريع، وخرج وقتها منه فيلم «صمت القصور» .

■ على ذكر المهرجانات العربية ما الذى ينقصها حتى تتواجد عالميًا وتنافس المهرجانات الكبيرة؟

- دائما ما نقع فى مشكلة كبيرة فى مهرجاناتنا العربية، وهى حبنا للمقارنة بيننا وبين المهرجانات الغربية، ولكن ولا مرة توقفنا مثلا عند عدة أشياء، مهرجان كان لا يشبه سوى كان، وبرلين لا يشبه سوى برلين، مهرجان فينيسيا لم يتوقف منذ 75 سنة وثقافتهم مختلفة هم لديهم خصوصياتهم، ونحن لدينا خصوصيات مختلفة عنهم، المشكلة أن الاستمرارية لا تتواجد عندنا مثلا دبى السينمائى، فى حين أن أيام قرطاج مثلا لم يتوقف نهائيًا حتى إننى سعيت لذلك عندما توليته 3 دورات، لكن فى العالم العربى تجد المهرجانات تتوقف لعدة أسباب، إضافة إلى تغيير إدارات كثيرة على المهرجانات العربية، والمشكلة الأهم لدينا هى سياسية، وهى التى تعصف بالمهرجانات العربية، فأرى من يمول هو من يحكم سواء شخص أو دولة، وأصبح ذلك يلزمنا بأشياء محددة، ويلزم الاستمرارية فى البداية وأن تكون البرمجة قوية، والمشكلة الأكبر مع الصحافة، فهى التى عليها العبء الأكبر، لأننى أطالبهم بعد التركيز على الأشياء غير المهمة والاهتمام بالريد كاربت والفساتين، عليهم أن يهتموا بالجمهور وبنشر الثقافة بدلًا من الافتتاح والختام والفساتين الأحمر والأخضر، لكن أين المحتوى لا أحد يحكى عليه!، صحيح السينما بها الفستان لا نرفض ذلك، لكن الأهم المحتوى.

■ رأيك فى مهرجان الجونة السينمائى بدورته الثانية؟

- رائع بكل المقاييس وإن شاء الله سيكون هناك أكثر من رجل أعمال فى الوطن العربى يدعمون الفن والصحافة والسينما والثقافة مثلما يفعل الأخوان ساويرس، لأننا دائما نسمع من السياسيين أن الفن والثقافة هما الأهم، وبعد كل عمل إرهابى نسمع ذلك لكن ما الذى يحدث للفن؟ لا شىء!، لكن تجد من ينفذ الأفكار دون شعارات هم رجال الأعمال مثل الأخوين ساويرس فهما رائعان، ولدينا فى تونس أيضًا الأخوان «كيلانى» أيضًا قدما مهرجان قابس، وقدما حتى الآن 4 دورات للأفلام.

■ قدمتِ أفلاما فى تونس أكثر جرأة بعد الثورة، فما السبب؟

- ما حدث أنه كان متاحا لنا قبل الثورة أن نحكى عن كل شىء إلا السياسة، فكان المنتجون إذا أرادوا الحديث عن السياسة يكتبون أن أحداث الفيلم وقعت قبل 1987، قبل وجود زين العابدين بن على، لكن بعد الثورة الرقابة الذاتية التى كانت عنا رحلت، وأصبح الجميع يتحدث ويقدم ما يريد، فالثورة قامت على الخوف والفيلم أصبح قريبا من المشاهد.

■ فيلمك «على كف عفريت» هل كان يصعب تقديمه قبل الثورة بسبب الجرأة التى قدمت به؟

- تحدثت قبل تقديمه مع وزير الداخلية وطلبت منه تسهيل تصوير الفيلم وعمل الإجراءات اللازمة، لأنى أول مرة أدخل فى السياسة بهذا الشكل، فمثلا العام الماضى رئيس الدولة بتونس اختار 9 شخصيات كل من له بالقانون والفلسفة الإسلامية، كى ينظرون بالدستور ونناقش التمييز بين الرجل والمرأة والحريات، وكنت ممن جرى اختيارهم وليس لى علاقة بالقانون أو الإسلام، ووصلنا للتعديل بعد ساعات وساعات من القراءة والتعديل مع الخبراء وكانت تجربة قوية، وبعد ذلك أوجدنا التمييز والخلل الواقع بينهم.

■ كيف تُقيمين خطوات النجوم التونسيين فى الفن المصرى؟

- فخورة بهم كثيرًا وأعتز بوجودهم، أشاهد دائما هند صبرى ودرة وظافر عابدين، وهناك فنانون أيضًا منهم عائشة بن أحمد قادمة، فالتبادل الثقافى والفنى بين مصر وتونس جيد، منذ الراحل جميل راتب عندما قدم الأدوار الرئيسية فى تونس ومن أكبر الفنانين الذين قدموا بطولات هناك.

■ تحدثتِ خلال ندوة تمكين المرأة عن سينما السيدات ورفضك لهذا المصطلح.. لماذا؟

- الفيلم لا جنسية ولا تصنيف له، عندما أشاهد الفيلم لا أحب معرفة بلده أو جنسية الفنانين أو وصف العمل سواء ذكورى أو أنثوى، المهم رسالته لأن الفن إبداع ليس له دين أو بلد.

■ هل تجدين أن المخرجات العرب أفلامهن أكثر أهمية وأصبحن يتواجدن بقوة؟

- أحب جدًا هالة القوصى وكاملة أبوذكرى لكن لا أحب وصف أفلام المخرجات، وسأقول لك حكاية حدثت معى حين دخلت مدرسة كان كلها أولاد، وكانت بها من كل الطبقات، وأنا البنت الوحيدة التى كنت أرتادها، وأثناء وجودى لم أشعر بأننى متغيرة عنهم بأننى بنت وهم صبيان، لذلك لا أحب التفرقة بين أفلام المخرجين وأفلام المخرجات، ومن أفضل الأفلام التى شاهدتها فى العالم العربى «أخضر يابس» مثلا يتحدث عن امرأة ومخرجه محمد حماد رجل.

####

السفارة الأمريكية تشارك في مهرجان الجونة السينمائي

كتب: منة خلف

تشارك السفارة الأمريكية هذا العام في مهرجان الجونة السينمائي من خلال برنامج الدبلوماسية الأمريكية الأول «عرض الأفلام الأمريكية» والذي يستضيف 2 من صناع السينما الأمريكيين البارزين وهما كيث فولتون، ولو بيب، واللذين سيقدمان دورات استرشادية وورش عمل لصناع الأفلام المصريين الناشئين خلال المهرجان في دورته الثانية.

ويعد برنامج «عرض الأفلام الأمريكية» أحد أبرز برامج الدبلوماسية السينمائية الذي تديره وزارة الخارجية الأمريكية بالتعاون مع معهد الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا. ويعمل هذا البرنامج على تعزيز التواصل المباشر بين الشعوب وعلى عرض رؤى معاصرة للمجتمع الأمريكي وتعزيز التفاهم بين الثقافات. ويفخر البرنامج بالشراكة مع منصة الجونة السينمائية، وهي منصة للحوار بين الأصوات السينمائية الدولية المختلفة، حيث سيعمل مع صناع السينما الناشئين لتطوير محتوى النصوص السينمائية وتعزيز رسائلها.

وقد قام فولتون وبيب بكتابة وإخراج الأفلام الطويلة والسينمائية معاً منذ عام 1995. وقد تلقى فيلمهما «the bad kids» الدعم من مؤسسة Sundance والتي أسسها النجم السينمائي الشهير روبرت ريدفورد وهي المؤسسة التي تدعم صناع السينما الأمريكية المستقلين وفناني المسرح ومؤلفي الموسيقى، كما حصل الفيلم على منح من مؤسسة Foundation Threshold ومن The Filmmaker Fund أو صندوق تمويل صناع الأفلام بالإضافة إلى دعم الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية.

وأيضا حصل فولتون وبيب على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لصناعة الأفلام «فيريتيه»في مهرجان صاندانس السينمائي لعام 2016 عن فيلمهما الوثائقي «THE BAD KIDS» وقد تم اختياره للمشاركة في برنامج «عرض الأفلام الأمريكية» وتم ترشيحه لكل من جائزة بيبودي وإيمي.

ومن أهم أفلامهما الأخرى The Brothers of the Head وفيلم Lost in La Mancha والأخير تم ترشيحه كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان الفيلم الأوروبي وحصل على جائزة «بيتر سيلرز» كأفضل فيلم كوميدي والذي شارك فيه النجم الشهير جوني ديب والممثل جيف بريدجز ويحكي الفيلم عن تيري جيليام كاتب السيناريو والمخرج ومحاولاته التي استمرت 18 عاما لإعادة ابتكار قصة دون كيشوت.

المصري اليوم في

25.09.2018

 
 

المُذنب.. كل هذه المتعة فى «لوكيشن» واحد

محمد هشام عبيه

هذا فيلم مدهش فى كل تفاصيله بامتياز، إذ يظل المُشاهد متشبثًا فى مقعده متوترًا، يفكر فى مصائر أبطاله فى الثانية التالية، بينما كل الأحداث نراها، أو -للدقة- نسمعها عبر عيون وانفعالات وارتعاشات يد الممثل الدنماركى الفذ «جاكوب سيدرجرين» فى دور الضابط «أسجر»، إذ تدور أحداث الفيلم فى 85 دقيقة، دون لحظة ملل واحدة، داخل «لوكيشن» واحد فقط، هو مركز تلقى اتصالات الطوارئ فى الشرطة الدنماركية.

نرى الضابط «أسجر» وهو يتلقى الاتصالات فى ملل وزهد بالغ قبل أن يأتيه فجأة اتصال من امرأة بصوت باكٍ مرتعش، تخبره فيه بأنها تعرضت للاختطاف فى سيارة «فان» بيضاء على يد رجل، نعرف بعد قليل أنه زوجها، وأنه يهددها بسكين.

ينقلب يوم «أسجر» البطىء الممل رأسًا على عقب، ونراه ينصهر مع ما ترويه له المرأة، ويبدأ، ومعه الجمهور، فى تكوين وجهة نظر عمّا يجرى لها عبر صوتها وما نسمعه من أصوات حولها، ينفتح باب السيارة بعنف وتصرخ، فنعرف أن زوجها قد اقترب منها، تتوسل لـ«أسجر» بصوت باكٍ أن يهتم بطفلَيها، وأحدهما رضيع وقد تركته فى منزله، فنعيش دقائق من الترقب، وأسجر يتحدث إلى ابنتها فى التليفون، ونسمع صوتها المرتعش وهى تصف إليه ما جرى، وكيف أن أباها، الذى اقتحم البيت فى عنف، أخذ أمها عنوةً مبتعدًا بها، وحذر ابنته من دخول غرفة شقيقها الرضيع مطلقًا.

لماذا فعل الأب هذا؟ هل أذى الرضيع؟ هل سيقتل الأم؟ هل سيعود لاحقًا ليقتل الطفلة الصغيرة؟ يرسل أحد ضباط الشرطة زملاءه لمنزل الأسرة ليحمى الطفلة والرضيع، لنسمع الصدمة المرعبة.. الرضيع مقتول فى فراشه.

ينجح أسجر فى العثور على رقم هاتف الزوج، فيتصل به محذرًا، متوعدًا بالسجن، يغلق الزوج الهاتف فى وجهه، فيجن جنون أسجر ويطلب من رؤسائه فى العمل البحث عن الزوج القاتل والزوجة المختطفة، فيصطدم ببطء وروتينية فى الأداء، يعاود الاتصال بالزوجة ويحاول أن يهدئ من روعها ويرتب معها خطة صغيرة للهجوم على زوجها والهروب منه عند أول توقف للسيارة، تنجح خطته بالفعل، لكن فى نفس لحظة اكتشافه أن الزوجة هى مَن قتلت الطفل الرضيع وليس الزوج، وأن الأخير كان يحاول الذهاب بها إلى مصحة نفسية بعد تنفيذها الجريمة!

الفيلم مغامرة سينمائية كبيرة، ورغم أنه بصريًّا يدور فى «لوكيشن» واحد، فإنه عبر انفعالات وأصوات أبطاله «الضابط- الأم- الزوج- الابنة الصغيرة»، ينتقل إلى شوارع وبيوت وجسور عدة، كما نجحت المؤثرات الصوتية المصاحبة للمكالمات فى نقل الإحساس بالأماكن التى نسمعها ولا نراها بدرجة مذهلة، ثم إن انفعالات البطل، على هدوئها الأغلب بحكم دقة الموقف الذى يمر به، وانفلاتها فى بعض الأحيان بكل ما يعتمل فيه من مشاعر، بعضها أيضًا يعود إلى شعوره بالذنب كونه قتل أحد المتهمين فى السابق بالخطأ.. قامت بدورها على أكمل وجه فى نقل المشاهد ليس إلى داخل مركز الطوارئ فحسب، بل داخل نفس كل بطل من أبطال الفيلم جميعًا.

المذنب «The Guilty» فيلم يكشف عن عظمة السينما وقدراتها، ويؤكد من جديد أن متعة المشاهدة وعمق الرؤية لا يأتيان بتعدد أماكن التصوير، أو تعدد الشخصيات، وأنه يمكن أن تصنع فيلما مذهلا فى «لوكيشن» واحد وعبر بطل واحد، فقط إذا كان وراء ذلك رؤية واضحة وإدراك لمعانى الجمال الكامنة دومًا فى أدوات السينما لمَن استطاع إليها سبيلًا.

المذنب/ دنماركى/ الاختيار الرسمى «خارج المسابقة»

####

يوم الدين.. رحلة بنى آدم

أحمد عليمى

تأخرنا كثيرًا فى صناعة فيلم يدور حول أشخاص جدد علينا يعيشون معنا داخل المجتمع، تأخرنا حتى نسينا أن كل صاحب مرض ليس دائمًا يظهر حتى يحكى معاناته مع مرضه، أو أن يكون المرض جزءًا من الكوميديا الدرامية للسخرية داخل الفيلم، حتى جاء فيلم «يوم الدين»، الذى تم عرضه فى المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائى فى دورته الثانية، ليُحرجنا جميعًا ويكشفنا أمام أنفسنا وأمام مرضى الجذام.

«هوَّه أنا مش بنى آدم»، هذه هى الجملة الرئيسية التى يدور حولها السيناريست والمخرج الشاب الرائع أبو بكر شوقى، فهو ينقل مأساة «بشاى»، الذى قام بدوره الفنان المتعافى من المرض «راضى جمال»، بكل وضوح وحقيقة.. كيف لهذا الشخص الذى يعيش فى مستعمرة الجذام فى بحرى، والذى يعمل فى جمع القمامة، أن يقرر البحث عن عائلته بعد وفاة زوجته، حتى لا يموت بمفرده؟! وكيف يقرر الذهاب إلى قنا مع الطفل اليتيم المتعلق به «أوباما/ أحمد عبد الحافظ»؟!

هنا الحكاية كيف يرى العالم الخارجى هذا الإنسان المريض بالجذام؟ فالكل يرفضه تمامًا ولا أحد يصدق أنه تعافى، حتى عندما يتم القبض عليه «تحريًا» فى رحلته ويهرب مع أحد المتشددين من قسم الشرطة، ويرى فيه تعصبًا دينيًّا عند فك الكلَبشات هو ومَن معه، يقول لهم إن اسمه «محمد»، حتى لا يعرفوا ديانته، كأنه مكتوب عليه أن يعيش غريبًا مرة بسبب مرضه، والأخرى بسبب ديانته أمام هؤلاء المتطرفين، ولا يساعده فى هذه الرحلة إلا مَن هم مثله أصحاب عاهات مرَضية ممَّن بُترت ساقه أو أحد الأقزام، حتى يصل إلى أهله. وهنا تجد مشاعر صادقة للغاية قدَّمها هذا الفنان الرائع راضى جمال، سواء مع أخيه أو أبيه.

بكل تأكيد نجح أبو بكر شوقى فى أول فيلم روائى طويل له بعد أن قدم أفلامًا قصيرة، كان أحدها عن مرضى الجذام، والذى عُرف منه بطل الفيلم فى 2008، نجح فى أن يجذبنا جميعًا للفيلم الإنسانى مرة أخرى، والذى فاز بجائزة «فارايتى» لأفضل موهبة عربية فى 2018، وتسلمها فى حفل كبير بمهرجان الجونة.

 

نجح شوقى فى أن يضع أمامنا إحساس كل مريض على الرغم من أن حوار الفيلم كانت به أجزاء كثيرة مباشرة تمامًا، وكأنه أراد أن تكون بكل هذا الوضوح حتى يصل ما يريده إلى المُشاهد، فقلَّل من حوار الفيلم.
فيلم «يوم الدين» يناقش المجتمع بكل صراحة، ويخاطب أفراده بأن لا يتركوا مَن يحتاجون إلى أية مساعدة إنسانية إلى يوم الدين، يومَ يتساوى الجميع أمام الخالق، حتى يجدوا العدل الذى يريدونه والحق فى العيش الذى يسعون إليه، وأن المرض أو العاهة أو اليُتم كلها من الله، وليس على الآخرين أن يرفضوها أو يروها كما يرون كل شىء، وأن لا نترك كل مريض للخوف والوحدة والضعف الذى يكفى لأن يُضيع أية فرصة للتعافى من كل الأمراض.

يوم الدين/ مصر- النمسا- أمريكا/ المسابقة الرسمية

المقال المصرية في

25.09.2018

 
 

بول هاجيس الفائز بالأوسكار مرتين يقدم محاضرة خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي

كتب- محمد فهمي:

قام المخرج والكاتب العالمي بول هاجيس بتقديم محاضرة رئيسية حول كتابة السيناريو وصناعة الأفلام خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي اليوم، والتي حضرها عدد كبير من صناع الأفلام والمهتمين من الكتاب والمخرجين. حيث شدت المحاضرة تفاعلا كبيرًا نتيجة اهتمام الحضور بالاستفادة من خبرة هاجيس فيما يخص مسئوليات كتاب السيناريو في صناعة السينما مستقبلا.

"وقال بول هاجيس خلال المحاضرة: "قد يبدو أن صناعة الأفلام وكتابة السيناريو شيئين مختلفين للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة فإنهما يتشاركان في العديد من الخصائص حيث يتطلب كلاهما القدرة على خلق عوالم وشخصيات، بالإضافة الى الخيال اللازم لخلق تلك الشخصيات، ومهارات التواصل اللازمة لنقل الرؤية الشخصية لفريق عمل من المتخصصين".

كما ناقش هاجيس ما يتطلبه دور كل من الكاتب والمخرج لإظهار أفضل ما في كل شخصية في الفيلم، حيث وجه تساؤل للجمهور حول إذا كان من اللازم أن يفكر المخرج ككاتب أثناء كتابة السيناريو، أو أن يعتمد على مدى معرفته بالنص أثناء عملية الإخراج؟

وأضاف هاجيس "من الضروري أن تتمكن من رؤية عملك من وجهة نظر شخص آخر من دون إصدار أحكام مسبقة".

ولدى حديثه عن فيلمه الفائز بجائزة الأوسكار، إصطدام، والذي قام بكتابته وإخراجه، قال هاجيس إن الفيلم كان يحكي قصة عن عدم التسامح. وعلق في هذا الصدد قائلا: "تتملكنا جميعا مشاعر خوف نحو الآخر، وهو ما يسمح لنا بتحديد صورة عنهم بشكل أو بآخر. فنحن لا نبحث عن أنفسنا في الآخر، ونركز على اختلافاتنا". وأضاف هاجيس: "لقد كتبت الفيلم في أعقاب حادثة سرقة سيارتي بالتهديد من قبل شابين، حيث تساءلت على مدار عشر سنوات عن شخصيتهما وما دفعهما لإرتكاب هذه الجريمة وأذيتي. لذا فقد قررت كتابة هذا الفيلم عنهما، ومن خلال عرض وجهة نظرهما، وفي غضون ذلك راودتني العديد من الخواطر حول كيفية عزلنا لأنفسنا في فقاعات مغلقة، سواء كانت تلك الفقاعات ممثلة في سياراتنا أو بيوتنا، بهدف حماية أنفسنا ممن يختلفون عنا. وتساءلت على مستوى أعمق أننا نشتاق للمسة من شخص غريب، وهو ما شجعني على إختيار إسم الفيلم "إصطدام"، والذي يرمز لمدى اشتياقنا لتلك اللمسة، والى احتياجنا للتصادم والارتطام مع أشخاص آخرين، وإلا سنستمر في العيش في تلك الفقاعات".

كما تحدث هاجيس عن الشخصية التي قدمها الممثل مات ديلون في الفيلم، والتي تظهر في جزء من الفيلم كشخص شرير ثم تتطور الأحداث لتتحول إلى شخصية بطولية. حيث يرى هاجيس أهمية التساؤل عن ماهية النفس، ومن نحن؟ فليس من المهم معرفة الإجابة، ولكن الحقيقة أننا نمتلك صفات الخير والشر في نفوسنا.

كما وضح هاجيس للجمهور، أن الحرب الأمريكية الثانية على العراق كانت أيضا سببا في كتابة وإخراج الفيلم، حيث قال: "إن الوطن بأكمله كان قد التف حول الرئيس في ذلك الوقت، وهو ما دفعني لسؤال العديد من الأمريكيين عن سبب احتلالنا للعراق، وهو السؤال الذي لم يتمكنوا من الإجابة عنه بشكل واضح، غير القول إنه رجل غير صالح يؤذي شعبه. حيث دفعني ذلك للتساؤل مجددا عن باقي الأشرار حول العالم الذين يؤذون شعوبهم أيضا. حيث ظهر لي أن السبب الحقيقي لرؤية الأمريكيين أن صدام حسين هو شخص شرير، هو مجرد شكله الذي يوحي بذلك وكونه مختلف عنا. حيث أردت من خلال فيلم اصطدام أن أوضح للجمهور أنه من الممكن أن يتحول الشخص الشرير إلى بطل والعكس، حيث أردت أن أصطدم بالصور النمطية وهو ما يظهر كون فالفيلم تجربة اجتماعية لي بشكل شخصي".

يذكر أن بول هاجيس هو أول كاتب سيناريو يقوم بكتابة السيناريو لفيلمين يفوزان بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم على التوالي: "فتاة المليون دولار" عام 2004 للمخرج كلينت ايستوود، وفيلم "تصادم" عام 2005 من إخراجه. فاز فيلم "تصادم" بجائزة الأوسكار أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي في الحفل 78 لتوزيع جوائز أكاديمية علوم وفنون السينما بعد أن ترشح إلى ثلاث جوائز أخرى في فئات مختلفة من بينها جائزة أفضل مخرج.

####

الجونة السينمائي يناقش أهمية المهرجانات بحضور صناعها

أقيم اليوم الثلاثاء ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي بحضور عدد من صناع الفن، حيث حضر كل من بشرى، طارق الإبياري، سيد فؤاد، وغيرهم، بينما يناقش الندوة كل من المنتج نجيب عايد، سارة هوك، تينا لوك، فريدريك بوير، هيدي سويكر.

وتحدث نجيب عياد رئيس مهرجان قرطاج التونسى، عن الأسباب التى جعلت مهرجان قرطاج يستمر حتى الآن، قائلا إن المهرجان لا يبحث عن العروض الأولى للأفلام، لافتا إلى أن هذا الأمر يجعل المهرجان "مرتاح" .. على حد قوله.

وقال إن المهرجان باع فى الدورة الماضية ٢٠٠ ألف تذكرة للأفلام المعروضة، لافتا إلى أن تونس فى هذا التوقيت استقبلت أكثر من ٢ مليون شخص.

قالت سارة هوك رئيسة مهرجان المكسيك السينمائى، إن المهرجان تعرض للكرة فى بداية انطلاقه بسبب عدم وعى الجمهور بالسينما، وأن المجتمع هناك ضيق الفكر .. على حد قولها.

وأضافت خلال ندوة "أهمية المهرجانات" المقامة حاليا ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى، أن دخول المهرجان هناك مجانا ومن الممكن أن يسير أى شخص على السجادة الحمراء لالتقاط الصور.

وأوضحت أن أفلام الرعب المشاركة فى المهرجان يتم عرضها فى المقابر، إضافة إلى أنهم يقومون بعرض الأفلام فى الميادين العامة حتى يجعلوا المجتمع محبا للسينما.

وقالت تيينا لوك صانعة أفلام استونية، أن فكرة إقامة المهرجان هناك كان صعبا للغاية، نظرا لاهتمام عدد قليل جدا بصناعة الأفلام هناك.

وأضافت خلال ندوة "أهمية المهرجانات" ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى، أنهم يحاولوا أن يطوروا من المهرجان، ويقوموا ببنائه طوبة طوبة، على حد قولها.

####

مهرجان الجونة السينمائي 2018.. كيث فولتون ولو بيب يقدمون ورش عمل لصناع السينما المصريين

كتب - محمد فهمي:

تشارك السفارة الأمريكية هذا العام في مهرجان الجونة السينمائي من خلال برنامج الدبلوماسية الأمريكية الأول "عرض الأفلام الأمريكية" والذي يستضيف اثنين من صناع السينما الأمريكيين البارزين وهما كيث فولتون ولو بيب والذين سيقدمان دورات استرشادية وورش عمل لصناع الأفلام المصريين الناشئين خلال المهرجان في دورته الثانية.

وقد قام فولتون وبيبي بكتابة وإخراج الأفلام الطويلة والسينمائية معا منذ عام 1995. وقد تلقى فيلمهما "the bad kids" الدعم من مؤسسة Sundance والتي أسسها النجم السينمائي الشهير روبرت ريدفورد وهي المؤسسة التي تدعم صناع السينما الأمريكية المستقلين وفناني المسرح ومؤلفي الموسيقى، كما حصل الفيلم على منح من مؤسسة Foundation Threshold ومن The Filmmaker Fund أو صندوق تمويل صناع الأفلام بالإضافة إلى دعم الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية. وأيضا حصل فولتون وبيب على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لصناعة الأفلام "فيريتيه" Verité في مهرجان صاندانس Sundance السينمائي لعام 2016 عن فيلمهما الوثائقي "THE BAD KIDS" وقد تم اختياره للمشاركة في برنامج "عرض الأفلام الأمريكية"وتم ترشيحه لكل من جائزة بيبودي وإيمي.

وفولتون من مواليد بوسطن بولاية ماساتشوستس ويحمل شهادة البكالوريوس في تاريخ الفن من كلية هافرفورد وماجستير فنون جميلة وإنتاج الأفلام من جامعة تمبل. وهو زميل في مختبرات مؤسسة Sundance للكتاب (المؤلفين) والأفلام الوثائقية. أما بيبي فولد في فيلادلفيا وحصل على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر والدراسات السينمائية وماجستير فنون جميلة من  جامعة تمبل. وهو أيضا زميل مختبرات مؤسسة Sundance للكتاب. ويعمل بيبي أيضا كأستاذ مشارك في جامعة تمبل. ومن أهم أفلامهما الأخرى The Brothers of the Head و فيلم Lost in La Mancha والأخير تم ترشيحه كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان الفيلم الأوروبي وحصل على جائزة بيتر سيلرز كأفضل فيلم كوميدي والذي شارك فيه النجم الشهير جوني ديب و الممثل جيف بريدجز ويحكي الفيلم عن تيري جيليام كاتب السيناريو والمخرج ومحاولاته التي استمرت 18 عاما لإعادة ابتكار قصة دون كيشوت.

ويعد برنامج "عرض الأفلام الأمريكية" أحد أبرز برامج الدبلوماسية السينمائية  الذي تديره وزارة الخارجية الأمريكية بالتعاون مع معهد الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا. ويعمل هذا البرنامج على تعزيز التواصل المباشر بين الشعوب وعلى عرض رؤى معاصرة للمجتمع الأمريكي وتعزيز التفاهم بين الثقافات. ويفخر البرنامج بالشراكة مع منصة الجونة السينمائية، وهي منصة للحوار بين الأصوات السينمائية الدولية المختلفة، حيث سيعمل مع صناع السينما الناشئين لتطوير محتوى النصوص السينمائية وتعزيز رسائلها.

الوفد المصرية في

25.09.2018

 
 

"عن الآباء والأبناء".. هكذا ينتقل العنف من جيل إلى جيل

الجونة (مصر)

المخرج السوري طلال ديركي يقدم صورة نادرة عن معنى أن ينشأ طفل في كنف أب حلمه الأكبر إقامة خلافة إسلامية، ويدفع به إلى معسكرات التدريب ليصنع منه مقاتلا.

بينما يعمل العالم على وقف الصراع في سوريا، يحاول المخرج السوري طلال ديركي تسليط الضوء على المستقبل والتفكر بعقلانية في جيل صاعد لم يعرف منذ ولادته سوى صوت البنادق والقنابل واعتاد رؤية الدم.

وفي سبيل هدفه نجح ديركي في اكتساب ثقة عائلة متشددة بالمناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإسلامية في سوريا، وصنع فيلمه الوثائقي الطويل بعنوان “عن الآباء والأبناء” الذي يشارك في مسابقة مهرجان الجونة السينمائي.

وتنقل كاميرا المخرج السوري صورة نادرة عن معنى أن ينشأ طفل في كنف أب حلمه الأكبر إقامة خلافة إسلامية، ولا يقف عند هذا الحد، بل يدفع ابنه إلى معسكرات التدريب ليصنع منه مقاتلا.

وتتّبع الكاميرا الأب، وهو الشخصية المحورية في الفيلم، وتكشف لنا جوانب من شخصيته كأب حنون على أبنائه وعطوف، ولكنه يسعى بشتى الطرق إلى تحقيق مراده ألا وهو قيام دولة الخلافة، وكلنا يعرف الأفعال الإجرامية التي آتاها المقاتلون المتشدّدون، لكن الفيلم وهو يعري جوانب من طموح الأب العنيف والمنغلق، فإنه أيضا يبيّن لنا ما يعانيه أبناؤه الذين نشأوا في بيئة حرب لا ذنب لهم فيها، وأجبروا على اتباع أفكار أبيهم لا من خلال العنف بل من خلال التأثر، وهو ما نراه أن الأب يرسل أحد أبنائه إلى معسكرات التدريب.

إنها صورة ثنائية متناقضة يرسمها الفيلم لشخصية المقاتل المتشدّد، بين العنف والعطف وبين حنان الأب وإلقاء ابنه إلى أتون الحرب، صورة ربما لم يكشفها أي عمل فني آخر، وربما تساهم في التوعية ومقاومة العنف والإرهاب والحرب والأفكار المتشددة.

وقال ديركي في مناقشة مع الجمهور بعد عرض الفيلم مؤخرا في مهرجان الجونة إن “الفيلم لا يتناول الشأن السوري فحسب، ما قد يفعله الشخص المتشدد دينيّا في ابنه يمكن أن يحدث في أفغانستان أو ليبيا أو أي دولة.. الفيلم هدفه تربوي وليس سياسيا”.

وأضاف “أركز في الفيلم على ثقافة العنف، كيف ينتقل العنف من جيل إلى جيل، كيف لطفل لا يدرك شيئا في الدنيا ألا يكون أمامه خيار سوى أن يصبح مقاتلا. لم أحاول الخوض في السياسة، لكن القضية الحقيقية كانت بالنسبة إليّ العلاقة بين الأب والابن”.

الفيلم مدته 99 دقيقة وهو إنتاج سوري/ألماني/ لبناني مشترك وسبق عرضه في مهرجان الأفلام الوثائقية بأمستردام ومهرجان صندانس بالولايات المتحدة ومهرجانات سينمائية أخرى في اليونان ورومانيا وإستونيا وسويسرا ولوكسمبورغ.

وعن صناعة الفيلم والمدة التي استغرقها تصويره، قال ديركي “الفيلم استغرق 330 يوم تصوير على مدى عامين ونصف سافرت خلالها إلى سوريا ست مرات”.

وأضاف أن الفيلم هو الجزء الثاني من ثلاثة بدأها مع “العودة إلى حمص” في 2013 ثم “عن الآباء والأبناء”، بينما سيكون الجزء الثالث عن “سوريا بعد الحرب”.

####

مآسي الهجرة والحرب تسيطر على عروض الجونة السينمائي

قصص الحب ومشاكل الهجرة والحروب تتصدر أهم ملامح عروض مهرجان الجونة، وندوات وورش حول اللاجئين وقصصهم عبر الأفلام.

شهدت فعاليات اليوم الخامس، الاثنين، من الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي تقديم 14 فيلما ضمن برنامج عروض مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة، بجانب برنامج العرض الخاص، وعروض برنامج الاختيار الرسمي خارج المسابقة.

الجونة (مصر)  سيطرت قصص الحب ومشاكل الهجرة والحياة تحت وطأة الحروب، على أهم ملامح وقضايا عروض الاثنين من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية المقامة في مدينة الغردقة بمنتجع الجونة على شاطئ البحر الأحمر، والتي تتواصل حتى 28 سبتمبر الجاري.

وعرض فيلم “المهاجر” للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، والذي يقدّم رؤية ذاتية لقصة يوسف من خلال شخصية رام، الذي يعيش مع أبيه العجوز وسط قبيلة تقيم على أطراف مصر، حيث يرفض الشاب الفقر الذي تعيشه قبيلته فيقرّر الهجرة لتعلم فنون الزراعة في مصر، ويصحبه إخوته السبعة، وبرغم مؤامراتهم يصل رام إلى مصر، فيتعلم فيها ويتعرف على قائد جيوشها.

قصص حب لم تكتمل

تضمنت عروض الاثنين أيضا تقديم فيلم “سعيد مثل الزارو” للمخرج أليتشه رورفاكر، وتدور أحداث الفيلم حول اجتماع الزارو، الشاب الطيب مع تانكريدي النبيل والملعون بسبب خياله، وتنشأ بين الشابين علاقة قوية فيطلب تانكريدي من الزارو مساعدته في التخطيط لعملية خطف.

كما عُرض فيلم “سارقو المتاجر” للمخرج هيروكازو كوريه، وهو الفيلم المتوج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان الأخير، ويحكي الفيلم قصة لقاء أوسامو وابنه بفتاة صغيرة في يوم بارد، بعد أن قاما بإحدى السرقات، وفي البداية يترددان في إيواء الفتاة عندهما، ولكن زوجة أوسامو توافق على الاعتناء بها، على الرغم من فقر العائلة، والتي بالكاد توفر القليل من المال من خلال قيامها بسرقات بسيطة للمتاجر تبقيهم على قيد الحياة، لكنهم يبدون سعداء، حتى لحظة وقوع الحادث.

وعُرض فيلم “تعليم باريسي” للمخرج جون بول سي يراك، ويحكي الفيلم عن إتيان الذي أتى إلى باريس لدراسة السينما بجامعة السوربون، ويتعرف على ماتياس وجان نويل، وبينما يقضون العام الدراسي يواجهون صعوبات في الصداقة والحب، كما يكون عليهم كذلك خوض معاركهم الفنية.

أما فيلم “أوتيا 22 – يوليو” وهو من إخراج إريك بوب، فيحكي تفاصيل اليوم الثاني والعشرين من يوليو عام 2011، حيث تعرض مئات من أعضاء اتحاد شبيبة حزب العمال النرويجي المخيمين في معسكر صيفي خارج العاصمة أوسلو إلى هجوم مسلح نفذه رجل يميني متطرف.

"ريح رباني" يتناول قصة شاب وامرأة ترسلهما جماعات إرهابية لتنفيذ عملية انتحارية في الجزائر، فيقعان في الحب

وعرض فيلم “تاريخ الحب” إخراج سونيا بروسنك، قصة إيفا ذات السبعة عشر ربيعا، والتي تحاول التعامل مع حزنها على فقدان والدتها في حادث سيارة، وترافق حزنها الشخصي العميق مع اكتشافها أنها لم تكن تعرف كل شيء عن والدتها، وتغرق نفسها ببطء في عالم غريب يشبه عالم الأحلام.

وعرض المهرجان في يومه الخامس أيضا فيلم “الرجل الذي فاجأ الجميع” إخراج ناتاليا ميركولوفا وألكسي شوبوف، ويروي الفيلم قصة إيجور كورهسنوف، حارس غابات سيبيري الذي يبلغ من العمر 40 عاما وينتظر هو وزوجته ناتاليا طفلا ثانيا، وفجأة يكتشف أنه مصاب بسرطان في مرحلة متأخرة، فيقرر إيجور تغيير هويته كي يتجنب مواجهة الموت القادم.

وعرض فيلم “ألوان مائية” إخراج فيكتور كوساكوفسكي، حيث يصحب الفيلم المشاهدين في رحلة سينمائية عميقة عبر الجمال المتحول والقوة الأولية للماء وقوة الألوان المائية التي يلتقط المخرج فيكتور كوساكوفسكي خصائصها في تفصيل مرئي مذهل. كما عُرض ضمن برنامج الاثنين، فيلم “درب السموني” إخراج ستيفانو سافونا، ويحكي قصة عائلة السموني التي تعيش في الضواحي الريفية لمدينة غزة مع غيرها من العائلات، وهي على وشك الاحتفال

بزفاف أحد أبنائها، وهو الاحتفال الأول لهم بعد انتهاء الحرب الأخيرة، وقد فقدوا فيها الكثير.  وترسم ذكريات الأطفال والشباب الناجين من الحرب، والتي يعرضها الفيلم، صورة عميقة ومتعددة الوجوه لتفاصيل حياة عائلة عاشت مأساة الحرب.

أما برنامج “منصة الجونة السينمائية” فتضمن الاثنين مجموعة من الندوات والورش، والحلقات النقاشية حول عدد من القضايا بينها “المحتوى الرقمي من الخلق إلى الحصول على التمويل”، و”الأفلام من النص إلى الشاشة”، و”الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج” و”اللاجئون وقصصهم عبر الأفلام”، و”الوضع الراهن لدور المهرجانات السينمائية”.

بين الحب والخوف

عرض مهرجان الجونة السينمائي الأحد فيلم “ريح ربّاني” للمخرج الجزائري مرزاق علواش، والفيلم إنتاج جزائري/ فرنسي/ لبناني مشترك ومن بطولة سارة لايساك ومحمد أوغليس وحسن بن زراري، وشارك في وقت سابق من سبتمبر الجاري بمهرجان تورونتو السينمائي في كندا.

ويشكل العمل الأخير حلقة جديدة ضمن سلسلة أفلام تصدى فيها علواش (73 عاما) للفكر المتطرف وانتشاره منها “باب الواد سيتي” و”العالم الآخر” و”التائب”. ويتناول “ريح ربّاني” قصة شاب وامرأة ترسلهما جماعات إرهابية لتنفيذ عملية انتحارية ضد منشأة نفطية في الجزائر، لكن خلال الأيام القليلة التي تجمعهما في بيت واحد قبل الهجوم تنشأ علاقة حب من طرف واحد تغير مصيرهما معا.

وتدور الأحداث بالكامل في الصحراء وتأتي الصورة باللونين الأبيض والأسود، وهو ما فسره المخرج في مناقشة مع الجمهور بعد عرض الفيلم الأحد بمهرجان الجونة السينمائي بأنه “عاشق للصحراء التي استخدمها كثيرا في أفلامه السابقة”، كما أراد باللونين الأبيض والأسود “أن يركز المشاهد على بطلي العمل دون الانشغال بما حولهما من تركيبة بصرية في المشهد، لأنهما المحركان الرئيسيان للأحداث”.

العرب اللندنية في

25.09.2018

 
 

فيديو| نجيب ساويرس مُشيدا بفيلم «عيار ناري»: «مافيهوش ملل»

محمد طه

أشاد المهندس نجيب ساويرس، أحد مؤسسي مهرجان "الجونة" بفيلم "عيار ناري" الذي يعرض لأول مرة عالميا اليوم في مهرجان الجونة السينمائي، مؤكدا "فيلم حلو جدا ومختلف ومثير ومفيهوش ولا لحظة ملل".

وأضاف ساويرس، في مداخلة هاتفية ببرنامج "ليل داخلي" على راديو "إينرجي"، أن "عيار ناري" إخراج كريم الشناوي وهو مخرج شاب وهو عمله الأول "كريم عامل فيلم حلو أوي".

وأكد ساويرس أن إقامة مهرجان الجونة الموسيقي هو اقتراح وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، وأن شقيقه سميح ساويرس وافق على الفكرة وستدخل حيز التنفيذ الفعل، لافتا إلى أنه يريد أن يصبح مهرجان الجونة السينمائي من أهم مهرجانات العالم "ربنا إدانا مكان حلو في البحر الأحمر وعندنا قدرة كبير على التنظيم، وأكيد التكوين ده لازم ينجح".

وأشار ساويرس إلى أن هناك نجوم عالميين حضروا إلى المهرجان دون مقابل مادي، رغبة منهم في حضور الحدث وقضاء الوقت في الجونة.

https://www.facebook.com/NRJEgypt/videos/2300595456886515/

####

فيديو| مؤلف «عيار ناري»: الفيلم نادر في السوق المصري 

محمد طه

أكد الكاتب هيثم دبور، أن فيلمه "عيار ناري" الذي يعرض لأول مرة عالميا ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، ينتمي إلى تصنيف جديد وغير معتاد في السوق المصري، فهو فيلم "نيو نوار"، مضيفا "صعب تقنع منتج بفيلم من التصنيف ده لأنه نادر في السوق المصري".

وتابع "دبور"، في مداخلة هاتفية ببرنامج "ليل داخلي" مع أحمد مراد على راديو "إينرجي"، على هامش تغطية الراديو للعرض العالمي الأول للفيلم، أن "عيار ناري" فيلم جريمة يغوص في أسباب الجريمة ودوافعها ونفسيات الأبطال، وهو يطرح أسئلة ويدعو للتفكير ولا يترك إجابات واضحة للجمهور، مشيرا إلى أنه ينتظر ردود فعل الجماهير في العرض الأول.

وكانت تذاكر العرض الأول لـ"عيار ناري" في "الجونة" قد بيعت بالكامل، وهو التعاون الأول بين المخرج كريم الشناوي والكاتب هيثم دبور، وإنتاج شركة iProductions  وفيلم كلينك، وبطولة أحمد الفيشاوي وروبي ومحمد ممدوح وعارفة عبد الرسول وأسماء أبو اليزيد، وضيوف الشرف أحمد مالك وهنا شيحة وأحمد كمال وصفاء الطوخي وسامي مغاوري، والمنتج الفني أحمد يوسف، وتدور أحداثه حول جريمة قتل غامضة تربط مصائر أبطاله وتغير معتقداتهم عن مفهوم الحقيقة.

ومن جانبه، قال المخرج عمرو سلامة، إنه أتى لمشاهدة "عيار ناري"، وأنه سعيد بالتجربة التي أعلنت شهادة ميلاد حقيقية للمخرج كريم الشناوي في أول أعماله الروائية الطويلة "كريم عمل أكتر من المتوقع والمنتظر لمخرج بيصنع فيلمه الأول وهيبقى مخرج مهم الفترة الجاية".

https://www.facebook.com/NRJEgypt/videos/240806713448994/

بوابة أخبار اليوم المصرية في

25.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)