كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صانع «الكيت كات» و«البحث عن سيد مرزوق» و«سارق الفرح»

يكشف عن تفاصيل رحلته

حوار- علا الشافعى وإيمان كمال ومى الشامى

مهرجان الجونة السينمائي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 

المخرج داود عبد السيد: لا أعمل بنطرية «سائق التاكسى» وقد أكون خاطئًا.. وأقول للسبكى «برافو».. نعم نقتبس من الغرب والنص الأصلى أصبح قليلًا لأن الزاوية ضيقة وبالتة الألوان فقيرة والعقل صغير.. «الجونة» أفضل مهرجان فى مصر وسعيد بتكريمى فى الدورة الثانية.. «الواد الحليوة» محمود عبد العزيز فاجأ الجميع بـ«الشيخ حسنى».. وهند صبرى معجونة بمية عفاريت وكنت قلقًا من بسمة وآسر ياسين.. صناع السينما المستقلة ذهبوا إلى مثلهم الأعلى فى الغرب وتركوا الجمهور هنا

عشرات التفاصيل الدقيقة الصغيرة نستطيع ملاحظتها بسهولة فى أعمال المخرج داود عبد السيد، هذه التفاصيل لا يمكن أن توجد إلا عند صانع أفلام عرف الحياة وتعاطاها على مستويات متعددة مكونًا خبرات وقرارات متتالية لم تصنع مخرجًا سينمائيًّا قدر ما صنعت فيلسوفًا ذا مشروع سينمائى.

رغم بدايته كمساعد مخرج، اختار أن يحمل كاميرا وينزل إلى الشارع ويصور طبيعة ربما لا تلتقطها السينما بهذا الشكل دون رتوش من خلال أفلامه التسجيلية، ولكن مع انتصاف عقد الثمانينيات كان فيلمه الأول «الصعاليك» معروضًا بشكل رسمى، مدشِّنًا المشروع الفريد الذى يتبناه داود، حيث تختلط الواقعية بخيال وما ورائيات غير موجودة فى أفلام معاصريه من مخرجى موجة الواقعية الجديدة، دائمًا يتدخَّل الحظ أو القدر أو قوى غير مفهومة لتحوِّل مسار الأحداث بشكل سلس فى أفلامه التى تحمل روحًا مصرية خالصة ترفض أن تتغيَّر عن طابعها القديم، أبطاله دائمًا ينتمون إلى مصريتهم بتنوعها وضد أى تطرف من أى شكل أو نوع.

الحوار التالى يضم تفاصيل ملهمة من حياة ورحلة صانع الأفلام الفريد داود عبد السيد الذى يكرمه مهرجان الجونة فى دورته الثانية..

·        بدايةً، ماذا يمثل لك التكريم فى الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائى، خصوصًا فى هذا التوقيت بعد مشوار سينمائى كامل الملامح؟

- ما يهمنى فى التكريم هو الجهة التى تكرمنى، ومهرجان الجونة فى دورته الثانية هو مهرجان شاب وجديد، فالعام الماضى حضرت الدروة الأولى وكان رأيى أننا أمام مهرجان تحوَّل إلى أحسن مهرجان فى مصر، ولا أعلم كيف ستكون الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائى فى ظل الإدارة الجديدة؟ لكن مهرجان الجونة به حرية حركة وإمكانات ليست فقط مادية، فـ«القاهرة» العام الماضى مثلًا كانت به إمكانيات مادية، لكن ما أعنيه هنا الحرية والتنظيم والرؤية، وما أقصده فى النهاية هو أن الظروف المحيطة جعلت «الجونة» من أهم المهرجانات حاليًّا.

·        فكرة الشغف بالحياة والسينما منذ اللحظة الأولى ووجودك فى استوديو جلال وأنت تشاهد هذا العالم الباهر وحتى الآن بعد أن قدمت تسعة أفلام، هل الشغف عندك لا يزال موجودًا رغم كل المعوقات الموجودة حاليًّا أم أصبح أقل؟

- هذه اللحظة تحديدًا كانت باهرة، لأنه كان نوعًا من الاكتشاف الغامض، فى هذه الفترة كنت دائمًا أقول إننى لست مخرجًا ولا كاتبًا أيضًا، بمعنى أننى لست مخرجًا محترفًا ولست كاتبًا محترفًا، وأقصد هنا أنه مثلًا لا يأتى منتج ليطلب منى فيلمًا بوليسيًّا أو سيناريو عمل، فأنا لا أعمل بمنطق «سواق التاكسى» وأن يُطلب منى شىء معين.

هذا لا يعنى أننى أقلل من شأن هذه الطريقة فى العمل، بالعكس فقد أكون أنا مَن أفكر بشكل خطأ، وأقول «يا ريت» وافقت على ذلك.. الشغف موجود ولكن بشكل مختلف.

·        أزمة السينما هى أزمة إنتاج أو عقلية تُدير هذا الإنتاج بنمط معين، لتكريس النوع التجارى، وأحيانًا تكون أزمة رقابة، ولكن السينما حاليًّا تمر بأزمة سواء من الرقابة المجتمعية أو القانونية أو السياسية، وأصبحت هناك محاذير عديدة، فكيف أثَّر كل ذلك على الفن؟

- بكل تأكيد له تأثير كبير، لأنه لا يمكن صناعة الفن فى جو خانق، فأزمة السينما لها أبعاد مختلفة، منها البعد السياسى، وأزمة حرية الإبداع التى يواجهها الفن ليست فقط من الرقابة ولكن أيضًا من المجتمع، وما يحيرنى هو الأزمة التى لا يتحدث عنها أحد بشكل كبير وهى وجود نوعان من السينما، سواء التجارية أم حتى المستقلة، وأحيانًا يطلقون عليها «سينما الشباب». السينما التجارية موجودة ولست ضدها، فهى برأيى قوام السينما، لكن المهم أن يكون النوع الثانى يحقق نجاحات فنية فى المهرجانات وأحيانًا دخلًا معقولًا عند عرضه تجاريًّا، ولكن السؤال المهم: هل يصبح النوع الثانى هو السائد جماهيريًّا؟ أشك. 

كما أن الأزمة فى أن النوع المستقل متأثّر كثيرًا بالسينما الغربية فى تناول المجتمع والموضوع وطبيعة القصة وتكنيك جذب الجمهور، يمكن تلخيص ذلك بأنهم غير مهمومين بأن يصلوا إلى الناس، لأن المثل الأعلى أصبح مختلفًا تمامًا عن الجمهور، ولكن هناك أفلام حققت نجاحات فى المهرجانات العالمية، وهى أفلام جيدة، فشاهدت «أخضر يابس» وشديد الإعجاب به، ولكنى لا أتصور أن يقف الجمهور بالطوابير على شباك تذاكر «أخضر يابس»، ولا حتى بعد خمس سنين مثلًا، وحتى لو كانت هناك شركة توزيع كبيرة أو عرض فى خمسين دار عرض.

البعض يلقى بالمسؤولية على آل السبكى ويهاجم السينما التى يصنعونها كأنها سبب الأزمة، لكن هذا غير صحيح، فالسبكى منتج شاطر وأشطر منتج فى هذه الفترة، وأفلامه تتماشى مع الجمهور ويقبل عليها، وأقول له «برافو.. أنا أحترمك جدًّا».

·        ما رأيك فى أننا نواجه أزمة عدم وجود نص أصيل، فأغلب الأفلام مقتبسة من أفلام أجنبية؟

- لا توجد رؤية «فالزاوية ضيفة وبالتة الألوان فقيرة قوى، والعقل صغير للغاية»، وهو ما كنت أقصده بأن وجود الجمهور سيفرض نوعًا جديدًا من السينما، ومختلف، لا أعرف ماهيته بالضبط، لكن سيحدث تغيير.

·        أفلامك كما قُلت ليست بعيدة عن الجمهور، ولكن لماذا لا يطلب المنتجون داود عبد السيد؟

- أقصد بالنجاح الجماهيرى لفيلمى أن يحقق إيرادات معقولة، فمثلًا إذا كان فيلمى يحقق 5 ملايين جنيه كإيرادات، فهناك أفلام تحقق 20، وطبيعى أن ينجذب المنتج إلى هذه النوعية، وأنا أُقَدِّر هذا الأمر كثيرًا، والحل هنا وليس خاصًّا بى فقط، ولكن لابد أن يكون هناك دعم الدولة كنوع من أنواع التوجيه، وأقصد بالتوجيه هنا المحتوى الفنى للأعمال أو نوع السينما المقدمة.

·        المتعة جزء أصيل فى أفلامك، فالمتفرج يكتشف جديدًا كل مرة فى العمل، والمقصود هنا الأصالة فى النص والكتابة والحالة والمتعة الموجودة من أول العمل لآخره.. داود عبد السيد «مش مخاصم الجمهور»؟

- لأنى لا أتصور أننى أقدم فيلمًا لكراسى «فاضية»، وسأكون «عبيطًا» بل وأحتاج إلى بنك يموّلنى ويخسر، لأقدم أفلامًا تخاصم الجمهور وتخسر تجاريًّا، لكن المهم فى المتعة هل هى متعة فنية متكاملة أم مجرد إلهاء ودوشة ولّا تسلية، أم تغيير الوعى وخلق وعى مزيَّف؟ وأنا اختياراتى هى أن تكون هناك متعة للمتفرج مع درجة من الرقى الثقافى، وهى أمر مرتبط بالتقدم والقضية.

·        نعيش أرض الخوف هذه الفترة، كأن كل شخص يستعير حياة شخص آخر غير حياته، ففيلم «أرض الخوف» أكثر ما ينطبق على وضعنا الحالى، وهو جزء من جماله، فهل وصلك هذا الإحساس؟

- الفكرة تتمثل فى هل كل شخص منا يستعير حياة شخص آخر أم أصبحنا غير قادرين على التحقق، وقصدى هنا القمع؟ لأن كل إنسان لديه رغبات وآراء ومتطلبات من أجل أن يتحقق بصرف النظر عن أرض الخوف، لكنه لا يتحقق بسبب عدم تلبية رغباته.

·        المد السلفى وصل إلى السينما وأصبح الجمهور أحيانًا يُقَيِّم البطلة من طول فستانها، فهل التأثير الموجود بهذا الشكل جعلك تجد صعوبة فى اختيار بطلات أفلامك؟

- أكيد.. ولكن الأمر ليس فقط مدًّا سلفيًّا، لكنه نوع من الإرهاب، فمثلًا حادثة الدكتورة التى نامت على كتف زوجها وضربها أحد الأشخاص، ومَن ترتدى مايوهًا لابد أن تتعرض للتحرش، فالقانون لا يطبق بشكل حرفى ولا تطبق آلياته.

فهناك ممثلة قدَّمت دورًا فى أحد أفلامى ولبست مايوهًا واضطرت إلى الاعتذار عنه بعدها، والتمست لها العذر، فلم أغضب منها، لأن هناك حالة ترهيب من المجتمع، فالممثلة التى تقدِّم هذه النوعية من الأدوار بالتأكيد ستفكر فى نظرة حارس العمارة لها والمحيطين بها.

·        هل تضع قيودًا على أعمالك فى أثناء التحضير لها أو تتنازل عن مشهد ليتم تنفيذ الفيلم؟

- بكل تأكيد يكون هناك اعتبارات، ولكن مهما تم التنازل، الأهم عدم الهزيمة فى الحرب، فقد ننهزم فى معركة، لكن المهم أن لا نخسر الحرب نفسها.

·        نرجع إلى البدايات أكثر وتجربتك كمساعد مخرج مع مخرجين مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ وممدوح شكرى فى تجربته، كيف تعبر عن هذه التجربة؟

- أعتبرها مرحلة استكشاف، والتى بدأت منذ تخرُّجى فى المعهد، وكان لدىَّ شكوك وتساؤلات عديدة تدور كلها حول هل أصلح كمخرج؟

وكل مخرج ممن تعاملت معه كانت له تجربته، وكنت محظوظًا بالعمل كمساعد مخرج فى فيلمَى «الأرض» و«الرجل الذى فقد ظله»، ولم يسعفنى الحظ للعمل مع صلاح أبو سيف وبركات، فأنا شديد الإعجاب بهما وأعتبرهما من أهم مخرجى السينما.

·        الممثلون فى أعمالك يؤدون الشخصيات بنفس الهدوء والحالة كأنهم اكتسبوا جزءًا من روحك، كيف يحدث ذلك؟

- 50% يكون فى الاختيار، ونسبة أخرى تكون فى الدور المكتوب، لكن مدرسة تماهى الممثل مع الشخصية لدىّ شكوك بها، أو أن الممثل يقدم المشهد 25 مرة كى أحصل على اللقطة المناسبة، فكلها ألوان أو «أوهام» ونَصب.

الأمر بسيط، أنت ممثل كويس عندك دور مكتوب ووصف المشاعر مكتوب بشكل كافٍ، والمخرج عليه اختيار الممثل الجيد، ويعمل عليها بعد ذلك كعسكرى مرور، ينوَّر أخضر وأحمر ويعطى توجيهات ويكون مراية للممثل.

·        مَن الممثل الذى كان مفاجأة لك فى الاستوديو؟

- محمود عبد العزيز فاجأنى كثيرًا فى فيلم «الصعاليك»، وفى مشهد واحد بالمناسبة، وهو ما جعلنى أكرر التجربة معه فى «الكيت كات»، والمفاجأة هى أن محمود فى هذه الفترة كان الولد الحليوة «الجان»، لكنى وجدته قدَّم تعبيرًا ليس بسيطًا، وفاهمًا لشخصية «الشيخ حسنى».

أما نور الشريف فكانت المفاجأة فى موافقته على تقديم فيلم «البحث عن سيد مرزوق»، وفى فيلم «مواطن ومخبر وحرامى» المفاجأة كانت صلاح عبد الله فى دور «المخبر»، لقد فاجأنى بأدائه، وأيضًا شعبان عبد الرحيم اختياره فى حد ذاته يعتبر مفاجأة. وهند صبرى كانت مفاجأة هايلة، وهى فنانة شديدة الموهبة وشديدة الثقافة، ورأيى أنها «معجونة بميّة عفاريت»، وأيضا آسر ياسين فى «رسائل البحر» كنت أشعر بشكوك ومخاوف، لكن بعد أن شاهدت الفيلم بعد تجميعه فاجأنى بتقديمه الشخصية دون أن تفلت منه تفاصيلها فى أى مشهد.

أما بسمة فكنت مرعوبًا منها، فكنت أسميها «كابتن بسمة» على اعتبار أنها رياضية ورئيس فريق كرة طائرة، لكن فكرة الأنوثة كانت تقلقنى، ولكنها كانت مفاجأة لى.

عذرًا أعود مرة أخرى إلى «الكيت كات»، لأقول إن أحمد كمال ونجاح الموجى وعلى حسنين فاجأونى، وحسن حسنى ولوسى وحنان ترك فى «سارق الفرح».

·        رفقاء الدرب أستاذ أنسى أبو سيف وراجح داود وسمير بهزان ومنى ربيع، هل داود عبد السيد لا يمكنه العمل دون هذه المجموعة؟

- لا إطلاقًا، فهم أيضًا يعملون دونى، وهناك رفقاء درب كثيرون، لكن هنا فكرة التناغم بيننا، وهم بكل تأكيد مستويات كبيرة فى مجالهم، لكنى لا أمانع بالتأكيد العمل مع غيرهم.

بالتعاون مع مجلة «نجمة الجونة».

####

«الحصادون».. عقدة بيضاء فى مجتمع أسود

رشا حسنى

كيف تتحدَّد هوية الإنسان وانتماؤه، هل عن طريق نشأته فى بيئة معينة فى ظل عادات وتقاليد وممارسات اجتماعية معينة؟ أم بناءً على الشكل الذى يختاره الإنسان لنفسه والمكان الذى يقرر بمحض إرادته أن يعيش فيه؟

كيف تتحدَّد هوية الإنسان وانتماؤه، هل عن طريق نشأته فى بيئة معينة فى ظل عادات وتقاليد وممارسات اجتماعية معينة؟ أم بناءً على الشكل الذى يختاره الإنسان لنفسه والمكان الذى يقرر بمحض إرادته أن يعيش فيه؟ وفى حالة انتقاله من مكان إلى مكان ومن وطن إلى وطن فماذا تعنى قيمة الانتماء بالنسبة إليه؟ كلها أسئلة يطرحها المخرج اليونانى الجنوب إفريقى إيتينى كالوس، فى أول أفلامه الروائية الطويلة «The Harvesters» (الحصادون).

تدور أحداث الفيلم فى جنوب إفريقيا، وتحديدًا فى منطقة تعتبر معقلًا منعزلًا لثقافة الأقلية الإفريقية ذات الأصول البيضاء، وهى عبارة عن شعوب أوروبية مختلطة استوطنت جنوب إفريقيا منذ سنوات بعيدة.
فى هذه المقاطعة الزراعية المحافظة تعيش أسرة متدينة، (يانو) هو ابنها الأكبر الذى يعتبره الجميع شابًّا مختلفًا، فهو كتوم وعاطفى ولا يسعى مثل مَن هم فى مثل سنِّه خلف الصخب والقوة وإثبات الذات، إلى أن تنقلب حياته رأسًا على عقب عندما تجلب والدته إلى البيت (بيتر) صبى الشارع اليتيم والقاسى، كى تراعاه، بل وتطلب من (يانو) أن يجعل من هذا الغريب شقيقًا له.

ينشب بين الشقيقَين صراع على الحظوة بالنفوذ داخل الأسرة وبحب الأبوين، ولكن من خلال هذا الصراع الظاهرى تتفجَّر صراعات داخلية فى نفس كل من (يانو) و(بيتر) حول الهوية والانتماء والحب فى ظل وجودهما فى مجتمع منغلق على أفراده فى بيئة تجمع بين العديد من المتناقضات كأنهما أوروبيان فى مجتمع إفريقى، وما الذى يعنيه أن تكون نصف أوروبى ونصف إفريقى فى هذا المجتمع؟

يُركز كالوس على معاناة الشابَّين من خلال وجودهما فى ذلك الشق أو تلك الفجوة ما بين الثقافة الأوروبية والثقافة الإفريقية وما بين الثقافتين من اختلاف، خصوصًا أنه هو نفسه عانى وبشكل شخصى من تلك الفجوة النفسية والحضارية، حيث إنه يعيش تجربة مماثلة، فهو نصف أوروبى ونصف إفريقى، لذلك فقد استطاع أن يعبر عن ذلك الصراع النفسى بكثير من الوضوح حتى على صعيد الحوار بين الشخصيات، سواء بين الشابَّين أو بين (يانو) ووالدته أو بين (بيتر) ووالدته أيضًا، إذ رسم الشخصيتَين وكأنهما شخص واحد منقسم إلى نصفَين متناحرين، هما (يانو) الشاب الحالم الذى لا يشعر بالاستقرار والأمان فى وجوده داخل هذا المجتمع الذى يشعر أنه جامد وليس لعاطفة الحب وجود فيه، و(بيتر) العنيد الذى يقاتل كى يصنع لنفسه مكانًا بين أفراد هذا المجتمع الذين ينظرون إليه نظرة دونية، حتى إن كان سبيله فى تحقيق غايته هو القوة والبطش والتهور.

ومن اللافت استطاعة كالوس التعبير بصريًّا عن هذه الصراعات النفسية الداخلية بشكل مميز من خلال تحريك الممثلين، خصوصًا أوضاع أجسامهم فى حالة السكون داخل الكادر حيث كان يبدو (يانو) دائمًا منعزلًا وحيدًا، فى حين كانت الكاميرا تتابع (بيتر) المنطلق الذى لا يعبأ بمَن حوله حتى إن كان داخل إطار بصرى مؤطر يحده ويحد حركته.

يعتبر فيلم «الحصادون» من أبرز أفلام مهرجان الجونة السينمائي ليوم الجمعة.

بالتعاون مع مجلة «نجمة الجونة».

المقال المصرية في

22.09.2018

 
 

انطلاق مهرجان الجونة السينمائية بأغنية المهرجان..

49 فيلماً في المسابقات الرسمية

الجونة- علاء المفرجي

أطلقت، فعاليات حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثانية، بأغنية المهرجان «العالم جونة»، والتي شارك في غنائها النجوم "يسرا، وآسر ياسين، ومحمد ممدوح، ومنة شلبي، وشريف منير، وشيرين رضا، ودينا الشربيني، ومنى زكي، وكندا علوش، وإنعام سالوسة، وشيكو، وهشام ماجد" .

ويتنافس على جوائز المهرجان هذا العام 50 فيلماً، موزعة على مسابقاته الثلاثة، 15 منها في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و12 في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و23 في مسابقة الأفلام القصيرة.

وأعلن المهرجان تفاصيل برنامج دورته الثانية، والتي تقام في منتجع الجونة في الفترة من 20 حتى 28 سبتمبر (أيلول) المقبل، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل انطلاق المهرجان

وتتنافس على جوائز هذا العام 15 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، و12 فيلماً في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و22 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، إضافة إلى 5 أفلام في البرامج الاستعادية. كما يعرض المهرجان حوالي 24 فيلماً خارج المسابقة الرسمية، ليتجاوز العدد الإجمالي 80 عنواناً بزيادة 10 أفلام عن الدورة السابقة، وتمديد المهرجان يوماً إضافياً، وترجمة النسبة الأكبر من الأفلام، وعقد لقاءات مع المخرجين والمنتجين وأبطال هذه الأفلام، في محاولة لتعزيز فرص أكبر للجمهور المتعطش للسينما، وتناول الخطوط العريضة لتوجهات الدورة الثانية، كما يتم الكشف عن الجزء الأعظم من عناوين الأفلام المشاركة والفعاليات المختلفة، وكذلك قائمة أبرز نجوم وصناع السينما الذين يحضرون فعاليات الدورة، وقائمة الشخصيات السينمائية التي يحتفي بها المهرجان.

وتم كذلك تسليط الضوء على محتويات فعاليات "منصة الجونة السينمائية" بفرعيها "منطلق الجونة السينمائي" و"جسر الجونة السينمائي"، وعلى عناوين الندوات واللقاءات وورش العمل التي تنظم ضمن فعاليات "المنصة" التي تمثل ملتقاً إبداعياً واحترافياً تأسست بهدف تنمية ودعم المواهب الواعدة من مصر والدول العربية.

ويفخر المهرجان في دورته الثانية، بالإعلان عن اسمين من أسماء الشخصيات السينمائية الثلاث، التي قرر أن يمنحها جائزة الإنجاز الإبداعي لهذا العام، وهما: المخرج المصري الكبير داود عبد السيد، والمنتجة التونسية درة بوشوشة.

كما أكد المهرجان اعتزازه بأعضاء لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، والتي تضم أسماءً لامعة على المستويين العربي والدولي، وتتحمل مهمة تقييم الأفلام واصطفاء مستحقي الجوائز من مخرجيها ومنتجيها أو أصحاب الأدوار الرئيسية لتلك الأفلام.

وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة أسماء بارزة مثل النجمة المصرية منى زكي، والمخرج المغربي أحمد المعنوني، ومدير مهرجان برلين السينمائي الدولي الجديد كارلو شاتوبريان، إضافة إلى المنتج الكرواتي سيدومير كولار.

وفي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة، يشارك المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والتونسي نجيب بلقاضي، والمبرمجة السينمائية إيلي ديرك، والمخرج الهندي مايك باندي.

كما تضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة في عضويتها كل من المخرجة الجورجية آنا أوروشادزة، التي فاز فيلمها "أم مخيفة" بنجمة الجونة الذهبية العام الماضي، والنجمة الأردنية صبا مبارك، والمبرمجة النمساوية دوريس بور، والممثل الفلسطيني الحائز على جائزة أفضل دور بمهرجان "فينيسيا" العام الماضي، كامل الباشا. وتصدر لاحقاً أسماء رؤساء لجان التحكيم في بيان صحفي منفصل.

وشهدت فعاليات اليوم الأول لمهرجان الجونة السينمائي عرض العديد من الأفلام المميزة، منها الفيلم المصري "يوم الدين" التجربة الإخراجية الأولى للمخرج أبو بكر شوقي، الذي عُرض في الساعة 6:45 مساء في مسرح المارينا، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

الفيلم السينمائي سمعته تسبقه بعد أن نال ترحيباً كبيراً عقب عرضه العالمي في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث نافس على جائزة السعفة الذهبية.

تدور أحداث "يوم الدين" في 97 دقيقة حول (بشاي) رجل شُفى من مرض الجذام ولكنه مازال يحمل آثار المرض بجسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يوماً. بعد وفاة زوجته، يقرر بشاي أن ينطلق في رحلة في قلب مصر بحثاً عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة أوباما، الصبي النوبي اليتيم الذي يرفض مفارقته أينما ذهب. وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء، الفيلم من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ و من إخراج و تأليف أبو بكر شوقي.

وفي المسابقة نفسها يعرض الفيلم التونسي "ولدي" الفيلم من إخراج محمد بن عطية، وسبق أن عرض في قسم "نصف شهر المخرجين" بمهرجان كان السينمائي، يدور حول أب وأم ينشغلان بمستقبل ابنهما الوحيد الذي يستعد لأداء اختبارات المدرسة الثانوية، وتتسبب هجمات الصداع النصفي التي يتعرض لها الشاب في قلق والديه، وعندما يتعافى منها يختفي فجأة لينضم لجماعة جهادية.

المدى العراقية في

22.09.2018

 
 

لعبة البشر مع الدنيا

د. أحمد عاطف

من ضمن ما أتأمله دائما فى الأفلام، كيفية تعامل البشر مع معضلة الحياة. وأى تقنيات يستخدمونها لكى تلين معهم، وأى ألعاب يمارسونها لكى تمضى أيامهم دون أن تسحقهم عجلاتها، السينمائيون الموهوبون أصحاب بصيرة حقا، ويجعلوبنا نرى جوانب فى هذه الدنيا لم نلتفت اليها يوما، ويبدو أن هذا هو سحر السينما، ذلك الفن المركب الذى فى ظاهره شىء مسل، لكنه ما بين طياته اسرار تجده أعظم من الغذاء واقوى من الشعر. انه ليس تنويما مغناطيسيا فحسب، انما نداهة حقيقية، ثمة بعض الأفلام التى تنتمى لهذا النوع الرائع تعرض هذه الايام فى مهرجان الجونة السينمائى، على رأسها الفيلم البولندى «وجه» اخراج مالجورزاتا زوموفسكا، ويحكى عن جاك الرجل المتفائل الذى يعيش فى احدى القرى ويمارس حياته بكل بساطة، يعشق موسيقى الهيفى ميتال، وخطيبته وعائلته وقريته الصغيرة وكل أصدقائه، وفى أثناء عمله فى انشاء اطول وأكبر تمثال للمسيح، تحدث له حادثة ويتشوه وجهه تماما، وتتوجه أنظار بولندا كلها لعملية التجميل التى ستجرى لجاك، حتى إنهم يصفونها بأنها نقل وجه، لكن قبل أن يتحقق ذلك، يتحول جاك فى نظر كل من حوله لوحش على قدمين بسبب تشوه وجهه، وبعد اظهار مساندته فى البداية يتخلى عنه الجميع شيئا فشيئا، وهكذا حال المخرج فى كل أفلامه، اظهار التناقض بين روح الانسان وجسده، لكنه ذهب إلى ابعد فى هذا الفيلم الى اظهار التناقض بين ظاهر بلد وروحه، وقد استحق الفيلم الجائزة الكبرى بمهرجان برلين السينمائى الأخير.

سعيد مثل لازارو, فيلم ايطالى يتحدث هو الآخر عن البراءة، يحكى عن لازارو الفلاح الساذج الذى يعيش فى قرية نائية ويستغله الآخرون لقوته وقوة تحمله، يصادق تانكريدى، وهو شاب غنى لكنه مكروه الى حد كبير، رغم خياله الواسع، الاخير يدخله الى عالم آخر ويطلب منه مساعدته، لكنه يختفى، فيذهب لازارو الى المدينة للبحث عنه، هذا هو ظاهر القصة التى اقرب الى الأسطورة انما باطنها عن الطيبة وعن الخير والشر فى نفوسنا كبشر، قوة المجاز فى دراما الفيلم تدفعنا لإعادة تقييم مفاهيمنا عن القوة والضعف، وعن السذاجة والطيبة، الفيلم الآخر المثير جدا هو كايلاش للمخرج الامريكى ديريك دونن، الذى حصل به على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان صاندانص: أهم مهرجان سينمائى فى الولايات المتحدة الامريكية، ويقدم فيه نوعا آخر من اللعب مع الدنيا، لكنه لعب ايجابى بكل الطرق، فهو يتابع الناشط الهندى الشهير كايلاش ساتيارسى فى رحلة مع فريقه لإنقاذ أطفال ضحية للاتجار بهم من العصابات المعنية بذلك، ورغم أن الفيلم تسجيلى، لكن المخرج حوله الى فيلم اثارة من الدرجة الاولى: كاميرا محمولة، ولقطات مهزوزة، وايقاع لاهث، والتصوير لحدث حقيقى. الفكرة بدأت عند هذا الناشط الهندى منذ أن كان طفلا، وكان يجبر على العمل، فنظر لكل الاطفال العاملين بالسخرة، وقال من أجبرهم على ذلك؟ وبدأ رحلته فى تحريرهم وأنشأ منظمة خيرية هى: حركة انقاذ الاطفال التى قامت بتحرير 80 ألف طفل من العبودية الحديثة. وقد تعرض كايلاش للكثير من المخاطر فى سبيل تحقيق هذا الهدف، فحاولوا قتله لكنه نجا ، وقتلوا بعضا من رفقائه بالفعل. وأصيب عشرات المرات، لكن أكمل طريقه ليصبح مثالا، تشرف السينما أن تقدم قصته ومسيرته بكل فخر.

الوريثتان يقدم لعبة اخرى لبطلتيه مع الحياة، وهى لعبة مقاومة تقلبات الزمن، الفيلم يحكى عن سيدتين فى باراجواى ظلتا طوال ثلاثين عاما تنعمان بالثراء بسبب أصولهما الغنية، لكن الفقر أحاط بهما شيئا فشيئا حتى أوقعهما فى حبائله. بدأتا بيع كل ما تمتلكانه، لكن ديون شيكيتا تقودها الى السجن، وشيلا صديقتها الاقرب تبدأ فى مواجهة واقعا مغايرا، فهل تنجح؟.

بعض الافلام بالمهرجان تخص الواقع العربي، وفى القلب منه اهم قضايا المنطقة: الارهاب، حرب سوريا والاحتلال الاسرائيلى لفلسطين. فى فيلم مرزاق علواش «ريح ربانى»، نطالع شابا وفتاة يتم تكليفهما بعمل مسلح ضد معمل تكرير بترول فى صحراء بشمال افريقيا، شيئا فشيئا، نكتشف خلفياتهما، الشاب انطوائى وكان يقيم بقرية صحراوية، قبل ان يلتقى «نور» التى تعانى مشكلات نفسية أكثر منه. عندما «أضعت ظلى», فيلم سورى لسؤدد كنعان فاز بجائزة اسد المستقبل بمهرجان فينيسيا الأخير, عن ام شابة، نفد الغاز من منزلها وقت الحرب، فرحلت تبحث عن اسطوانة غاز فى محيط مدينة دمشق، أما الفيلم الفلسطينى «مفك» فيحكى عن نجم كرة سلة فى مخيم للاجئين، خرج من سجن اسرائيلى وواجه صعوبات الحياة بعدها فى محيطه، ومع خطيبته وفى كل أموره، تحية لفريق البرمجة بمهرجان الجونة، الذى اختار هذه الأفلام الرائعة.

الأهرام اليومي في

22.09.2018

 
 

الدورة الـ2 من مهرجان الجونة السينمائي..

أغنية وتكريمات وأفلام مختارة بعناية

المصدر: علا الشيخ- الجونة

يرفع مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية شعار "السينما من أجل الإنسانية" وعلى ما يبدو أن الأغنية ستكون حاضرة دائما كتيمة تميز المهرجان، و كان هذا العام مع أغنية (العالم جونة) التي تضمت عددا من الممثلين المصريين والعرب منهم يسرا ، كندة علوش، منة شلبي، آسر ياسين، وغيرهم ، وكتبها السيناريست تامر حبيب الذي كتب أيضا الأغنية التي رافقت الدورة الأولى من المهرجان ( ثلات دقات)، والتي لاقت انتشارها الكبير، في المقابل ، تم اعلان جائزة تحمل اسم الراحل عمر الشريف، والتي فاز بها الممثل البريطاني كلايف أوين، و جائزة الإنجاز الإبداعي ذهبت لصالح المخرج المصري داوود عبد السيد، وسلمه إياها المخرج يسري نصر الله، وبدورها صعدت رئيسة عمليات مهرجان الجونة الفنانة بشرى، وقدمت الجائزة للإنجاز الإبداعي أيضا للمنتجة التونسية درة بشوشة.

لينتهي حفل الافتتاح مع عرض الفيلم الفرنسي (سنة أولى) من اخراج توماس ليلتي، والذي تدور أحداثه في صراع الطلاب الفرنسيين للالتحاق بكلية الطب، تدرك كل هذا الصراه بين شخصيتين هما أنطوان وبينجامين.

وبدأ اليوم التالي من يوميات المهرجان بعرض الأفلام، التي من الواضح أنه تم اختيارها بعناية، فمن يمر على عناوين الأفلام المشاركة في عدة أقسام في المهرجان، يدرك أن ثمة جهد له علاقة بتقديم الأفضل لمحبي السينما ومتابعيها.

ففيلم  "دليلي في باريس" من اخراج ميشيل اوسلو، وهو يعرض ضمن قسم الاختيار الرسمي ، يعتبر من الأفلام التي ستثير اعجاب العائلات و أطفالهم، فهم سيتعرفون على باريس من خلل فنانينها في عصرها الذهبي الذي واجه ظهرة خطف الفتيات، لمنعهن من أن يصبح صاحبات قرار، ستتجول في الفيلم من خلال الطفلة "دليلي" التي أخذت على عاتقها السعي لحرية المرأة.

ومن الأفلام التي لاقت استحسنا كبيرا من قبل الجمهور فيلم " المذنب" ضمن نفس فئة العرض (الاختيار الرسمي) للمخرج جوستاف مولر من الدنمارك، فيلم أحداثه لا تخرج عن فرقة صغيرة، ورنين هاتف لا يتوقف ، في قسم الطوارئ للشرطة، يتورط احر العاملين و اسمه (اسجر) في عملية معقدة لمتصلة تؤكد أنها مخطفة من قبل زوجها ، لتظهر في النهاية تفاصي كفيلة بقلب كل الأحداث، وو ضعها في منحى آخر، أهمية هذا الفيلم أنه يعتمد على أداء البطل و تحكمه بسيناريو بينه وبين سماعة هاتف، ذلك كان الأداء هو الفيلم و ماذا يريد أن يقدمه للجمهور.

أما الفيلم المصري " يوم الدين " للمخرج أبو بكر شوقي والذي رشحته مصر ليمثلها في فئة الفيلم الأجنبي في الأوسكار ، وعرض في مهرجان كان السينمائي الفائت، شكل حالة عاطفية شديدة للجمهور، بحيث كان البكاء يرافق التصفيق الحار ، وهذا التعبير المباشر، جعل الوقوف محتما للمخرج وفريق عمله ، احتراما لما قدمه من موضوع حديث له علاقة بمرضى (الجذام) والذي اسقط من خلاله قضية المختلفين عن الآخر، الذين يعانون من اعاقات متنوعة، ومن تنمر اجتماعي في كثير من الأحيان، استطاع شوقي، أن يلمس القلب والعقل في آن واحد ، ما جعله محط اعجاب لما صنعه في أول فيلم روائي طويل له.

وانتهى اليوم الأول مع عرض الفيلم التونسي ( ولدي" للمخرج محمد بن عطية ، والذي ناقش موضوع الشباب التونسي الذي يلتحق في صفوف داعش بسورية، من خلال علاقة اب مع ابنه يحاول كل جهده أن يصل اليه ويعيده الى حضن وطنه وعائلته، لكن الفيلم اذا ما كان ثمة قوة فيه فهي تكمن في أداء البطل محمد ظريف والذي من المتوقع أن يكون اسمه ضمن المرشحين بقوة على جائزة أفضل ممثل.

في المقابل يبدأ اليوم فعاليات منطلق الجونة السينمائي ضمن منصة الجونة السينمائية، بحيث تقام جلسة تدريبية بعنوان "إمكانية تقديم مشروعك" وتستمر حتى الساعة الـ12 ظهرا. وتعقد مؤسسة "دوكس بوكس" جلسة حول "خاطر السينما الوثائقية في العالم العربي" وذلك في تمام الساعة الـ4 مساء وتستمر لمدة ساعة ونصف.

منطلق الجونة هو الجانب الإحترافي لمنصة الجونة السينمائية، إذ يتيح للمخرجين والمنتجين العرب ومشاريعهم السينمائية سواء كانت في «مرحلة التطوير» أو «مراحل ما بعد الإنتاج» فرص فريدة للحصول على الدعم الفني أو المالي أو كليهما.

ويعد منطلق الجونة أحد قسمي منصة الجونة والقسم الآخر هو جسر الجونة السينمائي الذي يعد نقطة التقاء ومنبر حوار ومنتدى لمختلف الأصوات السينمائية وجسرٌ للتواصل بين السينمائيين العرب ونظرائهم الدوليين.

الإمارات اليوم في

22.09.2018

 
 

أبو بكر شوقي: جائزة «فارايتى» ستدفعني إلى تقديم أفلام مهمة

الجونة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

منح مهرجان الجونة السينمائي مساء اليوم، المخرج المصري الواعد أبو بكر شوقي، جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، والتي قدمتها مجلة فارايتى أثناء الدورة الثانية للمهرجان، وجاء اختيار شوقي بعد أن برز على الساحة عندما نافس فيلمه الأول “يوم الدين” في المسابقة الرسمية في مهرجان كان، وحصل على جائزة “فرانسوا شاليه” لسنة 2018، والتي تعتبر حدثًا عـظيمًا في حياته العملية، وقد عرض الفيلم أمس واليوم ضمن فعاليات مهرجان الجونة، حيث ينافس في مسابقة المهرجان للأفلام الروائية هذا العام.

وأقامت إدارة “الجونة السينمائي” احتفالية على مسرح “المارينا”، بحضور مدير المهرجان انتشال التميمي ونخبة من نجوم الفن، أبرزهم لبلبة وريهام عبد الغفور  وآسر ياسين ويسرا اللوزي وخالد الصاوي وغيرهم.

وأبدى شوقي فخره بحصوله على تلك الجائزة، مؤكداً أنها ستدفعه لتقديم أفلام مهمة خلال الفترة المقبلة.

وقال شوقي قبل تسلمه جائزة (أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط): “تشرفت بالثقة التي وضعتها بي لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار، أشعر بمسؤولية كبيرة لكن الطريق ما زال طويلا، المراحل القادمة التي سيخوضها الفيلم لإكمال مشوار الترشح تخضع لمعطيات مختلفة تماما ولا يمكنني التكهن بشيء”.

وأضاف: “بالتأكيد كل مخرج يحلم بالأوسكار لكن بالنسبة لي إذا الفيلم عرض ليوم واحد في السينما وفشل أو إذا حصل على الأوسكار فإن قيمته الحقيقة هي أني مقتنع أنه جيد، لا يمكن أن تصنع فيلما لإرضاء لجنة أو مهرجان أنت تصنع الفيلم الذي تحبه وتؤمن به”.

وقال شوقي: “اخترت راضي جمال لأنه شخصية حقيقة، أي ممثل آخر لم يكن سيعطيني نفس النتيجة رغم أن تدريبه وإعداده استغرق أربعة شهور قبل بدء التصوير، خاصة وأنه لا يجيد القراءة مما استغرق منا جهدا أكبر ليحفظ السيناريو”.

وأضاف: “بقية الممثلين أيضا كانوا رائعين، حتى من ظهر على الشاشة لمدة 10 ثوان فقط أعطاني أفضل نتيجة ممكنة”.

وأشار شوقي (33 عاما) إلى أنه قبل الاستقرار على فريق العمل الذي نفذ به الفيلم حاول ضم ممثلين آخرين أكثر احترافا لكنهم رفضوا وذلك بسبب فكرة الفيلم غير التقليدية ولأنه الفيلم الروائي الأول له.

ويبدأ عرض الفيلم تجاريا في دور السينما بمصر غدا الأحد من محافظة المنيا ثم في وقت لاحق بالقاهرة وباقي المحافظات.

وقال شوقي: “عرض الفيلم سيبدأ من المنيا لأنها مسقط رأس راضي، هو عانى من صعوبات كثيرة في حياته وأنا أريد أن أرد له الدين وأعيده إلى هناك مرفوع الرأس… وهو نجم سينما”.

سينماتوغراف في

22.09.2018

 
 

مصر: النجوم يتألقون في مهرجان «الجونة السينمائي»... والزعيم يتصدر الحضور

تكريم داود عبد السيد ودرة أبو شوشة... واستحداث جائزة باسم عمر الشريف

القاهرة: «الشرق الأوسط»

افتتحت مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي، بأغنية «العالم جونة» التي كتبها تامر حبيب، ولحنها إيهاب عبد الواحد، وأخرجها هادي الباجوري، وقام بالغناء فيها 15 فنانا من بينهم، يسرا، ومنة شلبي، ومنى زكي، وهشام ماجد، وشيكو، ودينا الشربيني، وياسمين رئيس... فضلاً عن تصدر الزعيم عادل إمام الحضور.

حفل افتتاح المهرجان، الذي قدمته الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد، شهد عددا من الكلمات لعدد من المسؤولين المصريين، ومن إدارة المهرجان، قبل أن ينتقل إلى التكريمات، وتقديم لجان تحكيم المسابقات الرسمية الثلاث، وعرض فيلم الافتتاح الفرنسي «سنة أولى».

البداية كانت كلمة لوزيرة السياحة المصرية، رانيا المشاط، أكدت فيها أهمية صناعة الترفيه في جذب السياحة، وأن مهرجان الجونة نجح في تحقيق هذا الهدف منذ دورته الأولى.

أما وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، فأشادت بالمهرجان وتنظيمه، وطالبت مؤسس الجونة وراعي المهرجان سميح ساويرس بأن يكون هناك تعاون لإقامة مهرجان موسيقي في مدينته السياحية.

وتحدث اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، عن فكرة المهرجان، وكيف تعاون لأول مرة في حياتهما الشقيقان نجيب وسميح لتحقيق هذا الحلم، كما أكد أن من يأتي الجونة والغردقة لأول مرة من أجل المهرجان، فلن يتوقف مرة أخرى عن زيارتها بعد أن يشاهد الجمال الذي تتمتع به المدينة.

المهرجان يمنح في دورته الثانية جائزة الإنجاز الإبداعي لثلاث شخصيات سينمائية، تسلمها في حفل الافتتاح المخرج المصري داود عبد السيد، الذي وقف له الحاضرين احتراماً وتقديراً لتاريخه الفني الحافل بكثير من الأفلام المهمة.

وبعدما تسلم جائزته المخرج يسري نصر الله، قال عبد السيد للحضور، إن صناعة السينما المصرية لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل.

جائزة الإنجاز الإبداعي الثانية، كانت من نصيب المنتجة التونسية درة أبو شوشة، وسلمتها لها الفنانة بشرى، التي طلبت من الحضور الوقوف دقيقة حداد على روح الفنان الكبير الراحل جميل راتب.

أما جائزة الإنجاز الإبداعي الثالثة، فأعلن المهرجان أنه سيمنحها للكاتب والممثل والمخرج الهوليودي الشهير سيلفستر ستالون، ومن المقرر أن يتسلمها في حفل الختام.

المهرجان استحدث هذا العام جائزة رابعة باسم الفنان العالمي عمر الشريف، وتسلمها في هذه الدورة الفنان العالمي «كليف أوين». وخلال كلمه قال انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، إن الدورة الثانية تعرض 74 فيلماً متنوعاً تم انتقاؤهم من بين 1500 فيلم شاهدتهم لجنة المهرجان.

أما رجل الأعمال نجيب ساويرس مؤسس المهرجان، فقال إن الهدف من تنظيم مهرجان الجونة، أن يعرف العالم أن مصر حلوة وجميلة وآمنة. موضحاً أنه يحرص على إقامة المهرجان تحت شعار «سينما من أجل الإنسانية»، حتى تكون دعوة لصحوة الضمير الإنساني تجاه كثير من المآسي التي يشهدها العالم، في فلسطين، وسوريا، وبورما، مؤكداً أن ما يحدث في هذه البلاد هو انعدام للإنسانية.

واختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم الفرنسي «سنة أولى» للمخرج توماس ليلتي، الذي يتناول قصة طالبين في السنة الأولى بكلية الطب أحدهما يعيد السنة بعد أن رسب لكنه شغوف بالطب والآخر التحق بالكلية بناء على رغبة والده الجراح ولا يكترث كثيرا بدراسته لكن صداقة ما تنشأ بينهما ويقرران التحالف معا من أجل تحقيق النجاح.

وبدأ برنامج العروض بـ16 فيلماً أمس، منها 4 أفلام تشارك بالمسابقة الدولية للسينما الروائية الطويلة، وهي، الفيلم المصري «يوم الدين» إخراج أبو بكر شوقي، الذي أقيم له احتفالية خاصة بدأت قبل الفيلم بساعتين.

والفيلم التونسي «ولدي» إخراج محمد بن عطية. والفيلم البولندي «حرب باردة»، إخراج بافل بافليكوفسكي. والفيلم الأميركي «فريقنا» إخراج ميشيل زمباليست، وجيف زمباليست. كما عرض الفيلم الأميركي «الأسطول الشبح» إخراج شانون سيرفيس، وجيفري والدرون. كما عرض من المسابقة نفسها، الفيلم الوثائقي البريطاني «ماكوين» إخراج إيان بنوت، بيتر إيتيدجي.

وشهد اليوم الأول أيضاً عرض أكثر من فيلم من الاختيار الرسمي خارج المسابقة، ثلاثة أفلام فرنسية هي «أوليس ومنى» إخراج سيباستيان بتبيدر، و«ديليلي في باريس» إخراج ميشيل أوسلو، و«في حرب» إخراج ستيفان بريزيه.

الشرق الأوسط في

22.09.2018

 
 

درة بوشوشة وتكريم مستحق في الجونة السينمائى الثاني

أمل الجمل

سيدة أنيقة، رقيقة، يزينها عقل جميل يمتلك إيمانا كبيرا بالمواهب السينمائية، إيمانا قد يفوق إيمان الأشخاص بأنفسهم أحياناً، لأنها ربما ترى ما لا يرونه في أنفسهم.

هذا الشعور لم يخالجني فقط من كلمات السينمائيين الذين أعربوا عن تقديرهم للفيلم الوثائقي القصير جدا عن المنتجة التونسية درة بوشوشة المعروض ليلة افتتاح الجونة وقبيل تكريمها، لكنه إحساس عشته بنفسي- ولو عن بعد- في تجربة معها عام ٢٠١٣ و٢٠١٤.

لم تكن تعرفني، كنت أشارك للعام التالي على التوالي بورشة عن السينما والفنون بجامعة بون، واخترت أن يكون بحثي عن السينما العربية وقدرتها على قراءة المجتمع، وكيف يمكن لثوريتها أن تكون مفتاحاً ينبئنا بثورة قادمة في المجتمع.

اخترت نماذج من مصر، ومن تونس بحكم اندلاع الثورة فيهما مبكرا، وبحكم متابعتي المكثفة للسينما فيهما من خلال فعاليات مهرجان دبي السينمائي.

الكبار فقط يردون علينا

كان هناك أفلام وثائقية لم أشاهدها لكني قرأت عن جودتها وأهميتها مثل "يلعن أبو الفوسفات"، ولأني أعلم أن منتجتها درة بوشوشة، بحثت عن بريدها الإلكتروني، وكتبت رسالة إليها أخبرها عن موضوع الدراسة ورغبتي في مشاهدة الأفلام التي أنتجتها خصوصاً عن الثورة التونسية والفترة السابقة عليها.

المفاجأة أن يصلني رد سريع من سيدة السينما التونسية القديرة والتي شاركت بلجان تحكيم بمهرجانات دولية عريقة كالبرلينالة، وحصلت علي تكريمات عدة، منها تكريم من وزير الثقافة الفرنسي، ونالت باستطلاعات بعض المجلات لقب أكثر الشخصيات السينمائية المؤثرة بأفريقيا العام الماضي، كما تم اختيارها مطلع هذا العام لتشارك في عضوية الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصورة المانحة لجوائز "أوسكار" عام 2018.

المسؤولية والالتزام

الحقيقة أنني فوجئت بردها الإيجابي، وزاد تقديري لها فقد أدركت حينها أنه ليس فقط موضوع الدراسة الذي أعجبها هو مبرر الرد السريع، ولكن أيضاً لأن درة بوشوشة تمتلك شخصية قوية متحققة وكبيرة فقد ردت علي رسالتي دون تلكؤ، وأرسلت إليَّ روابط بعض الأفلام، ثم جعلتني أتواصل مع رفيقة دربها ومشوارها السيدة لينا شعبان التي أيضاً أرسلت لي روابط مجموعة أخرى من الأفلام، فأتممت دراستي بشكل يفوق تصوري، ولا أنسي أبداً ذلك اليوم الذي شاهدت فيه "يلعن أبو الفوسفات" للمخرج سامي تليلي، وتلك الليلة التي جافاني فيها النوم عقب مشاهدته، صحيح أن الفيلم يتحدث عن جنين الثورة التونسية ومحاولات وأدها المبكرة قبيل واقعة حرق بوعزيزي، لكن هذا لم يكن وحده ما شغلني وبهرني.

حقيقة أرَّقني أمر آخر يتعلق بالمسؤولية والالتزام، ودور الإنسان تجاه مجتمعه والناس من حوله، مهما يكن الثمن الذي سيدفعه.

هذا الأرق الجميل جعلني أُوقظ زوجي المناضل واليساري شريف حتاتة من نومه لأتحدث معه عن مضمون الفيلم ولأشاركه أفكاري، فصمت قليلاً قبل أن يطلب مني أن نشاهده سوياً وبقينا حتي الصباح في حوار منساب كالنهر، يروح ويجيء حول شخصيات الفيلم ومخرجه ودور امرأة مثل درة بوشوشة في إنتاجه.

وبقي في داخلي امتنان عميق لتلك السيدة التي آمنت بفكرة بحثي ودعمتني حتى من دون أن تراني أو تعرفني، من دون أن تشترط عليَّ إرسال نسخة من الدراسة، وحتى عندما التقيت بها ذات يوم على الطائرة وشددت على يدها بحب كبير، وشكرتها على ما فعلته أجابتني بابتسامة يغمرها التواضع والخجل.

تحية غير متوقعة

هذه السيدة الجميلة والأنيقة أثناء وجودها علي منصة التكريم ليلة افتتاح مهرجان الجونة السينمائي قبل يومين وبعد تسلمها جائزة الإنجاز الإبداعي، وبعد أن أعربت عن تقديرها وفخرها بالتكريم، هنا وجهت تحية لطيفة، مُشجعة، مفعمة بالأمل وجهتها للمتطوعين الذين كرسوا وقتهم لدعم مهرجان الجونة السينمائي الثاني - الممتد من ٢٠ - ٢٨ سبتمبر الجاري - من دون أي مقابل ثم اختتمت كلماتها القليلة المكثفة بأنها بدأت حياتها العملية متطوعة بمهرجان قرطاج، فتحية تقدير عميقة لسيدة السينما التونسية التي كانت وراء إنتاج مجموعة من أهم الوثائقيات التونسية التي طافت مهرجانات عالمية، والتي أعادت السينما التونسية والعربية لمسابقة برلين الدولية عام ٢٠١٧ - بعد غياب عقدين - بفيلم "نحبك هادي" لمحمد بن عطية والذي فاز بجائزتين هناك، ويُحسب لتلك السيدة قدرتها علي إقناع شخصيتين في حجم الأخوين داردين - الاخوين داردين هما مخرجان ومنتجان بلجيكيان؛ واسمهما جان بيير داردين، ولوك داردين- لُيشاركا في إنتاج الفيلم ذاته.

هذا بخلاف أعمال أخرى عديدة قامت بإنتاجها وترويجها دولياً ويُمكن أن تُفسح لها مقالات تحليلية.

إطلالة سريعة على فعاليات أول يومين

هنا، أدون ملاحظاتي السريعة منذ الافتتاح حتى اليوم، ثاني أيام المهرجان. بداية، حفل افتتاح جيد موفق بأداء المذيعة ريا أبي راشد، لديها حضور، ووجه جميل، له قبول جماهيري، رغم أخطاء قليلة يمكن تجاوزها. فكرة الترحيب والتساؤلات ألقت حيوية على الحفل. كما أن الأغنية المميزة للمهرجان أعجبتني جدا، بكلماتها المعبرة عن الشكوك والهواجس التي طُرحت من النقاد والصحفيين في الكواليس ما قبل إنجاز الدورة السابقة، كما أعجبني أداء النجوم الذين تم اختيارهم لها.

لكن، رغم أهمية فيلم الافتتاح الفرنسي "سنة أولى" أو"ذا فريشمان" للمخرج توماس ليلتي إذ يُكثف الشعور بلا إنسانية دراسة الطب، وكيف تقهر الطلاب وتضغطهم عصبياً، بل تحولهم لآلات يمكن أن تفكر في تدمير الآخرين لتحصل على أحد مقاعد الدراسة في هذا المكان المحدود العدد.

رغم ذلك، أرى الفيلم غير مناسب للافتتاح، خصوصا أنه ليس فيلما سهلا، ويتم عرضه بعد حفل افتتاح طويل، تم فيه الإنصات للمكرمين والضيوف ومنظمي الحفل، وأفلام وثائقية قصيرة، وأغاني لطيفة، لذلك كان من الأفضل اختيار فيلم آخر لا يمتلئ بالمصطلحات الفيزيائية الصعبة الفهم، والذي يحتاج إلى تركيز.

ماكوين والمذنب.. تحف سينمائية

خلال اليوم الأول- ورغم شروط التذاكر الثلاث- نجحت في مشاهدة أربعة أفلام؛ إذ تبرع لي أحد الصحفيين الشباب باثنتين من تذاكره، فأصبح معي خمس تذاكر، لكني للأسف ضيعت مشاهدة الفيلم الأخير "حرب باردة" بسبب انقطاع الكهرباء أثناء عرض الفيلم المصري "يوم الدين" لمدة ١٤ دقيقة، لكني سأعوضه مساء اليوم.

بدأت يومي برائعة تسجيلية بعنوان "ماكوين"- ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية- عن مصمم الأزياء الأسكتلندي، لي ألكسندر ماكوين، منذ بحثه عن عمل، واكتشاف شغفه بتفصيل الأزياء ورحلة صعوده ونجوميته وأفكاره الغريبة، وكيف كان يستقيها، وعلاقاته، وانفصاله عن أقرب الناس إليه بكل الألم الذي سببه لهم ولنفسه، وإدمانه الهيروين وتبدلات قاسية طالت حياته ونفسه قبيل انتحاره.

تحفة سينمائية تغوص داخل نفسية هذا الفنان الحقيقي.

نهضت من مقعدي في الدقائق الخمس الأخيرة ووقفت علي باب قاعة "سي سينما" حتى انتهي الفيلم وهبطت التترات، فقفزت سريعاً لألحق بالفيلم الدنماركي "المذنب"- معروض خارج المسابقة- لأشاهد تحفة سينمائية أخرى، حقيقي شرطي سينمائي غير عادي، يتولى بطولته رجل واحد، يقوم بعدة مكالمات هاتفية في غرفة، وأقصي ما يفعله من حركة أن ينتقل من غرفة لأخرى، ليواصل محادثاته الهاتفية التي لا نري أصحابها ونشعر كأننا نعيش معهم التفاصيل والحياة والمكان.

السؤال المقلق

باختصار، البطل هنا رجل بوليس يتلقى مكالمة من امرأة مخطوفة على الطريق تقول إن زوجها سيقتلها، وابنها وابنتها وحدهما بالمنزل. هنا، رجل البوليس يحاول أن يرسل لها من ينقذها، لكنه بحاجة لرقم السيارة، فقط لونها وماركتها، هما ما تمكن من معرفتهما، لكنه يحاول التخمين ومطاردة سيارة بتلك المواصفات مما يثير غضب زملائه. فيجري اتصالات مع الابنة الخائفة، وهي طفلة ذات تسع سنوات، يحاول تهدئتها، يحكي معها، يفعل الأمر ذاته مع الأم المرتعبة المصابة بخوف هيستيري، ومع الزوج الذي يقطع الاتصال عدة مرات، ومع صديق يطلب مساعدته حينما يحاول إتمام العمل رغم انتهاء ورديته، ورغم قرار رئيسه بأن يترك المهمة لزملائه.

وخلال ذلك نعلم أن لديه محاكمة في اليوم التالي بسبب إطلاق النار على شاب أرداه قتيلاً. وها هو يتورط مجددا بسبب دوافع إنسانية بحتة في مأزق إنساني بشع.

الفيلم يطرح تساؤلا ضمنياً مرعباً: هل تنحي القانون جانباً وتمارس إنسانيتك لتنقذ شخصا يقول إنه على وشك القتل، أم تبقى ملتزما بتطبيق القانون وقواعده وشروطه؟!

أتممت الثلاثية بمشاهدة الفيلم الإيطالي سعيد مثل لازارو، للمخرج أليتشه رورفاكر، وهو يستحق مقالاً خاصاً، ثم اختتمت يومي بمشاهدة الفيلم المصري "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي الذي شارك من قبل في مسابقة كان السينمائي، وأعاد مصر للمسابقة الدولية، بعد غياب خمس سنوات منذ مشاركة بعد الموقعة للمخرج يسري نصرالله الذي تم ترشيحه ليُمثل مصر بمسابقة الأوسكار، لكني سوف أؤجل الكتابة عنه حتى إعلان الجوائز، لأنه ضمن مسابقة الأفلام الروائية التي سوف نمنحها أنا والزميلان رامي المتولي ومروة أبوعيشة جائزة سمير فريد المقدمة من جمعية نقاد السينما المصريين.

موقع "مصراوي" في

22.09.2018

 
 

أبرز أفلام مهرجان الجونة السينمائي اليوم السبت

الجونة - مي عبدالله

تتواصل فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الجونة السينمائي، إذ تعرض اليوم السبت، عدة أفلام مميزة منها الفيلم السوري "عندما أضعت ظلي" ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الساعة الـ6:30 مساء بقاعة أوديماكس.

الفيلم الحاصل على جائزة أفضل عمل فني أول لمخرجته سؤدد كنعان بمهرجان فينيسيا، يرصد جانبًا شديد المأساة لـمرأة سورية "سناء" ليس لديها أي اهتمامات سياسية فهي تهتم بطفلها ذو الـ9 سنوات، وزوج غائب يعمل في السعودية، لكنها تخرج بحثًا عن أسطوانة غاز بعد أزمة شديدة تصيب مدينتها، وفي الطريق الممتد والبعيد عن منزلها تمر بأشخاص فقدوا ظلالهم وبقبور في الحدائق وأشجار زيتون محروقة.

مواقف صعبة تعيشها الأم التي تعمل صيدلانية، ورصد لتفاصيل من المعاناة السورية اليومية والقتل الوحشي والاتهامات بغياب الضمير وانتشار الجشع، ونقص الطعام والأدوية والأخلاق أيضا، ومشاهد لآثار الحرب والدمار، وحفر القبور بجانب المنازل لدفن الضحايا من الثوار.

وفي نفس قاعة السينما يعرض الفيلم الإيطالي "دوجمان" الساعة الـ9:15 مساء، ضمن الاختيار الرسمي خارج المسابقة، والفيلم فازت بطله مارشيلو فونتي بجائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان"، كما حصل الكلب الذي يظهر في الفيلم على جائزة سعفة الكلب غير الرسمية في المهرجان، وهو من إخراج ماتيو جارونى.

تستند أحداثه إلى وقائع حقيقة، إذ تدور قصته حول مربي كلاب يدعي "مارشيلو" يجد نفسه متورطًا في عالم الجريمة بسبب "سيمون" بطل الملاكمة السابقة الذي يسيطر على الحي الذي يسكن فيه "مارشيلو" ويدخل السجن، ويتحول من إنسان مسالم إلى شخص تملؤه مشاعر الانتقام، من أجل استعادة كرامته.

وفي الساعة الـ6:15 يعرض في سي سينما 1 فيلم "الحصادون" من جنوب إفريقيا والمشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والفيلم للمخرج إتيين كالوس، وتدور أحداثه في جنوب أفريقيا بمنطقة حرقة، ومعقل منعزل لثقافة الأقلية الإفريقية ذات الأصول البيضاء، وفي تلك المقاطعة الزراعية المحافظة والمهووسة بالقوة والرجولة، يعتبر (يانو) فيها شخصا مختلفا لتكتمه عن البوح بمشاعره، وذات يوم تجلب والدته إلى البيت صبيا يتيما، وتطلب من (يانو) أن يجعل من ذلك الغريب شقيقا له.

وجمهور المهرجان على موعد مع حكاية مؤلمة من سوريا بعنوان "عن الآباء والأبناء" تعرض في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، الساعة الـ6 مساء بقاعة سي سينما2، هذا الفيلم التسجيلي يقترب المشاهد أكثر من الصراع في سوريا والحرب الدائرة هناك، من خلال معايشة حقيقة لعائلة من أدلب يقودها الأب المنتمي لجبهة "النصرة"، والذي يحارب تحت شعارات الخلافة الإسلامية.

اختلاف الفيلم عن معظم الأعمال التي تتحدث عن الصراع في سوريا، أن مخرجه طلال ديركي يحاول معرفة والإجابة عن سؤال وماذا بعد! وحاول أن يجدها من خلال أطفال الأب الصغار، الذين يتربون على نفس مبادئه، ويلتحقون بالتدريبات على أيدي عناصر متخصصة من الجماعات الدينية.

دمار المدينة ودمار النفس قبلها، ودائرة لا تنتهي من الصراع ، وحكايات من أرض الواقع، تنتهي بخروج غير متفائل للمخرج من المدينة، يصورها الشريط السينمائي في 139 دقيقة.

وكان عرض أمس الجمعة 21 سبتمبر الفيلم المصري "يوم الدين" الذي حظي بإعجاب شديد من الحضور، وأيضا الفيلم التونسي "ولدي"، وأفلام "المذنب"، و"ديليلي في باريس" و"حرب باردة".

####

بدء فعاليات منطلق "الجونة السينمائي"..اليوم

الجونة - مي عبدالله

تبدأ اليوم السبت، فعاليات منطلق الجونة السينمائي ضمن منصة الجونة السينمائية، ففي تمام الساعة الـ11 صباحا تقام جلسة تدريبية بعنوان "إمكان تقديم مشروعك" وتستمر حتى الساعة الـ12 ظهرًا.

وتعقد مؤسسة "دوكس بوكس" جلسة حول "خاطر السينما الوثائقية في العالم العربي" وذلك في تمام الساعة الـ4 مساء وتستمر لمدة ساعة ونصف الساعة.

منطلق الجونة هو الجانب الاحترافي لمنصة الجونة السينمائية، إذ يتيح للمخرجين والمنتجين العرب ومشاريعهم السينمائية سواء كانت في «مرحلة التطوير» أو «مراحل ما بعد الإنتاج» فرص فريدة للحصول على الدعم الفني أو المالي أو كليهما.

ويعد منطلق الجونة أحد قسمي منصة الجونة والقسم الآخر هو جسر الجونة السينمائي الذي يعد نقطة التقاء ومنبر حوار ومنتدى لمختلف الأصوات السينمائية وجسرٌ للتواصل بين السينمائيين العرب ونظرائهم الدوليين.
يتمثل مسعى مهرجان الجونة السينمائي الرئيسي في عرض مجموعة متنوعة من الأفلام السينمائية للجمهور المحب للسينما، وأن يكون وسيلة للتواصل بين الثقافات المختلفة من خلال الفن السابع، ويشكل اكتشاف كل ما هو جديد المنحى الأساسي للمهرجان؛ حيث يطمح أن يغدو أحد العوامل المحفزة لتطوير السينما في المنطقة العربية، وذلك من خلال ذراعها الاحترافية، منصة الجونة السينمائية.

####

صناع السينما ونجوم الفن يشيدون بـ"يوم الدين" في مهرجان الجونة |فيديو

الجونة-مي عبدالله

نال فيلم "يوم الدين"، إعجاب الحضور من الفنانين وصناع السينما والنقاد والجمهور بمهرجان الجونة، بعد عرضه بمسرح المارينا، والذي يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

وحرص عدد كبير من نجوم الفن في مصر والوطن العربي على حضور العرض الأول للفيلم داخل مصر، منهم منى زكي، ويسرا، ورانيا يوسف، ونور، وعابد الفهد، ولبلبة، ويسري نصرالله، وخالد يوسف، وأحمد مالك، وخالد الصاوي، وتامر حبيب، ومحمد أمين راضي، ونجيب ساويرس، ونادية الجندي.

كما حضرت وزيرة السياحة، د. رانيا المشاط، لمشاهدة الفيلم الذي سبق ونافس على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان.

وتدور أحداث "يوم الدين" في 97 دقيقة حول (بشاي) رجل شُفى من مرض الجذام، ولكنه مازال يحمل آثار المرض بجسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يومًا، وبعد وفاة زوجته، يقرر بشاي أن ينطلق في رحلة في قلب مصر بحثا عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة أوباما، (الصبي النوبي اليتيم الذي يرفض مفارقته أينما ذهب)، وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها، ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء.

الفيلم من بطولة راضي جمال، وأحمد عبد الحفيظ، ومن إخراج وتأليف أبو بكر شوقي.

####

الجونة السينمائي يحتفي بـ"٣٤ أفيشا" ليوسف شاهين| صور

الجونة- مي عبدالله

افتتح عدد من صناع السينما معرض "أفيشات يوسف شاهين" ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، والتي بلغ عددها ٣٤ أفيشا.

وحضر الافتتاح كل من انتشال التميمي مدير المهرجان، والفنانة لبلبة، والمخرج يسري نصر الله، والمخرج الكبير داوود عبدالسيد، والفنانة ريهام عبدالغفور، والسفير السويدي بالقاهرة، ماريان خوري، جابي خوري.

ومن أهم الأفيشات التي ضمها المعرض "بياع الخواتم، بابا أمين، ابن النيل، المهرج الكبير، سيدة القطار، صراع في الوادي، رمال من ذهب".

####

حضور فني قوي لفيلم "باتريك ديمبسي" في "الجونة السينمائي"

الجونة- مي عبدالله

عرض فيلم النجم العالمي باتريك ديمبسي، أحد الضيوف الأجانب بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية وسط حضور فني كبير.

وألقى باتريك ديمبسي كلمة قصيرة قبيل عرض الفيلم ،أكد من خلالها سعادته بتواجده لأول مرة في مصر ولديه حماس شديد لاكتشاف معالم البلد ، وعبر عن امتنانه لجميع نساء مصر المعجبات به.

وقد حرص عدد كبير من نجوم الوطن العربي على حضور عرض الفيلم والترحيب بالنجم العالمي، منهم بوسي شلبي، لبلبة، محمد حفظي، عمرو سلامة، يسرا، ليلى علوي، نادية الجندي، خالد الصاوي، أحمد داود، أحمد مالك، شيرين رضا، نجيب ساويرس، صبا مبارك، أحمد مالك، محمد ممدوح، عمرو سعد، ريهام عبد الغفور، أروى جودة.

اختارت إدارة المهرجان فيلم "The Truth About Harry Quebert Affair" أحد أهم أفلام باتريك ديمبسي من إخراج جان جاك أنو، وهو مأخوذ عن أحد الكتب الأكثر مبيعًا في العالم.

####

أبوبكر شوقي يتسلم جائزة أفضل موهبة عربية لعام ٢٠١٨ | صور

الجونة-مي عبدالله

تسلم المخرج أبو بكر شوقي جائزة أفضل موهبة عربية لعام ٢٠١٨ والتي تقدمها مجلة "فارايتي"، على هامش فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي. 

وأعرب شوقي عن سعادته بهذا التكريم، وقدم الشكر لكل من ساندوه ودعموه لتقديم فيلمه "يوم الدين"، مؤكدًا أن مساعدتهم هي التي جعلت الفيلم يخرج بهذا الشكل. وأشار شوقي إلي أزمة حصوله على تمويل، بعدما نفدت أمواله لاستكمال مشروع فيلمه.  وحرص عدد من صناع السينما على حضور التكريم منهم الفنانة لبلبة، بوسي شلبي، محمد حفظي.

بوابة الأهرام في

22.09.2018

 
 

أفلام عالمية تعرض لأول مرة..

فيـلم "دوجـمـان" الإيطـالي الاختـيـار الـرسـمـي خـارج المـسـابـقـة

الجونة- علاء المفرجي

تتواصل فعاليات اليوم الثاني لمهرجان الجونة السينمائي، إذ عرضت عدة أفلام مميزة منها الفيلم السوري "عندما أضعت ظلي" ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

الفيلم الحاصل على جائزة أفضل عمل فني أول لمخرجته سؤدد كنعان بمهرجان فينيسيا، يرصد جانباً شديد المأساة لـمرأة سورية "سناء" ليس لديها أي اهتمامات سياسية فهي تهتم بطفلها ذي الـ9 سنوات، وزوج غائب يعمل في السعودية، لكنها تخرج بحثاً عن أسطوانة غاز بعد أزمة شديدة تصيب مدينتها، وفي الطريق الممتد والبعيد عن منزلها تمر بأشخاص فقدوا ظلالهم وبقبور في الحدائق وأشجار زيتون محروقة.

مواقف صعبة تعيشها الأم التي تعمل صيدلانية، ورصد لتفاصيل من المعاناة السورية اليومية والقتل الوحشي والاتهامات بغياب الضمير وانتشار الجشع، ونقص الطعام والأدوية والأخلاق أيضاً، ومشاهد لآثار الحرب والدمار، وحفر القبور بجانب المنازل لدفن الضحايا من الثوار.

وفي المسابقة نفسها عرض الفيلم الإيطالي "دوجمان" ، ضمن الاختيار الرسمي خارج المسابقة، والفيلم فاز بطله مارشيلو فونتي بجائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان"، كما حصل الكلب الذي يظهر في الفيلم على جائزة سعفة الكلب غير الرسمية في المهرجان، وهو من إخراج ماتيو جاروني.

تستند أحداثه إلى وقائع حقيقية، إذ تدور قصته حول مربي كلاب يدعي "مارشيلو" يجد نفسه متورطاً في عالم الجريمة بسبب "سيمون" بطل الملاكمة السابقة الذي يسيطر على الحي الذي يسكن فيه "مارشيلو" ويدخل السجن، ويتحول من إنسان مسالم إلى شخص تملؤه مشاعر الانتقام، من أجل استعادة كرامته.

كما عرض فيلم "الحصادون" من جنوب أفريقيا والمشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والفيلم للمخرج إتيين كالوس، وتدور أحداثه في جنوبي أفريقيا بمنطقة حرقة، ومعقل منعزل لثقافة الأقليلة الإفريقية ذات الأصول البيضاء، وفي تلك المقاطعة الزراعية المحافظة والمهووسة بالقوة والرجولة، يعتبر (يانو) فيها شخصاً مختلفاً لتكتمه عن البوح بمشاعره، وذات يوم تجلب والدته إلى البيت صبياً يتيماً، وتطلب من (يانو) أن يجعل من ذلك الغريب شقيقاً له.

وجمهور المهرجان على موعد مع حكاية مؤلمة من سوريا بعنوان "عن الآباء والأبناء" تعرض في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ، هذا الفيلم التسجيلي يقرّب المشاهد أكثر من الصراع في سوريا والحرب الدائرة هناك، من خلال معايشة حقيقية لعائلة من أدلب يقودها الأب المنتمي لجبهة "النصرة"، والذي يحارب تحت شعارات الخلافة الإسلامية.

اختلاف الفيلم عن معظم الأعمال التي تتحدث عن الصراع في سوريا، أن مخرجه طلال ديركي يحاول المعرفة والإجابة عن سؤال وماذا بعد! وحاول أن يجدها من خلال أطفال الأب الصغار، الذين يتربون على نفس مبادئه، ويلتحقون بالتدريبات على أيدي عناصر متخصصة من الجماعات الدينية.

دمار المدينة ودمار النفس قبلها، ودائرة لا تنتهي من الصراع ، وحكايات من أرض الواقع، تنتهي بخروج غير متفائل للمخرج من المدينة، يصورها الشريط السينمائي في 139 دقيقة.

وبدأت أمس فعاليات منطلق الجونة السينمائي ضمن منصة الجونة السينمائية، فقد أقيمت جلسة تدريبية بعنوان "إمكانية تقديم مشروعك" ، كما تعقد مؤسسة "دوكس بوكس" جلسة حول "خاطر السينما الوثائقية في العالم العربي" وذلك في تمام الساعة الـ4 مساء وتستمر لمدة ساعة ونصف.

ومنطلق الجونة هو الجانب الإحترافي لمنصة الجونة السينمائية، إذ يتيح للمخرجين والمنتجين العرب ومشاريعهم السينمائية سواء كانت في «مرحلة التطوير» أو «مراحل ما بعد الإنتاج» فرصاً فريدة للحصول على الدعم الفني أو المالي أو كلاهما.

ويعد منطلق الجونة أحد قسمي منصة الجونة والقسم الآخر هو جسر الجونة السينمائي الذي يعد نقطة التقاء ومنبر حوار ومنتدى لمختلف الأصوات السينمائية وجسراً للتواصل بين السينمائيين العرب ونظرائهم الدوليين.

وعرض أمس الفيلم الجزائري "ريح رباني" للمخرج مرزاق علواش ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ببقاعة أوديماكس.

قصة الفيلم تركز على شاب وشابة يتم تكليفهما بتنفيذ عملية مسلحة ضد معمل تكرير للبترول في صحراء شمالي أفريقيا.

منذ فيلمه الأول "عمر قتلته الرجولة"، اكتسب علواش شهرة عالمية ونال السعفة الذهبية في كان، وتوالت الجوائز والنجاحات مع أعماله اللاحقة، التي عُرضت في أكبر المهرجانات الدولية، وفي فيلمه الروائي الجديد "ريح رباني" المصور بالأبيض والأسود يواصل علواش البحث والتفتيش وراء ظاهرة التطرف الديني التي بدأها مع عمله التسجيلي السابق "تحقيق في الجنة".

المدى العراقية في

23.09.2018

 
 

سؤدد كعدان: الواقع أبشع من أن تحتمله صورة

حوار- محمد فهمى

مخرجة فيلم «عندما أضعت ظلى» السورية: الحرب انتزعت منى كل شىء.. السوريون استطاعوا أن يعبروا عن أنفسهم سينمائيًّا بعد سنوات من الصمت.. فجأة أصبح علينا أن نبحث عن أمكنة قد تشبه سوريا فى بلاد مجاورة.. النجاح الذى حققته الدورة الأولى من مهرجان الجونة وأصداؤه العالمية دفعانى للتفكير فى منحه حق العرض الأول لفيلمى

ملامحها هادئة وطيبتها تمتزج بالمرارة التى ذاقتها عقب ترك منزلها فى دمشق بعد الحرب فى سوريا والسفر للعيش فى لبنان.. هى ما زالت مقتنعة بالعودة والانتصار على الظلام الذى تسببت فيه الحرب التى تبرزها بشكل جديد ومغاير عن السائد دائمًا فى أفلامها، لتوضح حالة الشجن والمشاعر الإنسانية التى يمر بها أهل سوريا إلى الآن.. إنها المخرجة السورية سؤدد كعدان التى تشارك بفيلمها الجديد «عندما أضعت ظلى» فى الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى، وكان لنا معها الحوار التالى..

·        بداية، ما تفاصيل رحلة 7 سنوات مع «عندما أضعت ظلى»؟

- كتابة الفيلم بدأت فى دمشق عام ٢٠١١، وفى أواخر ٢٠١٢ انتهيت منه، وحصلنا على التمويل الأوَّلِى للتصوير، ثم انتقلت إلى بيروت واستمرّت رحلة طويلة من سبع سنوات لإنجازه، وفى لحظة الشتات هذه كانت الرغبة شبه مجنونة لإنجاز فيلم سورى روائى طويل بإنتاج سورى مستقل خارج سوريا مع ممثلين سوريين، وكان تحديًا كبيرًا لإنتاج مستقل أن يجمع الممثلين والفريق المناسب من بلاد مختلفة، لإنجاز الفيلم، ولكن يبدو أن هذا العناد ما هو إلا رفض الاعتراف أن الحرب انتزعت منى كل شىء.

·        الفيلم شارك فى قسم «آفاق» بمهرجان فينيسيا.. كيف رأيتِ انطباعات الجمهور والنقاد على الفيلم حتى الآن؟

- ردود الفعل حتى الآن عن الفيلم رائعة، ضمن الدائرة الضيقة من المبرمجين والنقاد، وأنا فخورة به وبالفريق الذى أنجزه معى، والرهان الأكبر الآن فى أن يؤثر على الجمهور، وأتمنى أن يؤثر نمط الحكاية الجديدة التى تروى عن سوريا فى الجمهور، ويغير من وجهة النظر المعتادة لمعاناة الإنسان السورى فى الحرب.

·        شهد برنامج مهرجان فينيسيا هذا العام حضورًا عربيًّا كبيرًا سواء على مستوى الأفلام أم على مستوى حضور المهرجان.. كيف ترين ذلك؟

- كل فيلم عربى جديد يُعرض فى المهرجانات التى تصنف «A list» هو نصر لكل السينما العربية، فاختيار فيلم عربى هو احتفال بطريقة روى حكاياتنا بشكل مغاير عن السينما العالمية، وإفساح مجال لها وأن توجد وتُغنى السينما العالمية بأسلوب سينمائى يشبهنا.

·        مشروع فيلمك الجديد «نزوح» حصل على جائزة «باومى» لتطوير نصوص الأفلام من مهرجان برلين.. كيف استقبلت الخبر؟

- تعرف أن فيلمك الأول انتهى عندما تبدأ بمشاهدة صور فيلمك المقبل، ولكن أن أحصل الآن على جائزة «باومى» قبل أن ينتهى فيلمى الأول فهذا نافذة أمل جديدة تفتح باتجاه مغامرة سينمائية جديدة.

·        جسدت المأساة السورية فى أكثر من فيلم، منها «خبز الحصار» و«نزوح» و«سقف دمشق وحكايات الجنة».. هل تجدين صعوبة فى استكمال عملك الفنى بعد الحرب؟

- فى اللحظة التى ينتقل فيها السورى من بلده إلى بلد آخر، يخسر الكثير على الصعيدَين الإنسانى والمهنى، وكمخرجة سينمائية همى وموضوعى الأول هو سوريا، لكن كيف نصور فيلمًا عن دمشق من دون أن نكون فى دمشق؟! وهل هنالك مدن أخرى وشوارع تشبهها؟ فجأة علينا أن نبحث عن أمكنة قد تشبه سوريا فى بلاد مجاورة أو بعيدة، ونعيد خلق سوريا أخرى فى مكان تصوير جديد ونخاف أن لا ننجح.

·        قدّمتِ صورة جديدة عما يحدث فى سوريا بعيدًا عن الصورة النمطية التى شاهدناها.. فما الأمور التى تشغل بالك لتخرجى أعمالك بصورة مغايرة؟

- كنت أخرج الأفلام الوثائقية قبل الحرب، ومع المذبحة الأولى شعرت بأننى لا أستطيع أن أخرج فيلمًا من جديد، إذ واجهنى السؤال الأول «كيف أعبر عن الهول والشناعة والحقد فى فيلم، علىَّ أن أكون إلى جانب مَن يتألم لا أمامه، وبالتأكيد ليس خلف كاميرا؟» وهنا تكمن المفارقة، فمع بداية موجة الأفلام الوثائقية السورية الناجحة التى تعبر عن المأساة، شعرت بأنه لا يمكننى أن أخرج فيلمًا وثائقيًّا رغم شعورى بالفخر والاعتزاز بالسينما الوثائقية السورية الجديدة، وبأن السوريين استطاعوا أخيرًا أن يعبروا عن أنفسهم عبر السينما بعد سنوات من الصمت، ولكن لم يمكننى كمخرجة وقتها أن أضع كاميرتى بكل بساطة فى مواجهة الموت والدم، فلكل إنسان طريقته الخاصة فى التعامل مع الألم، وبالنسبة إلى الكاميرا فهى مسافة فكرية عاطفية وجمالية، ولذلك الشعور الوحيد الذى سيطر علىَّ كان بأن أغلق كاميرتى، فالواقع أبشع من أن تحتمله صورة.

ووقعت لى صدفة غريبة بعدما عثرت على صور هيروشيما بالأسود والأبيض، وشاهدت كيف يمكن أن تمحى الحرب مدينة بأكملها ولا يبقى منها سوى ظلال الناس المحروقة، وشعرت عندها بأن ما يحدث هو العكس تمامًا فى دمشق، وأنه أكثر ألمًا أن تبقى مستمرًّا تمشى على الأرض وتفقد ظلك نهائيًّا، وعندها استطعت أن أكتب من جديد وأبدأ سيناريو «يوم أضعت ظلى».

·        ما انطباعك عن مهرجان الجونة السينمائى بعد دورته الأولى؟

- كنت سعيدة جدًّا بالنجاح الكبير الذى حققه مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الأولى، خصوصًا فى نوعية الأفلام التى عرضها والاحتفال بها، والحضور الجماهيرى، والرغبة فى صناعة سوق للأفلام ودعمها، وكلها إشارات بأن مهرجانًا جديدًا قويًّا قد بدأ فى السينما العربية، والفريق الشاب الذى يدير المهرجان يتميز بمهارات مختلفة سينمائية وخبرات متعددة اكتسبها من مهرجانات مختلفة، والـ«ماستر كلاس» على مستوى عالٍ، وهذا كله ظهر منذ افتتاح المهرجان، ومع الأصداء الاحتفالية للمهرجان من قبَل المخرجين والإعلام، وهو ما دفعنى إلى التفكير فى أن يكون العرض الأول لفيلمى بالمنطقة العربية فى المهرجان، والآن وقد تحقق ذلك، وكلى ترقب لكيف تكون أصداء الفيلم، وأتمنى أن يصل الفيلم إلى الجمهور الأول الذى يتوجه إليه فيلمى وهو الجمهور المحلى والعربى.

بالتعاون مع مجلة «نجمة الجونة».

####

مخرج «يوم الدين»: فكرة الفيلم سر ظهوره بهذا الشكل المشرّف

حوار- محمد فهمى

أبو بكر شوقى: جيل كامل من السينمائيين يحتاجون إلى فرصة ليسمع العالم صوتهم.. حرصت على عرض العمل فى المنيا ليعود بطله مرفوع الرأس إلى قريته

رغم أن فيلم «يوم الدين» لا يتناول الدين بشكل عام، فإنه يظل جزءًا لا يتجزَّأ مما يؤمن به الناس، ففى «يوم الدين» يتساوى الجميع وتتم محاسبتهم على أفعالهم وليس مظهرهم، وكأنها رسالة لكل منبوذ لا يجد له مكانًا فى المجتمع ويتطلع لذلك اليوم الذى يتساوى فيه مع مَن هم أفضل منه فى نظر المجتمع.

نجح الفيلم فى أن يلفت الأنظار إليه وقت عرضه الأول عالميًّا فى مهرجان «كان» السينمائى ضمن المسابقة الرسمية، ويعد أحد أبرز الأفلام المعروضة ضمن مهرجان الجونة السينمائى، كما تم ترشيحه لتمثيل مصر فى الأوسكار.

يكشف مخرج الفيلم، خلال حوارنا معه، العديد من كواليس الفيلم والصعوبات التى واجهته حتى خروجه إلى النور وعرضه تجاريًّا، وتفاصيل جولته العالمية بعد مهرجان الجونة، فإلى نص الحوار..

·        دعنا نتعرف أولًا على ملامح رحلتك فى عالم السينما قبل «يوم الدين»؟

- عمرى 32 عامًا، والدى مصرى ووالدتى نمساوية، وقد كانت شغوفة للغاية بالسينما وهى مَن ساعدتنى على اكتشاف سحرها ورونقها، فقد كانت تصحبنى منذ الصغر لنشاهد العديد من الأفلام، خصوصًا المستقلة، ونشأت على حب الفن السابع، ودرست السياسة والاقتصاد فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والإخراج فى المعهد العالى للسينما، ثم أكملت دراستى فى كلية تيش للفنون فى جامعة نيويورك.

·        متى بدأت كتابة الفيلم؟

- حدث ذلك فى أثناء دراستى فى أمريكا، فقد كانت فكرة الفيلم فى ذهنى منذ أن صورت فيلم «المستعمرة» فى «أبو زعبل»، وهو عمل وثائقى قصير مدته 15 دقيقة يسلِّط الضوء على سكان مستعمرة الجذام الذين يعيشون هناك.

·        شارك الفيلم فى مهرجان كان السينمائى، ويعرض فى الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى، ويتنافس على تمثيل مصر فى الأوسكار.. كيف ترى ذلك، وهل كنت تتوقع الأمر وقت التصوير أو فى أثناء التحضير له؟

- لم نكن نخطط فى بداية التحضير لتصوير فيلم «يوم الدين» لعرضه فى أى مهرجان، ولم يكن فى خاطرنا ذلك الأمر تمامًا، وكانت نيَّتنا وقتها الانتهاء من الفيلم وخروجه إلى النور، لأنه كانت لدينا قناعة تامة بفكرته والرسالة التى يوجهها، فهو يقدم قصة لم تُعرض من قبل، وأعتقد أن ذلك هو الأهم لأن الفكرة الجيدة ستجد المكان الذى تُعرض به.

·        اليوم أصبح لصناع السينما العرب وجود كبير فى كل المهرجانات والمحافل الدولية.. كيف ترى ذلك، وما الذى يضمن استمراره؟

- الشىء الوحيد الذى يضمن ذلك هو استمرار صناع السينما العرب فى تقديم نوعية جيدة من الأفلام، وزيادة الثقافة السينمائية والوعى الفنى، وأن يقدم صناع الأفلام الأعمال التى يقتنعون بها دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى، وأن يركزوا على القصة والكتابة، لأنهما أساس نجاح العمل الفنى، وأنا سعيد بهذا الانتشار وأتمنى أن يستمر، لأن هناك جيلًا كاملًا من السينمائيين الذين يحتاجون إلى فرصة، ليسمع العالم صوتهم.

·        هل ترى أن هناك حلولًا من وجهة نظرك؟

- هناك خياران، أولهما أن ينتظر السينمائيون التمويل من المؤسسات الخاصة، والتقديم للحصول على المنح المادية التى تعرضها، وهذا الأمر من الممكن أن يستمر لمدة سنوات دون وجود ضمانة لحدوثه، أما الخيار الثانى فهو الاعتماد الذاتى على فريق الفيلم، وبدء العمل مع تقليل حجم الإنفاق المادى لأكثر فترة ممكنة، خصوصًا أن الأمر لو طال كثيرًا من الممكن أن لا تتحقق أفكارنا.

·        ما المعايير التى وضعتها وقت اختيار فريق عمل الفيلم؟

- أستعين بفريق عمل متكامل أشعر بالارتياح فى العمل معه، سواء من الناحية الفنية والتقنية أو الإنسانية، وهناك العديد من التفاصيل التى يبرزها الفيلم فى كل عناصره، ولولا إيمانهم واقتناعهم باختلاف الفيلم وتميز قصته لما شاركونى التجربة، خصوصًا أن المقابل المادى ضعيف.

·        الفيلم يعرض حالة متناغمة من التعايش، كيف نجحت فى الوصول إلى هذه الحالة التى انعكست على صورة الفيلم وتفاصيله كافة؟

- الموضوع يبدأ من قصة الفيلم، وكيفية التعامل معها، وطريقة إدارة شخوص القصة، خصوصًا أن أبطال الفيلم ليسوا ممثلين، وأرى أن القصة هى السبب الرئيسى فى حدوث حالة التناغم التى سيشاهدها الجمهور خلال أحداثه.

·        ما قصة الفيلم؟

- تدور أحداث «يوم الدين» حول (بشاى) رجل شُفى من مرض الجذام، ولكنه ما زال يحمل آثار المرض بجسده ويعيش فى مستعمرة لم يغادرها يومًا بعد وفاة زوجته، ويقرر (بشاى) أن ينطلق فى رحلة فى قلب مصر بحثًا عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة (أوباما) الصبى النوبى اليتيم الذى يرفض مفارقته أينما ذهب، وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة للمرة الأولى، ليكتشفا الحياة بكل ما فيها ويبحثا عن بعض الأمل والإنسانية والانتماء.

·        التعامل مع الأطفال يحتاج إلى ملكة خاصة، فكيف نجحت فى تطويع الطفل خلال أحداث فيلمك؟

- في ما يخص الطفل أحمد عبد الحفيظ الذى قدم شخصية (أوباما) خلال أحداث الفيلم، أنا كنت محظوظًا جدًّا بظهوره، لأنى أجريت اختبارات أداء لفترة طويلة جدًّا، حتى عثرت عليه بالصدفة فى أسوان، ورأيت أنه مناسب جدًّا، وخلال مدة 7 أشهر تم تجهيزه للدور وتعليمه كيفية التعامل مع الكاميرا، حتى وصلنا إلى مرحلة جاهزيته للتصوير.

·        كيف كانت تجربتك مع راضى؟

- لم يكن من السهل تحويل «راضى» إلى ممثل، فقد قضيت معه أربعة أشهر لتجهيزه وكانت عملية التحضير بطيئة وتدريجية، وحرصت على تعريفه بباقى طاقم العمل، حتى يعتاد على أجواء التصوير، وكثيرًا كنا نتقابل فى منزلى بالقاهرة ونتحدث معًا عن حياتنا وطفولتنا، وبما أنه لا يستطيع القراءة فقد كنت أقرأ له السيناريو، ثم بدأت العمل معه على بعض تمارين التمثيل، فقد أردته أن يبدو طبيعيًّا للابتعاد عن تقديم فيلم مغرق فى السوداوية والمآسى، لأنى أرغب فى تقديم فيلم «يوم الدين» داخل قالب من التفاؤل والأمل.

وراودتنى بعض الشكوك حول مدى الانسجام بين «أحمد» و«راضى»، فحرصت على أن لا يتقابلا فى مرحلة مبكرة من تحضيرات الفيلم، وعززت الانسجام بينهما بشكل تدريجى وطبيعى، وبمرور الوقت اكتشفت أن هناك علاقة أبوية جميلة نشأت بينهما، وربما كان ذلك بسبب عدم مرور «راضى» بتجربة الرزق بالأطفال، ولذلك كانت علاقته بـ«أحمد» رائعة ومليئة بالعاطفة.

·        من المنتظر أن يتم طرح الفيلم تجاريًّا خلال الفترة المقبلة فى أكثر من دار عرض.. ما توقعاتك لاستقبال الجمهور العادى له بعيدًا عن المهرجانات؟

- الفيلم يُعرض للمرة الأولى فى مصر والوطن العربى خلال فاعليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائى يوم 21 سبتمبر (أيلول)، ثم يعرض يوم 23 من الشهر نفسه تجاريًّا لأول مرة فى سينما سكيب بالمنيا، لأنها مسقط رأس أبطال الفيلم. واخترت المنيا ليعود بطل الفيلم مرفوع الرأس، لأنه واجه صعوبات عديدة فى حياته، ومرض الجذام أثر عليه كثيرًا، وكان هناك مَن يسخر منه وقت تصوير الفيلم، ولكنه وصل معى ومع الفيلم إلى مهرجان كان ومهرجان الجونة، وقالت عنه كبرى المجلات فى العالم إنه أحد النجوم الصاعدين.

ويُعرض الفيلم فى باقى المحافظات يوم 26 سبتمبر، وأنا لا أخشى عرضه، لأنه فيلم مُبهم وفى الوقت نفسه يوجه رسالة مهمة للغاية، وأتمنى أن يشاهده الجمهور، وأراهن على نجاحه وقت العرض، لأنه يجسد قصة مختلفة لم يشاهدها الجمهور من قبل.

·        هل هناك خطة لفيلم «يوم الدين» ليكمل جولته عالميًّا عقب عرضه فى مهرجان الجونة؟

- الفيلم سيكمل جولته العالمية عقب عرضه فى مهرجان الجونة مباشرة، فأنا أستعد للسفر إلى هامبورج لحضور عرضه هناك، وسيتم عرضه فى لندن، كما سيعرض فى دبى يوم 28 سبتمبر، وسيشارك فى مهرجان فانكوفر نهاية سبتمبر، وسيعرض فى فرنسا يوم 21 نوفمبر، وسيكمل المهرجان جولته العالمية حتى نهاية شهر ديسمبر.

بالتعاون مع مجلة «نجمة الجونة».

المقال المصرية في

23.09.2018

 
 

صانعات الأفلام يكشفن وضع النساء في السينما بمهرجان الجونة

كتب - محمد فهمي:

أقيمت اليوم ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، ندوة عن تمكين المرأة من خلال صناعة الأفلام، للحديث عن وضع النساء في السينما، سواء كصانعات للأعمال أو مشاركات فيها بالتمثيل، وأدارتها المنتجة والمخرجة التونسية درة بوشوشة، التي كرمها المهرجان ومنحها جائزة الإنجاز الإبداعي.

وبدأت الندوة بمطالبة النساء اللواتي شاركن في الندوة بمنح الفرصة للمرأة كي تثبت موهبتها، واعطائهن الفرصة كي يصبح هناك مزيد من المنتجات أمثال درة بوشوشة وبشرى وإلهام شاهين ويكن مصدر إلهام للكثيرات، وشددن على أن المسألة لا تحتاج فقط الموهبة، إنما المثابرة في صناعة الأفلام والإصرار على ذلك.

وروت المخرجة ريم صالح  معاناتها مع تمويل أحد أفلامها، حتى اضطرت لتنفيذه على نفقتها الشخصية، إلى أن ساعدتها منتجة ألمانية، في مفارقة واضحة بأن يكون الفيلم مصريا ومنتجته ألمانية.

وأشارت الدكتورة مايا مرسي ،رئيس المجلس القومي للمرأة ،الى أن نسبة الأفلام التي تتحدث عن قصص النساء زادت بنسبة 23%، متمنية مضاعفة هذا الرقم، واعتبرتها مسألة تستدعي أن يفتخر بها النساء، ولم تكن لتتحقق إذا لم يتم المطالبة بها.

ووجهت مايا حديثها للعاملات في المجال السينمائي قائلة: "ابتسمن أنتم من ترسمن المستقبل، وفي مهرجان الجونة السينمائي لدينا تاء مربوطة تقوم بدورها على أكمل وجه وبشكل مميز وهي بشرى، التي تواصلت معنا، ونأمل بوجود كثيرات مثلها".

وأبدت المخرجات اعتراضهن بوصف المخرجة المميزة بـ"الموهوبة"، في حين يوصف المخرج بـ"المحترف"، واعتبرت هذا تقليلا من شأنهن، وأنه يتوجب ضبط بعض الألفاظ في إطار المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء.

وأكدت درة بوشوشة أنها لم تعاني من التمييز في حياتها وهذا ما ساعدها كي تصبح منتجة، وهي الوظيفة التي لم تكن لامرأة، نظرا لصعوبتها، لكن في الوقت نفسه، فإن هذا لا يعني قبولها مسألة تصنيف الأعمال للنساء وأخرى للرجال، ولكنها انتقدت ظهور المرأة في مسلسلات رمضان، وهي إما تكون عادية لا أهمية لها في الأحداث، أو غبية.

أما مي عبد العظيم، مؤسس مجلة What Women Want، حكت أن الفنانة سلمى حايك تعرضت للتنمر عند تقديمها أحد أفلامها، والذي تم رفضه، وهددها بعض الصناع بأنه لن يتم عرضه على شاشة السينما، لكنها حاربت وأصرت على تحقيق حلمها وهدفها، ونجحت في ذلك.

وحصل إجماع من المشاركات في الندوة على أن الأمر لم يتوقف عند حد تعرضهن للتنمر خلال سعهين لتنفيذ مشروعاتهن، إنما للتحرش أيضا، من خلال رسائل تتحدث عن ملابسهن ومظهرهن، حتى يصاب بعضهن بالتوتر.

الوفد المصرية في

23.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)