كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

دورة التحوّلات الأسلوبية من جاك أوديار إلى الأخوين كوين:

«البندقية» تعترف بنتفليكس

فراس محمد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الخامس والسبعون

   
 
 
 
 

أول من أمس، اختُتمت الدورة الـ 75 من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي»، بمشاركة أسماء من العيار الثقيل في الفن السابع، مثل ألفونسو كوارون، ويورغوس لانثيموس، وجاك أوديار، والأخوين كوين، إلى جانب حضور عربي مقبول تمثّل بسوريا. اللافت أنّ الجوائز التقنية هذا العام ذهبت إلى سينما من نوع واحد، هو «الويسترن»، فيما زادت جرعة الأمركة في الحدث العريق

افتتح «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» يوبيله الماسي هذا العام، واعداً بدورة قد تكون الأهم بالنسبة إلى عميد المهرجانات الأوروبية، مع سقف توقعات مرتفع سلفاً، قياساً بالأسماء التي أُعلنَت قبل أسابيع من مدّ السجادة الحمراء على مدخل الموسترا. حدث ترافق مع جدلٍ يكاد يصبح تقليدياً عند افتتاح المهرجانات الكبرى بشأن عدد المخرجات الإناث ضمن المسابقة الرسمية (مخرجة واحدة). لكن المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا، حسمه بكلمات مقتضبة تضع القيمة الفنية للمهرجان فوق كل اعتبار، قائلاً: «إذا كان ضرورياً أن نطبق كوتا جندرية في الاختيارات الفنية، فسأستقيل من منصبي». لكن هذا التصريح أشعل موجة من الجدل، متهماً باربيرا بالذكورية. وكعادة السنين الأخيرة، استقطب «البندقية» (فينيسيا) الذي اختتم أول من أمس دورته الـ 75 بتوزيع الجوائز، فيلماً هوليوودياً للافتتاح، هو «أول رجل» للفرنسي الأميركي داميان شازيل، في ما بدا أنه يمثل بداية متفائلة لبعض الأفلام الاميركية في سباقها الأوسكاري. علماً أنّه العام الماضي، افتتح «شكل الماء» للمكسيكي غيّيرمو دل تورو «البندقية»، حيث نال «أسدها» الذهبي قبل أن يحصل على أوسكار أفضل فيلم. وهذا لم يسبق أن حدث تاريخياً، ليكون «شكل الماء» أول فيلم في تاريخ السينما تمكن من جمع «أسد» البندقية وجائزة الأكاديمية الأميركية. وكان فيلم التايواني انغ لي «جبل بروكباك» (2005 ـ نال الأسد الذهبي في البندقية) أقرب المحققين لإنجاز من هذا الحجم، لولا تحفظ الأميركيين على مضمون فيلمه.

مع دل تورو كرئيس لجنة التحكيم التي ضمّت إلى جانبه كلاً من ناومي واتس، وكريستوفر والتز، بدأ المهرجان بمظاهر احتفالية اعتيادية. وجود دل تورو على رأس القرار قد لا يعني شيئاً في مهرجانات السينما الكبرى. وجود الرجل المُحب للوحوش وإحيائها في السينما، لا يعني بالضرورة أن الأفلام ذات الطبيعة المغايرة فقدت حظوظها. لكن الموقف الأكثر حرجاً ربما كان بمشاركة صديقه المكسيكي الآخر ألفونسو كوارون ضمن المسابقة الرسمية بفيلم «روما». الاثنان برز اسماهما بقوة مع ارتفاع أسهم السينمائي المكسيكي خلال العقدين الماضيين، إلى جانب أليخاندرو غونزاليس ايناريتو. لكن من جانب آخر، يبدو أن «روما» تمكّن من فرض نفسه كأحد أكثر الأفلام ترشيحاً لصعود منصة التتويج، إذ فتك بجائزة «الأسد الذهبي»، علماً أنّ «روما» هو الفيلم الأول لـ «نتفليكس» المتوج بجائزة من هذا النوع. وكان كوارون سيُحرم تلقائياً أيّ جائزة لو شارك بفيلمه ضمن «مهرجان كان» (صدر قرار رسمي بعدم منح إنتاجات «نتفليكس» أي جوائز في المهرجان الفرنسي)، فهل هذا يعني أن إنتاجات «نتفليكس» وجدت لها بوابة للتكريم بعيداً عن «كان»؟ 

حصل ويليام دافو على جائزة أفضل ممثل لتقمّصه فان غوخ في فيلم «على بوابة الأبدية» لجوليان شنابيل

في هذا الشريط، يعود مخرج «أطفال الرجال» (2006) إلى سبعينيات المكسيك في معالجة نوستالوجية لذاكرة فنان اعتاد تقديم أفلام هوليوودية الصيغة. كوارون ليس الوحيد المُشارك في فيلم مغاير للطريقة التي اعتادها منه جمهوره، فاليوناني يورغوس لانثيموس يزداد غرقاً في المناخ الإنكليزي الذي بدأه منذ ثلاثة أفلام، حظي آخرها «مقتل الأيل المقدس» (2017 ــــ جائزة أفضل سيناريو في «كان») بحفاوة كبيرة. لكنه هذه المرة عاد بفيلم من أفلام الحقب التاريخية بعنوان «المفضلة». باستذكار سريع لأبرز أفلام هذا النوع، سيبدو فيلماً تتنافر فيه الأسلوبية الخاصة لمخرج «سنّ الكلب» مع الحقبة التاريخية نفسها، مُسبباً ــ كما عادته ــ إحدى صدمات هذا العام. بأسلبته الخاصة للواقع، وتحديه للمفاهيم وإخراجها من سياقاتها الطبيعية، سيضع لانثيموس فيلمه تحت عدسات النقاد والمتابعين بشدة، وكانت بداية نتائجها خطفه جائزة لجنة التحكيم الكبرى في «البندقية». على الضفة الأخرى، عاد الإنكليزي مايك لي إلى «البندقية» بعد أربعة عشر عاماً على آخر مشاركة له نال على إثرها الأسد الذهبي عن فيلمه «فيرا دريك». Peterloo ــــ فيلمه المشارك هذا العام ـــ يتناول حقبة تاريخية. هذا النوع موجود في فيلموغرافيا لي على استحياء، فهو متخصص في تقديم دراما الطبقة الوسطى الإنكليزية، حيث سينما الحقب تبدو ضمنها أشبه باستراحة محارب، لكنها تختزن الكثير من القيمة والجودة، ولا سيما على صعيد السيناريو الحاصل على سبعة ترشيحات أوسكارية بينها خمسة لأفضل نص أصلي. وقد كان متوقعاً بشدة بعد الاستقبال الحار لـ Peterloo أن يحصد إحدى جوائز المهرجان، لكن غيابه عن منصة التتويج شكّل مفاجأة هذه الدورة من المهرجان.

بالعودة إلى افتتاح هذه الدورة، مال كثيرون إلى طرح داميان شازيل كأحد أبرز الوجوه الشابة في عالم الإخراج، خصوصاً بقدرة فيلميه السابقين على وضع بصمة خاصة في سينما النوع بحرفيته العالية وحساسيته المفرطة تجاه كلاسيكية السينما. فشازيل افتتح «البندقية» مرتين (الأولى بـ «لالا لاند» قبل عامين، ثم بـ «أول رجل» هذا العام)، لكن النقاد استقبلوا جديده بتذبذب كبير، ما جعله يخرج خالي الوفاض من الحدث. في شريطه، تناول شازيل نيل أرمسترونغ كأول رجل حطت قدمه غبار القمر. تساؤلات كبيرة دارت حول ابتعاده عن المساحة التي أجاد تقديمها سابقاً في السينما الاستعراضية وموسيقى الجاز التي شكّلت محور أفلامه، ما يضع - لا شك - فيلمه في حيّز المقارنات الإجبارية والأسئلة عن تحوّله الغريب هذا. في العموم، لم يمرّ الفيلم من دون جدل، إذ برزت حملة لمقاطعة العمل على مواقع التواصل الاجتماعي لعدم احتوائه على لقطة صريحة لغرس العلم الأميركي على سطح القمر، بينما اكتفى شازيل بلقطات بعيدة، فتعرّض لاتهامات بـ «انعدام الوطنية»، واضطر صاحب «ويبلاش» حينها إلى إصدار بيان في هذا الخصوص.

يُمكن اعتبار «البندقية» هذا العام دورة التحولات الأسلوبية ـــ نوعاً ما ـــ لعدد لا بأس به من المشاركين في المسابقة الرسمية. مثلاً، الفرنسي جاك أوديار الحاصل على سعفة «كان» عن فيلمه «ديبان» عام 2015، قدم فيلمه الأول الناطق بالإنكليزية والأول له في «البندقية»، برفقة خواكين فينيكس، وجاك جيلينهال. وليزيد من مساحة الابتعاد ثقافياً وأسلوبياً، تناول فيلمه The Sisters Brothers الغرب الأميركي، ونال على إثرها مديحاً جيداً، مع الأخذ بالاعتبار أن هذا النوع من التحولات الثقافية يؤثر في التقييم النقدي لفيلم سحب مخرجه من مناخ ووضعه في مناخ آخر. وقد يكون لهذا السبب حصل على جائزة الإخراج في «البندقية». الأمر ذاته مع الأخوين كوين، باستثناء أن الغرب الأميركي جزء من اللعبة التي أجادا تقديمها، سواء بويسترن معاصر أو تاريخي. The Ballad of Buster Scruggs الذي كان مقرراً له أن يكون مسلسلاً من ست حلقات، ارتأى مخرجاه تحويله إلى فيلم مكوَّن من ستة فصول منفصلة أشبه بالأفلام القصيرة. قرار حصدا على إثره جائزة السيناريو، ومن المثير للاهتمام أن الجوائز التقنية هذا العام ذهبت لسينما من نوع واحد (الويسترن). المشاركة الأولى أيضاً لمدلّلي «كان» (الكوينز) في «البندقية» حظيت باستقبال حارّ. كذلك الامر بالنسبة إلى الممثل برادلي كوبر في تجربته الإخراجية الأولى بصحبة الليدي غاغا (فيلم «ولادة نجمة»). كلا المستجدين على «الموسترا» نال نصيباً كبيراً من المدح، وكلاهما زاد من نسبة الأمركة في الحصيلة المشاركة. لكن في «فينيسيا»، هذه النسبية عادةً لا تحول دون اعتباره الراعي الأول للتجارب واللغات السينمائية الخاصة، حتى تلك التي تبدو خارج صندوق التقليدي والكلاسيكي. «مهرجان البندقية» كدافع لعجلة السينما، لم ينحز إلى نوع مهما بدا العنصر الأميركي حاضراً في افتتاحياته وجوائزه خلال الأعوام الماضية. أميركي آخر في المسابقة الرسمية، هو الرسام والمخرج جوليان شنابيل الذي تعرّض لنقد كبير في مشاركته السابقة «ميرال»، قدّم إضافتين هذا العام: أولاً باعتباره رساماً اختار وسيطاً فنياً مغايراً (السينما) للحديث عن رسام آخر هو فان غوخ في فيلمه «على بوابة الأبدية»، إلى جانب الأداء الكبير الذي قدمه ويليام دافو تجسيداً له. أداء أنصفته لجنة تحكيم «البندقية» بمنحه جائزة أفضل ممثل.

أما جائزة أفضل ممثلة، فنالتها أوليفيا كولمان عن دورها في فيلم لانثيموس «المفضلة»، ليكون الأخير الرابح الأكبر هذا العام بجائزتين. وفي مفاجأة هي الثانية، حقق فيلم المخرجة الأوسترالية جينيفر كِنت «العندليب» جائزتين، رغم الاستقبال الفاتر له. الأولى جائزة لجنة التحكيم، والثانية جائزة مارشيللو ماستروياني للموهبة التمثيلية بايكللي جانمبلار. الأمر ترك تساؤلاً عن تأثير الضغوط الإعلامية المثارة عن عدد المخرجات، فهل كانت جوائز كِنت امتثالاً لها؟ على صعيد آخر، خرج فيلم الهنغاري لازلو نمس من المسابقة بخفي حنين كما فيلم مايك لي. صاحب «ابن شاؤول» الحاصل على الأوسكار قبل عامين، حافظ على أسلوبيته المُرهقة بفيلمه الجديد «شروق» من خلال اقتفاء أثر الشخصية المُغيّبة، لكن نمس حصل في «البندقية» على جائزة لا تقلّ أهمية هي «الفيبريسي» (جائزة لجنة النقاد الدولية).
عربياً، ومع العدد الجيد للأفلام العربية التي افتُتحَت في البندقية خارج المسابقة الرسمية، نالت السورية سؤدد كعدان جائزة «أسد المستقبل» التي تُمنح عادة لأفضل أول مُشاركة، وهي الجائزة التي سبق أن حصل عليها التونسي علاء الدين سليم قبل عامين (عن فيلمه «آخر واحد فينا»). كعدان التي شاركت بفيلمها «يوم أضعت ظلي» في تظاهرة «أوريزونتي» (آفاق) والذي سيفتتح عربياً في «مهرجان الجونة» قريباً، حصدت جهود خمس سنين من التحضير. وستتوافر لشريطها فرصة العرض مستقبلاً في تورنتو ولندن. ضمن البرنامج نفسه، عُرض فيلم الفلسطيني سامح الزغبي «تل أبيت تحترق» الذي حصد جائزة التمثيل لقيس ناصيف، بينما قدمت المخرجة السعودية هيفاء المنصور فيلمها القصير «بنت المطربة» ضمن فعاليات «البندقية
».

يورغوس لانثيموس هو الرابح الأكبر هذه الدورة مع نيل فيلمه جائزتين

كان لدى جمهور «البندقية» فرصة الاطلاع على برنامج العروض خارج المسابقة التي حوت أسماءً لا تقلّ أهمية عن المشاركين فيها، كالأوسكاري ايريل موريس، وفريدريك وايزمان، وأمير كوستوريتسا الذي مزج مجدداً بعد «مارادونا» بين الروح الأوروبية الشرقية والحرارة اللاتينية في فيلمه الوثائقي El Pepe، تاركاً لرئيس أفقر دولة في العالم خوسيه موخيكا (الرئيس السابق للأوروغواي) مساحة التعاطي المباشر مع جمهور كوستوريتسا الواسع الذي وجد في الشخصيات اللاتينية فرصةً للإفصاح عن تمرده ورفضه للرأسمالية الأميركية وتوحشها الاقتصادي.

الأخبار اللبنانية في

10.09.2018

 
 

أفلام عربية في فينيسيا: ارتباكات أولى

فينيسيا ــ محمد هاشم عبد السلام

يقيم "اتحاد نقّاد السينما الإيطالية" تظاهرة سنوية على هامش "مهرجان فينيسياالسينمائي الدولي" بعنوان "أسبوع النقاد". تُعقد هذا التظاهرة المهمّة منذ 33 عامًا. هي ليست مُنفصلة كليًا عن المهرجان، ولا تُقام بعيدًا عن فعالياته، كما يحدث في مهرجانَي "كانّ" وبرلين، وفيهما "أسبوع النقّاد" أيضًا. "مهرجان فينيسيا" يحتضن التظاهرة، واضعًا إياه ضمن جدول عروضه الرئيسية، وتُعرض أفلامه في القاعات نفسها للمهرجان.

يُشرف على اختيار "أسبوع النقّاد" 5 أعضاء من الاتحاد، إلى جانب رئيسه. يمنح جائزة "أفضل فيلم" بناء على اختيار الجمهور، وجائزة "أسد الأسبوع" لأفضل مُخرج واعد. هدفه إلقاء الضوء على الأعمال الأولى للمخرجين الشباب، وتعريف المُنتجين والعالم بإنتاجاتهم وأسمائهم. أوليفييه أساياس وعبد اللطيف كشيش وغيرهما شاركت أفلامهم في التظاهرة، التي تعرض أيضًا 10 أفلام إيطالية قصيرة حديثة الإنتاج لمخرجين شباب، قبل بداية كلّ عرض من العروض الرئيسية.

7 أفلام مُشاركة في مسابقة "أسبوع النقاد للأفلام الطويلة"، المنعقد هذا العام في إطار الدورة الـ75 (29 أغسطس/ آب ـ 8 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي"، بالإضافة إلى فيلمي الافتتاح والختام. في سابقة لافتة للانتباه، اختار مسؤولو الأسبوع 3 أفلام عربية، اثنان منها في المسابقة الرسمية: الروائي الطويل سوداني بعنوان "أكاشا" لحجوج كوكا، والوثائقيّ "لسّه عم تسجِّل" للسوريَّين غيَّاث أيوب وسعيد البطل. ويُختتم الأسبوع بالتونسي "دشرة" لعبد الحميد بوشناق (خارج المسابقة).

"أكاشا" مليء بأحداث ساخنة وساخرة وجميلة وحزينة. يتمحور أساسًا حول قصة حب استثنائية مُلتهبة، ذات طابع إنساني تحدث زمن الحرب. لكنها حرب مُتخيّلة تدور رحاها في السودان حاليًا. عدنان (كمال رمضان) ثوريٌّ، يُعتَبر من أبطال الحرب. مُولع بحبّ لينا (إكرام ماركوس)، التي تتحمّل غيابه طويلاً. عندما يتأخر عدنان في العودة إلى معسكر الجيش، يأمر القائد بلوز (عبد الله النور) بإطلاق مجموعة "أكاشا" للقبض عليه وعلى الجنود المُتغيّبين واعتقالهم. بعد سلسلة مغامرات طريفة تستمرّ 24 ساعة، يتفادى عدنان وصديقه إلقاء القبض عليهما، وفي الوقت نفسه يُجمَع شمل عدنان ولينا.

في فيلمه الروائي الأول هذا، يحاول حجوج كوكا (1976)، صانع الوثائقيّ المتميّز "إيقاعات الأنتوف" (2014)، أن ينسج قصّة إنسانية عن كيفية عيش الناس زمن الحرب، وعن الرغبة في الحياة ومواصلتها. كما أنه يكشف جانبًا آخر بالغ الأهمية عن كيفية مضي الحياة، وعن الأيديولوجيا المسيطرة على عقلية المُتمرّدين في المناطق الخاضعة لهم. إنه تجربة روائية أولى لمخرجه، سلبياته أكثر من إيجابياته.

"لسّه عم تسجِّل" أول عمل لغيَّاث أيوب وسعيد البطل. سعيد شاب مُهتمّ بالسينما. يحاول تدريس أصولها وقواعدها لشباب هواة في الغوطة الشرقية، رغم صعوبات جمّة يواجهونها، تبلغ أحيانًا مرتبة الاستحالة. ميلاد صديق سعيد، يعيش في دمشق بأمانٍ نسبيّ. بعد إنهائه دراسة الفنون، يُقرّر مغادرة دمشق للّحاق بسعيد المُقيم في الحصار. هناك، يؤسّسان معًا "محطّة راديو" واستديو للتسجيلات. معظم الوقت يُصوّران بالكاميرا كل شيء.

تدور أحداث الفيلم بين عامي 2011 و2015، بين دمشق ومنطقة دوما في الغوطة الشرقية تحديدًا. كعادة غالبية الأفلام التي ترصد أحداث الربيع العربي، يقع المخرجان في فخّ الولع بالمادة الضخمة التي يُصوّرانها، والرغبة في قول كلّ شيء، بوضعه في إطار قصّة غائبة وغير مقنعة، إذْ تظهر كتبرير لـ"حشر" المادة الوثائقية المُصوَّرة. سيمرّ الفيلم مرور الكرام، وسيبقى منه في الذاكرة القليل جدًا من الأحداث التي ينقلها سينمائيًا بشكلٍ مقنع وملهم ومؤثر، رغم وقوعه في فخّ الإعجاب بالمادة المُصوَّرة.

أما "دشرة" فيُعتبر، من دون مُبالغة، من أقوى أفلام الرعب والإثارة وأهمّها في تاريخ السينما العربية. مغامرة لمخرج يُقدِّم عمله الأول المنتمي إلى نوعية صعبة لها تقاليدها الراسخة في تاريخ السينما، ونادرة وغير مطروقة في السينما العربية. فنيًا وبصريًا وتنفيذيًا، يرتقي فيلم بوشناق فعليًا إلى مصاف الإنتاجات العالمية المُتمرّسة ـ مُنذ عقود ـ في هذه النوعية. لكن الغموض، الذي يُميّز هذا النوع السينمائيّ، يُعيبه، خاصة مع اقترابه من منتصفه.

عبد الحميد بوشناق ناجحٌ في إبداع فيلم رعب وإثارة، إخراجًا ومونتاجًا وإنتاجًا. لكن كتابته السيناريو سبب ضعفه في مواقع عديدة لا سيما البداية والنهاية. تنقصه المصداقية ليكون أكثر إقناعًا مما هو عليه. خاتمته محتاجةٌ إلى مزيد من العمل والإحكام، كي لا تبقى في تلك الصورة الساذجة، التي أفقدته مكامن قوته وغموضه. لا حاجة إلى الكشف عن شخصية الرجل الغامض، ولا ذلك المشهد الختامي المُنجَز بطريقة هوليوودية فجّة. نقطة ضعف أخرى: قصّة الصحافية ومُذكّراتها التي تظهر فجأة، علمًا أنها (الصحافية) تكون ـ في النهاية ـ المجنونة "مُونجيا".

المشاركون في تأدية الشخصيات يقفون للمرة الأولى أمام الكاميرا، لكن أداءهم "لا غبار عليه" غالبًا. مشاهد عديدة ممتعة للغاية ومحكمة الصُنعة بصريًا، خصوصًا مع الانتقال إلى قرية "دشرة"، والتصوير في غابة مفتوحة وسط الغيوم. 

لكونه أول روائي له، فإن "دشرة" يَعِد بمُخرج ذي رؤية بصرية لافتة للانتباه، بينما شغله في المونتاج والسيناريو بحاجة إلى صقلٍ، فهناك تفاصيل تتطلّب ضبطًا. التخلّي عن تفاصيل معينة ضروريّ، كربط الحكاية بقضية خطف أطفال واختفائهم في تونس. لكن تميّزه في إطار أفلام الرعب صعبة التنفيذ يغفر لعبد الحميد بوشناق هذا كلّه.

العربي الجديد اللندنية في

10.09.2018

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي:

مهرجان فينيسيا يسدل ستارته بإعلان جوائز الدورة

فوز عربي يتيم للممثل الفلسطيني قيس ناشف

فينيسيا: محمد رُضا

لا يخفى أن رئيس لجنة التحكيم، المخرج غويلرمو دل تورو صديق عزيز للمخرج ألفونسو كوارون. لذلك ارتفعت بعض الحواجب وانطلقت التخمينات عندما أعلنت نتائج الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان فينيسيا مساء يوم السبت، وجاء فيها فوز كوارون بالجائزة الذهبية وذلك عن فيلمه «روما».

ومع أن غالبية الموجودين في الليدو (الجزيرة التي تقع في محيط مقاطعة فينيسيا ويُقام المهرجان فيها، كانوا أعلنوا إعجابهم بهذا الفيلم النير والجيد، إلا أن هذا لم يمنع تداول ما مفاده أن وجود دل تورو رئيسا للجنة التحكيم هو ما تسبب في تتويج فيلم كوارون بجائزة «الأسد الذهبي».

يمكن للمرء أن يتخيل اجتماع لجنة التحكيم في قاعتهم المغلقة وتداول أمر الأفلام بغية توزيع الجوائز عليها، وما قد يكون دل تورو ذكره من حيثيات في تحبيذه فيلم كوارون. لكن بما أن الاجتماعات سرية للغاية فإنه لا أحد يستطيع أن يجزم بأي شيء ولا حتى التأكيد على أن صداقتهما، وهما اللذان وُلدا في المكسيك قبل انتقالهما إلى هوليوود، ساهمت - على الأقل - في صياغة فوز «روما» عنوة عن سواه.

دل تورو لا بد وأن شعر مسبقاً بأن البعض قد يعمد إلى الحديث عن تلك الصداقة كمبرر أول لمنح «روما» جائزة الأسد الذهبي لذلك سارع للقول، وهو على المنصة بأن الفيلم الرابح لم ينل إجماعاً عليه بين أفراد لجنة التحكيم، وأنه شخصياً لم يكن لديه إلا صوت واحد أسوة بباقي أعضاء تلك اللجنة.

- أكثر من مجرد فوز

في الحقيقة هناك ثلاثة مكسيكيين اخترقوا فينيسيا سابقاً وهم ألفونسو كوارون الذي كان قدم على شاشة المهرجان فيلمه السابق «جاذبية» سنة 2013 وهو وإن لم يعرض داخل المسابقة ذاتها إلا أن دورة ذلك العام كانت بمثابة منصة انطلاق نتج عنها فوز «جاذبية» بسبع أوسكارات لاحقاً، وغويلرمو دل تورو، الذي قدم في العام الماضي فيلمه «شكل الماء» وفاز عنه بالجائزة نفسها. أما الثالث فهو أليخاندرو غونزاليز إيناريتو الذي عرض فيلمه «بيردمان» في فينيسيا سنة 2014. وهو وإن فشل في الخروج بجائزة رسمية أولى عن فيلمه ذاك إلا أن هذا لم يمنعه من دخول سباق الأوسكار والخروج، في العام التالي، بأربعة أوسكارات بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج.

من ناحية أخرى فإن فوز «روما» بالجائزة الأولى هذا العام هو أكثر من مجرد فوز فيلم معين. «روما» لكوارون هو من إنتاج شركة نتفلكس التي تحصد عبره جائزتها العالمية الأولى من مهرجان سينمائي، الأمر الذي يعد سابقة مهمة كون الشركة، وكما هو معلوم، توفر أفلامها للعروض المنزلية مباشرة، مما يعني أن أعمالها لا تعرض في الأسواق التجارية كما هي العادة.

هذا يجلب تساؤلات حول إمكانية دخول «روما» إلى ترشيحات الأوسكار. فمن ناحية تنص القوانين على أن يعرض الفيلم، كتمهيد لترشيحه، عرضاً تجارياً في الصالات الأميركية ولو لأسبوع واحد. من ناحية أخرى، لم تكن «نتفلكس» تنوي دخول نظام العروض التجارية المفتوحة لغير المشتركين لكن هذا الشرط سيجبرها على ذلك إذا ما أرادت دخول ترشيحات الأوسكار المقبلة.

إذا ما أقدمت على تلبية شروط الترشيحات الأميركية فإن هذا الفيلم الفذ بشاعريته وجمالياته كما بالموضوع الآسر الذي يحتويه، فإن المسابقة التي سيدخلها ستكون مسابقة الفيلم الأجنبي، أي غير الناطق باللغة الإنجليزية، كون «روما» لاتيني اللغة لأن أحداثه تقع في ضاحية مكسيكية (اسمها روما).

- فوز عربي

عدد ملحوظ من المخرجين غير الأميركيين بات يتكل على أفلام ناطقة بالإنجليزية وبين هؤلاء اليوناني يورغوس لانتيموس الذي وفر للمسابقة فيلمه الجديد «المفضلة» (The Favourite) وهو الذي خرج بجائزة لجنة التحكيم الكبرى.

هذه الدراما التاريخية ذات المعالجة الكوميدية السوداء منحت ممثلتها الأولى أوليفيا كولمان جائزة أفضل ممثلة. كولمان لعبت هنا دور الملكة المقعدة آن وفيلمها المقبل هو «التاج» حيث ستؤدي، ولحساب «نتفلكس»، شخصية الملكة إليزابيث.

جائزة أفضل ممثل فاز بها الأميركي ويلم دافو عن دوره في «عند بوابة الأبدية» لجوليان شنابل. هذا الفيلم كان منافساً أساسياً في هذه الدورة ودافو لعب فيه شخصية الفنان فنسنت غوخ ببراعة وتفانٍ شديدي التأثير.

أي من هذه الأفلام المذكورة كان يستحق جائزة أفضل سيناريو، لكن شروط المهرجان تمنع منح فيلم فاز بالجائزة الأولى الفوز بجائزة ثانية، لذلك تم اختيار فيلم «أغنية بستر سكرغز» (The Ballad of Buster Scruggs) لمنح كاتبيه جووَل وإيثن كووَن جائزة أفضل سيناريو. وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى الفرنسي جاك أوديار عن «الشقيقان سيسترز» (The Sisters Brothers) وهو، كما حال «بستر سكرغر، فيلم وسترن.

وخرج الفيلم الأسترالي «العندليب» (The Nightingale) بجائزة لجنة التحكيم الخاصة (أقل مرتبة من جائزة «لجنة التحكيم الكبرى») وهو من إخراج جنيفر كنت.

وهناك فوز عربي يتيم في مسابقة «آفاق»، تلك المسابقة الرسمية الثانية التي شارك فيها فيلم فلسطيني الإخراج، إسرائيلي التمويل هو «تل أبيب على نار». الفيلم لم يفز بالجائزة الأولى (هذه كانت من نصيب فيلم تايلاندي عنوانه «كرابن راهو») ولا مخرجه سامح زعبي نال جائزة أفضل مخرج (هذه ذهبت إلى الكازاخستاني أمير بيغازين عن فيلمه «نهر») لكن بطله قيس ناشف استحق جائزة أفضل ممثل لاعباً شخصية كاتب سيناريو لمسلسل تلفزيوني يعتمد على ما يسمعه من حوار الآخرين وإسهاماتهم لتأليف حلقات ذلك المسلسل.

شارك في لجنة تحكيم هذه المسابقة المنتج المصري محمد حفظي الذي عاد لتوه إلى القاهرة كونه رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الذي يعد العدة للانطلاق في العشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القبل.

- أما الخاسرون

كل الأفلام التي خرجت بجوائز في المسابقة الرئيسية تم تقديمها في تقارير هذا الناقد السابقة باستثناء الفيلم الأسترالي «العندليب» إلى جانب كثير من الأفلام التي خرجت خاسرة ومنها «غير روائي» للفرنسي أوليفييه أساياس (فرنسا) و«الجبل» لريك ألفرسون (الولايات المتحدة وهو فيلم لم يتوقع له أحد الفوز بأي جائزة) و«فوكس لوكس» لبراد كوربت (الولايات المتحدة).

لكن ما هو أكثر جدارة بالملاحظة أن فيلم داميان شازيل «رجل أول» لم يحظ بأي التفاتة، وهو الذي افتتح دورة هذا العام.

طبعاً لا علاقة بين أن يفتتح فيلم ما دورة مهرجان معين وبين فوزه، لكن الفيلم أثار تكهنات لا بأس بها وإن خبت بالتدريج مع عروض الأفلام الأخرى.

كذلك من بين الخاسرين الكبار أفلام مثل «22 يوليو» لبول غرينغراس و«سوسبيريا» للوكا غوادانينو و«بيترلو» لمايك لي كما «غروب» للازلو نيميش.

بالنسبة لفيلم «سوسبيريا» لم يكن هناك توقعات كبيرة حياله رغم أن الصحافة الإيطالية احتفت به على نحو واضح، لكن خروج فيلم نيميش «غروب» من أي فوز خيبة أمل وخطوة إلى الوراء بالنسبة لمخرجه المجري. فيلما بول غرينغراس ومايك لي («22 يوليو» و«وبيترلو» على التوالي) كانت لديهما مبررات أعلى لدخول نادي الفائزين، لكن لا يبدو أنها، في نهاية الأمر، جمعت ما يكفي من التحبيذ بين أعضاء لجنة التحكيم.

- قائمة جوائز مهرجان فينيسيا

> المسابقة الرئيسية:

الأسد الذهبي: «روما» لألفونسو كوارون (الولايات المتحدة).

الأسد الفضي/ جائزة لجنة التحكيم الكبرى «المفضلة»: يورغوس لانتيموس (فرنسا، اليونان).

أفضل مخرج: جاك أوديار: «الأخوان سيسترز» (فرنسا).

أفضل ممثلة: أوليفيا كولمان عن «المفضلة» (اليونان، فرنسا).

أفضل ممثل: ويلم دافو عن «عند بوابة الأبدية» لجوليان شنابل (الولايات المتحدة)

أفضل سيناريو: جووَل وإيثن كووَن عن «أغنية بستر سكرغز» (الولايات المتحدة).

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: «العندليب» لجنيفر كنت (أستراليا).

جائزة مارشيللو ماستروياني لأفضل ممثل ناشئ: بايكالي غانامبار عن «العندليب».

> مسابقة قسم «آفاق»:

أفضل فيلم: «كرابن راهو» لبوتبفونغ أرونفنغ (تايلاند).

أفضل مخرج: إميز بايغازين عن «نهر» (كازخستان، فرنسا)

لجنة التحكيم الخاصة: «أنونز» لمحمود فاضل كوسكون (تركيا)

أفضل ممثلة: ناتاليا كودرياشوفا عن «الرجل الذي فاجأ الجميع» (روسيا)

أفضل ممثل: قيس كاشف عن «تل أبيب على نار» (فلسطين، إسرائيل).

أفضل سيناريو: «جينبا» لبيما تسيدن (الصين).

الشرق الأوسط في

10.09.2018

 
 

نظرة على جوائز المسابقة الرسمية بمهرجان فينيسيا الماسي

أمل الجمل

ليس صحيحًا على الإطلاق أن الدورة الماسية من مهرجان فينيسيا السينمائي العريق - التي اختتمت فعالياتها، أمس الأول، الموافق ٨ سبتمبر الجاري- كانت دورة ذكورية كما يدعي البعض.

فمثلاً لجنة التحكيم الرئيسية تضمنت خمس نساء، تنوعت تجاربهن بين الإخراج والتمثيل والإنتاج. وإذا كانت لجنة تحكيم مسابقة آفاق ضمت ثلاث نساء فقط - من أصل سبع - لكن اللجنة ترأستها منتجة سينمائية. في حين كان هناك أربع نساء من أصل سبعة بين أعضاء لجنة تحكيم أوبرا بريما.

على صعيد آخر، شاركت ١٣ مخرجة في مسابقة الواقع الافتراضي التي ضمت ثلاثين فيلماً والتي يُنظر إليها على أنها مستقبل السينما حيث التصوير بزاوية ٣٦٠ درجة وهو ما يعني أن الجمهور يشاهد الحدث من جميع زواياه بصورة لا يقدر على تحقيقها في الواقع الفعلي ذاته، وهي درجة مرعبة من التطور.

إذن لا يمكن اعتبار الأمر تحيزا ضد النساء، ولا يمكن وصف هذه الدورة من مهرجان فينيسيا بأنها ذكورية حتى لو كانت الأفلام الأربع والعشرين التي تم عرضها خارج المسابقة تضمنت فيلمين فقط من إخراج النساء، ففي النهاية لا بد من النظر للأمر على أنه في بعض الأعوام لا تكون للنساء مشاركات قوية تذكر، وفي البعض الآخر يعم الخصب والرخاء، وهو أمر نلمسه بوضوح مع الجودة السينمائية بشكل عام، ففي بعض الأعوام تزدهر المعالجات الفنية العالية الجودة واللافتة، في حين تعاني سنوات أخرى من الجدب.

هنا، نؤكد أنه لا يمكن النظر للأمر من حيث الكم فقط أو من حيث عدد المشاركات فقط، وإنما بمدى الجودة ونوعيتها، ففي مسابقة آفاق مثلاً شاركت خمس مخرجات فقط من أصل ١٨ فيلماً منهم المخرجة السورية سؤدد كعدان التي نالت جائزة لويجي دو لورانتس عن عملها الأول يوم فقدت ظلي.

العندليب الدموي

صحيح أن المسابقة الرسمية التي تضمنت ٢١ عملاً كان من بينها فيلمً واحدً فقط من توقيع امرأة هو العندليب nightingale للمخرجة الأسترالية جنيفر كينت في ثاني تجاربها الروائية الطويلة، لكنها نجحت في تقديم دراما تاريخية تنهض على فكرة الانتقام من خلال تجسيد القهر والاستعباد والاغتصاب الذي كانت تروح ضحيته النساء على أيدي المحاربين والنبلاء، وذلك من خلال امرأة شابة جميلة متزوجة، ولديها طفل رضيع تغني للجنود بصوتٍ عذبٍ، لكن القائد الذي يرفض منحها حريتها يطمع في جسدها هو وجميع جنوده، فيتم اغتصابها علي يديه أولاً، ولاحقاً يتركها لبعض من جنوده، ولا يكتفي بانتهاك جسدها ولكنهم يعذبونها ويفعلون ذلك أمام زوجها الذي حينما يعترض يتم قتله بدون رحمة، مثلماً يُقتل طفلهما الرضيع الباكي بطريقة وحشية أثناء اغتصاب الأم. إنه شريط سينمائي شديد القسوة، غارق في الانتقام والدم والعنف، وقد نال الفيلم جائزتين، الأولى نالتها مخرجته، وهي جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما مُنح أحد أبطال العمل هو بايكالي جانامبار جائزة مارشيللو ماستريوني MARCELLO MASTROIANNI لأفضل ممثل شاب.

نساء روما والمفضلة

كذلك لو تأملنا تيمات وموضوعات الأفلام سنجد عدد غير قليل منها يقوم ببطولته النساء ويدور حول شخصيات نسائية مؤثرة وقوية، حتى إن تحفظنا على المستوى الفني لبعض من تلك الأفلام كما في شريط وقتنا للمخرج المكسيكي كارلوس رايجاداس، أو فوكس لوكسVox Lox الذي يدور حول نجمة البوب سيليستا والأزمات والصدمات التي تعرضت لها، وكيف تجاوزتها وصارت أسطورة. ومثله من خارج المسابقة يأتي فيلم مولد نجمة للممثل والمخرج برادلي كوبر في أولى تجاربه الإخراجية والذي استعان فيه بالمغنية الأمريكية الشهيرة ليدي جاجا، والتي تثبت أنها ممثلة جيدة وإن كانت المشكلة تكمن في السيناريو الذي شارك في كتابته المخرج.

كما أن الفيلم الفائز بالأسد الذهبي هو عمل عن النساء في المقام الأول، فبطلتاه رغم القسوة والأزمة العنيفة- الخادمة وسيدتها من الطبقة المتوسطة- لكنهما تثبتان أنهما قويتان ولديهما من الصلابة ما يمكنهما من عبور الأزمة واستكمال الحياة مجددا، من دون أن نغفل تضامنهما ومساندتهما لبعضهما البعض.

وتنبع قوة السيناريو- الذي كتبه المخرج بنفسه- من أنه من خلال طرح مأساتهما الشخصية يتم التعرض للظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمكسيك في بداية السبعينيات والتظاهرات التي قام بها الطلاب، وكيف استعانت الحكومة بميليشيات قامت بتدريبهم علي العنف لفض تلك التظاهرات، وأثناء ذلك يستعرض المخرج التفاوت الطبقي في تلك اللحظة الحاسمة من تاريخ بلاده.

علي صعيد آخر، فإن الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى المفضلة للمخرج يورجوس لانثيموس- صاحب سرطان البحر وموت الغزال المقدس- هو أيضاً تحفة سينمائية عن ثلاثة نساء قويات الشخصية، رغم الضعف الذي تبدو عليه إحداهن، لكن الأحداث تكشف حنكة هذه السيدة التي اختارها القدر لتكون ملكة بريطانيا في القرن التاسع عشر، وأخريان تتنافسان في محاولة التأثير على قراراتها، من خلال المكر وصناعة الدسائس لحد القتل.

شقيقا الأخوات وأفضل إخراج

يعود المخرج الفرنسي جاك أوديارد، صاحب التحف السينمائية الخالدة نبي، وعظم وصدأ ليقدم شريطا مغايرا لكل التوقعات مقتحما عالم الويسترن الغربي، ولكن بنفس ومضمون مغاير ساحر، إذ لا يخلو من هدف ومعانٍ شديدة الإنسانية، فهنا أبطاله الرئيسيون، اثنان من الإخوة المجرمين، أحدهما وهو الأصغر شارلي وُلد مجرماً، متهوراً، والإجرام يجري في دمه، أو كما يصفه المخرج ولد ليقتل، كما أنه يُدمن الشراب مما يُورطه في المشاكل وعواقب وخيمة. أما الأخ الأكبر، إيلي، فلا يحب هذه الحياة، وبداخله إنسانية مرهفة، ولكنه غير قادر على التخلي عن أخيه، فهو يحبه أكثر مما يحب نفسه، ويواصل مسيرته في هذا الطريق الدموي الذي لا يتورع فيها عن قتل الأبرياء من أجل حماية شارلي فقط.

هنا، في هذا العمل هما مكلفان بمهمة مطاردة شخص يبحث عن الذهب وأثناء المطاردة نتعرف على شخصيتهما عن قرب، بمشاهد فيها خفة ظل مثيرة للضحك، بمضمون إنساني، ولقطات بها شاعرية، فمثلاً إيلي عندما يرغب في إحدى النساء التي التقى بها بأحد البارات يطلب منها أن تخاطبه بكلمات رومانسية، كأن تقدم له قطعة قماش قائلة: هذه قطعة مني أهديها إليك ليبق أثر مني معك.

إضافة إلى هذا هناك شخصية المطارد وما يكتبه من يوميات تستدعي التأمل، وعندما يحدث اللقاء بين الأعداء فجأة يتكاتفان ويتضامنان من أجل البقاء في مواجهة عدو جديد، ثم يمتد التضامن إلى البحث عن الذهب وتقاسمه، لكن طمع وجشع وتهور الأخ الأصغر شارلي يقلب الأمور رأساً على عقب، ويخسران كل شيء، ويُصبحان مهددين من ذلك الشخص الذي استأجرهما، لكنهما يشعران بالتحرر عندما يعلمان بخبر وفاته، فيعودان لبيت الأم التي تستقبلهما بالبندقية ترفعها في وجههما متسائلة ما الذي جاء بكما؟! وفي المشهد الأخير- وعبر التصوير والرؤية الإخراجية وحركة الكاميرا الدائرية التي تجوب الغرفة- يتم تكثيف مغزى الحياة حيث العودة إلى حضن الأم- الملاذ الآمن والحضن الدافئ.

أنشودة باستر سكروجز

كان من نصيب أنشودة باستر سكروجز أن يحصد جائزة أفضل سيناريو والتي نالها كاتبا العمل ومخرجاه الأخوان جويل وإيثان كوين. من عالم الأدب يستمد المخرجان أسلوب السرد، القصصي بامتياز، فهما يبدآن الحكاية من كتاب لا يخلو من وجود صور بعنوان أنشودة باستر سكروجز، وهو عنوان إحدى القصص القصيرة به التي تبلغ عددها ست قصص أو على الأقل هذا ما اختار المخرجان إبلاغنا به قبل إغلاق الضفة الأخرى من الكتاب.

هنا أيضاً كما أفلامهما السابقة تدور أحداث الفيلم - الذي ينتمي لأفلام الطريق - في أجواء العنف والجريمة والويسترن في ظل الكوميديا والموسيقي الغنائية خصوصا في القصة الأولي. إنه حكايات تبدو منفصلة بأبطال مختلفين، لكن الحقيقة أنها أيضاً متصلة بقانون الوجود، وبطلها هو الإنسان.

كل حكاية بالفيلم تحمل عنوانها، فالأولى تحمل نفس عنوان الفيلم، وتدور حول شخصية باستر سكروجز نفسه الخارج عن القانون والمطلوب حيا أو ميتا، وهو شخص خارق في قدراته القتالية ورد فعله السريع، لكن قانون الوجود يأتي برجل أكثر شبابا منه وأسرع منه يضع له نهايته بقتله فيصعد للسموات على شكل ملاك يغني أنشودته.

أما القصة الثانية فتحمل عنوان تذكرة وجبة، وهي تحمل ضمنياً رحلة فنان المسرح- المقعد مقطوع الأطراف الذي يتولاه رجل بالغ وكأنه والده - والذي يبهر السامعين بصوته وبحكاياته التاريخية الأسطورية ذات المغزى الإنساني، ونري أثناء ذلك محاولاته لاجتذاب الجمهور - بفنون الأداء الصوتي ووضع المكياج، لكن سرعان ما ينصرف عنه الجمهور لأعمال تجارية مبتذلة مثل صراع الديوك أو الدجاج، وهنا يفكر مدير هذا الفنان في شراء الدجاجة التي ستبيض له الذهب، ومن ثم يتخلص من الفنان المقعد - الذي أصبح عبئاً عليه - بإلقائه في أعماق النهر. إنه استمرار جديد لقانون الوجود، فعندما يأتي الجوع أو الفيضان سيضع الأب ابنه تحت قدميه لينقذ نفسه. وتتوالي الحكايات الست، إلي أن يختتمها بحكاية فتاة شابة كانت طوال الوقت مصابة بالتوتر والقلق وهي بصبحة أخيها، لم يكن يضربها زو بعنف لكن مجرد وجوده كان يصيبها بالتوتر، المفاجأة أنهما أثناء السفر لعقد صفقة تجارية وتزويجها من صاحب الصفقة يموت الأخ، الصدمة تكتنفها في البدء، لكن أحد الرجلين الذين يحميان قافلتها، والذي يحاول حمايتها رغم إدراكه أنها اكتشفت أنها مفلسة الآن، لكنه يطلب الزواج بها، وتوافق، وتعترف فجأة بأنها لأول مرة تشعر بالراحة، وعدم التوتر، وأن هذا الإحساس رائع، وهذا ما يفسر لماذا انتحرت عندما هاجم الهنود الحمر القافلة. إنه الشعور بعدم المجازفة بالعودة لخبرة شعور بشع بالخوف والقلق، أو على الأقل خسارة الإحساس بالراحة.

أفلام رائعة من دون جوائز

لا شك أن أفلاما عديدة من التي شاركت في الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان فينيسيا السينمائي الممتد بين ٢٩ أغسطس وحتى ٨ سبتمبر الجاري كانت تستحق جوائز في تلك الدورة التاريخية الاستثنائية، منها غروب للمخرج المجري لازلو نيمس الذي انشق من حوله النقاد فأُعجب به البعض- وهم قلة- في حين انتقده البعض الآخر، والذي كتبنا عنه في مقال سابق بالموقع.

والحقيقة أن الموقف من فيلم نيمس يستدعي الحكي عن شعور تولد عندي من واقع تأملي وخبرتي وملاحظاتي، فهناك عدد كبير من النقاد والصحفيين في فينيسيا وفي مهرجانات أخرى ينساقون وراء رأي قلة- أو نخبة- تسارع بطرح رأيها السلبي أو الإيجابي، وبعد قليل تجد نفس الرأي بنفس الكلمات يتردد بين الجميع بشكل مبتذل ومن دون تحليل حقيقي عميق. لست ضد الاختلاف في الرأي، لست ضد أن ينتقد البعض الفيلم أو يمتدحه، فهذه أذواق تحكمها ثقافة الفرد وإحساسه بالعمل ومواقفه الفكرية، لكن ما أنتقده هو الترديد مثل الببغاوات مما يظلم أحياناً كثيرة بعض الأعمال الفنية المصنوعة جيداً.

ُضيف للأعمال التي خسرتها الجوائز أيضاً فيلم ٢٢ يوليو للمخرج البريطاني بول جرينجراس، صاحب الفيلم الشهير الأحد الدامي الفائز بالدب الذهبي من البرينالة وجائزة الجمهور من صاندانس.

في الأحدث يتناول جرينجراس التفجيرات التي وقعت في وسط مدينة أوسلو والمذبحة التي ارتكبت علي جزيرة أوتويا، وراح ضحيتها ٧٧ طالبا وطالبة- بخلاف الآثار النفسية الناجمة عن ذلك سواء للناجين أو أهالي الضحايا- وكان مرتكبها شابا نرويجيا ينتمي لليمين المتطرف ويحاكي النازيين الجدد، أما الدافع وراء ذلك العمل الإرهابي البشع، فكان محاولة إرغام الحكومة النرويجية علي غلق باب الهجرة وترحيل المهاجرين وإيقاف التعدد الثقافي.

كذلك الفيلم الوثائقي ماذا ستفعل عندما يكون العالم على النار، من الإنتاج الإيطالي الأمريكي الفرنسي المشترك ومن توقيع المخرج الإيطالي روبرتو مينرفيني والذي يدور حول الغضب الثوري الذي تفجر بين الأمريكان من أصول أفريقية عام ٢٠١٧ عقب عمليات القتل الوحشية التي تعرض لها عدد من أبناء جنسهم في الجنوب الأمريكي والاحتجاجات الواسعة ضد الشرطة كشهادة ضد العنصرية في أمريكا، وكان من اللافت أنه عقب عرض الفيلم بصالة سينما دارسينا- التي يزيد عدد المقاعد بها على ١٤٠٠ مقعد - ظل التصفيق المنغم يتردد بين جنبات القاعة لمدة ثماني دقائق متواصلة تحية وتقديراً لفريق العمل. مع ذلك خرج الفيلم من دون الحصول علي أي جائزة، كما حدث مع الألماني لا تبعد نظرك أبدا والذي يدور في إطار زمني يبلغ ثلاثين عاماً متناولاً فترة النازية وآثارها النفسية علي الإنسان والفنان، مع نظرة نقدية للفن التجاري الاستهلاكي الذي يسعي لجذب الجمهور.

نضيف لما سبق أن هناك فيلما علي الأقل من تلك التي عرضت خارج المسابقة الرسمية كانت تستحق أن تكون داخل المنافسة مثل ماي ماستربيس My masterpiece للمخرج الأرجنتيني جاستون دوبرات والذي يدور حول فنان تشكيلي لديه موهبة حقيقية نادرة لكن السوق الاستهلاكي يُصبح ضده، خصوصا أنه غير قادر على مجاراة هذا الزيف أو الادعاء بغير الحقيقة - مثل الأطفال - فيأتي بتصرفات ساخرة لاذعة تضر به حتي أنه يُطرد من منزله وتُلقي لوحاته علي قارعة الطريق فلا يجد ما يسد رمقه، وعندما يقرر الانتحار لعدم قدرته علي الحياة بهذا الشكل المهين خصوصا بعد أن صدمته سيارة أفقدته الحركة والذاكرة مؤقتا. هنا، فقط، وعندما تُعلن وفاته يبدأ العالم والجمهور في الاهتمام به، وتُباع لوحاته بأغلى الأسعار.

لكن المخرج يخبئ في نهاية العمل مفاجأة ساخرة لا نريد أن نحرق العمل بسردها.

فانيسا وإنجاز العمر

هنا، ونحن نحكي عن دورة لم تغفل النساء أبدا، ولم تنحز ضدهم، لا بد أن نذكر أن إدارة مهرجان فينيسيا في دورته الخامسة والسبعين كانت قد اختارت الممثلة البريطانية فانيسا ريدجريف لتكريمها بجائزة إنجاز العمر الممثلة في الأسد الذهبي الشرفي، وهو تعبير وتقدير لدورها المؤثر في المشهد السينمائي، وذلك من خلال أدوارها المتنوعة بأفلام عديدة، ومنها- إيزادورا- رجل لكل العصور- جوليا - فيلم الفلسطيني من إخراجها- المهمة المستحيلة الجزء الأول- هذه الحرب الرائعة.

ولدت فانيسا عام ١٩٣٧ في وسط فني ثقافي فوالدها مايكل ريدجريف لعب البطولة بفيلم "السيدة المختفية" بتوقيع هتشكوك. والدتها راشيل كيمبسون ممثلة مسرح، كما أن أخاها وأختها أيضاً- وفق العديد من المصادر- عملا بالتمثيل، وقيل إن جدها عمل ممثلاً بالسينما الصامتة. درست فانيسا البالية وفنون الحركة، ثم درست التمثيل، واختيرت سفيرة منظمة اليونيسيف للفنون، أنشأت "فانيسا" العام 1973 دارا لرعاية الأطفال المحتاجين في لندن، وأقامت مهرجانات فنية مسرحية وموسيقية في كوسوفو وسراييفو.

من دون أن نغفل أن مواقفها السياسية - خصوصا من مناصرة القضية الفلسطينية ومهاجمة الصهوينية - أثرت على مهنتها كممثلة، ولعبت دوراً سلبياً في مسيرتها حيث ساهمت في تقليص الأدوار التي كان من الممكن أن تُرشح لها بسبب قدراتها المتميزة واللافتة في فنون الأداء، فالخطاب الذي ألقته أثناء استلام جائزة الأوسكار عام ١٩٧٧ عن دورها بفيلم إيزادورا سبب لها المشاكل.

ومن الجدير بالذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي كان قد قام بتكريمها عام ٢٠٠٢.

موقع "مصراوي" في

10.09.2018

 
 

القائمة الكاملة للفائزين بمهرجان فينيسيا السينمائي..

الفيلم السوري "يوم أضعت ظلي" يفوز بأسد المستقبل

أحمد حتحوت

تم الإعلان منذ قليل عن الفائزين بجوائز مهرجان فينيسيا السينمائي، ومن بينهم فيلم Roma للمخرج ألفونسو كوران، الذي فاز بأهم جائزة بالمهرجان وهي الأسد الذهبي.

اعتبر النقاد فيلم Roma أكثر الأفلام الشخصية لكيورون، لأنه يعرض ترعرعه في المكسيك في السبعينيات ويدور حول عاملتان منزليتان يعملان بجد من أجل رعاية عائلة من الطبقة المتوسطة في روما.

وأثناء استلام الجائزة، ألقى ألفونسو – الذي عرض فيلمه Gravity بالمهرجان عام 2013 - خطابًا شاكرًا فيه منتج Netflix تيد ساراندوس والممثلات مارينا دي تافيرا، وياليتزا أباريتشو، ونانسي جارشيا "على شجاعتهم واحترامهم في تأدية دور السيدات الواتي رعاني."

وأحد أبرز الفائزين هو The Favorutie، للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، الذي فاز بكلا جائزة هيئة المحلفين الكبرى وجائزة أفضل ممثلة التي نالتها أوليفيا كولمان على دورها كالملكة آن.

وأحد الأفلام التي فازت بجائزتين أيضًا هو The Nightingale، الذي كان الفيلم الوحيد في المسابقة من إخراج امرأة، وفاز بجائزة هيئة المحلفين الخاصة وأفضل ممثل شاب التي نالها بايكالي جانامبار.

وفي السطور التالية، يرصد لكم FilFan.com القائمة الكاملة للفائزين في المهرجان السينمائي.

الأسد الذهبي: Roma لألفونسو كورون

الأسد الفضي (أفضل مخرج): جاكس أوديارد عن The Sisters' Brothers

أفضل ممثلة: أوليفيا كولمان عن The Favourite

أفضل ممثل: ويليم ديفو عن At Eternity's Gate

أفضل سيناريو: جويل وإيثان كوين عن The Ballads of Buster Scruggs

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: The Nightingale لجينيفير كينت

أفضل فنان شاب: بيكالي جانامبار عن The Nightingale

الأفق

أفضل فيلم: Manta Ray لفوتيفونج أرونفينج (تيلاند)

أفضل مخرج: أمير بيجازين عن Emir Baigazin (كازاخستان)

جائزة الحكام الخاصة: The Anouncment للمحمود فزيل كوسكون (التركية)

أفضل ممثلة: نتاليا كودرياشوفا عن A Man Who Surprised Everyone

أفضل ممثل: كايس ناشف عن Tel Aviv On Fire (اسرائيل)

أفضل سيناريو: Jinpa لبيما تسيدن (الصين)

أفضل فيلم قصير: Kado لأديتيا أحمد (إندونسيا)

أسد المستقبل (أفضل عمل أول): The Day I Lost My Shadow لسوداد كعدان (سوريا)

أفضل فيلم وثائقي: The Great Buster لبيتر بوجدانوفيتش

أفضل فيلم مرمم: The Night of the Shooting Stars لباولو وفيتوريو تافياني

موقع "في الفن" في

10.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)