كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"أنشودة بستر سكروجز" عالم الغرب الأميركي الحزين

أمير العمري

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الخامس والسبعون

   
 
 
 
 

مغامرة سينمائية جديدة مع الأخوين كوين من خلال ست قصص تدور في عالم يحكمه قانون وحيد هو قانون القوة.

مرة أخرى يصحبنا الأخوان جويل وإيثان كوين في مغامرة سينمائية حافلة بالمواقف الطريفة والمعاني العميقة، مع فيلمهما الجديد الذي يقدم قصصا مختلفة عن عالم الغرب الأميركي في قالب أفلام الويسترن، لكنه ليس الويسترن الذي نعرفه وعرفته السينما الأميركية، حيث التشويق يبلغ ذروته مع مصائر الأبطال في كل قصة من قصص الفيلم الست

يعرض الأخوان جويل وإيثان كوين فيلمهما الجديد “أنشودة بستر سكروجز” (The Ballad of Buster Scruggs) ضمن مسابقة الدورة الـ75 من مهرجان فينيسيا السينمائي المستمر حتى الثامن من الشهر الجاري. هذه المرة من خلال 6 قصص تدور في عالم الغرب الأميركي الذي يحكمه قانون وحيد هو قانون القوة، ولكن على تنويعات مختلفة تصطبغ أيضا برؤية الأخوين كوين العدمية والجمع بين الكوميديا وتقاليد فيلم الويسترن وأجوائه.

سبق للأخوين كوين الخوض في غمار سينما الويسترن من قبل من خلال أكثر من عمل أهمها في رأيي الفيلم- التحفة “إصرار حقيقي” (True Grit) لكن الفيلم الجديد يختلف عن هذا في كونه لا ينتمي فقط من حيث الشكل إلى الويسترن، لكنه ينتمي مذهبيا إلى سينما ما بعد الحداثة، رغم التزام مخرجيه بطابع الويسترن وتقاليده من حيث الشكل الخارجي، فهذا الثنائي الأميركي العجيب الذي يعمل طرفاه معا في تناغم مدهش منذ أن بدآ الإخراج السينمائي قبل ما يقرب من خمسين عاما، يمتلك قدرة مدهشة على التلاعب بالشكل الفني بحيث يصنع المخرجان معا عالمهما الخاص، الذي يحمل رؤيتهما الساخرة لأميركا: الحلم والعنف والموت.

ويسترن جديد

كان هذا الفيلم قد بدأ أصلا كمسلسل تلفزيوني تنتجه شركة نتفليكس لكنه تحول بشكل مفاجئ إلى فيلم سينمائي، ورغم أنه مكون من 6 قصص منفصلة يجمعها بالطبع الأسلوب والكتاب الواحد الذي يضمها والذي تظهر صفحاته على الشاشة مع تعاقب الفصول الستة بحيث يمكننا أن نقرأ بضعة أسطر من كل قصة كما نشاهد صورة معبرة تحمل المغزى العام لها، إلا أنه ليس من المتصوّر أنه من الممكن صياغة القصص الست في مسلسل تلفزيوني، فقد بدت كل قصة في مجالها الزماني المحدد على الشاشة (الفيلم كله يقع في 135 دقيقة) محكمة متقنة ليس من الممكن تصوّر أن تقلّ أو تزيد ولو لقطة واحدة عما جاءت عليه بالفعل.

شأن كتب القصص القصيرة يحمل الفيلم عنوان القصة الأولى في المجموعة التي كتبها المخرجان الكبيران أي “أنشودة بستر سكروجز” وهي التي يفتتح بها الفيلم من خلال لقطات عامة في صحراء الغرب الأميركي لراعي بقر (كاوبوي) أو مجرم ضليع في الإجرام مطلوب للعدالة حيا أو ميتا، يدعى بستر سكروجز؛ فوق صهوة حصانه يمسك بالقيثارة يعزف ويغني في سعادة وكأنه امتلك مفاتيح العالم، يهبط يربط حصانه ويدخل إلى ما يظنه مشربا أميركيا في تلك البقعة النائية التي لا تشي بوجود أي حياة فيها سوى الطيور، يطالعه الرجال العابسون بنظرات غضب وتشكك.

مجموعة تلعب الورق، كبيرهم يتطلع نحو الغريب القادم وكأنه رأى الشيطان نفسه. حارس المكان عند البوابة أصر أن يترك بستر أسلحته قبل دخوله بدعوى أن تلك هي قوانين المكان. يترك رجل مكانه حول طاولة اللعب. يجلس بستر لكي يلعب مكانه. يتناول الأوراق التي تركها ثم يضعها مكانها فما فيها لا يبشر بخير.

 يقول له الرجل الذي تبدو على وجهه كل معالم الشر: إذا أردت فلتلعب بأوراقه. يرفض بستر اللعب بورق الرجل الذي غادر. يصرّ الآخرون جميعا على أن يستخدمها إذا ما أراد اللعب. تنفجر بالطبع مبارزة يتمكن خلالها بستر من قتل الجميع في مشهد كرتوني متعمد أن يأتي على هذا النحو، ففيه من السخرية بقدر ما فيه من روح المرح والعبث.

لقد تمكن بستر من قتلهم جميعا لكنه يصبح هو على موعد مع قدره خارج المكان عندما يتصدى له رجل ويتحداه أن يبارزه. بكل ثقة يسأله هل تريد أن تعود؟ لا أهمية لذلك يرى الرجل. جميل. لنفعلها إذن. يستدير صاحبنا ويمسك بمرآة يرى فيها الرجل، يتحدث إلينا مباشرة أي إلى الكاميرا ويقول إنه غير واثق هل ستصيب الرصاصة الرجل، فمن المحتمل أن تنحرف سواء إلى اليمين قليلا أو إلى اليسار، أي إنه يطلب عفونا عنه إذا ما أخطأ. لكنه يصيب وفي مقتل. لكن القصة لا تنتهي هنا، فثقته الشديدة بنفسه توقعه في الشرك. وبنفس الطريقة التي يقتل بها الآخرون أي برصاصة في منتصف الجبهة تماما، يقتل هو لكنه بعد أن يصاب يخلع قبعته ويتأمل في الثقب الذي أحدثته الرصاصة فيها قبل أن يدرك وندرك نحن معه أن الرصاصة نفذت من هذا الثقب إلى جبهته ليسقط في اللحظة التالية على الأرض. وعندما يموت وتصعد روحه إلى السماء يرى الجنة أنشودة جميلة ومجموعة من الطيور البريئة تحلق في الفضاء.

في هذا الجزء يبرع الممثل تيم بلاك نلسون في دور بستر، يتقمص الشخصية الفجة خفيفة الظل، يستخدم اللهجة المعروفة التي يستخدمها رعاة البقر في الغرب الأميركي، يغني ويصدح يتمالك نفسه، يشعر بتفوق يمنحه إياه دقته في التصويب إن حياته مستمرة فقط بسبب تلك القطعة الحديدية أي المسدس الذي يطلق منه قطعا معدنية أصغر.

وعندما يأتي من يمنحه القدر القدرة على التفوق عليه، تكون نهايته التي يقبلها عن طيب خاطر ويمني نفسه بالخلود في السماوات العليا. هذه هي فلسفة الأخوين كوين الساخرة. وقد تعمدت أن أسرد بالتفصيل معالم القصة الأولى لكي يتبين القارئ أسلوب الفيلم ورؤيته العبثية الساخرة.

ليس هذا بالتأكيد عالم الويسترن الذي عرفناه بل صورة هذا العالم كما يراه الأخوان كوين. وفي القصة التالية “قرب الغودونز”  نشاهد جيمس فرانكو في دور كاوبوي يسرق البنوك لكن حظه السيء يوقعه في يدي مدير بنك محنك أعدّ العدة لمثل أعمال السطو المسلح التي أدرك أنه أمام واحدة منها بمجرد أن دخل صاحبنا، وبعد أن أشهر سلاحه في وجهه مطالبا بأن يناوله كل النقود. في الحقيقة لا يوجد غير هذا الرجل في البنك، بل ولا يوجد زبائن أيضا فالتجريد هو طابع القصة وهو تجريد مقصود أن يجعلك تشاهد شيئا أقرب إلى الخيال لا إلى الحقيقة.

سيتمكن الكاوبوي من الحصول على المال لكنه وقد شرع في الهروب سيتمكن صاحب البنك أو مديره أو الموظف الوحيد فيه (لا فرق) من تعقبه وإطلاق النار عليه، وطبعا سيقبض عليه وينال حكما بالإعدام شنقا. وعندما يجلس فوق الحصان وحبل المشنقة ملتفا حول رقبته ضمن عدد من اللصوص والمجرمين الذي يواجهون نفس المصير إلى جواره. نرى رجلا قريبا منه هو الوحيد الذي يرتجف وينتحب. يتطلع إليه صاحبنا ويتمتم: آه. المرة الأولى.

ستحدث مفاجأة من مفاجآت الويسترن عندما يغير الهنود الحمر على المكان ويقتلون رجال تنفيذ القانون وجميع المجرمين ليبقى صاحبنا فوق الحصان مقيد اليدين والحبل يتدلى من أعلى الشجرة يقبض على خناقه، وكلما حاول الحصان أن ينتقل إلى الأمام قليلا وهو يتناول العشب من الأرض غير عابئ بصاحبه أو لا يدرك أن الحبل يضيق على رقبته، يستجديه صاحبنا أن يثبت في مكانه. ما هذا المصير المعلق على رغبة الحصان في تناول الطعام، وما الذي سيحدث له في هذا المكان القفر، وكيف سيلقى موته؟ لن يتركه الأخوان كوين هكذا بالطبع لكننا لن نحرق نهاية القصة.

في القصة الثالثة “تذكرة وجبة” يقوم ليام نيسون بدور بائع متجول أو مسلّ يعرض بضاعته أمام رعاة البقر الخشنين عله يحصل على وجبة أو بضعة قروش. أما بضاعته المعروضة فهي شاب مقطوع الساقين والذراعين يطلقون عليه “الفنان” يجلس فوق صندوق يلقي أبياتا من الشعر عن الحياة والموت، ويستعرض الكثير من الوثائق والقصص ذات المغزى الإنساني بينما يقوم نيسون بعمل المؤثرات الخاصة لإضفاء جو درامي على ما يرويه الفتى بحيث تصبح هذه “البضاعة” أكثر جاذبية بينما يجلس الرجال الغلاظ يدخنون ويحتسون الخمر ويستمعون إلى أشياء لا يفهمون لها معنى بالطبع. هل هذه هي وظيفة الفنان؟

لدينا أيضا قصة الباحث عن الذهب (ثيمة معروفة في أفلام الويسترن) وهو رجل بدين متقدم في العمر ذو لحية كثة يشبه كثيرا في شكله الشخصية الشهيرة التي قام بها وولتر هيستون في فيلم “كنوز سييرامادري”. وهو يبحث ويبحث عن الذهب في مكان ما عند سفح الجبل. يصل الليل بالنهار بحثا.

وعندما يكشف الكنز له عن نفسه أخيرا، يقف وراء ظهره مباشرة الكاوبوي اللص شاهرا مسدسه ولا يتردد في استخدامه أيضا ليوقعه مصابا إصابة يتصوّر أنها قاتلة، داخل الحفرة التي ينتشر فيها الذهب بين حبيبات الصخور. لكن القدر يدخر أمرا آخر. فأنت اليوم ميت لكنك ستعود وستحصل على ما كتب لك. لا يوجد منطق ما محدد وواضح يحكم وجود الأشياء في العالم، فالحياة عبث، والأقدار عبث، والإنسان لعبة تلهو بها الأقدار في أفلام الأخوين كوين العدمية.

 الحب والقدر

ولعل من أفضل قصص الفيلم وأكثرها تماسكا ومرارة وسخرية أيضا قصة “الفتاة المضطربة” التي تواجه مصيرها بعد أن تفقد شقيقها بينما كانت في طريقها إلى أوريغون حيث تأمل في الزواج من رجل اتفق مع شقيقها على الحصول على مبلغ من المال سيأتيه به والمشاركة معه في أعماله مقابل زواجه من الفتاة.

لكن الآن تنضم هي إلى قافلة من العربات التي تنقل البشر (قبل ظهور القطار وكانوا يسمونها القطار) يقوم بحماية هذه القافلة رجلان؛ شاب في المؤخرة، ورجل مخضرم في المقدمة.

هي لا تملك المال ولم تعد لديها أسرة تعود إليها في البلدة التي تركتها. إنها تواجه موقفا وجوديا عبثيا وصعبا تماما لكن الحب يأتي فالحارس الشاب الذي لم يعد شابا تماما، يريد أن يتقاعد بعد 15 عاما من هذا العمل المرهق الخطر في حماية القوافل من غارات الهنود الحمر الذين يقاومون امتداد البيض في أراضيهم.

 وبعد الحديث تلو الحديث تشعر هي بالقرب منه ويفاتحها هو برغبته في الزواج منها وبالتالي تنتهي مشكلتها. هنا يبدو أن كل شيء قد أصبح على ما يرام. فقط يبقى أن يقطع القطار الرحلة في أمان. فهل سيحدث هذا أم أن القدر يخبئ لنا الموت لحظة إحساسنا بأننا قد تجاوزنا محنة العيش؟!

فيلم الأخوين كوين متعة بصرية من الطراز الأول بلقطاته ومناظره الطبيعية الخلابة الآسرة.. وهو نوع جديد من الويسترن يمكن وصفه بأنه “ويسترن ضد الويسترن”، أي أنه يستخدم النوع السينمائي لتقديم كل ما يخالفه فكريا وفلسفيا حتى من حيث بناء المشهد وتتابع الصور، فالإثارة لا تنبع من الحركة بل من تعقيدات “الوضع الإنساني” التي نشاهدها مكثفة على الشاشة سواء في صورة كوميدية أو تراجيدية. والحقيقة أنه يصعب كثيرا هنا الفصل بين الجانبين.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

03.09.2018

 
 

«بعلم الوصول» يفوز بجائزة مالية 5 آلاف يورو بمهرجان فينسيا

كتب- أحمد فاروق:

فاز مشروع فيلم "بعلم الوصول" بطولة الفنانة بسمة، بجائزة مالية قدرها 5000 يورو، مقدمة من شركة لاجوني للإنتاج، وذلك في ورشة فاينال كات فينيسيا، التي تُقام ضمن فعاليات الدورة ٧٥ لمهرجان فينيسيا السينمائي.

الفيلم من تأليف وإخراج هشام صقر، فى أولى تجاربه الروائية الطويلة، وتم تصويره بطريقة مستقلة، وأحداثه تدور حول حالة نفسية لامرأة، تصاب بالاكتئاب لمرورها بأزمة نفسية في صغرها، ثم تزيد هذه الحالة بعد إنجابها طفلاً، ولكن ظروفها تجبرها على التخلص من حالة الاختباء خلف زوجها، للتعامل مع الحياة، وأن تعيش إنسانة طبيعية.

كانت الفنانة بسمة شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا عام 2009، بفيلم «المسافر» من تأليف وإخراج أحمد ماهر، وبطولة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، بالإضافة إلى الفنانين خالد النبوي، وسيرين عبدالنور، وشريف رمزي.

الشروق المصرية في

03.09.2018

 
 

على طريقة مارلين مونرو.. ليدي جاجا تخضع لجلسة تصوير مثيرة على شواطئ فينسيا

كتبت- بوسي عبد الجواد

بعيدا عن الغرابة والإثارة التي اعتدنا عليها منها، أطلت مغنية البوب الأمريكية ليدي جاجا على جمهورها ومتابعيها بإطلالة راقية مستوحاه من حقبة الستينات.

اختارت جاجا "مارلين مونرو" لتكون بطلة جلسة التصوير الجديدة التي خضعت لها على أحد شواطئ فينسيا، أثناء تواجدها هناك لحضور مهرجان فينسيا السينمائي، التي افتتحت فعاليات دورته الـ75 مساء الأربعاء ومن المقرر أن يستمر حتى 8 سبتمبر من الشهر الجاري.

ارتدت جاجا فستانا بسيطا في تصميمه قصير شبية لتلك التي كانت ترتديه النجمة العالمية الراحلة مارلين مونرو التي كانت إيقونة للإناقة ورمزا للأنوثة، وصففت شعرها على شكل تصفيفة مارلين التي اشتهرت بها في حقبة الستينات، وانتعلت حذاء من اللون الأسود.

وكانت المطربة الأمريكية ليدي جاجا، قد أبهرت الحاضرين في حفل افتتاح مهرجان فينسيا السينمائي، حيثُ ارتدت فستانًا منفوشًا من الريش باللون الوردي وانتعلت حذاء ذا كعب عال باللون الأسود، ووضعت المكياج الرقيق الناعم، وصففت شعرها على شكل كعكة بسيطة.

الوفد المصرية في

03.09.2018

 
 

فيلم «بعلم الوصول» يفوز بثلاثة جوائز بمهرجان فينسيا قيمتها 25 ألف يورو

كتب- أحمد فاروق

فاز فيلم "بعلم الوصول" بطولة الفنانة بسمة، بثلاثة جوائز، في ورشة فاينال كات فينيسيا التي أقيمت يومي 2 و3 سبتمبر الجاري ضمن فعاليات الدورة 75 لمهرجان فينيسيا السينمائي.

الجائزة الأولى بقيمة 15 ألف يورو، لعملية تصحيح الألوان بستوديو ليز في روما، والجائزة الثانية مقدمة من شركة لاجوني للإنتاج وقدرها 5 آلاف يورو، والفرنكفوني هي الجائزة الثالثة وقيمتها 5 آلاف يورو أيضا.

الفيلم من تأليف وإخراج هشام صقر، في أولى تجاربه الروائية الطويلة، وتم تصويره بطريقة مستقلة، وأحداثه تدور حول حالة نفسية لامرأة، تصاب بالاكتئاب لمرورها بأزمة نفسية في صغرها، ثم تزيد هذه الحالة بعد إنجابها طفلا، ولكن ظروفها تجبرها على التخلص من حالة الاختباء خلف زوجها، للتعامل مع الحياة، وأن تعيش إنسانة طبيعية.

وقالت الفنانة، بسمة، لـ"الشروق" إنها سعيدة جدا وفخورة بمنافسة فيلمها الجديد "بعلم الوصول" على جوائز ورشة "فاينال كات" في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مضيفة أن مجرد اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان فينسيا شيء مشرف، لأن "فينيسيا" من أعرق وأهم المهرجانات، ويدقق جدا في اختيار كل الأفلام المشاركة من كل أنحاء العالم.

وأعربت عن سعادتها، بفوز الفيلم بثلاثة جوائز، لسببين، الأول، أن ذلك يعبر عن مدى الإعجاب بالتجربة، والثاني، أن الفيلم إنتاجه منخفض التكلفة، وبالتالي ستفرق هذه الجوائز في المراحل النهائية للفيلم.

وأوضحت بسمة، أن هذا الفيلم أقرب لأن يكون فيلما نسائيا، والطريف أن جزءا كبيرا من فريق العمل، من النساء، لدرجة أن البعض سيتعجب أن رجلا هو الذى كتب السيناريو، لأن الفيلم متعمق في أحاسيس المرأة بشكل كبير جدا.

ورغم قناعة "بسمة"، أن طبيعة الفيلم مختلفة، إلا أنها تتمنى في الوقت نفسه أن يحقق نجاحا جماهيريا عند عرضه تجاريا.

كانت الفنانة بسمة شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا عام 2009، بفيلم "المسافر" من تاليف وإخراج أحمد ماهر، وبطولة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، بالإضافة إلى الفنانين خالد النبوي، وسيرين عبد النور، وشريف رمزي.

الشروق المصرية في

04.09.2018

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي: داكوتا جونسون: يهمني أولاً أن يكون دوري بمثابة فرصة لتأكيد موهبتي

واثقة من خطواتها وسعيدة بحضور المهرجان الإيطالي للمرة الأولى

فينيسيا: محمد رُضـا

دور داكوتا جونسون في فيلم «سوسبيريا» ليس دوراً هيّناً بالمرّة. ليس لأنّها لا تحبّ أفلام الرّعب كثيراً فقط، بل لأن مشاهد الرّقص كانت متعبة وطويلة. تؤدّي في هذا الفيلم المشترك بمسابقة مهرجان فنيسيا، دور فتاة أميركية بريئة تصل إلى أكاديمية لتعليم رقص الباليه في برلين المنقسمة على نفسها. تُقبل وتبدأ دورات التدريب وتنجح بالتدريج في تبوؤ القيادة بالنسبة لاستعراض سيجري تقديمه.

لكن الأكاديمية ليست سوى غطاء لما هو مخفي وما على القارئ إلّا أن يسعى لمشاهدة الفيلم لمعرفة ما هو. أمّا الآن فإن اللقاء مع بطلة الفيلم سيتشعب ما بين «سوسبيريا» و«ظلال من الرّمادي» ورأيها في مسيرتها الفنية وكيف نشأت وفي فمها ملعقة التمثيل.

ذلك أنّها ابنة الممثل دون جونسون والممثلة ميلاني غريفيث. جدتها ليست سوى تيبي هدرن، نجمة الستينات التي لعبت بطولة فيلم رعب آخر آنذاك هو «طيور» لسيد التشويق ألفرد هيتشكوك. داكوتا ولدت في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1989 ومثّلت مع والدتها لأول مرة في «مجنون في ألاباما». ثم توارت نحو عشر سنوات قبل أن تعود ممثلة محترفة بفيلم «سوشال نتوورك» سنة 2010.

·        من السهل أن يتخيّل المرء صعوبة تنفيذ مشاهد رقص الباليه بالنسبة لأي ممثلة؟ هل كانت تلك المشاهد صعبة بالفعل؟

- لم تكن سهلة. اشتغلنا على تصميمها بعناية من ثمّ التدرب عليها لفترة شهرين تقريباً. كان هناك فنانون حقيقيون يعرفون تفاصيل رقص الباليه وساعدونا كثيراً. أقصد أنا والممثلات الأخريات أيضاً.

·        لا بد أنّ نصيبك من هذه التدريبات كان أكبر، كونك بطلة الفيلم.

- صحيح. ومع الاعتراف بأنّ كل الاستعراضات التي قدّمناها كانت صعبة إلّا أنّ ما قمت به كان أساسيا. أخبرني لوكا (غواداغنينو المخرج) بأنّ ضبط التفاصيل ليس خياراً بل ضرورة، وسعيت بجدّية بالغة أن أنجح في هذا الدور لأنّني مؤمنة به وبالسيناريو وأحببت العمل مع لوكا كثيراً. أحياناً كنت أكمل التدريبات لوحدي، لكنّني شعرت بالثّقة أكثر مع وجود مدربين ومدربات.

·        أعتقد أن خلفيتك الفنية لم تتضمن الرّقص. أي نوع من الرقص.

- لا. أتيت عبر فن مختلف لأنّني كنت عارضة أزياء، وهو أمر مختلف تماماً عن رقص الباليه أو أي رقص آخر.

·        والداك ممثّلان معروفان، أي دور لهما في توجهك للتمثيل؟ هل اتخذت هذا القرار تبعاً لذلك؟

- لم أتخذ القرار تبعاً لرغبتهما في أن أصبح ممثلة. لقد تركا الخيار لي واتخذته من تلقاء نفسي. لكنّهما ساعداني في التوجيه الفني. كذلك في رفع معنوياتي في البداية. كنت أتخيّل، بسذاجة إلى حد كبير، أنّ الوصول إلى البطولة هو أمر سريع لأنّني ممثلة جيدة كما أخبرني كل من عملت معهم. لكنّ الفرص لا تتوالى من تلقاء نفسها. والدي أخبرني عن بداياته وكم كانت صعبة وكيف كان عليه التحلي بالصبر وانتظار كل فرصة على حدة ومحاولة بناء شيء على أساسها. ووالدتي لها حكايات شبيهة. ليس هناك شيء سهل في التمثيل أو في السينما عموماً. في أي حقل.

·        عندما كنت صغيرة محاطة بأبوين ممثلين وجدتك هي تيبي هدرن، بطلة فيلم «الطيور» لألفرد هيتشكوك، هل شعرت بأنّك محاطة بعائلة من الفنانين أو أنّ ذلك الإدراك يأتي لاحقاً وأنت شابة؟

- نعم شعرت بذلك وأنا ما زلت صغيرة. كان مستحيلاً ألا يكون الجو في البيت غير مرتبط برغبتي المبكرة في أن أصبح ممثلة.

·        هل زرت مواقع تصوير كثيرة؟

- بالطبع. معظم أوقات عطلتي قضيتها متنقلة إمّا مع والدتي أو مع والدي إلى مواقع التصوير. هذا زاد من رغبتي في أن أمثّل. وضعت ذلك نصب عيني منذ ذلك الحين.

·        أعود إلى «سوسبيريا»... هل شاهدت الفيلم السابق؟

- نعم. شاهدته وأخافني لأنّي في الحقيقة لا أحبّ أفلام الرّعب ولا أشاهدها. أعرف عنها لكنّني لا أعرفها، إذا كنت تفهم ما أقصد. لكن كان علي أن أشاهد نسخة (داريو) أرجنتو لكي أتأكد من أن الفيلم الجديد مختلف.

·        كيف تتأكدين من ذلك؟

- كنت قرأت سيناريو النسخة الحالية قبل أن أشاهد الفيلم السّابق وكنت أخشى أن يكون السيناريو الحالي مجرد اقتباس كامل للفيلم السابق، لكنّني لاحظت الاختلافات الكثيرة بين الفيلمين. حقيقة أنّ «سوسبيريا» أخافني، أعتقد أنّها شهادة على نجاحه، لكن كما أعرف أنّك رأيت، يختلف الفيلمان عن بعضهما البعض كثيراً.

·        عندما تقولين ذلك يتراءى لي أنّك أشحت النظر عن بعض المشاهد التي وردت في الفيلم الأول مثل مشهد موت سارا عندما سقطت في وسط الأسلاك وكلّما حاولت الخلاص منها وجدت نفسها محاطة بها.

- هو بالفعل مشهد مخيف وخرجت من الفيلم معجبة به وبالمخرج وأنوي مشاهدة المزيد من أفلامه إذا ما سنحت لي الفرصة. لكن، وكما قلت لك، كانت سعادتي كبيرة في أنّي شخصياً لا أتعرض لمشاد عنيفة كالتي تتعرض لها شخصيات أخرى في الفيلم الحديث.

·        لكن إذا ما كانت أفلام الرعب غير مريحة لك، لماذا قبلت تمثيل هذا الفيلم؟

- لأن «سوسبيريا» بالكاد فيلم رعب. نعم فيه أجواء من هذا النوع، لكنّه يدور حول شخصية فتاة تحبّ الرّقص وتكتشف نفسها من جديد في بيئة فنية. أعتبره فيلماً فنياً وليس فيلم رعب على الرّغم من وجود مشاهد مخيفة أو هكذا يمكن للبعض النظر إليها.

·        مثلت ثلاث حلقات من فيلم Shades of Grey وهي ثلاثة أفلام ذات مشاهد عاطفية ساخنة. لكن أحد زملائي قال لي إنّك فتاة محافظة أساساً، وهذا ما أعتقد، يعني أنّ تمثيل تلك المشاهد كان أصعب مما يعتقد البعض. هل هذا صحيح؟

- نعم صحيح. أنا فتاة محافظة. ليس بالمعنى الصارم للكلمة لكني بمعنى أنني لست من النوع المتحرر كثيراً. لا أعتبر نفسي نموذجية لمثل هذه الأدوار ولا أنوي القيام بها لمجرد اللهو. لذلك كانت أصعب مما توقعت.

·        من الصعب على الجمهور أن يعرف إذا ما كان تمثيل مثل هذه المشاهد أمرا صعبا

- معظم المشاهدين يعتقدون أنّ هذه المشاهد سهلة وعادية. هي بالتأكيد ليست كذلك بالنسبة لي. وبعض المشاهد كانت أصعب من سواها. أفكّر في أحد مشاهد الجزء الثالث عندما رُبطت يداي وقدماي ووضعت عصبة على عينيّ. اكتشفت سريعاً أنّه مهما اعتقدت أنّي جاهزة لتمثيل هذا المشهد إلّا أنّ وقت التصوير هو شيء آخر غير سار بالمرة. طبعاً ليس هناك شيء حقيقي على الإطلاق بالنسبة للمشاهد الجنسية. كل شيء مفتعل ويجري بالتواري ولو بدا غير ذلك، لكنّ الصّعوبة تكمن في كيف يمكن أن تمثّل أنك مستمتع بينما أنت أبعد ما تكون مستمتعاً على الإطلاق.

·        في زمن مضى كانت هذه الأفلام مقصداً لممثلات الإغراء، كما كانوا يسمون مارلين مونرو أو صوفيا لورين في إيطاليا أو جين مانفسيلد. لكن ما تقومين به مختلف.

- مختلف كثيراً. لكن هل ترى ممثلات جيّدات كاللواتي ذكرت أسماءهن؟ هذه الأدوار ليست لي لكنّي أقدر تلك الأفلام الكوميدية والعاطفية لأنّها كانت مسلية وهي بالفعل صنعت نجومها على أساس ما فيها من أدوار. قل لي إذا كنت على خطأ حين أقول إنها كانت للترفيه العام الذي لا يذهب إلى حدود قصوى.

·        كانت كذلك بالفعل نتيجة اختلاف الأزمنة، كما أرى. هل تكترثين لنوعية الفيلم من نواح فنية معينة؟ أو هل تعتقدين أنّ هذه الثلاثية التي وجدت رواجاً كبيراً في السوق تحمل قيمة فنية ما؟

- لا. ليس هذا ما أفكر فيه عندما أشاهد فيلما انتهيت من تمثيله. لا أفكر فيما إذا كان عملاً فنياً كبيراً أو لا. أعتقد أنّني لم أمثل بعد فيلماً رديئاً، وهذا ربما ليس عن تخطيط مسبق بقدر ما هو ناتج عن ثقة بالمشاريع التي تعرض عليّ. أنا ممثلة وكممثلة يهمني أولاً أن يكون الدور الذي أقوم به بمثابة فرصة لتأكيد مهارتي وموهبتي. وأن يمنحني نافذة أطلّ منها على الجمهور.

لذلك نعم أكترث لنوعية الفيلم لكنّ ثقتي بالمشروع وبالدور الذي أقوم به تأتيان بالمرتبة الأولى.

·        بعض الأفلام التي تقومين بها تؤثر عليك أكثر من سواها. هل هذا صحيح؟

- النجاح هو الذي يترك تأثيراً أكبر. إذا لم ينجح الفيلم بين المشاهدين لا أشعر بأنني أنجزت شيئا يذكر على الرّغم من إيماني بالعمل.

·        هل تشاهدين أفلامك فيما بعد؟

- أشاهدها مرّة واحدة وأنساها بعد ذلك.

·        هل تشاهدين أفلام سواك من الممثلين أو الممثلات؟

- أشاهد الكثير من الأفلام ولا أهتم بمن يقوم ببطولتها. الحقيقة هي أنّني في أيام كثيرة أعيش وحيدة. أنتهي من فيلم وأستعد لآخر، ولكن هناك شهر أو أكثر بين الفيلمين. خلال هذه الفترة أشاهد الكثير من الأفلام وأقرأ الكثير من الكتب أيضاً. أنا قارئة شغوفة.

·        «سوسبيريا» يتيح لك حضور مهرجان عالمي أول مثل فنيسيا. أود لو أعرف منك كيف تنظرين إلى هذا الحدث مقارنة مع مهرجانات أميركية توجهت إليها؟ كيف تشعرين حيال جمهور عالمي وفي مواجهة نحو ألف صحافي وناقد؟

- سؤالك سهل وصعب. سهل، لأنّي أعرف تماماً كم أنا مستمتعة بوجودي في مهرجان فينيسيا وبعرض الفيلم واستقباله. أنظر إلى هذا المهرجان كما لو كان قمّة المناسبات، ربما لجانب الأوسكار أو الغولدن غلوبس أو على مسافة قريبة منهما. لكن من الصّعب وصف شعوري وأنا في هذا المحيط من الجمهور ومن النّقاد. في أميركا تعلم أنّك أمام أهل البيت وتقدر ترحيب الجمهور بك. في إيطاليا وربما في مهرجانات أخرى تجد نفسك أمام جمهور بثقافة مختلفة وإذا ما أحبّ الفيلم الذي تقوم بتمثيله وهو من ثقافة مختلفة، فإنّ ذلك يضاعف السّعادة التي تشعر بها. أنا الآن في وضع المستمتع بوجوده هنا، وسأحمل ذكريات عديدة حين أعود.

الشر الأوسط في

04.09.2018

 
 

"المفضّلة" ليورغوس لانثيموس:

عدو المرأة الأول.. هي المرأة

شفيق طبارة

لم يمرّ "المفضّلة" ليورغوس لانثيموس مرور الكرام على شاشة مهرجان البندقية في نسخته الخامسة والسبعين. انقسامٌ وجدلٌ تبعا العرض. فالرجل دأب اليوم، كما في أعماله السابقة، على تقديم مزيجٍ هجينٍ، غرابة مع كوميديا سوداء وقليلٍ من السوريالية في إطارٍ تاريخي.

بعد "جراد البحر" المستقبلي، و"قتل الغزال المقدس" الحاضري، يرجع يورغوس لانثيموس إلى الماضي، إلى أوائل القرن الثامن عشر في بريطانيا، في فيلمه الجديد "المفضّلة". يروي الفيلم قصة حقيقية بخطوطها العريضة، من عهد الملكة آن، التي تقوم بدورها أوليفيا كولمان. نبدأ من تسليم الملكة العمل السياسي لليدي سارة تشرشل (دوقة مارلبورو) التي تلعب دورها رايتشل وايز، وهي إحدى سيدات القصر وصديقات الملكة المقربات. ترتقي الأخيرة لتصبح أهم المستشارين السياسيين للملكة في خضم حربها الشعواء مع فرنسا. تتعقّد الأمور مع وصول قريبتها أبيغيل ماشام (ايما ستون) إلى القصر، وهي المجبرة على العمل بسبب ديون العائلة.

عندها يبدأ التنافس بين أبيغيل وسارة على إبهار الملكة، تتنافسان على المرتبة الأولى، على مقام "المفضلة". هو مثلث حب جنسي سياسي إذاً، مع الكثير من العُقد النفسية المتعلقة بالأمومة. تدور القصة حول النساء الثلاث: ضعف وهشاشة الملكة، وصلابة وتصميم سارة للتخلص من أبيغيل. يختار لانثيموس مساراً دقيقاً: لا أحد صالحاً ولا أحد سيئاً.

بعد دقائق فقط من بداية "المفضّلة"، تشعّ لمسة المخرج اليوناني. هذه بلا أدنى شك ميزته، بصمته الإخراجية صارخة، يشهرها منذ البداية بغطرسة ماكرة، لمسته البصرية تقفز إلى العين، بين حركة سريعة، فبطيئة، ثم الثبات في الأماكن الصاخبة، ثم التقلب بين المَشاهد القريبة الثابتة، والاستخدام المتكرر للعدسات ذات الزاوية العريضة للغاية والتي يشوّه بها المخرج عالمه. حتى حوارات لانثيموس المنمقة، يسهل التقاطها منذ البداية، الكلمات الحادة والتعابير المسننة التي تقال في زمانها وترتيبها.

يثبّت لانثيموس مخالبه، ثمّ يقدم كوميديا "سوء الفهم". يصبح سوء الفهم هذا، هدف القصة الحقيقي، مع بدء الألاعيب. فكلما وضعت سارة قاعدة، فككتها أبيغيل بخلق تحدٍ جديد وقلب القواعد بحسب حاجتها، ويستمر هذا بتوالي السنوات. هنا شخصيات مترابطة ومتصارعة في الوقت عينه. شخصيات تفتقر إلى الثقة وعاجزة عن التقدم في علاقة مستقرة وعادلة. وهنا يدخل لانثيموس محوره المفضل، يلعب على الخيارات الفردية للشخصيات، خيارات تصب وفق عدسة اليوناني إلى استحالة رؤية عالم متساو وعادل، وبالتالي استحالة علاقة إنسانية صادقة. تتخلى شخصياته عن الحسابات المنطقية. تهيمن الأنا عليها، سواءً بين الرجال أو النساء. إنه عالم لانثيموس، حيث يسحق الإنسان ويظهر أبشع ما فيه.

الفيلم عبارة عن تحليل نفسي لشخصياته بطريقة تقليدية. خلاصة العواطف والمواقف التي تختبرها الشخصيات تثري الجميع. فالكلّ مترابط، مع بعضه البعض، ومع كل ما يحصل حوله. الحرب والمؤامرات والإغراءات والخيانات، بين جدران القصر، توازيها حرب ومؤامرات واغراءات وخيانات على الجبهة السياسية مع العدو الفرنسي. وفوق هذا كله، بنية اجتماعية رثّة، فساد سياسي، عنف إجتماعي ونضال ضد الطبقية. إنها الحرب والفوضى في كلّ مكان. في الواقع، نحن أمام كوميديا سوداء، كوميديا عن الطبيعة البشرية بكل قوتها وابتذالاتها، تروى صعوداً ونزولاً، من النجوم الى أروقة القصور وصولاً إلى الاسطبلات. نعم هي قصة مظلمة، محفوفة بالمؤامرات. لكنها، بفعل تشريح لانثيموس الدقيق للطبيعة البشرية، تتحول في لحظة إلى الحميمية.

فيلمٌ مقسوم على ثلاثة، لكنّ النفوذ لرأس الهرم، للملكة التي يعتمد مصير الباقين عليها. هكذا يمرر المخرج فكرة ارتباط البشر بالسلطة. لانثيموس قضى بتأنيث السلطة بأكملها، بجعل الرجال خاضعين لهن، حتى بالنزوات. انه زمن النساء، زمن سطوتهنّ وثانوية الرجل.. لا مساواة إذاً. إنها وَهم. فهي مرتبطة بالسلطة، والسلطة هي المحرّك لكل شيء في الفيلم

الفيلم أيضاً متعة للعيون، الأزياء وأماكن التصوير ونَفَس المخرج اليوناني التصويري. أمّا أداء الثلاثي النسائي فرائع، خصوصاً أوليفيا كولمان، وإيما ستون بلكنة بريطانية مفاجئة.

"المفضّلة" فيلم ثمين يعود بنا الى القرن الثامن عشر، بعدسة لانثيموس، وهنا يكمن الاختلاف مع أفلامه السابقة: يورغوس لانثيموس يقدم صورة تاريخية، لم يكن هذا متوقعاً ربما. فجاء الفيلم تاريخياً بنبرة قوية، بعين فاحصة للسلوك البشري الغامض، كما عوَّدنا. هذه المرّة انصبّ اهتمام المخرج على النساء في الإطار التاريخي. نساء لانثيموس هنا، قويات ذكيات جميلات وقحات وعدوانيات، وعلى استعداد لفعل أي شيء لفرض شروطهن وتحقيق مصالحهن.

"المفضّلة" فيلم يأتي بعد 3 أفلام مدمّرة للمخرج اليوناني. صحيح أنّه أقل جرأة مما سبق، إلّا أنّه أثبت مرّة أخرى أنّ يورغوس لانثيموس عصيٌّ على التغيير. هو على حاله، يستمر في تقديم أفلام مثيرة للجدل، لنخرج منها دوماً بشعور لا يوصف.

المدن الإلكترونية في

04.09.2018

 
 

"بيترلوو"..  أحداث دامية من التاريخ البريطاني تعرض في فينيسيا

المخرج البريطاني مايك لي يحاول إعادة تصوير التاريخ الإنكليزي

فينيسيا (إيطاليا) – في العام 1819، تم حشد القوات وانتزاع السيوف من أغمادها ضد احتجاج نادى بالديمقراطية في شمال إنكلترا، ممّا أسفر عن سقوط ما يربو على عشرة قتلى وإصابة المئات في حدث تاريخي على طريق الكفاح لمنح الشعب حق التصويت.

ولم تكن هناك بالطبع كاميرات لتسجيل الحدث آنذاك، لكن صحافيين في مكان الاشتباكات في ساحة سان بيترز فيلد بمدينة مانشستر شبهوا الدمار بمعركة ووترلوو الشهيرة التي انتهت بهزيمة الإمبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت قبل تلك الأحداث بأربع سنوات، لذا أطلقوا عليها اسم مذبحة بيترلوو.

ويعيد المخرج البريطاني مايك لي سرد ما حدث في مانشستر في فيلمه الجديد “بيترلوو” بعد أن دخل معترك السينما التاريخية بفيلم “السيد تيرنر” عام 2014.

وقال لي خلال مهرجان فينيسيا السينمائي إن “فيلم بيترلوو وثيق الصلة بالعالم اليوم”، وأضاف “الديمقراطية شيء مهم وجيد وندرك في ضوء ما حدث في بريطانيا وما حدث في الولايات المتحدة أن الديمقراطية يمكن أن تقودنا إلى الاتجاه الخاطئ”.

ويستعرض الفيلم إرهاصات الأحداث في مانشستر بما في ذلك معاناة عمال مصانع القطن من تدني الأجور وارتفاع أسعار السلع الغذائية وارتياح أصحاب الأراضي والمصانع لهذا.

ويقول لي “أردت أن أربط بشكل ما بين ما حدث وما يحدث الآن وأظهر أن الأحداث ليست بعيدة كل هذا البعد في التاريخ، فعام 1819 كان قبل أقل من قرن على ولادة أبي وأمي”.

و”بيترلوو” من بين 21 فيلما تتنافس على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية الذي يختتم في الثامن من سبتمبر الجاري.

العرب اللندنية في

04.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)