كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ذا بوست: خطاب سياسي مباشر ورسالة قديمة مكررة

العرب/ أمير العمري

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2018)

   
 
 
 
 

بعد كل ما صاحب فيلم المخرج الأميركي الشهير، ستيفن سبيلبرغ الجديد ذا بوست The Post من ضجيج إعلامي، جاء مستوى الفيلم ضعيفا من الناحية الفنية، بما يجعله لا يصمد للمقارنة مع أفلام أميركية سابقة، تناولت نفس الموضوع، أي العلاقة بين السلطة والصحافة في الولايات المتحدة.

ذا بوست The Post عنوان يشير باختصار إلى صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية التي لم تكن قد بلغت ما بلغته من شهرة وقت وقوع أحداث الفيلم الذي أخرجه حديثا ستيفن سبيلبرغ، أي في 1971، في ذلك الوقت كانت حرب فيتنام قد بلغت ذروتها، كما ارتفعت حدة حركة الاحتجاج ضد استمرار نزيف الدم الأميركي في فيتنام، وهو ما نراه في أكثر من مشهد من مشاهد الفيلم، فقد أصبح الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي صعد إلى الحكم في 1968، أكثر تورطا في فيتنام.

ويبدأ الفيلم في 1966، بلقطات لعدد من الجنود الأميركيين في فيتنام وهم يمرون بعملية التخفي أو تشويه ملامح الوجوه بالأصباغ السوداء قبل انتقالهم لخوض معارك الغابات ضد قوات الفيت كونغ.

وتشتد حدة المعارك، وترتفع الخسائر البشرية، وتتراكم جثث القتلى، وتقوم المروحيات بإجلاء الجرحى.. ثم تقترب الكاميرا من “داني إيلسبرغ”، المحلل العسكري الأميركي الذي يعمل في مكتب وزير الدفاع روبرت ماكنمارا.

وجه الرجل يشي بأنه مستغرق في التفكير واستعادة شريط الأحداث، لكنه ينتبه على صوت رجل يطلب منه أن يتجه ليرى ماكنمارا الذي يجلس في مقدمة طائرة.

ويطلب الوزير رأي داني في الموقف العسكري في فيتنام، ثم يقفز سعيدا عندما يدعم داني رأيه أمام مساعد الرئيس.. فهو يرى أن الأمور أصبحت خارج نطاق السيطرة في فيتنام، أي أن “أميركا تخسر الحرب”، هذا الموقف يتناقض مع ما يصرح به ماكنمارا للصحافيين بعد أن يهبط من الطائرة ويقف، ممّا يؤدي إلى شعور داني بالإحباط والقرف.

وثائق البنتاغون

سيصبح دانييل فيما بعد، أي في 1971، وراء تسريب نحو سبعة آلاف صفحة من “وثائق البنتاغون” تفضح الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ نهاية الحرب العالمية وتكشف موقفها الحقيقي في فيتنام، وفي المشهد التالي نشاهد مجموعة من اللقطات التسجيلية المتعاقبة للرؤساء الأميركيين، من ترومان إلى نيكسون، يكرّرون جميعا خطابا متشابها يتلخص في رغبة أميركا في الحفاظ على السلام العالمي، وعدم التورط في فيتنام، وتأكيد على أن “جنودنا” لم يذهبوا إلى هناك لقتل الفيتناميين.. وغير ذلك.

وتتداعى الأحداث في حبكة تقليدية مصاغة في سياق أسلوب بوليسي، لكنه يفتقد للإثارة والحيوية ويعاني من الترهل والتكرار والدوران حول الفكرة، وتتركز الأحداث في عالم الصحافة، حيث يجري أولا صراع مكتوم بين صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، فداني يقوم بتسليم صور من ملفات البنتاغون السرية إلى “نيويورك تايمز” التي تنشر بالفعل موضوعا في الصفحة الأولى يفضح مؤسسة الرئاسة، فتحقّق سبقا صحافيا هائلا، لكن البيت الأبيض يتدخّل ويستصدر قرارا من المحكمة العليا بوقف نشر المزيد من الوثائق التي يعتبرها “سرية”.

ذا بوست يحقق حاليا نجاحا لأنه ينتهي بانتصار أبطاله المتمردين على المؤسسة وعلى أشرار السلطة في واشنطن

أما “بن برادلي” (توم هانكس) رئيس تحرير “واشنطن بوست”، فهو يشعر بالغيرة المهنية ممّا حققته “نيويورك تايمز”، فيطلق أحد محرّريه للبحث عن داني والعثور عليه بأي طريقة، فأغلب الظن أنه يقف وراء التسريب الكبير.

أما صاحبة مؤسسة “البوست”، السيدة “كاثرين غراهام” (ميريل ستريب) التي ورثت الصحيفة بعد انتحار زوجها، وأصبحت المسؤولة أمام المساهمين والمموّلين، فهي تخشى عواقب نشر المزيد ممّا جاء في الوثائق، خاصة وأنها ترتبط بعلاقة صداقة خاصة مع ماكنمارا، وتخشى أن يلحق نشر الوثائق أضرارا بسمعته (كان قد تولى إدارة البنك الدولي بعد أن ترك البنتاغون في 1968).

ولن يحدث الكثير بعد ذلك، ستحصل “ذا بوست” على ما تريده، وتعاني كاثرين طويلا وتصبح متمزّقة بين حرصها على مستقبل الصحيفة وواجبها المهنى وموقفها الأخلاقي أمام رئيس التحرير برادلي ومساعديه، وسيصبح برادلي الذي كان مرتبطا بعلاقة ما، مع الرئيس الأسبق كنيدي، أكثر اندفاعا ورغبة في تلقين الرئيس نيكسون درسا في ضرورة احترام الصحافة، وإلاّ اختل التوازن المستقر بين المؤسسات في البلاد.

وتعقد كاثرين اجتماعات تتعرّض خلالها لضغوط من جانب مجلس الأمناء وممثلي “أصحاب المال” الذين يهدّد بعضهم بالانسحاب من المساهمة في الصحيفة بعد أن بدأت أرباحها في الهبوط، لكن كاثرين تتبنى رأي برادلي الذي يرى أن رفع المستوى المهني الصحافي هو الضمان لارتفاع التوزيع، وبالتالي الأرباح.

تساؤلات

يتعرض برادلي أيضا لضغوط من جانب المستشارين القانونيين للصحيفة، فهم يحذّرونه من خطورة المضي قدما في نشر الوثائق رغم قرار المحكمة العليا الذي صدر بوقف النشر في “نيويورك تايمز”، تثار هنا تساؤلات مثل: هل ما يسري على “التايمز” يمكن أن يسري قانونيا على ذا بوست؟ وهل تعاقب ذا بوست إذا ما انكشف أن مصدر الوثائق المسربة واحد؟ وهل المصدر واحد؟ وهل برادلي على استعداد لدخول السجن؟ ولكن ماذا بشأن السيدة كاثرين، هل هي مستعدة أيضا لقبول المخاطرة؟

ويحسم الجدل الذي يدور طويلا داخل الغرف المغلقة، بأسلوب المونتاج المتوازي، بقرار كاثرين، التي تنحاز في النهاية إلى ما تشعر بأنه الموقف الصائب، حتى لو كان الثمن هو السجن، لكن الصحافة تكسب المعركة ضد السلطة، كما هو معروف مسبقا طبقا لما حدث في الواقع قبل 47 عاما، فالمحكمة تردّ رغبة البيت الأبيض في وقف النشر، لتستمر “السلطة الرابعة” متمتعة بقدرتها على كشف وتعرية وفضح التجاوزات السياسية التي تمثل اعتداء على القانون والدستور.

بين الصحافة والسلطة

أنتجت هوليوود أفلاما كثيرة من قبل عن الصراع بين المؤسسة السياسية والمؤسسة الصحافية، ولعل أقرب مثال على هذا النوع من الأفلام الفيلم الذي عرض مؤخرا “مارك فيلت: الرجل الذي أسقط البيت الأبيض” (بطولة ليام نيسون وإخراج بيتر لاندسمان)، فهو مثل فيلم ذا بوست، أي من نوع الدراما التسجيلية (دوكيو-دراما).

ولكن بينما يدور ذا بوست حول شخصيتين من الشخصيات التي لعبت دورا بارزا في إعلاء كفة الصحافة على كلمة السلطة، يمكن اعتبار “مارك فيلت” دراما تسجيلية عن كيفية نجاح رجل بمفرده في فضح المؤسسة السياسية ودفعها للسقوط، وهو مارك فيلت نائب رئيس جهاز الشرطة الفيدرالية الأميركية FBI الذي قام بتسريب الكثير من المعلومات حول تورط إدارة الرئيس نيكسون في فضيحة “ووترغيت”. وفي كلا الفيلمين يبرز موضوع “التسريب”، أو الشخصية التي تظهر من داخل المؤسسة نفسها، والتي تقوم بدور “نافخ الصافرة” الذي يحذر من مخاطر انتهاك القانون من جانب من يفترض أنهم حماة القانون، في ذا بوست لدينا شخصية داني إيلسبرغ الذي كان أحد فريق الخبراء والمحلّلين الذين درسوا “وثائق البنتاغون”.

وفي الفيلم الثاني لدينا مارك فيلت، الذي يتمرّد على السلطة بعد أن يلمس سعي نيكسون المحموم لإنهاء استقلالية جهاز الشرطة الفيدرالية FBI، ويضمن بالتالي تستّره على تجاوزاته.

هناك أيضا الفيلم البديع “الحقيقة” (2015) Truth (بطولة كيت بلانشيت وروبرت ريدفورد) الذي يتفوّق كثيرا في رأيي على هذا الفيلم خاصة في الأداء، وهو أيضا دراما تسجيلية، تنتهي بهزيمة بطلته، المنتجة التلفزيونية الشجاعة “ماري مابس” التي كانت أولا وراء الكشف عن فضيحة سجن أبوغريب في العراق، ثم كانت وراء إنتاج وبث حلقة من برنامج “60 دقيقة” تتّهم فيها الرئيس جورج بوش (الابن)، بالتمتّع بمعاملة خاصة أثناء فترة تجنيده في أوائل السبعينات من القرن الماضي.

ولكن يمكن القول إن فيلم “الحقيقة” رغم خصوصية الأحداث والشخصيات، كان يتمتّع بحس “إنساني” يجعله مقبولا من الجمهور في العالم، إلاّ أنه لم يحقّق نجاحا كبيرا.

أما فيلم ذا بوست فيحقّق حاليا نجاحا، أولا: بسبب اسم مخرجه الشهير سبيلبرغ، وثانيا لأنه ينتهي بانتصار أبطاله المتمرّدين على المؤسسة على أشرار السلطة في واشنطن، وهو ما يحبه الجمهور.

وكان فيلم “كل رجال الرئيس” (1976) أول عمل يتناول فضيحة “ووترغيت” بجرأة، ينتهي أيضا نهاية ترضي الجمهور، لذلك حقّق كل ما حقّقه من نجاح وشهرة.

والرسالة السياسية في ذا بوست ليست جديدة، ولكن هناك إسقاطات واضحة على العلاقة الحالية المتوتّرة بين الرئيس ترامب والصحافة الأميركية، مع رغبة ترامب في احتوائها وتطويعها.

إسقاطات معاصرة

على مستوى اللغة السينمائية لا يرقى فيلم سبيلبرغ إلى مستوى الكثير من أعماله السابقة وأقربها إلى الذهن فيلم “جسر الجواسيس” (2015) الذي كان أكثر بلاغة من الناحية السينمائية من ذا بوست، وهو من نوع “دراما الغرف والرؤوس المتكلّمة”، فهو يدور داخل الغرف، ويمتلئ بعشرات الشخصيات الثانوية التي لا تعرف من منها يفعل ماذا؟ كما يكتظ بالحوارات والمناقشات الثقيلة الطويلة المرهقة، ويعاني من الطابع المحلي المغرق في أميركيته.

ولكن سبيلبرغ نجح كعادته في الاهتمام بأدق التفاصيل سواء في طبيعة الأماكن وديكوراتها وتصميماتها، أو في وسائل الطباعة القديمة بواسطة ألواح الرصاص، وجميع تفاصيل عصر ما قبل التكنولوجيا الرقمية والإنترنت والتليفون المحمول.

ولا يتناسب توم هانكس مع دور بن برادلي، فقد كان الدور يحتاج إلى ممثل أكثر قوة وصلابة بل وخشونة، ولا تقدّم ميريل ستريب جديدا في حرصها على محاكاة الشخصية الأصلية التي تقدمها، أي كاثرين غراهام، وكثيرا ما بدت وهي تغالي في انفعالاتها، بل وأكثر هشاشة من أن تكون الشخصية التي قرّرت فجأة وكأنها تقامر، أن تحمل قدرها في يدها وتصدر قرارها بطباعة العدد الذي سيقيم الدنيا ولن يقعدها.

ومن الطبيعي أن ينتهي فيلم ذا بوست بأن نرى شرطيا يكتشف اقتحام مقر الحزب الديمقراطي من قبل أشخاص مجهولين، وزرع أجهزة تنصّت على الاجتماعات التي تعقد في داخله.

وكانت تلك الخطوة الأولى في انكشاف فضيحة “ووترغيت” التي ستصنع المعركة التالية الشهيرة بين “واشنطن بوست” والبيت الأبيض، أو بالأحرى بين الصحافة والسلطة.

ناقد سينمائي مصري

####

زياد دويري وفراس فياض يحتفلان بترشيح تاريخي للأوسكار

·       زياد دويري: هو خبر سار للغاية، حيث هي المرة الأولى التي يصل فيها لبنان إلى الأوسكار

·       فراس فياض: ترشيح فيلمي للأوسكار يعد مصدر إلهام للآخرين في سوريا التي مزقتها الحرب

'قضية رقم 23' عرض في لبنان، رغم حملة مقاطعة تسبب فيها قيام دويري بإخراج فيلم سابق، وهو 'الصدمة' في إسرائيل.

العرب/ باريس – صنع مخرجا أفلام من لبنان وسوريا التاريخ هذا الأسبوع عندما أصبح فيلمهما أول عمل على الإطلاق من بلديهما يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار.

ورشح فيلم “قضية رقم 23” للمخرج اللبناني زياد دويري لجائزة أحسن فيلم أجنبي، في حين تم ترشيح فيلم “آخر الرجال في حلب” للمخرج السوري فراس فياض، والذي يركز على عمل متطوعي منظمة “الخوذ البيضاء”، لجائزة أفضل فيلم وثائقي.

وقال زياد دويري “إنها لأخبار سارة للغاية أن ننال هذا الترشيح، لأنها المرة الأولى التي يصل فيها لبنان إلى الأوسكار”.

وأضاف “إنه مثل الفوز بميدالية والوصول إلى الأولمبياد، و(مثل) أن يفوز فريقك لأول مرة بالميدالية البرونزية أو الميدالية الفضية”.

وفيلم دويري أول فيلم من لبنان يتم ترشيحه لجائزة أوسكار منذ بدأت بيروت التقدم بأفلام للمنافسة عام 1978.

وعرض فيلم “قضية رقم 23” في لبنان، رغم حملة مقاطعة تسبب فيها قيام دويري بإخراج فيلم سابق وهو “الصدمة” في إسرائيل، التي لا تزال في حالة حرب مع بلاده من الناحية الفنية، وألقي القبض على دويري واستجوبته محكمة عسكرية عدة مرات دون أن يتم توجيه أي اتهام إليه.

وتضم الأفلام الأخرى المرشحة لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية “إيه فانتاستيك وومان” من ألمانيا و”لافليس” من روسيا و”أون بودي آند سول” من المجر و”ذا سكوير” من السويد.

وقال المخرج السوري فراس فياض، الذي يتناول فيلمه الوثائقي عمل منظمة “الخوذ البيضاء” في مدينة سورية محاصرة، إنه يأمل أن يكون ترشيح الفيلم للأوسكار مصدر إلهام للآخرين في بلاده التي مزقتها الحرب.

وقال “حسنا، إنه لأمر عظيم حقا، أنا فخور لأجله.. إنه يفتح الطريق لمخرجين وفنانين آخرين للتفكير في أنه ما من شيء مستحيل، خاصة عندما تكون بلدك مدمرة ومواردك أقل وأولئك الذين يمكن أن يقفوا إلى جانبك أقل”.

العرب اللندنية في

26.01.2018

 
 

"ذا بوست".. سينما أقل لحريةٍ أكثر

معن البياري

فنيا وجماليا، إخراجا وتصويرا، إيقاعا وتكنيكا، فيلم "ذا بوست" (صحيفة واشنطن بوست اختصارا) جيدٌ فحسب، أي بلا فتنةٍ باهرة، بلا سينما عالية. لا تُشاهد فيه مثل الضربات الساحرة، والمثيرة الشائقة، في أفلامٍ عديدة لمخرجه اللامع (والشعبي)، غزير الإنتاج، ستيفن سبيلبيرغ. لا لشيء، إلا لأن العمل نفسه لا "يتطلب" تكلفّا في بنائه ومساره، وكان سيفشل لو تقصّد تصنّع جمالياتٍ زائدة، وابتدع تخييلا فائضا. تدور معظم وقائعه في صالة التحرير في الصحيفة الأميركية العتيدة، وفي غرفٍ وردهات. وعلى ما فيه من بعض التشويق، ومن مواضع الانفعال والتوتر التي زادت الموسيقى التصويرية مقادير التعبير الحاذق فيها، فإن "ذا بوست" (116 دقيقة) ليس جذّابا بالمعنى الجماهيري، وأيضا بالمعنى الذي احترف سبيلبيرغ الوفاء له، في عدة أفلامٍ له حقّقت المعادلة التي تُوازن بين استحقاقات السوق وفن السينما نفسها بوصفها إبداعا، "إنقاذ الجندي رايان" (1999) مثلا، الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم، كما أفلامٌ أخرى استحقّ سبيلبيرغ عليها هذه الجائزة ومثيلتها لأفضل إخراج. وللأسباب هاتِه، جاء طبيعيا أن لا يحرز "ذا بوست" سوى ترشيحٍ واحدٍ فقط لجائزة أحسن فيلم للأوسكار، الثلثاء الماضي، وكذا خلو قائمة الترشيحات لأحسن مخرج من اسم سبيلبيرغ، المخرج السبعيني، صاحب التجربة المثقلة بمثل هذه الجوائز الرفيعة. 

ساهمت أسماء سبيلبيرغ وميريل ستريب وتوم هانكس في الإقبال على مشاهدة "ذا بوست" الواسعة في العالم، غير أن انشغال الفيلم بموضوعة حرية الصحافة كان دافعا لأن يشاهده ملايين النظّارة في الولايات المتحدة (35 مليون دولار في الأسبوع الأول لعروضه في أميركا)، لاسيما في هذا الوقت، حيث حرب الرئيس دونالد ترامب على الصحافة. وهذا توم هانكس، الذي أدّى دور رئيس تحرير "واشنطن بوست" في زمن وقائع الفيلم، بن برادلي، يقول إن "ذا بوست" فيلم وطني جيد جدا عن حالة أميركا الآن. والرسالة غير الخافية التي يقصد إشهارَها سبيلبيرغ، الليبرالي الأميركي اليهودي، نصير الحزب الديمقراطي وصديق هيلاري كلينتون وزوجها، هي الانحياز إلى الصحافة وحريتها، أمام أي سلطةٍ، سياسيةٍ أو مالية. وثمّة أيضا ما هو غير مستترٍ في الفيلم، ففيما القصة فيه عن إصرار "واشنطن بوست" في العام 1971، ضد إرادة البيت الأبيض والرئيس ريتشارد نيكسون، على نشر وثائق تفضح كذب سلطات أربعة رؤساء على الأميركيين، بشأن الحرب في فيتنام وغيرها، وتضليلها الرأي العام، فإنه يُختتم بأن نيكسون اضطر إلى الاستقالة في 1974، بعد معركة الصحيفة نفسها معه، بشأن تجسّس رجاله، بموافقته، على الحزب الديمقراطي (فضيحة ووترغيت). وهي استقالةٌ لا يستبعد سبيلبيرغ أن يُجبر ترامب على مثلها. و"واشنطن بوست" تواظب، بهمّةٍ نشطة، في التصويب على هذا الرئيس. 

استعادة القديم والعتيق، التاريخي والقريب، اختبارٌ ثقيل لصنّاع الآداب والفنون، ولمنتجي الإبداعات التي تمتح (عذرا لهذا المبلغ من الفصحى) من وقائع معلومة، ومدوّنة، ومشهورة، من الماضي. وكثيرٌ من الإيقاع الأميركي في مطالع السبعينيات حاضرٌ في فيلم سبيلبيرغ هذا. وأكثر منه، ثمّة ما يشدّنا، نحن المشتغلين في الصحافة اليومية، المكتوبة تحديدا، إلى هذا الشريط، ليس فقط أنه عن الكباش المديد والباقي بين الصحافة والسلطة، ولا عن العلاقة العويصة بين الرأسمال مالك المؤسسة الصحافية وهيئة التحرير، وإنما أيضا لأن صالة التحرير ومكاتب الصحافيين تخلو من الحواسيب، ولا إنترنت ييسر العمل، ولا هواتف نقالة بين أيدي العاملين.. الورق الكثير والآلات الكاتبة وتصميم الصفحات اليدوي، وتفاصيل أخرى يعرفها المخضرمون منا. وبعيدا عن هذه النوستالجيا التي يُشيعها "ذا بوست" فينا، نحن أصحاب الكار، فإن أسفا وفيرا يغشانا، لأن الحيوية البديعة في العمل الصحافي، والاندفاعة الشائقة في الدفاع عن حرية النشر وسلطتها أمام أجهزة السلطة ودواليبها، نادرتان في صحافاتٍ عربيةٍ، عتيدةٍ ومستجدّة، ابتذلت نفسها للرثاثة في ذيليّتها، ورداءة سوقيّتها. 

.. حاشية: كل الاحترام والتقدير للأسباب الوجيهة التي أعلنها في لبنان داعون إلى مقاطعة "ذا بوست". لا يليق التبخيس من جهدهم، ولا ازدراء قناعاتهم، الوجيهة في مطارح كثيرة بشأن مُخرج الفيلم.

كاتب وصحفي من الأردن، مواليد 1965. رئيس قسم الرأي في "العربي الجديد".

العربي الجديد اللندنية في

26.01.2018

 
 

سورية ولبنان لأول مرة في المنافسات

«ذا شيب أوف ووتر» يحصل على 13 ترشيحاً لجوائز الأوسكار

غرافيك: محمد داود

نال فيلم الإثارة الخيالي «ذا شيب أوف ووتر» للمخرج جييرمو ديل تورو، 13 ترشيحاً لجوائز الأوسكار الـ90 لهذا العام. ورشح الفيلم - الذي يدور حول امرأة بكماء، تجسد دورها الممثلة سالي هوكينز، تعمل في مختبر حكومي أميركي ناءٍ، وتقع في حب مخلوق وحشي مختبئ هناك - لجوائز أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل ممثلة في دور رئيس لهوكينز، وأفضل سيناريو أصلي.

والأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم، بجانب «ذا شيب أوف ووتر»، هي «دونكيرك» للمخرج كريستوفر نولان، و«داركست أور» للمخرج جو رايت، و«ثري بيلبوردس أوتسايد ايبينج ميسوري» للمخرج مارتن ماكدوناه، و«ليدي بيرد» للمخرجة جريتا جيرويج، و«كول مي باي يور نيم» للمخرج لوكا جواداجنينو، و«جيت أوت» للمخرج جوردان بيليو، و«فانتوم ثريد» للمخرج بول توماس أندرسون، و«ذا بوست» للمخرج ستيفن سبيلبرج.

وصنع مخرجا أفلام من لبنان وسورية التاريخ، عندما أصبح فيلماهما أول عملين على الإطلاق من بلديهما يتم ترشيحهما لجائزة الأوسكار. ورشح فيلم «قضية رقم 23» للمخرج اللبناني زياد دويري، لجائزة أحسن فيلم أجنبي، في حين تم ترشيح فيلم «آخر الرجال في حلب» للمخرج السوري فراس فياض، الذي يركز على عمل متطوعي منظمة «الخوذ البيضاء»، لجائزة أفضل فيلم وثائقي.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

26.01.2018

 
 

13 ترشيحاً لـ«وحش المياه» ولبنان تنافس بـ«قضية 23»

كتب: ريهام جودة

ختاما لموسم الجوائز الكبرى فى هوليوود الذى بدأ مطلع العام، تستقبل مدينة السينما الأمريكية حفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته الـ90 فى 4 مارس المقبل، والذى يبث على الهواء مباشرة على قناة ABC، ويقدمه جيمى كيميل، وتصدر فيلم The Shape of Water-«وحش المياه»- للمخرج المكسيكى جوليرمو ديل تورو الترشيحات كما كان متوقعا بـ13 ترشيحا، فى أغلب الفئات الرئيسية لجوائز الأوسكار كأفضل فيلم والإخراج والتمثيل والسيناريو الأصلى، وجاء فى المرتبة الثانية فى صدارة الترشيحات فيلم Three Billboards Outside Ebbing، Missouri بـ9 ترشيحات، ثم Dunkirk بـ8 ترشيحات، وتتنافس الأفلام الثلاثة على جائزة أفضل فيلم لعام 2018 إلى جانب 6 أفلام هى Call Me by Your Name، وDarkest Hour، وGet Out، وLady Bird، وPhantom Thread،وThe Post.

ويتنافس «جوليرمو ديل تورو» عن فيلمه The Shape of Water- بعد فوزه بجائزة جولدن جلوب مؤخرا - على جائزة أفضل إخراج، مع كل من كريستوفر نولان عن فيلم Dunkirk، وجوردان بييل عن Get Out، وبول توماس أندرسون عن Phantom Thread، وجريتا جروينج عن Lady Bird فى منافسة نسائية نادرة على هذه الجائزة، كخامس امرأة تترشح فى فئة الإخراج. وعلى جائزة أفضل ممثل يتنافس كل من تيموثى تشامليت عن Call Me by Your Name، ودانييل داى لويس عن Phantom Thread، ودانييل كالويا عن Get Out، وجارى أولدمان عن Darkest Hour، ودينزيل واشنطن عن Roman J. Israel، Esq، فى حين تتنافس كل من سالى هوكينز وفرانسيس ماكدورماند ومارجوت روبى وساويرس رونان وميريل ستريب على جائزة أفضل ممثلة عن أفلام The Shape of Water، وThree Billboards Outside Ebbing، Missouri،وITonya،

Robbie،وLady Bird، وThe Post.

وفى فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية تتنافس أفلام A Fantastic Woman (تشيلي)، وThe Insult أو«قضية رقم 23» للمخرج زياد دويرى (لبنان)، وLoveless (روسيا )، وOur Body&Soul (المجر)، وThe Square (السويد).

المصري اليوم في

26.01.2018

 
 

صباح الفن

القضية 23 والأوسكار

إنتصار دردير

تصعيد الفيلم اللبناني »القضية رقم 23» ضمن القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي »غير ناطق بالإنجليزية»، هو إنجاز كبير يحسب لمخرجه زياد دويري وللسينما اللبنانية، فلأول مرة تخوض المنافسة علي أكبر جائزة عالمية، برغم ما لاقاه المخرج من رفض لفيلمه ومنع عرضه في تونس وفلسطين وتوقيفه في بلاده، إذ تظل أزمة قيام دويري بتصوير بعض مشاهد فيلمه السابق »الصدمة» في تل أبيب وما يلاحقه من اتهامات بالتطبيع حاجزاً بينه وبين كثير من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، وبعيداً عن ذلك فإن »القضية 23» جرئ وصادم، ينكأ جراح الماضي المأزوم ويكشف المكنون عن قروح لم تندمل، تفجر المواقف بين بطلي الفيلم وتلقي بظلالها علي المجتمع اللبناني وهو يعيش لحظة انقسام تحيله إلي فريقين لكل منهما دوافعه ومبرراته

لا يتميز الفيلم بجرأة الطرح فقط، وإنما تكمن أيضاً براعة مخرجه في الحفاظ علي إيقاعه اللاهث الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث بشكل يجعل المشاهد لا يغفل لحظة عن أي من لقطاته، ويبرع بشكل كبير في إدارة ممثليه، فيحصل أحد بطليه »الفلسطيني كامل الوزير» علي جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينسيا الماضي الذي شهد أول عروض الفيلم، بينما انفرد بعرضه في مصر مهرجان الجونة السينمائي الذي توج خلال دورته الأولي زياد دويري بجائزة مجلة »فارايتي» الأمريكية كأفضل مخرج عربي.. تتفجر الأحداث من خلال واقعة بسيطة بين شاب لبناني »عادل كرم» ولاجئ فلسطيني »كامل الوزير» حيث يعيش أكثر من نصف مليون فلسطيني في المخيمات، يتصاعد الخلاف إلي قضية رأي عام، فلكل منهما أزمته التي لا تنفصل عن أزمة بلاده، إذ يحمل الفلسطيني كل جراح اللاجئ، ويحمل اللبناني ذكريات الحرب الأهلية، وتتحول القضية إلي محاكمة للمجتمع كله بفعل الإعلام الذي يؤجج من مساحة الخلاف ويصب مزيدا  من الزيت علي النار المشتعلة، برغم ذلك لا يخلو الفيلم من مشاهد جمالية ومواقف إنسانية تحمل كثيراً من المشاعر الإيجابية تجمع بين بطليه ليؤكد أن كل منهما يتقاسم الوجع وأن المصالحة لن تتحقق إلا بالمصارحة.. فهل ينجح الفيلم في اقتناص جائزة أوسكار للسينما العربية ليلة 4 مارس المقبل في ظل منافسة قوية لأربعة أفلام من روسيا والسويد والمجر وتشيلي.  

entsar13@hotmail.com

####

خارج النص

انتصار للسينما

مصطفي حمدي

وصل الفيلم اللبناني »القضية 23» للمخرج زياد دويري إلي القائمة القصيرة النهائية لترشيحات جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، الفيلم واجه علي مدار الأشهر الماضية حربًا إعلامية لم تؤثر علي مسيرته في المهرجانات العالمية والتي بدأت بفوز الممثل الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا. شاهدت الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي، والحقيقة أن زياد دويري الذي قدم من قبل أفلامًا مثيرة للجدل من »هجوم» و »بيروت الغربية» مخرج ينتصر للفن والصنعة والحبكة قبل انتصاره لأفكاره السياسية، وهذا سبب رئيسي في حصول أفلامه علي جوائز عديدة، هذا بغض النظر عن نظرية المؤامرة التي تنسجها بعض الأقلام مفسرة نجاح أفلامه بكونه منحازًا للتطبيع، وهي تهمة تحتاج مساحات طويلة من الكتابة والتحليل في حالة زياد ولا مجال هنا لنفيها أو تأكيدها.

يستحق »القضية23» ما وصل إليه لأسباب عديدة أهمها بالنسبة لي أنك ستجلس لمدة ساعتين أمام فيلم في حالة انتباه واستمتاع وتفاعل مع أحداثه المتصاعدة بحرفية شديدة في التقاط التفاصيل الانسانية، متعة تبدأ بمتابعة صراع قائم علي أسباب سياسية مايلبث أن يتحول لقضية انسانية كل طرف فيها منحاز لقناعاته لنكتشف أن كلا الطرفين ضحايا ومذنبون أيضًا.

تُصنع الأفلام لأسباب عديدة منها المكاشفة، وبالطبع المتعة، والأكيد تقديم رؤية الفنان للحقيقة، وكلها كانت حاضرة في فيلم دويري الذي وصل بالسينما اللبنانية لأعلي سقف بعد أن احتجزت السلطات اللبنانية صاحبه وسحبت منه جواز سفره ومنعته من دخول وطنه!

أخبار اليوم المصرية في

26.01.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)