كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«القضية 23» ينتظر مصيره بقائمة الأوسكار النهائية.. وينافس 8 أعمال مدهشة على خطف الجائزة

كتب - خالد محمود

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2018)

   
 
 
 
 

الفيلم اللبنانى يحفظ ماء الوجه للسينما العربية ويطرح قصة وطن وكرامة وعدالة تاهت فى زمن الحرب

تحفة «روح وجسد» فى مواجهة فيلمى «بلا حب» و«المربع».. وجنوب أفريقيا والسنغال فى الصورة بقصة كفاح

• «فوكستروت» الإسرائيلى يبرز الوضع السريالى لمهام الجنود على حواجز الضفة

منافسة قوية تشهدها الجائزة الأهم سينمائيا فى العالم «الأوسكار» بين تسعة أفلام هى بحق من أجمل الأعمال المدهشة والرائعة فنيا التى طرحتها شاشة السينما العالمية خلال العام، يحلم صانعوها بالتتويج بأوسكار أفضل فيلم اجنبى، بعدما كشفت الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما ــ المنظمة للجائزة ــ عن الأفلام التسعة المرشحة فى القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، التى ترشح لها 92 فيلمًا هذا العام، ويتم الكشف عن قائمة المرشحين النهائيين الخمسة 23 يناير الجارى، والذى يترقبه الجميع للاقتراب من الحلم، بينما يقام الاحتفال الكبير يوم 4 مارس.

المفاجأة التى استقبلها السينمائيون العرب بترحاب كبير هى وجود الفيلم اللبنانى «قضية رقم 23» أو «الإهانة»، كما يطلق عليه فى الغرب، للمخرج اللبنانى الفرنسى زياد دويرى فى القائمة لأول مرة، بينما خرج من المنافسة الفيلم المصرى «الشيخ جاكسون» للمخرج عمرو سلامة، وهو ما كان متوقعا وسط هذا الزخم من الأفلام ذات الثقل الفنى.

فيلم «قضية رقم 23» الممثل الوحيد للسينما العربية، والحفاظ على ماء وجهها، يسلط الضوء على خلاف بين طونى (عادل كرم)، المسيحى المتطرف، وياسر (كامل الباشا)، اللاجئ الفلسطينى، المسلم المقيم فى احد مخيمات لبنان. ويتحول الخلاف الصغير بين الرجلين إلى مواجهة كبيرة فى المحكمة تتطور إلى قضية وطنية تفتح ملفات الحرب الاهلية المثيرة للجدل بلغة سينمائية جميلة ومتماسكة.

المخرج زياد دويرى الفائز بجائزة افضل مخرج عربى بمهرجان الجونة السينمائى قال إن «القضية ٢٣» يروى قصة بلد هو لبنان، قصة يمكن ان تشكل نموذجا يحتذى لمصالحة لم تتم بين الأطياف المختلفة فى البلد الصغير، على الرغم من مرور اكثر من 25 عاما على انتهاء الحرب فيه.

وأضاف دويرى عن فيلمه الذى حاز بطله الممثل الفلسطينى كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل فى مهرجان فينيسيا السينمائى انه قصة كرامة والبحث عن العدالة.

فى فيلمه دخل دويرى قدر الإمكان فى التاريخ ولكن دون مبالغة أراد أن يثبت أن «ما من فئة (فى حرب لبنان 1975ــ1990) يمكنها أن تقول عن نفسها إنّها كانت وحدها مضطهدة، وما من فئة يمكنها أن تقول إنها وحدها جُرحت، فثمة فئة أخرى لها الحق أن تقول أيضا إنها دفعت دما خلال الحرب.

الفيلم الثانى الذى ينافس بقوة على الجائزة هو السويدى الرائع «المربع» والذى حصد السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائى فى دورته الـ70 ومن إخراج روبن أوستلُند وبطولة كلايس بانج، ودومينيك وست. تدور الأحداث بشكل أساسى حول مدير متحف بصدد إقامة معرض جديد تحت اسم «المربع»، لكنه يواجه عددًا من المواقف الصعبة والمتاعب، التى تؤثر بشكل سلبى على حياته الشخصية والمهنية أيضًا، يتطرق الفيلم إلى فكرة الصدام بين المجتمعات المتحضرة والبدائية، ويطرح مجموعة من القضايا العصرية بأسلوب ساخر وذكى.

وضمت القائمة أيضا الفيلم التشيلى «A Fantastic Woman» أو «امرأة رائعة»، من إخراج التشيلى سيباستيان ليليو، والحاصل على جائزة الدب الفضى كأفضل سيناريو بمهرجان برلين السينمائى.

الفيلم ينتصر لحقوق المتحولين جنسيا، وهو صرخة فى وجه التمييز ضدهم، فهو عن امرأة تضج أنوثة وهى حقا قوية شجاعة. تلك البطلة التى سمى الفيلم باسمها هى مارينا «دانيلا فيغا»، وهى متحولة جنسيا، وتحب أورليانو «فرانسيسكو رييس»، ذلك الرجـل الذى يكبرها بأعوام كثيرة. تحبه بصـدق ودون هدف سوى أنها تحبه. يتوفى فجأة، فيعرى موته كل التحامل داخل المجتمع للمتحولين جنسيا، ولهذا النوع الذى يعتبرونه شاذا عن الطبيعى والذى يرونه مسخا.

هى امرأة لا يعترف أحد بأنوثتها، وبشر لا يعترف أحد بهويته، ولكنها دوما صامدة قوية متحدية مجابهة. تبكى أحيانا ولكنها لا تسقط ولا تنهزم، ولا تبادل الشر والكره بمثلهما. تواجه ما تواجهه من عداءات أسرة أورليانو بقوة دون أن تنكسر. تواجه المجتمع بفخر وكرامة كمتحولة جنسيا واثقة فى نفسها تماما. سيناريو الفيلم محكم للغاية ولا ينزلق قط إلى الميلودراما. أداء مقتدر من دانيلا فيغا، أداء صادق يدخل القلب فى فيلم بالغ الدفء.

الفيلم الثالث هو للمخرج فاتح أكين «فى التلاشى» أو «In the Fade» والذى يمثل ألمانيا فى المنافسة وحصلت بطلته النجمة ديان كروجر على جائزة أفضل ممثلة بمهرجان كان السينمائى.

وفى الفيلم نرى فجأة، وبشكل غير مُتوقع، انهيار حياة «كاتيا» عندما يُقتل زوجها «نورى» وابنها الصغير «روكو»، إثر انفجار قنبلة. حاول أصدقاؤها وأفراد عائلتها أن يمدوها بالدعم الذى تحتاجه، وتحاول «كاتيا» أن تتماسك بطريقة أو بأخرى خلال الجنازة. لكن البحث الممل والبطيء عن مرتكبى الحادث، وكشف الأسباب والدوافع خلف هذا القتل الذى بلا معنى، صَعَّب من الأحزان على «كاتيا»، وفتح الجروح والشكوك. يُمثل «دانيلو» ــ المحامى وصديق «نورى» المقر بـ«كاتيا» فى المحاكمة النهائية ضد اثنين من المُشتبه فيهم: شابان ينتميان إلى جماعة النازيين الجدد. تدفع المحاكمة «كاتيا» إلى الهاوية، ولكن ببساطة لا يوجد خيار آخر أمامها، فهى تريد العدالة.

الفيلم الرابع هو المجرى «جسد وروح» «On Body and Soul» للمخرجة المدهشة الديكو انيدى وبطولة جيزا مورسانى وألكسندرا بوربيلي، وحصل الفيلم على جائزة الدب الذهبى فى مهرجان برلين وجائزة الفيلم الأوروبى لأفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو. ويتناول قصة حب بين رجل معاق وكبير فى السن وامرأة لديها متلازمة اسبرجر، وكيف يمكن للأحلام أن تشعل نيران الصداقة.

واستطاع الفيلم الشاعرى الروسى «Loveless» «بلا حب»، للمخرج أندرى زفياجينتسيف، دخول القائمة بعد حصوله على جائزة النقاد بمهرجان كان السينمائى وجائزة أفضل فيلم فى مهرجان لندن السينمائى الـ61، وهو يسرد عاطفة فياضة، ورغم أنه يركز على قصة عائلة واحدة فى روسيا، شعرت بأنه تراجيديا عامة، فالمخرج رفع قصة شخصية إلى تعبير سياسى واجتماعى، وهى تعليق عن وضعنا النفسى والسياسى المعاصرّ. ويحكى الفيلم قصة طفل يختفى بعد أن هرب من بيت والديه، اللذين يتشاجران بدون توقف ولا يعيرانه اهتماما. ورغم عدائهم لبعضهما البعض، يتّحد الوالدان فى البحث عنه ويساعدهما فريق متطوعين بعد تخاذل الشرطة التى لا تملك الميزانية للبحث عن المفقودين. ومن خلال قصة هذه العائلة البائسة يخوض زفياغينتسيف فى الفساد الذى أصاب الشعب الروسى ومؤسساته منذ انهيار النظام الشيوعى.

ومن السنغال جاء فيلم «Félicité» للمخرج ألين جوميس الذى حصل على عدة جوائز من قبل من مهرجانات شيكاجو وسيدنى وإسطنبول، وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان برلين السينمائى الدولى، وقد عرض الفيلم بمهرجان الجونة السينمائى، ويصور الفيلم سعى أم لجمع مال يكفى لإجراء جراحة عاجلة لابنها الذى أصيب إصابة بالغة فى حادث سير. «فيليستيه» امرأة حرة وفخورة تعمل ليلا كمغنية فى احدى حانات مدينة كينشاسا. حياتها تنقلب رأسا على عقب عندما يتعرض ابنها صاحب الأربعة عشر ربيعا لحادث سير. ولكى تنقذه وتدفع أجور عمليته، تدخل فيليستيه فى نزاع مرير من أجل تأمين المال فتطرق أبواب المدينة الصاخبة.

كما اختير الفيلم الجنوب إفريقى «The Wound» بالقائمة، والذى حصل على أكثر من 17 جائزة خلال مشواره فى العديد من المهرجانات.

وكذلك يوجد أيضا الفيلم الإسرائيلى «فوكستروت»، الذى يروى قصة عائلة لجندى فى جيش الدفاع يخدم فى احد الحواجز فى الضفة الغربية، ويبرز الوضع السريالى وغير الطبيعى لمهام الجنود على الحواجز. وقد أثار الفيلم انتقادات من جهة أوساط اليمين ومن بعض الوزراء بسبب مشهد فيه يقوم فيه الجنود بقتل ركاب سيارة فلسطينيين.

وستُعرض الأفلام التسعة المختارة على لجان متخصّصة فى نيويورك ولوس أنجلوس ولندن، لتختار خمسة منها تتنافس على الجائزة، وسيتم الإعلان عن لائحة الترشيحات النهائية فى 23 يناير 2018، ويقام الحفل التسعون لتوزيع جوائز «أوسكار» فى 4 مارس 2018 بهوليوود​.

الشروق المصرية في

14.01.2018

 
 

«ذا بوست» يفتح ملف الصحافة والسينما من جديد

بعضهم في خطر وآخرون مصدر الخطر

لوس أنجليس: محمد رُضـا

على ضوء ما يثيره فيلم ستيفن سبيلبرغ الجديد «ذا بوست» من قضايا لها علاقة بحرية الصحافة الأميركية وسعيها الدؤوب لكشف الحقيقة ما يضعها أمام فوهة البيت الأبيض باعتبار أنّ كل الحقائق ليست صالحة للكشف وأنّ الإعلام والسياسة يلعبان دورين متناقضين خدمة لغايات مختلفة، على ضوء كل هذا يمكن النظر إلى تاريخ حافل بالأفلام التي تناولت جوانب العلاقة بين الصحافة وبين النظم المختلفة، دينية واجتماعية وسياسية.

«ذا بوست» يعود إلى ما عرف بـ«أوراق البنتاغون» التي حصلت عليها صحيفة «ذا واشنطن بوست» ونشرتها في يونيو (حزيران) 1971 متجاهلة تحذير المسؤولين الرسميين والبيت الأبيض في سبيل حق المواطن في المعرفة.

إنها أوراق تكشف عن إشراف وزير الدفاع الأميركي آنذاك، روبرت مكنمارا، على تقرير سري يكشف عن كيف سبق للولايات المتحدة أن تدخلت في فيتنام منذ الخمسينات (أيام الرئيس ترومان) وكيف خدع البيت الأبيض الأميركيين في أواخر الستينات ومطلع السبعينات بالتأكيد على أنّ الحرب هناك تسير وفق النجاح المخطط له بينما كانت في الواقع تتحول إلى فخ كبير للجيش الأميركي.

ما استرعى انتباه سبيلبرغ هو أنّ السيناريو الذي وضعته ليز هانا لا يتميز بدقته الحرفية فقط، بل إنّه يخلق وضعاً يشابه الوضع القائم الآن بين الإعلام والبيت الأبيض. بين الصحافة المكتوبة والمرئية وبين الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحديداً. لأجله، أزاح المخرج كل التزاماته الأخرى (أربعة أفلام أحدها من إخراجه أيضاً والثلاثة الأخرى من إنتاجه) وخصّص العام الماضي بأسره لإنجاز هذا الفيلم الذي ربما تدور أحداثه في السبعينات، لكنّ معانيه ماثلة في هذا النصف الثاني من العقد الثاني من القرن الحالي.

صحافيان متناقضان

هوليوود دخلت الصراع الطويل بين الجانبين حيناً وأتت بمنظومتها من الأفلام التي تدور حول الصحافة والصحافيين حينا آخر. «ذا بوست» نفسه يبدو كما لو كان رديفاً سينمائياً لفيلم مبهر في أجوائه عنوانه «كل رجال الرئيس» (All the President's Men) الذي أخرجه ألان ج. باكولا سنة 1976 حول الصحافيين بوب وودارد (قام به زوبرت ردفورد) وكارل برنستين (دستين هوفمان) اللذين حملا شعلة كشف فضيحة وورترغيت عندما نشر معلوماتهما حولها في صحيفة «واشنطن بوست» أيضاً.

ذلك الفيلم مناسب كذلك لأيامنا هذه من حيث إن الصراع الدائر فيه كان محاولة الرئيس نيكسون التغطية على ما تسرب من معلومات حول تجسّسه على سياسيين آخرين وملاحقة أعضاء منظمات حقوق ويساريين. حال انكشاف الفضيحة نفى البيت الأبيض وجود أي علاقة بينه وبين ما جاء فيها، وكرّر نفيه عندما شكّل الكونغرس لجنة مستقلة للتحقيق في نشاطات الرئيس وأعوانه.

كل هذا انتهى إلى فيلم يعيبه كثرة الحوار فيه، لكنّ مستوى النقاش الذي يطرحه وتعامله النوعي مع النص ثم إحاطته بتلك المعالجة التشويقية - اللغزية التي تتسلل إليه رغم اعتماد سيناريو ويليام غولدمان المكثف على الحوار، جعلت منه العمل الذي استحق المكانة الكلاسيكية التي نالها.

المخرج باكولا كان أحد أبرز سينمائيي تلك الفترة ووقف وراء عدة أعمال رائعة من بينها «كلوت» (1971) و«اختيار صوفي» (1982). لكنّه حقق فيلماً آخر عن الصحافة عامين قبل «كل رجال الرئيس» عنوانه «المنظر الموازي» (The Parallax View). وعلى عكس «كل رجال الرئيس» استندت الأحداث إلى حكاية خيالية، لكنّها تنتمي إلى سينما الدسائس وأفلام نظريات المؤامرة التي طفحت في ذلك الحين.

الشخصية الرئيسية هنا هي شاب اسمه جوزيف فرادي (وورن بيتي) يعمل في صحيفة صغيرة يحمله الطموح وحب التحدي للبحث عن حادثة اغتيال وقع ضحيتها أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ليكتشف خططاً موضوعة من قِـبل حكومة سرية في الظل تعمل على إخماد المعارضين والقضاة المناوئين. مع تقدّمه في البحث يضيق الخناق على الصحافي ليجد نفسه في النهاية معرضاً للاغتيال المحبوك جيداً بدوره.

كان ديرك دوغلاس لعب دور الصحافي الصغير العامل في صحيفة محلية عندما مثل «فارس في الحفرة» (Ace in the Hole) سنة 1952. لكن التباين واضح والأهداف مختلفة بين الصحافيين. ففي «المنظر المتوازي» صحافي صادق في مواقفه وباحث أمين عن الحقيقة المغلفة، أمّا شخصية الصحافي في «فارس في الحفرة» فهي شخصية رجل سكير طرد من صحف مهمّـة وانتهى به الحال إلى صحيفة محلية صغيرة في ولاية نيومكسيكو. فجأة تتاح له فرصة طي الماضي بأسره وتحقيق نصر صحافي عندما يتناهى إليه نبأ سقوط رجل اسمه ليو (رشارد بندكت) في حفرة داخل كهف عميق بينما كان يجمع بعض الأيقونات الهندية لبيعها في محله. ينطلق تشارلي لاستحواذ هذه الفرصة التي لم يسبقه إليها أحد. طموحه هو كتابة تحقيق عن الحادثة يعيد إليه مجده حتى ولو أدّى به الأمر إلى عرقلة مساعي الإنقاذ السريعة لكي يُتاح له الاستفادة أكثر من مأساة ذلك العالق في الحفرة. سعي تشارلز لتحقيق ذلك يشمل نيل موافقة «شريف» البلدة لكي يؤخر عملية الإغاثة لأسبوع واحد مقابل تلميع صورته إعلامياً وإقناع زوجة ليو (جان سترلينغ) بتمثيل دور المتعاطفة التي تذر الدموع على مأساة زوجها. ليو يموت في النهاية وموته يوقظ الضمير النائم داخل تشارلز وذلك في فعل توازن يقوم على الفرضية وحدها.

مواجهة حتمية

المخرج بيلي وايلدر هو من قام سنة 1974 بتحقيق فيلم كوميدي عن عمل الصحافيين عنوانه «الصفحة الأولى» (The Front Page) مع وولتر ماثاو وجاك ليمون. في واقع الأمر الفيلم مأخوذ عن مسرحية لبن هكت حققها فيلماً لويس مايلستون سنة 1931 حول صحافي على أهبة الانطلاق مع عروسه لقضاء شهر العسل عندما يكتشف هروب رجل محكوم عليه بالموت من معتقله. واجبه الصحافي هو نقل الخبر لكنّ الصحافي لم يكن يعلم أنّ رئيس التحرير الذي أثارته الحادثة سيلغي إجازته ليطلب منه متابعة القضية حتى نهايتها.

نسخة بيلي وايلدر تختلف في أنّ وميضها الفكاهي أفضل ومع ليمون وماثاو، الممثلين الكوميديين اللذين لم يفشلا مرّة في أي من أفلاهما المشتركة (باستثناء فيلم واحد كان آخر ما مثلاه معا وعنوانه Buddy Buddy وأخرجه، أيضاً، وايلدر وذلك سنة 1981)، ما زال مشاهدو اليوم يستطيعون الحصول على وقت ممتع متابعين موضوع ملؤه لعبة شد حبل بين الصحافي ورئيسه.

الكوميديا كانت أيضاً سيدة الموقف في فيلم «فتاته فرايداي» (1940) حول رئيس تحرير آخر (رالف بيلامي) يجهد في سبيل التدخل لعدم إتمام خطة محرره وولتر (كاري غرانت) الزواج ممن يحب (روزيلاند راسل) حتى لا يخسره هو.

وكان كلارك غايبل قد لعب دور الصحافي سنة 1934 في فيلم كوميدي آخر عنوانه «حدث ذات ليلة» It Happened One Night حول صحافي يبحث عن «خبطة» تنقذه من شفير الإفلاس عندما يلتقي بالمرأة الثرية الهاربة التي أثارت الرأي العام باختفائها.

على أن ألفرد هيتشكوك نقل الصحافي من مناسبة لإطلاق الضحكات والدخول في مفارقات كوميدية - عاطفية، إلى نطاق المغامرة في أرض محفوفة بالخطر عندما أخرج سنة 1940 «مراسل أجنبي». هنا الأميركي جون جونز (جووَل ماكري) يكتشف خطة نازية بينما كان في زيارة عمل للندن فتحاك ضده تهمة قتل هو بريء منها وللبرهنة على براءته عليه أن يصطاد العصابة النازية التي ورطته.

الصحافي في مثل هذه المعضلات له تاريخ منفصل وطويل. ها هو الألماني برونو غانز يحاول سبر غور ما يحدث في لبنان خلال الحرب الأهلية في فيلم فولكر شلندورف «دائرة الخداع» (1981). المشهد المجسد لفقدانه خط حياته في حرب مدمّـرة لم يكن العالم الحديث شهد مثلها من قبل وهو يسير على غير هدى وسط حطامات بيروت. تلك التي كانت، بدورها، مسرح أفلام أكشن عابرة في الستينات.

إنه في العام 1960 تحديداً خاض المخرج الإيطالي الكبير فديريكو فيلليني الموضوع الصحافي من زاوية تختلف عن كل فيلم ورد هنا أو لم يرد. بطله مارشيللو (مارشيللو ماستروياني) غير واثق من أنّه ما زال صحافياً نظيفاً. ربما لم يكن أساساً ذلك الكاتب اللامع بل مجرد مستحوذ فرص قيضت له اهتماماته الاجتماعية التعرف على نساء المجتمع وتلميعهن وتلميع مهنته في الوقت نفسه.

حين تشتد أزمة إعادة اكتشاف نفسه يلجأ إلى شاطئ البحر بحثاً عن إلهام لحياة جديدة. الصحافي وحده هو من يعرف مثل هذه الأزمات فعلاً.

الشرق الأوسط في

14.01.2018

 
 

لبنان يمنع عرض فيلم The Post لستيفن سبيلبرغ

عمر قصقص

منع الأمن العام اللبناني عرض فيلم The Post للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ في الصالات، الذي كان يتوقع أن يبدأ عرضه هذا الأسبوع في بيروت.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن لجنة الرقابة في الأمن العام منعت عرض فيلم The Post لسببين، أولهما أن الفيلم موجود على القائمة السوداء للجنة "المقاطعة العربية لإسرائيل" التابعة لجامعة الدول العربية، وضرورة أن يدقق أي فيلم في اللجنة بحسب الاتفاقيات بين لبنان والجامعة العربية.

وأشارت المصادر إلى أن "السبب الثاني هو أن عائدات الفيلم ستذهب بعضهالدعم إسرائيل، وقد سبق لسبيلبرغ أن دعم إسرائيل بمبالغ مالية ضخمة خلال حربها على لبنان في تموز/ يوليو 2006".

الجدير ذكره أنه على مدار 3 سنوات، جرى عرض نحو 5 أفلام للمخرج سبيلبرغ في لبنان، من بينها فيلم "The BFG" و"Bridge Of Spies"، بحسب موقع "هوليوود ريبورتر" الأميركي.

وقد أشار موقع "هوليوود ريبورتر" الأميركي، في مقال، إلى أن لبنان منع عرض فيلم The Post، لأن سبيلبرغ قام بإخراج فيلم عن اليهود باسم "Schindler's List"، وتضمن بعض المشاهد عن مدينة القدس المحتلة.

وكان لبنان قد منع عرض فيلم "Wonder Woman" لبطلته الإسرائيلية غال غادوت، في أيار/مايو الماضي، قبل ساعات من طرحه.

العربي الجديد اللندنية في

15.01.2018

 
 

خالد إبراهيم يكتب:

8 ملاحظات على تحفة سينمائية باسم darkest hour

لم أستطع مقاومة تلك الرغبة فى مشاهدة فيلم darkest hour فى نفس اليوم الذى طرح به بالسينمات المصرية، وهو الفيلم الذى يحكى عن تولى ونستون تشرشل فى أصعب أوقات المملكة فى الحرب العالمية الثانية، وقرب هزيمتها على يد النازى ادولف هتلر.

منذ الوقت الذى شاهدت فيه تريللر الفيلم أبهرنى أداء النجم المخضرم جارى أولدمان الذى يجسد شخصية تشرشل بجانب الأجواء العامة للفيلم التى حمستنى لمشاهدته سريعا، وأخيرا لأعرف مدى قربه من فيلمdunkrik لكريستوفر نولان الذى يتحدث أيضا عن قصة إخلاء شواطئ "دنكريك" ووصفت بأنها معجزة حربية، والحقيقة أن الفيلم أعطانى صورة كاملة عن كواليس هذا الإخلاء التاريخى ولكن من الناحية السياسية، عكس  dunkrik الذى اهتم بالتفاصيل الانسانية للجنود الانجليز أثناء الحصار.. ولا أعلم هى مصادفة أن تنتج هوليود فيلمين عن إخلاء شواطئ "دنكريك" ولكن من وجهتى نظر مختلفتين .. وربما تكمل كلتاهما الأخرى .

وفى السطور التالية محاولة لرصد أبرز ملاحظات على الفيلم الذى حصد جائزة أفضل ممثل فى جوائز "جولدن جلوب" مؤخرا .

1.  ليس من قبيل المصادفة أن يحصل الممثل جارى أولدمان على جائزة أفضل ممثل فى "جولدن جلوب" عن هذا الفيلم، فالرجل بحق يستحق حتى أن يحصل على "الأوسكار" بفضل هذا الأداء المركب الصعب وفى نفس الوقت التلقائى، أشعر أن أولدمان لم يصل إلى هذا المستوى من تجسيد الشخصية بالسهولة والسلاسة التى ظهرت على الشاشة، فالطلة الأولى لجارى أولدمان تركت انطباعا بأن هذا الشخص إما أن يكون مختل أو شخصية كارتونية وأحيانا "داهية" بجانب حماسة الشباب التى تملأه رغم اقترابه فى هذا السن من الـ 70 ، فأولدمان أمسك بكافة تفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، فطريقة التدخين والسير وحتى التفكير جميعها تُدرس فنيا

2.   كيف يمكن أن تجعل من خطوات شخص جزءا من الموسيقى التصويرية؟ .. ظل هذا السؤال يراودنى أثناء مشاهدة العمل، وتحديدا فى مشهد سير تشرشل فى طرقة القصر لدخول مكتب الملك .. فلا تدرى هل هذه خطوات قدمه أم دقات قلبه، ولكن الجميل أنها وظفت كجزء من الموسيقى التصويرية التى وضعها داريو ماريانلى الحائزة على أوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم Atonement 2007 ، والمرشح لنفس الجائزة 3 مرات من قبل ، فدخول الموسيقى على المشاهد الصامتة كان كفيلا بوضع المشهد داخل الأجواء .

3.   تضمن الفيلم عددا لا بأس به من مشاهد الـ "ماستر سين" ولكن أبرزهم على الاطلاق كانت مشاهد الخطب العصماء لهذا الزعيم، حيث وقف أمام البرلمان مرتين، وجلس أمام الميكرفون مرة، وجميعها كانت مشاهد مؤثرة تعتمد على الحماسة ورفع الروح المعنوية والاصرار على أن هذا الشعب لا يمكن له النجاة إلا بالحرب لا بالمفاوضات المعتمدة على "الرضوخ"، ومع تربص الساسة المخضرمين  الجانحين للمفاوضات تصبح الخطب أكثر حماسية وهو ما انعكس فنيا على العمل .

4.   حينما كاد تشرشل أن يرضخ لضغط الساسة باللجوء إلى المفاوضات، يغامر تشرشل كعادته ويهرب من سائق سيارته ويستقل القطار الذى خاف دائما من ركوبه، فيٌصدم الركاب، ولكنه بروح الفكاهة والتواضع يفتح معهم حديثا حول الروح المعنوية، وهل يقبلون بالمفاوضات أم الحرب، ليكون هذا المشهد "تروميتر" وإجابة قاطعة عن سؤاله "هل أسير فى الطريق الصحيح"

5.   بصمات المخرج المميز جو رايت كانت واضحة ودون "فزلكة" فكان هناك بعض العلامات الإخراجية المضيئة مثل المشهد الأول داخل البرلمان الأنجليزى، وكيف تلقى المعارضة باللوم والتهم على رئيس الوزراء تشامبرلين على هذا الاخفاق فى الحرب وتقدم ألمانيا، وهنا جاء استخدام الاضاءة الخافتة شديد الذكاء لإضفاء أجواء من الاثارة والغموض، كذلك الاحترافية فى تصوير مشاهد الشد والجذب فى غرفة عمليات الحرب والخرائط .

6.   إذا كان الفيلم يتحدث عن الحرب العالمية الثانية، فمن الممكن أن يترك ذلك انطباعا عن الكثيرين أننا بصدد عمل "حربي" أو مثلا "سيرة ذاتية" عن تشرشل، ولكن حقيقة الأمر أن الفيلم ليس هذا ولا ذاك، فالعمل يرصد بالتاريخ والتوثيق كواليس عملية اخلاء دانكريك سياسيا وصراعات الفوز برئاسة الحكومة الانجليزية، ودهاء رئيس وزراء جاء لإرضاء المعارضة الغاضبة فبقى هو وانتصر وأزاح أعداءه .

7.   اختيار جو رايت لمشهد النهاية جاء موفقا للغاية، حيث جعل تشرشل يعلن استمرار الحرب ويرفض المفاوضات ألهبت حماسة المؤديين والمعارضين، ومن قبلهما الشعب والملك .

8.   لا يمكن أن نتحدث عن عمل شبه متكامل مثل DARKEST HOUR دون الحديث عن "المكياج" جارى أولدمان الاستثنائى الذى رسم به ملامح شخصية تشرشل، وبدانته وتغير ملامح وجه أولدمان تماما.

اليوم السابع المصرية في

15.01.2018

 
 

متحدث باسم شركة إنتاج "The Post": لا يمكن التعليق على منع العرض لأننا لم نبلغ رسميا

كتبت : رانيا علوى

حظر فيلم " The Post " لنجمة الأوسكار ميريل ستريب والنجم توم هانكس من العرض في لبنان ، و جاء هذا القرار لعلاقات مخرج العمل ستيفين سبيلبيرج بإسرائيل ، و جاءت الفكرة وفقا لقرار الجامعة العربية بمقاطعة إسرائيل .

قال متحدث باسم شركة " Amblin Entertainment " المنتجة للفيلم: "لا يمكن التعليق لأن الشركة لم تبلغ رسميا من قبل الموزع اللبناني بأن هناك رفضا لعرض العمل وأنه رفض من قبل الرقابة "، وذلك عن موقع " جاسد جيرد " .

في حين نشر موقع " hollywoodreporter " أن الفيلم عرض على مجلس الرقابة اللبناني الذي قام بإرساله إلى قائمة المقاطعة  التي تضم سبيلبرج بسبب فيلمه " Schindler's List " الذي عرض عام 1993 و تم تصوير عدد من مشاهدة في القدس .

والفيلم ينتمى لفئة الدراما والسيرة الذاتية، ومن إنتاج شركة الإنتاج الأمريكية تونتيث سينتشورى فوكس، وتأليف الثنائى جوش سنجر وليز هانا، وإخراج ستيفن سبيلبرج، ويشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم أبرزهم، ميريل ستريب، توم هانكس، أليسون برى، كارى كوون، مايكل ستولبيرج، برادلى ويتفورد.

قصة الفيلم تدور فى إطار درامى وفقاً لأحداث حقيقية، تتناول عملية التستر على الفساد والتى دامت فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة رئاسة 4 رؤساء، وبسببها تقوم أول ناشرة صحف فى البلدة بالتعاون مع محرر متمكن من عمله بالتحالف فى معركة غير مسبوقة بين الصحافة والحكومة.

####

شورتات الأوسكار يقيم عرضه الرابع بحضور شباب الفنانين فى سينما الزمالك

كتب عمرو صحصاح

أقيم مساء أمس الاثنين في سينما الزمالك عرض شورتات الأوسكار والذي شهد نجاحاً جماهيرياً بحضور عدد من النجوم الشابة مثل أحمد مالك وكريم قاسم ومحمد حاتم وعمرو عابد وأحمد رفعت ويارا جبران إلى جانب عدد كبير من جمهور السينما.

ورفع نجاح برنامج شورتات الأوسكار ، لافتة كامل العدد في المرات السابقة، ما ترتب عليه قرار الشركة المنظمة للحدث بإعادة إطلاقه للمرة الرابعة، حيث ضم البرنامج الأخير 5 أفلام نالت أو ترشحت لجوائز الأوسكار وهى "السلام عليك يا مريم"، للمخرج باسل خليل و"عيني" للمخرج أحمد صالح ( وقد حصل على جائزة أفضل فيلم تحريك قصير ضمن جوائز أوسكار الطلبة) وNOCTURNE IN BLACK لـ جيمي كيروز (القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير) والجفت، الواوي، الذئب والصبي لـ وليد مونّس (القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير) وبهية ومحمود للمخرج زيد أبوحمدان (القائمة المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير).

ومن المقرر أن تطلق الشركة المنظمة برنامجها الثاني شورتات النجوم في سينما الزمالك ، الأحد المقبل، وهو البرنامج الأول من نوعه في العالم العربي، ويضم 4 أفلام من بطولة النجوم التونسية هند صبري، الفلسطينيان أشرف برهوم وعلي سليمان، اللبنانيان جوليان فرحان ويمني مروان والجزائرية عديلة بنديمراد، وقد نالت هذه الأفلام العديد من الجوائز خلال مشاركتها في المهرجانات الدولية.

اليوم السابع المصرية في

16.01.2018

 
 

نجمات هوليوود يـُحاربن «التحرش» في الـ»جولدن جلوب«

ارتدين فساتين سوداء في النسخة 75

تحولت السجادة الحمراء في ليلة توزيع جوائز الـ"جولدن جلوب" في دورته 75 إلي ليلة سوداء، عندما توحد اللون الأسود علي أجساد نجمات هوليوود، والذي هيمن علي الليلة.

كان الأسود بادرة من النجمات لإظهار تضامنهن مع ضحايا التحرش الجنسي داخل وخارج صناعة السينما، حيث اتهم أكثر من 30 رجلا منهم الممثل كيفن سبيسي بالسلوك الجنسي المشين كما وجهت أكثر من 70 امرأة مزاعم ضد المنتج والمخرج السينمائي هارفي وينستين.

وامتدت قائمة المتهمين بالسلوك الجنسي غير اللائق لتشمل أسماء كبيرة مثل النجم داستن هوفمان والفنان الكوميدي لوي سي.كيه والممثل جيفري تامبور وعشرات المشاهير والساسة ورجال الأعمال، ونفي واينستين ممارسة الجنس مع أي امرأة دون رضاها. واعتذر سبيسي لشخص ممن اتهموه بالتحرش لكن صدر قرار باستبعاده من المشاركة من أحد الأفلام التي تصور حاليا كما استبعد من دوره في الجزء الجديد من المسلسل التليفزيوني (منزل كاردز).

عموما في هذه الليلة استضافت لوس أنجلوس حفل توزيع جوائز جولدن جلوب الـ 75 في مجال السينما والتليفزيون الذي حصد فيه فيلم "ثلاث لوحات إعلانية خارج حدود إيبنج، ميسوري" جائزة أفضل فيلم درامي، واختار أعضاء جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود، عبر تصويت سري، الفائزين في جوائز الـ جولدن جلوب في حفل توزيع جوائز الدورة 75، شملت الجوائز أكثر من 20 فئة للأعمال الفنية السينمائية والتليفزيونية، في حفل قدمه الكوميدي سيث مايرز وخيمت عليه أجواء الفضائح الجنسية التي هزت هوليوود في الفترة الأخيرة من العام المنصرم

وفاز فيلم "ثلاث لوحات إعلانية خارج حدود إيبنج، ميسوري" بجائزة أفضل فيلم درامي، كما حصدت ممثلته فرانسيس ماكدوماند جائزة لأفضل ممثلة، وحصل الفيلم ذاته علي جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثل مساعد، والتي كانت من نصيب الممثل سام روكويل. يتحدث الفيلم عن امرأة شابة تستخدم اللافتات الإعلانية لإدانة الشرطة المحلية التي أخفقت في الكشف عن المجرم الذي اغتصب وقتل ابنتها.

ونال فيلم "ليدي بيرد" الذي يتحدث عن علاقة طالبة ثانوية مع والدتها، جائزة أفضل فيلم في فئة (الفيلم الكوميدي أو الاستعراضي) وهو الفيلم الأول للمخرجة جريتا جيرويج. وحصلت بطلة الفيلم سيرشا رونان علي جائزة أفضل ممثلة في هذه الفئة أيضا. كما حصد الممثل جيمس فرانكو جائزة أفضل ممثل عن نفس الفئة عن دوره في فيلم "الفنان الكارثة".

أما الفنان جاري أولدمان فنال جائزة أفضل ممثل عن دوره (وينستون تشرشل) رئيس وزراء بريطانيا السابق في فيلم "الساعة الأشد ظلمة".

فيما كانت جائزة أفضل مخرج من نصيب الأمريكي جوليرمو دي لاتورا، عن فيلم "شكل الماء" الذي يسلط الضوء علي حياة عاملة تنظيف خرساء تعمل في مختبر تجارب حكومي. كما حصل نفس الفيلم علي جائزة أفضل موسيقي تصويرية.

ونال فيلم "من العدم" جائزة أفضل فيلم أجنبي وهو من إخراج الألماني تركي الأصل فاتح آكين الذي يسلط الضوء في فيلمه هذا علي امرأة تريد الانتقام لمقتل زوجها وابنها في هجوم نفذه انتحاريون "نازيون جدد" في مدينة هامبورج. وكان الفيلم الروسي "غياب حب" للمخرج أندريه زفياجينتسيف قد رشح لهذه الجائزة أيضا، لكنه لم يفز بها ويبقي الأمل قائما في فوزه بجوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

وحازت الإعلامية التليفزيونية المشهورة أوبرا وينفري جائزة "سيسيل بي ديميل" الفخرية عن مجمل مسيرتها المهنية.

آخر ساعة المصرية في

16.01.2018

 
 

عندما قام تشرشل بتجنيد قوات اللغة الانجليزية فى صفوف الجيش البريطانى !!

حسام حافظ

التاريخ موجود في الكتب.. لكن السينما قادرة علي تقديم التاريخ للجمهور .. لذلك تهتم السينما في العالم بالعودة من فترة إلي أخري إلي التاريخ ، وهذا ما فعله المخرج البريطاني جورايت الذي أراد التذكير بشخصية ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية ، وكيف كان لرؤية هذا الرجل الفضل في انتصار بريطانيا والعالم الحر علي النازية وانقاذ العالم من قبضة هتلر.

قام جاري أولدمان بدور تشرشل وحصل الأسبوع الماضي علي الكرة الذهبية كأحسن ممثل .. ومن المنتظر ان ينتزع جائزة الأوسكار أيضا في مارس القادم. لقد شاهد الجمهور في مصر والعالم فيلم "أصعب الساعات" darkest hour المعروض حاليا في دور السينما. كتب السيناريو انطوني ماكارتين ، وقد اختار الأيام الصعبة الأولي التي تولي خلالها تشرشل رئاسة الوزارة في مايو 1940 خلفا لتشامبرلين الذي كاد يوقع اتفاق سلام مع هتلر .. لكن استمراره في احتلال أوروبا بلدا وراء الآخر جعل تشرشل يلغي فكرة السلام معه ، ولم يكن القرار سهلا بل استلزم 3 أسابيع من العمل المتواصل وتحمل الضغط النفسي والعصبي بلا نوم تقريبا.

الأداء التمثيلي المبهر لجاري أولدمان خطف الأضواء من الحديث عن العناصر الفنية الأخري في الفيلم ، وأهمها سيناريو ماكارتين الذي ساهم كثيرا في تقديم شخصية تشرشل للجمهور خلال الأيام التي سبقت قراره برفض السلام مع هتلر. لقد استخدم تشرشل بلاغته وقدرته علي استخدام اللغة الانجليزية للتعبير عن أفكاره ، ثم قدرته علي اقناع أعضاء مجلس العموم ومجلس وزراء الحرب وأحاديثه الاذاعية للشعب البريطاني حتي استطاع حشد الأمة كلها خلف قراره. لدرجة انه ترك موكب رئيس الوزراء وسار في الشارع وسط الناس بمفرده واستقل مترو الأنفاق وتبادل الحديث مع عامة الشعب في كيفية التعامل مع صلافة وغرور هتلر .. واكتشف ان الشعب البريطاني يرفض الاستسلام ويؤمن بالمقاومة مهما كلفهم ذلك.

وأكد الفيلم قدرة تشرشل علي التأثير أثناء الحوار مع الملك جورج الخامس ، والعكس تماما عندما كان يتحدث مع موظفة الآلة الكاتبة والتي سألت: كم جنديا نستطيع انقاذه فى دونكيرك؟ وأعتقد تشرشل أن في الاجابة عن هذا السؤال تكمن العقيدة التي تحكم قراراته .. والسياسي الفاشل هو الذي لا يفكر في انقاذ جنوده من الموت من أجل تحقيق أحلامه في الزعامة.

قدم المخرج جورايت الساعات الحاسمة التي صنعت زعامة تشرشل وفتحت الطريق إلي النصر في الحرب العالمية الثانية. وفي مشهد طريف سأل صحفى واحدا من خصوم تشرشل.. ما الذي فعله هذا الرجل؟.. فقال السياسي: لقد قام بتجنيد قوات اللغة الانجليزية في صفوف الجيش البريطاني. في اشارة إلي بلاغة تشرشل وقدرته علي اقناع الناس بكلماته العاطفية المؤثرة ويبدو أن هذه حقيقة بالفعل ، بدليل أنه كتب مذكراته بعد الحرب وحصل علي جائزة نوبل في الأدب ! ...

الجمهورية المصرية في

17.01.2018

 
 

ميريل ستريب وتوم هانكس و ستيفن سبيلبرج فى العرض الخاص لفيلم THE POST فى إيطاليا

كتب على الكشوطى

حضرت النجمة ميريل ستريب والنجم توم هانكس والمخرج ستيفن سبيلبرج العرض الخاص لفيلم THE POST فى ايطاليا، وهو الفيلم الذى ينتمى لفئة الدراما والسيرة الذاتية، ومن إنتاج شركة الإنتاج الأمريكية تونتيث سينتشورى فوكس، وتأليف الثنائى جوش سنجر وليز هانا، وإخراج ستيفن سبيلبرج، ويشارك فى بطولته عدد كبير من النجوم أبرزهم، ميريل ستريب، توم هانكس، أليسون برى، كارى كوون، مايكل ستولبيرج، برادلى ويتفورد.

قصة الفيلم تدور فى إطار درامى وفقاً لأحداث حقيقية، تتناول عملية التستر على الفساد والتى دامت فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة رئاسة 4 رؤساء، وبسببها تقوم أول ناشرة صحف فى البلدة بالتعاون مع محرر متمكن من عمله بالتحالف فى معركة غير مسبوقة بين الصحافة والحكومة.

اليوم السابع المصرية في

17.01.2018

 
 

جوائز «بافتا»: 21 ترشيحاً لـ3 أفلام.. واستمرار تجاهل المخرجات

كتب: ريهام جودة

21 ترشيحا استحوذت عليها 3 أفلام فقط وأعلنت عنها الأكاديمية البريطانية لفنون السينما في ترشيحاتها لأفضل الأعمال لعام 2017، والتى سيعلن عن الفائزين بها في 19 فبراير المقبل، ولم تخل من المفاجآت، وتصدر فيلم The Shape of Water للمخرج جوليرمو ديل تورو الترشيحات بـ12 ترشيحا، من بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج، وأفضل ممثلة لبطلته البريطانية سالى هوكينز، والتى جسدت خلاله شخصية عاملة نظافة بكماء تقع في غرام وحش برمائى تم تخليقه.

ورشح فيلما Three Billboards Outside Ebbing، Missouri، وDarkest Hour لـ9 جوائز، من بينها أفضل فيلم، التي تتنافس الأفلام الثلاثة عليها هذا العام، إلى جانب أفلام CALL ME BY YOUR NAME وDARKEST HOUR، وDUNKIRK.

ورغم أن المخرج المكسيكى جوليرمو ديل تورو يعد من أقوى المرشحين عن فئة الإخراج في جوائز البافتا، فإن دينيس فيللينفو يراهن على الجائزة بفيلمه Blade Runner، والذى يشكل ترشحه لـ7 من الجوائز مفاجأة هذا العام، خاصة في فئات المونتاج والصوت والموسيقى الأصلية، والديكور، والمؤثرات الخاصة والتصوير السينمائى، ما يؤهله لأن يكون له مكان كبير في جوائز الأوسكار المقرر توزيعها في مارس المقبل.

وعلى جائزة الإخراج أيضا يتنافس كل من لوكا جوداجينو عن فيلم CALL ME BY YOUR NAME، وكريستوفر نولان عن DUNKIRK، ومارتن ماكدونا عن THREE BILLBOARDS OUTSIDE EBBING، MISSOURI.

مفاجأة أخرى حملتها ترشيحات جوائز بافتا هذا العام بترشح فيلم Paddington 2 لـ3 جوائز هي أفضل فيلم بريطانى وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل ممثل مساعد لبطله «هيو جرانت»، والذى يرشح للعام الثانى على التوالى للجائزة، بعدما رشح العام الماضى عن دوره في فيلم Florence Foster Jenkins.

أيضا ترشح فيلم Film Stars Don’t Die in Liverpool لـ7 جوائز شكل مفاجأة لخبراء السينما، والذى يلعب بطولته آنيت بينينج وجيمى بيل، كما شكل ترشيح الممثل وودى هارلسون لجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم Three Billboards Outside Ebbing، Missouriمفاجأة، حيث جسد دور رجل شرطة متوف، في دور اعتبر أقل كفاءة وإتقانا من زميله بالفيلم سام روكويل الذي فاز بجائزة جولدن جلوب مؤخرا عن دوره بالفيلم كرجل شرطة عنصرى.

وللمرة الثانية تخرج النساء خاليات الوفاض من الترشح لجوائز الإخراج، بعدما خلت جوائز جولدن جلوب وغيرها مؤخرا من ترشيح المخرجات، رغم أن عام 2017 شهد تجارب متميزة إخراجيا للمخرجات، منهن جرينتا جروينج مخرجة Lady Bird، ودى ريز مخرجة Mudbound، وباتى جينكيز مخرجة Wonder Woman، والأخير لم يحظ بأى ترشيحات للجوائز التقنية رغم تحقيقه إيرادات كبيرة في شباك التذاكر العام الماضى، ولكن يبدو أن العام الذي شهد ثورة النساء العاملات في صناعة السينما من التحرشات الجنسية وإعلانها على الملأ بعد فضيحة المنتج هارفى وينشتاين يواصل جفاءه للنساء وللمخرجات تحديدا في صناعة يتحكم الرجال فيها بحسب تقديرات الخبراء، ولتبقى كاثرين بيجلو المخرجة الوحيدة التي فازت بجائزة أفضل إخراج عن فيلمها Hurt Locker.

وعلى جائزة أفضل ممثلة تتنافس كل من آنيت بينينج عن Film Stars Don’t Die in Liverpool، وفرانسيس ماكدورنارد عن Three Billboards Outside Ebbing، Missouri، ومارجوت روبى عن I، Tonya، وسالى هوكينز عن The Shape of Water، وساويرس رونان عن Lady Bird.

وفى فئة أفضل ممثل يتنافس دانييل داى لويس عن Phantom Thread، وجيمى بيل عن Film Stars Don’t Die in Liverpool، وتيموثى تشامليت عن Call Me by Your Name، ودانى كالويا عن Get Out، وجارى أولدمان عن Darkest Hour. واستمرارا للمفاجآت لم يحصل فيلم The Post للمخرج ستيفن سبيلبيرج، بطولة ميريل ستريب وتوم هانكس على أي ترشيحات لأى فئة من الجوائز.

المصري اليوم في

17.01.2018

 
 

ماذا فعل Darkest Hour في ونستون تشرشل؟ هكذا يظهر أحد قادة العالم الكبار في القرن الـ20

أمل مجدي

في كل عام، تسيطر مجموعة من الأفلام المميزة على موسم الجوائز وتنال أكثر من ترشح لجائزة الأوسكار.

هذا العام، يعتبر فيلم Darkest Hour للمخرج جو رايت، من أهم الأفلام التي تنافس على جوائز حفلات هوليوود المختلفة، وتحديدًا في فئات التمثيل، بل أن البعض يتوقع تتويج بطل الفيلم، جاري أولدمان، بجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل بعد حصوله على جولدن جلوب.

يركز الفيلم على الأيام الأولى من اندلاع الحرب العالمية الثانية، عندما اضطر ملك بريطانيا إلى تكليف ونستون تشرشل بتولي منصب رئاسة الوزراء بعد توافق قوى المعارضة عليه. وقد وقع على عاتق رئيس الوزراء البريطاني الجديد مهام صعبة خلال هذه الفترة الحرجة، خاصة مع سيطرة الجيش النازي على معظم قارة أوروبا. وتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن بالتفاوض مع أدولف هتلر أو شن الحرب عليه.

بلغت ميزانية الفيلم 30 مليون دولار، فيما حقق على مستوى العالم إجماليًا 57 مليون و57 ألف دولار. وعلى صعيد التقييمات، نال إعجاب العديد من النقاد وحصل على 85% على موقع Rotten Tomatoes.

وفي السطور التالية، نرصد حقيقة ما قدمته الدراما عن ونستون تشرشل، بحسب ما جاء على مجلة Slate وموقع the Wrap.

-بين التفاوض ومواصلة الحرب

في شهر مايو عام 1940، كانت الأوضاع في إنجلترا سيئة للغاية كما ظهر خلال أحداث الفيلم. ولم يكن هناك ثقة في أي قرار يتخذه رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين بشأن الحرب. فقد سيطرة على القارة الأوروبية حالة من الذعر، خاصة بعد هزيمة البلجيكيين والدنماركيين والهولنديين على يد الجيش النازي، وانهيار القوات البريطانية في النرويج، وتأزم الموقف في فرنسا. لذلك، عندما تولى ونستون تشرشل رئاسة مجلس وزراء بريطانيا كان عليه إنقاذ بلده من خطر محدق

في الوقت نفسه، لم يرغب غالبية الأمريكيين في لعب دور خلال الحرب، رغم أن روزفلت كان مستعدًا لأي شيء. لكن المكالمة التي عرضها الفيلم بين تشرشل والرئيس الأمريكي لم تكن دقيقة في تفاصيلها، نظرًا لأن خطوط الاتصال السريعة لم تعمل سوى في عام 1943.

المصادر الحقيقية تؤكد أنه لم يكن هناك صراخ حول قرار مواصلة الحرب داخل مجلس الوزراء، كما ظهر في Darkest Hour، وإنما كانت أحاديث جانبية وأصوات متداخلة تنصح بأنه من الحكمة التوصل لحلول مع الألمان

وحسبما ورد بالفيلم، فإن المصادر التاريخية تؤكد أن تشرشل لم يقتنع حقًا باتخاذ هذه الخطوة، خاصة وأنه لم يثق في التزام هتلر بأي اتفاقات مبرمة.

تشرشل في مترو الأنفاق:

واحد من أهم مشاهد الفيلم المؤثرة، مشهد لقاء تشرشل بمجموعة من المواطنين البريطانيين في عربة بمترو الأنفاق، واستطلاع رأيهم بشأن الاستمرار في الحرب. يصر المواطنون على مواصلة الحرب، مؤكدين أن الاستسلام للقائد النازي هتلر غير مقبول.

لكن هل حدث هذا في الواقع؟ يجيب على ذلك كاتب السيناريو أنطوني مكارتن، قائلا إن هذا الموقف بالتحديد ليس حقيقيا، لكن هناك مواقف مشابهة حدثت بالفعل

وأوضح: "كان يفعل مثل هذه الأشياء طوال مدة الحرب، يختفي فجأة دون إخطار، ثم يظهر في مكان عام مع مواطنين عاديين في لندن، ليعرف في ماذا يفكرون؟ لذلك تم وضع هذا المشهد خلال الفيلم لأنه مستندًا على أحداث مشابهة حقيقية".

منزل تشرشل وعلاقته بالسكرتيرة:

في الفيلم، تشعر زوجة تشرشل، كليمنتين، بالضيق بسبب أوضاع العائلة المالية، هذا الأمر قريب جدا من الحقيقة.

فقد كان دخل العائلة لا يغطي نفقاتهم، خاصة مع عادات ونستون الفاخرة التي لم تتكفل بها كتاباته. وهنا علينا القول أن تشرشل لم يكن سياسيا بارعًا فقط، بل كان كاتبا مهمًا أيضًا. فقد اشتهر بكتابه الأول الذي يروي خلاله تجربته في السودان أثناء فترة عمله كضابط في الجيش البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر. لذلك، حرص الفيلم على إظهار ولعه بالكتابة واختيار الكلمات المناسبة.

وحول إسرافه في شرب الكحوليات، فإنه بالفعل كان يتناولها، لكن ليس لدرجة السُكر، لأنه كان يمزجها بالماء ليخفف من تأثير الكحول.

وفيما يخص سكرتيرته، فإن الفيلم اختلف كثيرًا عن الأحداث الحقيقية. فقد ولدت إليزابيث لايتون في جنوب أفريقيا وترعرعت في كندا، ولم يكن لديها شقيق قُتل قرب أحداث دونكيرك. كما أنها بدأت العمل مع رئيس الوزراء بعد عام واحد من الأحداث التي يتناولها الفيلم.
تشرشل والملك

تؤكد مذكرات الملك جورج السادس أنه كان حقا مؤيد قوي لتشامبرلين، ولم تكن علاقته بتشرشل جيدة في البداية، كما جاء في الفيلم. يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى موقف تشرشل الرافض لقرار تنازل الملك إدوارد عن العرش وزواجه من واليس سمبسون.

لكن مع الوقت، تحسنت علاقتهما بعدما وثّق الملك في قدرة تشرشل على مواجهة هتلر وهزيمته في الحرب.

موقع "في الفن" في

18.01.2018

 
 

الإفراج عن فيلم «ذا بوست» بعد قرار منع عرضه من قبل الرقابة اللبنانية

تستضيفه صالات السينما في 4 حفلات متتالية ابتداء من اليوم

بيروت: فيفيان حداد

يبدو أنّ فيلم «ذا بوست» لقي خواتمه السعيدة بعد صدور قرار بالسماح في عرضه بالصالات اللبنانية ابتداء من اليوم.

فبعد اتصالات مكثفة أجرتها الشركة الموزعة له في لبنان والشرق الأوسط (إيطاليا فيلم)، وعلى مستويات رفيعة طالت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ووزير الداخلية في لبنان نهاد المشنوق، إضافة إلى وزير الخارجية جبران باسيل، صدر القرار بالسماح بعرضه بمختلف صالات السينما في لبنان. ويأتي هذا القرار ليسجّل أوّل حادثة من نوعها تجري في هذا الإطار في لبنان؛ إذ لم يسبق أن يُسمح بعرض فيلم سينمائي سبق أن أوصت سلطات الرقابة بمنعه.

وحسب كارلو فينشنتي مدير عام الشركة المذكورة، فإنّ الفيلم لم يتأخر موعد عرضه كما تخيل البعض، بل جاء القرار في السماح بذلك تماما في الوقت الذي أعلن عنه سابقا أي في 18 يناير (كانون الثاني) الحالي.

وأشار خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ الفيلم وضع على اللائحة السوداء نظراً إلى توقيع إخراجه من قبل ستيفن سبيلبيرغ وهو من أصل يهودي وأحد الداعمين الأساسيين للدولة الإسرائيلية. وروى كارلو فنشينتي ما حصل معه قائلا: «لقد تقدمنا بالنسخة إلى قوى الأمن الداخلي التي بدورها حولتها إلى سلطة الرقابة، وهذه الأخيرة أرسلت إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق توصيه بعدم السماح في عرضه بحجة ورود اسم مخرجه على اللائحة السوداء لحملة مقاطعة إسرائيل في لبنان. وبعد تحرك الرأي العام اللبناني والصحافة المحلية والعالمية حصل تدخل من قبل وزير الخارجية جبران باسيل الذي اتصل برئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يناشدهما التصرف تجاه هذا الواقع». وأكد كارلو فنشينتي أنّ مكتب الرئيس الحريري اتصل به مساء الثلاثاء 16 الحالي مفيداً إياه بقرار السماح بعرض الفيلم. وعلق فنشينتي قائلا: «هناك فرق كبير بين المقاطعة ومنع عرض فيلم. فالقرار الأول يأتي بصفة شخصية وبكامل إرادة ورغبة الشخص، إذ يحق له مقاطعة الفيلم وعدم حضوره. في حين أن اتخاذ قرار بمنعه هو تعد صريح على الحريات لكونه يفرض على الناس ولا يأخذ برأيهم».

ومن المتوقع أن تشهد صالات السينما إقبالا كثيفا على الفيلم بسبب الضجة الكبيرة التي أقيمت حوله فكانت بمثابة إعلان ترويجي له.

وخصصت بعض صالات السينما في بيروت كـ«فوكس» بمركز «سيتي مول» في الحازمية، حفلات تبدأ من الواحدة ظهراً لتنتهي في الحادية عشرة ليلا. فيما اكتفت صالات أخرى كـ«غراند سينما» في المركز التجاري «أ ب ث» بالأشرفية، بعرض الفيلم ضمن حفلاتها المعتادة أي ابتداء من الثالثة بعد الظهر لغاية العاشرة مساء.

وختم فينشنتي بالقول: «هي سابقة لم تحدث قبلاً في لبنان ونحن نشكر كل من ساهم في تحقيقها، ولا سيما أن ذلك يصب في مصلحة لبنان المشهور بـ(منارة الشرق)، إن في مجالات الثقافة والحرية أو الفن». وكانت شركة «إيطاليا فيلم» قد وزعت الفيلم في عدد من الدول العربية وبينها، العراق والأردن والإمارات العربية ومصر وتونس وغيرها على أن يبدأ عرضه تزامنا مع موعد عرضه في لبنان.

الشرق الأوسط في

18.01.2018

 
 

"الفنان الكارثة" لجيمس فرانكو.. كُلّه بالحُبّ

محمد صبحي

مثلما هناك لوائح لأفضل وأهم الأفلام، هناك أيضا اعتناء بالإشارة إلى الأسوأ بينها. لعقود طويلة أُعتبر فيلم "الخطة 9 من الفضاء الخارجي" (1959) أسوأ فيلم في تاريخ السينما، كما أعتبر مخرجه إد وود المخرج الأسوأ على الإطلاق. إلى أن جاء العام 2003 بوافد جديد سيحجز لنفسه مكانا متقدما في خانة الأسوأ سينمائياً. إنه فيلم "الغرفة" لمخرجه ومؤلفه ومنتجه وبطله تومي ويزو الذي سيتحوّل إلى موضع سخرية عميقة بسبب قبحه ورداءته الفنية، لكنها أيضاً ستجلب له شعبية كَلتية (Cult) تجعله ضيفاً دائماً في عروض منتصف الليل في صالات سينمائية كاملة العدد.

في العام 1994، قدّم تيم بيرتون تحيته الخاصة لإد وود في فيلم عن سيرته تقمّص فيه جوني ديب ببراعة شخصية وود غريب الأطوار والممتلئ بالحماس الذي يلبس مثل النساء ولا يتخلى أبداً عن سعيه ليصبح ذلك المخرج الشهير رغم موهبته المحدودة للغاية. المخرج والممثل جيمس فرانكو هو أيضاً وجد إد وود الخاص به في شخصية تومي ويزو، الرجل الغريب والغامض الذي أنفق 6 ملايين دولار من أجل إنجاز فيلمه الأول (والأخير حتى اللحظة) وهو سيصبح لاحقاً "أسوأ فيلم في التاريخ". لكن كيف كانت عملية صناعة هذا الفيلم الرديء الذي صار له أتباع يتزايدون يوماً بعد يوم؟ وكيف يكون شعور شخص إذا كرّس نفسه جسدياً وروحياً لعمل فيلم حياته، ليجد ذلك الحلم منعوتاً بأبشع الأوصاف؟ وكيف ينتهى الأمر بفيلم كوميدي عن أسوأ فيلم في التاريخ ليفوز بالجائزة الكبرى لواحد من أهم المهرجانات السينمائية في العالم؟ هذا ما يكشفه فيلم "الفنان الكارثة"(*) المستند إلى كتاب بالعنوان نفسه من تأليف غريغ سيستيرو، صديق تومي ويزو الذي لعب دور البطولة الثاني في "الغرفة"، والذي وثّق خلاله عملية تصوير الفيلم وما تخللها من كوميديا وغرابة لا تقل كوميدية وغرابة عن مصير الفيلم نفسه (رغم تصريح ويزو بأن الوقائع الحقيقية في الكتاب لا تتعدى نسبة 40% من الوقائع الحقيقية).

يبدأ الفيلم في سان فرانسيسكو العام 1998. تومي ويزو (جيمس فرانكو) في إحدى الورش التدريبية للتمثيل، يصعد على خشبة مسرح صغير لتأدية مشهد ما، ويترك جميع من في الصالة مشدوهي الأفواه من أدائه المفرط و"الأوفر" الذي لا ينطق خلاله سوى كلمة واحدة، "ستيلا"، يقولها بآهات خشنة يطلقها بحرقة وصدق كاملين. شعره الطويل وملابسه الداكنة ووجهه الخالي من التعبير يجعله أشبه بمصاص دماء أنهى لتوه جرعته من مخدر قوي. من بين الحاضرين يظهر غريغ سيسترو (ديف فرانكو) وهو ممثل شاب طموح لم يكمل عامه العشرين بعد، تخبر عن سذاجته ابتسامة واسعة حاضرة على الدوام وشعر أشقر فاقع، يدفعه فقدانه للثقة وإصراره العجيب على امتهان التمثيل لفتح حديث مع تومي بغرض أن يتعلم منه كيف يقف واثقاً مثله على المسرح. من هنا تنشأ المفارقة والكوميديا العطوفة التي يؤسس عليها الفيلم فكاهته ومرحه الممتد، بين ما يفعله ويزو وما يراه المتفرج على الشاشة وما يعتقده الحاضرون/المتفرجون في محاضرة التمثيل. فبينما تحتار المُحاضِرة في البحث عن تعليق مناسب، يرفع تومي رأسه عاليا في سمت ممثل محترف لا يأبه بما يعتقده الآخرون عن هيئته أو تعبيره الجسدي لأن في مكان ما بأعماقه ثمة إيمان بموهبته المدفونة التي سيأتي عليها يوم ما لتظهر علانية وتؤكد يقينه الذاتي. وفي الأثناء، ثمة شخص ما يعجبه تلك الثقة والجرأة التي يتمتع بها رجل غريب الأطوار يعبّر عن نفسه بلكنة إنكليزية يظل هضمها صعباً، حتى مع ادعائه تحدره من نيوأورلينز التي يندر أن يتحدث بلكنتها أحد.

ورغم الغموض المحيط بعُمر تومي الحقيقي ومصدر ثروته اللافتة، ستقوم صداقة بين الاثنين ويقرران الانتقال إلى لوس أنجليس بغرض واحد هو اقتحام هوليوود من بابها الواسع. يتعاهدان على الثقة ببعضهما البعض والتمسك بالمحاولة والوقف إلى جانب بعضهما مهما حدث. ينتقل غريغ إلى شقة تومي في لوس أنجليس رغم معرضة والدته، وفي مدينة الأحلام يستأنفان أمنياتهما، التي تتساقط على آذان صماء يوما بعد يوم. الأبواب ستغلق في وجه الصديقين، واحد بعد آخر، ليقرر تومي في لحظة ما أن يصنع فيلما بنفسه، معتمداً بشكل أساسي على شغفه وصديقه الذي يشاركه حلم دق أبواب هوليوود ومحاكاة أيقونته الشخصية المتمثلة في الممثل الراحل جيمس دين. هكذا، ينكب تومي مكرساً نفسه قلباً وروحاً لكتابة سيناريو الفيلم الذي سيقودهم إلى الشهرة المنتظرة. وكانت النتيجة نصاً يتألف من حوارات خرقاء وحبكات فرعية "مقطوعة من شجرة" لا تمت بصلة إلى نص ستيوارت ستيرن المأخوذ عنه فيلم "متمرد بلا قضية" والذي تألق فيه محبوبهما المشترك جيمس دين. النتيجة هي فيلم "الغرفة" بنفسه.

حصد "الغرفة" مراجعات نقدية سيئة في الأسبوع الأول لعرضه عام 2003، وأصرّ تومي على عرضه لأسبوع ثان في محاولة يائسة لدفع فيلمه للدخول في المنافسة على جوائز الأوسكار، ومن بين جميع الأموال المدفوعة في هذا المشروع، استعاد فقط 1800 دولار في شباك التذاكر. لكن كل شيء تغير حين رأى فيه مخرج شاب اسمه مايكل روسيليت عوامل جذب تجعله جديرا بالترشيح للمشاهدة، باعتباره "فيلم كوميدي هذياني لا إرادي". بعدها صار "الغرفة" موضع ترحيب من قبل متفرجين يبحثون عن المرح والمتعة في الرداءة المطلقة، وهو تطور لافت يثير تساؤلات حول قيمة الفن وتعريفه وإمكانية وجوده بأكثر من طريقة. 

ما الفن؟ سؤال كبير ومعلّق، طبعت من أجله أطنان من الورق. كثير من الناس، بما في ذلك شخص مثل جيمس فرانكو، يعتقد أن الفن ليس هو ما ينتهي به المطاف معروضاً في المتاحف أو ما يتأهب للكتابة عنه النقاد، بل يعتمد أساساً على النيّة من صنعه. إد وود نفسه يؤكد على هذه النظرية بقوله إنه لو كان الحب يحلّ جميع المشكلات، ففي تلك الحالة سيكون الشغف الذي تعيش لأجله كفيلاً بجحعلك فناناً من الصف الأول. باختصار، "كُله بالحُبّ" كما يقول المصريون.

في السنوات الأخيرة شاهدنا فيلم مثل "فلورنس فوستر جينكينز" حول مغنية الأوبرا الأميركية  التي كان شغفها بالموسيقى أكبر بكثير من موهبتها الغنائية، وبسبب إصرارها على الغناء أضحت فريسة لسخرية الصحافة. قصة جينكينز ألهمت أيضاً المخرج الفرنسي كزافييه جيانولي لعمل فيلمه "مارغريت" حول مغنية فرنسية تواجه صعوبة في التوفيق بين موهبتها المحدودة وشغفها الكبير. في كلا الفيلمين، رغم اختلاف المستوى والتنفيذ، تحضر الكوميديا من مشاهدة شخص يخدع ذاته ويساعده من حوله كذلك في تلك المهمة، من أجل إرضاء رغبة لا تزول في ممارسة الفن وصنعه. ومثلما يخبرنا القول الرائج أن "الشباب شباب القلب"، فإن الفيلمين يقومان عبر تقديم حكايتهما بالتأكيد على رسالة قصيرة وواضحة: في الفن، الإتقان لا وجود له، لكن المهم هو القلب الذي يصنع الفن.

في أحد الأيام قرأ جيمس فرانكو عرضاً لكتاب غريغ سيستيرو في جريدة "نيويورك تايمز"، وفتنته القصة كلها، وقرر عمل فيلم عن تومي ويزو. لا غرابة في ذلك، ففرانكو نفسه لطالما وصف بأنه فنان سيئ يصنع أفلاماً سيئة ويتجرأ على التصدي لنصوص صعبة لوليام شكسيبر وويليام فوكنر وكورماك مكارثي. ربما لذلك السبب وجد فرانكو بداخله نوعاً من التعاطف مع حكاية تومي ويزو، الذي نراه في الفيلم لا يتوقف عن التمسك بحلمه ومعاكسة كل الوقائع المحيطة التي تخبره بأنه فنان فاشل. غير أن عدم توافر الموهبة الفنية لدى ويزو أو جهله وسذاجته البادية لا يقللان شيئاً من خفة ظله التي تتناثر في الأجواء، حتى وإن انتهى الأمر بطرده من أحد المطاعم بعد إلقائه منولوجاً طويلاً من مسرحية لشكسبير على مسامع أحد منتجي هوليوود صودف وجوده رفقة زوجته لتناول العشاء. لكن التناقض بين الطموح والواقع وحالة الإنكار الذاتي التي يظهرها الفيلم كدافع أساسي لتصرفات تومي ويزو هي مفتاح الفيلم وسرّ بهجته أو قسوته ربما. كان ويزو مصدرا لقرارات غير مفهومة ومفاجئة على الدوام أثناء تصوير الفيلم، كأن يبني ديكوراً لتصوير أحد المشاهد يمكن تصويرها بسهولة في موقع موجود بالفعل بالجوار، فقط لأن الأفلام في هوليوود تُصنع هكذا. أو يرفض تشغيل جهاز التكييف في الأيام الحارة انتقاماً من طاقم العمل في فيلمه الذين يتهامسون في ما بينهم بأحاديث عن فشله وغرابته، أو حتى سبّ الممثلين والتشاجر معهم سعياً منه لخروج أحد المشاهد بالشكل الذي يريده.

هذا الشغف الكبير الذي تُظهره شخصية تومي في عملية صناعة الفيلم ربما كان وجوده ضرورياً لدسكوت نويستاتر ومايكل إتش ويبر، أثناء كتابة سيناريو "الفنان الكارثة" كي يخرج أكثر تماسكاً. لكن ربما تعود أسباب ذلك إلى مخاوف إنتاجية متعلقة بطول الفيلم وتسويقه. فبينما طبع البطء غير المبرر والتفكك القصصي فيلم "الغرفة"، يأتي "الفنان الكارثة" على العكس تماماً بإيقاع سريع لاهث لا يترك مجالاً للملل، لكنه يأخذ من حصة السبك الذي كان من الممكن إضافته للفيلم وجعله أكثر عمقاً في مقاربته لشخصية تومي ويزو وعدم الاكتفاء بتقديم اسكتشات مضحكة ممزوجة ببراعة مونتاجية، تجعل الفيلم، في أحد أوجهه، أشبه بألبوم سينمائي مرح يتخطى بعض اللقطات ليركز على لقطات بعينها ظناً منه أنها الأفضل.

(*) يعرض حالياً في الصالات اللبنانية.

المدن الإلكترونية في

18.01.2018

 
 

البرلينالي يحتفي بترشيح‏4‏ من أفلامه لأوسكار أفضل فيلم أجنبي

مني شديد

احتفي مهرجان برلين السينمائي الدولي برلينالي بنجاح‏4‏ من الأفلام التي حظيت بعرضها العالمي الأول في دورته الـ‏67‏ فبراير الماضي‏,‏ في الوصول لقائمة الأوسكار القصيرة للأفلام المرشحة لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية والتي أعلنت عنها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة مؤخرا‏.‏

حصل علي ترشيحات الأوسكار9 أفلام وقع الاختيار عليها من بين92 فيلما تقدمت للمنافسة علي فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية من جميع أنحاء العالم, والأفلام التي جاءت من البرلينالي يأتي علي رأسهاOnBodyandSoul للمخرجة المجرية لديكو انيادي الحاصل علي جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في الدورة67 لمهرجان برلين.
والفيلم الثاني هو فيليستي إخراج آلان جوميز من السنغال الحاصل علي الدب الفضي, جائزة لجنة التحكيم الكبري, والفيلم الثالث في ترشيحات الأوسكارAFantasticWoman إخراج سباستيان ليلو من تشيلي الحاصل علي الدب الفضي لأفضل سيناريو, والفيلم الرابع هوTheWound إخراج جون ترنجوف من جنوب إفريقيا الذي افتتح عروض قسم البانوراما في برلين.

وتتنافس الأفلام الأربعة علي أوسكار أفضل فيلم أجنبي مع أفلام حائزة علي جوائز عالمية في مهرجانات أخري, مثل فيلم المربع للمخرج روبين أوستلند من السويد الحاصل علي السعفة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي, والفيلم الروسيLoveless إخراج أندريه زفاجينتسيف والحاصل علي جائزة أفضل فيلم في مهرجان لندن السينمائي الدولي.

كما حصل المخرج اللبناني زياد دويري لنفسه علي مكان في قائمة الترشيحات بفيلمه قضية رقم23 والذي حصل عنه بطل الفيلم كمال الباشا علي جائزة كأس فولبي لأفضل ممثل في الدورة الأخيرة لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي, وكذلك المخرج التركي الأصل فاتح أكين بفيلمهIntheFade الذي حصلت عنه بطلة الفيلم ديان كروجر علي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي, والفيلم الأخير في قائمة الترشيحات هو الإسرائيليFoxtrot الحائز علي جائزة لجنة التحكيم الكبري الأسد الفضي من مهرجان فينسيا.

الأهرام المسائي في

18.01.2018

 
 

نساء الجولدن جلوب!

هل عبَّرت ترشيحات وجوائز المسابقة عن قوة المرأة فى هوليوود؟

إيهاب التركى

كثير من الحكايات ترويها هوليوود عن النساء، فى مسابقة الجولدن جلوب رقم 75 أفلام ملهمة، تغزل بالصوت والصورة نسيج مشاعر أنثوية لنساء تعرضن لصدمات الحياة، قصص حب وكره وعنصرية واغتصاب واعتداءات وحشية، وهناك مسلسلات الدراما المؤثرة، وحكاياتها التفصيلية عن مكاسب النساء المهددة، والسيطرة الذكورية التى تقف سدا منيعا أمام تحقيق مساواة حقيقية بين الجنسين، تلك القضية التى تنادى بها المرأة منذ عقود، وتتقدم فيها خطوات، وتتراجع خطوات أخرى.

لم تتغير قائمة جوائز الجولدن جلوب، ولكن هناك إحساسا عاما عند مشاهدة حفل هذا العام بأنه احتفال تسيطر عليه المرأة، لأسباب بعضها هام وحيوى، وأحيانا بمبالغة وتعصب. منذ سنوات ونجمات هوليوود يشتكين من اضطهاد هوليوود لهن، استوديوهات هوليوود لا تعامل بطلات الأفلام كأبطال الأفلام الذكور، وأجورهن أقل من الأبطال الرجال، وهناك شكوى أخرى تتعلق بالسيناريوهات التى تُغفل قضايا المرأة، وتُهمش شخصيتها، خصوصا فى أفلام هوليوود ذات الميزانيات الضخمة التى تتناول مغامرات وحكايات السوبر هيروز، وتتعقد وتتشابك المسألة حينما تصل إلى ذوات البشرة السوداء.

أثرت كل تلك الضغوط على نوعية الأفلام التى تقدمها النجمات، وبالإضافة للموضوعات الاجتماعية التى تتناول قصصًا وحكايات نسائية، وتحول هذا الضعف النسائى إلى قوة، اخترقت المرأة عوالم المغامرات الرجالية، وظهرت أفلام ومسلسلات سوبر هيروز نسائية ناجحة، مثل فيلم «المرأة العجيبة»، ومسلسلات من نوعية «جيسيكا جونز»، و«الفتاة الخارقة».

لم يتوقف الإنتاج الدرامى عند فكرة حق الممثلات فى تقديم حكايات عن نساء خارقات، ولكنه تعرض لحكايات واقعية، أكثر عمقا وشاعرية عن ضعف المرأة وقوتها، مثل مسلسل الدراما القصير Big Little Lies «أكاذيب كبيرة صغيرة»، وقدمت فيه نيكول كيدمان، ووريز ويذرسبون، وولورا ديرن، ووشايلين وودلى، حكايات زوجات شابات مع الزواج والحب والتحرش والاغتصاب والعنف الأسرى. الحكايات مليئة بالغموض والأسرار والتعقيد، فى مجتمع للأثرياء الذين يعيشون فى مكان ساحلى ناء، يبدو ناعما وهادئا من الخارج، لكنه يموج من الداخل بالأسرار والأكاذيب والغضب المكتوم.

القصص والحكايات الدرامية التى تهاجم الرجال صدى للواقع، فجزء من هذا النوع من الاحتفالات الفنية يهاجم بضراوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وجزء من أسباب الهجوم عليه عنصريته ضد النساء، والقصص التى تتناول سوء معاملته لزوجته الجميلة ميلانيا، ولهذا هناك موجة تؤيد ترشح الإعلامية المحبوبة أوبرا وينفرى لمنصب رئاسة الجمهورية، ويبدو هذا الاختيار تطورا نوعيا فى موقف هوليوود التى تكتفى عادة بدعم اختيارات ساكن البيت الأبيض من زوايا تتعلق بالتغيير والتنوع العرقى. سبقت هوليوود الواقع السياسى حينما صورت الرئيس الأمريكى كشخص أسود أو امرأة، والحلم برئاسة أوبرا وينفرى لأمريكا يضيف أبعادا أخرى للمنصب، بالإضافة للجنس والبشرة، فأوبرا صاحبة طفولة فقيرة، ومأساة اغتصاب فى سن صغيرة، ورحلة كفاح ملهمة، وهى أمور تُهدد بلا شك فرص تجديد رئاسة ملياردير أحمق، غليظ الطباع، عُنصرى، يدخل فى مشاجرات مراهقة مع ميريل ستريب ورئيس كوريا الشمالية على تويتر. ولكن ترامب لم يكن الرجل الوحيد الذى طالته سهام النقد الساخرة فى الجولدن جلوب، وكان كيفن سبيسى، الممثل الموهوب والنجم الذى هوى فى 2017 صاحب نصيب كبير من الهجوم والسخرية، ورغم وجود أسماء أخرى متهمة بممارسة التحرش فى هوليوود، ومنهم حالة فاضحة للغاية للمنتج الشهير هارفى واينستين، فإن الهجوم على سبيسى كان لاذعا من مذيع الحفل سيث مايرز، والتزمت أغلب الحاضرات بارتداء الفساتين السوداء تضامنا مع ضحايا التحرش، وكانت الحكايات الشخصية للفنانين حاضرة ومنافسة لحكايات الأفلام والمسلسلات المُرشحة للجوائز.

من الأعمال الأخرى الملهمة، الفائزة بالجولدن جلوب، مسلسل The Handmaid’s Tale «حكاية أمة»، المأخوذ عن رواية الكاتبة الكندية مرجريت أتوود، وحكايته القاتمة تدور فى ديسيتوبيا فى المستقبل القريب، حينما تقرر الحكومة الأمريكية سن قوانين جديدة لاستعباد النساء، خصوصا الصالحات منهن للإنجاب، بهدف إنجاب أبناء للمسؤولين والشخصيات النافذة، وذلك بعد انتشار حالة من العقم عالميا.

فرانسيس مكدورماند تجسد فى فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri «ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبينج ميزورى» دور أم تعيش فى حزن بعد وفاة ابنتها المراهقة فى جريمة اغتصاب وقتل، وتحتج بطريقتها الخاصة على تخاذل الشرطة فى القبض على المجرمين، بتأجير لوحات إعلانية فى مدخل المدينة، مكتوب عليها أسئلة للشرطة، والفيلم فاز بأربع جوائز، من بينها أفضل فيلم بفئة الدراما، وجائزة السيناريو، بالإضافة لفوز مكدورماند بجائزة أفضل ممثلة، وسام روكويل بجائزة أفضل ممثل دور مساعد.

يحكى فيلم Lady Bird «ليدى بيرد» حكاية مراهقة مغامرة فى سنتها الأخيرة بالمرحلة الثانوية، وحصلت بطلته سيرشا رونان على جائزة أفضل ممثلة عن فئة الفيلم الكوميدى أو الرومانسى، وحصلت مخرجة وكاتبة الفيلم جريتا جرويج على جائزة السيناريو. هناك العديد من الحكايات التى ترصد قصصا نسائية خاصة، منها فيلم I, Tonya «أنا تونيا»، يحكى الفيلم حياة لاعبة التزلج على الجليد تونيا هاردينج. وفى The Shape of Water «شكل الماء» نتابع قصة حب غريبة بين فتاة تعمل حارسة فى معمل شديد السرية فى الستينيات، وكائن غريب محبوس فى صندوق مائى. وفى الدراما التليفزيونية هناك مسلسل بعنوان The Marvelous Mrs. Maisel «مس مازل الرائعة»، ويدور حول ربة منزل أمريكية، فى حقبة الخمسينيات، تحاول اقتحام عالم الاستاند أب كوميدى.

هذا فى ما يتعلق بالأعمال الفائزة، لكن تأمل الترشيحات يوضح مدى اهتمام السينما عموما بحكايات محورها المرأة، أو تلعب دورا كبيرا فيها، منها فيلم «البوست» لميريل ستريب التى تجسد شخصية الصحفية كاثرين جراهام التى تدخل فى مواجهة مع الحكومة على خلفية نشر أوراق البنتاجون، ومسلسل «التاج» الذى يتناول سيرة ملكة بريطانيا. قصص الأفلام والمسلسلات وحكايات الواقع بتنوعها المثير اختلطت جميعها على المسرح، والحضور تكلموا عن مضمون ورسائل الدراما فى دعم قضايا المرأة، وتأثير الوقائع والأحداث التى حدثت مؤخرا على الفن، وتُلخص كلمة أوبرا وينفرى ما حدث فى حفل الجولدن جلوب رقم ٧٥ بكلمتها العاطفية التى قالت فيها: «فى كل عام يتم تكريمنا على قصص صنعناها فى عام مضى، ولكن فى هذا العام نحن القصص نفسها التى سيتم حكيها».

المقال المصرية في

18.01.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)