كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«آخر الرجال فى حلب» يضع العرب فى قائمة الأوسكار القصيرة

كتب: نورهان نصرالله

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2018)

   
 
 
 
 

يراهن العرب كل عام على وجودهم فى قوائم ترشيحات الأوسكار عبر فئة «أفضل فيلم أجنبى»، الأمر الذى حققته أفلام عدة ذات خلفيات عربية، ولكن هذا العام شملت القائمة القصيرة للأفلام الوثائقية فيلم «آخر الرجال فى حلب» للمخرج السورى فراس فياض، ليكون الفيلم السورى الأول الذى يصل إلى القائمة القصيرة للجائزة. أكاديمية فنون وعلوم الصورة المانحة لجوائز الأوسكار أعلنت عن القائمة القصيرة للأفلام المتنافسة فى فئة أفضل فيلم وثائقى، وضمت 15 فيلماً، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن قائمة تضم 5 أفلام فى مؤتمر صحفى يوم 23 يناير المقبل، يشمل الكشف عن أسماء المتنافسين على جوائز النسخة الـ90 من الـ«أوسكار»، على أن يتم إعلان الجوائز يوم 4 مارس المقبل فى حفل على مسرح دولبى، كما هو معتاد.

تدور أحداث الفيلم الوثائقى فى 104 دقائق، حول حياة عمّال الدفاع المدنى «أصحاب الخوذ البيضاء»، ويُسجّل تفاصيل الحياة اليومية فى أثناء الحرب، مصوراً مأساة الأحداث وتناقضاتها، التى تتشابه مع قصص العديد من السوريين الذين يعيشون تحت نيران الحرب، وقد حصد الفيلم مجموعة من الجوائز، منها جائزة لجنة التحكيم الكبرى بقسم السينما العالمية فى مهرجان ساندانس السينمائى.

ووصف منتج الفيلم كريم عابد وصول الفيلم إلى الأوسكار بالأمر المهم للغاية بالنسبة لهم كصنّاع للعمل وكونهم سوريين، بخاصة أن ذلك سيضيف قيمة إضافية للعمل، ويجعله يصل إلى أكبر عدد من الجمهور حول العالم، سواء بالنسبة للمهتمين بالقضية السورية أو من لا يعلمون شيئاً عنها. وتابع: «سبق أن قُدمت أعمال عن عمال فرق الدفاع المدنى، ولكن (آخر الرجال فى حلب) يغوص بشكل أكبر فى تفاصيل حياتهم، ويرصد معاناتهم وأحلامهم من الجانب الإنسانى، والتغيرات التى طرأت على مدينة حلب من خلال الشخصيات، فهو يعمل على توثيق فترة زمنية أو جزء من تاريخ المنطقة، ويسلط الضوء بشكل كبير على تفاصيل صغيرة فى حياة سكان المدينة من خلال بعض العاملين فى الدفاع المدنى (خالد ومحمود)، وعلاقتهم بعائلاتهم وأفرادها».

104 دقائق تلخص معاناة «رجال الدفاع المدنى» فى سوريا.. و«عابد»: تغلبنا على ضعف الإمكانات وتعرضنا للموت أثناء التصوير.. و«قطان»: استغرقنا ثلاث سنوات للانتهاء من العمل.. وتناولنا حياة «أصحاب الخوذ البيضاء» بشكل أكثر عمقاً

وأضاف «عابد» لـ«الوطن»: «كنا نقصد التركيز على الجانب الإنسانى أكثر من الوضع السياسى، عمال الدفاع المدنى يقومون بعمل إنسانى داخل سوريا ليس له موقف سياسى، ولا يمكن اعتباره تابعاً للمعارضة، ففى الأوقات التى شهدت تحريراً للمناطق أو المدن كانوا موجودين أثناء القصف وينقذون الجميع، وفى كثير من الأحيان أنقذوا عناصر تابعين للنظام من تحت الأنقاض فى المناطق التى تم تحريرها».

وتحدّث عن طبيعة وفكرة الفيلم، قائلاً: «فى ربيع عام 2014، وبعدما شهدنا طريقة عمل الدفاع المدنى كمتطوعين، ومعاناتهم خلال عملهم فى التأمين والإنقاذ، وكان لديهم الكثير من الصعوبات، بخاصة أنهم يعملون بأيديهم، وبالتالى كانت الفكرة فى أن نقدم شيئاً عن هؤلاء الشباب الذين يعملون بإمكانات بسيطة فى سبيل إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، والتصوير كان ينفذ بشكل متقطع لمدة 3 أشهر مع أغلب العاملين فى الدفاع المدنى فى مدينة حلب».

واستطرد: «اجتمعنا مع المخرج فراس فياض فى شتاء 2014، وكانت فكرته أن يتم البحث عن شخصيات عاشوا قصصاً فى حياتهم، شريطة أن يوافقوا على التصوير، واستخدمنا الكاميرات الموجودة لدى المصورين فى مركز حلب الإعلامى، ولم يكن لدينا معدات ذات تقنيات عالية، وتم الاتفاق على الشخصيات وبدأنا بالفعل العمل وكان لدينا اقتراحات عدة، أولها أن نصور العمل لتليفزيون الـ(BBC)، بحيث يحصلون على الفيلم كاملاً ويقومون بعرضه تليفزيونياً، وكانت مدته حينها 60 دقيقة، ولكن قررنا طرحه للسينما، لأن تأثيرها أكبر ولها جمهور ومتابعون أكثر خصوصاً فى العالم الغربى، ووضعنا هذا القرار فى إشكالية كبيرة وهى التمويل».

وأكمل: «بسبب ضعف الإمكانات المادية قمنا بشراء كاميرا واحدة فى شهر أبريل 2016، بالإضافة إلى المشكلة التى واجهتنا فى معدات تسجيل الصوت خلال الفترة الأولى، حيث لم تكن على جودة عالية، وبالتالى انتظرنا فترة حتى نستطيع توفيرها، العمل لم يكن مخاطرة بمقدار الوجود داخل الحمم البركانية المسماة (حلب) التى كانت أخطر مدينة بالعالم ولا يستطيع أحد حصر نوع الخطر الذى يتعرض له كل شخص يعمل فى مجال التوثيق داخل تلك المدينة، والأمر ينطبق أيضاً على عمال الدفاع المدنى، وهناك مقاطع فى الفيلم تكشف تعرُّض المصورين للموت بسبب استهداف تلك الفرق أثناء عمليات انتشال الجرحى والمصابين».

وفى السياق ذاته، قال حسن قطان، المخرج المنفذ للفيلم، إن العمل على الفيلم استغرق ما يقرب من 3 سنوات كاملة، متابعاً: «تم تصوير المشاهد فى الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وكانت فترة صعبة للغاية، حيث كانت تشهد قصفاً يومياً من قبَل النظام، إلى جانب التدخل الروسى فى المنطقة، وتأثير هذا العنف على حياة الناس فى حلب، وبسبب طبيعة الفيلم التى ترصد عمل أصحاب الخوذ البيضاء (رجال الدفاع المدنى) تعرضنا لمواقف خطرة كادت أن تتسبب فى القضاء على حياتنا، وهذا ما يراه الجمهور بوضوح فى المشاهد».

وكان فيلم «الخوذ البيضاء» للمخرج أورلاندو فون آنسيديل، حصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقى قصير العام الماضى، مع العلم أنه يتناول القضية نفسها التى يناقشها الفيلم الوثائقى الطويل «آخر الرجال فى حلب»، وحول الاختلاف بين الفيلمين أوضح «قطان» لـ«الوطن»: «كنت أحد المصورين فى فيلم (الخوذ البيضاء)، حيث كان يتناول مؤسسة الدفاع المدنى فى سوريا وآليات عملها، ولكن التعاطى مع الشخصيات يُعتبر سطحياً مقارنة بفيلم (آخر الرجال فى حلب)، فهناك تعمق فى حياة العاملين وتفاصيلها بالإضافة إلى الصراعات الدرامية، المدة الزمنية الطويلة والتقرب من الشخصيات أضفيا على الفيلم بُعداً سينمائياً حقيقياً، حيث يقدم الواقع بتناقضاته، كيف يفرحون ويتألمون، وكيف تتوالى مشاهد الموت والحياة». وأردف: «بما أننى عملت فى الفيلمين، أنا أفضّل (آخر الرجال فى حلب)، وأشعر أن أى شخص يريد معرفة كيف عانى السوريون من بطش النظام وناضلوا من أجل الحياة، عليه أن يشاهد الفيلم، والذى أفخر بكون فريق عمله من المصورين والمخرجين السوريين، هو أول عمل سورى يترشح للأوسكار، ومع احترامى للأجانب الذين نفذوا أعمالاً عن سوريا، فى اعتقادى أن الشخص عندما يحكى عن مأساته يستطيع أن يكون أقرب للواقع».

الوطن المصرية في

22.12.2017

 
 

هوليوود توجه تحية إلى الصحافيين في آخر إنتاجات سبيلبرغ

واشنطن – أ ف ب:

في وقت يُتهم الصحافيون بنشر الأخبار المزيفة، ينتهز ستيفن سبيلبرغ وتوم هانكس وميريل ستريب شعبية هوليوود للترويج لوسائل الإعلام في فيلم جديد يحمل اسم «ذي بوست».

ويروي هذا الفيلم الطويل من توقيع ستيفن سبيلبرغ الذي يخرج إلى الصالات الأمريكية أمس الجمعة مسار نشر «أوراق البنتاغون»، هذه الوثائق التي كشفت أكاذيب الإدارة الأمريكية حول تدخل الولايات المتحدة في فيتنام، في صحيفة «واشنطن بوست» الشهيرة.

وتؤدي ميريل ستريب فيه دور كاثرين غراهام، مديرة النشر في الصحيفة، في حين اختير توم هانكس لدور بن برادلي رئيس التحرير.

ويتطرق الفيلم إلى قرار كاثرين غراهام نشر هذه الوثائق، وهو قرار من شأنه أن ينعكس سلبا على الصحيفة التي هي ملك لعائلتها والتي تترأسها منذ انتحار زوجها فيل قبل 8 سنوات.

وقد ساهم دانييل إلسبرغ الموظف الحكومي السابق والمبلّغ عن المخالفات في تسريب 7 آلاف صفحة من المستندات المصنفة سرية في البنتاغون حول حرب فيتنام، وذلك عام 1971.وبينت هذه الوثائق أنه خلافا لمزاعم عدة مسؤولين أمريكيين، لن تكسب الولايات المتحدة الحرب على فيتنام.

وقد بدأت «نيويورك تايمز»، وهي صحيفة مرجعية أخرى في الولايات المتحدة، بنشر هذه الوثائق قبل أن يستحصل الرئيس نيكسون على أمر من محكمة فدرالية يحظر نشر هذه المعلومات، بححة حماية الأمن القومي.

وقررت عندها «واشنطن بوست» أن تتولى هذه المهمة بنفسها، بالرغم من الارتدادات الاقتصادية والسياسية التي قد تنعكس على مجموعتها.

وبعد خمسين عاما تقريبا على هذه الحادثة وعلى بعد بضع دقائق عن مقر صحيفة «واشنطن بوست»، قدم العرض الافتتاحي لهذا العمل السينمائي في متحف الصحافة العريق «نيوزيوم» في العاصمة الأمريكية.

وكانت الهجمات المتعددة التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصحاف ماثلة في كل الأذهان، لا سيما أن المتحف يقع على قاب قوسين من البيت الأبيض.

وغالبا ما يوجه سيّد البيت الأبيض سهامه إلى «نيويورك تايمز» و«سي ان ان»، وهو قد انتقد أيضا صحيفة «واشنطن بوست» متهما إياها بالترويج للأخبار المزيفة، وهو مصطلح عهد الرئيس على استخدامه، وواصفا إياها بـ «غير النزيهة» و«الزائفة».

كما لقبها بـ «أمازون واشنطن بوست»، في إشارة إلى جيف بيزوس صاحب «أمازون» الذي اشترى المجموعة من عائلة غراهام سنة 2013.

وصرح ستيفن سبيلبرغ الذي حضر العرض الافتتاحي برفقة توم هانكس وميريل ستريب التي قال عنها ترامب إنها «مبالغ في موهبتها»، «من المهم جدا بالنسبة لي ألا نعتبر هذا الفيلم عملا مسيّسا أو متحزّبا نابعا عما يوصف على انه الإعلام اليساري».

وأردف قائلا «أعتبره فيلما عن الحسّ القومي وجرأة وسائل الإعلام التي هي السلطة الرابعة، فضلا عن الجهود التي بذلتها لنشر أوراق البنتاغون التي أدت إلى فضيحة ووترغيت».

وقد كانت هذه الفضيحة المدوية محور إنتاجات هوليوودية عدة، أبرزها «أول ذي بريزيدنتس من» الصادر سنة 1976 والذي يؤدي بطولته روبرت ريدفورد وداستن هوفمان في دور الصحافيين في «واشنطن بوست» اللذين أدت تحقيقاتهما الاستقصائية إلى الإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون.

القدس العربي اللندنية في

23.12.2017

 
 

قضية «زياد دويرى» تصل إلى الأوسكار

كتبت : شيماء سليم

تحكى إحدى قصصنا التراثية عن ملك عظيم فى بلاد بعيدة جاءه نصابان، وأقنعاه أنهما يستطيعان أن ينسجا له ثوبا ملكيًا مسحورًا، لا يراه إلا الأذكياء فقط و أى إنسان غبى لن يستطيع أن يراه.. الفكرة أعجبت الملك، فأخبرهما أنه يريد مثل هذا الثوب حتى يميز به الأذكياء من الأغبياء. لم يفعل النصابان شيئًا.. وأخذا يتكاسلان ويلعبان.

وعندما شعرا بالخطر من عدم تحقيق المطلوب منهما، أخذا ينسجان ثوبا من الفراغ وافتعلا الدهشة أمام الجميع متسائلين «ألا تستطيعون رؤية الثوب؟» فكان يتظاهر الجميع بقدرتهم على رؤيته حتى لا يظن الملك أنهم أغبياء.. كما تظاهر الملك نفسه  برؤيته حتى لا يقال عنه إنه غبى. ثم أذاع القصر أن الملك سيمشى فى الشارع وسط موكب عظيم ليرى الناس الثوب الذى لا يراه سوى الأذكياء فقط. وهكذا وقف الملك عاريا وسط القصر وخرج إلى الشارع ليسير فى موكبه الملكى وسط الناس المذهولة من رؤية ملكهم يمشى عاريًا فخورًا بعريه، ولكن كل واحد منهم خاف أن يظنه الآخرون غبيا.. فراحوا يهللون ويهتفون بجمال الثوب ليظنهم الجميع أذكياء!! وهنا ظهر طفل صغير أخذ يضحك ويصرخ بأعلى صوته: الملك عاري!!

ربما ما يعيشه الآن المخرج اللبنانى «زياد دويري» يشبه كثيرًا هذه القصة.. فهو لم يتظاهر مثل الآخرين بأن بلادنا العربية تعيش فى محبة وسلام وأخذ يصرخ فى كل فيلم يقدمه بالعنصرية الموجودة فى نفوس العرب تجاه بعضهما البعض. «زياد» وفى أول أفلامه «بيروت الغربية» - 1998 - قام بطله بالتلفظ بالعبارة الشهيرة التى نسمعها فى الشارع بينما يسد الفن دائما أذنيه عنها وهى أن «العرب جرب». ومع فيلمه قبل الأخير «الصدمة» بدأ ينزع الضمادة برقة عن جرح «الشيزوفرينيا» التى يعيشها العرب وفى فيلمه الأخير «القضية رقم 23» أكمل نزع الضمادة ولكن هذه المرة كانت بعنف شديد. ليرتعد من الألم معظم العرب معلنين رفضهم لـ«زياد» وأفكاره ومقاطعتهم لأفلامه. ووصمه بالتطبيع وهى أول وأقبح وأهم وأسهل الاتهامات التى تلقى على أى فنان يفكر أن يقترب من أسلاك الأحقاد الشائكة بين العرب أو اقتحام كهف «الغول» الذى أرهقنا الخوف منه، إسرائيل.

بعد عرض «القضية رقم 23» والذى يحكى عن قصة خلاف يقع بين رجل لبنانى مسيحى ولاجئ فلسطينى وهى قصة من المؤكد أنها حدثت بشكل أو بآخر فى لبنان أو غيرها من البلاد العربية بدأت حملات المقاطعة تنادى برفض هذا المخرج وأعماله وتندد بالبلاد والمهرجات العربية التى تشجعه على سياسته المدمرة بعرض أفلامه.. الحجة التى أستند عليها مهاجمو «زياد» أن هذا الفيلم يثير الفتن وينذر بحرب أهلية جديدة ويعلن عن كراهية مبطنة فى نفوس أبناء الديانات والطوائف والجنسيات العربية المختلفة.. وهو ما يجدونه غير صحيح بينما الواقع يوحى بصدق جرس الإنذار المزعج الذى أطلقه «زياد دويري» فى فيلمه

الهجوم الحالى ومحاولة الزج بـ«زياد» فى السجن ليلقى عقاب المتعامل مع العدو، عائد على ملابسات صاحبت فيلمه السابق، «الصدمة» - 2013 - والذى كان «صدمة» بالفعل عند أصحاب طرفى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.. فقد كرهه الاثنان ورفضه الاثنان.. العرب رفضوا أن يتم تصوير فيلم فى تل أبيب وأن يستعان بممثلين إسرائيليين وأن تصور مشاهد لأطفال إسرائيليين جرحى من جراء عملية انتحارية.. وقد وصل الأمر لمطالبة بعض أعضاء جامعة الدول العربية بمنع الفيلم فى الدول العربية.. أما الغرب فقد كرهوا هم أيضا الفيلم باعتبار أنه ينتصر للقضية الفلسطينية ويدافع عن «الإرهابيين».. ووصل الأمر لدرجة انسحاب الشركة الأمريكية «فوكس فيتشرز» التابعة لاستوديوهات «يونيفرسال» من المشاركة فى إنتاج الفيلم بعد أن كانت متحمسة فى البداية.. «زياد» أكد فى أكثر من مقابلة أنه أراد أن يصور فيلمه فى أرض الواقع وأنه استعان بممثلين إسرائيليين لأنه من غير المنطقى أن يأتى بممثلين عرب يتحدثون العبرية وأنه ذهب إلى أرض المحتل الإسرائيلى وقد تغيرت مشاعره من الخوف الذى كان يشعر به فى الماضى من هذا العدو إلى القدرة على مواجهته والصمود فى وجهه. كما أعلن أنه من خلال هذا الفيلم يدافع عن القضية الفلسطينية.. وليس كما أتهم بأنه يدعو للتعاطف والتطبيع مع إسرائيل.. «زياد» كشف أيضا أن السلطات اللبنانية كانت على علم بأنه سيصور بعض مشاهد الفيلم فى تل أبيب ولم تعترض، ولكنها راحت تحرك الدعوى ضده وتجرى معه تحقيقا فى المحكمة العسكرية بعد أربع سنوات بسبب فيلمه الجديد، الذى يقترب من فضح الأزمة الداخلية فى لبنان ثم اضطرت إلى حفظ التحقيق

الفيلم الجديد «القضية رقم 23» يلقى «زياد» من خلاله حجر فى المياه الراكدة.. ليعبر عن مدى توتر العلاقات بين اللبنانين والفلسطينيين، ورغبة اللبنانيين فى التخلص من التواجد الفلسطينى فى لبنان.. ولم يخل الفيلم من تبادل القاء التهم والشتائم بين البطلين - اللبنانى والفلسطينى.

الفيلم استطاع أن يصل إلى القائمة قبل النهائية لترشيحات الأوسكار أفضل فيلم أجنبى من بين 92 فيلمًا تقدمت للأكاديمية، وقد وصل «القضية».. ومعه ثمانية أفلام من ضمنها «فى العدم» الألمانى، «الميدان» السويدى و«التعلب فات» الإسرائيلى.. وقد عرض الفيلم أيضا فى عدد من المهرجانات الدولية أهمها مهرجان فينسيا وفاز بجائزة أفضل ممثل للفلسطينى  «كامل الباشا»، كما عرض الفيلم فى مصر مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائى بحضور المخرج.. التقدير الفنى للفيلم لم يأت فقط من خلال المشاركة فى المهرجانات والاقتراب من الأوسكار، بل تمكن الفيلم من نيل تقدير نقدى وصل إلى 100% من المقالات النقدية الإيجابية على الموقع الشهير « Rotten Tomatoes». 

ما يتعرض له «زياد دويري» حاليا من إلقاء الاتهامات، والانقسام ما بين الهجوم عليه والدفاع عنه لا يختلف كثيرًا عن الانقسام السياسى والطائفى والاجتماعى الذى يعانى منه عالمنا العربى، ولكن «زياد»، مثل الطفل فى حكاية الملك العارى، فهو يضحك الآن وحده على الشعوب العارية التى ترتدى أثوابا زائفة. <

مجلة روز اليوسف في

23.12.2017

 
 

مخرجات هوليود يبحثن عن فرصة للأوسكار

‏4‏ ترشيحات نسائية فقط علي مدار‏89‏ دورة وسينما الرجال تسيطر

مني شديد

علي مدار تاريخ الأوسكار في الـ‏89‏ دورة الماضية لم يحظ صانعات الأفلام بالكثير من الفرص في الترشح أو الحصول علي جوائز الأوسكار لأفضل إخراج‏,‏ وهو ما يستدعي التساؤلات الآن في موسم الأوسكار مع قرب موعد الإعلان عن المرشحين للجوائز في الدورة الـ‏90‏ خلال يناير المقبل‏.‏

فعلي الرغم من ظهور الكثير من المخرجات المتميزات علي مدار السنوات الماضية واللاتي يحصدن الجوائز في المهرجانات الأوروبية والعالمية, غير أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لم تمنح شرف الترشح للأوسكار لأفضل إخراج خلال دوراته الـ89 إلا لـ4 مخرجات فقط, وهن لينا ويرتمولر في عام1976 وجين كامبيون في1993 وصوفيا كوبولا في2003 وكاثرين بيجلو في2009 و2012 وحازت علي الجائزة في عام2009 عن فيلمTheHurtLocker.

وتشير توقعات الأوسكار حاليا إلي أن ترشيحات الدورة الـ90 ربما لن يكون للمخرجات حظا فيها أيضا خاصة مع هيمنة الرجال علي السينما الهوليودية, وفي ظل وجود عدد من المخرجين الكبار المتنافسين عليها هذا العام وعلي رأسهم كريستوفر نولان وجاليرمو ديل تورو وستيفن سبيلبرج.

وتدعم نتائج ترشيحات الجولدن جلوب التوقعات بغياب المخرجات من ترشيحات الأوسكار أفضل إخراج أيضا, حيث حظي بها كل من ستيفن سبيبلبرج عن فيلمه ذا بوست وكريستوفر نولان عن فيلمDunkirk, وجاليرمو ديل تورو عنTheShapeofWater, ومارتن ماكدوناه عن فيلم ثلاث لوحات إعلانية خارج آيبينج, ميسوري, وريدلي سكوت عن فيلمAlltheMoneyintheWorld.

وقدمت بعض الصحف الأجنبية قائمة بأسماء أبرز14 مخرجا ومخرجة يتنافسون في سباق الأوسكار هذا العام للحصول علي الترشيحات التي يجري التصويت عليها حاليا من قبل أعضاء الأكاديمية في جميع أنحاء العالم, وتضم القائمة التي نشرها موقع صحيفة الهافنجتون بوست لأحد النقاد أسماء3 مخرجات فقط.

وتأتي علي رأسهم المخرجة جريتا جروينج وفيلمها لادي بيرد المرشح لأربع جوائز جولدن جلوب لأفضل فيلم موسيقي أو كوميدي وأفضل سيناريو وأفضل ممثلة ساويرس رونان, وأفضل ممثلة مساعدة لاوري ميتكالف, وحصل الفيلم علي عدد من الجوائز في مهرجانات مختلفة بأنحاء الولايات المتحدة الأمريكية ومنها جائزة أفضل مخرجة لجريتا من جوائز مؤسسة النقاد في تورنتون ونفس الجائزة من مهرجان سان دييجو ومؤسسة آنديانا للصحافة وغيرها.

ويعتبر هذا الفيلم ثاني فيلم روائي طويل تقوم بإخراجه وهي تعمل في الأساس كممثلة وشاركت في بطولة العديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية, ورشحت من قبل لجائزة الجولدن جلوب أفضل ممثلة عن دورها في فيلمFrancesHa في عام2014, وحازت علي أفضل ممثلة من مهرجان دبلن السينمائي الدولي في عام2012 عن فيلمDamselsinDistress.

لادي بيرد من تأليف وإخراج جريتا جروينج وبطولة ساويرس رونان, وتيموثي تشالاميت, وأوديا راش ولاوري ميتكالف وجاك ماكدورمان وكاثرين نيوتن.

بينما تسعي المخرجة باتي جينكينز للأوسكار بفيلم المغامرات واندر وامان والذي تستعد حاليا لتقديم الجزء الثاني منه بعد أن حقق الجزء الأول إيرادات علي مستوي العالم تعدت821 مليون دولار أمريكي, ليسجل اسم باتي في عالم السينما الذي انتقلت إليه من المسلسلات التليفزيونية, التي حققت فيها نجاحا كبيرا وحصلت علي أحد أعمالها وهو مسلسلTheKilling علي ترشيح لجوائز إيمي أفضل مخرجة.

كما سبق لها المشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام2004 بفيلمMonster الذي نافست به علي جائزة الدب الذهبي وحصلت عنه شارليز ثيرون علي الدب الفضي لأفضل ممثلة, وحازت شارليز أيضا علي أوسكار أفضل ممثلة عن نفس الفيلم مع باتي جينكينز.

واندرو امان بطولة جال جادوت وكريس باين وكوني نيلسون وروبن رايت وداني هيوستن وحصل علي جائزة فيلم العام بالإضافة إلي عدد من جوائز جمعيات النقاد الأمريكية.

وتدخل معهما في المنافسة المخرجة السمراء دي ريس بفيلمMudbound التي دخلت للسينما من عالم الدراما التليفزيونية ورشحت لجوائز إيمي من قبل, وحصل فيلمها مودبوند علي جائزة الجمهور من مهرجان أوستن السينمائي ونفس الجائزة من مهرجان ميدلبيرج, كما حصل الفيلم علي عدد من جوائز روح الأفلام المستقلة.

ويتنافس المخرجات الثلاث علي جوائز الإخراج مع عدد من الأفلام المهمة لمخرجين كبار, فإلي جانب المرشحين للجولدن جلوب ستيفن سبيبلبرج وكريستوفر نولان وجاليرمو ديل تورو ومارتن ماكدوناه وريدلي سكوت, تضم قائمة الهافنجتون بوست لتوقعات ترشحيات الأوسكار أسماء مخرجين آخرين مثل ألكسندر باين عن فيلمDownsizing, وجو رايت عن فيلمDarkestHour, وشين باكير عن فيلمTheFloridaProject, وبول توماس آندرسون عنPhantomThread, ولوكا جوادنينو عن فيلمCallMebyYourName, وجوردن بايل عن فيلمGetOut.

الأهرام المسائي في

25.12.2017

 
 

«قضية 23»... المَشاهد ناقصة

علا الشيخ*

«قضية 23» أصبح قضية بسبب الهجوم الشخصي على زياد دويري، وأصبح التعاطف معها جزءاً من دعم المخرج، على حساب تساؤلات ما زالت تنتظر الإجابة، لكن الحقيقة أن الديباجة التي يحملها الدويري معه وهو أنّه رضع فلسطين من صدر أمه، كنوع من التأكيد على موضوعيته، باتت غير صالحة الاستعمال، لأن دويري قدّم رأياً سياسياً على حساب الفن، وهذا نعرفه في بداية الفيلم عندما أشار إلى أن أحداث الفيلم تعبر عن رأيه الشخصي وليس رأي لبنان.

بات ضرورياً قبل الحديث عن فيلم «قضية 23» للمخرج اللبناني زياد دويري، أن يعلن الكاتب أنه ضد نظام الأسد ومن معه، بخاصة اذا وجد في الفيلم أنه لم يحمل إلا خطاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، وذلك للخروج من حالة استقطاب سيطرت على أي حديث عن الفيلم.

هذا الإعلان ضروري لما سيتم كتابته في هذه السطور.

الضجيج الذي رافق الفيلم مباشرة بعد عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته 74، التي توّجت بطله كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل، وما تلاه من مقالات كانت أغلبها تصب جام غضبها على شخص مخرج الفيلم زياد دويري، كانت كفيلة ببناء مشاعر غير مستقرة تجاه الفيلم، بخاصة أن التجربة السابقة لدويري والتي حملت عنوان «الصدمة» ما زال أثرها السلبي عالقاً والنقاشات فيها مختلفة الاتجهات، إلى أن جاءت اللحظة في عرض الفيلم عربياً لأول مرة في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي في مصر، بحضور المخرج،  لتكتمل الصورة بالنسبة لمشاهدين فلسطينيين على وجه الخصوص. لم يراع أحد مشاعرهم عندما انتهى الفيلم ووقف غالبية الجمهور لتقديم تحيتهم إلى دويري مع تصفيق طويل كان كفيلًا أن يضع اليد على الحقيقة: أي رأي مخالف لتمجيد الفيلم والثناء عليه لن يؤخذ به.

كان من الجيد تناول الفيلم فنياً، لكن الوقع السياسي فيه كان أقوى من القيمة الفنية السينمائية التي تخبّط فيها دويري، ولا شك أن فيلميه السابقين «ويست بيروت» و«الصدمة» سواء اتفقنا عليهما أم اختلفنا، كانا من الناحية السينمائية أكثر إلماماً وتفوقاً.

في المقابل يكاد يكون «قضية 23» الفيلم الأول الذي يتناول العلاقة الشخصية وليس السياسية بين "القوات اللبنانية" والفلسطينيين لأن الحرب عملياً انتهت، لكن على ما يبدو أن القلوب ما زالت "مليانة" وهذا من شأنه فتح باب جديد في طريقة تناول كافة أشكال الصراع. لكن ثمة سؤال كبير يجب أن يتم طرحه وهو "هل يستوي الضحية مع الجلاد؟" حسناً أدركنا أن "القوات اللبنانية" في الفيلم حزب يحب وطنه، لا خلاف، لكن هذا الحب الملطخ بدماء بشر ومجازر، هل من الممكن وضعه بندّية مع من فقد أرضه ووطنه؟ هذا والحرب قد انتهت، وهذا هو الشيء المضيء في الموضوع، لكن إعادة الحديث عنه بهذا الشكل القريب إلى الاستهتار أكثر من كونه بناء درامياً مرتكزاً على حقيقة وتاريخ، كان لا بد من أن يخلق غضباً لم يعد يجدي معه نهاية للفيلم يبرّئ فيها القضاءُ الفلسطينيَ، فذلك لا ينهي النقاش.

لكن فيلم دويري مليء بالأحداث، وبمشاهد ناقصة وخطابات لم تكتمل. الحقيقة أن الفلسطيني ياسر (بكامل باشا) أظهره الدويري كعزيز النفس وصاحب كرامة، لا يقبل بالرضوخ، ولا يريد لمشكلة بدأت بكلمة "عرص" وجّهها إلى طوني وانتهت بجملة "يا ريت شارون محاكُم من الدنيا" التي قالها طوني، ليتطور المشهد إلى لكمة من ياسر وينتقل العراك إلى أروقة المحاكم.

ومن الإنصاف القول أن الفيلم جاء بطرح مشاكل الفلسطينيين في لبنان مع قوانين العمل، بخاصة مع شخصية ياسر، المهندس الذي غادر الخليج وعاد إلى لبنان ليعمل رئيس عمال بشكل غير قانوني،  لكن ثمة ما تم طرحه بين السطور، ثمة صورة لمن لا يعرف حقيقة الصراع ستضع الفلسطيني كناكر للمعروف، والغدر سمته، سيظهره كمسلّح يقتل المدنيين، في مشهد طال أكثر من اللازم في مشاهد لمجزرة "الدامور" واستُخدم فيها اسم "الصاعقة الفلسطينية" التي تسببت بتلك المجزرة والتي كانت السبب وراء حقد طوني على الفلسطينيين، لم يُظهر الدويري أن تنظيم الصاعقة الفلسطيني ما هو إلا تابع تام لنظام حافظ الأسد، الذي ارتكب أيضاً مجزرة "تل الزعتر" التي لم تلق الحضور السينمائي الكافي لاعتبارات سياسية.

ما حدث فعلاً في أروقة المحكمة، هو حديث مطول لخطابات كتائبية على حساب حديث مقتضب للمحامية التي تدافع عن الفلسطيني ياسر، باستثناء مشهد واحد له علاقة بحرب أيلول في الأردن، والمعروفة بأيلول الأسود، عندما جاء دفاع طوني برجل مقعد، ليؤكد على عنف ياسر تاريخياً، وهو يقول بأنه كان طباخاً، يقدم وجبات للفلسطينيين، وجد طفلًا يسرق رغيف خبز فتقدم إليه ينهره فهجم عليه ياسر وتسبب بإعاقته، هنا تقدمت محامية الدفاع عن ياسر لتؤكد أن الطباخ كان جندياً أردنياً ويرتدي البزة العسكرية ويقدم الطعام لمن فقد ذويهم قبل أيام، والمطلوب من ياسر أن لا يدافع عن طفل صغير سرق رغيف خبز في حضرة كل ذلك الموت، لكن هذا الدفاع كان ضعيفاً عندما تم الحديث عن مجزرة "الدامور".

السياسة هي التي استغلّت وجع كل جهة من الموجودين، لكن طوني وياسر لم يكونا يريدان إيصال الأمور إلى درجة استدعاء رئيس الجمهورية لهما، طوني يريد اعتذاراً من ياسر، حصل عليه عملياً بعد عرض مجزرة الدامور، فيما بدا أشبه بصفحة من الضروري طيها، هذا المشهد كان من الممكن أن يخلق التوازن لولا اقترانه بمجزرة الدامور. مع ضرورة الثناء على تمثيل بطل العمل عادل كرم الذي أدى دور طوني، وكامل باشا الممثل الفلسطيني الذي كان صامتاً أغلب الوقت واكتفى بأن يعبر بلغة وجهه.

«قضية 23» أصبح قضية بسبب الهجوم الشخصي على زياد دويري، وأصبح التعاطف معها جزءاً من دعم المخرج، على حساب تساؤلات ما زالت تنتظر الإجابة، لكن الحقيقة أن الديباجة التي يحملها الدويري معه وهو أنّه رضع فلسطين من صدر أمه، كنوع من التأكيد على موضوعيته، باتت غير صالحة الاستعمال، لأن دويري قدّم رأياً سياسياً على حساب الفن، وهذا نعرفه في بداية الفيلم عندما أشار إلى أن أحداث الفيلم تعبر عن رأيه الشخصي وليس رأي لبنان.

*ناقدة سينمائية من فلسطين

مجلة رمان الإلكترونية في

25.12.2017

 
 

فيلم MOTHER.. دعوة للتفكير في قراءة بديلة

ـ رجـا ساير المطيري

منذ أن انطلقت عروض فيلم Mother في شهر سبتمبر الماضي وهو يثير جدلاً كبيراً لم يتوقف للحظة، بسبب قصته المثيرة وأحداثه الغريبة التي تجري في مكان واحد بإيقاع متسارع وشخصيات تتنامى وتتعاقب دون منطق ظاهر يربط بينها. وقد زاد مخرج الفيلم دارن آرنوفسكي من حدة الجدل بتصريحاته التي ألمح فيها إلى معانٍ ميتافيزيقية تتضمنها قصة فيلمه الغامض، تتعلق بتاريخ البشر منذ بدء الخليقة وعلاقتهم بالطبيعة الأم. لكن إلى أي حد يصل غموض الفيلم؟. ووفق أي سياق يمكن قراءته وفهمه؟.

يروي آرنوفسكي في فيلمه الجديد قصة زوجين يعيشان في منزل ريفي، تبدو حياتهما وادعة وهانئة إلى اللحظة التي يزورهما ضيف غريب. الزوج كاتبٌ يعاني من صعوبة في إنجاز روايته الجديدة، والزوجة ربة منزل تنشغل بتجديد بيتها وتهيئته لطفلها الذي لم يأت لهذه الدنيا بعد، لكن حياتهما تنقلب رأساً على عقب مع ظهور الضيف الغريب الذي يحضر برفقة زوجته وابنيه، ثم يتبعهم أفواج من البشر تتدافع على هذا البيت بتدفق صاخب وسط ذهول الزوجة وبلادة الزوج. عالم مثير يحيط به الغموض من كل جانب ولا مفاتيح له سوى تلميحات آرنوفسكي، وأسماء الشخصيات التي هي في الحقيقة ليست أسماء عادية بل أوصاف عامة تعزز من المعنى الميتافيزيقي.

هل يمكن فهم هذا الجنون الصاخب؟. وهل هناك قراءة أخرى غير ما ألمح له المخرج وغير ما توحي به أسماء الشخصيات؟. لنفعل ذلك لابد أن نعود إلى تاريخ المخرج نفسه ونتعرف على أفلامه السابقة والفلك الذي تسبح فيه. المخرج دارن آرنوفسكي يعد من أهم صناع السينما في العقدين الماضيين، وكل فيلم من أفلامه يسبح في عالم روائي خاص به، أسلوباً وفكرة، لكن هناك –برأيي- رابط خاص يجمعها يتعلق بسعي البشر نحو الكمال والثمن الذي ينبغي دفعه لتحقيق ذلك. في فيلمه الطويل الأول الذي صنعه عام 1998 بعنوان “باي-π” نرى عالم رياضيات مصابا بلعنة العبقرية ويشعر أن بإمكانه فهم الكون من خلال الأرقام. وفي فيلمه التالي “مرثية حلم-Requiem for a Dream” يرسم آرنوفسكي عالماً كئيباً لمجموعة من المدمنين، من بينهم عجوز تدمن أدوية “التخسيس” رغبة منها في جسم أفضل، فيما تسعى شخصيات فيلمه الثالث “النافورة-The Fountain” للبحث عن شجرة الحياة التي ستجعل حياتها أفضل. وستتضح هذه الرغبة المحمومة بالكمال في فيلم “البجعة السوداء-Black Swan” الذي قدمه عام 2010 وفيه رسم حكاية عنيفة عن الثمن الذي لابد أن تدفعه راقصة باليه لتصبح الأفضل.

وفق هذا السياق الذي تحتدم فيه رغبة الإنسان وتوقه الأبدي للكمال، يمكن قراءة فيلمه الأخير Mother لكن ليس لفهمه فهماً تاماً كما أراده المخرج –لاستحالة ذلك بالطبع- بل على الأقل للتفكير في قراءة بديلة للسياق الميتافيزيقي المقترح. وإذا كانت شخصياته السابقة التي ظهرت في أفلامه الأولى، قد ابتليت برغبتها الخاصة، وعاشت شقاءها لوحدها، فإن الشخصية المحورية في فيلم Mother -والتي لعبت دورها جينيفر لورانس- قد ابتليت بالشقاء بسبب زوجها الكاتب المبدع.

في أفلامه السابقة يحكي آرنوفسكي مأساة المبدع وثمن النجاح الذي ينبغي أن يدفعه، بينما في فيلمه الجديد يذهب إلى المحيطين بهذا المبدع ويتأمل في الآلام التي يتجرعونها خلال رحلة نجاحه. هنا يكون الروائي الزوج –الذي أدى دوره خافيير بارديم- مشغولاً بعالمه الخاص يريد أن يكتب روايته لكنه لا يستطيع الإمساك بشخصياته، وعندما أمسك بأول خيوط الرواية ممثلاً بشخصية الضيف الغريب –إد هاريس- يبدأ بالاندفاع بالكتابة حتى أنجز روايته، وهنا يمكن القول إن الضيف الغريب ليس إلا شخصية روائية في خيال الكاتب تم تجسيدها مجازاً في عالم روائي عاصف. هذا المجاز سيستمر بعد ذلك ويتوسع إلى أن يصل الكاتب إلى النجاح وتحصد روايته اهتمام الإعلام والجمهور، ويصبح نجماً محبوباً من الجميع، وعبداً للجمهور، وكل ذلك يجري في البيت ذاته، وأمام الزوجة التي تتابع ما يجري بذهول، غير قادرة على إرضاء “نرجسية” زوجها المبدع، ومواكبة نجاحه، رغم الثمن الفادح الذي دفعته بروحها ودمها وقلبها!.

سينماتوغراف في

26.12.2017

 
 

في "ماراثون هوليوود" .. لأحلي أفلام السنة

"دونكيرك" يتفوق علي "الأم" .. و"دي لويس" ينافس "الليدي"

أميرة لطفي

نجحت مدينة السينما هوليوود في تقديم عدد من الأفلام الجديدة والمتميزة التي تنوعت قصصها وكانت في النهاية لصالح الجمهور بشكل عام ... واستطاعت هوليوود من خلال عدد من الأفلام الدرامية وأفلام السير الذاتية أن تحقق نجاحا هائلا وحتي أفلام القصص المصورة "الكوميكس" وصلت إلي ذروتها هذه السنة. وكذلك أفلام الرعب والتي اختلفت كثيرا عن سابقتها من الافلام التقليدية. 

استطاع السيناريست المخرج كريستوفر نولان في فيلمه الملحمي الحربي الأول "دونكيرك" بطريقة في منتهي العبقرية ومن خلال احداث العمل الشيق صورة حقيقية ومخيفة قي محاولة إجلاء أكثر من 400 جندي كانوا محاصرين خلال فترة الحرب العالمية الثانية وصنفه المعهد الفني الأمريكي "AFI" كواحد من أفضل أفلام السنة. 

ويعد فيلم النجم الانجليزي الشهير دانيل دي لويس "خيط السراب" والمخرج بول توماس آندرسون. أسمان مميزان يقفان وراء نجاح هذا الفيلم الدرامي الذي تقع أحداثه في عالم الموضة خلال فترة الخمسينات في لندن. حيث يتم تكليف خياط شهير يدعي رينولدز وودكوك بتصميم الفساتين لأبناء الطبقة الراقية والأسرة المالكة ونجوم الأفلام في تلك الحقبة الزمنية المختلفة. 

أما فيلم Get Out فهو واحد من أضخم الأفلام الجماهيرية القوية هذا العام. فهو فيلم رعب يتناول سياسة العلاقات بين الأعراق في أمريكا من زاوية أخري.. وهو فيلم للسيناريست والمخرج والممثل الشاب جوردان بيل وهو أول تجربة إخراجية له في مسيرته الفنية. واستطاع من خلال فيلمه ان يفرض اسمه كواحد من افضل المخرجين المتمكنين الكبار وله البصمة المتفردة في اخراج صورة غير نمطية.. تناول الفيلم قضية العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة ذكية لم يتم طرحها من قبل.. تدور أحداثه حول مصور شاب أسود البشرة يدعي كريس. وحبيبته روز التي تتمتع ببشرة بيضاء.. يعيش الاثنان قصة حب جميلة لفترة غير قصيرة . لكن الأمور تنقلب رأساً علي عقب عندما تقوم روز بدعوة كريس إلي منزل والديها الذي يقع في منطقة ريفية بعيدة عن المدينة. الأمر الذي يؤدي إلي انزعاج كريس من هذه الزيارة.. في البداية يمر كل شيء علي ما يرام. لكن الأمور تبدأ بالإثارة والرعب عندما يشعر كريس بوقوع حوادث مريبة ومخيفة في المنزل. الفيلم شارك في بطولته دانييل كالويا وأليسون ويليامز. 

تمكنت الكاتبة المسرحية والمخرجة الأمريكية ريتا يرويغ التي تبلغ من العمر 34 سنة. أن تبرز أسمها هذه السنة عن طريق تقديم الفيلم الكوميدي "الليدي بيرد" وهو شيّق وممتع في نفس الوقت حسب آراء النقاد الذين أشادوا بلمسة المخرجة الفنية التي استطاعت أن تتحكم في حبكة الأحداث علي طول الفيلم. ناهيك عن الآراء الممتازة التي حصلت عليها الموهبة الأيرلندية سيرشا رونان. حيث أشاد العديد من النقاد بأدائها وبأنها موهبة كبيرة علي الشاشة السينمائية .. تدور أحداثه حول ممرضة تعمل جاهدةً من أجل الحافظ علي لم شمل عائلتها بعدما فقد زوجها وظيفته. وتحاول من جهة أخري أن تحافظ علي علاقتها مع ابنتها المراهقة التي تريد أن تعيش حياتها بشكلي مختلف عما تريده لها والدتها. من بطولة سيرشا رونان في دور كريستين مكفرسون أو ليدي بيرد. واوديا راش. ولوري ميتكالف في دور الأم ماريون. 

ينتمي فيلم "أم" أو Mother إلي فئة أفلام الرعب النفسي وتدور أحداثه حول زوجين ينعمان بحياة هادئة مستقرة جنيفر لورانس وخافيير بارديم. إلا أن علاقتهما تتعرض لاختبار صادم وحقيقي حين يصل إلي منزلهما بعض الضيوف الغرباء. ومن ثم يبدأ التوتر في التسلل إلي تلك العلاقة ويهدد مصيرها. 

يعد فيلم Mother هو التعاون الخامس بين المخرج دارين أرنوفسكي ومدير التصوير ماثيو ليباتيك. وقد أثمر تعاونهما هذه المرة عن صورة سينمائية مميزة كان الفيلم ليفقد بريقه ورونقه الخاص لولاها. خاصة أن مضمون فيلم Mother يتسم بالتعقيد ويعتمد بصورة كبيرة علي الرمزيات. وقد استطاع ليباتيك أن ينسج من الألوان والإضاءة عالماً خاصاً يتماشي مع طبيعة الفيلم ويثير في النفس إحساساً بالتوجس ويُبقي المشاهد في حالة دائمة من الانتظار والترقب. كما اعتني المصور كثيراً بالكادرات القريبة لإظهار التفاصيل. وكذلك تم الاعتماد في أكثر من مشهد علي لقطات الزواية المائلة دافعاً بذلك المشاهد للتوحد مع الشخصية الرئيسية ورؤية عالم الفيلم ومتابعة الأحداث من منظورها.. وهو واحد من الأفلام التي حازت علي نجاح جماهيري واشادة نقدية كبيرة. 

فيلم "المرأة الخارقة" خطف كل الأضواء هذا العام حتي قبل عرضه وشكل عودة قوية لعالم الابطال الخارقين مثل البطلة جال جادوت التي نفذت دورها بإتقان وشكل الفيلم مفاجأة حقيقية لجميع من راهنوا علي خفوت نجومية هذه الأفلام .. واستطاعت شركة الانتاج عالم دي سي من النجاح بعد عِدة إخفاقات وتعثرات نتيجة فشل عدد من أفلامها في السنوات الأخيرة أن تقدم فيلمًا مختلفًا وناجحًا حصد العديد من الجوائز والترشيحات وحطم العديد من الأرقام بفضل مخرجة الفيلم باتي جينكينز التي استطاعت أن تصنع واحدا من أفضل أفلام الأكشن والسوبرهيروز في عام 2017. 

تدور أحداثه حول الأميرة المحبوبة ديانا برنس قبل أن تصبح المرأة المعجزة. تعيش في جزيرة ثيمسكيرا مع والدتها الملكة هيبوليتا والمحاربات الأمازونيات. وفي إحدي الأيام تتحطم طائرة طيار أمريكي يدعي ستيف تريفر في جزيرتها.. يخبرها تريفر عن الحروب والمعارك الشرسة التي تحصل في العالم الخارجي.. تقرر ديانا مغادرة الجزيرة لترافق تريفر من أجل نصرة الخير وحماية الضعفاء وإنهاء الحروب. 

الجمهورية المصرية في

27.12.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)