كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الجائزة الكبرى لفلسطين...

ولو نكاية بترامب

دبيّ - أمل الجمل

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الرابعة عشرة

   
 
 
 
 

يُدهش المتأمل في المستوى الفني والفكري لما يقرب من نصف عدد الأفلام العربية المتنافسة بمسابقة المهر الطويل بدبي السينمائي الدولي الذي اختتم فعاليات دورته الرابعة عشرة مساء الأربعاء الماضي- خصوصاً اللبنانية («بان أوبتيك»– «غداء العيد») والجزائرية («إلى آخر الزمان»– «السعداء»)، والتونسية («بنزين»– «الرجل خلف الكاميرا»)، والعراقي «زاغروس» والمغربي «غزية»– يُدهش كون السينما الفلسطينية نالت حظ الأسد من جوائزه. وقد يتساءل المرء هل الأحداث السياسية وقرار ترامب الأخير لعب دوراً في التعاطف وتوجيه دفة الجوائز؟! فجائزة أحسن ممثل التي كان يتنافس عليها بقوة كل من الممثل الجزائري جيلالي بوجمعة عن دوره كحفار قبور في الفيلم البديع «إلى آخر الزمان» لياسمين شويخ، والممثل التونسي علي يحياوي عن دوره في فيلم «بنزين» حيث يجسد معاناة والد أحد المهاجرين الذي لا يعرف هل غرق أم لايزال على قيد الحياة، هذه الجائزة ذهبت مناصفة إلى الفنان الفلسطيني محمد بكري وابنه صالح بكري بطلي فيلم «واجب» للمخرجة آن ماري جاسر التي حصدت هي أيضاً جائزة أفضل فيلم وهو أمر مثير للدهشة لتفوق أفلام أخرى عليه.

أذواق لجنة ما...

صحيح أن الأفلام المتنافسة على المهر القصير كانت تنحصر بين اللبنانية والفلسطينية نظراً لضعف مستوى المشاركات الأخرى لكن جائزة أفضل فيلم التي نالها المخرج مهدي فليفل عن شريطه «رجل يغرق» تثير هي أيضاً التساؤل لتفوق الأفلام اللبنانية عليه ومنها: «زيارة الرئيس» للمخرج سيريل عريس والذي نال جائزة لجنة التحكيم، و «تشويش» للمخرجة فيروز سحال، و «متوسط» طلال خوري على الأخص لما به من مشهدية سينمائية وتشكيل بصري مبتكر تعبيراً عن الهجرة غير الشرعية وابتلاع البحر للمهاجرين، في حين يستعرض «رجل يغرق» لمهدي فليفل وفي شكل مباشر استغلال الشاب الفلسطيني المهاجر في السرقة أو الاستغلال الجنسي الشاذ مقابل سيجارة أو وجبة طعام بخمسة أو ٣ يورو، لكن في النهاية لا يمكن إنكار أن الجوائز تخضع لأذواق لجان التحكيم والتي في الأغلب لا تخلو من توجهات سياسية.

كانت فلسطين حاضرة أيضاً من خلال فيلمين آخرين قصيرين هما «العبور»، و «بونبونة»، أما في قسم «ليال عربية» فشارك الوثائقي «نائلة والانتفاضة» عن المناضلة الفلسطينية التي خاضت تجربة الحمل والولادة في السجون الإسرائيلية وحتى بعد الإفراج عنها بصحبة طفلها عاشت الغربة عن زوجها ثم لاحقاً عندما اجتمع شمل الأسرة كان مشروطاً بالنفي عن الوطن. أما في «أرض الآباء» للمخرج العراقي علاوي سليم- والذي نال جائزة أفضل فيلم في مسابقة المهر الخليجي– فيصطحب البطل ابنه الشاب الذي يزور الأردن للسباحة على شاطئ البحر المواجه لفلسطين ويحكي له عن ذكرياته مع الجد الذي اعتبر القدس أجمل مدينة في الكون والتي تم طردهم منها، وأصبح ممنوعاً عليهم أن يدخلوها، فصارا يجلسان ساعات في هذا المكان الذي يمكن من خلاله رؤية فلسطين.

لبنانيون مُدهشون

المشاركة اللبنانية في هذه الدورة من مهرجان دبي تُؤكد استمرار تقدم مستواها الفني والفكري، والنقلة النوعية التي تشهدها هذه السينما على أيدي شابات وشباب واعدين، وذلك على رغم قلة عدد الأفلام الروائية الطويلة هذا العام مقارنة بالدورة السابقة للمهرجان اذ اقتصر على ثلاثة أعمال فقط، لكنها ثلاثة أفلام مُدهشة في صدقها وتلقائيتها وأداء أبطالها وبناء السيناريو السينمائي لها، وبمقدرتها على إيجاد معادل بصري إبداعي خصوصاً في الشريط الوثائقي «Panoptic» للمخرجة رنا عيد، ليس فقط على مستوى شريط الصوت الذي تميزت فيه بمهارة لافتة، ولكن أيضاً على مستوى الإبداع البصري وزوايا التصوير وتكوين الكوادر، وتوظيف الميثولوجيا للتعبير عن فكرتها في شكل خاطف وسريع.

أما الفيلم الروائي الطويل «غداء العيد» فهو أحد أصعب أنواع الأفلام لأنه يدور في مدة زمنية لا تتجاوز 91 دقيقة هي الزمن الفعلي للشريط السينمائي، وتدور غالبية الأحداث على مائدة الطعام لأفراد أسرة مسيحية أثناء تناولهم وجبة غداء العيد وأحاديثهم المتنوعة وعلاقتهم وتفاعلهم الذي يشي لنا بقوة علاقتهم وارتباطهم الحميمي، لكن فجأة تنقلب الأمور رأساً على عقب وتنشب معركة حامية بينهم تكشف عما دُفن في الأعماق حيث الإهانات والضرب وكأنها حرب أهلية داخل أسرة لبنانية. الفيلم أخرجه وكتب له السيناريو المحكم بكل تفاصيله التي قد تبدو شديدة العادية والتلقائية مثلما قام بمونتاجه أيضاً لوسيان بورجيلي وقد نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة المهر الطويل- فهو من شدة صدقيته يجعل المتلقي يتخيل أنه عمل وثائقي تُتابع فيه الكاميرا الخفية أبطالها المختلفين.

أما الروائي الطويل «يوم ببيروت» للمخرج نديم تابت والذي عرض بقسم «ليال عربية» فهو لا يقل أهمية عن سابقيه في قدرته على التعبير الموضوعي- بعيداً عن إصدار أي أحكام- عن حالة الارتباك التي يعيشها الشباب والشابات، عن الحب، والعواطف والرغبات، عن الانفصال المربك، وتغير الإنسان وفقدان الحب، والرغبة في استعادة خفة الشباب وبراءته، عن اكتشاف العالم، وقراءة التاريخ في محاولة للاستفادة منه في الحاضر، عن الموسيقى التي تربط بين العشاق، عن محاولة نسيان الواقع والضياع في المخدرات وإهدار الموهبة، كل هذا على خلفية التظاهرات وأحاديث عن الحرب والتفجيرات بأداء متقن وإيقاع سينمائي متوازن.

على طريق السينما

لم ينل الفيلم الجزائري «إلى آخر الزمان» أي جائزة لكنه أتى واحداً من أجمل وأرق الأفلام التي عرضت في دبي السينمائي وأكثرها بساطة على رغم أهميته، ويُؤكد حساسية ورهافة الوعي العميق لمخرجته الجزائرية ياسمين شويخ التي كشفت عن موهبتها باكراً منذ فيلمها القصير «باب» 2007. على رغم ما سبق لم تخرج السينما الجزائرية خالية الوفاض إذا نال فيلم «السعداء» جائزة أفضل مخرج لصاحبته صوفيا جامه، والذي تبدأ أحداثه من عام ٢٠٠٨ فيكشف عبر تفاصيل الحياة اليومية كيف لا يزال هذا البلد- وبعد سنوات من الحرب الأهلية– غير قادر على تضميد جراحه، وكيف أن ذكرى الضحايا لاتزال حاضرة، وهو أثناء ذلك يتناول الحالة الجوانية للجيل الذي خاض تلك الحرب وبقاء الجرح مفتوحاً على رغم مرور سنوات على انتهائها، وذلك بالتوازي مع وضعية الشباب والجيل الجديد وبقايا آثار التطرف الإرهاب الذي لايزال يبحث له عن طريق بين هؤلاء المراهقين.

تزامناً مع الخطوة الجريئة التي أعلنت عن إعادة فتح ما يزيد عن 300 دور عرض وإقامة مهرجان سينمائي في المملكة السعودية– على رغم حداثة الفن السابع هناك والمعوقات الكثيرة– بدا حضور سينمائيات سعوديات واضحاً في دبي السينمائي سواء من خلال لجان التحكيم ممثلاً في الممثلة والمخرجة عهد كامل بمسابقة المهر القصير والخليجي، أو من خلال قسم ليال عربية بفيلم وثائقي عن الشاعرة السعودية المتمردة التي اقتحمت برنامج شاعر المليون لتعبر عن آرائها وشخصيتها، وإن اختفت المشاركة السعودية من مسابقة المهر الطويل واقتصرت على المهر الخليجي من خلال ثلاثة أفلام تميز منها بوضوح فيلما «حلاوة» و «احتجاز»، ثم جاء فوز هيفاء المنصور بجائزة آي دبليو سي عن مشروع فيلمها Miss Camel والمشروع يحكي قصّة هايلا الفتاة السعودية التي تسعى بكل السبل إلى التخلّص من زواجها المدبّر لها، وتحقيق هدفها في الالتحاق بكلّية الفنون خارج أرض بلدها، وأثناء محاولاتها ولقاءاتها لدخول الكليّة بدولة خليجية مجاورة، تكتشف هايلا موهبة وقدرات جديدة تتمتع بها.

مصر ... رغم كل شيء

على رغم ضعف المشاركة المصرية فنياً وفكرياً وعددياً فإنها خرجت بجائزة أحسن ممثلة لمنحة البطراوي عن دورها في «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي في أول تجاربها، وهو الفيلم الذي انقسم من حوله النقاد فالبعض هاجم مستواه بشده واعتبره سيئاً، والبعض الآخر خصوصاً النقاد من غير المصريين احتفوا بالفيلم واعتبروه تحفة سينمائية، ومن رأي كاتبة هذه السطور أنه عمل ينتمي إلى «الآرت هاوس» يتميز بطزاجة فكرته وبكارة كثير من المواقف والمشاهد والأحلام واللقطات التشكيلية فيه، لكنه يعاني من ترهل في الإيقاع واضح، ويحتاج إلى إعادة مونتاج والاستغناء عن عدد من الأحلام التي زادت جرعتها وكانت عبئاً ثقيلاً عليه. أما الفيلمان الآخران اللذان حاولا التسلح بخفة الظل والكوميديا فجاء الأول «بلاش تبوسني» لأحمد عامر أقرب إلى التحقيق التليفزيوني ويخلو من روح السينما، في حين جعلنا «طلق صناعي» لخالد دياب نتساءل- خصوصاً بعد مشاهدة كثير من أفلام العروض الافتتاحية بالمهرجان مثل «الفنان الفاشل» و «شكل الماء» و «موت ستالين»، «راديو غرام»– كيف نصدق عملاً يتحدث عن حب خيالي مستحيل بين فتاة بكماء وبين وحش عنيف ونتعاطف معهما ونقع في حب هذا الكائن المشوه القبيح في حين لا نتجاوب ولا نصدق قصة حقيقية من أرض الواقع المصري عن معاناة الشباب ورغبته في الحصول على تأشيرة السفر إلى أرض الأحلام؟!

الحياة اللندنية في

15.12.2017

 
 

"واجب" أفضل فيلم عربي في "دبي":

اقتحام لحميمية البيت الفلسطيني

هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

تقول المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر عن فيلمها "واجب" الذي نال جائزة "المهر الطويل" لأفضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي المنتهي للتو (٦ - ١٣ الجاري)، انه ليس كوميدياً، على الرغم من اننا نضحك فيه كثيراً. فهي تعتبره دراما تنطوي على عناصر كوميدية. تروي لي خلال لقاء يجمعنا ان صحافياً أجنبياً اعتبره عملاً هزلياً بعد مشاهدته في لوكارنو حيث كان عرضه العالمي الأول. ربما لأنه في الغرب، لم يألفوا رؤية أفلام فلسطينية تتحدث عن الإنسان الفلسطيني بعيداً من اللطم. مقارنة بسيطة تعقدها جاسر: "نوع الدعابة في الفيلم لا يفهمه الجميع. كلّ جمهور له خصوصيته. في تسالونيك، الكلّ ضحك وتفاعل مع الفكاهة. في لوكارنو كذلك. في تورونتو الجمهور تجاوب بهدوء أكثر. نال الفيلم استقبالاً إيجابياً، ولكن لم يضحكوا كثيراً. ثم كان عرض رام الله الذي أعتبره أحلى عرض في حياتي".  

"واجب" فيلم طريق يعتمد على بناء سردي مكثّف. السيارة هي شخصية محورية، فهي تحمل رجلين (أب وابن) اتفقا على عدم الإتفاق، وهما مجبران على التعايش على الرغم من الاختلاف الكبير في نظرتهما إلى الأشياء، من أبسط قضية، وصولاً إلى الصراع مع إسرائيل. بناءً على هذا، يطرح الفيلم أيضاً مسألة صراع الأجيال. جاسر تجد نفسها في الشخصيتين، فهي حيناً الأب وحيناً الابن.  

من خلال رحلة عبر الناصرة، نشهد على الأوضاع التي يعيشها أهل المدينة الفلسطينية. فنحزن على المأساة التي تطل برأسها بين حين وآخر، وهذا لا يمنعنا من الضحك على عبثية المواقف التي يجد الناس أنفسهم فيها. وكم يبدو الضحك ضرورة هنا لتجاوز الحالة المزمنة التي يعانيها الجميع والارتقاء بعادية الأشياء. لا يحوّل الفيلم تسجيل موقف بليد أو استهزاء وسينيكية من الصنف الذي يغمر السينما المعصارة. واذا كان "واجب" فيلم طريق، فالطريق هنا لا بداية لها ولا نهاية، على شاكلة هذا الفصل من حياة شادي وأبو شادي (صالح بكري ومحمد بكري) اللذين يدقّان أبواب بيوت الأقرباء والأصحاب لتسليم دعوات عرس (عرس شقيقة شادي). التسليم يجب ان يتم باليد، وفق التقاليد الفلسطينية القديمة.

هذا الاقتحام لحميمية البيوت وتفاصيلها نادر جداً في السينما العربية. الحكاية في نظر جاسر فرضت هذا الاقتحام، فأرتأت القفز بين العام والخاص. "(…) كلّ الناس يعلمون ان زوجة أبو شادي تركته ولكن هو يحاول الايحاء ان كلّ شيء على ما يرام. “توزيع بطاقات الأعراس يستغرق ٥ أو ٦ أيام”، تقول جاسر، "ولكنني كنت أريده ان يمتد من الصباح إلى مساء اليوم نفسه. وددتُ ان يبدو الأب والابن وكأنهما أسيرا السيارة، فيضطر أحدهما إلى التحدث مع الآخر، ذلك ان التواصل كان معدوماً بين الاثنين منذ زمن بعيد”.

الفيلم لا يغادر الناصرة، وهي تبدو كسجن لمن يعيش فيها. والناصرة هنا شخصية في ذاتها كما تقول جاسر. ذلك ان الوضع فيها يختلف عمّا هو عليه في باقي المناطق الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية. انها أكبر مدينة فلسطينية في “الداخل”. سكّانها كلهم فلسطينيين. ليست كحيفة وعكّا أو يافا حيث ثمة تعايش فلسطيني - إسرائيلي. وبحكم هذا الواقع، تحوّلت إلى بيئة مغلقة في أعلى درجات الضغط والتوتر. تكشف جاسر العنف المنتشر في شوارعها، حيث لا يتوانى الشبان عن خوض عراكاً بالأيدي، في مشهد يوحي بأنه يفلت من فيلم لإيليا سليمان. سكان الناصرة متنوعون. فيهم أمثال أبو شادي الذي يحاول التأقلم مع الواقع المفروض عليه منذ سنوات، وهناك أمثال شادي الذي يسعى إلى التغيير، من دون ان ينجح. ولكن في النهاية، كلاهما يعيشان المحنة بكلّ تفاصيلها اليومية، الا ان لكلّ واحد منهما طريقته الخاصة في التعبير عن الأسى. أرادت جاسر ان تعبّر عن هذا التناقض. تقول: “الفلسطينيون الذين يقيمون في الناصرة مواطنين إسرائيليين، ولكن لا يمتلكون الحقوق كسواهم، وفوق ذلك يعيشون عزلة تامة عن العالم العربي على الرغم من كونهم عربا”. 

في “دبي”، فاز كل من صالح بكري ومحمد بكري بجائزة التمثيل مناصفة. هل كان شرطاً ان يكون الابن والأب ابناً وأباً في الفيلم كما في الحياة؟ “لم يكن شرطاً”، تقول جاسر، “ولكن راقتني الفكرة. منذ البداية، كنت أعلم انني سأشتغل مع صالح. فنحن انطلقنا معاً مع “ملح هذا البحر” الذي كان أول فيلم طويل لي وأول فيلم عربي له. لم يكن لي شك انه كان شادياً. أحببتُ الفكرة وشعرتُ بان أبو شادي (محمد بكري) يستطيع ان يعطي الفيلم الكثير، ولكن في الوقت نفسه هو بعيد جداً من شخصية أبو شادي. أينما دخل محمد لفت الأنظار. هو رجل على مرتبة عالية من الثقة بالذات. كنت متأكدة انهما سيقدّمان شيئاً مميزاً. لم يسبق ان تشاركا بطولة فيلم طويل. اشتغلنا كثيراً على المظهر الخارجي لمحمد. الطريقة التي يمشي فيها في الفيلم حولته شخصاً آخر كلياً. أحياناً، بعد عرض الفيلم كان يصعب على المشاهدين التعرف عليه”.

التصوير تحت الاحتلال شكّل تحدياً يومياً. تروي جاسر عن بعض ما عانته: "في أعالي الناصرة، هناك مستوطنة اسمها الناصرة التي تأسست في الخمسينيات. ذهبنا للتصوير هناك. ولكن ثمة مَن أخبر الشرطة عن وجودنا، فهرعوا لايقاف التصوير، هكذا بلا سبب. قالوا للشرطة انهم سمعوا أناساً يتكلمون العربية. طردونا من المكان، رغم أهمية المشهد الذي كنّا نصوّره. كانت لحظة صعبة. بعد يومين، حاولنا ان نسأل عن السبب، فلم يردوا علينا إلا بكلمة “ممنوع”. عموماً، كان التصوير يتوقف على مزاجية الأشخاص الذين نتعامل معهم”.

لا نرى الإسرائيليين في “واجب”. ولكن حضورهم ملموس، هم أوصياء على الناس، يعملون في الخفاء. نصادف بعضهم في مطعم الفلافل. تعترف جاسر بأنها لم ترد طرحهم أكثر من ذلك. “وددتُ ان نشعر بوجودهم. هم يتدخلون حتى بين شادي وأبو شادي، من خلال الخلاف السياسي الذي ينشب بينهما. فالإشكال بينهما كله عن ذاك الإسرائيلي الذي يُدعى روني آفي: هل ينبغي تسليمه دعوة لحضور العرس أم لا؟ روني يمثّل الاحتلال، ولكن أبو شادي يحتاجه لتسيير أعماله. هو ليس صديقه حقاً”.  

أغتنم الفرصة لأسأل جاسر: “هل تقصدين ان الصداقة غير ممنكة بين الفلسطيني والإسرائيلي؟ تصمت، تضحك، ثم ترد: “السؤال مفتوح في الفيلم. لن أرد. لن أقول ما الصحّ وما الخطأ، لأنني لستُ من “الداخل”. أنا لم أعمل معهم ولا أعمل ولن أعمل، ليس لي أي علاقة بالإسرائيليين كحكومة ومؤسسات. طبعاً، هناك إسرائيليون جيدون، وهم ضد ما يحصل، ومناهضون للصهاينة، حتى ان بعضهم تركوا البلد. الإسرائيلي في نظري لديه خياران: إما ان يبقى في البلد ويحارب الإحتلال وإما يغادر. عليهم ان يقرروا”.

خلال العرض الأول لـ”واجب” في رام الله، خرج بعضهم من الصالة ممتعضاً بسبب بعض الشتائم التي ترد في الفيلم على لسان الأبطال. لا تريد جاسر اعطاء هذه الحادثة أكبر من حجمها. توضح انه كان هناك فقط شخصان خرجا من الصالة. آخرون أغضبهم نقد السلطة. يحملنا هذا، ومن دون رابط مباشر، إلى الحديث عن منع فيلم زياد دويري، “قضية رقم ٢٣”، في رام الله. تربط جاسر ذلك بالخيبة التي شعرها بعض ممن كانوا يحبون دويري. “عندما جاء زياد إلى فلسطين وأخرج “الصدمة”، كثر من الفلسطينيين زعلوا منه لأنه لم يعمل وإياهم. كان من الممكن ان يتعاون مع طاقم فلسطيني. هو قرر العكس. فاشتغل مع إسرائيليين. هذا ما أثار غضبهم. كانوا يحبونه جداً وكان نجماً في نظرهم. ما يحصل اليوم نتيجة هذا. ولكن المنع غريب لأنه ما من مشكلة مع فيلمه الجديد، “قضية رقم ٢٣”. يجب ألا نخلط بين الموضوعين. واضح ان هناك مَن لديه مشكلة شخصية مع زياد. أنا ضد منع فيلمه، وكنت أتمنى لو شاهدوه، خصوصاً ان كمال الباشا من القدس وكان متحمساً جداً للعرض وإصطحب معه عائلته، وفي النهاية أعتقد ان هذا الفيلم مهم للشعبين اللبناني والفلسطيني”.

النهار اللبنانية في

15.12.2017

 
 

المخرج السينمائي العراقي محمد الدراجي:

اعلان ترامب حول القدس سيجعل أعمالنا أكثر صمودا

زبيدة الخواتري

دبي – القدس العربي : فيلم «الرحلة» هو خامس الأفلام الطويلة للمخرج العراقي محمد الدراجي، فيلم عرضه لأول مرة في الشرق الأوسط في مهرجان دبي الدولي السينمائي في دورته الرابعة عشرة. المخرج محمد الدراجي من مواليد بغداد سنة 1978، درس الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في أكاديمية وسائل الإعلام في هيلفيرسيم ، ثم استكمل درجتي الماجستير في التصوير السينمائي والإخراج، عاد للعراق ليصنع أول فيلم سينمائي بعنوان «أحلام»، ثم صور فيلم «ابن بابل» وفيلم « العراق حرب حب رب وجنون» . ثم فيلم الرحلة من إنتاج وسيناريو المخرج نفسه. من تمثيل أمير جبارة، زهراء غندور، هدى عبد الأمير، حيدر عبد الأمير، علي الخصاف. هو مخرج فتح عينيه على مآسي متتالية في بلده العراق معه نغوص في بعض من تفاصيل حياته الإبداعية.

■ ماهي قصة فيلم الرحلة؟

□ تناولنا فيه بعضا من ضحايا المجتمع قصتان في الوقت نفسه المحتال والفتاة.هي قصة فتاة تقرر تفجير نفسها داخل المحطة أثناء الاحتفال الرسمي بإعادة افتتاحها بعد أن كانت مغلقة بسبب ما تعرضت له خلال الحرب على العراق من دمار.

لماذا ترغب سارة في قتل أكبر عدد ممكن من الناس ومن الذي دفعها للقيام بذلك؟ أما سلام فهو الشخصية الثانية الموازية لشخصية سارة والمتناقضة معها في آن. نصاب ينتظر بدوره القطار. يحاول سلام التحادث مع سارة، يريد أن يعرف من هي وماذا تفعل في المحطة، أما هي فنظراتها الصارمة تكاد تكشف طبيعة مهمتها الدموية. يظنها سلام فتاة من الباحثات عن زبون، وعندما يتجرأ ويتحرش بها تكشف له عن مفجر الحزام الناسف الملتف حول بطنها وتدفعه أمامها، تهدد بنسفه معها.

إن موضوع الفيلم يهم العالم ككل. موضوع العنف والتطرف والإرهاب واعتقد أن السينما أفضل مجال للتوعية فهي تطرح الأسئلة والأفلام التي أخرجتها تركيبة للمجتمع العراقي. 

■ تبدو قصة مؤثرة وتحمل تساؤلات كثيرة؟

□ بالفعل، لأن الهدف أكبر من القصة. إذ نتحدث عن العامل النفسي في عملية التفجير للنفس. للأسف ليس لدينا ذلك الوعي النفسي لماذا وصل المفجرون لأنفسهم لهذا القرار. أن أفجر نفسي لم يأت من فراغ بل ثمة عوامل تدفع الإنسان إلى ذلك الفعل.أرى هذا العمل الدرامي قضية عالمية فالإرهاب ليس في العراق وحسب بل العالم ككل يعاني من هذا الفعل الإجرامي ضد الإنسانية.

■ ماهي أبرز الصعوبات التي اعترضتكم في انتاج العمل؟

□ المصاعب كثيرة والظروف غير مهيأة كانعدام الأمان. ففي انعدام الأمان، الحياة أصلا تنعدم. لكن ما دامت هناك إرادة كل صعب يهون. وليس الأمر في هذا العمل فقط بل كل عمل سينمائي. أما خوفا أو انعدام الأمن بل حتى أثناء تصوير فيلم أحلام كانت الطلقات تمر قربنا كما تم اختطافي سابقا من قبل القوات الأمريكية وغير ذلك. نحن نحارب الخوف بالعمل. ونكسره حين نصنع السينما.

■ قمت في مهرجان دبي أثناء عرض فيلمك بمبادرة تضامنية مهمة تجاه الشعب الفلسطيني، لماذا هذه المبادرة ضد الرئيس الأمريكي الذي أعلن القدس عاصمة لإسرائيل؟

□ نحاول استغلال الفنانين العرب الموجودين في دبي. قلنا يلزم اتخاذ موقف ضد ترامب لأنه ضد السلام. موقفه متحيز ويثير الغضب، رغم بعده آلاف الأميال ويقرر مصير أمة وشعب وتاريخه. فعل ترامب أمر يصعب مهمتنا كسينمائيين، لأن هذا يغذي ويعطي الأسباب للمتطرفين في المزيد من الحروب والإرهاب.نحن في بغداد نعاني من الإرهاب وجزء من إيمانهم أنه لا عدالة في العالم ولا قدس تعود فهذا القرار عامل لليأس نحاول تغييره.

■ ما هي الرسالة التي ترجوها وثيقتك التضامنية؟

□ نرغب مباشرة في توقيف القرار والتراجع عنه ومحاربته من طرف الهيئات الدولية والمفروض أن تكون عملية السلام لا المزيد من التهويد والحرب والتطرف ضد شعب أعزل. نحن ضد نقل السفارة أيضا وقد ننتقل إلى التصعيد في المبادرة. هذه فقط خطوة لن ينساها التاريخ ومن له ذرة إنسانية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. سنتضامن وسنحتج كل يوم. نحن كفنانين ننتقل من مهرجان إلى مهرجان لإسماع حكاياتنا. نقول لترامب أنت بقرارك هذا ستجعل أعمالنا المقبلة ستزيد من يأسنا وستزيد من القهر وفقدان الأمل وستكون السبب الرئيسي في التطرف في العالم.

■ أعمالك حاليا لها صدى كبير فهل تحس أنك قدمت شيئا لأهلك في العراق؟

□ أنا فنان أعيش في العراق وسط أهلي وأرغب في تقديم الشخصية العراقية بكل تجلياتها، فالغرب ينظر للعراق كرقم وليس كحالة إنسانية . الأمل في أعمالي السينمائية أيضا موجود حين يخرج من طفل مثلا في فيلم ابن بابل، وأيام العراقيين فيها فرح رغم الحزن. رغم ذلك أحس انه ما زال الكثير مما يمكن أن أقدمه للعراق. لذلك اشتغل دوما من اجل أعمال متميزة تظهر الصبر العراقي واللحمة العراقية، رغم الوهن. أنا أحاول داخل عالم البكائيات زرع الضحك والموسيقى وروح الفرح رغم المآسي.

■ حدثنا عن فيلمك أحلام ولو باختصار؟

□ فيلم «أحلام» كان أحداثا تدور في الأيام الثلاثة الأولى التي أعقبت الغزو الأمريكي لبغداد، ولكنه يعيد صياغة أجزاء من حياة الأبطال في الخمس سنوات الأخيرة التي سبقت سقوط النظام . اقتبست قصصه وشخصياته من الواقع، حيث عايشت أحلام وعلي وأحمد في مستشفى الأمراض العقلية في بغداد وهناك كتبت أساسا السيناريو. عمل درامي يطرح الكثير من الأسئلة والتساؤلات أيضا أرجو أن يكون نال إعجاب المتلقي.

■ نلت الكثير من الجوائز في عدة مهرجانات عالمية. هل ترى نفسك حققت المراد؟

□ حصلنا على أكثر من ثمانين جائزة في العالم. في الإخراج وغيرها بصراحة أهدافي ليست في الجوائز وإنما في رضاي عن العمل الذي أحسه أولا أن يكون قريبا من قضيتنا كعراقيين وكعرب أو انجاز فيلم متميز يحبه الجمهور.

القدس العربي اللندنية في

15.12.2017

 
 

«السينما تأتيك»!

مجدي الطيب

يمكن للمتابع الفطن، الذي يرصد «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، في دوراته الأخيرة، أن يُدرك أن إدارته باتت تملك قدرة فائقة، منذ الدورة العاشرة، على اختيار الشعار الذي يواكب المتغيرات الاجتماعية، ويلائم التطورات الاقتصادية، ويُرسي رسائل سينمائية. ففي الدورة العاشرة (6 - 14 ديسمبر 2013)، كان الشعار «10 أعوام من الشغف»، وفي الدورة الحادية عشرة (10 – 17 ديسمبر 2014)، كان «السينما حياتي»، بينما رفعت الدورة الثالثة عشرة (7 – 14 ديسمبر 2016 ) شعار «جهز نفسك»، ومع انطلاق الدورة الرابعة عشرة (6 – 13 ديسمبر 2017) أطلقت إدارة المهرجان شعار «السينما تأتيك»، الذي اتفق كثيرون معه شكلاً ومضموناً، حيث أتاح فرصة ذهبية لمحبي وعاشقي السينما للتعاطي مع نوعية من الأفلام ما كان لها أن تتوافر بقية أشهر العام، التي تكتظ صالات العرض السينمائي فيها بالأفلام الأميركية وحدها، ولا يكاد المتابع يحظى بفرصة مشاهدة فيلم ينتمي إلى مدرسة سينمائية، غير «الهوليوودية»، إلا إذا ساقته قدماه إلى مركز ثقافي روسي أو إسباني أو إيطالي أو هندي في الغالب!

عبر شعار «السينما تأتيك» أمكن لجمهور «مهرجان دبي السينمائي الدولي» أن يُشاهد العرض العالمي الأول لفيلم إماراتي متمرد يحمل عنوان «وضوء» (22 دقيقة)، يُعد بمثابة مفاجأة مُذهلة، وغير متوقعة. فالفيلم الذي كتبه أحمد سالمين، وأخرجه وأنتجه أحمد حسن أحمد، امتلك رؤية جريئة لإشكالية الحلال والحرام في مجتمعاتنا العربية، حيث الشقيقة (سميرة الوهيبي) التي تُكفر شقيقها (سالم العيان)، لأنه يُهدر وقته في الغناء والرقص والطبل، فيما يتهمها بأنها «عندما تُغسل الأموات فإنها تعيش معهم بأكثر مما تعيش الحياة» وأنها «نذرت نفسها للموت بينما الحياة حق للبشر أيضاً». وفي أحد أهم مشاهد الفيلم يحتدم الحوار بينهما، وينتهي بالشقيقة، وقد أقامت ستاراً بينهما، في إيحاء بالقطيعة، وتوقف لغة الحوار بينهما، بوصفه «كافراً»!

أما الفيلم اللبناني «متوسط» (7 دقائق) للمخرج طلال خوري فأغنانا عن مئات المقالات التي تبحث في الحقيقة العلمية، التي تقول إن الكائن البشري يحتاج بين 4 إلى 6 دقائق ليغرق في البحر، فاللقطات الهادرة (المخرج هو المصور)، كموج البحر، والموسيقى الصاخبة (خيام علامي)، التي تثير الرعب، والمونتاج المجنون (مكرم حلبي)، كثفت الجرعة، وجسدت الرعب، وهي الحال التي انقلبت تماماً في فيلم لبناني آخر بعنوان «زيارة الرئيس» (19 دقيقة)، فمنذ الوهلة الأولى تظنّ أن العمل مقتبس عن مسرحية «زيارة السيدة العجوز» للكاتب السويسري الألماني فريدريتش دورينمات، أو مأخوذ – على أكثر تقدير - عن الفيلم المصري «زيارة السيد الرئيس» للمخرج منير راضي، حيث البلدة/ القرية التي يُشاع فيها خبر الزيارة الرسمية للرئيس/ المسؤول رفيع القامة والمكانة، وتتجمل البلدة لاستقباله، ويتأهب الجميع لنفاقه، وينتهي الأمر بالجميع «في انتظار جودو». لكن المخرج سيريل عريس، يفاجئنا بفيلم كوميدي، يحمل الكثير من الدلالات السياسية، على رأسها اختيار أن يكون البطل (الممثل فؤاد يمين) صاحب مصنع للصابون تتصدر واجهته لوحة مكتوب عليها «مُنظف الضمير»، وأن يبرر «الرئيس» سبب الزيارة بأنه في صدد «حملة تطهير واسعة»، فالمخرج، الذي كتب السيناريو وقام بالمونتاج مع مونيا عقل، يملك الكثير من خفة الظل، والسخرية اللاذعة، الأمر الذي يؤهله لأن يكون واحداً من مخرجي الأفلام الكوميدية الموهوبين بينما تستطيع المخرجة المصرية نهى عادل أن تضمن لنفسها مكاناً بين مخرجي الواقعية الاجتماعية بفيلمها «مارشيدير» (14 دقيقة)، الذي يناهض النظرة الذكورية للمجتمع، ويدعو إلى ضرورة إعادة النظر في وضعية المرأة في مجتمعاتنا العربية، لكنها تفعل هذا باقتدار واضح، على صعيدي الرؤية الفكرية واللغة السينمائية، فالفيلم يبدأ بتلاوة قرآنية للشيخ محمد رفعت، وشارع اتجاه واحد، ولافتة مكتوب عليها «ممنوع»، ونوافذ لا تفتح أبواب الرزق، بل تدفع الناس إلى تقمص دور «المتفرج السلبي»، كالقطط والكلاب، التي تتابع الصدام بين «ذكر» متعجرف يرى أن من حقه مخالفة القانون، وامرأة ترفض تكريس الصورة الذهنية للأنثى مهيضة الجناح، التي ينبغي أن تتراجع، بسيارتها ومبادئها، ليتقدم الرجل، ويختال بنفسه، وبتفاصيل موحية (نراها وهي تستمع إلى فيروز تغني «زوروني كل سنة مرة» ثم تستعرض صور ذكرياتها، وتتوقف عند صورة مكتوب عليها «يوم سعيد» فندرك حجم معاناتها مع الوحدة). ومن خلال تكاثر الرجال لمناصرة «الرجل ظالماً أو مظلوماً»، وكم السباب الذي يطول المرأة، لمجرد أنها تشبثت بحقها، تطرح المخرجة الشابة كلمتها، وتكشف عن موهبتها... و{السينما تأتيك».

الجريدة الكويتية في

15.12.2017

 
 

ما لم تنقله كاميرات التليفزيون في حفل ختام مهرجان دبي السينمائي..

اعتذار سيد رجب وسيلفي بشرى وبوسي شلبي

إنجي سمير

أقيم مؤخرا حفل ختام الدورة الـ 14 لمهرجان دبي السينمائي الدولي، بحضور عدد من الفنانين والمشاهير.

ويرصد موقع FilFan.com في النقاط التالية عدد من كواليس الحفل والتي لم ترصد بعضها كاميرات التليفزيون.

- وقعت مشاجرة بين أحد مسؤولو إدارة المهرجان وأحد العاملون بقناة فضائية، إذ طلب الأول من الاني أن تتأخر الكاميرا قليلا لتصوير الختام والسجادة الحمراء، لكن طلبه قوبل بالرفض حفاظا على القوانين والنظام التي تتطلب دخول الجميع على السجادة الحمراء فور قدوم الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم لتحتد المشاجرة بينهما، قبل أن تتدخل إدارة المهرجان التي قررت بدورها تنفيذ النظام.

- اعتذر الفنان سيد رجب عن عدم حضور الحفل المقام عقب توزيع جوائز الختام لارتباطه بالسفر صباح اليوم، نظرا لانشغاله بتصوير أحد أعماله الفنية.

- أضاف عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان جوا من البهجة خلال تصوير النجوم على السجادة الحمرا،، إذ حرص على مداعبة الإعلاميين والمصورين والصحفيين، كما أخذ الكاميرا من أحد المصورين ليصورهم بنفسه.

- اهتمت الفنانة بشرى بالتقاط السيلفي قبل الحفل مع بوسي شلبي.

- نادى لفنان سيد رجب على المخرج خالد دياب داخل قاعة حفل الختام، بسبب جلوس دياب في "البلكون" لوصوله متأخرا، إلا أن رجب أصر على نزوله إلى المقاعد الأمامية خاصة أنه حجز مقعدا له بجواره.

- حرص بعض الفنانين ومنهم بشرى ومحمد كريم وميس حمدان وبوسي شلبي، على التقاط بعض الصور المضحكة مع الشخصيات التي ارتدت ملابس لفيلم "حرب النجوم".

موقع "في الفن" في

15.12.2017

 
 

مُخرجة "واجب" آن ماري جاسر:

دفعت الرجال العرب للحديث

أحمد شوقي

بختام مهرجان دبي السينمائي الرابع عشر، كان فيلم "واجب" للفلسطينية آن ماري جاسر هو درة الأفلام العربية وأنجحها بالمهرجان، كيف لا وهو الفيلم الذي جمع بين الفوز بجائزة المهرجان الكبرى (المُهر الطويل)، والتتويج بجائزة أحسن ممثل مناصفة بين بطليه محمد وصالح بكري، الأب والابن اللذان صارا على مدار أكثر من ثلاثين سنة صورة الفلسطيني على الشاشة، واللذين وضعتهما جاسر أمام بعضهما في فيلم طويل للمرة الأولى، تماماً كما كان لها السبق في أن تكون أول مخرجة فلسطينية تُنجز فيلماً روائياً طويلاً عندما قدمت "ملح هذا البحر" عام 2008 وتبعته بـ"لمّا شفتك" في 2012.

شاهدنا "واجب" في عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي خلال أغسطس الماضي و كتبنا عنه بالتفصيل، ومن وقتها والفيلم يخوض رحلة ناجحة في المهرجانات الدولية قبل أن يحط في دبي من أجل عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويفوز بالجائزتين اللتين ستساهما بالتأكيد في استكمال مسيرته الناجحة. خلال مهرجان دبي كان هذا الحوار الأولي مع آن ماري جاسر، والذي لم يطول كثيراً بسبب ضيق الوقت ورغبة عدد ضخم من الصحفيين في اللقاء بالمخرجة، والذي سيتبعه بالتأكيد استكمال في فرص لاحقة مع صانعة أفلام يحتاج الحديث معها للمزيد من الوقت والتفصيل.

·       كناقد ومشاهد ذكر عربي، أثار اهتمامي قرار مخرجة أنثى بالتصدي لعلاقة الأب والابن، أعقد علاقة تكوّن أي ذكر عربي فهي دائماً إما أفضل ما في حياة الرجل أو أسوأ ما فيها. لماذا قررتي التصدي لهذه الفكرة؟

عندما كتبت فيلم "لما شفتك" لم أكن بعد قد أصبحت أماً، لكنه فيلم يحلل مشاعر الأم بالابن الذكر رغم أنني لم أجرب شعور أي طرف منهما. حكاية "واجب" تنطلق من توزيع بطاقات الدعوة للزفاف وهو فعل يؤديه الرجال، عادة ذكورية بحتة. ربما ما دفعني للتحدي هو أمر قد تراه "كليشيهاً" نمطياً هو ملاحظتي أن الرجال لا يتحدثون فيما بينهم، ولا يميلون لتعرية مشاعرهم أمام بعضهم البعض؛ هذا أثارني لكتابة نص صحيح إنه حواري يتضمن الكثير من الحديث بين شادي وأبيه، لكنه أيضاً يكشف عن الصمت الدائم بينهما، وكيف إن كل منهما في حاجة لأن يحكي للآخر لكنه لم يقدم أبداً على هذا.

الأمر نفسه يمكن أن تراه في تفصيلة استخدام التدخين في الفيلم. أعرف كثيراً من الرجال العرب يدخنون بحرية أمام العالم كله لكنهم لا يدخنون أمام آبائهم. الثقافة العربية أشبه برقصة يؤدي كل منا دوره داخلها، لكن الأمر أوضح في حالة العلاقة بين الرجال. أغلب الرجال لديهم هذه الحالة. يكون الرجل قريب جداً لإنسان، لكن هناك فراغ بينهما لا يملآنه أبداً بالإفصاح عن مشاعرهم. "واجب" هو محاولة لدراسة هذا الفراغ.

·       يقودنا هذا للمستوى الثاني في الحكاية، وهي أن البطلين ليسا فقط أب وابن، وإنما هما يمثلان فلسطينيي الداخل والخارج، وكذلك شكلي العلاقة مع الاحتلال؛ فالابن هو النضال الكلاسيكي بمعناه الراديكالي الرافض لأي علاقة مع المحتل، والأب هو تمثيل فكرة الموائمة والتنازل النسبي من أجل العيش وتربية الأبناء. هل كان هذا أيضاً أحد طروحاتك؟

بالتأكيد هو موجود بالفيلم، مع ملاحظة أن تكوين شادي النضالي ليس سببه أنه يعيش خارج فلسطين، هو كان هكذا قبل أن يسافر للخارج، بل إنه قد ترك البلد من أجل هذا التكوين. هذا يخبرنا شيئاً عن الفروق بين الجيلين. يجب أن نذكر الجميع دائماً أن أبي شادي ينتمي لجيل عاش الحكم العسكري في الناصرة. في الفترة بين 48 و66 كان ممنوعاً على فلسطينيي الداخل أن يتحدثوا عن الوطن، حتى ذكر كلمة "فلسطين" كانت تعني العقاب والتنكيل، استخدام ألوان العلم الفلسطيني أو الحديث عن الهوية يقودك فوراً إلى السجن.

أبو شادي آت من هذه المرحلة التي صاغت طريقة تعامله مع العالم. في أحد النقاشات بعد الفيلم سألني شخص لماذا شادي غاضب دائماً، رددت بأن أبيه أيضاً لا يقل غضباً، لكنه يعبر عن غضبه بصورة مختلفة. لقد تعلم مع السنوات كيف يمكن أن يعبر على طريقته دون أن يتعرض للأذى.

·       شادي وأبوه هما أيضاً صالح ومحمد بكري. وجود الأب والابن على الشاشة ونحن نعرف بحقيقة رابط الدم بينهما ساهم في إثراء دراما الفيلم بخلفيات العلاقية بين البطلين وحتى التشابه الشكلي بينهما. هل كان محمد وصالح بكري في ذهنك من البداية خلال كتابة السيناريو؟

رغبت من اللحظة الأولى أن يكون شادي هو صالح بكري الذي أحببت العمل معه من قبل، أما محمد بكري فلطالما رغبت في العمل معه لكني كنت أخاف من فكرة عمله مع صالح في فيلم واحد. الموضوع بالأساس شخصي ومعقد وإضافة علاقة حقيقية ستزيد من صعوبته عليهما وعليّ. ناهيك عن اختلاف الواقع عن شخصيات الفيلم؛ فمحمد بكري رجل ذو كاريزما ملفتة بينما أبو شادي رجل هادئ لا تلاحظ وجوده في مكان، صالح يحب والده ويقدره ويضعه في مرتبة شاهقة بينما شادي لا يحترم أبيه ويخجل منه.

في النهاية قررت المخاطرة ووضعتهما سوياً وداخلي قناعة أن بإمكانهما مفاجئتي بأداء أفضل من توقعاتي، وكان هذا أفضل قرار أتخذته في الفيلم؛ فالنتيجة أسعدتني خاصة من جهة محمد بكري الذي أضاف للشخصية الكثير بالفعل.

موقع "في الفن" في

16.12.2017

 
 

للاهتمام بالشباب سينمائياً..

مواهب‏ 5‏دول عربية يقدمون أنفسهم في مبادرة نجوم الغد

إنجي سمير

جاءت خطوة سكرين إنترناشيونال أحد أهم المنشورات السينمائية علي مستوي العالم‏,‏ بالتعاون مع مهرجان دبي السينمائي‏,‏ في إطلاق مبادرة سنوية لاختيار مجموعة من المواهب الشابة وتقديمهم للعالم كنجوم للغد‏,‏ بمثابة خطوة جريئة في التنبؤ بنجوم الغد من خلال أعمالهم الفنية التي قدموها علي مدي السنوات الماضية‏.‏

وتهدف المبادرة إلي تسليط الضوء علي المواهب العربية الصاعدة للتعريف بموهبتهم علي مستوي عالمي, وتتضمن مجموعة من الموهوبين في مجالات سينمائية مختلفة مثل التمثيل, الإخراج, والإنتاج, وحققوا بداية ناجحة في مهنتهم ومن بين المواهب التي رشحت في هذه الدورة من المهرجان, الممثل المصري أحمد مالك الذي بدأ انطلاقته الفنية من خلال مسلسل الجماعة الذي جسد فيه شخصية حسن البنا في صغره كما اشتهر خلال دوره بمسلسل مع سبق الإصرار الذي حاز بعده علي جائزة أفضل ممثل شاب في مهرجان دير جيست, وكذلك حكاية حياة, الجزيرة2 والشيخ جاكسون الذي نال إشادة كبيرة عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.

يقول أحمد مالك لـالأهرام المسائي: إنه تلقي في البداية عرضا من مجلة سكرين إنترناشيونال لإخباره باختياره كواحد من نجوم الغد; حيث يعلن هذا الأمر خلال فعاليات مهرجان دبي السينمائي, وهو ما أسعده, خاصة أن القائمين علي عملية اختيار النجوم الشباب اعتمدوا في اختيارهم علي العديد من وجهات النظر إلي جانب الأعمال الفنية لكل فنان.

ومن بين النجوم الشباب أيضا الذين تم اختيارهم كانت المخرجة اللبنانية مانون نمور التي قدمت فيلم بحبال الهوا والذي شارك في العديد من المهرجانات وكان آخرها دبي السينمائي ضمن مسابقة المهر القصير في العام الماضي.

وقالت مانون لـالأهرام المسائي: إن اختيارها لتمثيل السينما اللبنانية في هذا الحدث يعد خطوة مهمة في حياتها الفنية خاصة أنها فرصة لكي يري العالم موهبتها في الإخراج, موضحة أنها تستعد حاليا لتصوير فيلمها القصير بركات الذي يتناول قصة شاب يعود إلي لبنان ليتزوج ويفتش عن مكان اسمه بركات.

كما انضمت إلي القائمة الممثلة الفلسطينية ماريا زريق, والتي بدأت التمثيل في عمر11 عاما, وحصلت علي الدور الرئيسي في مسلسل هيئة الإذاعة البريطانية الوعد عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها حسب ما أكدت- كما حازت علي عدة جوائز وقدمت دور البطولة في فيلم السلام عليك يا مريم الذي عرض في أكثر من180 مهرجانا سينمائيا وفاز بأكثر من35 جائزة وتمثل أيضا في فيلم واجب الذي حصل علي جائزة أفضل فيلم في دبي السينمائي هذا العام وقد رشح الفيلم لجائزة الأوسكار عن دولة فلسطين.

وقالت ماريا لـالأهرام المسائي: إن اختيارها ضمن قائمة نجوم الغد, جعلها أكثر تفاؤلا خاصة أنها تريد أن يعلم العالم بتطور السينما الفلسطينية مهما كانت الأحداث التي تعانيها, مؤكدة أن السينما وسيلة مهمة لعرض قضايا بلدها.

ومن الإمارات انضم الممثل الصاعد مروان عبد الله الذي سيظهر لأول مرة علي الشاشة في الفيلم الروائي الطويل راشد ورجب للمخرج محمد سعيد حارب; حيث يروي العمل قصة رجل أعمال ثري وآخر فقير وكيف تتبدل حياتهما عقب حادث سير.

وأخيرا المخرج العراقي أيمن الشطري الذي تلقي العديد من الإشادات في أكثر من مهرجان عن فيلمه الساعة الخامسة الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي العام الماضي وتعاون مع عدد من النجوم الصاعدين.

وقال أيمن الشطري لـالأهرام المسائي: إن اختياره ضمن نجوم الغد في مهرجان مثل دبي, يعد خطوة متميزة وسوف تساعده في خطواته المقبلة لأن لدية العديد من الأفكار السينمائية التي يريد مناقشتها, متمنيا أن يعرف العالم أن بلده العراق ليست كما يصورها البعض; حيث أصبحت أفضل كثيرا, وبها العديد من القضايا التي تستحق النقاش.

الأهرام المسائي في

16.12.2017

 
 

زهرة الصبار‏..‏ البحث عن الحياة في واقع صعب

حاورتهم فى دبى : إنجى سمير

من بين مفاجآت مهرجان دبي السينمائي والذي أسدل الستار علي دورته الرابعة عشرة قبل أيام‏,‏ كان الفيلم المصري زهرة الصبار‏,‏ ولا تكمن المفاجأة في حصول بطلته منحة البطراوي علي جائزة أفضل ممثلة فحسب, ولكن في قصة العمل وجرأة الطرح من خلال قصة ثلاث سيدات تمردن علي الواقع, وهن عايدة ممثلة صاعدة ومنحدرة من خلفية قروية, تجد نفسها بين ليلة وضحاها, مطرودة من منزلها وتجول في شوارع القاهرة بصحبة جارتها البرجوازية المنطوية سميحة, ورغم أنه ليس لدي المرأتين أي أموال أو مكان تلجآن إليه, إلا أنهن يبدآن بمساعدة شاب يدعي ياسين, في رحلة البحث عن مأوي, وما بين أحداث عادية, وأخري كارثية, يتحرك الثلاثة برحلة لاستكشاف الذات, فيما تنمو بينهم صداقة استثنائية, مثل زهرة رقيقة تتفتح من بطن صبارة شائكة.

منحة البطراوي: جائزة أفضل ممثلة لن تغير ني .. ولهذا السبب رفضت المخرجة الارتجال
لم يميز هذا العمل النسائي, وجود بطلات معروفات لدي المشاهد العادي, ولكن أغلبهن كان غير معروفا حيث شاركن بأدوار بسيطة في أعمال مهمة علي سبيل المثال للمخرج الكبير يوسف شاهين, قبل أن يحصلن علي فرصتهن كاملة في زهرة الصبار ليبدأن رحلة حصد الجوائز
.

الأهرام المسائي تحدثت مع صناع العمل الذين أكدوا أن العمل الذي استمر تصوير لما يقرب من عامين جاء محملا بقضايا نسائية, إضافة إلي أزمة التواصل بين الأجيال وأن جزءا من أزمتنا ترجع إلي أن الشباب يشعرون أن الكبار لا يفهمونهم وسبب فشلهم.. وتفاصيل أخري تحدث عنها صناع العمل في هذه السطور, وكان بينهم منحة البطراوي صاحبة جائزة أفضل ممثلة, ومخرجة العمل هالة القوصي, ومروان العزب أحد الأبطال المشاركين:-

·       هل كنت تتوقعين حصولك علي جائزة أفضل ممثلة عن فيلم زهرة الصبار في مهرجان دبي السينمائي ؟

الحقيقة أنني لم أتوقع إطلاقا حصولي علي جائزة أفضل ممثلة, كما أنه لم يخبرني أحد قبل الحفل بهذا الأمر حتي أكون مستعدة للخبر, ولذلك عندما سمعت اسمي لم أستوعب في البداية الأمر الذي جعلني أبكي قليلا, والحقيقة أنه عندما كنا نصور الفيلم, كنت أتوقع حصول مخرجة العمل هالة القوصي علي جائزة أفضل إخراج أو أفضل فيلم, وذلك لأنني رأيت أفلام مسابقة المهر الطويل, ووجدت أن هالة قدمت فيلما جديدا, ولكن في النهاية القرار للجنة التحكيم التي تعاملت بمهنية أما بالنسبة لي فلم أتوقع ذلك.

وقد تمنيت وقت حصولي علي الجائزة أن يكون بجانبي ابنتي وحفيدتي, ولذلك فأنا أهدي هذه الجائزة لحفيدتي صفية, أملا أنها حينما تكبر أكون مصدر فخرا لها بأعمالي.

·       تعيشين دائما بعيدا عن الأضواء, لكن بعد فوزك ألا يقلقك تسليط أضواء الشهرة عليك خاصة وأنت لا تفضلينها؟

لن تغير مني شيئا, فكما ذكرت أنا لا أحب النجومية ولا أعلم ما هي, لأنني تقدمت في العمر, كما أنني حصلت علي الجائزة بسبب ظهوري لأول مرة في دور بطولة, رغم مشاركتي في العديد من الأعمال مع الراحل يوسف شاهين ويسري نصر الله إلا إنها كانت أدوارا صغيرة, ولكن هذه المرة عندما منحتني المخرجة هالة القوصي الفرصة.

·       كيف كان تحضيرك لشخصية سميحة في زهرة الصبار؟

لقد التقيت بنماذج مثل سميحة ولكنني لا أريد الإفصاح عنها, أما بالنسبة للتحضير فقد عقدنا العديد من جلسات العمل مع المخرجة هالة القوصي قبل بدء تصوير الفيلم بستة أشهر, حيث قامت المخرجة بمقابلة كل فنان من فريق العمل بمفرده وكانت تسلط الضوء علي النقاط المهمة, كما كانت تساعدني في أداء الشخصية وكيفية تنفيذها وشكلها وطريقة حديثها, فقد تم رسم حياة كاملة للشخصية وكل هذا ساعدنا كثيرا وقت التصوير وشعرنا أننا حافظين الأدوار, وقد استمر التصوير منذ شهر نوفمبر عام2015 حتي.2017

·       علي الرغم من أن دورك يتناول قصة مأساوية إلا أنه يحمل خطا كوميديا هل تعمدتم ذلك؟

بالفعل رغم أن دوري تراجيدي إلا أنه حمل لونا كوميديا جاءت من الكتابة, بينما التزمنا كفنانين بالنص ولم نحد عنه, خاصة أن ما تذكرينه غير مكتوب بشكل كوميدي, وأتذكر أنني خلال تصوير الفيلم حاولت أن ارتجل في بعض المشاهد, غير أن مخرجة العمل رفضت قائلة: إن هذا الأفيه سيكون تجاريا ولا قيمة له.

·       هل واجهت مشكلة في تقبل التعليمات من المخرجة بسبب فارق السن بينكما؟

هي في النهاية مخرجة جادة ولا أهتم بمسألة الأعمار, لأن الأهم هو الخبرة وكيفية التفكير, وهي كمخرجة ملتزمة ودقيقة وعميقة في أفكارها ومثقفة ولذلك فإن الأمر لا علاقة له بالعمر.

·       متي يعرض العمل في السينما ؟

لقد تمت الموافقة عليه رقابيا ولكن لم يتحدد بعد موعد عرضه.

·       تعاونت مع المخرج الراحل يوسف شاهين خلال إسكندرية كمان وكمان والمهاجر هل أثر ذلك علي اختيارك لأعمالك؟

بالطبع فأنا أظهر في الأعمال التي تعجبني وتجذبني ولا أبحث عن أي شئ سوي أن أكون مطمئنة وأنا أقدم الشخصية ولذلك وافقت علي زهرة الصبار دون تردد.

·       دائما ما يعقد البعض مقارنة بين مهرجان القاهرة ودبي السينمائي هل ترين فروقا؟

بالتأكيد هناك فرق كبير فمسألة تعطل فيلم افتتاح مهرجان القاهرة الجبل بيننا تعد فضيحة, أما في دبي فلديهم دقة شديدة في كل شئ من ناحية المواعيد ولا يوجد تعطل لأي فيلم, وبالتالي أتساءل لماذا نفتقد كل ذلك حتي نكون مثلهم ؟

·       هل كنت ستسعدين إذا حصلت علي هذه الجائزة من مهرجان القاهرة؟

بالطبع سأعتز بها لأنها من مهرجان بلدي, ولكن يجب أولا أن يكون ملتزما, أما هنا فالمهرجان مهم أيضا.

·       هل ترين أن السينما المصرية تعاني بعد رحيل يوسف شاهين؟

لا تعاني فالحياة لا تتوقف ويوسف شاهين مخرج كبير ولكن جاء بعده أجيال متميزة فهناك صلاح أبو سيف وعاطف الطيب, أما من الشباب فلن يكون أحد مثله لأن الإخراج موهبة لا يمكن اقتباسها ولكن هناك موهوبين مثل أحمد عبد الله مخرج ديكور, ونادين خان وأيتن أمين, علي العكس مثلا في مجالات أخري مثل أم كلثوم وبيرم التونسي فهؤلاء لم يأتي أحد بعدهم.

·       عملت كناقدة في جريدة الأهرام وأخرجت مسرحية واحدة هل هذا ساعدك في الأداء التمثيلي؟

بالتأكيد ولكن عندما كنت في أحدي الفرق المسرحية لمدة سبعة أعوام وكنا نسافر إلي فرنسا للحصول علي دورات تدريبية في التمثيل, ساعدني ذلك وساهم في تأسيسي في التمثيل.

·       أغلب أعمالك شاركت في المهرجانات بعيدا عن الأدوار التجارية هل كنت تقصدين ذلك؟

لم أقصد ذلك فإذا خيروني بين المهرجانات والأفلام التجارية بالطبع لن اختار الثانية, ولكن علي سبيل المثال المخرج داوود عبد السيد له أفلام تجارية ولذلك من الممكن أن أعمل معه, وأيضا المخرج يسري نصر الله كما أن صناع السينما التجارية يستعينوا بالنجوم وليس بي كما أنني لست مائلة لها, وفي النهاية المسألة ليست قاعدة سارية.

·       هل لديك جديد في السينما أو التلفزيون؟

في السينما أستعد لفيلم جديد مع هالة القوصي لم تحدد تفاصيله بعد, أما بالنسبة للتلفزيون فأنا لا أحبه فلا أملك تلفزيون في منزلي وأقضي معظم وقتي في قراءة الكتب والروايات.

هالة القوصي: الفيلم روشتة النجاة

للتواصل بين الأجيال.. وسميحة تشبهني إلي حد كبير

تقول هالة القوصي مخرجة العمل إن زهرة الصبار هو نبات جاف مليء بالشوك ويتحمل العديد من الظروف الصعبة ولكنه يتفتح لمدة24 ساعة فقط ومن الممكن أن يموت بعدها إلا إن طبيعته مختلفة, والمقصود هنا من هذا التشبيه هو أن ظروف المعيشة في القاهرة صعبة للغاية, ولا يجوز أن نكون مثل الزهرة التي تحتاج إلي العناية الكثيرة والمياه لأن هذا ليس متواجدا فالصبار هو نبات كثير الصبر وتم الإشارة له في العمل خلال عدة آيات قرآنية لإعطاء الأمل.

وأضافت إن فكرة اختيارها وجوه جديدة مثل منحة البطراوي بطلة الفيلم يعود إلي أنها تميل إلي الواقعية والصدق, من خلال وجه امرأة عجوز بدلا من الاستعانة ببطلة تضع الماكياج, مؤكدة إنها لا تخشي ذلك لأن محركها ليس تجاريا فهي تجربة مؤمنة بها وستظل مئات السنوات.

وأوضحت أن كل أعمالها تعتمد علي رؤية مدينة القاهرة وتأثيرها علي سكانها وكيفية التعاون معهم حيث تغير فيهم علي حسب الظروف المحيطة مشيرة إلي أنها كانت تريد اختيار ممثلين معينين لتنفيذ هذه الرؤية.

وأشارت إلي إنها كمخرجة ليست شبيهة بالبطلة عايدة ولكنها أقرب إلي سميحة التي تجسد شخصيتها منحة البطراوي ومعظم قصص العمل جاءت نتيجة ترسبات من الحقيقة, موضحة أن هناك معاناة في شخصية سميحة وبعض التفاصيل الموجودة في الحقيقة, مؤكدة إنها لا تثير الشفقة ولكنها من أكثر الشخصيات تصالحا مع نفسها.

وأضافت إن الفيلم وثيقة تثبت أن روشتة النجاة هي التواصل بين الأجيال وجزء من أزمتنا هو أن الشباب يشعرون بأن الكبار لا يفهمونهم وسبب فشلهم وتحفظهم علي أشياء ليست هامة.

أما بالنسبة لطول مدة العمل وإضافة تفاصيل كثيرة سريالية قد تصيب الجمهور بالاستغراب, قالت بالطبع لم يفهمه بعض الجمهور وهذا له علاقة بالسيناريو وليس بالإخراج موضحة أنها استلهمت بخبرة عمل كفنانة بصرية مهتمة بالسينما من وجهة نظرها الفنية التي تكون مختلفة قليلا وهي فعليا خلقت شكل لنفسها ولطريقة عملها من خلال لغتها البصرية وكيف تقوم بضبطها ليتلقاها الجمهور في هيئة فيلم يعرض خلال ساعتين وليس مجرد نصف ساعة مؤكدة أنها مهتمة بنوعية هذه الطريقة لأنها تحب الحكي بالتفاصيل ومساحات للصور أكثر وتترك الذاكرة تأخذ وقتها في السرد وتحاول محاكاة طريقة العقل في العمل.

مروان العزب:

ياسين يشبه أغلب الشباب.. وهالة القوصي ساعدتني في خطوتي الأولي
قال الفنان مروان العزب إن شخصية ياسين التي قدمها خلال الفيلم تشبه إلي حد كبير معظم الشخصيات الذين في مثل عمره, مشيرا إلي أن دوره كان يعتمد علي الذكريات الخاصة به منذ الثورة, كما أنه كان لا يريد الجلوس في منزل والده الذي تقع بينهما العديد من الاختلافات في وجهات النظر, نظرا لاختلافات الأجيال ولذلك فضل المعيشة بمفرده وهو دور يحمل تفاصيل ورؤية أكثر من الكلام
.

وأضاف أن المخرجة هالة القوصي ساعدته كثيرا وقت جلسات العمل والبروفات والتصوير وكيفية الوقوف أمام الكاميرا, لتمنحه فرصة الخطوة الأولي, مؤكدا أنها ليست ديكتاتورية وقت التصوير ولا تفرض عليه شيء ولكنه من وجهة نظره ودراسته للسينما يري أنه لابد أن يكون المخرج ديكتاتوريا وأن يمتلك رؤية مختلفة عن الممثلين وباقي فريق العمل ينفذ مهمة الإخراج من خلالها.

الأهرام المسائي في

17.12.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)