كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان دبي السينمائي الدولي (5): مختارات لأفلام تبهر المشاهدين وتنظيم يبهر الضيوف

بينما تتقدم السينما العراقية الصفوف

دبي: محمد رُضـا

مهرجان دبي السينمائي الدولي

الدورة الرابعة عشرة

   
 
 
 
 

أُعلن، يوم أول من أمس (الأحد)، عن فوز خمسة مخرجين سينمائيين عرب، بتمويل مالي خلال جوائز «ملتقى دبي السينمائي». وعرض المخرجون المشاركون في المسابقة مشاريعهم للملتقى، ليحظوا بفرصة ربح جوائز مالية، بالإضافة إلى توفير فرصة فريدة لتكوين شبكات للتواصل مع الخبراء العالميين في القطاع السينمائي، ولمساعدتهم في إيصال أعمالهم إلى الشاشة الكبيرة.

الرابحون بتلك الجوائز سيجدون أنّهم في بداية الطريق لاستكمال هذه المشاريع بمساعدة مؤسسات تهتم بالبحث عن المواهب الجديدة ودعمها.

وفازت مشاريع للمخرج حيدر رشيد، ابن عرفان رشيد أحد العاملين في مهرجان دبي، وويلي رول وجسيكا لاندت، ونايلة الخاجة وأنيسة داود بجائزة «شبكة منتجو كان». وهذه المشاريع بحسب ذكر مخرجيها هي «أوروبا» و«السوريون» و«حلمت بإمبراطورية» و«حيوان» و«بين الرجل». وتبلغ قيمة جائزة فيلم «السوريون» لمحمد إسماعيل اللواتي 25 ألف دولار أميركي. بينما تبلغ قيمة كل جائزة من الجوائز الأخرى 10 آلاف دولار.

ومنحت شبكة راديو وتلفزيون العرب جائزة بقيمة 10 آلاف دولار لفيلم «ستموت في العشرين» لأمجد أبو العلاء ونال المخرج أنور بوليفة جائزة «هايد أواي إنترتينمنت» بالقيمة نفسها. أما مشروع المخرج باسل غندور فنال جائزته من مؤسسة «سينيه سكيب» وقيمتها عشرة آلاف دولار أيضاً.

مشاريع مدعومة

هذه الجوائز ليست من جوائز المهرجان ذاته. لا علاقة لها بتلك المنتظرة في نهاية عروضه يوم الثالث عشر من هذا الشهر، بل هي من تلك المصاحبة له التي أدركت قيمة المهرجان الفنية كمنصة تصدير مواهب جديدة تحتاج لفرص العمل فأقدمت على مد يد الدعم.

أمّا جوائز المهرجان الرسمية فهي ما تتبارى عليها عشرات الأفلام المقدمة على الشاشات الكبيرة في ثلاثة أقسام رئيسية وهي «المهر الطويل» المفتوحة للأفلام العربية تسجيلية وروائية، و«المهر الإماراتي» للأفلام المنتجة في دولة الإمارات (طويلة وقصيرة) ومسابقة الأفلام الخليجية (للأفلام القصيرة).

تشترك الأفلام المتبارية في أنّ غالبيتها أهل لهذه المسابقات. في الحقيقة، وخلال الأيام القليلة الماضية لهذه الدورة التي بدأت في السادس من هذا الشهر، تجلّت بضعة أعمال مهمّـة وجيدة من سينمائيين عرب موزعين على بلدانهم المختلفة.

رحلة الدراجي

روائيا، وعلى مستوى مسابقة «المهر الطويل» الشاملة لكل الأعمال العربية المختارة، برزت أفلام مهمّة خلال الأيام القليلة الماضية مع حضور واضح للسينما الآتية من العراق أو عنها.

بعد عرض «73 درجة مئوية» لباز شمعون، تم تقديم «الرحلة» لمحمد الدراجي و«قصص العابرين» لتيبة الجنابي وكلاهما من المخرجين العراقيين المعروفين.

كنت كتبت عن فيلم باز شمعون وتركت خيبة أملي تسطو على الكلمات فجاءت حادة أكثر مما يجب. ليس أنّ هذا الحكم الفردي كان شاطحاً لكنّه تجاوز، للمعذرة، حدود التعامل الهادئ وانخرط في حدة هي غريبة عمّا أذهب إليه عادة.

الفيلم التسجيلي المتسابق «73 درجة مئوية» ما زال عندي عملا سينمائيا التهم نفسه بنفسه بسبب إصراره على مشاهد مستطردة وبالتالي مكررة وبسبب تبعات ما ذهب إليه كمضمون، لكنّ القصد من الكتابة عنه قبل أيام قليلة لم يكن النيل من حق مخرجه باز شمعون في التعبير عمّا يريد التعبير عنه. فقط كيف وإلى ما آل إليه هذا التعبير هو ما نختلف فيه. كذلك على المرء أن يعترف بأنّ ما تعرض إليه المخرج ذاته وعائلته من نكبات شخصية على أيدي مجرمي «داعش» أكثر بكثير مما يمكن لأي إنسان تحمله، ولذلك له العذر في اختيار موضوعه والحرص عليه. فقط لو سمح لنفسه موقفاً من على هضبة أعلى تتيح له التعامل مع ما يريد بأسلوب فني أفضل، كون الإخراج نافذة للارتقاء بالمادة وليس العمل في وسطها.

فيلم «الرحلة» لمحمد الدراجي يفعل ذلك لمعظم وقته. إنه أفضل ما أخرجه الدراجي من أعمال إلى اليوم، تلك التي بدأت بفيلم «أحلام» (2006) ليتبعه بفيلم «ابن بابل» (2009)، ثم «على رمال بابل» (2013)، هذا إلى جانب عدد كبير من الأفلام القصيرة سواء من إخراجه أو من إنتاجه لمخرجين جدد أراد مساعدتهم على تحقيق آمالهم.

ما يسجل له فيلما بعد آخر هو السعي لاستحواذ كافة شروط تقديم حكايات غير مطروقة و- بحد ذاتها - مثيرة. وهذا المنوال ما زال متوفراً في فيلمه الجديد الذي عُرض سابقاً في مهرجاني تورونتو ولندن قبل وصوله إلى هنا حيث جرى الترحيب به، بدءاً من كلمة المقدّم التي تحدث فيها عن نفسه بالكم ذاته الذي تحدث فيه عن الفيلم أو أكثر، إلى نهاية العرض الناجح.

يدور الفيلم الجديد في محطة للقطارات. سارة (زهرة غندور) امرأة شابة تصل إلى محطة بغداد وفي نيتها تفجير زنار المتفجرات الذي تحمله حول خصرها. هي مدفوعة بعملية غسل دماغ مسبقة ومراقبة من قبل أفراد لا نراهم. في المحطة، بانتظار الفرصة المناسبة، تبدأ بملاحظة الناس الذين يستخدمون المحطة مكان عمل لهم: فرقة من العازفين، صابغ أحذية، بائعة زهور، امرأة في الانتظار وغيرهم من الوجوه التي لكل منها حكاية يستعرضها المخرج بإلمام وبراعة.

هناك أيضاً، بين الجموع الشاب سالم (عامر جبارة) الذي يشبع المكان بصوته وهو يتحدث على هاتفه النقال حول مشاريع وصفقات. في واقعه، وكما يعترف لاحقاً، هو نصاب. وهذا الاعتراف يحدث بعدما اكتشف حقيقة سارة فحجزته مهددة إياه بالقتل إذا ما كشف سرها.

لكن الأمور تسير صوب صدام ما. يملك المخرج من أدوات التشويق ما يكفي لشحن المواقف بالمفاجآت وصولاً إلى الحيز المتوقع حيث على سارة إمّا القيام بما وعدت القيام به وإمّا العدول عنه. وفي النطاق الثاني، فإنّ عدولها مرتبط بطفل آل إليها من قِـبل أم هاربة من فضيحة.

حكايات الجنّـابي

كل شيء يسير جيداً إلى أن يتقدّم الفيلم صوب ربع ساعته الأخيرة أو نحوها. محمد الدراجي يختار أن يترك ما هو شغل على الواقع بكل ما يحيط به من ظروف صعبة وما استطاع توفيره من حنكة، إلى فصل سوريالي التشكيل يريد منه أن يدلف لتعميم الوضع والحديث عن انفجار مرتقب وانتظار لغد غامض. نتيجتان كان يمكن التوصل إليهما من دون تغريب الفيلم وإخراجه عن خط سكته المعتمد. من دون تلك النقلة التي تودي بوحدة فيلم تم تأسيسه بأسلوب تعبير مختلف من البداية وحتى تلك اللحظات.

الفيلم العراقي الآخر هو «قصص العابرين» لقتيبة الجنابي.

قتيبة مخرج لديه سابقة شخصية مع نظام صدام حسين. لقد تم اختطاف والده منذ أكثر من ثلاثين سنة ولم يره بعد ذلك. كان ما زال فتى صغيراً حين وجد أنّ الأفضل له أن يتسلّل هاربا في رحلة قطار كانت الأولى من رحلات متعددة توحي بهذا العنوان المختار.

عمل على هذا الفيلم جامعاً مواد من 30 سنة ومنتقلاً من الصيغة التسجيلية إلى الصيغة الروائية. بما أنّه أقدم على هذا المزج من مطلع الفيلم فإنّ ما تشكل أمامنا هو مزيج متحد من البداية بين منهجين من العمل. هذا على عكس مبدأ الانتقال فجأة من منهج إلى آخر.

البداية التسجيلية (ثم ما تلاها من حين لآخر خلال مدة العرض البالغة 67 دقيقة) توفر الذاكرة. المشاهد الروائية الغالبة تجسد الخوف. في الأولى تستمد من اختفاء الأب والخطب وعناوين الصحف والصور الفوتوغرافية موادها موزعة بتدبير رائع.

السرد الروائي يتحدث عن الخوف. هناك صوت الراوي (المخرج نفسه)، وهو يذكر كلمة «خوف» ثلاث مرات في ربع الساعة الأولى، لكنّ الصورة تجسد هذا الخوف طوال الوقت. هنا يعمد الجنابي إلى التشكيل الفني لبصرياته. ليس أنّه يضيف إلى الصورة ما يجعلها تشكيلية، بل هي في الأصل تأليف خاص يعكس طوال الوقت حسّ الترحال الدائم والخوف المتشبث (لقطة لبطله وهو محبوس في غرفة صغيرة يرى منها رجلاً يرقبه في الشارع) والقلق من مستقبل غامض. يعرف الجنابي أهمية الاعتماد على الصورة أكثر من الخطابة المباشرة. يؤسس لفيلم مذهل في لغته السينمائية. بالأبيض والأسود هنا وبالألوان هناك وتحت سماء ليلية داكنة أو نهارية ضبابية دائماً.

لقطات على سكة حديد وقطار عابر وهاربون يحاولون صعوده فيسقطون أرضاً. بطله (الذي يمثله) ليس في أي حال أفضل. يشعر بأنّه مطارد ومراقب وبراعة المخرج هي في أنه يعرف ما يلتقط وكيف يلتقط ما يريد التعبير فنياً به. يصل بموهبته (يصوّر أفلامه بنفسه وهو الذي انطلق مصوّراً فوتوغرافياً) إلى نقطة منفردة بين أترابه.

أسلوبه يلتقي بأسلوب عمل ديفيد لينش في أفلامه الأولى مثل «لقاء غير عقلاني للخوف» و«إيرازرهد» (Absurd Encounter with Fear وEraserhead) ويوحي بذلك التلاقي المؤثر الموسيقي المستخدم. الفارق في هذا المؤثر هو أنه يلعب دوراً خلفياً في أفلام الأميركي لينش ويلعب دوراً خلفياً وأمامياً في فيلم الجنابي.

هذا لا ينتقص من قيمة العمل بل يثريه كونه المقابل السينمائي الجيد لأسلوب مخرج آخر منفرد في صياغة أعماله.

الشرق الأوسط في

12.12.2017

 
 

رسالة مهرجان دبي.. «طلق صناعي».. ولادة متعسرة!

رسالة مهرجان دبي السينمائي - مجدي الطيب

في عرضه العالمي الأول، قوبل فيلم «طلق صناعي»، أول تجربة إخراجية للكاتب خالد دياب، بحفاوة كبيرة، عقب تقديمه لجمهور الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي، والأمر المؤكد أن اختيار الفيلم للعرض في برنامج "ليال عربية" رفع أسهمه كثيرًا، وغطى على الكثير من عيوبه، التي جعلت "ولادته متعسرة للغاية"؛ فالكوميديا غليظة بدرجة واضحة، والإصرار على نفي العلاقة بين "طلق صناعي" والفيلم الشهير "الإرهاب والكباب" أكد العلاقة أكثر، وجعل كفة المقارنة تميل تمامًا للفيلم الذي أُنتج عام 1992 من تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، واتسم بعمق أكبر في تأصيل شخصياته الدرامية، وتكريس خلفياتها الاجتماعية، ما أدى إلى التعاطف معها جميعًا، بعكس ما رأينا في فيلم «طلق صناعي»، الذي ظهرت شخصياته باهتة، وباستثناء الشخصيتين الرئيستين للزوجين "حسين عبدالسلام أمين" (ماجد الكدواني) و"هبة" (حورية فرغلي)، اللذين لجآ إلى السفارة الأمريكية في القاهرة للحصول على تأشيرة الدخول للأراضي الأمريكية، وحيال الرفض المتوقع، أقدم «حسين» على تنفيذ «الخطة البديلة»، التي تقضي بالتعجيل بولادة زوجته داخل السفارة، باعتبارها أرضًا أمريكية، ومن ثم يُمنح المولود جنسيتها، وهو واحد من البدائل التي طرحها «الدكتور حسن» (خالد صالح) في فيلم «فبراير الأسود» (2013) تأليف وإخراج محمد أمين. وفي سبيل بلوغ الهدف يستولي بطل «طلق صناعي» على سلاح أحد أفراد الأمن، ويحتل السفارة، تمامًا مثلما استولى «أحمد» (عادل إمام) في «الإرهاب والكباب» على السلاح الميري، ويفرض سلطته على مجمع التحرير!

المفترض في فيلم «طلق صناعي» أنه يعتمد الكوميديا الساخرة سبيلاً لطرح ومعالجة قضية "الهوية"، لكن الحال يصل به إلى حد «تجميل الوجه الأمريكي»، والسخرية – بفجاجة – من المعالجة الأمنية للقضايا الشائكة، وباستثناء «الكدواني»، الذي حاول «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» عانى الفيلم مشاكل كثيرة؛ على رأسها فتور الأداء التمثيلي، وسطحية المعالجة، التي رسخت شعورًا بأن المصريين حفنة من "الغوغائيين"!

«داعش» تلفظ أنفاسها على الشاشة

مثلما حدث على أرض الواقع، من تراجع واضح للظاهرة «الداعشية»، بدا واضحًا أن الأفلام، التي تتناول الظاهرة على الشاشة، شهدت انحسارًا كبيرًا في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي؛ التي تم الاكتفاء فيها بعرض فيلم «سبيّة» (15 دقيقة)، ضمن مسابقة "المُهر الخليجي القصير"، عن سيناريو وإخراج العراقي ضياء جودة؛ الذي تحدث عن معاناة امرأة آيزيدية تشبثت بالعيش، مع ابنتها، على سفح جبل في شمال العراق، بعد ذهاب زوجها برفقة آخرين لمقاتلة «داعش»، لكنها تُعيد النظر في قرارها، بعد ما استشعرت اقتراب الخطر «الداعشي»، وتُجبر ابنتها على الرحيل، بينما ترفض الفرار، وتتسلح ببندقيتها، والجاز الذي جعلت منه سياجًا حول محيط منزلها قابلٌ للاشتعال في مواجهة العدو الغادر، الذي أبت كرامتها أن تكون رهينته أو سبيّة لديه.

وكان يوم أمس – الإثنين – قد شهد أيضًا عرض الفيلم البريطاني "ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبينج، ميسوري" (110 دقائق) للمخرج مارتن مكدونا، الذي تبنى تجربة امرأة، وأم، تُدعى «ميلدريد» (الممثلة فرانسس ماكدورماند) فقدت ابنتها المراهقة، في حادث اغتصاب انتهى بقتلها حرقًا، وفوجئت بتوقف التحقيقات في القضية، ولا مبالاة ، وتراخي رجال الشرطة في التوصل إلى مرنكب الحادث، فما كان منها سوى أن استأجرت ثلاث لوحات إعلانية ضخمة قدمت من خلالها ما يُشبه البلاغ للرأي العام، متهمة رئيس الشرطة المحلية (الممثل وودري هاريلسون)، ونائبه العنصري، بالفشل والتخاذل في مهمتهما. ولاقت فكرة الفيلم، ومعالجته، إعجاب شريحة كبيرة من الجمهور، الذي سادت لديه قناعة أن ما فعلته المرأة – في الفيلم - هو السبيل الناجع لفضح انتهاكات الأجهزة الأمنية، بعيدًا عن الشكاوى غير المجدية، وبطء التقاضي المعتاد، والتعتيم على مثل هذه الممارسات!

تذاكر ودعوات «حرب النجوم» نفدت

في اليوم الأول لفتح باب الحجز لمشاهدة فيلم «حرب النجوم: الجيداي الأخير»، الذي اُختير للعرض في الحفل الختامي للدورة الرابعة عشرة، الذي يُقام في الثالث عشر من ديسمبر في مدينة جميرا، نفدت التذاكر والدعوات بالكامل، ما اضطر القيمون على شبابيك التذاكر إلى اللجوء إلى لافتة «كامل العدد»، وخيار «قائمة الانتظار»، كما ناشدت إدارة المهرجان ضيوف وحضور العرض، مراعاة ارتداء ملابس شخصياتهم المفضلة في السلسلة، وأعلنت عن تقديم جوائز لأفضل زي، مع فرصة لالتقاط صور حصرية مع نجوم أحدث جزء من ملحمة سكاي ووكر ، التي يحتدم فيه الصراع بين الجانب المضيء والمظلم؛ حيث يواصل الأبطال مغامراتهم لكشف ألغاز الماضي؛ إذ تبدأ قصة هذا الجزء من حيث انتهى الجزء السابق، الذي يحمل عنوان «القوة تنهض»، وانتهى بالهروب من الكوكب المتحطم، والعثور على آخر محاربي الجيداي. ومن المعروف أن عرض فيلم «حرب النجوم : الجيداي الأخير» يبدأ في دور سينما دولة الإمارات العربية المتحدة في اليوم التالي لانتهاء الدورة الرابعة عشرة للمهرجان .

عناوين من المهرجان:

· ينظم المهرجان في العاشرة من صباح اليوم بقاعة مدينة أرينا عرضًا خاصًا للصحفيين لمشاهدة الفيلم البريطاني «لم تكن هنا حقًا أبدًا» للمخرجة لين رامزي، الذي حصل أول أفلامها الطويلة «صائد الفيران» (2000) على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي. وتستقبل قاعة "كوا بار" اللقاءات الصحافية حول الفيلم.

· يُعقد 11 صباح اليوم بغرفة المؤتمرات الصحافية مؤتمر صحفي بمبادرة من OSN لرسم ملامح جديدة لمجال صناعة المحتوى الأصلي

· ينظم المهرجان في الثانية من ظهر اليوم بقاعة مدينة أرينا عرضًا خاصًا للصحفيين لفيلم "الأعزبان"

· يُعرض في التاسعة مساء اليوم بقاعة مدينة أرينا الفيلم الكوميدي "تحجيم"، الذي يُعرض في برنامج «سينما العالم»، بطولة مات دامون وكريستوفر والتز وإخراج أليكساندر باين. وتدور أحداثه حول ظهور تقنية علمية على يد باحثين في النروِيج، تتيح تقليص حجم البشر بحيث لا يتعدّى طول الواحد منهم اثني عشر سنتيمترًا، وتروق الفكرة لزوجين يخوضا المغامرة، والمجازفة بكلّ شيء.

####

في دبي السينمائي ..«انطوان» تغزل في السينما المصرية و«دياب» خانه التوفيق !

«دبي» من : مجدي الطيب

لم تكن مجرد كلمة ترحيب بأسرة فيلم «طلق صناعي»، تلك التي ألقاها أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي السينمائي الدولي في قاعة «أرينا»، بل قصيدة حب ومديح في السينما المصرية، التي قال عنها : «كانت ولا زالت لها مكانة خاصة في مهرجان دبي، وكيف لا ونحن تربينا على أفلام صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وبركات ويوسف شاهين وعاطف الطيب ومحمد خان. وفيلم الليلة – يقصد «طلق صناعي» - يبحث في الهوية، وهو فيلم عن الأمل .. وعن الناس، ويقدم لنا مصر الكامنة في مشاعرنا، ومهما حاول البعض الابتعاد عنها فهي باقية في وجداننا» .

في المقابل خان التوفيق الكاتب خالد دياب، وهو يُقدم فيلمه الأول، كمخرج، عندما قال إن قائمة الأشخاص الذين ساعدوه في التجربة، ويود أن يشكرهم، طويلة للغاية، ولو أراد ذكرهم في ورقة فانها ستطول «زي ورقة الكفار اللي كنا نشوفها زمان»، حسب عبارته، وأضاف ساخراً : «السينما معمولة علشان حاجتين : الامتاع والرسالة، ومن غير المطلوب أن يطغى أمر منهما على الآخر؛ فالامتاع وحده يجعل منه فيلماً سطحياً،والرسالة فقط تجعله فيلماً عميقاً يحتاج إلى «بدلة غطس» لنفهمه مع المخرج الذي يفهمه بمفرده»!

كانت أسرة فيلم «طلق صناعي» قد حضرت بالكامل العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان دبي، وصعد إلى خشبة المسرح : المخرج خالد دياب والأبطال : ماجد الكدواني، حورية فرغلي، عبد الرحمن أبو زهرة، سيد رجب، سالي عابد والممثل التونسي نجيب الحسن بالإضافة إلى الكاتبة شيرين دياب والمنتجين زايد وزين الكردي، وحظي ماجد الكدواني والفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة بعاصفة من التصفيق .

موقع "مصراوي" في

12.12.2017

 
 

(طلق صناعى).. مصر مافيهاش حاجة حلوة!!

طارق الشناوي

قبل نحو 8 سنوات كتب خالد دياب فيلمه الرائع (العسل الأسود) إخراج خالد مرعى، بطولة أحمد حلمى، السيناريو يقطر حبا فى مصر برغم انتقاده اللاذع لها وحنين البطل الدائم للعودة لأمريكا، إلا أنه فى المشهد الأخير وبعد أن صعدت الطائرة استطاع، مستغلا جنسيته الأمريكية وجواز سفره الأزرق، إقناع المضيفة بالعودة لمصر، ونستمع أثناء ذلك إلى ريهام عبدالحكيم وهى تردد (فيها حاجة حلوة)، هذه المرة فى (طلق صناعى) يضحى البطل ماجد الكدوانى بنفسه من أجل هدف واحد أن يحصل طفلاه التوأم على الجنسية الأمريكية باستخدام حيلة قانونية بأن من يولد فى السفارة بمصر يعتبر أمريكيا.

مثل الفيلم مصر فى قسم (ليال عربية) بمهرجان (دبى)، وكأنه الفصل الثانى من (عسل أسود)، فلم يبق لدى المصريين سوى الهجرة، ما الذى حدث للمواطن المصرى الذى عاش ثورتى 25 و30؟، تجددت ثم تبددت فى لحظات الأحلام بالرخاء والعدالة والديمقراطية، فكفر المصرى بكل شىء إلا الحلم الأمريكى.

الحالة العامة التى عليها الفيلم تستدعى للذاكرة (الإرهاب والكباب)، الذى كتبه وحيد حامد وأخرجه شريف عرفة قبل نحو ربع قرن.

حصار مجموعة داخل مكان بنك أو سفارة أو جامع أو كنيسة أو مجمع وغيرها كما حدث فى (الإرهاب والكباب) ليس حكرا على أحد، ولكن هناك حالة من التأثر لا يمكن إنكارها، حتى عندما يتعمد الابتعاد، فهو يبدو وكأنه يستشعر الحرج، مثلما يحيل شخصية وزير الداخلية إلى مدير أمن القاهرة، كما أن الكاتب والمخرج خالد دياب يستدعى أيضا شخصية من أرشيفه الشخصى فى (عسل أسود) وهى إيمى سمير غانم، وتحديدا طريقة نطقها الكاريكاتورى للإنجليزية لتقدمها مجددا مى كساب.

فى السفارة العديد من الشخصيات، ولكن المخرج والكاتب خالد دياب لم يُقدم لنا إلا عددا محدودا منها، جميعهم لديهم أمل العبور للجانب الآخر من المحيط، من يدعى المثلية الجنسية، وهناك مسلم يجاهر بأن المسيح يسكن قلبه ويريد السفر لإشهار ديانته، ويقدم واحدا من أكثر المشاهد عبثية تلك التى يخلط فيها بين الإسلام والمسيحية، عندما يحلف على المصحف أنه مسيحى!!.

السفارة محاصرة، والسيناريو الذى كتبه الأخوة دياب (محمد وشيرين وخالد) يفضح الداخلية فى تعاملها السافر مع المواطنين ونظرتها لحقوق الإنسان التى تعنى بالنسبة لها حقوق التعذيب وتوجيه الشتائم، كما يشير إلى توغل السفارة الأمريكية فى الشأن المصرى، حتى أعلى سلطة، الفيلم به مساحات من الجرأة فى التناول على مستوى الطرح السياسى، ولكن كثيرا ما كان يلجأ للمباشرة فى الحوار، يغيب عن الأبطال الإحساس بالانتماء، وهو قطعا لا يعنى التخفيف من انتقاد الدولة، الروح الوطنية كانت غائبة ولكنها ليست مغيبة، فلم يتعمدها المخرج فى تكوين شخصياته، إلا أنه كان لديه هدف فضح هذا الإحساس الذى ألمحه بين الحين والآخر متجسدا فى جزء لا يستهان به من شباب هذا الجيل.

عدد من التفاصيل غابت عن المخرج أثرت على المصداقية، عندما يتلقى ماجد الكدوانى طلقة من القناصة، إلا أنه يخرج من السفارة ملوحا وبقوة يخاطب الرأى العام، وكأنه لم يتلق قبل لحظات طلقة غادرة، السيناريو به حس كوميدى سياسى ساخر، ولكنه على مستوى الرؤية الإخراجية يسرد ولا يعبر، هذه المرة رأيت الممثلة حورية فرغلى التى قدمت دورها بإحساس وألق، الفيلم قاتم جدا ورغم ذلك فلاتزال مصر (فيها حاجة حلوة)!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

12.12.2017

 
 

طلق صناعي يستحوذ علي إعجاب جمهور دبي السينمائي

رسالة دبي‏:‏ إنجي سمير

أكد المخرج خالد دياب مخرج فيلم طلق صناعي أنه يعشق بلده مصر متبعا مقولة يوسف شاهين الشهيرة بدعي علي مصر واكره اللي يقول أمين‏,‏ مدللا علي ذلك بفيلم عسل أسود الذي كتبه‏,‏ وكان يحمل بعض الانتقادات السلبية لمصر لكن أثبت في النهاية أننا لا نحبها فقط ولكن نعشق ترابها‏.‏

وأوضح, خلال الندوة التي أقيمت أمس لفيلم طلق صناعي بحضور أبطاله حورية فرغلي, ماجد الكدواني, سيد رجب, وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان دبي السينمائي أن الفيلم بلاك كوميدي, ويحمل الكثير من الجوانب الدرامية حيث عالج به بعض الأمور العبثية بالطريقة الكوميدية لتخفيف نوعية المشاكل, واستطعنا من خلالها أن نوصل العديد من الرسائل بطريقة بسيطة, مؤكدا أن العمل يجمع خلطة جيدة من الدراما والكوميديا والأكشن.

بينما وجهت الفنانة حورية فرغلي بطلة الفيلم الشكر لإدارة المهرجان وللجهة المنتجة للفيلم في ثاني تعاون بينهما بعد ديكور وثاني تعاون مع آل دياب, موضحة أنها من الفنانات التي توافق علي الأعمال الصعبة وتحاول من وقت لأخر تغيير جلدها.

وأضافت أنها جلست مع العديد من الأطباء لتتعلم جيدا كيفية أداء دورها وهو الأصعب منذ بدأت التمثيل متمنية أن يلقي تجسيدها للدور قبول الجمهور.

بينما قال ماجد الكدواني بطل الفيلم إن الفنان عند تجسيده لأي شخصية عليه أن يستمتع بها, متلبسا كل صفاتها, سواء شعورها وأحاسيسها أيا كان نوعية هذه الشخصية فسوف تنتقل المتعة إلي المشاهد, موضحا أن فكرة معايشة الدور شيء أساسي لكي يستمتع به وهذا ليس له علاقة بصفات الشخصيات التي يؤديها أي ممثل ولكن هل لها علاقة به ومدي تلامسك مع الشخصية من عدمها, وهل أحببتها أم لا, حتي وإن كانت الشخصية لقاتل أو سارق طالما لمسته من خلال الرواية أو القصة التي تقدمه.

وأشار الفنان سيد رجب إلي أن الممثل عادة ما يعرض عليه العديد من الأدوار الاجتماعية والكوميدية ولكن نادرا ما يأتي له فيلم يمسه من الداخل ويشعر من خلاله لدرجة شعوره أنه يعيش بالفعل في هذا الواقع مما يجعله فخورا بما قدمه, موضحا أنه عندما قرأ السيناريو رأي ضرورة مشاركته في هذا العمل, حتي ولو من خلال دور صغير يلقي فيه جملة واحدة لأنه عمل يتحدث عن قضية مهمة للغاية في الواقع المصري كما يوضح حياة المواطن وكيفية معيشته كما أنه قدم بطريقة ذكية.

وأوضح أنه من الممكن أن يكون بلاك كوميدي مثلما قال مخرج العمل خالد دياب ذلك, ولكنه لا يراه كذلك فهو يعبر عن الواقع الذي نعيشه بطريقة أوفر لتوصيل الفكرة بشكل بسيط وحقيقي موضحا أنه وافق عليه دون تردد بسبب جودة السيناريو.

علي هامش الحفل

شهد عرض فيلم طلق صناعي إقبالا كبيرا من الجمهور, كما حاز علي إعجاب الحضور لمناقشته قصة تتناول الهوية المصرية في إطار كوميدي.

أكد مخرج الفيلم خالد دياب علي هامش المؤتمر الصحفي, أن فكرة الفيلم كانت موجودة منذ عام2003, وحرص علي مناقشة فكرة معاناة المواطن المصري من كثير من الأزمات وأهمها تغيير هويته المصرية واستغرقت وقتا كبيرا في التنفيذ موجها الشكر للجهة المنتجة التي نفذته في ظروف صعبة.

قام المخرج خالد دياب بتوجيه التحية لزوجته التي حضرت العرض معه بجانب شقيقيته شيرين دياب التي شاركت في كتابة السيناريو معه بالإضافة لفريق العمل الذي أكد أنه كان يحتاج إلي ورقة كبيرة لعدم نسيانه أي أسم.

حاز الفنان ماجد الكدواني علي إعجاب الجمهور من ناحية تأدية دوره بشكل متقن وكوميدي جعل المشاهد يتعاطف معه رغم أنه قام بالاستيلاء علي السفارة الأمريكية وتهديد المواطنين بالسلاح.

حرصت الفنانة بشري والإعلامية بوسي شلبي التواجد علي السجادة الحمراء لفيلم طلق الصناعي.

الأهرام المسائي في

12.12.2017

 
 

"غزًية" و"بورن آوت".. تشابه الموضوع وتفاوت المستوى

أحمد شوقي

ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان جوائز الدورة الرابعة عشر من مهرجان دبي السينمائي الدولي، الجوائز الأهم سنوياً في عالم السينما العربية، ليس فقط لقيمتها المادية المعتبرة، ولكن لما تفتحه للفائزين من فرص لمشاركات وتسويق، حتى أن الفيلم القصير الفائز بجائزة المهر الذهبي، يؤهل مباشرة للقائمة الطويلة المتنافسة على أوسكار أحسن فيلم قصير.

في مسابقة المهر الطويل، المسابقة الرئيسية المخصصة للأفلام العربية الطويلة بمختلف أنواعها، شاهدنا أفلام المسابقة كاملة والمكونة من 18 فيلماً (11 روائي و7 غير روائي)، تتنافس على 6 جوائز لأحسن فيلم روائي وأحسن فيلم غير روائي وأحسن مخرج وممثل وممثلة بالإضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة. تمنحها لجنة تحكيم ترأسها الممثلة الألمانية مارتينا جيديك ويشارك في عضويتها المخرج الفلسطيني رائد أنضوني والمخرج المصري أحمد عبد الله والمخرجة الفرنسية دومينيك كاربيرا والممثلة الإيرانية سهر دولتشاهي.

بغض النظر عن النتائج، فالمسابقة شهدت العديد من المفاجآت المحزنة والسارة، بين مخرجين كبار تعثروا في أفلامهم الجديد، وآخرون عادوا بأعمال على قدر الحدث، وأسماء جديد لمعت وقد ينتزع أحدهم جائزة غداً ليأخذ خطوة أكبر في مسيرته المهنية. وما بين المفرح والمحبط جاء الفيلمان المغربيان المشاركان في مسابقة المهر الطويل، واللذين سنتعرض لهما في هذا المقال.

إحباط نور الدين لخماري

على رأس المفاجآت المحزنة جاء فيلم "بورن آوت" للمخرج المغربي المخضرم نور الدين لخماري، واحد من أهم صناع السينما المغربية المعاصرين والذي قدم أفلاماً ممتازة مثل "كازانيجرا"، لكن عودته جائت باهتة بفيلم يعاني من ضعف واضح في النص جعل الأحداث تدور كثيراً دون أن تصل إلى نتيجة تذكر، ودون حتى أن نتفهم دوافع الشخصيات الرئيسية وأبعادها.
ثري شاب ينفصل عن زوجته بعد فترة من الانقطاع الجنسي، لينشغل بفكرة قطع مسافة معينة في زمن قياسي بسيارته الفارهة، بينما يسيطر على الزوجة هوس بلوحة تشكيلية. يجمع القدر بين الثري وبين ماسح أحذية طفل يريد شراء ساق صناعية لوالدته وطبيبة حديثة التخرج تقرر لسبب ما ـ مادي ربما ـ أن تحترف الدعارة مع كبار السياسيين
.

الأزمة في "بورن آوت" أنك لا تفهم الأزمة الحقيقية لأي من الشخصيات (باستثناء الطفل ربما)؛ هناك مشكلة وعلينا أن نتعاطف معها دون أن نفهم أبعادها، ثم علينا أن نتفاعل مع تصعيدات درامية تقوم بالكامل على مصادفات ميلودرامية مستحيلة الحدوث، كأن تتشاجر الطبيبة الشابة مع سياسي شهير يمارس معها الجنس سراً ويهاجم علناً عمليات الإجهاض، ليتصادف أن تكون قد قامت في الصباح نفسه بإجهاض ابنة هذا السياسي، وكأن الدار البيضاء لا يوجد فيها سوى هذه المجموعة من البشر.

هذا بالمناسبة هو الشعور المسيطر على الفيلم بشكل عام؛ بالرغم من أن المدينة يفترض هنا أن لها حضور مادي ودرامي ـ كما كانت دوماً في أفلام لخماري ـ إلا إنها تصير فجأة مغلقة على شخصيات الفيلم، يقابلون بعضهم طيلة الوقت فقط بشكل مقبول حيناً وصعب الهضم أحياناً، دون أن تنتهي هذه المقابلات إلى نتيجة أو فكرة أو حتى شعور يمكن الإمساك به.

تناقض رغم التشابه

ما ساهم في إظهار بعض عيوب "بورن آوت" هي المقارنة المنطقية التي عقدها جمهور المهرجان بينه وبين "غزّية"، فيلم المخرج نبيل عيوش الجديد. فكلا الفيلمين يدور في مدينة الدار البيضاء، وكلاهما عمل متعدد الشخصيات التي تأتي من طبقات وبيئات اجتماعية متباينة، وكلا منهما يستخدم خطوطاً تبدأ متوازية حتى يجتمع مصيرها في النهاية، مع مزيد من التعقد في فيلم عيوش بإضافة خط درامي من الماضي يربط بصورة أو بأخرى بين الحكايات، ويقوم ـ وهو الأهم ـ بتأطيرها في طرح سؤال الهوية مبكراً لتكون كافة الأحداث التالية رداً عليه.

رغم التشابه الشكلي إلا أن "غزّية" جاء أفضل على كافة المستويات، فمن جهة لدى الفيلم موضوعاً واضحاً مؤسساً ـ كما قلنا ـ من البداية، ومن جهة أخرى تسير الدراما فيه بانضباط كامل، انضباط يمكن اعتباره درساً في كتابة سيناريو متعدد الحبكات، فلا يقع أبداً في فخ السيمترية والتنقل الإجباري بين الخطوط الذي عادة ما يفسد إيقاع هذا النوع من الأفلام، بل ينحاز صاحبه لسرد ما يهمه من كل حكاية من قصص الفيلم الأربع، حتى لو كان هذا يعني أن تأخذ حكاية ثلاثة أضعاف زمن الأخرى على الشاشة؛ ففي النهاية الهدف هو صياغة عمل مؤثر وليس التوازن بين الخطوط.

أما أهم ما في الفيلم فهو قدرة المخرج نبيل عيوش المشهودة على الاهتمام بكل لحظة في فيلمه، وكأن كل حدث هو الرئيسي وكل مشهد هو "الماستر سين". هذا مخرج كبير حقاً في قدرته على الإمساك بالفروق الدقيقة بين المشهد العابر والمشهد القادر على البقاء في الذاكرة

لأن الفيلم يمتلك 5 حكايات على الأقل يرويها في ساعتين، فأكثر الخيارات ذكاءً كان هو التخلص من أي زوائد درامية، واختيار لحظات هي بالفعل الأهم في حياة كل شخصية، يمسك بها المخرج ويشغلها صوتاً وصورة ودراما، ليصيغ من خلالها لوحة لا يُمثل تقاطع المسارات في نهايتها أكثر نهاية ملائمة لعمل سيظل جيداً حتى لو لم يختر صاحبه أن ينهيه بهذه الصورة.

وإذا كنا في مقال سابق كُتب قبل المهرجان قد وضعنا فيلمي لخماري وعيّوش ضمن أكثر عشرة أفلام عربية مرتقبة في مهرجان دبي السينمائي الرابع عشر، فإن مشاهدة الفيلمين المتشابهين رغم تفاوت المستوى تجعل من الطبيعي أن نُبقي من "غزّية" عيّوش فقط في القائمة، بينما يبقى "بورن آوت" عثرة في مسيرة مخرج كبير ننتظر منه الأفضل في أعماله التالية.

موقع "في الفن" في

12.12.2017

 
 

الفيلم الفلسطيني «واجب»… صراع التناقضات داخل من اختار الوطن ومن رحل عنه

دبي – رويترز:

تستند المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر إلى طقس اجتماعي قديم في الناصرة لتنطلق في فيلمها (واجب) في رحلة قصيرة يقوم بها أب وابنه داخل سيارة تجوب شوارع وبيوت المدينة تمتلئ بالضحك والغضب والسياسة والألم والرومانسية.

تبدأ الأحداث من عند شادي الذي يعود في رحلة قصيرة إلى مدينته الناصرة قبل عطلة عيد الميلاد لمساعدة والده في الإعداد لزفاف شقيقته أمل وتوزيع بطاقات الدعوة وهو طقس يعتز به أهالي الناصرة.

ورغم أن الأحداث تدور كلها في يوم واحد فقد كان كافيا لتفجر منه المخرجة قدرا كبيرا من السخرية من خلال حوارات الأب والابن المنتميان بطبيعة الحال إلى جيلين مختلفين في التفكير وطريقة الحياة.

حوارات الأب والابن لا تخلو من السياسة وحال الفلسطينيين سواء الذين يعيشون في الناصرة أو الذين اختاروا العيش خارج وطنهم ونظرة كل منهما للآخر.

الفيلم بطولة محمد بكري وصالح بكري وماريا زريق ورنا علم الدين ويضم عددا كبيرا من الممثلين الذين يظهرون في لقطات ربما لا تتعدى دقيقتين أو ثلاثة يقومون فيها بأدوار الأقارب والأهل والجيران الذين يتلقون بطاقات دعوة الزفاف.

وقالت المخرجة بعد العرض الأول للفيلم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهرجان دبي السينمائي الدولي «بالفعل هناك الكثير من الشخصيات بالفيلم، بعضهم ممثلون والبعض الآخر أشخاص عاديون عملت على تدريبهم وإعدادهم للفيلم خصيصا».

وأضافت «هذا الضحك الذي ملأ القاعة كان حاضرا عند كتابة السيناريو، الفيلم يتحدث عن الناصرة وهي مدينة مشحونة بالغضب والمشاعر والإحباطات، والضحك آلية دفاع ذاتي للتغلب على مثل هذا النمط من الحياة، لذا أردت أن أعكسها على الشاشة».

وكشفت آن ماري جاسر في ندوة بعد عرض الفيلم أن فكرة الفيلم مستوحاة من موقف حقيقي حدث مع زوجها.

وقالت «الفكرة بدأت عندما جاءت إلى زوجي مكالمة هاتفية تخبره بقرب زفاف شقيقته وتطلب منه السفر لمساعدة الأهل في توزيع بطاقات الدعوة، حينها طلبت منه الذهاب معه ومرافقته في هذه الرحلة».

وأضافت «قلت له سأجلس بالمقعد الخلفي للسيارة ولن أزعجكم، وبالفعل قضيت خمسة أيام أجوب معهم شوارع الناصرة وما حولها لتوزيع البطاقات، لكن الفيلم لا يحكي قصة أسرة زوجي، فقط استوحيت الفكرة من هذه المصادفة».

وسبق للفيلم الفوز بجائزة (دون كيشوت) من مهرجان لوكارنو السينمائي في أغسطس/ آب الماضي كما رشحته وزارة الثقافة الفلسطينية للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية في الدورة التسعين خلال عام 2018.

وينافس الفيلم حاليا على جائزة المهر الطويل في مهرجان دبي السينمائي الذي يختتم أنشطته بعد غد الأربعاء في مدينة جميرا.

القدس العربي اللندنية في

12.12.2017

 
 

بطلة «جسد غريب» المعروض في دور سينما دبي

هيام عباس: حياة الفنان ليست استوديو التصوير

إيناس محيسن - أبوظبي

- ليعش كل شخص حياته بالطريقة التي يراها.. والموضوع ليس شخصياً.

- تجربتي مع رجاء عماري ممتعة.. وتكرارها يُشعرني بأنني في موطني.

قالت الفنانة والمخرجة الفلسطينية، هيام عباس، إن الممثل لا يتوقف عند شروعه في عمل فني، ليقارن شخصيته الحقيقية بالدور الذي سيجسده، ليرصد أوجه التشابه والاختلاف، وإننا «حينما نقوم بصناعة فيلم لا نفكر في شخصياتنا الواقعية، لكننا ننصهر داخل الشخصية، وهذا ما فعلته بتتبع خطوات الشخصية التي أؤديها في الفيلم الجديد (جسد غريب)، بناء على رؤية المخرجة، وبالتالي أنا أرى أن يعيش كل شخص حياته وفقاً للطريقة التي يراها، ولا أنظر للموضوع من مستوى شخصي، فالحياة داخل استوديو التصوير ليست هي حياة الفنان خارجه».

وكانت هيام عباس قد خاضت تجربة جديدة، من خلال الفيلم التونسي «جسد غريب»، الذي بدأ عرضه بدور السينما في دبي هذا الأسبوع، بعد أن شارك في مهرجانات دولية، من بينها مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما كان عرضه العالمي الأول من خلال مهرجان تورونتو السينمائي الدولي. وعبّرت هيام عباس عن سعادتها بالعمل في الفيلم مع المخرجة التونسية رجاء عماري، التي تربطها بها علاقة مميزة وقديمة بدأت خلال تعاونهما في فيلم «حرير أحمر».

وأضافت: «هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع رجاء، فتجربتنا الشيقة السابقة قبل سنوات في فيلم (الحرير الأحمر) كانت رحلة ممتعة، وتكرارها يُشعرني كأنني في موطني، وحينها كان لدينا يقين بأننا يجب أن نعمل معاً مرة أخرى، وهذا ما حدث في فيلم (جسد غريب)». مشيرة إلى أن اعتزازها بالعمل مع عماري لا يرتبط فقط بالعلاقة الإنسانية بينهما، أو التوافق الفكري الذي يجمعهما، لكن هناك أيضاً أسباب مهنية، من أهمها «قدرة عماري الفائقة على صياغة سيناريو متكامل، وبراعتها في تصميم الشخصيات، ورسم أبعاد نفسية وجسدية لكل شخصية بشكل خاص، وهو أمر يجعل العمل معها أكثر سهولة بالنسبة للممثل».

وتدور أحداث «جسد غريب» حول الهجرة غير الشرعية، وتداعيات الأحداث السياسية التي مرت بها تونس عقب ثورة 2011، وذلك من خلال قصة سامية المهاجرة التونسية غير الشرعية في فرنسا، والتي يسكنها هاجس أن أخاها المتشدد ربما يلاحقها خفية، في البداية تجد مأوى لها عند عماد، أحد معارفها السابقين في قريتها بتونس، ثم تنتقل لتعمل وتقيم في منزل ليلى، وبين الشخصيات الثلاث تزداد الرغبة، الخوف وحدة التوتر. والفيلم من تأليف وإخراج رجاء عماري، ويشارك هيام عباس في بطولته سارة حناشي، سليم كشيوش، ومجد مستورة، وهو من إنتاج دُرة بوشوشة، ودومينيك باسنيار.

وعن كيفية أدائها لدور ليلى، وهل تدخلت لإجراء تعديلات على الشخصية خلال التصوير؛ اعتبرت عباس أنها نفذت رؤية المخرجة وما تنتظره من الشخصية على أكبر قدر ممكن، وهو ما كان مشابهاً لصورة الشخصية عندها أيضاً. مضيفة: «لا يتعلق الأمر بالإضافة أو التعديلات، لكنه أشبه بنقاش مع المخرجة حول أبعاد الشخصية لمعرفة من هي، ومن أين جاءت، وماذا ترتدي من ملابس، وكيف تتحدث ولغة الجسد أيضاً؟ ومن خلال وضع إجابات لهذه الأسئلة؛ كنا نقوم بتصميم الشخصية، سواء أثناء فترة التحضير أو حتى خلال التصوير». كذلك أوضحت عباس أنه لم يكن لديها أي تحفظات على معالجة رجاء عماري للعلاقات الإنسانية، التي يتناولها الفيلم بين شخصياته الثلاث، لافتة إلى أن المخرجة عالجت قضايا حساسة بطريقة جيدة، بدت كأن الأمر أشبه بخوض رحلة منطقية داخل الشخصيات، عبر حيواتهم التي يتعرف إليها المشاهد أثناء الفيلم، «وبالنسبة لي تحمست بشدة، لطريقة معالجة المخرجة للأمر بهذه الطريقة الجيدة».

####

أكثر من 500 ألف دولار أميركي لدعم «دبي العطاء» و«هارموني هاوس»

«دبي السينمائي» يجمع نجوم العالم في مزاد خيري

دبي ـــ الإمارات اليوم

- الحفل استضاف مجموعة من ألمع النجوم أمثال أدريان برودي وفانيسا ويليامز ولويس فونسي وأليشا ديكسون

- نسخة خامسة من «ذا غلوبال جيفت جالا» لدعم برامج خيرية في 5 قارات.

- قفازات محمد علي كلاي بيعت بأكثر من 15 ألف دولار أميركي.

أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن اختتام النسخة الخامسة من الحفل الخيري العالمي «ذا غلوبال جيفت جالا»، حيث استضاف فندق «بلازو فيرساتشي» فعاليات الحفل الناجح والاستثنائي، بهدف دعم منظمتي «دبي العطاء» و«هارموني هاوس»، إضافةً إلى جمع التبرعات لصالح ضحايا إعصار «ماريا» في بورتوريكو. وألقت مؤسس منظمة «غلوبال جيفت فاونديشن»، ماريا برافو، كلمةً قبل بدء المزاد الخيري، في حين استمتع الضيوف بأجواء الحفل على إيقاعات أغنية «ديسباسيتو» الشهيرة، التي شارك في غنائها النجم العالمي لويس فونسي، ومغنية السوبرانو سيا لي، إلى جانب فرقة «أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة»، كما جمع الحفل مئات الآلاف من الدولارات عبر المزاد الخيري الذي تصدرت قائمة معروضاته لوحة الرسام البريطاني الشهير ساشا جفري.

وتجسيداً لرؤية «عام الخير2017»، تم تخصيص كامل الأموال التي جُمعت خلال الحفل لدعم عدد من البرامج الخيرية في خمس قارات مختلفة، ما يؤكد الطابع العالمي لهذا الحفل الذي ستتعاون من خلاله «دبي العطاء» و«غلوبال جيفت فاونديشن» لدعم مشروعات خيرية متنوعة، بما في ذلك منظمة «هارموني هاوس» في الهند، إلى جانب مشروعات أخرى في أوروبا وأميركا وآسيا. كما ستذهب كل التبرعات التي جُمعت باسم منظمة «غلوبال جيفت فاونديشن» لصالح الجمعيات الخيرية التي تهدف إلى مساعدة سكان بورتوريكو عقب الدمار الذي أحدثه إعصار «ماريا».

واستضاف الحفل الخيري مجموعةً من ألمع النجوم الدوليين، أمثال أدريان برودي وفانيسا ويليامز ولويس فونسي، وأليشا ديكسون. وأدار مقدم البرامج الشهير توم أوركوهارت فقرات الحفل الذي حضره نخبة من النجوم وروّاد الأعمال، بمن فيهم مقدم البرامج التلفزيونية نِك إيد الحائز على العديد من الجوائز عن أعماله الخيرية، والذي يعمل سفيراً لمنظمة «غلوبال جيفت فاونديشن» حول العالم.

وسلمت أليشا ديكسون، المغنية البريطانية الشهيرة وعارضة الأزياء ومقدمة البرامج والرئيسة الفخرية للحفل، جوائز خاصة إلى فانيسا ويليامز ولوسي بروس وشارلوت نايت، تكريماً لجهودهنّ المبذولة في مجال الأعمال الخيرية.

وتضمن البث الحي للمزاد الخيري، الذي أقيم على شبكة الإنترنت، وتم عرضه طوال أمسية الحفل على شاشة كبيرة أمام الحضور، العديد من القطع مثل قفازات الملاكمة التي كان يرتديها البطل العالمي محمد علي كلاي، والتي بيعت بأكثر من 15 ألف دولار أميركي، إلا أن المزاد المباشر خلال أمسية الحفل حقق إيرادات أعلى من نظيره على شبكة الإنترنت. وشهد المزاد الخيري بيع مجموعة مميزة من المعروضات، حيث بيعت لوحة فنية أصلية بنقش ذهبي للفنان سلفادور دالي بمبلغ 20 ألف دولار أميركي، كما تبرع ساشا جفري والممثل الهوليودي والرسام الفائز بجائزة الأوسكار أدريان برودي بأعمال فنية لدعم قضايا الحفل الإنسانية، حيث بلغت قيمة أعمالهما 275 ألف دولار، و42 ألف دولار أميركي، على التوالي.

ويعتبر هذا الحفل الفعالية الرابعة عشرة التي تقام في تسعة بلدان مختلفة، والخامسة على التوالي في دبي، وفي تعليقها حول إقامة الحفل في دبي، قالت ماريا برافو، مؤسس «غلوبال جيفت»: «تعتبر دبي من أهم الوجهات التي تحتضن الحفل سنوياً، حيث يتفرد الحفل عاماً تلو الآخر باستضافة المزيد من الضيوف، ويعود الفضل بذلك لتواجد شركاء مهمين بجانبنا، مثل (دبي العطاء) و(مهرجان دبي السينمائي الدولي)، كما يوفر الحفل منصةً مفعمة بالتنوع لجمع أشخاص من اتجاهات مختلفة بهدف الالتقاء من أجل دعم قضية مشتركة، وهي مساعدة الآخرين».

ويأتي الحفل في سياق الشراكة المستمرة للعام السابع على التوالي بين «دبي العطاء»، وهي جزء من مبادرات «محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، و«مهرجان دبي السينمائي الدولي». وفي هذا السياق، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لمنظمة «دبي العطاء»: «نشعر بالفخر والامتنان بكل ما حققناه من هذه الشراكة طويلة الأمد مع مهرجان دبي السينمائي، وسيكون للتبرعات التي تم جمعها خلال الحفل الخيري دور مهم في توفير الدعم الذي يحتاجه الأطفال المُهمشون وعائلاتهم. كما يساعدنا مهرجان دبي السينمائي الدولي على إحداث تغيير إيجابي ودائم في العالم، وذلك من خلال دعم منظمات مثل (دبي العطاء)».

####

أكدت أن طلّتها المحتشمة في الافتتاح لم تكن استجابة لضغوط

بدرية أحمد: متصالحة مع نفسي بفساتين المهرجانات

محمد عبدالمقصود ـــ دبي

بدرية أحمد(يسار): أخطأت حينما ظهرت بطلّة سابقة لا تناسب المهرجان.

أيدت الفنانة بدرية أحمد ما ذهبت إليه الفنانة هيفاء حسين، من وجوب ابتعاد الفنانات عن المبالغة في الأزياء اللافتة، في مهرجانات السينما المختلفة، وضرورة العودة الى فكرة كونها مناسبة للاحتفاء بالأفلام، لا الفساتين والأزياء.

ونفت بدرية أحمد أن تكون طلتها، التي وُصفت بـ«المحتشمة»، جاءت بسبب هجوم سابق تعرضت له، بسبب احدى طلاتها في مهرجان أبوظبي السينمائي، مضيفة: «أختار ملابسي وفق قناعاتي الشخصية، وأنا متصالحة مع نفسي، وفي ما أرتديه».

وتابعت: «على الفنانة أن تعي دائماً أن لكل مقام مقالاً، والمهرجانات السينمائية مقامها عرض الأفلام، والاحتفاء بصناعة السينما، والاستمتاع بهذا التنوع الرائع من أفلام لا يمكن أن تجدها خارج قاعاته، كما أنها فرصة ايضاً للقاء الزملاء الفنانين الذين قد تمضي أعوام دون أن نراهم، لولا هذه المناسبات».

وأضافت: «نعم أخطأت حينما ظهرت بطلّة سابقة لا تناسب المهرجان، وهو أمر تقدمت فيه بالاعتذار لجمهوري عبر صفحتي على سناب شات، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت تلك صفحة من الماضي، وأتوقع أن الجمهور أيضاً الذي ساندني وأشاد بمختلف مشاركاتي الفنية التالية، قد تجاوزها».

وأشادت بدرية أحمد بالخيارات الفنية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، مضيفة: «من فيلم الافتتاح (عداوات)، وصولاً الى فيلم الاختتام، يبدو المهرجان عبر أيامه الثمانية بمثابة رحلة ممتعة تعدو أوقاتها مسرعة، وكل الفنانين يتمنون لو تمتد مساحته لتتجاوز أكثر بكثير تلك الفترة الوجيزة».

####

تتنافس على جوائز مختلفة

أفلام قصيرة تحمل هموماً كبيرة

علا الشيخ ـــ دبي

لاشك أن ثقافة مشاهدة الأفلام القصيرة مازالت تخطو خطوات غير جادة من قبل مشاهدين يميلون أكثر الى مشاهدة الأفلام الطويلة، بالرغم من أن صناعة الفيلم القصير له تحدياته الكبيرة أيضاً، خصوصاً أن صانع الفيلم القصير مطلوب منه أن يختزل فكرة كبيرة في دقائق معدودة، ضمن إطار يبرز قيمة الصناعة الفنية من كل عناصرها. وفي الدورة 14 من مهرجان دبي السينمائي، تحضر الأفلام القصيرة، وتتنافس على جوائز مختلفة بين المهر القصير، والمهر الخليجي، وضمن المهر الإماراتي أيضاً.

أسماء لمخرجين كبار، الى جانب مخرجين في بداية الطريق، تراها تزين «تترات» أفلامهم، ينتظرون بلهفة معرفة ردة فعل الحضور اذا ما وصلت الفكرة أم لا.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يأتي المخرج المغربي هشام العسري، المعروف بصناعته للأفلام الطويلة، مثل «هم الكلام»، «البحر من ورائكم»، وغيرهما، والتي نالت ما نالته من جوائز عالمية، ليشارك هذا العام في المنافسة على جائزة المهر القصير عبر فيلم «روح المدينة»، التي يحكيها من خلال مرآة يحملها طفل ويجول فيها مدينة الدار البيضاء، لينقل مشاهد من الممكن أن تكون عابرة في حياة المرء يومياً، مملوءة بالغصة والتساؤلات والقهر والقليل من الفرح.

في المقابل، تأتي المخرجة الاماراتية عائشة الزعابي وفيلمها القصير «غافة»، لتسلط فيه الضوء على قوة المرأة في مشاهد مختلفة، والتي تتجلى في المشهد الأخير لنموذج أم الشهيد، التي تتزين من رأسها الى أخمص قدميها وهي تحكي حكاية ابنها الذي راح فداءً للوطن.

وللوطن حكايته أيضاً مع المخرج الفلسطيني أمين نايفة الذي حضر مع المنتجة مي عودة لعرض فيلمه «العبور»، لينقل من خلاله رغبة أبناء برؤية جدهم الذي يعيش بعيداً، خلف العديد من الحواجز، ويحتاجون الى تصريح لرؤيته، ضمن مَشاهد تجعلك تدرك ما معنى وقساوة وقهر الاحتلال.

ومن جانب آخر، يطل الفيلم اللبناني «تشويش» للمخرجة فيروز سرحال والمنتجة لارا أبوسعيفان، لينقل التصور من خلال ضجيج المدن وضجيج الناس والشوارع، في حضرة الموسيقى الصاخبة والهادئة، والتي لا ينتبه لها المارة، لأنها ببساطة غير مؤذية في حضرة ضجيج الطائرات الحربية والانفجارات.

وعن الأقنعة التي ترى مكانتها في حضرة مصابة بمتلازمة داون، يحضر الفيلم التونسي «استرا» للمخرجة نضال قيقة، التي أوصلت معاناة هذه الفئة في المجتمع وطريقة التعاطي معها.

####

عضو لجنة التحكيم يكشف معايير الأفلام المتوّجة بالجوائز غداً

هاني الشيباني: «المهر الإماراتي» سينحاز لـ «السيناريو» وجودة التمثيل

محمد عبدالمقصود ـــ دبي

هاني الشيباني: السينما الإماراتية تسير بخطى متسارعة.. وإنتاج 4 أفلام روائية سنوياً حصيلة جيدة

يفرض اسم المخرج الإماراتي هاني الشيباني، نفسه، على سياق تطور السينما المحلية بالإمارات، فمع بداياته المبكرة، وضمن جيل كان يتحسس خطواته الأولى باتجاه الفن السابع، وحده الشيباني، عضو لجنة تحكيم مسابقة المهر الإماراتي، انفرد بخطوة جريئة حينها، دفعت بمشروعه «حلم»، لأن يكون أول فيلم إماراتي في دور العرض المحلية، قبل نحو 13 عاماً.

الشيباني، الذي يبقى الإماراتي الوحيد ضمن لجنة تحكيم المسابقة، ضم الى جانب الممارسة العملية لفن الإخراج، عبر العديد من الأعمال، آخرها «انتظار» الذي شارك بالدورة الماضية لمهرجان دبي السينمائي، الدراسة الأكاديمية، ليحصد درجة الماجستير، وينتهي من رسالة الدكتوراه المتخصصة في فنون السينما، ليجمع بشغف بين الجانبين الأكاديمي والاحترافي المهني في مزاولته للسينما، كنموذج، غير معمّم محلياً وعربياً.

ماذا يدور في عقل الشيباني، الذي سيكون رأيه مؤثراً، وربما حاسماً، في نتيجة «المهر الإماراتي»، الذي ينتظر عشاق السينما المحلية، نتائج مسابقته اليوم بكل شغف، في سياق منافسة حاضرة، بين 13 فيلماً مختلفة، موزعة بين الروائي، والقصير، والوثائقي، سؤال سعت «الإمارات اليوم» للوصول إلى إجابته، عبر حوارها مع الشيباني، الذي ينضم لعضوية تحكيم «المهر» هذا العام للمرة الأولى.

«النتائج لن تكون مفاجئة لمن تابع بمشاهدة معمّقة مختلف الأفلام الإماراتية المشاركة في المسابقة»، هكذا يرى الشيباني، مضيفاً: «هناك مقاييس دقيقة تحكم أداء لجان التحكيم السينمائية، تكرس الموضوعية، على نحو يصب دائماً في صالح الأعمال الأكثر قدرة على استيفاء المعايير الفنية، المحددة سلفاً».

وتابع: «من خلال مشاهداتي للأفلام الإماراتية، أرى أن التحدي الرئيس يكمن في جودة المحتوى، فالسيناريو الجيد، هو مقدمة حقيقية، لصناعة فيلم جيد، نعم، قد لا يؤدي توافر هذا العنصر منفرداً، الى النتيجة المراد تحقيقها من حيث الجودة، ولكن على الأقل، لا يمكن تحقيق هذه النتيجة، في غياب النص الجيد، الذي يبقى أهم عناصر الفيلم الجيد».

وتابع: «يكرس هذا العنصر حضوره، كأهم عقبة لدى صانع الفيلم الإماراتي، لذلك، أرى أنه من الضروري إيلاء المخرج مزيداً من الاهتمام لمرحلة البحث عن نص ملائم، دون الوقوع في شرك استسهال الاقتباس من سيناريوهات أفلام أجنبية، كما هو الحال، في بعض التجارب الشابة».

ثاني المعايير الرئيسة التي سيضمن مراعاتها، الوصول بالفيلم الى منصة التتويج، غداً، هو«جودة الأداء التمثيلي وحرفيته»، حيث كشف الشيباني عن أن بعض المخرجين، اهتموا بجماليات الصورة، أكثر من اهتمامهم بجماليات وقوة الأداء، مشيراً إلى أن الأفلام التي تمكن صانعوها من معالجة هذين التحديين بشكل أبرز من منافسيهم، سيكونون الأكثر فرصة للوصول الى منصة التتويج غداً بجوائز المهر الإماراتي، من وجهة نظره.

واعتبر الشيباني المرحلة الحالية في مسيرة السينما الاماراتية، بمثابة جني لثمار تتابع دوراته، فضلاً عن الجهود التي بدأت مبكرة في الحراك السينمائي المحلي، مضيفاً: «أتاح (دبي السينمائي) الفرصة لوجوه جديدة، عبر مراحل مختلفة، من المخرجين الاماراتيين للتواجد، تفاوت حظوظ بعضها، في ما بعد، حسب التجارب الذاتية، وهي مرحلة كانت السينما الإماراتية بحاجة ماسة الى تكريسها».

وتابع: «الملاحظ الآن، أن استيعاب الساحة السينمائية لوجوه جديدة، قد تراجع، وهذا أيضاً جاء صحياً لصالح مزيد من الفرز، الذي نتج عنه الارتقاء النسبي بمعايير صناعة الأفلام المحلية، وأعتقد أن الإمارات باتت تشهد كل عام ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة أفلام روائية قادرة على الوصول الى دور العرض، وهذا مؤشر جيد، ومبشر للغاية».

النافذة الوحيدة

قال المخرج الإماراتي هاني الشيباني إن استمرار المهرجان على مدار 14 عاماً، جاء بمثابة طوق النجاة الوحيد لصانعي الأفلام الإماراتية. يعد إلغاء مسابقة أفلام الامارات، ثم (أبوظبي السينمائي)، وأخيراً (الخليج السينمائي)، ليبقى مهرجان دبي، هو النافذة الوحيدة».

مؤشر جيد ومبشر

قال هاني الشيباني إن الاهتمام الشديد بالجوانب التقنية، هو أكثر ما يميز الأفلام الاماراتية عموماً، والمشاركة في مسابقة مهر دبي السينمائي بصفة خاصة.

وأضاف « أعتقد أن الإمارات باتت تشهد كل عام ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة أفلام روائية قادرة على الوصول الى دور العرض، وهذا مؤشر جيد، ومبشر للغاية».

للإطلاع على عروض أفلام اليوم ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

####

مركز السينما العربية: جوائز النقاد ستوزّع في «كان»

دبي ـــ الإمارات اليوم

ضمن مشاركته للسنة الثالثة على التوالي في سوق دبي السينمائي، كشف مركز السينما العربية، في مؤتمر صحافي على هامش مهرجان دبي السينمائي، عن تفاصيل النسخة الثانية من جوائز النقاد السنوية، التي تضم ولأول مرة في تاريخ السينما العربية، لجنة تحكيم للجوائز من أهم النقاد العرب والأجانب، الذين يعملون سوياً لاختيار أفضل إنتاجات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي طويل وفيلم وثائقي طويل وأفضل مخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وسوف يتم توزيع الجوائز ضمن الدورة المقبلة من مهرجان كان السينمائي في شهر مايو 2018.

وخلال المؤتمر الصحافي استعرض المحلل السينمائي علاء كركوتي، الشريك المؤسس في مركز السينما العربية ورئيس مجلس إدارة شركة MAD Solutions، ما حققه مركز السينما العربية منذ انطلاقه في 2015، بالإضافة إلى خططه خلال 2018، والتي تتمثل في التواجد في أكثر من 20 مهرجاناً وسوقاً دولية بهدف الترويج للسينما العربية.

وفي إطار هذه الخطط، سوف يختار مركز السينما العربية منتجين عرباً في فعاليات ورشة روتردام لاب التي تُقام ضمن فعاليات المهرجان (من 24 يناير إلى 4 فبراير).

####

3 طالبات من جامعة زايد

محمد عبدالمقصود ـــ دبي

الى جانب حضورها بمنصة لنقل فعاليات الافتتاح تلفزيونياً، من خلال المذيعين أحمد عبدالله ورؤى الصبان، على شاشة «سما دبي»، خصصت مؤسسة دبي للإعلام منصة للتصوير التذكاري بالقرب من السجادة الحمراء للمهرجان. المنصة استوقفت العديد من المشاهير لالتقاط صور تذكارية مختلفة، كما استوقفت ثلاث طالبات من جامعة زايد، في تخصصات مختلفة، اخترن التطوع لخدمة رواد «دبي السينمائي».

الطالبات نورة حسن أهلي، روضة الشيخ، حمدة الشامسي، وجدن التطوع بـ«دبي السينمائي»: «فرصة لكسب مهارات جديدة، واكتساب خبرة في الاحتكاك بشرائح اجتماعية مختلفة، قبل الانفتاح على سوق العمل، فضلاً عن إثبات مشاركة الفتاة الاماراتية في شتى المحافل التي تعكس الوجه الثقافي والحضاري للدولة».

وأبدت الطالبات سعادتهن بهذه المشاركة، التي أكدن أنها حتماً ستكون حاضرة أيضاً في الدورات المقبلة.

5 أسباب تدفعك لمشاهدة «حرب النجوم» غداً

إعداد: علا الشيخ

لـ«حرب النجوم» عشاقها، وهذا النوع من الأفلام مازال يستحوذ على قلوب معجبيه ويتصدر شباك التذاكر، وفي الجزء الثاني من الثلاثية الجديدة لأفلام «حرب النجوم»، والذي يحمل رقم 8، سيكون عشاق هذه السلسلة على موعد معها في ختام الدورة 14 من مهرجان دبي السينمائي الدولي غداً، واضافة الى العلاقة التاريخية مع هذه السلسلة ثمة محفزات أخرى تجعلك تذهب وتحجز تذكرتك، وتشاهد الفيلم ضمن أجواء مملوءة بالتشويق في عرض عالمي أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

####

«طيران الإمارات» تشارك «المهرجان» شغف السينما

دبي ــ الإمارات اليوم

سجلت «طيران الإمارات» تواجداً قوياً في الدورة الـ14 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، ورافقت العديد من كبار نجوم المهرجان على السجادة الحمراء وخلال الفعاليات المصاحبة.

ويواصل مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي يستمر حتى 13 ديسمبر الجاري، استضافة أولية لأفلام عالمية وإقليمية وندوات نقاشية وأنشطة مختلفة تمتع جمهور السينما في دبي. وترعى «طيران الإمارات» المهرجان منذ انطلاقته. ويحظى مسافرو «طيران الإمارات» من محبي السينما بمشاهدة عدد من أفلام المهرجان عبر نظام الناقلة الفريد للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي الحائز جوائز عالمية، والذي يوفر ما يزيد على 2500 قناة تعرض برامج ترفيهية بأكثر من 40 لغة، بالإضافة إلى بث حي لبعض القنوات التلفزيونية الرئيسة وألعاب الفيديو والبودكاست، وتشكيلة واسعة من الأفلام الحديثة والكلاسيكية.

الإمارات اليوم في

12.12.2017

 
 

صالات العرض تفتح أبوابها مطلع العام المقبل

صناع ومخرجون: عودة السينما إلى السعودية ترفــــــد صناعتها عربياً

قرار إعادة فتح صالات السينما في المملكة العربية السعودية لم يمر مرور الكرام في أروقة مهرجان دبي السينمائي، فقد استقبله العديد من صناع السينما السعودية والعربية بفرح واضح وردود أفعال إيجابية، حيث لمسوا فيه تأثيراً إيجابياً على صناعة السينما الخليجية والعربية، معتبرين أن القرار سيساهم في رفد صناعة السينما العربية بدخل جديد، وسيعمل على تنميتها ورفع مستواها.

حماس وإيجابية

المخرجة السعودية هاجر النعيم، مخرجة فيلم «احتجاز» الذي ينافس في مسابقة المهر الخليجي، أشارت إلى أن القرار إيجابي جداً، معبرة في الوقت نفسه عن حماسها لهذا القرار، وقالت: «فيلمي من تمويل سعودي كامل، وهو ما يعكس شغف السعوديين وحبهم للسينما، لإيمانهم بضرورة إيصال رسالتهم إلى العالم.

وبالتأكيد إن ذلك يشكل حافزاً لأن يشاهدوا هذه الأفلام على أرضهم، وأنا متحمسة جداً لأن يرى السعوديون هذا الفيلم على أرضهم»، وتابعت: «أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى بعض الوقت، وأتوقع أن يتم فتح المجال في البداية أمام الأفلام السعودية ومنها العربية والعالمية.

ولكن نحتاج إلى بعض الوقت لأن يتقبل المجتمع فكرة وجود صالات سينما في المملكة، خاصة وأن الجميع تربوا على عدم وجودها، والكثير من الجمهور السعودي يتابع السينما وإنتاجاتها حول العالم.

ولديه المعرفة الكاملة حولها، ولكن نحتاج إلى وقت لأن يتقبل الجمهور السعودي ما نصنعه من أفلام»، وأضافت: «القرار سيشكل قفزة نوعية وأعتقد أن السعودية قادرة على تحمل المسؤولية، وتدرك كيف سيتعامل الجمهور مع هذا الجانب».

وأشارت هاجر إلى أن هذا القرار سيفتح مجالات اقتصادية جديدة في المملكة، وسيعمل على تشجيع العديد من المستثمرين على خوض تجربة الإنتاج السينمائي، وبالطبع سيقوي ذلك من عضد السينما السعودية، وسيرفعها على أعمدة قوية، خاصة وأن معظم صناع السينما في السعودية هم من الهواة».

حركة إنتاج

من جانبه، أكد المحلل السينمائي علاء كركوتي أن قرار افتتاح صالات للسينما في السعودية، يعد خطوة إيجابية تصب في صالح دعم السينما العربية والعالمية على حد سواء

وقال: «بلا شك إن القرار سيؤثر في صناعة السينما العربية، كونه يفتح أمامنا مصدر دخل جديداً للسينما العربية، وسيوسع من دائرة عروضها، خاصة وأن معظم أهالي السعودية كانوا يتوجهون إلى بقية دول الخليج من أجل متابعة الأفلام، وهذا أدى إلى خلق سوق «فيديو حسب الطلب» في المملكة بسبب عدم وجود صالات فيها». وأشار كركوتي إلى أن القرار ورغم أنه جاء متأخراً إلا أنه يظل مفيداً، وتوقع أن يفعل القرار حركة الإنتاج في السعودية، وقال: «هناك العديد من الخطط في هذا الصدد، حيث يوجد العديد من المشاريع الجديدة التي ستشكل إضافة نوعية للسينما العربية».

وعن تأثيرات هذا القرار على السوق السينمائية في دول الخليج، قال كركوتي: «في الواقع سيكون هناك تأثير لهذا القرار على السوق السينمائي في منطقة الخليج بشكل عام من حيث الإيرادات، حيث سيتوقع أن تستحوذ السعودية على نصيب جيد منها، خاصة وأن الإمارات لا تزال حتى اليوم هي المتصدرة للسوق السينمائية في المنطقة، حيث تبلغ إيراداته نحو 180 مليون دولار سنوياً».

اطمئنان

المنتج رامي ياسين، أكد أن القرار إيجابي ومهم لكل صناع السينما العربية. وقال: «بلا شك إنه سيفتح مجالاً جديداً أمام السينما العربية، أضعاف ما هو متاح حالياً، خاصة وأن الجمهور السعودي متعطش للسينما». وتوقع ياسين أن القرار سيحدث قفزة نوعية.

وقال: «في الوقت الذي بدأت تتجه في أنظار العالم نحو نتيفلكس ومواقع الإنترنت لمتابعة الأفلام، يأتي القرار ليدعم صناعة السينما، ويوسعها في العالم العربي، وهو ما يجعلنا نطمئن إلى وجود تحفيز جديد للسينما العربية على الأقل لعشر سنوات إلى الأمام».

في حين، قال الباحث السينمائي عبد الرحمن الغانم المتواجد في المهرجان، والذي يعد أطروحة دكتوراه حول صناعة السينما الخليجية: «إنه نصر عظيم، مبادرة انتظرناها منذ زمن طويل، ونتمنى أن يتبع هذا القرار آخر يحقق معادلة التوازن بين الأفلام الغربية والعربية، خاصة وأن أفلام هوليوود تهيمن على العديد من سينمات البلدان العربية، وبالتأكيد سيكون لهيئة الثقافة دور في موضوع توزيع الأفلام».

فرصة

قدم عبد الرحمن الغانم مقاربة تعكس فرحته وفرحة الشباب السعودي بهذه المبادرة قائلاً: «كانت أقرب سينما إلينا من منطقة حساء، في البحرين، وعليه كان علينا قيادة السيارة لمدة ساعة ونصف في الذهاب والعودة كي نحضر فيلماً، وأنا أتطلع بعد مضي ثماني سنوات من دراسة السينما أن أعود وأجد مكاناً لي، خاصة وأن الكثيرين من السعوديين والخليجيين من صناع السينما بانتظار هذه الفرصة».

اعتباراً من مطلع العام المقبل ستعود دور السينما إلى نشاطها في المملكة العربية السعودية لأول مرة منذ 35 سنة، وكان قد تم وقف نشاط دور السينما بالمملكة في أوائل الثمانينات، وقال وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد: «الوزارة تسعى للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات.

ونأمل أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة».

وجاء في بيان حكومي أن المملكة ستفتح أكثر من 300 دار سينما بأكثر من ألفي شاشة عرض بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تسهم صناعة السينما «بنحو أكثر من 90 مليار ريال (24 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030».

وذكرت مصادر بصناعة السينما إن مشغلي دور السينما في المنطقة يبحثون بالفعل دخول السعودية. وجاء في البيان الحكومي أيضاً «من المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوما».

####

وجود

طيران الإمارات تشارك شغف الأفلام في المهرجان

دبي - البيان

سجلت طيران الإمارات وجوداً قوياً في دورة المهرجان الـ14، ورافقت العديد من كبار النجوم. وشهد افتتاح المهرجان، الذي يستمر 8 أيام، استضافة نجوم عالميين على السجادة الحمراء، مثل وحيد حامد والسير باتريك ستيوارت وهند صبري وكيت بلانشيت وعرفان خان وسونام كابور، وغيرهم.

ويواصل المهرجان الذي يستمر حتى غد، استضافة أولية لأفلام عالمية وإقليمية وندوات نقاشية وأنشطة مختلفة تمتع جمهور السينما في دبي. وترعى طيران الإمارات المهرجان منذ انطلاقته.

ويحظى مسافرو طيران الإمارات من محبي السينما مشاهدة عدد من أفلام المهرجان عبر نظام الناقلة الفريد للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي الحائز على جوائز عالمية، والذي يوفر ما يزيد على 2500 قناة تعرض برامج ترفيهية بأكثر من 40 لغة، إضافة إلى بث حي لبعض القنوات التلفزيونية الرئيسية وألعاب الفيديو والبودكاست، وتشكيلة واسعة من الأفلام الحديثة والكلاسيكية.

يمكن الاطلاع على الأفلام التي تعرض على الرحلات عبر الرابط www.emirates.com كما يمكن الاطلاع على معلومات عن مهرجان دبي السينمائي الدولي من خلال الموقع www.dubaifilmfest.com

####

آن ماري جاسر:

«واجب» يقدم الواقع الفلسطيني بلا رتوش

تعودت المخرجة آن ماري جاسر في أفلامها أن تنقل الوجع الفلسطيني بامتياز، ذاك الذي رشت عليه بعضاً من «ملح هذا البحر»، لتعاين فلسطين من خلال «لما شفتك».

حيث عادت فيه إلى الوراء كثيراً، صاحبت فيه اللاجئين ومعاناتهم، وها هي تعود مجدداً في «واجب»، لتلقي الضوء على المجتمع الفلسطيني بكل تفاصيله، ناقلة من خلال حكاية بسيطة بعضاً من آمال وأحلام الآباء والأبناء ممن اعتادوا العيش في مدينة الناصرة، لتسقطها على الواقع الفلسطيني بشكل عام.

سيارة

حالياً تقف آن ماري جاسر على أبواب الأوسكار، حيث تم ترشيح فيلمها «واجب» لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، بعد أن ضجت قاعات السينما بالفيلم إبان مشاركته في العديد من مهرجانات العالم. آن ماري جاسر أكدت في حوارها مع «البيان» أنها لا تهتم كثيراً بالأوسكار، بقدر اهتمامها بإيصال الصورة الفلسطينية للعالم، مشيرة إلى أنها حاولت في فيلمها «واجب» تقديم الواقع الفلسطيني كما هو من دون رتوش.

المتابع لفيلم «واجب» يشعر بأن معظم أحداثه تجري داخل سيارة، ومن خلالها تتوزع خيوط القصة حتى تصل إلى ذروتها، ليبدو أن الفيلم للوهلة الأولى مشابه لـ«أفلام الطريق»، وعن ذلك قالت آن: في هذا الفيلم حاولت أن أقدم عملاً جديداً يختلف تماماً عن تجاربي السابقة.

وفضلت أن أقدمه بصيغة أفلام الطريق، لأن ذلك يسمح لي بخوض تجربة جديدة بالكامل، فضلاً عن كونه يسمح لنا أن نرى تفاصيل المكان الذي تحدث فيه القصة. وأشارت آن إلى أنها عملت على تصوير فيلمها في مدينة الناصرة الواقعة في الأراضي المحتلة عام 1948.

وقالت: في هذا الفيلم شعرت أنني أقدم مدينة فلسطينية تاريخية، بكل تفاصيلها، وأن أقدم نظرة عامة عن طبيعة سكانها الذين لا يزالون محتفظين بعاداتهم وتقاليدهم ونظرتهم الاجتماعية، رغم الاحتلال ووجود الغربة.

كما حاولت أن أبرز الحنين إلى الأرض، والانتماء إلى العائلة الواحدة، إلى جانب أن أبين كيف يتغلغل الاحتلال في شوارع هذه المدينة رغم أننا لن نرى جنود الاحتلال على الأرض كما في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ولكن يبقى الاحتلال في المدينة.

ورغم أن قصة الفيلم تميزت ببساطتها وخفة ظلها، إلا أنها تغلفت بالكوميديا السوداء. وعن ذلك قالت آن ماري جاسر: حاولت أن أقدم الواقع الفلسطيني كما هو من دون رتوش، وفضلت أن أكون واقعية فيه بشكل كامل، وقد يكون ذلك هو السبب لوجود الكوميديا السوداء في الفيلم.

####

«طلق صناعي»..

خلطة الدراما والكوميديا السوداء

بدا الفيلم المصري «طلق صناعي» للمخرج خالد دياب، واحداً من الأعمال البارزة في مهرجان دبي السينمائي، حيث استطاع أن يرفع شعار «كامل العدد» في عروضه الأولى التي قدمها المهرجان للجمهور، في وقت تسود فيه التوقعات أن يحظى الفيلم بجماهيرية عالية عند إطلاقه في دور العرض التجارية، خاصة وأن الفيلم يعالج في أحداثه مسألة الهوية بطريقة الكوميديا السوداء، بحسب ما أكده المخرج خالد دياب، خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش المهرجان، بحضور الممثلة حورية فرغلي، والممثل سيد رجب.

«لدي شغف خاص بالحديث عن مصر وهويتنا المصرية»، بهذا التعبير فضل المخرج خالد دياب الحديث عن فكرة فيلمه الجديد، الذي قال: لعل «فكرته لا تخص المصري فقط، وإنما يمكن إسقاطها على أية جنسية كانت»، مبيناً أن «الأفلام التي تعالج موضوع الهوية عادة ما تأخذ صبغة عالمية.

لكون هذا الموضوع يهم الجميع ويناقش هموم المجتمعات العالمية». وأشار إلى أنه سبق له أن قدم قبل هذا الفيلم، عمله «عسل أسود» الذي تضمن نقداً لاذعاً للعديد من الممارسات في المجتمع المصري. وقال: «أعتقد أن هذه الأعمال تعطينا الفرصة لأن نعبر عن حبنا لمصر ولترابها».

وأضاف: «أحداث «طلق صناعي» مبنية بالأساس على قالب الكوميديا السوداء وفي الوقت نفسه لا تخلو من الدراما والأكشن، واختياري للكوميديا السوداء، كان بهدف معالجة وتسهيل الكثير من الأشياء العبثية التي يتضمنها الفيلم الذي اعتقد أنه يتضمن خلطة لطيفة من الدراما والكوميديا».

في هذا الفيلم، استطاعت الممثلة حورية فرغلي أن تقدم واحداً من أصعب أدوارها، حيث قدمت فيه شخصية مركبة، تحتاج إلى طاقة تمثيل عالية، وعن ذلك قالت حورية: «عادة أفضل الذهاب ناحية الأدوار الصعبة، التي تكشف طاقة الممثل الحقيقية، وفي هذا الفيلم قدمت دور الأم، علماً أنني لست متزوجة، وبالتالي لا أعرف جيداً ما هو شعور الأمومة.

وكذلك تفاصيل عملية المخاض والميلاد، ومدى صعوبتها، ولأفهم ذلك، اضطررت إلى استشارة الطبيب في هذا الشأن ليشرح لي طبيعة عملية المخاض وما يصاحبه من طلق لتسهيل عملية الولادة، والذي أعتقد أنها ليست سهلة أبداً، وأتمنى أن أكون قد أديت الدور بشكل لائق». وفي تعليق له على ذلك ذكر خالد دياب أن «حورية اعتبرت بأن هذا الفيلم هو فرصتها الوحيدة لأن تشعر بالأمومة، وقد شعرنا بذلك خلال عملية التصوير، حيث استطاعت أن تقدم مشاهد لها علاقة وطيدة بالواقع».

قضية مهمة

«الورق هو أكثر ما يهمني في أي عمل أقدمه»، بهذا التعليق بدأ الممثل سيد رجب، حديثه عن طريقة تعامله مع سيناريو الفيلم. وقال: «عادة ما تأتي الممثل أدوار عادية، ولكن من النادر أن يحصل على شخصية تمسه من الداخل، وهو ما حدث معي بالفعل في هذا الفيلم، الذي قررت المشاركة فيه بأي دور مهما كانت مساحته.

####

«شكل الماء» معادلة الرومانسية والفانتازيا

أخذ الفيلم الأميركي «شكل الماء» للمخرج المكسيكي الأصل غويليرمو ديل تورو الذي عرض أول من أمس ضمن مجموعة أفلام مهرجان دبي السينمائي، جمهوره إلى عوالم مختلفة وافتقدها منذ زمن بعيد في ظل هيمنة أفلام المغامرات والعنف التي تصدرها هوليوود للعالم. وصفق بحماس بعد انتهاء العرض لتكامل عناصر الفيلم وجمالياته على مستوى مضمون القصة الإنساني والسيناريو الذكي وجماليات الفرجة البصرية.

وحماسهم ليس غريباً، حيث فاز العمل بجائزة الدورة الأخيرة 47 من «مهرجان فينيسيا للأفلام العالمية» نهاية شهر أغسطس من العام الجاري، وحاز على «الأسد الذهبي» لأفضل فيلم في المسابقة، كما اعتبره معظم النقاد أفضل فيلم للمخرج ديل تورو منذ فيلمه «متاهة بان Pan’s Labyrinth”» عام 2006 .

والذي تم اختياره ضمن أفضل 10 أفلام أميركية لهذا العام. ويعتمد ديل تورو أسوة ببقية أفلامه على الفانتازيا التي تجمع بين العالم الواقعي والعالم المتخيل.

أبطال العمل

ويتعرف المشاهد في بداية الفيلم الذي تدور أحداثه في الستينيات من القرن الماضي، على الفتاة البكماء إيليزا «سالي هوكنز» التي تعيش على هامش الحياة وحيدة في شقة بجوار جارها الفنان الكهل غيلز «ريتشتارد جنكنز»، الذي تعتبره صديقها الأوحد في العالم إلى جانب صديقتها في العمل زيلدا «أوكتافيا سبنسر».

ولا يملك الجمهور إلا الضحك من الأعماق خلال الحوارات التي تدور بين الصديقتين خلال عملهما كخادمتيّ تنظيف في مؤسسة للفضاء. فزيلدا تشكو لإيليزا دائما بكوميديا سوداء تحمل مفارقات، من زوجها العاطل عن العمل.

وتبدأ أحداث القصة بعد اكتمال الصورة العامة لتلك الشخصيات التي تعاني كل منها حالة من العزلة عن محيطها، حينما يتم إحضار شحنة غامضة تتمثل في كبسولة ضخمة مليئة بالماء والتي تصدر منها أصوات مخيفة لكائن ما.

وبدافع الفضول تحاول اكتشاف سر الكائن الوحشي البرمائي الذي لم تشاهده بعد، خاصة بعد خروج الكولونيل ريتشارد «مايكل شانون» المسؤول الحكومي المكلف بحراسته مدّمى، ليطلب أحد العلماء من الخادمتين تنظيف آثار الدماء في الجناح الذي يضم بركة مياه. وسرعان ما تنشأ علاقة صداقة سرية بين الكائن وإيليزا، لتتابع الأحداث بأسلوب مشوّق بعد تفاعل بقية الشخصيات معه.

رحلة السيناريو

وتكمن جمالية قصة الفيلم في إظهار عمق الشخصيات التي يتفاعل معها المشاهد وفي مقدمتهم البطلة إيليزا والكائن، وتحولاتها التي تشعل جذوة الحياة في داخلهم على الرغم من المخاطرة.

ونجح ديل تورو في مقاربته بين الفانتازيا وبين الواقع لتشكل بديلاً «افتراضياً» في عالم تجرد الإنسان من إنسانيته، مع حرصه على دقة التفاصيل والدلائل في البداية التي تبرر النهاية، كذلك جمالية التصوير تحت الماء مثل المشهد الذي تسد فيه إليزا منافذ الحمام ليمتلئ بالماء حتى السقف، لتعيش في عوالم الكائن بعدما وجدت فيه الحبيب المنشود.

أما السيناريو فكتبه ديل تورو بداية مع جون بريون عام 2012، ونظراً لارتباط الأخير بعدة عقود، تابع مع توماس آندرسون الذي بخبرته ضبط مجرى مشاعر ديل تورو ليتشكل السيناريو بأجواء رومانسية وبمعادلة متوازنة بين الحقيقة والخيال.

قريب من الموت

قال ديل تورو في مقابلة صحفية: «كنت على وشك الموت خلال تصويري للمشهد الذي يركن فيه الكولونيل ريتشارد سيارته الفاخرة. وللأسف لم يضبط شانون كوابح السيارة فإذا بها تنحدر باتجاهي».

####

فيلم

إطلاق بوستر «عيار ناري»

كشفت شركة آي بردكشن، أمس، عن أول بوستر لفيلم «عيار ناري»، وذلك على هامش مشاركتها في فعاليات مهرجان دبي السينمائي، حيث يلعب بطولة الفيلم أحمد الفيشاوي وروبي ومحمد ممدوح وعرفة عبد الرسول وأسماء أبو اليزيد وضيوف الشرف أحمد مالك وهنا شيحة وبيومي فؤاد، وتدور أحداثه حول جريمة قتل غامضة تربط مصائر أبطاله وتغير معتقداتهم عن مفهوم الحقيقة.

الفيلم من تأليف هيثم دبور وإخراج كريم الشناوي في أولى تجاربه الروائية الطويلة بعد عدة أفلام قصيرة حصد عنها عدداً من الجوائز، بالإضافة إلى مشاركته في عدة أعمال طويلة، آخرها اشتباك ونوَّارة. ويضم فريق عمل الفيلم مدير التصوير عبد السلام موسى، ومصممة الملابس ناهد نصر الله، ومصمم الديكور علي حسام علي، والمنتج الفني أحمد يوسف.

####

تعــاون بين «روبـــرت بوش شتيفتونغ» وملتقــــى دبـــي السينمائي

أعلنت مؤسسة روبرت بوش شتيفتونغ عن اتفاقها مع ملتقى دبي السينمائي، لاختيار أحد مشروعات الأفلام الوثائقية المشاركة في الملتقى، ليكون مرشحاً للحصول على جائزة الفيلم التي تقدمها المؤسسة، والتي سيتم الإعلان عن الفائزين بها في فعاليات برليناله للمواهب 2019، والتي تُقام في إطار الدورة الـ 68 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وتمنح مؤسسة جائزة الفيلم في فئات الأفلام الروائية القصيرة، الأفلام الوثائقية وأفلام التحريك القصيرة، ليتم الإعلان عن المشروعات الثلاثة الفائزة بدعم قدره 60 ألف يورو. وحتى ذلك الحين، سيشارك فريق عمل مشروع الفيلم الفائز في برنامج يستمر لمدة عام، ليكونوا مؤهلين لعرض مشروعهم على لجنة تحكيم دولية.

وكانت النسخة الأولى من جائزة روبرت بوش شتيفتونغ السينمائية للتعاون الدولي بين ألمانيا والعالم العربي قد بدأت في عام 2013، ومن خلال برنامج تدريبي يستغرق عاماً، تستهدف المبادرة في المقام الأول الإنتاج العربي الألماني المشترك بين المخرجين الشباب الذين يبدأون العمل في مجال السينما، والطلاب والشباب حديثي التخرج من أكاديميات ومعاهد السينما والإعلام ويحملون الجنسية العربية، وإن كانوا يمتلكون مشروعاً في مرحلة التطوير في أي من فئات الأفلام السابق ذكرها، ليكون لديهم معرفة بكيفية تطوير مشروعاتهم، ويحتكون بأسواق السينما الدولية.

ويُشترط أن يحتوي كل فريق عمل على، منتج مشارك، مخرج، مؤلف ومصور (لا ينطبق هذا الأخير على أفلام التحريك)، بالإضافة إلى أي من أفراد فريق عمل الفيلم.

البيان الإماراتية في

12.12.2017

 
 

«قتل الغزال المقدّس»..

منصة القفز إلى الأعماق الإنسانية الغامضة

ـ إبراهيم الملا

يعمل المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس على استدراج المشاهد لفيلمه الجديد «قتل الغزال المقدس» من خلال كادرات بصرية أنيقة ومحكمة، ولكنها تنزاح وتتسلل إلى قصة محاطة بالألغاز والتكهنات، فهو يقودك إلى فخ لامع، ومصيدة فارهة، ويقدم منذ البداية إعلاناً استباقياً ماكراً عن بضاعة مخبأة في صندوق مغر ومزخرف، ولكن عليك أن تتحمل النتائج المترتبة على فتح الصندوق، أيا كانت هذه النتائج، لأنك اتخذت قراراً لا مجال للتراجع عنه.

سبق للمخرج تقديم فيلمين من الطراز الفني الرفيع، هما «دوغ توث» و«لوبستر»، الفيلم الذي شارك في بطولته الممثل الشهير كولين فاريل، الحاضر للمرة الثانية في هذا العمل الضاري والقاسي والمدوّخ الذي شاهده جمهور النسخة 14 من مهرجان دبي السينمائي مساء أمس الأول.

يستعين المخرج بجانب زميله كاتب السيناريو اليوناني «إفتيميس فيليبو» بالأساطير الإغريقية القديمة ليقتبسا منها عنوان الفيلم الجامع بين الرهبة والانصياع، وبين الجاذبية والرعب، في إشارة إلى أسطورة «إيفيجينايا» ابنة «أجاممنون»، الذي اضطر لتقديمها كأضحية إلى «أرتميس» عندما كان الأسطول اليوناني في طريقه إلى حرب طروادة في حكاية تعود إلى ما قبل خمسمائة عام من ميلاد المسيح.

يبدأ الفيلم بلقطة مقربة على قلب بشري مفتوح في غرفة العمليات، ثم تنتقل الكاميرا بشكل متأن وهادئ نحو الجرّاح المشهور ستيفن ميرفي ــ يقوم بدوره كولين فاريل ــ الذي يتخلص بعد انتهاء العملية من ملابس الجراحة والقفازات الملوثة بالدم، ونراه في المشهد التالي، وهو يحاور صديقه أخصائي التخدير في ممرات المستشفى حول ماركات الساعات الثمينة، ورغبته في استبدالها مكان ساعته القديمة، تتحرك الكاميرا بشكل انسيابي يضج بالحركة والحياة وسط هذا المشفى الراقي الأشبه بكاتدرائية فخمة أو فندق بمواصفات عالية.

يعود الجرّاح إلى منزله الواسع والنظيف، قرب البحيرة والغابات المشذّبة، ويشرع مع عائلته الصغيرة في أداء الطقوس البورجوازية المعززة بإتيكيت الطبقة الثرية الأنجلو- أميركية، تضم عائلة الجراح، زوجته «آنا» وهي طبيبة عيون ــ تقوم بدورها نيكول كيدمان، بجانب طفلتهما المراهقة كيم، وشقيقها الأصغر بوب.

هذا التمهيد الشكلي، وهذه المشاهد الباذخة ستكون الواجهة المخادعة للتسلسل الدموي والمروّع في الخطوط السردية التالية بالفيلم، وتحديداً مع دخول الفتى المراهق واليتيم «مارتن» في حياة العائلة، وعمله المتواصل على خدش هذا الصفاء أو التناغم الذي يطبع سلوكيات العائلة من الخارج، ستكون بداية التعرف على مارتن ــ يقوم بدوره باري كيوغان ــ بعد لقائه الجرّاح ستيفن في استراحة المستشفى، ومن خلال اللقاء تتوضح الصلة الخفية التي تجمعهما، والمتمثلة في موت والد مارتن بعد عملية قلب مفتوح يجريها ستيفن، وتتعدد التكهنات حول فشل العملية، فهناك من ينسبها لإهمال طبيب التخدير، وهناك من يراها نتيجة طبيعية لمضاعفات المرض، بجانب تفسير يبدو غريباً وهو إجراء الجراح مارتن للعملية وهو تحت تأثير الكحول، ولكن مع تواصل الأحداث بعد هذا اللقاء يبدو أن التفسير الأخير هو الأقرب للحقيقة، خصوصا أن الاهتمام الزائد من قبل مارتن بهذا الصبي اليتيم والغريب الأطوار، ينمّ عن رغبته في إسكات ندمه، وتعويض الفتى باهتمام أبوي بديل يعيد له شيئا من الاتزان النفسي، والفراغ العاطفي.

تبدأ اللحظة الحرجة في الفيلم عند زيارة مارتن للعائلة، وانكشاف رغبته الشيطانية في ضرورة تعويض الدم بالدم، من خلال إدخال الطبيب وعائلته في متاهة من الشكوك والتخيلات الشرسة، لما يمكن أن يبدر منه كردة فعل انتقامية تجاه ما حدث لوالده، وتجاه العذابات التي تعاني منها والدته التائهة والمحطمة.

وانطلاقاً من هذه الانعطافة السردية الخطرة يبدأ المخرج بإقحام المشاهد في حيّز سيكولوجي خانق، وفي نفق قاتم من التحولات المفزعة في حياة العائلة، حيث يصاب الابن «بوب» بشلل مفاجئ لا يجد له الأطباء تفسيراً، ثم تصاب شقيقته بذات المرض، ومن دون أسباب واضحة أيضا، وتصاب حياة العائلة نفسها بالشلل أمام هذه الظاهرة الغريبة، التي تضع الجميع أمام حيرة كبرى، لا يملك أمامها الأطباء سوى تفسير أخير، وهو إصابتهما باضطراب نفسي شديد يؤدي إلى انتكاسات عضوية، وفي الجانب المقابل، يبوح مارتن للطبيب بقدرته على تصفية أفراد عائلته واحداً تلو الآخر عن بعد، ومن دون أي تدخل فيزيائي عنيف، ويشير له بجرأة وصراحة، أن المرحلة التالية للشلل ستتمثل في انقطاع رغبة بوب وكيم في تناول الطعام، ثم حدوث نزيف في العين، وأخيراً الموت، وستصاب الأم كذلك بذات الأعراض، ولا يترك مارتن حلا آخر أمام الطبيب سوى التضحية بأحد أفراد عائلته للتخلص من تبعات هذه اللعنة ونتائجها الكارثية.

ومع تفاقم الحالة السيئة لأبنائه، يضطر الطبيب لاحتجاز مارتن في البهو السفلي لمنزله وتعذيبه، أملا في الخلاص من هوس مارتن التدميري والمفرط في جانبه العقابي، تبوء هذه المحاولة بالفشل عندما يصر مارتن على تنفيذ اقتراحه المخيف، موضحاً أن موته لن يوقف هذا التسلسل المؤدي قطعا إلى فناء العائلة برمتها، وبعد جلسة تعذيب أخرى أكثر عنفا، تتعاطف الفتاة مع مارتن، وتتسلل زحفا إلى البهو بعد نوم العائلة كي تخلصه من الأسر، ومع نفاد كل الحلول الأخرى البديلة، يضطر الأب إلى تنفيذ الحل الشيطاني والتضحية بأحد أفراد العائلة كي تنجو البقية، ومن خلال انتقاء عشوائي يصبح الطفل بوب هو القربان المقدّس لشهوة الانتقام العارمة والطاغية في دواخل مارتن.

تميز فيلم «قتل الغزال المقدّس» بمنهجيته المدروسة في معالجة القصص المروعة وأخذها إلى مناخ حرّ من التنويع الفني والأدائي، ومن الديناميكية البصرية الآسرة رغم بشاعة المحتوى، استثمر المخرج كذلك البيئة الخارجية التي تتشكل فيها أحداث القصة لتكون منصة للقفز إلى الأعماق الإنسانية الغامضة، واستدعاء نوازع الشر التي تعمل الأقدار والظروف القاهرة أحيانا على تغذيتها ونقلها من مجرد فكرة وأمنية للانتقام، إلى واقع حقيقي قادر على تحويل حياة الضحايا المرصودين إلى جحيم متواصل، وإلى ضراوة لا يمكن رصد حدودها أو التكهن بمآلاتها الصادمة.

####

أنطوان خليفة: انتقاء الأفلام يصنع هوية مميزة لـ «دبي السينمائي»

دبي ـ «سينماتوغراف»

يرى أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي السينمائي الدولي أن أساس نجاح أي مهرجان هو انتقاء الأفلام المشاركة فيه سواء بالمسابقات الرسمية أو البرامج الأخرى وهذا الانتقاء يشكل في مجمله الهوية المميزة للمهرجان ويجعله مختلفاً عن باقي المهرجانات.

وتضم الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي أكثر من 140 فيلماً موزعة على أربع مسابقات إضافة إلى عدة برامج غير تنافسية مثل (ليال عربية) و(سينما الأطفال) و(سينما العالم) و(سينما الواقع الافتراضي).

وقال خليفة في مقابلة مع رويترز «المهرجان لديه لجنة، تتلقى الأفلام وتقرر أي منها يشارك أو لا وفي أي قسم، وبالنسبة لي أساس المهرجان هو الاختيار. نشاهد الأفلام ونختار منها ما يناسبنا، وهذا الاختيار نابع عن حكم ذاتي، وهو ما يشكل هوية المهرجان».

وأضاف «أهم ما يميز المهرجان أنه يتواصل مع المنتجين والمخرجين قبل إنجاز الفيلم لأن لدينا اهتمام دائم بموضوع الفيلم والمخرج ورؤيته السينمائية.. لا ننتظر أن يصبح الفيلم جاهزا حتى نتصل بصناعه ونطلب عرضه بالمهرجان بل التواصل يتم في مراحل سابقة».

ويضم المهرجان الكثير من الأفلام التي تعرض لأول مرة عربيا وأخرى عالميا لكنها ليست جميعا بالمسابقات الرئيسية للمهرجان وهو ما يرى مدير البرنامج العربي أنه قد يصب في مصلحة بعض الأفلام التي تطرح للمرة الأولى.

وقال «المسابقة الرئيسية تضم 18 فيلما فقط وهو رقم لا نستطيع أن نتجاوزه، ووجود أفلام تعرض لأول مرة عربيا أو عالميا في أقسام غير تنافسية بالمهرجان لا يقلل أبدا من قيمتها بل تنال حقها بالكامل سواء من تسليط الضوء عليها أو إقامة مؤتمرات صحفية لصناعها وتنظيم مقابلات لهم مع الإعلام».

وأضاف «تقديم فيلم في عرضه الأول خارج مسابقات المهرجان ربما أيضا يخفف الضغط عن صناعه ويمنحهم فرصة تقديم العمل بكل ارتياح دون الوقوع تحت ضغط انتظار جائزة».

وتضم مسابقة (المهر الطويل) المخصصة للأفلام الطويلة الروائية والوثائقية أفلاما من الإمارات ومصر وفلسطين وتونس والمغرب والجزائر ولبنان والعراق وكردستان.

ويقول مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي السينمائي الدولي إن تخصيص قسم للأفلام الإماراتية بالمهرجان ضرورة لا بد منها وذلك لسببين، أولهما اهتمام حكومة دبي بالسينمائيين الشبان، والثاني هو أن هؤلاء الشبان ارتبطوا بالمهرجان منذ بدايته وارتبط بهم حتى كبروا معا.

وتضم مسابقة (المهر الإماراتي) 13 فيلما ما بين طويل وقصير جميع صناعها من أبناء الإمارات.

وقال خليفة ”لا يجوز أن نقيم مهرجانا سينمائيا في الإمارات دون أن نفكر في أهل الإمارات، منذ انطلاق المهرجان في 2006 ولدينا علاقة وطيدة بالشباب الواعد المهتم بالسينما، ليس في الإمارات فقط لكن في الخليج عامة“.

وأضاف ”المخرجون الإماراتيون والخليجيون موجودين دائما بالمهرجان ويشاركون في مختلف أنشطته.. هم كبروا معنا ونحن كبرنا معهم“.

وتشمل مسابقة (المهر الإماراتي) ثلاث جوائز تقدم لأفضل فيلم طويل وقيمتها 75 ألف درهم (نحو 20 ألف دولار) وأفضل فيلم قصير وقيمتها 50 ألف درهم (نحو 13 ألف دولار) وأفضل مخرج وقيمتها 20 ألف درهم (نحو 3600 دولار).

وقال مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي السينمائي الدولي إن إدارة المهرجان لديها فلسفة خاصة عند اختيار لجان تحكيم المسابقات وتضع في اعتبارها الكثير من المعايير عند تعيين أعضاء هذه اللجان.

ويرأس المخرج والمنتج المصري مجدي أحمد علي لجنة تحكيم مسابقة (المهر الإماراتي)، فيما يرأس المخرج والكاتب الفرنسي جيل مارشان لجنتي تحكيم (المهر القصير) و(المهر الخليجي القصير)، وترأس الممثلة الألمانية مارتينا جيديك لجنة تحكيم (المهر الطويل) وهي المسابقة الرئيسية بالمهرجان.

وقال خليفة ”إجمالا، نفضل أن يكون رؤساء لجان التحكيم بالمهرجان من غير العرب حتى ننأى بأنفسنا عن الأهواء والميول والانتماءات الوطنية ونتجنب الانتقادات التي قد توجه للمحكم العربي بالتحيز“.

وأضاف ”رئيسا لجنتي تحكيم المهر الطويل والقصير من غير العرب، ورئيس لجنة تحكيم المهر الإماراتي عربي غير خليجي، لأنه بالطبع لا بد أن يكون عربيا حتى يفهم دلالات ومعاني ومضامين الأفلام العربية“.

وتعلن لجان التحكيم أسماء الأفلام الفائزة مساء اليوم الأربعاء قبل إسدال الستار على المهرجان.

####

«شكل الماء»..

علاقة غرائبية بين كائن غامض وعاملة نظافة

«سينماتوغراف» ـ إبراهيم الملا

يمكن وصف فيلم «شكل الماء» للمخرج والكاتب غيليرمو ديل تورو الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي، بأنه فيلم رؤيوي بامتياز، فهو رغم تناوله لزمن الستينيات إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية وبين الاتحاد السوفييتي، إلا أنه يعمل في حقل مليء بالرموز الدالة على الفوضى التي يمر بها عالمنا اليوم، فوضى قوامها الحروب التجسسية الخفية، وتهميش الأقليات، واعتماد القسوة والترهيب، ومطاردة هوس السيطرة بغض النظر عن معاناة الضعفاء والأبرياء المحطمين تحت وطأة الوسائل العنيفة المترجمة لهذه السيطرة.

تدور أحداث الفيلم في مختبر حكومي سري بالولايات المتحدة، حيث يعثر أحد المكتشفين العاملين بالمكان في نهر الأمازون بالبرازيل على كائن مائي غريب يتمتع بقدرات خاصة، يسعى العلماء والمشتغلون في المختبر على اكتشافها، واستثمارها في البحوث والاختراعات العسكرية، تتعاطف إحدى عاملات التنظيف مع هذا الكائن المقيّد في حوض مائي كبير، وتتعامل معه بلغة الإشارة لأنها بكماء وتعيش في عزلة مكثفة، وبالتالي تجد هذه العلاقة الغرائبية ما يشفع لها من تلاقي الأرواح بين كائنين محاصرين بالوحدة ويعملان في ذات الوقت على الخروج من سجنهما القاسي والسميك ببعديه المادي والمعنوي.

وعندما تكتشف العاملة قرار القيادة العسكرية العليا بضرورة قتل الكائن وتشريحه لمعرفة مكامن القوة التي يمتلكها، تشرع في تنفيذ خطة لتهريبه بمساعدة زميلتها في العمل، بجانب مساعدة عالم متخصص يشرف على الوضع البيولوجي للكائن، ونكتشف في سياق الفيلم أنه جاسوس يعمل لحساب المخابرات الروسية، ولكنه يتعاطف مع العاملة البكماء ويسعى في ذات الوقت لإنهاء معاناة الكائن الغامض وإرجاعه إلى بيئته الطبيعية في النهر، وبعد سلسلة من المطاردات العنيفة والتصفيات الدموية والإثارة المشهدية التي يقدمها المخرج في إطار من الميتافوريا المروّضة والمعتنى بها بصرياً في الفيلم، تنجح العاملة في مهمتها رغم الرصاصة القاتلة التي تصيبها في المشهد الختامي الذي ينتهي على صورة حالمة تجمع بين الكائن الطليق في الأعماق وبين عشيقته البشرية بعد أن يعيد إليها الحياة، في إشارة مرصودة تجسد العبارة الواردة في أحد حوارات الفيلم، يقول فيه: «ما الزمن، إلاّ نهر ينبع من ماضينا».

####

خبيرة: سينما الواقع الافتراضي «واعدة» ولا تسعى لإقصاء السينما التقليدية

دبي ـ «سينماتوغراف»

ترى كامي لوباتو خبيرة تقنية الواقع الافتراضي أن ما يطرحه البعض حاليا من أن سينما الواقع الافتراضي جاءت لتحل محل السينما التقليدية غير صحيح على الإطلاق وأن الاثنتين يمكن أن تسيرا جنبا إلى جنب.

وقالت لوباتو مؤسسة شركة (دايفرجن سينما) التي تقدم عروض سينما الواقع الافتراضي في مهرجان دبي السينمائي الدولي لرويترز ”هذا مجال واعد ويتطور سريعا، عملنا لسنوات على صناعة الشاشة المستطيلة وهو شيء جديد للغاية، وعلى مستوى المحتوى يعمل المخرجون والمصورون على تطوير أفلامهم بشكل أكثر ملاءمة للمشاهد عبر هذه التقنية“.

وشددت على أن سينما الواقع الافتراضي لن تكون بديلا للسينما التقليدية ”لأنه ببساطة عندما ظهرت السينما على سبيل المثال لم يختفي المسرح“.

وللعام الثاني على التوالي يطرح مهرجان دبي السينمائي الدولي برنامج عروض سينما الواقع الافتراضي التي جذبت الكثيرين من رواد المهرجان وأغرتهم بخوض التجربة المختلفة.

ولمشاهدة هذه النوعية من الأفلام يضع المشاهد نظارات على عينيه ويغوص بمفرده في عالم مصور بكاميرا 360 درجة ويبدأ في التفاعل مع ما يراه كأنه داخل هذا العالم الافتراضي.

وقالت لوباتو ”كنا هنا في العام الماضي وهذا هو عامنا الثاني بمهرجان دبي. كثير من المهرجانات اليوم تهتم بسينما الواقع الافتراضي، وسبق لنا التواجد في مهرجان البندقية بإيطاليا ومهرجان كان في فرنسا“.

ويضم البرنامج هذا العام 11 فيلما تتراوح مدتها بين ست دقائق و30 دقيقة وتتنوع بين الروائي والوثائقي والتحريك.

وعن قصر مدة الأفلام المقدمة بقسم سينما الواقع الافتراضي وعدم وجود أفلام روائية طويلة قالت لوباتو ”تصوير الأفلام بكاميرا تصور محيطها بدرجة 360 درجة أمر غير سهل بالمرة، عليك أن تخفي طاقم العمل والمعدات والإضاءة وتتحكم في المكان تماما لأن الكاميرا ستلتقط كل شيء، لذلك تقتصر التجارب حاليا على الأفلام القصيرة“.

وتابعت ”قبل سنوات قليلة لم يكن هذا النوع من الكاميرات متوفرا لذا تعين على المخرجين والمصورين أن يصنعوا كاميراتهم بأنفسهم. اليوم لدينا عدد قليل من هذه الكاميرات لكن الأبحاث مستمرة وجودة الأفلام تتحسن“.

وترى لوباتو أن هناك استقبالا جيدا من المشاهدين في مهرجان دبي السينمائي لتجربة سينما الواقع الافتراضي إلا أن تطور هذه السينما عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا يعتمد على أمرين، شركات الإنتاج وصناع هذه النوعية من الأفلام.

وقالت ”انتشار هذه النوعية من العروض السينمائية يتطلب جرأة أكبر من شركات الإنتاج لتقديم محتوى أكثر قربا من سكان المنطقة والاستثمار بهذا المجال، كذلك نعترف أن معظم صناع هذه الأفلام لم يأتوا من عالم السينما لكن بالأساس جاءوا من مجال الألعاب الإلكترونية لذا فإن دخول مخرجي السينما لهذا المجال سيدعمه كثيرا“.

وعن تميز تجربة مشاهدة أفلام الواقع الافتراضي قالت لوباتو ”هي تجربة مختلفة تمنح المشاهد ميزة التفاعل وحرية مشاهدة الفيلم من الزاوية التي يحبها لا التي اختارها المخرج، لذلك يمكن أن يشاهد اثنان نفس الفيلم في الوقت ذاته لكن سيرى كل منهما الفيلم من زاويته الخاصة“.

وتابعت قائلة ”أتمنى على الأقل أن تصبح هناك منصة واحدة لعروض سينما الواقع الافتراضي داخل كل دار عرض سينمائي حتى يسيرا جنبا إلى جنب“.

سينماتوغراف في

13.12.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)