كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

عبدالحسين عبدالرضا مرآة الخليج في عيون العرب

أسس «حالة» نادرة في الفن وساهم في إيجاد مواهب شابة

صهيب أيوب

عن رحيل «أسطورة الكوميديا»

عبدالحسين عبدالرضا

   
 
 
 
 

لندن – «القدس العربي»: تجاوز الفنان الكويتي، عبدالحسين عبدالرضا، الفن نفسه. فهو أكسب الدراما والمسرح طابعاً مختلفاً عما تم تكريسه في الخليج العربي. وتمكن من إيجاد حالة استثنائية، في التعامل مع الجمهور العربي، الذي تعرف من خلال أعماله على نتاج دول الخليج، مسرحياً وتلفزيونياً. 

وما بدا مستغرباً، الحملة الافتراضية التي تلت رحيل الفنان الكويتي، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث خرجت أصوات «شاذة» تكفره. وهو ما دفع بجمهوره الواسع إلى «رفض تحويل أيقونة المسرح الكويتي إلى استخدام سياسي متخلف»، على ما كتب أحدهم. فالحملة التي روضتها تغريدات من هنا وهناك، استقبلها الجمهور العربي، بإنكار، فهي «تنطلي على باطل»، وفق إحدى المغردات على «تويتر». 

وتثير هذه الحملة، ما يتم استحداثه عادة من ردود فعل، في العالم العربي على حيوات فنانين أثاروا الجدل في حياتهم، واستطاعوا إيجاد «تيارين» مختلفين، يتناقضان حول سيرتهم. لكن في حالة عبدالرضا، كان الإجماع سيد الموقف. فهو بالنسبة لفناني الخليج، أحد مؤسسي مرحلة «انتقالية» للعمل الكوميدي والمسرحي، لا بل واحداً من أبرز «مخترعي» النكتة السياسية في المسرح الخليجي، ومناضلاً استخدم مسرحه لإعلاء الصوت المكتوم والمنسي. وبالنسبة للجمهور العربي، صلة وصلهم مع الانتاج الذي استطاع منافسة الانتاج المصري والسوري في بعض المحطات. وكان لعبدالرضا يد في صناعة هذا المشهد، من خلال أعماله التي تجاوزت هموم الخليج، لتعبّر في كثيرها عن مجتمع عربي يعاني وينتهك ويفتقد البسمة والضحك في زمن التوحش والدم. 

تقول الناقدة والصحافية الكويتية مشاعل بشير لـ «القدس العربي» انه ليس من المبالغة وصف عبدالحسين بـ «ظاهرة» أو أنه «أحد أعمدة البناء المؤسسة للهوية الكويتية بشكل عام والثقافية بشكل خاص»، موضحة أنه «ساهم في صنع النكتة السياسية في الكويت والخليج أيضاً. هو فنان ذو رؤية سابقة لعصره، نجح في صناعة أعمال فنية أقل ما يقال عنها خالدة وصالحة لكل زمان ومكان». 

وتوضح انه «على الرغم من الزخم والإرث الذي قدمه في المسرح والتلفزيون والإذاعة لأكثر من خمسة عقود، حافظ على حضوره الشاب الخفيف في أعماله الأخيرة أو مشاركاته كضيف شرف لكأننا نشاهده لأول مرة وننبهر بهذا العطاء»، مشيرة إلى «ان عبدالحسين يعد واحداً من الفنانين العرب النادرين الذين استطاعوا ان يوصلوا لغتهم للشباب، ونجحوا في التواصل معهم. على سبيل المثال، مسرحية «باي باي لندن» التي شارك في تأليفها عام 1981، ما زالت تجذب كافة شرائح المجتمع ويتلهف لمشاهدتها الشباب قبل الكبار، الذين كانوا قبل 30 عاماً شباباً ربما حظوا بفرصة حضور المسرحية آنذاك». 

وترى بشير، ان «عبدالرضا لم يبخل أيضاً بإيجاد فرص للوجوه الشابة وتبني العديد من المواهب في التمثيل والإخراج، كاسراً حواجز اللغة واختلاف الثقافات. ونقل الخليج، صوتاً وصورة، إلى البلدان العربية كافة، فهو أحد مرايا المنطقة، التي ستظل تعكس جمالية ثقافتها وحاضرة دائما، رغم رحيله». 

وعبدالرضا، فضلاً عن موهبته التمثيلية، استطاع أن يؤسس لمرحلة «مفصلية» في الانتاج الدرامي، إلى جانب العديد من الممثلين والمنتجين الذين جايلوه. لا بل سبقهم مراراً، في تحويل «المسرح» إلى حالة تفاعلية تنتقد وتؤثر في مجتمعها المحلي، وتصنع منه مرآة ساخرة تعبّر بالمضمر والعلن عن أحواله واضطراباته وأيضاً بهجته الساكنة. 

انتقل عبدالرضا من موظف في الدوائر الرسمية (مجال الطباعة)، إلى العمل الفني في ستينيات القرن الماضي، حين شارك في أول عمل مسرحي بالعربية الفصحى تحت عنوان «صقر قريش» عام 1961. وأسهم في تأسيس فرقة «المسرح العربي» عام 1961، وفرقة «المسرح الوطني» عام 1976، كما أسّس «مسرح الفنون» كفرقة خاصة عام 1979. قدم أكثر من 33 مسرحية، أشهرها «بني صامت»، و»على هامان يا فرعون»، و«سيف العرب»، وكان قد كتب بعضها بنفسه. في 1989، دخل مجال الإنتاج وأسس شركة «مركز الفنون»، وأدّى دوراً بارزاً في نشر فن الكوميديا من خلال تأسيسه لـ «فنون»، أوّل قناة تلفزيونية في العالم العربي مخصصة حصراً لعرض الأعمال الكوميدية.

القدس العربي اللندنية في

15.08.2017

 
 

أكدوا أنه كان مؤسسة فنية قائمة بذاتها

فنانو مصر في رثاء فقيد الفن العربي عبد الحسين عبدالرضا

القاهرة - النهار

لا يجيء ذكر الحركة الفنية في الكويت والخليج العربي ألا ويبرز على الفور اسم الفنان الكبير والقدير عبدالحسين عبدالرضا ليس لأنه واحداً من أهم رموزها ومؤسسيها وليس لأنه من أهم فرسان المسرح الكويتي والخليجي وفي مقدمة صانعي نهضته في النصف قرن الأخير وليس لأنه بأعماله المسرحية والتلفزيونية ناقش الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي الخليجي والعربي بكل تجلياته ولكن لأنه الفنان الذي ارتبط به جمهور الخليج قاطبة على مدى 50 عاما واثر بإبداعه المسرحي والدرامي في أجيال متعاقبة عشقت فنه وتعايشت معه فهو الرجل صانع البسمة والضحكة على الوجوه وفي القلوب على مدى هذه العقود الزمنية المتعاقبة 

لذلك لم يكن غريبا أن تكون صدمة رحيله عن دنيانا هذه الأيام لها كل هذا الوقع وهذا التأثر الذي امتد إلى سائر الأقطار العربية ومن هنا كان رحيله وفقده مؤلماً وكان رثاؤه من جانب الفنانين المصريين حاراً وصادقاً . يقول نجم الكوميديا سمير غانم الكلام والحديث عن عبدالحسين عبدالرضا لا يكفيه بضع كلمات أو عبارات أو سطور بل يحتاج إلى مجلدات وليست الكويت وحدها ولا الخليج وحده هما من فقدوا عبدالحسين بل الفن العربي كله هو من فقد هذا الفنان الكبير فهو لم يكن مجرد ممثل أو فنان كوميديا ظل على مدى أكثر من 50 عاما ينثر البسمة والبهجة على وجوه وحياة الناس بل الحقيقة انه أن رائدا فنيا بحق. ويضيف فلا يمكن أن نتحدث عن المسرح أو الحركة الفنية في منطقة الخليج بكاملها دون أن نجد اسم عبدالحسين كأبرز المؤسسين والرموز لهذه الحركة فهو من الرواد الذين أسهموا بجهد وافر وحقيقي في ذيوع وانتشار هذه الحركة وارتقائها فلم يكن ممثلا فقط بل مؤلفا ومخرجاً وهو ما نقول عنه فنان مسرح وصانع مسرح إلى جانب ريادة في الدراما الخليجية وبنفس القوة وظل يعمل لأكثر من 50 عاماً مقدماً ومنتجا لأعمال غزيرة أسست ليس فقط لمكانته كفنان ولكن لحركة فنية في المشرق العربي وضعته في مكانة رفيعة ووضعت هذه الحركة الفنية نفسها في مكانة عالية اصحبنا نقول معها كلمة وعبارة الفن الخليجي والكوميديا الخليجية رحمه الله كان مؤسسة فنية قائمة بذاتها. ويؤكد الفنان احمد بدير على الكثير مما قاله غانم ويقول : عبدالحسين ترك ارثا فنيا هائلا ظل يعمل عليه ويكون على مدى أكثر من نصف قرن مسرحيا ودراميا ولدينا في الكويت والخليج العربي الآن كم هائل من الفنانين في الكوميديا والدراما وشتى الفروع الفنية جميعهم أو معظمهم تتلمذوا على يديه وتأثروا به لأنه احد أهم الرواد الذين صنعوا وأسسوا للفن الخليجي ولا أقول الكويتي حتى لا اظلم الرجل وهذا الجهد الكبير الذي بذله على مدى حقب زمنية متتالية جعله في هذه المكانة السامية التي لا يصل إليها ألا الفنانين الكبار والرواد المؤثرين. ويشير بدير إلى الإنتاج الغزير لهذا الفنان والنجم الراحل ويقول : ترك لنا وللأجيال المقبلة وأيضا الحالية ثروة فنية هائلة فقد كان غزير الإنتاج متنوع العطاء ولهذا نقول بكل راحة وألم معاً ان عبدالحسين رجل بجسده لكن أعماله وإبداعه وروحه الفياضة التي نشرت البهجة ستظل باقية فالكبار لا يموتون

ويصف الفنان اشرف عبدالباقي النجم والفنان الكبير الراحل بأنه كان مدرسة ومؤسسة فنية قائمة بذاتها وذلك من فرط عطائه وجهده الإبداعي مسرحيا ودراميا مؤلفا ومخرجا وموسيقيا وغنائيا أيضا على مدى سنوات طويلة قدم خلالها مئات الأعمال التي تنوعت جوانبها فهو كفنان كوميديا يعد من أساطيرها الكبار على ساحة العالم العربي وليس فقط في الكويت والخليج وفي الدراما قدم الكثير والكثير وكانت أعماله الاجتماعية التي تنتقد السلبيات بسخرية ومهارة تشير إلى أننا بصدد فنان يعرف جيدا قيمة فنه وإبداعه والمهنة التي يمارسها والرسالة التي يجب أن يؤديها ويلعبها تجاه مجتمعه

ويضيف كنا إذا ذهبنا إلى الكويت أو الخليج نشعر أننا في رحابه وفي لقائنا به نستشعر البهجة فقد كان يرحمه الله- على المستوى إنساني إنسان حقيقي بالغ التواضع والإحساس بشوشا مرحبا محبا للجميع وكان أستاذا ناصحا ومعلما للجميع لذلك أقول لم تفقده الكويت وحدها بل فقده العالم العربي كله واستهلت الفنانة عفاف شعيب حديثها بالدعاء للفنان الكبير الراحل وقالت ادعو له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فسيح جناته ويوسع له قبره ويدخله مدخلا حسنا بقدر ما اسعد الناس وبقدر ما نشر البهجة في قلوبهم على مدى سنوات طويلة فقد كان يرحمه الله فنانا كبيرا ومعلما واستاذا ساعد الكثيرين ووقف إلى جانبهم وأعطاهم من خبرته وترك لنا أعمالا وإبداعا سيظل يحمل اسمه ويؤكد على أن الفنان الحقيقي الذي يخلص لعمله ويؤدي رسالته يبقي في ذاكرة وقلوب الناس حتى وان غيبه الموت الذي هو حق علينا جميعا لذلك ندعو له بالرحمة والمغفرة وان يلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان على فقده ورحيله وبنبرة حزن واسى يقول المخرج الكبير محمد فاضل هاهم الكبار يتساقطون واحداً تلو الأخر فبرحيل عبدالحسين عبدالرضا نكون قد فقدنا واحداً من كبار مبدعينا على ساحة الفن العربي وليس على المستوى الكويتي والخليجي فحسب وتبقى الأزمة قائمة في أن من يرحل من مبدعينا الكبار لا نجد من يملأ فراغه أو يحل مكانه لكن عزائنا في أن الراحل الكبير ترك أجيالا تتلمذت على يديه وأعطاها من خبراته ونتمنى أن يسيروا على دربه ويكملوا مسيرته 

ويضيف ورغم المكانة الرفيعة التي يحتلها عبدالرضا كواحد من صانعي نهضة المسرح الخليجي كله وكواحد من أهم رواده الا أن مكانته على ساحة الدراما لا تقل قيمة وأهمية فقد قدم عبر مسيرة طويلة امتدت لما يقرب من نصف قرن كما هائلا من الأعمال الدرامية ناقش وعالج فيها بأسلوب ساخر محبب العديد من السلبيات الاجتماعية في مجتمعاتنا العربية وهذا في حد ذاته يعد ارثا هائلا يحب له ويدلل على أن هذا الفنان الكبير قد أدى رسالته بصدق وتفان وضمير يقظ وحب هائل لمجتمعه ووطنه 

ويرى الناقد والمؤرخ المسرحي عبدالغني داود انه رغم المكانة الهائلة التي يحتلها الفنان الراحل كواحد من الرواد على ساحة المسرح والدراما العربية ألا انه لم ينل حظه ولم يأخذ حقه كاملاً أو بالتساوي مع مكانته الفنية فهو يعد نموذجا متفردا في منطقة الخليج العربي لكن مع شديد الأسف الكثيرين في مصر وبلاد المغرب العربي لم يدركوا بشكل كامل نتاجات وإبداعات هذا الفنان العربي الكبير مسرحيا ودراميا كمؤسس رائدا لحركة فنية ثرية ومتنوعة

ويضيف وهذا راجع- واكرر مع الأسف- إلى ضعف التواصل في عالمنا العربي وأصررنا على أن نبقى في جزر منعزلة ثقافيا.

# # # #

الأب القدوة والأستاذ المعلم

د. شايع الشايع

تعجز الكلمات وتنحسر المشاعر وتتصادم الأفكار ولكن لا مفر من القضاء والقدر حقا انها لفاجعة للثقافة والفن والانسانية الحرة رحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا بوعدنان الأب القدوة والاستاذ المعلم لأجيال سابقة والأجيال لاحقة لفنان عطائه غزير لم ولن ينضب كان ولا يزال رمزا كبيرا وأيقونة لا مثيل لها تتلمذنا منذ نعومة أظفارنا أيام الطيبين والزمن الجميل الذي كان بوعدنان الرافد والشلال الكبير لفن أسعد فيه كل الناس على اختلاف أعمارهم وثقافتهم قل نظيره نختلف مع الجميع في طرحهم ولكن لا يختلف اثنان على جودة ورقي وشفافية وعطاء هذا الفنان االكبير رحمك الله يا بوعدنان رحلت عنا بجسدك وتبقى انت بروحك وفنك نبراسا لكل عاشق للفن وآخر دعوانا لك بالرحمة والمغفرة من الله العزيز الغفار انا لله وانا اليه راجعون .

# # # #

اليوحة: الفقيد يعد خسارة كبرى للوسط الفني الكويتي

نعى أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي حسين اليوحة فقيد الحركة الفنية و المسرحية في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا ( 1939- 2017 )، والذي وافته المنية في العاصمة البريطانية بعد تلقيه العلاج في أحد مستشفياتها. وقال اليوحة ان الفقيد يعد خسارة لا تعوض للوسط الفني الكويتي والخليجي والعربي، فبدايات أعماله الفنية التي كانت أثناء وظيفته الأولى في مطبعة الحكومة عام 1953 تدل عليىشغفه الكبير بالفن الذي سيطر على اهتمامه ووجدانه حتى تبلور أول عمل فني له بعد ابتعاثه لدراسة فنون الطباعة عام 1959، ولاحقا كانت مسرحية صقر قريش عام 1961.

وأضاف اليوحة في تصريح للصحافة أن خط عبدالحسين عبدالرضا وأداءه الفني يعد أسلوبا مركبا وشاملا يجمع بين مقتضيات الفن وأصوله الأساسية من ناحية، وبين الأثر العميق الذي أراد تركه لدى المتلقي من ناحية أخرى، واستطاع بذكائه الفطري تطويع المسرح والتلفزيون والاذاعة وجذب جماهير غفيرة أحبت الفن من خلال طلته في العديد من الأعمال الخالدة التي لا يختلف اثنان على أنها سجل لمحطات هامة من تاريخ دولة الكويت، فقد ترك الفقيد أرشيفا غنيا من الأعمال التي يمكن لأي مطلع أن يشاهد من خلالها تفاصيل الحياة الكويتية ويتتبع أحداثا وتغييرات مفصلية طرأت على الدولة والمجتمع طوال 57 عاما هي عمره الفني.

وقال اليوحة أن بداية ظهور الدولة المدنية واستقلالها عام 1961 قد تزامن مع وجود حراك فني كويتي مميز ساهم في إبرازها في المحيط الخليجي والعربي وقد كان الفقيد أحد أعمدة هذا الحراك الذي مالبث بعد سنوات قليلة أن ساهم بقوة في تثبيت المكانة الفنية للكويت وترسيخ صورتها الاجتماعية وانفتاحها السياسي في المحيط العربي. ويعد التاريخ الفني للكويت الذي ساهم في بنائه الفنان العملاق عبدالحسين عبدالرضا ورفاق دربه مفخرة لجميع الكويتيين لأنه لامس مشاعرهم وأحاسيسهم وذائقتهم الفنية، فأصبح المسرح الهادف والكوميدي دالاً على اسم الفقيد بوعدنان، والذي يثبت و يؤكد علي الحالة الديمقراطية التي يعيشها الكويتيون منذ قديم الزمن من خلال سقف الحرية العالي الذي تميزت به أعماله فكان أن تم تطويع هذه الأجواء المنفتحة في تقديم أعمال فنية خالدة ساهمت في بيان جادة الصواب لكثير من المشاكل التي مرت بها دولة الكويت كالأزمات الاقتصادية والسياسية، وبالمرور السريع على عناوين المسرحيات والأعمال التلفزيونية التي قدمها و أنتجها الفقيد نكتشف مدى ذكائه و حرفيته العالية في معالجة مواطن الخلل بدون مبالغة ولا تفريط، والتي استحق من خلالها أن يكون ظاهرة فنية نادرة وفريدة من الصعب أن تتكرر. واضاف اليوحة بأن المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب كان قد تشرف العام الماضي بتكريم الفقيد في حفل افتتاح مهرجان القرين وبدء فعاليات اختيار مدينة الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2016 وذلك في حفل مهيب على خشبة مسرح السالمية التي أطلقت الدولة اسمه عليه ليكون مسرح عبدالحسين عبدالرضا.
وفي ختام تصريحه أعرب اليوحة عن بالغ حزنه لفقدان واحد من أهم أعمدة الفن الكويتي متقدما بخالص العزاء الى أسرة الفقيد والأسرة الفنية الكويتية والعربية برحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا
.

# # # #

أكاديميون: علامة بارزة في المسرح العربي

عبدالستار ناجي

أكد عدد بارز من الأكاديميين في المعهد العالي للفنون المسرحية على المكانة التي راح يحتلها الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والذي وصفوه بانه علامة بارزة في المسرح العربي كما أكدوا على دوره في بناء علاقة متميزة مع الجماهير العريضة التي امتدت على أنحاء العالم العربي عبر نتاجات شاملة بمضامينها وثرية بطروحاتها وقيمة بدلالاتها وابعادتها.

ومن خلال مجموعة الكلمات والتي ارسلت لـ النهار نتطالع عدد من الأكاديميين البارزين في المجال الفني وهو ينعون الراحل الكبير ويتحدثون عن جوانب من مسيرته ومشواره الفني المتفرد.

# # # #

نبض في شرايين الوطن

أ.د.حسين المسلم

مات أبوعدنان..

مات وعاش في قلوبنا كأنه شريان

وبقي الفارس يشدو شامخاً 

لم يترجل - رغم موته - عن صهوة الجواد 

وهكذا الأشجار لات تموتُ إلاّ واقفةْ

مات أبوعدنان..

قد فزعَ الناسُ جميعا عند فقدهِ

لكنه هو بينهم.. في قلبهم يحيا ببسمةِ فنهِ

وصنيع إبداع قضاهُ بينهمْ ستينَ عاماً

لا ينتمي لمذهبٍ، بل الكويتُ مذهبهْ

وقلُبه مخزونُ حُبّ طيبُهُ ما أجمَلهْ

يُصب نهراً رافداً يسقي شرايين الوطن

مات أبوعدنان..

قد عانق السماء والنجومَ العاليةْ

وكلُ شيءٍ حولهُ يعزف كالسيمفونيةْ

ببسمة يصنعها فوقَ الرياح العاتيةْ

تجمّعتْ شِفاةُ كلّ الناسِ حَوْلهْ

تردّدُ حوارَهُ بقهقهاتِ عاليةْ

وتعزف بحنكةٍ وفطنةٍ معَانيهْ

فرقةُ أوركسترا يقودها فنانْ

قد لامستْ جبهتُهُ السحابةَ الملونةْ

فصار نبضاً في شرايينِ الوطنْ

مات أبوعدنان..

لازال يمتطي جوادَهُ

بالرُغمِ من وفاته

لأنهُ فنانْ

رُحماكَ ربي بأبي عدنانْ

رُحماك ربي إنه إنسانْ

# # # #

عبدالحسين .. القدوة

أحمد السلمان

في مرحلة مبكرة من طفولتي كان النجم عبدالحسين عبدالرضا يمثل القدوة الفنية واعترف بانه كان السبب المباشر لدخولي المجال الفني بل ودراستي المتخصصة في المعهد العالي للفنون المسرحية

وحتى لا أقفز على الأيام والأحداث أقول بانني شاهدت جميع الأعمال التي قدمها نجمنا الكبير سواء من خلال التلفزيون او المسرح بل انني كنت أقوم بحفظ جميع الشخصيات والأدوار والحوارات وكنت أقوم بتقديمها امام زملائي في الفريج

ولم أكن يومها أعي ما كنت أقوم به

واليوم... ومع الرحيل المفجع.. وحينما استعيد تلك التجارب وتلك الأيام اكتشف مساحة التأثير التي أحدثها بداخلي ذلك الفنان والانسان الرائع الذي جعلني من حيث لا يدري أعشق الفن من خلاله.. بل أنذر نفسي للسير على نهجه الفني

وتمضي الأيام.. 

كنت خلالها أترقب اللحظات التي سألتقيه بها

كم فرحت حينما التقيته أكثر من مرة خلف الكواليس فكان الفنان الكبير الذي لا يبخل على جمهوره بالترحاب والتحية

وتأتي الايام بعدد من المشاركات التي يصعب حصرها عبر عدد من المحطات من بينها «قاصد خير» وزمان الاسكافي «وحبل المودة» و«أبو الملايين و«العافور» وهو آخر اأعمال نجمنا القدير «بوعدنان». 

رحمك الله ابا عدنان فقد كنت الأب المعلم والأخ الموجه والصديق الصدوق.. والشموخ الفني بكل تجلياته.

وعلى صعيد المسرح تأتي التجارب بكل مضامينها حيث مسرحيات «قناص خيطان» و«على الطاير» وهذه الاخيرة قدمها نجمنا الكبير في العاصمة القطرية الدوحة واستغرق التحضير لها قرابة الشهرين من الزمان كنت خلالها قريبا منه وهنا تذهب العلاقة الى بعد انساني عميق جعلتني أتعرف على هذا الفنان بشكل انساني أقرب فكان الاخ الكبير والفنان الموجه والاستاذ الناصح والخبرة العريضة والنضج الانساني والوعي بالمتغيرات والفهم للظروف والمعطيات والحكمة والرصانة

واليوم حينما أعود الى ايام الطفولة اكتشف مساحة التأثير التي زرعها بداخلي الفنان عبدالحسين عبدالرضا والذي حينما التقيته للمرة الاولى للوقوف أمامه بادرني بانه يعرفني وشاهد عددا من أعمالي ولهذا قام بطلبي للمشاركة مؤكدا على دعمه لجيل الشباب.. يوم كنت من ذلك الجيل قبل ان يغزو الشعر الأبيض ملامحي

واليوم ايضا حينما نتأمل مساحة الأجيال التي قدمها «ابو عدنان» نكتشف الفضل الكبير لهذا النجم على أجيال وأسماء هي اليوم في مواقع المقدمة مروا من تحت عباءته وهم لا ينسون ذلك الفضل وانا من تلك الاسماء التي ستظل تدين لنجمنا القدير بكثير من الفرص والتجارب.. ومن قبلها «الثقة» و«الدعم» كيف لا وهو النجم القدوة.. حفظك الله «ابا عدنان» أستاذا.. وأخا وصديقا كبيرا نتشرف به دائما كرمز من رموز مسيرتنا الفنية وتشكيل وعينا وذوقنا الفني

# # # #

عبدالحسين عبدالرضا.. فنٌ جميل بلا إسفاف

د. سكينة مراد

بعين دامعة.. وقلب حزين.. أتقدم بأحر التعازي للأسرة الفنية ولعائلة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا.. الفنان القدير الذي احتل مكانة بارزة في تاريخ الفن، ورائد من رواد المسرح الكويتي، كما ترك بصمة كبيرة في نفوس الكويتيين خاصة والشعب العربي عامة عبر ابداعاته التي كانت ولازالت تعرض في العالم العربي.

عبدالحسين عبدالرضا.. فنان الزمن الجميل.. انه قامة من قامات المسرح، تميّز بأسلوبه وأداءه واختيار أدواره، فنه يمتع الجميع ويضحك الصغير قبل الكبير، لتميز أعماله الفنية بقيمها وأهدافها البعيدة عن الاسفاف.. انه عملاق الخشبة، كان يمتلك حضوراً مسرحياً، ويتمكن من السيطرة على المشهد. كان له تأثير على المتلقي، يهيئه للضحك ويرسم الابتسامة على وجهه ويدخل البهجة والفرح في قلبه قبل ظهوره.

أما على المستوى الشخصي، كان لهذا الفنان الرائع أثر كبير في نفسي منذ طفولتي، كما كان سبباً من أسباب ميولي للفن وحبي للمسرح قبل ان يكون لي انتماءات فنية.

الراحل عبدالحسين عبدالرضا.. نموذج للانسان الذي جمع بين الفن والأخلاق في شخصية فنان.. ترك ارثاً فنياً لا بد من المحافظة عليه، حتى يكون قدوة للأجيال القادمة، ليتعلموا منه ان الفن أخلاق قبل كل شي.

الفنان الكوميدي الرائع.. بالأمس أضحكتنا بأعمالك، واليوم أبكيتنا على فراقك.

رحمك الله يا (بوعدنان).. لقد رحلت من الدنيا.. ولكن ستظل باقياً في قلوبنا.

# # # #

وجهة نظر

عبدالحسين (2)

عبدالستار ناجي

أي مقدرة تلك التي كان يتمتع بها النجم الراحل عبدالحسين عبدالرضا في تحيته الجماهير والتسامحية العالية في تلبية رغباتهم بالذات على صعيد التقاط الصور.

أعرفه منذ أكثر من عقود من الزمان، وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، رصدت له أكبر كمية من الصور على جميع وسائط التواصل الاجتماعي، الجميع كان حاضرا والى جوار تلك القامة الشامخة من سياسيين واقتصاديين ورجال دين ودولة وفنانين وشخصيات عادية، الجميع كانوا عند هذا النجم الراحل، أحبه.. يسعون اليه فيسعى اليهم بمحبة عالية.

ذات مرة التقيته في باريس وبالذات حيث يقم في فندق الماريوت على جادة الشانزلزيه، وطلب ان نخرج من الفندق للجلوس في احد المقاهي، وخص الفوكيت لانه كان على موعد مع الاعلامي القدير الدكتور نجم عبدالكريم، مشيرا الى ان المسافة بين الماريوت والفوكيت لا تتجاوز المئة متر، ولكنه قضاها في اكثر من ساعة ونصف من اجل تلبية جماهيره العريضة من أنحاء العالم العربي، راحوا يطالبونه بالتصوير.

هذا في باريس، وليس في الكويت او دبي أو القاهرة، او غيرها، من مدننا العربية أو الخليجية.

اي مقدرة على ارضاء الجميع، واسعادهم، لقد كان يمارس تلك المعادلة سواء على المسرح شامخا متجليا، او في حياته العامة وبشكل يومي.

أزوره بمعدل شبه اسبوعي في مكتبه في مركز الفنون سواء في شارع عمان من ذي قبل او شارع بيروت لاحقا.

وفي كل مرة هناك عشرات الدعوات والمواعيد والضيوف، وهو دائما كما هو الانسان الكبير.. رحمك الله أباعدنان.

وعلى المحبة نلتقي

النهار الكويتية في

15.08.2017

 
 

الأصداء مستمرة على رحيل عبدالحسين عبدالرضا

حافظ الشمري

يتواصل الحزن وعبارات العزاء على رحيل الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، ولليوم الرابع على التوالي لا تزال أصداء فقدان هذا الهرم الكبير مستمرة على جميع الأصعدة.

فرقة المسرح العربي التي آلمها المصاب الجلل في رحيل أحد أعضائها البارزين بل أحد مؤسسيها، صحت من هول الصدمة، وانتظرت ثلاثة أيام وجمعت قواها، وأصدرت بيانا نعت من خلاله فقيدها وفقيد الكويت والعالم العربي الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وهو مؤسس الفرقة ورائد من روادها الكبار وفارس من فرسان الحركة الفنية الكويتية والعربية.

حيث جاء في البيان: «احساسنا بالفقد والخسارة لهذه القامة الكبيرة الم لا تستطيع الكلمات والسطور التعبير عنه، ونحن إلى الآن في مرحلة الصدمة، والمنتمي لفرقة المسرح العربي يشعر بالفخر والاعتزاز كون الراحل عبدالحسين عبدالرضا احد مؤسسي الفرقة، حيث كانت بداية انطلاقته الفنية، بصولات وجولات «بوعدنان» مع الفرقة التي صنعت هذا التاريخ المشرف لها من «صقر قريش»، «اغنم زمانك»، «من سبق لبق»، «كويت سنة 2000»، العديد من الاعمال المسرحية الاخرى، إلى جانب عمله الاداري بالفرقة.
وأضاف البيان: «مناقب الراحل كثيرة وكبيرة سواء لفرقة المسرح العربي او على الصعيد الفني، ونحن بقلوب راضية بقضاء الله وقدره سنبقى نستذكر العطاء المخلص لأحد مؤسسي فرقتنا وفارس من فرسان المسرح الكويتي والعربي ورائد من رواده، نسأل الله لفقيد الوطن الغالي الرحمة ولأهله ولذويه ولنا ولعموم محبيه الصبر والسلوان
».

ونعي من رئيسها

كما أصدر رئيس فرقة المسرح العربي الفنان أحمد فؤاد الشطي بيانا نعى فيه رحيل الفقيد، حيث قال الشطي: «ان الراحل «عبدالحسين» قبل أن يكون فناناً كان فارساً، وأثناء الغزو العراقي لدولة الكويت حضر «بوعدنان» لوالدي رحمه الله، وكانت هيئته مثل هيئة شخصية «بوخالد» في مسرحية «سيف العرب»، وكان يحمل معه «رزم» من الأموال أعطى والدي بعضا منها ليوزعها على جيراننا، وعلى الرغم من أن وجهه مألوف ومعروف لأغلب العرب خاطر بنفسه ليمد الصامدين بما يعينهم على صمودهم ومقاومة المحتل».
واضاف: «لقد أحب الكويت وأهلها في السراء والضراء فأحبه الوطن وأهله، وتعملق بالفن الكويتي وتعملق معه، فأصبحت الكويت رائدة الفن بالمنطقة، ولا تختزل شخصيته الوطنية بفنه، فهو فارس من فرسان الوطن
».

الإعلام الجديد

من جانبه، أكد الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الجديد والخدمات الإعلامية بوزارة الإعلام يوسف مصطفى أن وسائل التواصل الاجتماعي حلقة الوصل ما بين الإعلام والجمهور، وإدارة التواصل الاجتماعي قامت عبر حساباتنا الرسمية في وزارة الإعلام بمواكبة جميع ما يتعلّق برسالة وزارة الإعلام في رحيل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وستواصل تغطية مراسم وصول الجثمان ومراسم الدفن والعزاء.

«كويت تريندر»

وعلى صعيد نشاط قطاع الأخبار والبرامج السياسية في مواكبة رحيل الفقيد، قال المذيع محمد خليفة: «نحن نغطي أخبار وسائل التواصل الاجتماعي و«السوشيال ميديا»، ولقد قمنا بمتابعة الأخبار المتداولة حول رحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا أولاً فأول، وهناك فقرات إخبارية صباحاً ومساء قامت بمواكبة هذا الشأن من خلال فقرة «كويت تريندر» في برنامج «صباح الخير يا كويت» التي أقدمها بمشاركة المذيعة زينب فتحي».
وأشار خليفة إلى أنه في الفترة المسائية هناك فقرة التواصل الاجتماعي في نشرة الأخبار الرئيسية في الساعة التاسعة مساء، والتي تقوم بتغطية أخبار عبدالحسين، بناء على التعميم في تلفزيون دولة الكويت، مثمّناً دعم وتشجيع الوكيل المساعد لقطاع الأخبار والبرامج السياسية محمد بن ناجي
.

تفاعل عربي

وعلى الصعيد العربي، قال السيناريست السوري أمل جاموس في تصريح صحافي: «ماذا أقول فيك يا من سكنت قلوب الملايين، وصنعت الفرح فزرعته في عيون وقلوب محبيك، يا من أسكنتهم مسافة عمر ومسافة حياة، يتوقف الزمان وتتعثر الحروف وتتحشرج الآهات، فتتلاشى الكلمات حزينة، والمُقل مثقله بالدموع»، كما قال المخرج المسرحي السوري رضوان جاموس في تصريح مماثل: كم ستكون فضاءات المسرح من دونك موحشه يا «أبا عدنان»، كم سنفتقدك ياصاحب القلب الطيب والكبير وأنت الفارس النبيل، كم سيفتقدك المكان والزمان، المقاعد في الصالة ومنصة المسرح، حزمة الضوء، المؤثرات، الموسيقى، وجوه الناس، الأحبة، البسمة، الضحكة، الألم، الأمل، الفرح، الحزن، وأنت من حمل كل هذا في إيقاع نبضك.

# # # #

إعلاميون: «عملاق الفن».. ستظل ذكراه الطيبة

حسين الفضلي

الحزن على فراق الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا لم يقتصر على الوسط الفني فقط، وهذا ما كان واضحا من خلال مشاركة الجميع.

الوسط الإعلامي الشبابي أيضا شارك الحزن في فقد عملاق الفن، الذين أبدوا تأثرهم الشديد عند سماعهم خبر وفاة العم بوعدنان، حيث كان الراحل راسم البسمة على شفاه الجميع في مختلف المجتمعات.

المذيع عبدالله الطراح قال: «عظم الله أجر أهل الكويت في هذا الحدث والمصاب الجلل لكل كويتي وكل خليجي وكل عربي حس في يوم 8/11 بحزن في داخله، وكانت هناك أكثر من فرصة لمحاورة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، لكن كنت أشعر بتخوف».

وبيّن أن الراحل هو الفنان الوحيد الذي يتمنى الجميع لقاءه، قائلا: «كانت تنتابني مشاعر الرهبة والخوف عند الحديث عن محاورته، وأفكر بما سأقدمه أمامه، حتى وإن كان حوارا عاديا لمدة 5 دقائق فقط، للحديث عن مسلسل، أو الفترات التي كان يعود فيها من رحلات العلاج بالخارج، حيث كانت هذه المشاعر تسيطر علي لعظمة هذا الفنان ومكانته العريقة».
وأضاف: «أشعر بالندم لأني كنت أتخوف من التقاط صورة تذكارية مع العم بوعدنان، للأسف هذا الخوف كان عائقا أمامي لالتقاط صورة تذكارية معه أو لقاء تلفزيوني جمعني به رحمه الله
».

أبكانا برحيله

المذيعة شيمان قالت: «لم أصدق خبر وفاة العملاق بوعدنان، لأنني أعتبره جزءاً من أسرتي، خصوصا أنني التقيت فيه ببرنامج (الهوى هوانا)، وكان شخصية أكثر من رائعة، وأقل ما يقال عنه إنه أسطورة الفن، التمست فيه التواضع والروح الفكاهية، وعلى كثر ما أضحكنا فإنه أبكانا برحيله».

وأضافت: «لا يوجد بيت لا يشعر بالحزن على فراق بوعدنان، لأنه أخذ قلوبنا معه، مستذكرة كلمات له أثناء لقائها به، عندما قال في البرنامج «كلهم رحلوا منو بقى منهم»، مختتمة: «رحم الله الفنان القدير الذي ستظل ذكراه الطيبة».

غياب هرم

فيما قال المذيع محمد الوسمي: «في الحقيقة تصعب الكلمات في هذا المصاب الجلل على أهل الكويت وأهل الخليج والأمة العربية، بفقد قامة فنية مثل بوعدنان، الذي قدم الكثير والكثير، وكان جُل اهتمامه أن يرسم البسمة على كل وجه مواطن كويتي أو خليجي أو عربي أو حتى مسلم».

وتابع: «تألمنا كثيرا، وفي الحقيقة نستطيع القول إن هرما من أهرامات الفن الكويتي غاب، وسيكون الأب الروحي لكل الجيل القادم، لأن الكل يعلم بأن بوعدنان دعم الكثير والكثير لكل نهضة فنية، وأيضا من طاقات فنية كانوا نجوما، لأنه أعطى فرصة جداً كبيرة لكل من عاصره أو عمل معه أعمالا فنية، إنه خسارة كبيرة، وعلم لا يوصف».

فنان التواضع

أما المذيعة أماني الكندري فقد قالت: «إن الكويت فقدت الفنان المبدع الشاهد على الزمن الجميل، وهو فنان التواضع، ولن يكون هناك من يسد مكانه»، مضيفة «أن بوعدنان زرع في قلوبنا حبه منذ صغرنا، وكان فرحة كل بيت، ورسم البسمة على وجوه جمهوره، إلى أن اختفت هذه البسمة برحيله».

وقالت أعزي نفسي وأعزي الكويت وأعزي عائلته الكريمة، وكل بيت اليوم حزين لفراق هذا العملاق، لأن فراقه صعب على الجميع، كما أنه سيبقى عملاق الفن، سيبقى صرحا شامخا مخلدا في قلوبنا وفي التاريخ.

المذيع هاشم أسد قال: «إن الراحل العم بوعدنان هو هرم، كبرنا وترعرعنا على فنه، وخبر فقده صاعقة هزت كل إنسان شافه وحبه وكبر وابتسم على أعماله، فما بالك بأشخاص كانوا يرتعشون من هيبته وتواضعه، عندما يرونه بالإذاعة»، مضيفا: «الكلمات تعجز عن التعبير، والحروف تشل أمام هذا المصاب الجلل».

# # # #

فنانون خليجيون:

رحيل عبدالحسين أشعرنا باليتم

محرر القبس الإلكتروني

(كونا) – قال فنانون خليجيون إن رحيل الفنان الكويتي الكبير عبدالحسين عبدالرضا، ترك لديهم شعورا باليتم في الساحة الفنية حيث كان بمنزلة الأب لهم في المجال الفني واكتسبوا منه دورسا عديدة وقيما في مختلف المجالات.

وأكد هؤلاء الفنانون في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية اليوم الثلاثاء، أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا لا يعتبر أحد أعمدة الفن الكويتي فحسب بل أيضا أحد أعمدة الفن الخليجي والعربي.

وقال الفنان السعودي عبدالمحسن النمر إن الفنان عبدالحسين عبدالرضا شخصية كبيرة وقديرة جدا ونموذج عظيم سيبقى للابد ويتم الاقتداء به دائما.

وأعرب النمر عن حزنه العميق لفقدان هذه الهامة الفنية والقامة الكبيرة التي تجاوزت الحالة الفنية وأصبحت شيئا أكبر بكثير عند الناس لافتا إلى أنه تلمس الحزن في السعودية برحيل الفنان عبدالرضا.

وأضاف أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا شكل مرحلة مهمة في حياته حيث كانت له تجربة كبيرة معه واجتمعا في العمل الدرامي (التنديل) وكان سعيدا جدا بالعمل مع الفنان عبدالرضا وأن يحتك بتلك القامة الكبيرة وقد استفاد منه كثيرا.

وفد رسمي

من جانبه قال الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم إنه سيترأس وفدا رسميا من جمعية المسرحيين في الإمارات للحضور والمشاركة في مراسم الدفن وتقديم واجب العزاء في الكويت تقديرا للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا.

وأضاف غلوم «نعزي أنفسنا قبل أن نعزي الكويت وقيادتها وشعبها وفنانيها بوفاة أخ الجميع وفنان الشعب الخليجي كله».

وذكر أن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا أستاذ ليس فقط في الساحة الفنية بل تعلم منه المحيطون به قيم التواضع والإنسانية وهذا ما يفسر محبة الجميع له «ونحن نسعى إلى أن يترحم علينا الجميع مثلما يترحمون على الفنان عبدالرضا وهذا يدل على أنه فرض حبه واحترامه».

وأكد أن الفنان الراحل يستحق هذا التقدير وأكثر فقد كرس حياته على امتداد نحو ستة عقود لخدمة الفن والثقافة والناس وإسعادهم.

فنان عملاق

من ناحيته قال الفنان ورسام الكاريكاتير العماني فهد الزدجالي الحائز المركز الأول بمحور رسم الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، وذلك في ملتقى الكويت الدولي الاول للكاريكاتير إنه حزين جدا لرحيل هذا الفنان العملاق.

وأضاف الزدجالي «الحزن خيم علي كما خيم على الخليج العربي برمته فقد ولدت ولا أذكر متى أول مرة أبصرت هذا الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا فمنذ ولادتي وأنا أعرفه».

وأوضح أن الفنان الراحل أبوعدنان دخل كل البيوت الخليجية أهلا وسهلا خفيفا على الجميع ورحل عن الدنيا ليترك فراغا ثقيلا يكبت الأنفاس.

وذكر أنه التقى بالفنان الراحل في الكويت من خلال مشاركته في ملتقى الكويت الدولي الأول للكاريكاتير قائلا «كان لي الشرف الكبير أن أصافحه وأن أسمع منه عبارات الإطراء والتبريكات حينما قدمت لوحة كاريكاتيرية تاريخية عنه تحكي مسيرة العملاق أبوعدنان».

وتابع «لا أنسى تلك اللحظات والعبارات التي ستبقى ما حييت وساما وشهادة أعتز بها« مشيرا إلى أن تجربته الشخصية مع أبو عدنان أدخلت فيه السرور الكبير الذي يعجز عن وصفه وخبر إصابته بنوبة قلبية آلمه وخبر وفاته أبكاه ألما وحسرة.

هامة فنية

بدوره قال الفنان الكويتي عبدالله بهمن إن الكويت فقدت هامة فنية كبيرة والدليل على ذلك الحزن الذي اجتاح الناس منذ إعلان وفاة عبدالحسين عبدالرضا.

وأضاف بهمن «نرى محبة الناس لهذا الفنان القدير ونتعجب من مدى هذا الحب فالجميع يترحم عليه ويدعو له بالمغفرة وهذا يدل على مدى عطائه».

وأوضح أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا كان يحث دائما في كلماته على الولاء لهذا الوطن وحب الكويت وكان دائما داعما للخير.

وأكد أن الفنان الراحل ترك سمعة حسنة وأثرا طيبا ودورسا للفنانين والناس وقد رسم الابتسامة لمدة تجاوزت الخمسين عاما على وجه الوطن العربي.

وكانت الساحة الفنية الكويتية والخليجية والعربية قد فقدت الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي وافته المنية في 11 أغسطس الجاري في العاصمة البريطانية لندن بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 78 عاما.

# # # #

عساها وحدة دائمة

عبداللطيف الدعيج

اليوم سيدفن المرحوم عبدالحسين عبدالرضا، ومن المفروض تبعًا لمسيرته وسيرته أن ندفن في الوقت ذاته- لكن بعيدًا عن جثمانه الطاهر- التخلف والتطرف.. التخلف والتطرف اللذين جاهد الفنان عبدالحسين ومعه العظماء من فنانينا لمحاربتهما ودحرهما.

لم ينظر أي كويتي، على علمي، إلى عبدالحسين عبدالرضا على أنه إنسان مختلف، أو حتى غريب عنه. لم ينظر له البدوي على أنه حضري، أو السني على أنه شيعي. ولم ينظر له من يسمي نفسه ابن السور على أنه ابن المناطق الخارجية. الكل بكى ابن الكويت وفنان الكويت. الذي بدا لنا في جميع أعماله «كويتيًا» وحسب. وهكذا بدا أيضًا وقد فارق الحياة.. كويتيًا يُؤسف عليه ويُنتصر له ويُحزن عليه.

ليس من المفروض أن يكون الفرد مشهورًا أو معطاءً حتى يكون كويتيًا مميزًا كالمرحوم عبدالحسين. ولكن المفروض أن يكون كل مواطن وكل سوي كويتيًا يحظى بالاحترام ذاته والتكريم ذاته والحقوق ذاتها التي منحناها ووفرناها للمرحوم عبدالحسين عبدالرضا عند وفاته. المفروض أننا جميعًا كويتيون. نتميز كأفراد عن بعض. ويحتفظ كل منا بشخصيته وأدائه وقدراته المميزة. التي تجعل منه فلانًا أو علاناً. ولكن نبقى في النهاية بني آدم ونبقى في النهاية ووفقًا للقانون كويتيين.

في المجتمعات البدائية، أو مجتمعات الأزمان الغابرة. يُنظر إلى الإنسان بشكلٍ جمعي. لا يُنظر له كفرد مميز ومتميز. لكن ينظر له على أنه القبيلة أو الطائفة وحتى المنطقة. عازمي أو مطيري، سني أو شيعي، ابن الداخل أو ابن الخارج.. شرقاوي، أو من أهل قبلة. في المجتمعات السوية. المتطورة التي يسودها القانون وتحكمها المبادئ الديموقراطية الحقيقية في العدالة والمساواة.. الإنسان فرد، بمؤهلاته وبقدراته، بهما يُقاس، وبهما يصنف ويرتقي. يحميه القانون وتصون حقوقه مؤسسات وبنى الدولة. ليس القبيلة وليس الطائفة ولا حتى العائلة أو من «يمون» عليهم من الأصدقاء، كما هو الحال هنا مع كل أسف.

عبدالحسين عبدالرضا أحببناه جميعًا، وعشقنا فنه جميعًا. في نظرنا جميعًا، تُوفي كويتيًا، ودفناه جميعًا كويتيًَا أيضًا، وحّدنا في حياته ووحّدنا أكثر في مماته.. لنتذكره منذ اليوم، ولنتذكر كل عبدالحسين بعده.. كما سندفن المرحوم اليوم.. كويتيًا وحسب.

عبداللطيف الدعيج

# # # #

عبدالحسين عبدالرضا والفن الأصيل

عبد الزهرة الركابي

الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا كان يجسّد آلية إنسانية عابرة، ومتخطية لكل شرنقات الحساسيات العرقية والطائفية، حتى أنه أصبح ملتقى الحب الإنساني بين الفنانين والفنانات، فهو الفنان العربي والخليجي، الذي مزّق كل أستار التعصب، وتجاوز كل الحساسيات المعقدة في هذا الجانب، الذي يريد للفن أن يكون على خطى أمراض الوطن العربي، عند شيوع داء الطائفية المتضخم، في السنوات الأخيرة من زمننا الراهن!

لا شك أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا يُعد في طليعة عمالقة المسرح العربي المعاصر، وكان قامة في التواضع، وحتى في مراحل مرضه، لم يتخلف عن زيارة المرضى في المستشفى نفسه، الذي يرقد فيه بلندن، وحتى في أعماله الأخيرة، كان يعامل الفنانات بكلمة «يبه»، أي بمصطلح الأب، وهو أمر لم يحدث إلا نادراً، في أسلوب التعامل بين فنان كبير وعملاق من جهة، وبين فنانة ناشئة من جهة أخرى.

من حسن حظي التقيت الفنان الراحل في دبي، بعد تعافيه من الجلطة الدماغية قبل سنوات خلت، وكان ضيفاً في مهرجان فني متنوع، أصرّ الراحل على تلبية دعوة القائمين عليه، حيث حضر المهرجان وهو على كرسي متحرك خلال فترة النقاهة، وكان من على هذا الكرسي يبدو مسروراً، كأنه طيار يحلق من على جناح طائرة!

وعندما جمعتنا جلسة في بهو الفندق في دبي آنذاك، مع مجموعة من الفنانات والفنانين الكويتيين، قال لي «بو عدنان» إن حبه للفن جعله يقطع فترة نقاهته، لأن أجواء الفن هي متنفسه، وكانت فرصة لي في الوقت نفسه، للتعرف على الفنانات والفنانين الكويتيين، حيث قمت بتغطية نشاطاتهم وتسليط الضوء على أعمالهم المسرحية ومشاركاتهم في الدراما الخليجية في كبريات الصحف اللبنانية.

رحمك الله يا أبا عدنان، وأسكنك في جنائن الفردوس الأبدية، فقد كنت منارة متوهجة في الفن العربي والخليجي والكويتي، بعدما أرسيت مجدك الأثيل في المسرح الكوميدي، المؤطر بالإشارات السياسية، ذات المدلولات العميقة في النقد والتشريح والتوجيه البناء.

وإني لأخال الشاعر يرثيك عندما قال: «إذا ذُكر العقيق وساكنوه/ بكى طرباً وأسعده الهديل/ وليل خضت منه عباب بحر/ خضم ما لساحله سبيل»!

عبدالزهرة الركابي

ml.him@hotmail.com

القبس الكويتية في

15.08.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)