تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

40 عاما.. عمر تظاهرة "أسبوعي المخرجين"

مهرجان كان السينمائي الدولي في المغرب!

حميد الأبيض

اختارت إدارة تظاهرة "أسبوعي المخرجين" السينمائية المنظمة الموازية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، 10 أفلام من تلك التي ميزت 40 عاما من عمر هذه التظاهرة؛ وذلك لعرضها خلال شهر مارس 2009 في 11 مدينة مغربية، في مبادرة يتم خلالها تكريم مجموعة من الشخصيات السينمائية المتميزة، بينهم الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والمغربية نرجس النجار، والفلسطيني ميشيل خليفي.

وتمثل السينما العربية في هذه الجولة السينمائية الأولى من نوعها بالمغرب بـ3 أفلام من المغرب، وفلسطين، وموريتانيا، مقابل 5 أشرطة فرنسية وأفلام أخرى من بلجيكا وألمانيا، ولم تغفل الجولة الشريط الوثائقي الذي سيكون حاضرا بفيلمي: "جنوب" لشونطال أكرمان من فرنسا، و"40/15" لمواطنه أوليفيي جاهان والذي يحكي تفاصيل 40 عاما من عمر تظاهرة "أسبوعي المخرجين".

تاريخ

في شريطه الوثائقي "40/15" الذي اختير لافتتاح هذه الجولة السينمائية المتميزة، يحكي المخرج الفرنسي أوليفيي جاهان خلال ساعة و37 دقيقة تفاصيل 40 عاما مرت على ميلاد تظاهرة "أسبوعي المخرجين" البارزة التي تنظم بموازاة مع مهرجان كان السينمائي منذ عام 1968 تاريخ إحداثها بمبادرة من "تجمع مخرجي الأفلام" لتشجيع سينما المؤلف أو السينما المستقلة والحرة.

هذا الفيلم الذي أنتج في عام 2008 يحكي بالتفصيل الممل تاريخ التظاهرة التي جاءت بعد سنة من انتفاضة مجموعة كبيرة ومهمة من السينمائيين الفرنسيين والأجانب الذين اعتصموا داخل قصر مهرجان "كان" احتجاجا على إقصائهم وتهميشهم، مما حتم على إدارة المهرجان إلغاء تلك الدورة وإعلان ميلاد "أسبوعي المخرجين" لتشجيع سينما مختلفة غالبا ما كانت تعاني التهميش بسبب هيمنة السينما التجارية.

وأكد روني طروكاز، مستشار التعاون والعمل الثقافي في سفارة فرنسا بالعاصمة الرباط المنظمة لهذه الجولة السينمائية، أن تظاهرة "أسبوعي المخرجين" "تفاجئنا سنويا باكتشافها لمواهب سينمائية جديدة تبدع في مختلف أرجاء العالم، بل يمكن القول بأن هذه التظاهرة قد أصبحت مع مرور السنوات ملتقى سينمائيا لا يقل أهمية عن مهرجان "كان" المنظم بموازاته".

وأبرز أن تظاهرات سينمائية ستنظم بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس "أسبوعي المخرجين"، وأوضح أن "المغرب لن يخلف الموعد؛ إذ يتم تنظيم جولة تشمل 11 مدينة مغربية بتعاون مع سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي بالرباط والخزانة السينمائية بمدينة طنجة صاحبة هذه المبادرة"، مؤكدا أن جهودا تضافرت لتكريم هذا الحدث الهام ضمن مشهد المهرجانات السينمائية الدولية.

10 أفلام

انطلقت قافلة "أسبوعي المخرجين" السينمائية بالمغرب يوم الثلاثاء 3 مارس 2009 من قاعة سينما الريف بمدينة طنجة لتتواصل طيلة 5 أسابيع متتالية، بمشاركة الرابطات الفرنسية المغربية والمعاهد الثقافية الفرنسية بـ10 مدن مغربية أخرى تشملها الجولة، وتختتم يوم 10 أبريل المقبل بقاعة غرفة التجارة بمدينة وجدة مرورا بمدن في مختلف جهات المغرب.

وتشمل هذه الجولة السينمائية على التوالي مدن طنجة، وفاس، والرباط، والقنيطرة، ومراكش، وأكادير، والدار البيضاء، ومكناس، والجديدة، ووجدة، وتطوان التي أقحمت العروض المبرمجة خلالها ضمن المهرجان السينمائي لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط المحدث قبل حوالي عقدين ونصف، بمناسبة انعقاد دورته الـ15 المنتظر تنظيمها خلال الأسبوع الأخير من مارس الجاري.

وحرصت إدارة هذه التظاهرة على احترام التسلسل نفسه في عرض الأفلام المبرمجة بكل مدينة مغربية تحل بها؛ إذ عادة ما تكون الانطلاقة بالشريط الوثائقي "40/15" قبل أن يتوالى طيلة أسبوع عرض باقي الأشرطة، بموازاة تكريم شخصيات سينمائية متميزة ترافق الجولة خاصة المخرجين أوليفيي جاهان، وعبد الرحمن سيساكو، وميشيل خليفي ونرجس النجار.

وتتاح لجمهور المدن المختارة فرصة اكتشاف أو إعادة اكتشاف أفلام متميزة يعود تاريخ إنتاجها وإخراجها إلى الفترة الممتدة بين عامي 1974 و2008، وتهتم بمواضيع مختلفة ومتنوعة تم تداولها من مخرجين ينتمون إلى ثقافات متباينة. وتحضر السينما العربية من خلال أفلام "الحياة على الأرض" لعبد الرحمن سيساكو، و"عرس الجليل" لميشيل خليفي، و"العيون الجافة" لنرجس النجار.

تكريم السينما

ستحظى السينما المغربية التي تحتفل بالذكرى الخمسينية لإعلان انطلاقتها بالتكريم ضمن فعاليات تظاهرة "أسبوعي المخرجين" من خلال عرض فيلم "العيون الجافة" للمخرجة المغربية نرجس النجار المقيمة بفرنسا، والذي "أثار جدلا كبيرا"، ويعتبر أحد الأفلام المغربية القليلة المبرمجة ضمن التظاهرة عبر تاريخها، خاصة "عرائس من قصب" للجيلالي فرحاتي، و"الحال" لأحمد المعنوني.

ويحكي فيلم "العيون الجافة" الذي أنتج في 2003 وتشخصه سهام أسيف وخالد بن شكرة وراوية، في ساعتين عن قرية أمازيغية مغربية قابعة وسط جبال تسكنها فتيات يافعات ولا يدخلها إلا الرجال الذين يدفعون "ثمن المتعة"؛ إذ تحكمها زعيمة متمردة تحكم بمعاييرها، وتفرض قوانينها على الجميع خاصة بعد أن هجرت النساء المسنات القرية إلى ما وراء الحاجز الثلجي الضخم.

هذا الفيلم كان وراء شهرة هذه المخرجة الشابة بعد إدراجه في مهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورة 2003 قبل أن يحصد مجموعة من الجوائز في مهرجانات عالمية ومحلية للسينما، لكنه جلب لها مشاكل عديدة بعد اتهامها من قبل نساء في قرية نائية بجبال الأطلس المتوسط بتقديمها لهن "كداعرات" بعدما كن يعتقدن أنهن صورن في شريط وثائقي عن تقاليد المنطقة.

وأثار هذا الفيلم المغربي المختار للعرض ضمن قافلة "أسبوعي المخرجين"، ردود فعل قوية خاصة بعد عرض قضيته على البرلمان ومطالبة نواب بوقف عرضه في القاعات السينمائية لـ"تشويهه سمعة المغرب"، بينما اعتبره النقاد السينمائيون "فيلما من دون قصة" معيبين عليه استغلال براءة نساء مقهورات "تصور المخرجة أدق تفاصيل وجوههن على أنهن من محترفات الدعارة".

مشاركة

عدة مخرجين عرب ذاع صيتهم بعد مرورهم من تظاهرة "أسبوعي المخرجين"، من ضمنهم التونسي عبد اللطيف بن عمار الذي شارك بفيلمه "عزيزة" في دورة 1980، ومواطنه رضا الباهي الذي شارك بفيلميه "شمس الضياع"، و"الملائكة" خلال دورتي 1970 و1985، ونوري بوزيد، ومحمود بن محمود، ومفيدة تلاتلي المشاركين في التسعينيات تباعا بأفلام "بزناس"، و"شيشخان"، و"صمت القصور".

بعد عرض فيلم "سكر بنات" لمخرجته اللبنانية نادين لبكي ضمن فقرات تظاهرة سنة 2007، جاء الدور على "الحياة على الأرض" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، و"عرس الجليل" لميشيل خليفي، كشريطين عربيين مبرمجين هذا العام للعرض، إلى جانب فيلم "العيون الجافة"، لتشكل المشاركة العربية حوالي ثلث الأفلام المدرجة ضمن فعاليات هذه التظاهرة السينمائية بمناسبة الاحتفال بأربعينية ميلادها.

ويحكي "عرس الجليل" خلال حوالي ساعتين عن المختار شيخ قرية فلسطينية الذي يتوجه إلى حاكم إسرائيلي بطلب يحثه فيه على رفع حظر التجول عن القرية لضمان الاحتفال بزفاف ابنه؛ إذ يقبل الحاكم بذلك بعد مفاوضات عسيرة شريطة حضوره وجنوده للحفل كضيوف شرف وهو ما ينزعج منه المختار لحيرته حول كيفية تقبل أهالي القرية لهذا الاتفاق لتتوالد المشاكل بين أفراد العشيرة.

ويشكل شريط "الحياة على الأرض"، اختصارا لمراحل عودة مخرجه الموريتاني سيساكو من فرنسا حيث يعيش، إلى بلدة صوكولو للقاء أبيه؛ إذ اقتبس من الحادث وما عاينه أثناء تجواله بين أزقة البلدة دروسا لفيلمه عن العلاقات الإفريقية الأوروبية المتوترة على الدوام، من خلال قصة بطل الفيلم وعلاقته الخاصة بالفتاة "نانا"، التي يلخص مراحلها وتقلباتها في حوالي ساعة من الزمن.

حضور فرنسي

لم يقتصر الحضور الفرنسي خلال هذه التظاهرة على الجهات الساهرة على تنظيمها، بل تعدى ذلك إلى نسبة الأفلام السينمائية المدرجة، المشكلة لنصف الأشرطة التي تم اختيارها للعرض في المدن المغربية بما مجموعه  5 أشرطة بينها وثائقيان، فيما لم تمثل السينما البلجيكية والألمانية سوى بفيلمي "الوعد" للأخوين لوك وجون بيير داردين، و"أغيري، غضب الله" لوارنير هيرزوك.

ويتحدث الفيلم الوثائقي "جنوب" للمخرجة الفرنسية شونطال أكرمان الذي أنتجته في عام 1999، عن عنف عنصري تتجذر خصوصياته في أعماق الذهني وحيثيات الواقعي، ويحكي خلال ساعة و10 دقائق من الزمن عن حيثيات ومراحل رحلة إلى جنوب الولايات المتحدة تخيم عليها قصة مقتل جيمس بيرد جنيور المشنوق من قبل 3 شبان بيض.

ويتناول فيلم "لومومبا" لراول بيك خلال حوالي ساعتين حياة باتريس لومومبا بطل تحرير الكونغو الذي وجه شرارات حرب التحرير إلى الواجهة السياسية الدولية، فيما يحكي "أغيري، غضب الله" عن نزول غزاة إسبان للبحث عن "جنة الإلدواردو" واصطدام مغامرتهم بمستنقعات قبل تكوين فريق صغير للبحث عن مصب النهر بالاعتماد على قارب مشكل من خشب عائم.

وينقل شريط "شذى الطيور" للفرنسي ألبير صيرا، المشاهد إلى حياة 3 حكماء في صحارى من جليد ورمال، فيما يصور فيلم "إلدورادو" لمواطنه بولي لانير رحلة غريبة تجمع شخصين فاشلين يعبران بلدا جميلا يسكنه جنون فريد، ويحكي "الوعد" للأخوين داردين عن العلاقة المتوترة بين الأب المتاجر في الهجرة السرية والابن الميكانيكي في طور التعلم الذي يهوى "الكارتينك".

صحفي وناقد فني مغربي.

إسلام أنلاين في

15/03/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)