تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الأكشن والرعب هزما الرومانسية علي الشاشة

أشهر قصص الحب في الخمسينيات كانت بتوقيع عز الدين ذو الفقار

يهودي قدم لنا أول قبلة واختفي بعدها

يقدمها: محمد صلاح الدين

منذ ظهرت السينما في نهاية القرن التاسع عشر وهي تبحث في كل موضوعاتها عن قصص الحب التي يمكن أن تقدمها علي الشاشة لجذب الجمهور.. فمنذ البدايات الأولي وصناع الأفلام يعلمون أهمية التأثير العاطفي علي المشاهدين وهم يحكون قصصهم ورواياتهم المصورة والمتحركة علي الشاشة.. لذلك كان الحب وكانت الرومانسية هي الورقة الرابحة لكل الأفلام في كل العصور!!

ولكن ماذا حدث.. فجأة انقلب الحال في عصور اضطرمت بالعنف والمنازعات والحروب والصراعات.. فتركتنا وغابت عنا ورحلت.. وحطت بدلاً منها أفلام الرعب والعنف والمطاردات!..

وبمناسبة يوم الفالنتين الغربي "عيد الحب" الذي يحل علينا بعد غد.. نتذكر بعض روائع السينما المصرية الرومانسية..

... و"هابي فالنتين داي"..!

أول قبلة

انتجت السينما المصرية في بدايتها وبالتحديد في العشرينيات من القرن الماضي ثمانية أفلام كان خمسة منها رومانسية.. وهي "ليلي" عام 1927 وهو أول فيلم مصري روائي طويل فضلاً عن أنه الأول في انتظام الإنتاج والعرض السنوي. ثم تبعه "قبلة في الصحراء" والذي ظهرت فيه أول قبلة مصرية علي الشاشة وكانت بين بدر لاما وإيفون جوين. ومنها سرت العدوي بين الممثلين الذين اعتقدوا أن القبلة هي أهم ما يلزم الفيلم العاطفي. دون أن يعرفوا أن بدر لاما هذا كان في الأصل يهودي واسمه الحقيقي "بدرو لاماس" وكان يقلد الممثل الأمريكي "فالنتينو" تقليداً أعمي في أفلامه كلها حتي هاجر عام 1948 واختفي نهائياً!!

ثم توالت الأفلام العاطفية الأخري بظهور آسيا كمنتجة وممثلة وفاطمة رشدي وعزيزة أمير وأحمد علام الذين قدموا مجموعة من الأفلام الرومانسية الصامتة منها "غادة الصحراء" و"بنت الليل" و"فاجعة فوق الهرم".

وحين نطقت السينما في أوائل الثلاثينات استثمرت المطربين فكان الموسيقار محمد عبدالوهاب وفيلمه الشهير "الوردة البيضاء". ثم أم كلثوم بفيلم "وداد". ومنيرة المهدية بفيلم "الغندورة". ونادرة بفيلم "انشودة الفؤاد".. وتوالت الأفلام حتي اختتم عقد الثلاثينات بأشهر فيلم واقعي هو "العزيمة" اخراج كمال سليم 1939 ويتضمن أشهر المشاهد العاطفية ايضا بين البطل حسين صدقي والبطلة فاطمة رشدي أو فاطمة وسي محمد في بير السلم وفوق السطوح!!

ويجيء الاربعينات لتقدم السينما المصرية قصص الغرب ولعل أشهرها غادة الكاميليا بكافة المعالجات. ثم "غزل البنات" احدي تحف الريحاني وليلي مراد وأنور وجدي.. إلي أن تجيء فترة الخمسينيات وهي أفضل فترات السينما المصرية علي الاطلاق. خاصة بعد قيام ثورة 23 يوليو. فقدمت أشهر الأفلام الواقعية. ومعها أهم الأفلام العاطفية أمثال: "إني راحلة" للمخرج عز الدين ذو الفقار. و"الوسادة الخالية" لصلاح أبو سيف. و"رد قلبي" و"بين الاطلال" لعز الدين ذو الفقار ايضا.. ثم تتوالي الأفلام العاطفية من نوعية "شاطئ الغرام" و"زينب" و"عهد الهوي" و"الغريب" و"حسن ونعيمة" و"حكاية حب" و"عاشت للحب" وحتي "قيس وليلي" الذي افتتح عقد الستينيات ومعه "نهر الحب" و"أغلي من حياتي" والذي شهد قصة حب حقيقية - مثل أفلام السينما - وقعت بين شادية وصلاح ذو الفقار تزوجا علي إثرها في المشهد الأخير من الفيلم وكذا أشهر فيلم حب بين نور الشريف وبوسي في "حبيبي دائما" اخراج حسين كمال وأشهر حوار لكوثر هيكل!.

أفلام الضرب

وظلت السينما المصرية في عقودها المتوالية تقدم قصص الحب علي الشاشة. وتقدم معها المشاعر الفياضة وترسخ بها مفاهيم العاطفة والوجدانيات بين الناس.. ويخطيء من يحاول الخلط بين القصص العاطفية المجردة وبين الجنس أو الأغواء. وهو ما دعا كثيرا من المفكرين وأبرزهم عباس محمود العقاد للكتابة في نقد الأفلام من هذه الزاوية بأن يجب علي السينما أن تفرق بينهما. كما يتم التفريق بينهما في الحياة الواقعية.. وأن السينما عندنا لابد أن تكون لها خصوصيتها مثلها مثل السينما الهندية أو الصينية.. ولا داعي لتقليد الغرب في كل شيء!.

وصدق العقاد رحمه الله.. ولكن مرت الأيام والسنوات وغلبت المادة علي كل شي. حتي العلاقات العاطفية المقدمة علي الشاشة.. وغابت قصص الحب والرومانسية عن شاشاتنا كما غابت عن حياتنا.!

ويقول الخبراء عن سبب اختفاء أفلام الحب هذه الأيام؟

بأنه طبيعي أن تحل أفلام الأكشن والضرب والمغامرات محل الأفلام العاطفية. لأنه وكما يقولون "لا وقت للحب".. بينما كلنا نري أن العكس هو الصحيح.. لأنه المفروض أنه كلما ضاقت بنا المشاكل. كان الحنين جارفاً للعواطف والرومانسية. ولمشاهدة قصص الحب علي الشاشة.. بدليل أنها هي الموضوعات التي تحقق النجاح دائما علي الشاشة بشرط تقديمها بشكل فني متميز. وبصور صادقة وغير جارحة للكافة.. لذلك ستظل هذه الأعمال هي المطلوبة دوماً.. ولكن ضغط الحياة المادية للأسف يخفيها!.

الجمهورية المصرية

12/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)