تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

وطني.. كما رأيته في مائة عام

ماجدة موريس

> لابد أن تندهش وتعتبرها مفاجأة سارة لو رأيت هذا الفيلم (سحر ما فات في كنوز المرئيات) لأنه فيلم مهم ورائع ولكنك لن تراه إلا في أي تجمع أو محفل للثقافة والمثقفين.. أما دور العرض السينمائي فلايزال الأمر بعيداً جداً لأسباب متعددة أولها أنه لا يوجد دور عرض عامة في مصر يوافق أصحابها علي عرض أفلام وثائقية لأنها في رأيهم مش حتجيب فلوس.. مع انه حدثت مؤشرات مبشرة في الأعوام الخمسة الماضية عرضت فيها أفلام وثائقية وتسجيلية أوروبية ضمن أسبوع للفيلم الأوروبي في قاعات سينما جلاكسي، لكن هذا كان مرهوناً بشطارة المنتجة ماريان خوري في البحث عن جمهور ملائم أيامها، لكن الفيلم هنا مصري ابن مصري، يهم كل الناس من جميع الطبقات والأعمار لأنه يقدم لهم صورة الحياة في بلدهم في مائة عام، بالتحديد منذ اكتشاف فن السينما علي يد الأخوين (لوميير) في فرنسا عام 1895، وحيث أرسلا أحد المصورين العاملين معهما بعد عامين فقط إلي مصر عام 1897 ليسجل مشاهد من الحياة المصرية تعرض في باريس لتأكيد أهمية اختراعهما الجديد، وجاء (برومير) ليصور مصر في ذلك الوقت بالأبيض والأسود الجميل، الشوارع الخالية ومواكب الجمال وحراسها تعبر كوبري قصر النيل، وميادين القاهرة العريقة في بداياتها (سليمان باشا وميدان العتبة والأوبرا القديمة)، ثم موكب المحمل السنوي بكل زخمه والناس تودعه داعية الله أن تلحقه إلي الأراضي الحجازية، ومن القاهرة للإسكندرية، وقطارات مصر أيامها والريف البائس سريعاً، الهرم وأبوالهول والسياح أيامها يرتدون العقال ويركبون الحمير والقناطر الخيرية (الجديدة) في ذلك الوقت وجزيرة «الزمالك» وهي أرض ليس بها إلا النخيل قبل أن تصبح حياً، هذه الوثائق الغالية هدية من مؤسسة لومير لصانع هذا الفيلم المثير الدكتور مدكور ثابت، المخرج والكاتب والذي صمت طويلاً أثناء تقلده مناصب عديدة، ثم بدأ العمل في الفيلم علي مهل منذ عشر سنوات، توقف وأتعبته التكاليف، خاصة البحث عن الوثائق الفيلمية عن مصر خارج مصر في باريس ولندن حتي يقدم رؤيته لوطنه علي مدي مائة عام.. وهي رؤية قد نتفق أو نختلف معها، لكنك لن تستطيع كمشاهد انكار أهمية وقيمة هذا العمل الفني بالأساس، فسحر الوثيقة لا يلغي سحر السينما، بل يؤكده، ولقد أعاد مدكور ثابت في هذا الفيلم التأكيد علي أمور عديدة، أولها أهمية فن السينما التسجيلية والوثائقية في الحفاظ علي ذاكرة الوطن وتأكيده حضوره القوي وعمقه تجاه الأجيال الجديدة من المواطنين، وثانياً أهمية أن يقوم بهذا سينمائيون حقيقيون مبدعون لديهم وجهات نظر ورؤي تساهم في دعم تيار التنوير وفكره في المجتمع المصري اليوم وثالث أهمية الصياغة الفنية وجماليات الصورة والتعليق والمصاحبات الجانبية التي تضيف للفيلم جماله الخاص برغم كل ما يمتلكه من قوة الوثائق.. وبرغم أن التعليق هنا كان موجودا بكثافة من خلال صوتي الفنانين محمود الجندي ومحمد رفيق، وأيضاً صوت المخرج نفسه وهو يسرد أسماء شهداء «حرب فلسطين» عام 1948، إلا أننا لم نشعر بثقل التعليق وتقليل من قيمة الصورة إلا قليلا، خاصة مع مادته الغزيرة ونسيجه القوي الذي شارك فيه معه مدير التصوير السينمائي الفنان سعيد شيمي والمونتير محمد إبراهيم والموسيقار طارق شرارة.

خطوط العويضي

كما شاركت خطوط الفنان الراحل حامد العويضي في التيترات وما بينها في تأكيد البعد الزمني للعمل، أيضاً كانت هناك الوثائق النادرة للأفلام المصرية الأولي التي أخرجها (محمد بيومي) واكتشفها د. محمد كامل القليوبي والتي أضافت جزءا مهما للفيلم تلا البدايات اللوميرية، فرأينا مرحلة الدخول في الحدث السياسي من عودة سعد زغلول من المنفي عام 1923 واغتيال سيرلي ستاك ورحلة النحاس إلي لندن للمفاوضات حول الجلاء، وعيد جلوس الملك فؤاد، لينتقل الفيلم بعدها إلي وثائق أخري بريطانية ثم يعود إلي الوثائق المصرية، وعهد الملك فاروق ومنه إلي زمن ثورة يوليو 1952، وعبدالناصر الذي التقطته عيون المخرج وهو مازال بعد ضابطا مغمورا يقف في صف طويل أثناء تشريفه ومحمد نجيب يلقي خطابه الأول كرئيس للجمهورية، ثم عبدالناصر الزعيم، حرب السويس بعد تأميم القناة، والوحدة مع سوريا، والتأميم والهزيمة والموت ثم زمن السادات وأخيرا مبارك لقد توقف الفيلم بعد مشاهد منتقاة بعناية آخرها وصول مياه النيل إلي سيناء بعد افتتاح مشروع توشكي ليترك لنا كثيرا من ردود الأفعال علي صوت نجاة الصغيرة وعبدالرءوف علي في أغنية (وطني وصبايا وأحلامي) وكأنما أراد المخرج أن يؤكد لنا أن الفيلم ما هو إلا صورة الوطن في عيونه ليحسم جدلا كبيرا حول اختياراته، ولكنه في نفس الوقت يفتح أبوابا أخري للتساؤل حول هذه الصورة التي تعتبر شهادة علي العصر مؤكدة ومدعمة بوثائق ومعلومات غزيرة، ولكنها مع ذلك شهادة «غير محايدة» كما رأي البعض من حضور الفيلم في الأمسية الثقافية لقصر الأمير طاز مساء الجمعة الماضي وحضروا ندوته التي أدارتها الناقدة سوسن الدويك، بعضهم رأي المخرج منحازا لزمن عبدالناصر، وبعضهم رآه مهتما بالسياسة بعيدا عن الشأن الاجتماعي والثقافي لعموم المصريين، فهل يعتقد هؤلاء أنه باستطاعة أي فيلم أن يقول كل شيء مرة واحدة؟.. ومع ذلك فإن مدكور ثابت استطاع في فيلمه هذا أن يقول الكثير جداً، وأن يقدم الأكثر في رحلته المضنية للبحث عن الوثائق، وحيث قام بدور أشبه بعمل الجواهرجي الذي جمع أحجاره الكريمة من كل مكان ليعيد تركيبها وصياغتها في معمله باستديو مصر وليشهد من خلالها علي أحقاب عاشها المصريون وتعاملوا فيها مع أحداث وحكام ووقائع، ومن بينها حكاية مصر والمصريين مع فلسطين والطمع الاستعماري والصهيوني فيها. أول مستعمرة صهيونية.. في مصر..

مؤسس الصهيونية

> ضمن الصور المهمة التي كشف عنها الفيلم، صدر لتيودور هرتزل، المؤسس الفكري للدولة الصهيونية، وهو في زيارة مصر عام 1903 كسياسي نمساوي، وبعد رحيله بدأت المكاتبات بينه وبين سلطات الاحتلال البريطاني في مصر لتسفر عن إنشاء أول مستوطنة «صهيونية» علي أرض مصر في كوم امبو بالصعيد عام 1915 حضر من أجلها المهاجرون اليهود لتعميرها، ولكن الأمر توقف، أي التوسع الاستيطاني في مصر، عقب وعد بلفور عام 1917 باعطاء اليهود وطنا قوميا في فلسطين، فانسحبوا من كوم امبو ومصر، ويواصل الفيلم عبر وثائقه رحلة الجيش المصري بعدها إلي فلسطين لمحاربة الجيوش الصهيونية عام 1948، ووداعهم من الشعب ومن الملك، ثم العودة والشهداء الذين دفنوا في مقبرة خاصة، ثم يستمر ليقدم ضمن بنائه شهادة تبدو بالغة القيمة الآن فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية علي غزة وما وصل إليه الموقف من الكفاح ضد الصهيونية.

لقد توقف الفيلم قبل أيامنا هذه، لكنه ترك للمشاهد زادا يمكنه من التعايش مع ما هو قادم من أحداث باستحضار وثائق المئة عام أو بعضها، صحيح انه من الصعب أن تتذكر كل شيء في الفيلم، لكنك لا يمكن أن تنسي كل ما رأيته، والأجمل أنك كمشاهد تشعر بأنك تنتمي إلي هذا الذي تراه علي الشاشة، المكان والزمان والناس والزعماء والأحداث، بأي «نسبة» تراها، هذا غير مهم، ولكن الأهم أن يعيدك عمل ما إلي «السياق» وإلي الحضور علي خريطة التاريخ والوطن.. وقد فعل مدكور ثابت هذا بفيلمه الذي يؤكد فيه من جديد أنه لم يغب عن صناعة الأفلام إلا ليعود إليها بأسلوب وشكل مختلف.. ومؤثر.

الزعيم يكشف عن هوية بوبوس

احتفل الزعيم عادل امام ببدأ التصوير في فيلمه الجديد بوبوس وفي المؤتمر الصحفي الذي نظمته شركة الانتاج تكلم الزعيم عن سحر مصر و ريادتها في عالم السينما.

اعتقد الجميع قبل المؤتمر ان بوبوس هو اسم شخصية عادل امام في الفيلم ولكن كانت المفاجئة ان الدور يلعبه الطفل علي مصطفي متولي ولكن لم يتحدث مؤلف الفيلم يوسف معاطي عن اي تفاصيل تخص شخصيات الابطال وهم يسرا و اشرف عبد الباقي ومي كساب وعزت ابو عوف وحسن حسني وسامح حسين ونيابة عن عماد اديب منتج العمل الذي غاب عن الحفل بسبب سفره للخارج قدم يوسف معاطي في النهاية مخرج العمل وائل احسان.    

الأهالي المصرية

11/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)