تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ناصر عبدالرحمن:

أفلامي محاولة للعيش وسط هموم الناس

أسماء معروف

استطاع ناصر عبد الرحمن من خلال أربعة أفلام هي فوضي ، جنينة الأسماك ، المدينة ، حين ميسرة تعامل من خلالهم مع أكبر المخرجين و هم يوسف شاهين و يسري نصر الله و خالد يوسف أن يحقق نجاحا و شهرة قد يحتاج غيره زمنا طويلا لتحقيقها فاستطاع من خلال هذه الأفلام عرض موهبته و نجوميته التي فرضت نفسها علي الساحة السينمائية و للتقرب من السيناريست ناصر عبد الرحمن و التعرف أكثر علي مشوار حياته الفني الذي ساعده للوصول لهذا النجاح، كان لجريدة القاهرة هذا الحوار كيف كانت البداية؟- نشأت وسط عائلة أمي بشارع علي خلف في روض الفرج و كان والدي أساسا من الكوامل بسوهاج و قد تأثرت كثيرا بأهالي روض الفرج و استمرت ثلاث سنوات من عمري وسط أخوات أمي ثم انتقلت إلي والدي حيث كان منفصلا عن والدتي و منذ الابتدائية بدأت العمل مع والدي بمنطقة الجمالية فكان يملك محلا تجاريا بالقرب من سيدنا الحسين و قد ارتبطت نفسيا بشوارع الجمالية وتأثرت بأصالتها و تاريخ مصر القديم و كان لهذا العمل الفضل للتقرب أكثر من الناس و الإحساس بمشاكلهم ومعاناتهم اليومية ، و عندما انتهيت من دراستي بمعهد السينما قسم السيناريو حاولت التعبير عن معاناة هؤلاء الأفراد اليومية من خلال كتاباتي و هذا ما ظهر بشدة في أفلامي و كان لمحسن الزياتي أكبر الأثر في حياتي العلمية ثم كان لدكتور القليوبي أيضا فضل كبير علي فهو كان المشرف علي مشروع تخرجي العدد في الليمون و كان السبب في تقربي من يسري نصر الله و انتاج أول فيلم لي المدينة و أنا مازلت طالبا. نقطة تحول هل كان فيلم المدينة نقطة تحول في حياتك ؟ - فيلم المدينة تم عرضه عام 1999و اخذ العديد من الجوائز أهمها أربع مرات تكريم في مهرجان لوركان و لكن وقت عرض الفيلم ظهرت شائعات أن ناصر عبد الرحمن يقدم أفلاما سوداء و كئيبة و هذا لا يحتاجه السوق السينمائي الذي يبحث في ذلك الوقت عن الابتسامة مما أثر بالسلب علي الفيلم هذا إلي جانب أن الفيلم لم يأخذ حقه من الدعاية فقد تم عرضه في سينما واحدة و الأفيش كان مكتوبا باللغة الفرنسية والعرض كان قبل رمضان بأسبوع. بعد فيلم المدينة اختفيت لمدة خمس سنوات ! ما السبب؟بعد عرض فيلم المدينة ظهر انتقاد كبير لي و قيل إن أفلامي سوداء هذا جعلني ابتعد عن الساحة الفنية لمدة تصل أكثر من خمس سنوات قضيتها بعيدا عن العمل الفني إلي أن اتصل بي جابي الخوري عام 004 في أول الأمر ظننت أن الحديث سيكون عن فيلم جنينة الأسماك خاصة أني كنت انتهيت من كتابته مع يسري نصر الله و لكن فوجئت بأن خوري يقول لي ان المخرج يوسف شاهين يطلب مقابلتي فقابلت يوسف شاهين و كانت من اسهل المقابلات التي قابلتها في حياتي فسألني يوسف شاهين هل من جديد عندك فأخبرته قصة فيلم «هي فوضي فقال لي هذا الفيلم بتاعي وبعد ذلك كتبت المعالجة في أسبوعين و كتبت السيناريو خلال شهرين فقط و قد وفر لي شاهين مكتبا خاصا بالشركة حرصا منه علي سرية الموضوع و انتهيت من كتابة السيناريو وذهبت به ليوسف شاهين كان في ذلك الوقت مقرر سفره للإسكندرية و بالفعل أخذ السيناريو و اختفي لمدة شهر واستمرت حيرتي لمدة هذا الشهر حتي اتصل بي خوري و قال لي إن الفيلم سيتم إنتاجه استمر عمل يوسف شاهين في إخراج هذا الفيلم لمدة عام ونصف كانت من أمتع أيام حياتي والتي اكتسبت منها خبرات كثيرة. حديث الذات فيلم حين ميسرة ، هي فوضي ، دكان شحاتة ، صورة قاتمة للحياة في مصر !! و هذا النوع من الأفلام هرب منه الجمهور في التسعينيات مع أفلام محمد خان و علي بدر خان وخيري بشارة بحثا وراء الفكاهة فما أهمية هذه الأفلام وخصوصا أن دور السينما في حل مشكلات المجتمع غير معترف به الآن ؟ - السيناريو بالنسبة لي صوت من ليس له صوت أي محاولة لكي يكلم الانسان نفسه و يحاول فهم ما يدور حوله فنحن الآن نعيش زمن كل شيء يتغير فيه بسرعة رهيبة فما اعتدنا عليه في الماضي اختفي الآن فمثلا عندما ذهبت إلي سوهاج وبالأخص «الكوامل» حيث أصل عائلتي وجدت الحياة تغيرت تماما فلا يوجد أرض خضراء علي مدد البصر والإنسان أصبح معقدا و مليءا بالمشاكل فقد اختفت حياة الريف الهادئة المليئة بالدفء و الأمان ، هناك شيء حدث لا نعرف ما هو لذلك أحاول عن طريق أفلامي البحث عن أسباب واضحة للتغير و هذا ما نحتاجه الآن فأفلامي التي أقدمها هي فوضي و حين ميسرة و المدينة و دكان شحاته محاولة للعيش وسط هموم الناس فالإنسان المصري أصبح مهموما دائما و الابتسامة أصبحت بعيدة عن وجهه وسط الزحام والبحث عن لقمة العيش البعض اتهم «جنينة الأسماك» بأنه مفكك و غير مترابط ؟ -هذا غير صحيح فقد كانت الأحداث مترابطة بشكل رائع و يعتبر هذا الفيلم من أقرب الأفلام بالنسبة لي حيث يعبر عن التغيير الذي أصاب مجتمعنا الآن مما جعلنا نعيش في غربة لنسياننا ماضينا وتاريخنا والاعتماد علي أشياء مستوردة من الخارج وقد استلهمت فكرة الفيلم من مجلة «ميكي» من خلال باب المعلومات العامة وجاء فيه أن ذاكرة الأسماك عمرها سبع ثوان فقط، فالسمكة تستدير لتتوجه إلي مكان ولكنها تنسي الأمر فتستدير مرة أخري لتتجه إلي مكان آخر، مشكلة النسيان والذاكرة و التي يعاني منها معظم الناس هذه الأيام كتابات مهجورة كتبت العديد من الأفلام التي لم تنتج حتي الآن .. لماذا؟- أقوم بكتابة السيناريو و تقديمه إلي شركات الإنتاج و هنا تنتهي علاقتي به و بذلك عن أسباب التأخير لا استطيع تقديم سبب محدد فقد كتبت فيلم «غزال في شارع جامعة الدول» 1999 و الذي من المقرر ان يخرجه محمد ياسين و لكن أسباب عدم تنفيذه غير محددة و كذلك فيلم نزلة السمان و الذي يتحدث عن آثار المنطقة وكيفية التعامل معها و هذا الفيلم قام بشرائه هاني جرجس فوزي منذ أربع سنوات و لكن لم ينفذ و قدمت فيلم الغريق و الذي يصور اسباب هروب المواطن المصري إلي خارج البلد حتي و إن كان علي حساب عمره و هذا الفيلم يقوم ببطولته عمرو سعد و إخراج خالد يوسف و قدمت أيضا فيلم «ستر و غطاء» بالتعاون مع المنتج جابي خوري و إخراج عاطف حتاته و أخيرا و ليس آخرا فيلم المراهق والذي أقدم فيه قصة المراهق الذي تفرض عليه الأقدار مواجهة الحياة بكل أشكالها بمفرده و لم يتم الاتفاق عن تنفيذه حتي الآن. هل يعاني السيناريو من تراجع ؟ - السيناريو بحر عظيم ليس من السهل العوم فيه بل يحتاج للعديد من التدريبات و الخبرات لإنجاحه فيتكون السيناريو من ثلاثة أشياء ثابتة بالنسبة لي موهبة ، توفيق ، علم لذلك لابد ان يتوافر لدي السيناريست هذه العناصر من أجل كتابة سيناريو حقيقي هذا إلي جانب أن الاستقرار النفسي و الاجتماعي و الاقتصادي للكاتب يؤثر بشكل كبير علي ما يكتبه و اعتقد أن ازمة السيناريو مشكلة عالمية لا تخص مصر فقط بل العالم كله يعاني من عدم وجود مواهب في الكتابة لماذا دكان شحاتة ؟ - كتبت الغريق و لكن خالد يوسف طلب مني كتابة سيناريو دكان شحاته لتصويره قبل الغريق و يعبر الفيلم عن التغيير الذي نعيشه الآن فهو يحكي قصة أناس أصلهم من الصعيد استطاعوا أن يركبوا قطار التغيير فيتنازلون عن كل ما هو يرتبط بأصلهم والاندماج في حياة المدينة كما أنه يصور علاقة الإخوة مع بعضهم خلال مراحل التحول. ماذا تعلمت من تجربتك مع يوسف شاهين و يسري نصر الله وخالد يوسف ؟ -هذه الشخصيات أضافت لي الكثير فيسري نصرالله أول من تعاملت معه علمني كيفية الاستمتاع بالعمل الذي أقوم بتقديمه وضرورة التركيز في عمل واحد حتي أعطي له حقه و تقديمه بشكل مناسب أما يوسف شاهين علمني احترام السينما والسيناريو فكان من أكثر المخرجين احتراما للسيناريست و هذا يشجعك لتقديم أفضل ما عندك أما خالد يوسف فقد علمني أن النجاح أمر صعب و المحافظة علي هذا النجاح أمر أصعب منه فعلمني كيف أحافظ علي نجاحي .

جريدة القاهرة

10/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)