تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

«مقلب حرامية».. فى الحكومة والجماهير

منى الغازي

فى الماضى كانت أفلام الدراما الاجتماعية هى البوابة الرئيسية لتقديم النجوم الجدد وذلك للتمكن من استعراض امكانات النجم الصاعد أما فى أيامنا تلك فالقاعدة التى ابتكرها منتجو الكليبات السينمائية تعتمد على قيام شركات الإنتاج بتقديم النجوم فى أفلام اكشن كوميدى كما حدث لكريم عبد العزيز فى فيلم (حرامية فى كى جى تو) والسقا فى فيلم (شورت وفانلة وكاب) ولكن نجاح تلك الأفلام أكد الفكرة وجعل الأمور أكثر بساطة لدى المنتجين فالتوليفات المحفوظة المعلبة تسهل اللعبة ومن السوبر ماركت يمكنك سحب أى قصة عن جريمة نصب أو سرقة وتطعيمها باثنين من الأغبياء وثلاثة من أشرار الكارتون ليصبح لديك فيلم كوميدى اكشن تضع نجمك فى وسطه ومن حوله مجموعة من الوجوه المعروفة الخفيفة الظل وصور الفيلم ياله اكشن وربنا يستر يا يفرقع ويبقى السقا أو كريم يا يخبط فى شجرة زى رجب وشعبان ورمضان. 

فيلم اليوم نجم موسم إجازة نصف العام هو فيلم «مقلب حرامية» وهو النجم بشكل افتراضى على اعتبار انه الأكثر أسماء معروفة واكشن وكمان كوميدى أى يجمع بين اللغتين الأكثر شعبية وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من اللصوص يتم جمعهم من خلال "سيدى جابر" (صلاح عبد الله) لتنفيذ عملية سرقة وهم محمود عبد المغنى (سيد استك) الهجام اللى مالوش زى وشريف سلامة (صلاح سقاطة) خبير الكوالين العبقرى وماجد الكدوانى (توفيق الإرم) المتخصص فى أجهزة الإنذار والمراقبة واحمد السعدنى (زكى كود) أستاذ فك الشفرات بالكمبيوتر وينضم اليهم السائق الماهر (على تملي) "عمرو يوسف " إمبراطور الغرز والسرعة ويتعاون الجميع لتنفيذ العملية وتنضم لهم ايمان العاصى (شيرين) كمعاون لكود بعد إصابته وتنحصر العملية فى سرقه ورق بنكنوت واكلاشيهات الطباعة وطباعة بنكنوت سليم ولكن غير مثبت حكوميا ولكن الطمع يسيطر على (جابر) من جانب و(سقاطه) من جانب آخر ويموت الطيب ولكن الأشرار الكويسين ينتصرون فى النهاية. 

القصة للكاتب المنتج المخرج الموزع وائل عبد الله ويشاركه فى كتابة السيناريو الكاتب المخرج الإدارى رئيس مركز الإبداع وهيئه الفنون الشعبية والاستعراضية خالد جلال وهو التجربة الثانية لخالد بعد " تمن دسته أشرار" ويبدو أن التجربة الأولى اعتبرت ناجحة من وجهة نظر صناعها فأرادوا تكرارها فنحن هنا أمام نصف دستة أشرار بدلا من تمن ولان الفيلم كوميدى فالوحيد الذى لن تتعاطف معه الجماهير إذا سرق هو الحكومة إذن فلنسرق الحكومة ولان اسم (ساعة الصفر) دمه تقيل فان مقلب حرامية أفضل حتى لو كان غير موضوعى ويبدأ الفيلم بشكل مثير منذ اللحظة الأولى على نظام العظماء السبعة ونصف دستة أشرار فيقدم الأبطال فردا تلو الآخر كل منهم بطريقة تكشف عن مهاراته وقد كتبت ومثلت وأخرجت هذه المشاهد بسذاجة يحسد عليها صناع هذا الفيلم حتى إن أى كليب غنائى لشعبان أو سعد أو بعرور قد يتناول تلك المشاهد بشكل أكثر فنية وترابطا وعدا ذلك التقديم الباهت للشخصيات فان استغلالها فى تنفيذ العملية كان من السذاجة والبلاهة فالهجام (نط علشان يفتح الباب) والإنذار انفصل ب (حادى بادي) وعبقرى الكوالين (ضرب القفل بمفك) وحتى عبقرى الاكواد (اكتفى بضرب الأزرار لجهل كل صناع الفيلم بطريقة فك الاكواد والسائق الذى لن تتم العملية بدونه قام بقيادة السيارة بشكل عادى وبس حتى ما تمسكش رادار أما فاتنة العمل شيرين فقد جاء دورها مقحما بدون أى داع وحذفه من العمل لن يضر كما أن وجودها لم يفد سوى فى زيادة مساحة دور النجم سيد استك كما تفنن النص فى جمع كل ما هو تقليدى ومكرر من أحداث داخل الفيلم كما تم تكرار مجموعة من الألعاب مثل استخدام المنوم ولعبة الموت الوهمى وتفجير السيارة وكفاية كده على النص حتى لا ندخل فيما يعاقب عليه القانون. 

تعثر هذا الفيلم كثيرا حتى خرج إلى النور فقد كان من المفترض أن تقوم بإخراجه المخرجة ساندرا نشأت ولكنها اعتذرت فى ظروف غامضة وترددت أقوال حول قيام خالد جلال بإخراجه ثم سكت الكلام وعاد الفيلم للظهور بالمخرج سميح النقاش فى أول أعماله الإخراجية وبغض النظر عن أخطاء العمل الأول فان الفيلم لا يقدم للساحة سوى مخرج كليبات متوسط المستوى يمكن له أن يقدم كليبات لنجوم الصف الثانى وكفاية ويكفى أن كواليس الفيلم أفضل منه وذلك لان متعة مشاهده "الميكينج" تفوق متعة مشاهدة الفيلم. 

يعد الفيلم أول بطولة مطلقة لمحمود عبد المغنى وعن السبب فى تأخره بقيامه بالبطولة المُطلقة أكد محمود فى أكثر من حوار أن السبب الرئيسى يرجع إلى عدم اقتناعه بالأدوار التى تُعرض عليه، وأنه يريد أن تكون أول بطولة مُطلقة من خلال عمل قوى يترك بصمة واضحة وبالتالى يدفعه إلى الصف الأول وها هو العمل قد اتى ولكن إذا كانت تلك وجهة نظر محمود عن الأعمال القوية فليبحث من الآن عن مستشار فنى خاص ليختار بدلا منه، أما باقى أفراد عصابة الفيلم فقد اخذ كل منهم جانبا واهتم به على حساب باقى جوانب العمل فأحمد السعدنى اهتم بالشكل على حساب المضمون وماجد الكدوانى اهتم بان يكون الأخف فسقط فى امتحان الإفيه أما شريف فلم يهتم بشيء على الإطلاق سوى بمشهد واحد يمثله وحده، أما إيمان العاصى التى ظهرت بعد أن ترددت الأخبار حول مُشاركة زينة فى بطولة الفيلم ولكن بعدما قدمت إيمان العاصى فيلم مسجون ترانزيت مع شركة أوسكار أصبحت احدى نجماتهم وإذا كانت هنا نجمة العمل إلا أنها فى النهاية لا تمثل أياً من أركان العمل على الإطلاق أما زعيم العصابة (صلاح عبد الله) فيبدو انه دخل دوامة حسن حسنى ولطفى لبيب وهى دوامة العمل الكثير والفن القليل، رغم ضعف جميع النواحى الفنية إلا انه وجب التنويه عنها لان مجموعه العمل فيها للأسف من رجال السينما الجيدون فنجد مدير التصوير هشام سرى هنا دون مستوى تلاميذه ومهندس الديكور الفنان محمد مراد فى غير حالته بل أسوأ من مشاريع معهد فنون مسرحية وتكفى مشاهد حفر النفق (عيب خالص) وقد جاء اختيار المونتيرة سلافة نور الدين موفقا متناسبا مع حالة الكليب الفيلمى لبراعتها فى مونتاج الكليبات الفيلمية والميكنج ولكن ليس السينما والكارثة الكبرى كانت فى الموسيقى التصويرية لمصطفى الحلوانى والتى كان من الأفضل والأرخص عمل إعداد موسيقى من الأعمال العالمية بدلا من ذلك التخبط الموسيقى غير الواعى. 

فى النهاية نحن أمام عمل لا يقدم لكل صناعه ولا استثنى منهم أحدا سوى خطوة للخلف ولا يقدم للجمهور سوى مقلب. 

العربي المصرية

09/02/2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)