تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

دراما مرئية

الشقة 77

 د. حسن عطية

 ليس من عادة هذه الزاوية التعرض للأفلام الروائية الطويلة التي تعرضها دور السينما، فلها فرسانها البواسل، غير أن مادفعنا للاقتراب هنا من هذا الفيلم، هوالقضية المجتمعية التي حاول أن يقترب منها، وهي ضمن القضايا التي تنشغل بها هذه الزاوية دوما، وبخاصة مايهز بنيان هذا المجتمع ويخلخله علي أرضية شبابه، فضلا عن كونها تجربة جديدة لمجموعة موهوبة من الشباب في نفس السن الذي تظهر به شخصيات الفيلم، وتعيش ذات الهموم والاحاسيس التي تعيشها، مما يتطلب الاحتفاء بها، ويمثلها كتاب سيناريو الفيلم الاربعة »أمين جمال«و »عبد الله حسن«و »أكرم البرديسي«و الذين كتبوا سيناريو الفيلم العام الماضي وهم بعض طلاب: الأول والثاني بمعهد الفنون المسرحية، والثالث بكلية الإعلام، ورابعهم ابن المنيا الكاتب والمخرج المسرحي الشاب »خالد أبو بكر«، فضلا عن المخرج »هاني جرجس فوزي« المنتج الذي قرر أن يكون مخرجا مع هذا الفيلم.

 والفيلم محاولة لعرض شريحة من شباب هذا المجتمع، من فئة طلاب الجامعة، الذين تجمعهم الظروف داخل شقة أحدهم، سمحت له هذه الظروف أن يكون لاسرته شقة قديمة بحي شبرا، تركتها له ليذاكر فيها مع زملائه، فاستغلها في تجميع موبقات شباب اليوم تعاطي المخدرات وممارسة الجنس دون ضوابط، وكلاهما من أخطر مايواجهه شبابنا بعد أن فقد انتماءه لوطنه وتمسكه بالعلم، وبعد أن تخلخل بناء العائلة التي هي ركيزة التماسك في المجتمع ومحور قيم طبقته المتوسطة، وغابت قيمة العلم بعد أن صار شهادة يجلس الحاصل عليها علي المقهي انتظارا لوظيفة تافهة.

 كان من الممكن لهذا الموضوع أن يكون ذا أهمية علي الشاشة، لو لم ينقل المخرج ومصمم ديكوره »نهاد بهجت« أجواء شقة شبرا متوسطة الحال، إلي شقة فخمة بحي الزمالك، تنفصل بما يجري فيها عن هموم القطاع الاكبر من شباب اليوم، وتعجز عن ملامسة قضية التفكك الاسري، وما تصوره الفيلم من غياب الرقابة علي الابناء المؤدي لفسادهم، فضلا عن اختيارات المخرج لمجسدي أدوار فيلمه: أحمد فهمي وماريا ودوللي شاهين وعلا غانم، الذين حولوا الفيلم الي مجموعة من الكليبات المصورة لصالح مطربيه، ومجموعة من المشاهد المثيرة لفاتناته، تتخللها مشاهد عابرة تتحدث عن انشغال الآباء عن أولادهم بالعمل بالخليج أو بالوطن طوال اليوم، لجمع المال الذي يساعد الابناء علي التعلم والحياة الكريمة، بينما هم مشغولون بتعاطي المخدرات والانغماس في الرذيلة والفشل بالتالي في الجامعة، وهو مايبدو ماجعل صناع الفيلم يغيرون اسمه من (الشقة ٧٧) إلي (بدون رقابة) إحالة الي معني غياب رقابة المجتمع عليهم، دون أن ينجحوا في تقديم تحليل دقيق لواقع المجتمع وأسره وشبابه، فليس كل الآباء غيرقادرين علي متابعة حياة أبنائهم، حتي داخل الفيلم ذاته، بل ثمة أسباب أخري كثيرة للتفكك الأسري والتحلل الطبقي والانهيار المجتمعي.

من الواضح أن »هاني جرجس فوزي« يمتلك أدواته كمخرج محترف، يبدو ذلك جليا علي الشاشة، وكان من الممكن أن نري معه ومجموعة كتاب السيناريو الشباب الموهوب فيلما راهنا علي مستوي فيلم (أحنا التلامذة) الذي أخرجه »عاطف سالم« منذ نصف قرن، غير أن المنتج داخله جعله يصنع فيلما يغازل شباب اليوم، ويغرقه داخل صالة السينما في نفس الدوامة التي يقول بعنوان فيلمه أنه يحذر منها، حيث مشاهد الجنس والمخدرات هي القاسم المشترك الاعظم في الفيلم، وليس قضية غياب رقابة المجتمع وانشغال الآباء عن فلذات أكبادهم.

أخبار النجوم المصرية في 29 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)