تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

بحب السينما

فكرة جيدة أفسدها السيناريو

بقلم : ايريس نظمي

فكرة جديدة.. هي ما يجري علي الساحة المصرية من اعتصامات ومظاهرات يقوم بها ثلاث شرائح من الناس. تبدأ ببعض الشباب الضائع الذين يريدون التغيير.. لكنهم لايعرفون ما الذي يريدون ان يغيروه.. يتزعمهم »رامي الاعتصامي«.. أو أحمد عيد.. ابن رجل الأعمال المعروف. اما الشريحة الثانية فهي سكان العشوائيات الذين هدموا منازلهم دون ان يوجدوا لهم بديلا عن المسكن فيجدون أنفسهم فجأة في العراء لايعرفون ماذا يفعلون.. أما الشريحة الثالثة فهي الجماعة المحظورة المتشددة التي تصدر فتاويها دون منطق.

الفيلم اسمه »رامي الاعتصامي« كتب له السيناريو لؤي السيد وهي المرة الأولي له.. أما المخرج فهو سامي رافع في أول عمل له.

يبدأ الاعتصام بالشباب الذي يتواجد أمام مكتب رئيس الوزراء ليقيموا تحته يتزعمهم هذا الشاب رامي.. وحين يسألونهم ما الذي تريدونه يقولون »التغيير« لكن ماهو التغيير بالنسبة لهذه الفئة من الشبان من العاطلين الذين يعتمدون علي ثروات الأباء.. ويقيمون السهرات علي سماع الموسيقي وتدخين الحشيش.. ومن منطلق »السلطنة« فهم يطالبون بتغيير النشيد الوطني.. وتغيير شكل العلم المصري.. يطلب منهم مكتب رئيس الوزراء عمل النشيد الذي يريدونه »آخر مسخرة« وفيما يسألونهم عن شكل العلم الجديد يطلبون تغيير ألوانه. اما سكان العشوائيات فيجدونها فرصة للاعتصام معهم.. وهو ما يحدث ايضا بالنسبة للجماعة المحظورة.. يفترشون الأرض أمام مكتب رئيس الوزراء.. ويقوم رامي بتدبير الغذاء اللازم لهم.. معتمدا علي أبيه الثري الذي يمده أحيانا بالمال لكن غالبا ما يرفض بحجة انه ولد صايع هو وأصدقائه فهو يريد له ان يكون امتدادا له في أعماله.. لكن الابن »ولا علي باله«.. فالديمقراطية التي منحت لهم يستغلونها استغلالا سيئا بأفكارهم الغوغائية.

يقوم التليفزيون والقنوات الفضائية بتصويرهم وعمل لقاءات مع زعيمهم »رامي«.. تفرح الأم حين تري ابنها علي شاشة التليفزيون.. لكن الأب يرفض ما يفعله ابنه.. الي ان اتصل به مسئول المعونة الامريكية في مصر ليساهم معهم في هذا الاعتصام فيغير الأب تماما من موقفه الي العكس.. ويصرف ببذخ علي هؤلاء الاعتصاميين.. يحس رئيس الوزراء بهذا الخطر الغوغائي فينزل اليهم ليلقي عليهم موعظة وهي اذا كانوا يحبون بلدهم فعلا فلا يقومون باعمال التخريب والفوضي.. ويجب ان يعمل كل واحد منهم.. ومع النهاية نري التغيير بالنسبة لرامي وزملائه.. فقد اصبح رئيسا لمجلس ادارة الشركة التي يملكها الأب.. كما يعمل اصدقاؤه في نفس الشركة..

وكما قلت ان فكرة الفيلم جيدة.. لكن ماذا فعل السيناريو والاخراج برامي الاعتصامي.

لقد فشل السيناريو المترهل في معالجة الفيلم.. وفشل في ان يجمع هؤلاء الغوغاء في بوتقة واحدة فنري اننا امام سلبيات لايربطها ببعض هدف معين.. وان كل منها يصلح ان يكون فيلما..

وكان ممكنا ان يتجنب ذلك بموضوع واحد هو موضوع الشباب الذي لا يعرف ماذا يريد.. اما سكان العشوائيات الذين تهدمت عششهم فيستحق فيلما اخر وهو ما قدمه خالد يوسف من قبل في »حين ميسرة«.. وهكذا ايضا بالنسبة للجماعة المحظورة.. ولم يستطع المخرج تضفير هذا السيناريو مما افسدوا عنصري المتابعة والتشويق.

اما الموعظة التي ألقاها رئيس الوزراء مع الشباب الذين استطاعوا ان يغيروا انفسهم فلم تكن منطقية.. ومن غير المعقول ان يتغير هؤلاء الشباب بكلمة يلقيها رئيس الوزراء بشكل مباشر.

واذا كان الفيلم قد استطاع ان يحل مشكلة هؤلاء الشبان الأثرياء.. فماذا فعل بالعاطلين من الفقراء.. الذين ليس لديهم مشكلة.

وماذا فعل لهؤلاء العشوائيين الذين يمثلهم »ريكو« الذي لم يجد مكانا يتزوج فيه من حبيبته »آتين عامر« لانه لا يملك غير عشة فوق السطح وحتي هذه العشة أزيلت..

اما بالنسبة للجماعة المحظورة فقد كانت دخيلة علي الموضوع.. وتستحق وحدها فيلم اخر.. لذلك اتسم الفيلم بالتشتت والتشويش.

ان تغيير موقف الأب من الابن مرة واحدة بعد ان تحدث اليه مسئول المعونة الامريكية غير منطقي.. لينفق بسخاء علي حفنة من الشباب الضائع.. وهل كان الشباب ينفعهم هذه الموعظة المباشرة لكي يستقيموا.. واذا كان الفيلم قد ساهم في حل مشكلة الشباب من الأثرياء فما الذي فعله مع سكان العشوائيات الذين وجدوا انفسهم بين يوم وليلة في الشارع.

ان المشهد الوحيد في هذا الفيلم الذي ترك اثرا هو مشهد جندي الامن المركزي الذي ترك اهله وزوجته وابنائه في بلدته ليقف طوال اليوم علي رجليه سواء في حر النهار او برودة الليل وهو لايعرف لماذا يقف.. وسؤاله لرامي عن سبب الاعتصام.. وحين يعرف السبب يرد: وهل هذا يستحق ان يقف طوال اليوم؟.. ويستعير منه المحمول ليتحدث الي زوجته بلهفة وشوق.

اما بالنسبة للممثلين.. فان احمد عيد لم يكن له أي حضور.. فلم نستمتع به ككوميديان ولا كزعيم لهؤلاء الذين لايعرفون ماذا يريدون.. ويجب ان يغير احمد عيد جلده بانتقاء السيناريوهات الجيدة التي يمكن ان تصنع منه نجما.

وأري ان حسن حسني يكرر نفسه في كل فيلم.. نفس الأداء ونفس العصبية.. لم نشعر انه اب ولكنه مجرد »بنك«..

اما »ريكو« والمفروض ايضا انه كوميديان او ما شابه ذلك.. فان كل ما فعله لجذب رامي ان ارتدي ملابس بائعات الهوي اللاتي اندثرن من مصر ليتصيد رامي من علي الرصيف.. وما أسهل ما يرتدي الممثل ملابس النساء من اجل الضحك.. وحين يحاول تقبيله يكتشف الحقيقة!

اما احمد راتب رئيس الوزراء فقد قدم الشخصية بشكل هزيل لايتناسب مع حجم رئيس الوزراء.

كان يمكن لهذا الفيلم ان ينجح اذا قدم له سيناريو جيد واخراج يتفادي ضعف السيناريو.. فلا هو فيلم كوميدي ولا هو فيلم جاد!.

أخبار النجوم المصرية في 29 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)