تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

حملة جماهيرية من خمس دول عربية

هل يفقد عادل إمام جمهوره بسبب غزة؟

خالد يونس

هل يفقد عادل إمام جمهوره العربي ومكانته كنجم يحقق أرقاما قياسية في الإيرادات من الدول العربية؟

هذا السؤال يثير قلق العديد من الموزعين المصريين لأفلام الزعيم، خاصة بعد تصاعد الهجوم عليه من دول عربية كثيرة، ومنها: سوريا، والكويت، والجزائر، ولبنان، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من الجمهور المصري.

وكان عادل إمام الذي يشغل منصبا شرفيا -سفير النوايا الحسنة لمفوضية شئون اللاجئين- قد خرج على الإجماع الذي شهدته الساحة الفنية تجاه العدوان الإسرائيلي، سواء برفض هذا العدوان، أو بالتضامن مع فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة حماس في مواجهة هذا العدوان؛ وذلك عندما ألقى باللوم على حماس وحملها مسئولية العدوان الإسرائيلي على القطاع، ومقتل المدنيين فيه، وسخر من المظاهرات التي تجوب أرجاء العالم منددة بالهجوم ومناصرة لأهالي غزة، وذلك في حوار أجرته معه إحدى الصحف المصرية اليومية، كما غاب عادل إمام عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة الممثلين المصريين تضامنا مع غزة، ورفضا للعدوان.

دهشة

وقد أثارت تصريحات "الزعيم" دهشة واستغراب واحتجاج زملائه من الفنانين المصريين، فقال عنه الفنان المصري عبد العزيز مخيون: إن "عادل إمام نصب نفسه منذ فترة متحدثا باسم نظام مبارك، وهو معروف بولائه للسلطة أيا كان من يرأسها"، ووصفه بأنه "شخص اشتهر بالصدفة في زمن أسود تحكّم فيه السماسرة والتجار بالفن والإبداع".

كما رفض نقيب الممثلين المصريين الدكتور أشرف زكي موقف عادل إمام؛ "لأن البديل عن عدم الخروج بالتظاهرات والوقفات هو الصمت ومن ثم الانفجار".

وأثارت تصريحات عادل إمام الغضب أيضا في عدة دول عربية، منها: سوريا، والأردن، والجزائر، والكويت، ولبنان؛ حيث قالت صحيفة الشروق اليومية الجزائرية: إن "الكوميدي عادل إمام (69 سنة) تحوّل إلى ناطق رسمي باسم الرئيس المصري؛ إذ دافع عن موقف رئيسه وهاجم حماس في ذروة معركتها لمواجهة العدوان الإسرائيلي".

وأكدت الصحيفة أن عددا من الفنانين الجزائريين طالبوا بمقاطعة أعمال عادل إمام، خاصة الجديدة منها، ونقلت عن الفنان الجزائري حكيم دكار قوله: إن "عادل إمام سقط الآن من قلوبنا مثل أوراق الخريف، وإنه لم يحترم جثث الأطفال الأبرياء، وهو بتصريحه سبح ضد تيار الشعب المصري وحتى الفنانين المصريين".

كما انتقد العديد من الفنانين والكتاب السوريين تصريحات عادل إمام على خلفية الحملات الإعلامية المتبادلة التي جرت بين القاهرة ودمشق أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.

السفارة في العمارة

وقالت عنه صحيفة السفير اللبنانية: تعيدنا تصريحات عادل إمام بقوة إلى وقائع فيلمه "السفارة في العمارة" لتثير أسئلة عن مدى تطابق شخصيته الحقيقية وشخصية المهندس التي أداها في الفيلم، المهندس الذي عاد إلى مصر ليجد مقر السفارة الإسرائيلية في العمارة التي يمتلك إحدى شققها، ولكنه لا يعتبر أنه في مشكلة إلى أن يجد نفسه وبدون قصد جزءا من تظاهرة تندد بالتطبيع مع الصهاينة، وتنادي بسقوط الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أن أعجب بمدرسة شابة يسارية رغب بقضاء ليلة حمراء معها، ولكنها استدرجته من دون قصد إلى التظاهرة؛ ليصير بدون قصد رمزا شعبيا لمقاومة التطبيع مع إسرائيل.

وفي تعليقها على تصريحات عادل إمام قالت الكاتبة الكويتية عواطف الزين: إن عادل إمام "خرج عن الإجماع الفني والجماهيري وأعلن موقفا مغايرا ما كنا ننتظره منه أو نتوقعه، خصوصا أنه يقوم بدور إنساني من خلال اختياره سفيرا للنوايا الحسنة من أجل اللاجئين أو المشردين في هذا العالم، لكن ما قاله يتناقض مع هذا الدور، وتصريحاته الأخيرة لا تمت إلى المنطق بأي صلة؛ لأنها تظهره كأنه يبيع جمهوره بموقف، فيحاكم الضحية ويساند الجلاد".

الفيس بوك

وامتدت حملة الانتقادات اللاذعة لتصريحات "الزعيم" إلى غرف "الفيس بوك"؛ حيث قرر عدد من الشباب العرب عمل أكثر من جروب على الفيس بوك وأطلقوا عليها عدة أسماء معادية لموقف عادل إمام، فهناك جروب اسمه: "مقاطعة عادل إمام"، وهناك آخر بعنوان: "عادل إمام باع ضميره"، طالب فيه المشتركون في الجروب بمقاطعة أعماله الفنية، سواء كانت سينمائية أو مسرحية.

ولم يقتصر الأمر على مقاطعته فقط، بل وصل الأمر إلى حد اتهامه بالخيانة، والمقارنة بينه وبين المغني الأمريكي الشهير مايكل هارت الذي قدم لغزة واحدة من أجمل أغنياته وضعها على موقعه مجانا، وجعلها متاحة مع فيديو مصور عن العدوان على غزة في اليوتيوب، مستشهدين بموقعه على الإنترنت.

وخرجت أصوات قليلة تدافع عن عادل إمام منها الصحفي عبدالرحمن الراشد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط سابقا والمدير الحالي لقناة "العربية"؛ حيث اعتبر في عموده بجريدة الشرق الأوسط أن ما قاله عادل إمام "هو رأي الكثير من الفلسطينيين"، واعتبر أن "العديد من الفلسطينيين مثل عادل إمام يفضلون الامتناع عن خدمة الإيرانيين وغيرهم في المنطقة".

الطريف أن عادل إمام يقوم بالتحضير لفيلم سينمائي جديد تدور أحداثه في غزة عن رجل أعمال مصري يعود من فلسطين بعد فترة يقضيها في غزة، وبعد عودته يلتقي أربعة شباب يشاركهم مشروعا تجاريا يسافرون من أجله إلى سوريا، ولبنان، والسودان، والعراق، ويعودون محطمين شاعرين بالخسارة واليأس، في إشارة لحالة التمزق التي تجتاح العالم العربي.

صحفي مصري 

إسلام أنلاين في 19 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)