تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مشاهد لا تنسى من حرب الإبادة التي شنتها عصابات الهاغانا اليهودية

السينما السورية شاهد على وحشية المجزرة الإسرائيلية

دمشق- سامر إسماعيل

تجاهر الصورة السينمائية السورية بوثيقة بصرية دامغة عن المجزرة الصهيونية النازية وليس خافيا على أحد أن الفيلم السوري كان له المساحة الأكبر في الحديث عن الأرض التي اغتصبتها إسرائيل ذات وطن وهي إذ تكون خالصة الأداء سوريا في أحيان كثيرة تعود لتكون نتيجة جهد جماعي أحيانا أخرى على مختلف المستويات الفنية من إخراج وتمثيل وكتابة أو أحيانا على صعيد الجهة المنتجة.

ولن يكون من الصعب اليوم على هذه السينما التي اثبتت حضورها في المهرجانات العربية والدولية أن تقدم اليوم وثيقة أكثر أهمية ومادتها في ذلك المشهد العريض من المواجيز الاخبارية التي تنقل القتل اليومي لابنائنا في غزة من قبل آلة الحرب الاسرائيلية وهي بذلك سيكون لها دور ريادي ولاول مرة في صياغة فيلمها الاحدث مما تبثه شبكات التلفزة العربية والدولية لصور الاطفال الذين قتلتهم التكنولوجيا الحربية الصهيونية بدم بارد.

وهذا ماجرى حين طالعنا الفيلم السينمائي السوري بمشاهد لا تنسى من حرب الإبادة الجماعية التي شنتها عصابات الهاغانا اليهودية على عرب فلسطين وذلك في وثيقة حية لا يمكن تكذيبها للمخرج اللبناني برهان علوية في فيلم "كفر قاسم" عن قصة للأديب السوري عاصم الجندي "أنتجته المؤسسة العامة للسينما في سورية عام 1974 ولا يمكن لمن شاهد هذا الفيلم إلا أن يتعرف على عنصرية الكيان الصهيوني.

ولهذا جاء فيلم برهان علوية ردا على المزاعم الإسرائيلية بأن هناك أخطاء في تنفيذ الأوامر من قبل منفذي مذبحة كفر قاسم 1956 المجزرة الأبشع في تاريخ الصهيونية لينقل لنا المخرج مشاهد تصل إلى درجة عالية من الوثائقية المقدمة على خلفية روائية سينمائية، فمن يستطيع أن ينسى مشهد إنزال عائلات العمال الفلسطينيين من الشاحنات من قبل الجنود الإسرائيليين وإعدامهم بالرصاص أطفالا ونساء ورجالا من يستطيع أن ينسى وجه الأم الفلسطينية وهي تتوسل العريف هوفر أن لا يطالها بأذى تحديدا في اللقطة القريبة لوجه الأم والعريف الإسرائيلي ذي الوجه الذئبي المتعطش للدماء.

كما أن المشهد الذي يبدأ به مخرج كفر قاسم فيلمه كان دليلا دامغا على وحشية مبيتة لدى الإسرائيلي حيث بدا ذلك واضحا أن اعترافات العريف هوفر بكراهيته للعرب ورغبته في قتل المزيد من النساء والأطفال الفلسطينيين ما أثار ضجة إعلامية هائلة لدى عرضه في أوروبا وكان فرصة لدحض الدعاية الصهيونية الكاذبة والمضللة فتمكن من التأثير على الرأي العام العالمي من خلال اللغة البصرية العالية التي استفادت من الموضوعية السينمائية المدعمة بالأدلة الوثائقية عن وقائع المجزرة الإسرائيلية.

وفي عام 1972 كان فيلم المخرج المصري توفيق صالح علامة فارقة في إنتاج القطاع العام للسينما السورية حيث حقق فيلم المخدوعون عن رواية الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني "رجال تحت الشمس" صدمة كبيرة لدى النظارة في الوطن العربي والعالم والفيلم الذي يتعرض لحياة ثلاثة من الفلسطينيين الذين يحاولون الفرار إلى الكويت داخل صهريج سيكفي تماماً لتبيان درجة اليأس التي وصل لها الإنسان الفلسطيني فمستوى العيش الذي وصل إليه كان كافياً للإقدام على أي مجازفة.

ولعل المشهد الذي لن ينساه جمهور السينما العربية هو أيدي الرجال الثلاثة" محمد خير حلواني عبد الرحمن آل رشي بسام لطفي" المرفوعة إلى فوق محاولة دفع غطاء الصهريج بعد أن انشوت أجسادهم في جحيم الصهريج وعلى مدى ساعاتٍ طويلة من السفر عبر صحراء مشمسة ولانهائية.

ولابد من الإشارة هنا أن المخدوعون عن الرواية نفسها لكنفاني كانت بتوقيع آخر وعبر ثلاثية اللقاء لمروان مؤذن، وميلاد لمحمد شاهين والمخاض لنبيل المالح الذي أخرج فيلمه الروائي القصير إكليل شوك عام1969 وكان عن القضية الفلسطينية ايضا.

وفي المشهد الأكثر إيلاماً وميلودرامية يصور المخرج الإيراني "سيف الله داد" في فيلمه المتبقي المأخوذ عن رواية غسان كنفاني عائد إلى حيفا حيث تقع الضفة الغربية في أيدي الإسرائيليين مشهدا استعاديا من الرواية لنرى جموع الناس في حيفا 1948 وهي تركب الزوارق هرباً من العصابات اليهودية التي أتت على كل شيء، ليفاجئنا "داد" بالمشهد الذي أداه كل من الفنان"جمال سليمان سعيد والفنانة السورية "جيانا عيد صفية الزوجين اللذين يقتلا بينما يحاولان عبثاً الوصول إلى البيت حيث طفلهما الرضيع يطلق بكاءً عالياً في مهده الأول.حيث يموت الأب على بعد خطوات من زوجته التي تحاول النهوض بعد كل رشقة رصاص.

بدوره يتعرض المخرج السوري "محمد ملص" عبر ثلاثية الذاكرة المستعادة والشخصية والمشتهاة لفترة مهمة من نضال الشعب الفلسطيني عبر شخصية علا الله في فيلمه الليل إنتاج المؤسسة العامة للسينما1992" بتصوير المجاهدين الفلسطينيين الذي يسافر معهم بطله"علا الله" إلى فلسطين للمشاركة في ثورة القسام ليعود بعدها إلى القنيطرة.ولا غرابة أن يهدي محمد ملص فيلم الليل للذين جاهدوا في سبيل فلسطين وماتوا بصمت.

فالقنيطرة التي ترعرع في حاراتها وأزقتها هي من أكثر المدن التي عايشت عن قرب نكبة ال 48 ونكسة ال67، وما كان لهذين الحربين من أثر بالغ لدى الجمهور العربي بمعناها السياسي الأشمل.

العرب أنلاين في 19 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)