تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

عادل إمام ومريدوه في نكبة رأس السنة:

عار العنصرية السياسية!

محمد منصور

أطل عادل إمام في سهرة رأس السنة، على شاشة قناة 'الحياة' المصرية... التي استضافته في سهرة مطولة، أدار الحوار فيها الفنانان الكوميديّان أشرف عبد الباقي وأحمد آدم... فكنا أمام مادة تبدو للوهلة الأولى ذات بريق احتفالي مثير للاهتمام، لكن من يتابع مجرياتها، سرعان ما سيكتشف أنها لا تقدم في المحصلة، سوى حوار ارتجالي، هو أشبه بدردشة مفتوحة، ذات طابع استظرافي مسكون بهاجس البحث عن (الإفيه) الكوميدي أكثر من أي شيء آخر!

هالة كبيرة من الاحترام المبالغ به، عامل بها أحمد آدم وأشرف عبد الباقي زميلهما الأقدم عادل إمام.... إلى درجة صورت اللقاء على أنه حدث استثنائي لا يتكرر إلا مرة كل عقود... أو ربما مرة في العمر... لكن عادل إمام لم يبخل بالمقابل بشيء من المديح الأبوي لزميليه الشابين، الأمر الذي دفع جمهور الصالة للتصفيق له بحرارة، وكأنهم كانوا يشجعونه على تواضعه، أو ربما يأملون منه بمزيد من هذا التواضع الثمين!

أشرف عبد الباقي كان أكثر حرفية، في إدارة الحوار من زميله أحمد آدم، بسبب تجارب عبد الباقي العديدة في تقديم برامج الحوارات التلفزيونية مع زملائه النجوم... أما أحمد آدم، فقد أراد أن يظهر بمظهر التلميذ النجيب، وهو يخاطب عادل إمام بـ (ريّس) وهي الكلمة التي يخاطب بها المصريون رئيس الجمهورية... ثم وهو يزاود على عادل إمام، في مداخلات متملقة، كانت تهدف على الدوام لإظهاره بمظهر الحكيم، الذي لا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه... وقد تبدى هذا على الأخص، حين عبر عادل إمام عن بعض مواقفه السياسية، وهي مواقف تنضح عنصرية وإقليمية... وخصوصاً حين يقول عادل إمام، إنه انزعج جداً ممن زاود على المصريين في حرب تموز التي خاضها حزب الله... وقال إنها شكلت هزيمة لإسرائيل أكبر من هزيمة حرب أكتوبر... التي رأى عادل إمام، أنها 'حرب مقدسة بالنسبة للمصريين لا يجوز لأحد الاقتراب منها'!

وقد اعتبر عادل إمام أن المصريين لم يحاربوا في نكسة 1967 وهم (ليسوا وحشين) وهنا تدخل أحمد آدم، ليقول بما يشبه (الإفيه) الكوميدي: 'حرب (تشرين الأول) أكتوبر بيسموها نصر عربي، ونكسة حزيران (يونيو) نكسة مصرية' وهي (إيفيه) وافقه عليها السيد عادل إمام وسر لها أيما سرور!

من المؤسف أن ينحدر فنان كبير مع زملائه إلى هذا الدرك من العنصرية السياسية، وأن يتم الحديث عن العرب الذين شاركوا مصر حروبها، بالزور والبهتان... فحرب تشرين كانت حرباً عربية بكل معنى الكلمة، وقد شارك فيها الجيش السوري رسمياً، وتم التخطيط لها بالتعاون بين سورية ومصر، ولم تلحق سورية بمصر بعد بداية الحرب على طريقة النجدة والإمداد... كما أن الإنصاف والنزاهة التاريخية تحتم علينا أن نذكر بكثير من الإجلال، مساهمات ومواقف الأشقاء العرب في تلك الحرب، وخصوصاً موقف الملك فيصل الذي قرر وقف إمداد الغرب بالنفط، وأطلق مقولته الشهيرة: 'النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي' ومساهمات الأشقاء من العراق والمغرب وكل عربي تطوع وقاتل!

نعم نصر تشرين الأول (أكتوبر) هو نصر عربي، ومن المعيب أن يدعي المصريون أنهم أنجزوه لوحدهم، كما أنه من المعيب أن يغمط أحد دور مصر المحوري في أي معركة عربية شاركت أو تشارك بها... لكن بالمقابل لم يقل أحد إن نكسة حزيران هي نكسة مصرية... وفي هذا كذب وافتراء على الأمة العربية... كذب يدحضه على الأقل الأدب الذي كتب عن نكسة حزيران، وكان أقساه على الإطلاق ما كتبه الأدباء السوريون من بدوي الجبل في قصيدته الشهيرة 'من وحي الهزيمة' إلى نزار قباني في قصيدته العنيفة 'هوامش على دفتر النكسة' إلى سعد الله ونّوس في مسرحيته 'حفلة سمر من أجل 5 حزيران (يونيو)' إلى سواها من الأعمال التي منعها الرقيب العربي حين صدورها، والتي تشهد أن النكسة لم تكن في أعين العرب في أي لحظة من اللحظات (نكسة مصرية) بل كانت نكسة للعرب، تحمل الكثير من العرب مسؤولتيهم عنها وفيها... ولم يلقوا الاتهامات الجاهزة على الشقيقة مصر!

وقد تابع عادل إمام التعبير عن آرائه السياسية التي هجا فيها العرب، حين صدموا من انفراد مصر في سلامها مع إسرائيل حين وقعت اتفاق كامب ديفيد وانتقد هؤلاء العرب الذين نقلوا مقر الجامعة العربية وقتها إلى تونس قائلا: 'كان شيئاً غريباًَ جداً' دون أن يحاول أن يفهم صدمة الشعور العربي حينها، من أن يرتفع علم إسرائــيل في نفس العاصمة التي تحتضن مقر الجامعة العربية... وهنا عاد التلميذ النجيب أحمـــد آدم ليملأ دلوه من بحر حكمة الزعيم، وليجاريه في عنصريته السياسية، فقــــال لا فض فوه: 'مش عارف ازاي يا ريس يبقى أنور السادات خاين... وصدام حسين بطل.. حسبي الله ونعم الوكيل'!
ليست المشكلة هنا، في أن ينظر الكثيرون إلى الرئيس الراحل أنور السادات على أنه خائن... ولا فيمن يعتبرون صدام حسين بطلاً قومياً... علماً أنني شخصياً لا أعتبر صدام حسين بطلا قومياً، رغم اشمئزازي ورفضي للطريقة والظرف الذي أعدم به عشية عيد الأضحى المبارك... المشكلة فيما قاله أحمد آدم برأيي، هي اعتقاده أن العرب ظلموا السادات ونعتوه بالخيانة، فقط لأنه مصري ولأنهم ناكرون لجميل وفضل مصر على الدوام... وأسبغوا البطولة على صدام حسين، لأنه غير مصري... ولأنهم يريدون أن يخترعوا أبطالاً قوميين من خارج مصر العظيمة!

وفي المحصلة، من حق أي فنان، وخصوصاً إذا كان كوميدياً، أن يعبر عن رأيه المختلف سياسياً واجتماعياً وثقافياً، ومن حقه أن يرى في السادات بطلا للحرب والسلام وفي غيره ديكتاتوراً أرعن جلب لبلاده الدمار والخراب... فالاختلاف حق، وتباين وجهات النظر حالة مشروعة وسليمة... لكن ما ليس بحق، هو أن نعبر عن آرائنا السياسية من منطلق العنصرية والإقليمية، ونحن نظن أنفسنا نعبر عن أعلى درجات وطنيتنا... وما ليس بحق أيضاً، أن نكذب ونفتري على أشقائنا... فنصورهم على أنهم يسلبون منا انتصاراتنا، ويلصقون بنا هزائمهم! ومن الآراء الطريفة التي أدلى بها عادل إمام، اتهام قناة 'الجزيرة' بأنها تسعى لاستغلال أي قضية تسيء لمصر، قائلا، وهو يروي عن تدخله لحل إحدى الأزمات الإنسانية، التي واجهت بعض اللاجئين في مصر: 'بتوع 'الجزيرة' عندهم حساسية فظيعة تجاه مصر بالذات... مش عارف ليه'.

حقاً إن ما رأينا في حوار عادل إمام مع أتباعه ومريديه الكوميديين، ونحن نستقبل العام الجديد 2009 كان كوميديا سوداء تليق بما يحدث من غزة وحولها، في رأس السنة المنكوبة بالصمت والتخاذل والتهريج قبل العدوان... كوميديا تليق بما نراه من مواقف عربية ليست أفضل حالا على الإطلاق من عنصرية عادل إمام السياسية السافرة!

البرلمان الموريتاني: الفجر آت!

لأنني مغرم برصد حالة البرلمانات العربية النائمة، أو المنومة، أو المدارة بالريموت كونترول الأمني... فقد سعدت، لمبادرة البرلمان الموريتاني بمطالبة ومناشدة السلطات بقطع العلاقات الديبلوماسية بين موريتانيا وإسرائيل.

ظهر البرلمانيون الموريتانيون، وهم يرتدون الكوفيات الفلسطينية... وعندما أطلقت إحداهن صرخة غنائية تبشرنا فيها بأن الفجر آت... وقف البرلمان كله ليصفق!

أكتب هذه الكلمات، وأشعر وكأن هذا الوصف الهزيل، لهذا (الأضعف الإيمان) ينطوي على سخرية مبطنة بين السطور... لكنني في واقع الحال، لا أسخر... إنه الحدث يسخر منا، من ضعفنا وقلة حيلتنا وعارنا!

'الجرس': عبّر عن رأيك بفلوسك!

أجرت قناة 'الجرس' اللبنانية، التي صنفتها إحدى المجلات في استبيان ضم إعلاميين ومتخصصين وأساتذة جامعيين، ضمن أسوأ عشر قنوات هابطة في الوطن العربي... استفتاء حول الأفضل والأسوأ عام 2008 في عالم الفن والغناء والإعلام!

جاءت نتائج الاستفتاء، معبرة عن سوية هذه القناة، وتفكير القائمين عليها... فحليمة بولند أفضل من وفاء كيلاني... ونيشان أفضل من جورج قرداحي... وهذا ليس مستغرباً بحد ذاته، لكن ما يدعو للتأمل هنا، الحالة التجارية الرخيصة التي تجعل من هذا الاستفتاء، سبوبة أكثر منه محاولة جدية لمكافأة المجتهدين في الفن والإعلام، وتوصيف مدى نجاحاتهم في العام المنصرم!

فالاستفتاء يتم من خلال الاتصال المأجور، ورسائل الموبايل... أي عبر عن رأيك بفلوسك... وصوت لنجمك المفضل، كي تمول برامجنا، وتزيد من مواردنا!

قد يقول قائل... إن 'الجرس' ليست سباقة في هذا التقليد التجاري... فبرامج شهيرة مثل 'سوبرستار' و'ستار أكاديمي' اتبعته... لكن لا بد من الإشارة هنا، إلى أن التصويت يأتي كمرحلة لاحقة، بعد الغربلة، وتصفيات لجان التحكيم من المتخصصين... أما في 'الجرس' فالأمر أشبه بالتسول العلني، باسم: 'عبر عن رأيك'.

' صحافي من سورية

mansoursham@hotmail.com

القدس العربي في 8 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)