تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

الفيلم الجزائري (مصطفى بو لعيد) .. ملحمة ضد الاحتلال

عمان - ناجح حسن

يعود المخرج احمد راشدي احد ابرز رواد السينما الجزائرية في فيلمه الملحمي الضخم الانتاج المعنون مصطفى بو لعيد بعد غياب عن صناعة الافلام جراء ما شهدته الجزائر طوال سنوات عديدة مضت من محنة الاحداث العصيبة التي القت بظلالها على المشهد السينمائي وادت الى اعاقة الحراك السينمائي المشهود له في اكثر من حقبة زمنية و حملت نقاد السينما في العالم على تقدير وتثمين الانجازات السينمائية في هذا البلد والتي توجت بمنح فيلم وقائع سنوات الجمر لمحمد الاخضر حامينا جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 1975 وهي المرة الاولى التي تقطف فيها السينما العربية مثل هذه الجائزة الرفيعة الى يومنا هذا.

يأتي فيلم مصطفى بولعيد الذي قدمه راشدي للمرة الاولى في مهرجان دبي ضمن فورة من الافلام الجزائرية الجديدة التي اشتغل عليها مجموعة من المخرجين الجزائريين الذين يمثلون اكثر من جيل في رحلة الفيلم الجزائري الطويلة على غرار افلام أذان لرباح عامر زعيمش و داخل البلاد لطارق تيجيا ومسخرة لليث سالم و ماذا يحدث فى وطني لفاطمة بلحاج الامر الذي شكل أهم ظواهر السينما العربية في القدرة على التكيف والانتعاش كماً وكيفاً ويرجع ذلك إلى الميزانية الكبيرة التى خصصت للاحتفال بالجزائر كعاصمة للثقافة العربية العام الماضي واشتملت على دعم إنتاج أفلام طويلة وقصيرة متنوعة الاهتمامات والقضايا بحيث اعادت البريق الى صناعة السينما الجزائرية بعد أن تعافت من المحنة التى امتدت عقدين من الزمان .

يتناول مصطفى بولعيد الذي يعد تحفة سينمائية تضاف الى قامات السينما في الجزائر قصة احد القادة التاريخيين المؤسسين للثورة الجزائرية التي واجهت الاستعمار الجزائري ببطولة وزهد بحيث اعتبر الفيلم تجسيدا لمسيرة حقيقية لقائد تاريخي في الثورة الجزائرية عمل على اطلاق صرخة التحرر من الاستعمار من داخل سجنه دون ان ادعاء او تنافس مع نظراء له في الثورة على سدة القيادة لكنه لم يبرح يوما من انحيازه الى الناس الجزائريين البسطاء القاطنين في مناطق نائية من ارض الجزائر باعتبارهم الابطال الحقيقيين للثورة .

اثار الفيلم لدى عرضه للمرة الاولى في الجزائر في احتفالية خاصة بحضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والكثير ممن عاصروا رحلة كفاح بولعيد وزملائه في تلك الفترة الكثير من الشجون التي تتعلق ببطولات الشعب الجزائري ومواجهتم الشجاعة للاحتلال الفرنسي لبلادهم ولأول مرة يسلط الفيلم الضؤ على مرحلة ظلت منسية في حقبة النضال الجزائري في سبيل الانعتاق والتحرر في مشهدية وابهار ساهم فيها حشد من الجنود والمعدات والطائرات والعتاد العسكري وسائر الامكانيات المادية واللوجستية التي وفرتها اجهزة الدولة الجزائرية في تنفيذ مناظر المعارك والمجاميع.

عمل الفيلم بشهادة كثير من النقاد على استرجاع الذاكرة التي توحد فيها الشعب الجزائري ابان حرب التحرير الجزائرية ضد ممارسات وسلوكيات الاحتلال الفرنسي غير الانسانية وما قدمه الناس هناك من تضحيات جسام ما زالت عالقة في افئدة الاباء والأجداد من الجيل الحالي حيث تم انتزاع الاستقلال . في سبيل تقديم هذه الملحمة البصرية والفكرية برع راشدي في توظيف امكانياته الابداعية التي واكبها عشاق السينما في افلامه السابقة التي جالت في ارجاء العالم ومن خلالها صور ذلك النوع من القصص البطولية الاتية من ذاكرة تتقد فطنة وتفيض بالاشارات والدلالات العميقة .

فعلى صعيد التصوير لجأ راشدي أثناء اشتغاله على المعارك في جبال الأوراس الى اقتناص مناظره من أماكن عالية مليئة بالتشكيلات البصرية النادرة في البيئة الجزائرية احسن فيها اختيار احدث التقنيات الحديثة المتوفرة في اساليب الإخراج السينمائي من الستيدي كام إلى التصوير من الطائرة مرورا في تنفيذ مشاهد النفجير والالتحام بين الثوار والجنود الفرنسيين حيث تابعت الكاميرا ذلك بدقة تبرز سائر التفاصيل في فترات طويلة نسبيا دون شعور بالملل او التردد وبشكل نادر يعمل على بث عناصر التشويق والدهشة لدى المتلقي .

الرأي الأردنية في 8 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)