تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

ليل ونهار

رمضان مبروك "شو"!

محمد صلاح الدين

كالعادة.. عنوان الفيلم هو نفسه اسم الشخصية شكلا ومضمونا.. والحق يقال ان الذي اخترع هذه البدعة هو عادل إمام في رجب وشعبان ورمضان وعنتر وحنفي ومحروس وشمس وبخيت وغيرها.. علي اعتبار انه يقدم أنماطا إنسانية متنوعة يريد بها ان تقترب من ملامح الناس خاصة وهو يخاصم الوسامة فكان التعويض بالقربي الروحية والإنسانية.

ويجيء محمد هنيدي بأطول اسم لفيلم عرفته السينما "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" ليسير علي نفس النهج وأيضا بحثا عن التغيير الذي أصبح صعب المنال في وقت خنقت فيه السينما نفسها "بتقليب" الشراب أو الحواديت علي كل صنف ولون.. ثم يلصق به تغييرا شكليا موفقا تطلبته الشخصية "الفلاحي" التي اختارها بعد "الصعيدي" الشهير الذي قدمه.. هذه المرة بتسريحة شعر أكرت وشارب كث ونظارة طبية عريضة.. والمهنة مدرس لغة عربية ليعيد لأذهاننا صورة المدرس الالزامي التقليدي في تراث السينما المصرية.

أما الموضوع.. وبصرف النظر عن اقتباسه من "مدرسة المشاغبين" علي "الملاك الأزرق" وهنا لابد ان أنوه إلي ان الاقتباس ليس جريمة أو اكتشافا لخطيئة كما اقرأ لبعض الشباب علي الفيس بوك.. بل المهم هو كيفية معالجة الفكرة في القالب المحلي.. لأن "الملاك الأزرق" نفسه وطبعا "مدرسة المشاغبين" مقتبسان عن أعمال أخري.. من هنا حاول يوسف معاطي كمؤلف ووائل إحسان كمخرج تقديم صورة محلية صرف للمدرس الريفي.. برغم الأحداث التي تخاصم المنطق والواقع.. بل والنهاية الخيالية الحالمة.. والتي قدمت علي طريقة "والسواق اتجوز بنت الباشا.. وتوتة توتة فرغت الحدوتة".

يعقد الفيلم مقارنة ساخرة بين طريقة التعليم في الريف وغيرها في المدارس الخاصة ذات المصاريف الباهظة.. وذلك عندما نري رمضان وهو في قريته ميت حلاوة ملتزما برسالة مهنته حتي انه يواصل بعد المدرسة في دروس محو الأمية للكبار وكلها بالطبع مشاهد الهدف منها الاضحاك المقبول برغم البسكليتة والراديو وحتي الأم الجميلة "ليلي طاهر" وموقعها أو اللوكيشن المرسوم لها بشكل تليفزيوني.. بلا أهل ولا أبناء ولا دياولو.. أي هي وجلبابها والطرحة والمشنة فقط لا غير.

يقع الموقف المفجر للأحداث بتأديب ابن وزير التربية والتعليم "عزت أبوعوف" لاستهتاره وطيشه وبدلا من مجازاته كما توقع الجميع يكافئه الوزير بنقله للقاهرة حيث مدارس اللغات والرفاهية ليري فيها أبناء الوزراء ورجال الأعمال.. وهنا تحدث المفارقة التي تطلق السخرية والتفكيه.. حيث يكون التزامه هو هلاكه ودفاعه عن رسالته مثارا للتهكم والاستهزاء.. حتي يقع -وكالعادة- في حب المطربة "سيرين عبدالنور" التي ذهب إليها ليرجوها الابتعاد عن الأولاد حتي يتفرغوا لدراستهم.. وهنا يحضرني -لا الملاك الأرزق وحده- بل مئات الشخصيات الدرامية المشابهة ومنها دور فؤاد المهندس الشهير في "مدرسة المراهقين" مع شويكار لنراه يصبح في خدمة المطربة بل ويلم لها النقوط.

وفضلا عن تحول الشخصية الخيالي فإننا نراه في نهاية الفيلم يطلق المغنية ليعود إلي كيانه لنفاجأ بها تترك عالم المال والنجومية.. وتفضل ان تكون فلاحة في بيته الريفي بالمنديل أبو أوية كمان.. وهي التي لم تعرف كيف تنطق اسمه كاملا وتقول أبو "شو" حمودة؟! والواضح انه فعلا "شو" ترفيهي قح.. وتفصيل البدلة القصيرة لتلائم قامة البطل.

اجتهد هنيدي في تغيير شكله وأدائه عن أفلامه الأخيرة واستعاد توازنه إلي حد ما برغم كمية الصراخ الذي بدا عليه في كثير من المشاهد كما لفت نظري الشبان الصغار: أمير المصري وطارق الابياري وعمر متولي.. وكنت اتمني من معاطي المحترف تسييس الكوميديا ان يعطي لقضية التعليم كفايتها بدلا من تقديم قشورها لخدمة الإفيه والنكتة وحدها.

Salaheldin-g@Hotmail.com

الجمهورية المصرية في 8 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)