تعرف على صاحب "سينماتك"  وعلى كل ما كتبه في السينما

Our Logo

  حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقعسجل الزوار 

مقعد بين الشاشتين

تليفزيون 2008 .. ومنافسة بلا حدود !!

بقلم : ماجدة موريس

* احتفظ التليفزيون بالمركز الأول كوسيلة الاعلام المفضلة لدي 70% من المواطنين. تليه شبكة الانترنت التي انتزعت المركز الثاني لأول مرة من الصحافة المطبوعة.. هذه المعلومات من دراسة أمريكية حديثة جداً نشرت بمناسبة نهاية العام أقدمها هدية لمراكز الأبحاث المصرية حتي تحذو حذوها وتعرف في نهاية كل عام موقف وسائل الاعلام المصرية من جمهورنا. وهو الجمهور الاكبر في هذه المنطقة من العالم. والجمهور "الحلم" لكل أجهزة الاعلام وقنواته.. وحتي يأتي الاستطلاع المصري فإني أعتقد أن التليفزيون هنا سوف يحتفظ بنفس المركز في كونه أكثر وسيلة اعلام جماهيرية في مصر.. ولهذا لابد من رصد حركته طوال عام مضي. هو من أهم الأعوام فيما يتعلق بكم الأحداث المؤثرة فيه. سياسيا واقتصاديا وما يعنيه هذا من تغطيات ضرورية للرأي العام المصري. ثم تناول الكثير من الحركة بداخله.

* فيما يتعلق بتغطياته للأحداث. وقدرته علي توضيحها وتبسيطها للمشاهد. لايزال التليفزيون المصري يفضل البرامج بقوالبها ومقدميها علي التحقيقات الحية "الريبورتاج" التي تتوجه إلي الناس دائما لرصد وجهات نظرهم. وبلورة اتجاهاتهم في قضايا عديدة. في التحقيقات هامش حرية وتلقائية تتجاوز مع وجهات نظر المتخصصين وتليها غالباً. والدليل علي ذلك البلبلة الحادثة في موضوع أحداث غزة والموقف المصري الرسمي فيه. فقد فشل التليفزيون الرسمي في تقديم برنامج واحد مقنع بالمعلومات والوثائق حول وجهة النظر الحكومية في هذه القضية. وترك الناس وسط معلومات وتفسيرات متناقضة. وأحيانا مغرضة.. وعلي قطاع الأخبار ألا يكتفي دائما ببرامج الاستضافة الضيقة في المسائل الكبيرة. كما أن مراسليه يحتاجون لدعم وفرز. ويكفي أننا لم نعد نتذكر واحدا أو واحدة منهم وننتظره.. ولقد عشت ليلتين أقلب كل القنوات. وأري كل أنواع التفسيرات ونوعيات من المراسلين والضيوف قبل أن أدرك أن المسئولين عن الأخبار في تليفزيون مصر تركونا للآخرين.. يقدمون ما يحلو لهم.. عن مصر.

* أهم أحداث 2008 هو اعادة اطلاق شبكة القنوات المتخصصة باسم شبكة قنوات النيل NTN. وتجهيز بعض قنواتها لمواجهة المنافسة الشرسة لفضائيات المسلسلات. وإضافة قناة ثانية للدراما علي النايل سات طوال شهر رمضان. واطلاق يد قناة الدراما الأولي لتقديم كل الأعمال المهمة. بما فيها بعض المسلسلات السورية.. وهو ما استعاد جمهوراً كبيراً انصرف إلي القنوات الخاصة.
أما أسوأ ما في هذا التجديد فهو إيقاف قناة التنوير التي كانت أحد منافذ الثقافة المهمة للجمهور العريض والاكتفاء بالقناة الثقافية التي تواصل جهودها. ولكن بدون دعم مؤثر كما يبدو من الشاشة!..

* من إيجابيات 2008 أيضاً اطلاق قناة السينما مع باقة NTN. وهي خطوة تأخرت طويلا. والاعلان عن انطلاق قناة الكوميديا الجديدة "نايل كوميديا" ابتداء من أول أيام العام الجديد. ومن السلبيات عدم اطلاق قناة مصرية للموسيقي والغناء. وهو نقص فادح في نظرة الاعلام العام لأهمية وقيمة تراث الغناء المصري العظيم والفريد والذي يتآكل الآن بفعل الإهمال حيث لا يجد المشاهد المحب للطرب. شاشة إلا "روتانا" للطرب ليشاهد عليها بانتظام أغنيات أم كلثوم وعبدالحليم.. وهو أمر نشكرهم عليه.. ولكن.. هل السعوديون يحبون ثقافتنا أكثر منا؟.. فمن الذي يكره الغناء المصري إذن في وزارة الاعلام؟

* بالنسبة للقنوات الأرضية.. شهد عام 2008 استمرار محاولات الانضباط في مواعيد خرائط القناتين الرئيسيتين ولكنه انضباط غير مكتمل فهناك برامج هامة تتزحزح ويتأخر موعدها بلا سبب مثل "نادي السينما" العريق والمهم علي القناة الأولي. وبرنامج "المسرح" علي الثانية ولا يوجد سبب لهذا إلا اعتبار برامج الثقافة غير مهمة أو مفيدة بجانب برامج المنوعات!. أيضا شهد العالم تحسنا ملحوظا في طرق الاعلان عن البرامج والفقرات. شكلا ومضمونا وفي الاهتمام بالبرامج التنموية وإن وضعت كلها صباحا وظهرا. وكأنها لا تصلح للمساء؟!

أيضا مازال الغموض الشديد يصاحب وضعية القنوات المحلية الأرضية ويثير الجدل حول جدواها. وفاعليتها في نقل تبعيتها للمحليات أو الاحتفاظ بها. وهذا أمر يحتاج من وزير الاعلام لتكليف مركز أبحاث محايد بإجراء دراسة حول هذه القنوات واعلان النتائج علي الرأي العام.. فمن المؤكد أنها مليئة بالاعلاميين الأكفاء وفي مسابقات المهرجانات تبدو قدرات هؤلاء واضحة ومشرفة وتحتاج لإنصافهم.. خاصة بعد توقف مشروع إعادة هيكلة اتحاد الاذاعة والتليفزيون.

* في عام 2008 بدأ بث شبكتين مصريتين خاصتين هما "بانوراما دراما" و"الحياة" اللتين أحدثتا توازنا في السباق الكبير لقنوات المسلسلات العربية لاستقطاب جمهور الدراما التليفزيونية. وبفضلهما. وبفضل قناة الدراما المتخصصة. حدث التوازن المطلوب في ساحات العرض والذي أثر وسوف يؤثر مستقبلا علي صناعة الدراما نفسها ورواج نوعيات منها علي حساب الأخري. ولقد تحولت احدي قناتي "الحياة" إلي قناة عامة. كما انطلق بث قناة عامة خاصة أخري هي "الساعة" لتتعدد منابر الحوار وتقديم الأحداث الساخنة ما بين القنوات الجديدة. والخاصة والقديمة كالمحور ودريم. ثم قناة OTV العامية التي انضمت إليها قناة ثانية هي "أون" التي بدأت بثها التجريبي يوم 6 أكتوبر الماضي بسجل وثائقي وحواري عن بطولات حرب أكتوبر وأبطالها. وتبدأ بثها العملي من اليوم.. أول أيام العام الجديد..

* من ظواهر 2008 اتجاه القنوات الخاصة إلي الانتاج الدرامي. سواء انتاج المسلسلات أو الأفلام. وهو ما فعلته قنوات الأوربت وروتانا وMBC. ثم القنوات المصرية: الحياة. ودريم. والمحور.. وهو ما يعني زيادة القوة الانتاجية في مقابل عدم الاتفاق علي شروط واضحة لجودة الأعمال الفنية. والتي في حالة عدم وجودها مع هذا التنافس الشديد. قد تصل إلي نوعيات من الانتاج الرديء. أو دراما المقاولات. طالما قررت كل القنوات أن تقوم بكل الأدوار.. وكل هذا في غيبة أية قواعد للانتاج من أية جهة مصرية أو عربية.. بل ان الطريق هو هذا الاقبال الكبير علي انتاج الدراما المصرية والعربية في عام خطفت فيه الدراما القادمة من تركيا الأضواء واهتمام ملايين المشاهدين العرب في كل مكان ومن جديد. فإننا بدون احصائيات أو دراسات لن نعرف علي وجه التحديد كم في المائة من المشاهدين ذهبوا لمسلسل "نور" و"سنوات الضياع" التركية. وما هي نسبة أعلي مشاهدة للمسلسلات العربية.

* أخيرا.. فقد سجل العام الراحل اعلان وزير الاعلام أنس الفقي عن عقد مؤتمر لبحث ووضع ضوابط للبث الفضائي. وتأجل الموضوع بعد اعتراضات كثيرة.. كما سجل 2008 تأجيل المؤتمر الذي أعلن عنه الوزير أيضا لبحث شئون الدراما المصرية.. وهذا المؤتمر تحديدا هو المناسب لعقده في بداية عام جديد تحتاج فيه الدراما المصرية إلي وضع النقاط علي حروف كثيرة.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في 1 يناير 2009

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2009)