زياد الخزاعي

 
سيرة كتابة
 
 
 

كتابة

 

مهرجان كانّ السينمائي الـ72

(المسابقة الرسمية): السينما قلب العالم.. وشاشات مضيئة لـ"حريم الكروازيت"

بقلم: زياد الخزاعي

أَوْجَد المفّوض العام لمهرجان كانّ السينمائي الدولي تييري فريمو نعتاً جديداً، طناناً ولا يُهادن، لأكبر إحتفاء سينيفيلي على وجه الكرة الأرضية، بفريق عالي المهنية، ومقام جَلِيل القَدْر، وتأثير واسع النطاق، هو: "أننا أهل السينما"، خلال حديثه مع الموقع السينمائي الأميركي المتخصّص "أندي وآير" (20 أبريل/ نيسان 2019)، حاسماً قرار شمولية المهرجان وتسيَّد رؤيته، إستعداداً لخطة خمسية مقبلة، ستشهد لوائحه وخاناته وبنيته الإدارية خلالها إنقلابات متوالية، تضعه خارج أُطر منافسات تقليدية، وتحصَّنه في فضاء إعلامي ودعائي وتجاري لا يساوم. كانّ في القمة وسيبقى هكذا. الخطورة الأساسية التي يواجهها، لا تتمثل بصدود شركات إنتاجية (نتفيلكس مثلاً)، أو تعنت صانعي أفلام ورؤساء إنتاج، يصرّون على مكان محسوم ضمن قائمة مسابقاته الرسمية، بل في إنقلابات تكنولوجيات السينما بتعقداتها وعجالاتها، والعروض بأسواقها المحمومة ونزعاتها الشعبوية، والجمهور بذائقاته المتنافرة. مهرجان كانّ في المواجهة على الدوام، ما يفرض عليه واقعاً عصيّاً في لا تساهل إنتقائيته و"طبقيته" السينمائية (أوصاف على منوال "نادي الكبار" و"مخرجو الصف الأول" و"أسياد الفن السابع" وغيرها). لذا فإن أقل مناورة تُرتكب تحضّ القناعات، وتثير الكثير من غبار التكابر والطعون، كما حدث مع اللغط الإعلامي (أميركياً على وجه الخصوص) بشأن غياب الشريط الأخير للمخرج كوينتن تارانتينو "كان يا مكان في هوليوود"، من الإعلان الأولي يوم 18 أبريل/ نيسان الماضي، الذي كرر فريمو حجته إن العمل لم يكتمل بعد، قبل أن يفاجأ الجميع لاحقا بإعلانه ضمه الى المسابقة الرسمية، ليتزامن عرضه على شاشات الكروازيت مع مرور 25 عاماً على فوز تارانتينو بالسعفة الذهب عن "بالب فيكشن" (1994). عمله التاسع، الذي يقارب رهانات التغيير التي طالت عاصمة السينما الأميركية عام 1969، وتهديد ظهور التلفزيون وإنتشاره لعصرها الذهبي ومكانتها الريادية، على خلفية مقتل الممثلة شارون تيت على يد زمرة تشارلي مانسون، هو "رسالة حب الى هوليوود" حسب فريمو، الذي لم يخف خبثه الإعلامي في جعل الوسط السينمائي يضرب تخمينات مريرة، ويشيع أخبار حسابات غير محسومة أصلاُ. الى جواره،  قررت إدارة المهرجان ضم المقطع الثاني من عمل التونسي الفرنسي الموهوب عبد اللطيف كشيش "مكتوب حبي: أنترميزو" (240 د) الى المسابقة، رغم ان صاحب "حياة إديل" (أو "الأزرق أكثر الألوان دفئاً") الحائز على سعفة كانّ عام 2013، ما زال يعمل على توليف النسخة الرسمية، ما يفسر برمجة عروضه في أخر يوم للمهرجان.  

هذا العام، إختار "قيصر كانّ" مرّة أخرى طريق السلامة عبر: أولا، حسم جدالات "الجندرية" و"ميثاق 50/50 في 2020"، وظواهرها الحماسية والضارية والمغالية بضرورة الإنصاف والمساواة، وحفظ الحقوق، وصون "الأعراض"، حيث أَمَّنَ مكاناً لـ 13 شريطاً لمخرجات عالميات ضمن البرنامج العام لهذه الدورة، وهو رقم قياسي وغير مسبوق وإحتفائي بما يمكن تسميتهن بـ"حريم الكروازيت". ثانياً، تكريس الإهتمام بالجيل الجديد ودعم مشاريع فتيته، من خلال دعوة نخب عالمية واعدة منهم، لعرض أفكارهم ومناقشة طروحاتهم، وإتاحة فرص اللقاء بمنتجين ومدراء مؤسسات وقائمين على شؤون صناديق دعوم، من أجل مدَّهم بالنصيحة والعون والمساندات، وهو تقليد أطلقه المهرجان في دورة العام 2018، حينما أصدر إعتمادات جديدة لـ2000 من الشباب في سن العشرين تقريباً، ممن يرغبون في أن يتأهلوا كمخرجين سينمائيين أومنتجين أوعارضين أو صحافيين. وهي خطة نبيلة تعضد سياسات الإستمرارية والإنتصار الى شباب السينما وحماساتهم وتجريبياتهم. ثالثاً، إنتقاء عناوين مدروسة للعرض في البرنامج العام، ذات موضوعات حداثية في الغالب "تقطع ألسن التشكيك" بقيمها الإنسانية وأبعادها السوسيوسياسية. لم يخرج فريمو عن مألوفه في الموازنة بين الأصوات في الدورة الـ72(14 ـ 25 أيار / مايو 2019) التي يرأس لجنة تحكيمها صاحب فيلمي "بابل" (2006) و"بيردمان" (2014) المكسيكي إليخاندرو غوزاليس إيناريتو، والمُكرمة للممثل الفرنسي ألان دولون تحية لمنجزه السينمائي، ودعماً لحضور فرنسي، علامته صورة شهيرة للراحلة البلجيكية الفرنسية أنييس فاردا، خلال تصويرها باكورتها عام 1954، والتي سترتفع كملصق على واجهة القصر الشهير.

هناك معلّمون كبار مقابل أصوات متجدّدة. هناك مكَّرسون مقابل مغامرين. هناك إسلوبيات متينة بمرجعياتها الإبداعية مقابل تحريضات سينمائية تستند الى شكلانيَّة إستفزازية، قائمة على حسابات مسيّسة قصداً، تقارب مشاكل حداثية مثل العنصرية والرومانسيات المجهضة والعطوب الشخصية والخيانات والفاشيات الدينية والهويات المختلسة والغرابات الشخصية التي تتجلى، هذه الأخيرة، في الحكاية الملتوية لشريط الإفتتاح الذي خصّ هذا العام للأميركي جيم جارموش "الأموات لا يموتون" (103 د) من بطولة آدم درايف وبيل موراي وكلوي سيفيني وتيلدا سوينتن، وهو إستعارة مجيدة لصنف أفلام "الزومبي" الهوليوودية الشهيرة، بيد ان صاحب "أغرب من الجنة" (1984)، يحافظ على تهكمه وسلاطة لسانه، بشأن مسلكيات عامة لبشر، تضيَّق عليهم إستحكامات قَهْرِيّة. ممثلة هنا بأموات أحياء، يقوموا من لحودهم، ويكتسحوا بلدة أميركية صغيرة، مهددين تراكماً نادراً من إستقرار وتكافل إجتماعيين، ما يدفع بالسكان الى التضافر في مواجهة "غيلان بشرية" لا ترحم ولا تهجع، والدفاع عن قيمهم وبقائهم. هذا الفيلم هو إمتداد لتجربة كوميدية سابقة قام بها جارموش حول مصاصي الدماء، يجيلون ليلاً في شوارع مدينة طنجة المغربية وأزقتها وحواريها، بحثاً عن الدم والحبّ في آن، في نصّه الشبه الإستعراضي "العشاق وحدهم يحيون" (2013). تتفجَّر هذه الغرابات في جديد الكوري الجنوبي بونغ جون هو "مُتطفّلون" (132 د) بحكايته الملّتبسة والصدامية حول عائلتين متباعدتين، لكن متشابهتين إلى حد ما في يومياتها وطبائعها، يعيش أفرادها ضمن عالم غرائبي، رغم واقعيته وآنيته. المواطن غاي تايك (الممثل سونغ كانغ هو) وعائلته جميعهم عاطلون عن العمل، لكن حين ينضم نجله الأكبر جي الى دروس خاصة في منزل رجل يدعى بارك ( النجم المسرحي لي صن غيون) ، تبدأ العائلتان في التفاعل بطرق غير متوقعة.

يحمل إبن مدينة الناصرة، الفلسطيني إيليا سليمان، غرائبية صوته السينمائي المميَّز منذ "وقائع إختفاء" (1996)، وإنتهاء بـ"الزمن المتبقي" (2009)، مروراً بـ "يد إلهية" (2002) الى أرجاء العالم في جديده "لا بد أن تكون هذه الجنة"(97 د)، باحثاً عن معنى الى "فلسطين"ه الشخصية. محوّلاً إياها الى إستعارة أيديولوجية وميثولوجية، تُقَرَن بإحالات سياسية حول الإحتلال والمعابر والحواجز والهويات المسروقة والعنف المستتر والتواطؤ في وأد الإنتماء. حكاية مخرج سينمائي "إ. س" يفرّ من أرض فلسطين، باحثاً عن وطن بديل، ليجد أنها تلحق به أينما ولى. "يتحوَّل الوعد بحياة جديدة في المنافي المتعددة، من باريس الى نيويورك، إلى كوميديا من الأخطاء، ذلك أن هناك شيئاً ما يجعل "الوطن الأم" محمولاً على ذمَّته وأكتافه وتاريخه. ليطرح سليمان عبر هزلية شفيفة ولاذعة سؤالها العصيّ: أين هو المكان الذي يمكن أن نسميه حقاً الوطن؟"، حسب تساؤل الموقع الألكتروني للشّريط. في شريط الروماني كورنيليو بورومبيو "الصافرون" (97 د) هناك غرابة أخرى، تتقاطع مع حكاية إثارة ومطاردات، تحيل حياة مفتش الشرطة كريستي الى لعبة مخاتلة معقَّدة في شوارع بوخارست وأحيائها، حينما يقع تحت سحر الفاتنة غيلدا، التي تحضّه على إرتكاب خيانات متبادلة بين واجبه ورغباته. لا يحلّ عقدته سوى لغة غير مألوفة، قائمة على صفير متنوع الدرجات والأصوات، كان أفراد القبائل الغابية الأصلية في جزيرة لا غوميرا الإسبانية، يستخدمونها وسيلة تخاطب بين الوديان البركانية، تدعى "سيلبو غوميرو"، والتي تكاد تنقرض اليوم بسبب إكتساح وسائط الإتصال الحديثة بين الشباب، ما دفع بالحكومة المحلية الى فرض تعلمها على جميع الأطفال في المدارس. أما المخرجة وكاتبة السيناريو النمسوية جيسيكا هاوزنر فترصد غرائبيات علمية، تُغيّر حيوات بشر، وتستنبط عوالم لا مثيل في غموضها في "جو الصغير" (100 د). حكاية أم عزباء تدعى أليس، تعمل في مختبر للمستنبتات النباتية. تنجح في تطوير أنواع جديدة. منها زهرة قرمزية خاصة جداً، وذات قيمة علاجية نادرة. إذا أُبقيت محفوظة في درجة حرارة مثالية، وتغذت بشكل صحيح، ويتم التحدث معها بإنتظام، فإن هذه النبتة تجعل صاحبها سعيداً!. ضد سياسة الشركة ، تأخذ أليس واحدة منها الى منزلها كهدية لإبنها المراهق. حينما تنثر الزهرة بذورها، يصاب جو ومن حوله بتحولات غريبة، ويصبح سلوكهم مخالفاً لما هو طبيعي. يبدون وكأن قوّة ما فرضت عليهم إستبدال أجسادهم بإخرى وافدة وملّغزة. فهل الأمر حقيقة أم أنها لعبة "إختبال علمي"؟. تناور صاحبة "فندق"(2004) و"لورد" (2009) و"حبّ مجنون" (2014) في خطاب خاطف للإهتمام على ثيم خسارة الهويات الخاصة وسوء التفاهم واللاعقلانية.

 مع جارموش، هناك قامات سينمائية أخرى، حشد بها فريمو قائمته، للموازنة بين جيلين ورؤيتين. في مقدمتهم المعلّم البريطاني الثمانيني كين لوتش، الذي يعود الى الكروزايت بجديده "أسفون إفتقدناك" (100 د)، بعد عمله التحاملي "أنا دانيال بليك"، الحائز على السعفة الذهب عن جدارة عام 2016، الفائض بشعيرته الإيديولوجية وضميرها المنتصر دائما الى طبقات مهمّشة، وصراعها اليومي ضد رأسمالية وحشية. في شريطه الـ27، يحكي يوميات ريكي وزوجته آبي وعائلتهما الصغيرة، ونضالهم القاسي من أجل توفيرعيش كريم في مدينة نيوكاسل الشمالية. يعمل الرجل ضمن سوق سوداء مجحفة الحقوق كسائق "توصيل طلبيات" (ديلفري مان)، فيما تجاهد الأخرى للحفاظ على وحدة أسرتها، بيد ان تداعيات الأزمات المالية في البلاد، تقود الجميع نحو رهان الهزيمة والتفكك. دراما إجتماعية بنفس تحريضيّ لوتشي، مفعمة بنزعة صدامية يسارية. فيما يتخلى زميله الأميركي تيرنس ماليك عن سينماه التراكمية العظيمة وتجلياتها في "شجرة الحياة" (السعفة الذهب عام 2011)، لصالح سيرة تقليدية تتعقب حياة فلاح شاب نمساوي يدعى فرانتز يغيرشتاتر، يحتكم الى وجدانه وطويَّته وشرفه، رافضاً الإنخراط والقتال في صفوف الجيش النازي، غير هياب في مواجهة رصاصات إعدامه في العام 1943. يسرد ماليك يوميات هذا المقاوم عبر رسائله الى زوجته فاني، موثّقاً فيها حبّه لها، والتفاصيل المرعبة حول خيانات الكنيسة وقساوستها، والإدارة المحلية ومرتزقتها، وأهل قريته ومداهنيهم، في جديده "حياة مخفيّة" (180 د). في حين، يصوّب الإيطالي ماركو بلوكيو إهتمامه في "الخائن" (135 د) على حياة توماسو بوشيتا، وهو أول مخبر (تائب) مافيوزي رفيع المقام. في أوائل ثمانينات القرن الماضي، تندلع حرب شاملة بين زعماء المافيا الصقليين. يهرب بوشيتا الى البرازيل، قبل أن تبدأ عمليات تصفية الحسابات في إيطاليا. يتم قتل حلفائه واحداً بعد الأخر.إثر إعتقاله وتسليمه من قبل الشرطة البرازيلية لاحقا، يتخذ بوشيتا خطوة مصيرية ستبدّل مستقبل المافيا بأكملها والى الأبد، إذ يقرر مقابلة القاضي فالكون، ويخون بذلك القسم الأبدي الذي قطعه لـ"كوسا نوسترا".

من حسن حظّ الكروازيت وزوارها، إقدام فريمو على ضم نصّ المعلّم الإسباني بيدرو ألمودفار "ألم ومجد" (112 د). وهي إستعادة شفيفة لسيرته وعشقه الى سينماه، وإحتفاء بموهبته وصنعته وشخصيته التي قادته الى أن يكون واحداً من أبرز مجددي الفن السابع في أوروبا والعالم. يستعيد المخرج السينمائي سلفادور مالو فصولاً من حياته، وهو يواجه إستحقاقات تدهوره البدني. متذكّراً طفولته في ستينيات القرن الماضي، عندما هاجر مع والديه إلى قرية قرب فالنسيا بحثًاً عن حياة أفضل. عن رغباته الأولى، وعشقه الأول في مدريد الثمانينات. الكتابة كعلاج وحيد لنسيان ما لا يُنسى. الإكتشاف المبكر للسينما، ولاحقا الفراغ اللانهائي الذي يقود الى عثرات الإبداع وإنكفاءاته. يتحدث ألمودفار عن الخلق وصعوبة فصله عن حياة المرء، ومشاعره حول الحياة ومعانيها والأمل والخلاص الشخصي. ضمن أسلوبهما الواقعي الإجتماعي الذي غطى تجربتهما في 11 فيلماً، يصوغ الأخوان البلجيكيان جان بيير ولوك داردن، الفائزان بسعفتين من كانّ، حكاية معاصرة ومريرة حول "الفتى أحمد" (84 د) البالغ الثالثة عشرة من العمر، الذي يقع فريسة نظرتين متناقضتين. الأولى،  يقودها أمام مسجد يرتاده مع ملّته، ويدعو فيها الى النقاء ورفض خطايا الحياة الغربية، فيما تحاصرالثانية الصبي الأعزل بإغواءات حياته الأوروبية العصرية. وحينما يميل الى تطرفه يقرر قتل معلمه!. من الصين، يشارك صاحب "فحم أسود ثلج رقيق"، الحائز على دب مهرجان برلين السينمائي عام 2013، المخرج دياو ينان بجديده "بحيرة الأوزة البريّة" (117 د) حول رجل عصابات هارب، يضحى بنفسه في النهاية، من أجل إنقاذ أسرته والمرأة التي قابلها طول طريق فراره. يعرض الفرنسي أرنو ديبلشان عمله الأخير "روبية، ضوء" (120 د) عن مفوض الشرطة داوود (رشدي زم) الذي يمضي ليلة عيد الميلاد في مدينة روبيه بين عنف شوارعي وفقر ومخدرات وشباب منحل، يفعل كل شيء من أجل تأمين جرعات إدمانه. حينما ينظم الى طاقمه شاب جديد وطموح يُدعى لويس، يكون على البطل تصحيح مساراته، وتخفيف عدوانيته ضد شابتين ـ هما كلود وماري ـ متهمتان بقتل سيدة عجوز. يصبح رهان داوود أيضا مساعدتهن في تخطي رعب جريمتهن، وتأهيل إنسانيتهن. هناك "البؤساء" (100 د) باكورة الفرنسي لادج لي حول الحياة في الضواحي الفرنسية وواقعها المرير. من الولايات المتحدة، يشارك إيرا ساكس بـ"فرانكي" (98 د) من بطولة إيزابيل أوبير. دراما حول عائلة مكونة من ثلاثة أجيال، تجتمع في مدينة سينترا البرتغالية الساحرة، قبل أن تواجه سيدة الأسرة الفصل الأخير من حياتها. هناك مشاركة جديدة للكندي كزافييه دولان مع "ماتياس ومكسيم" (119 د) من بطولته. من أميركا اللاتينية، يشارك المخرجان البرازيليان كليبر مندونسا فليو وجوليانو دورنيليس بعملهما الثنائي "باكوراو" (122 د)، والأول عُرف بنصّه البليغ "أكواريوس" (كانّ 2016).

مع المخرجة النمسوية  جيسيكا هاوزنر، هناك ثلاث مخرجات أُخريات، يحتفين بمشاركتهن للمرة الأولى داخل المسابقة الرسمية، وهن: السنغالية ماتي ديوب التي تشارك بـ"الأطلسي" (100 د) حول قصة حب تجمع بين الشابة أدا (17 عاماً) وعامل البناء سليمان في العاصمة دكار. المشكلة أنها مرغمة على الإقتران برجل أخر. في إحدى الليالي، يغادر سليمان وزملاؤه البلاد بحراً، أملين بمستقبل أفضل عند الضفة الأخرى. بعد أيام عدة، يشب حريق في حفل زفاف أدا، وتبدأ حمى غامضة في الإنتشار. في هذه الفوضى، لن تعرف البطلة الشابة إن حبيبها عاد من مغامرته الفاشلة، لتقع فريسة بين إستحقاق الأعراف ومرارات عشقها.  أما الفرنسيتان سيلين سيامّا وجوستين ترييه، فتشاركان بـ"بورتريه فتاة تحترق" (120 د) و"سيبيل" (100 د) على التوالي. تدور أحداث الشريط الأول في مقاطعة بريتاني في العام 1760. تُكَلّف الفنانة ماريان برسم صورة شخصية لإيوليز بمناسبة زفافها، إثر تركها الدير، لكن يجب ان لا تعرف بمثل هذا التفويض. تراقبها ماريان نهاراً، وترسمها سراً في الليل. تنموعلاقة حميمة وجاذبية جنسية بينهما، خلال لحظات حرية قليلة ومؤوودة مسبقاً، ستنتهي بعار. أما "سيبيل" ترييه، فيسرد وقائع إنجذاب من نوع أخر بين طبيبة نفسانية العائدة الى شغفها الأول: الكتابة، وممثلة صاعدة لكن مضطربة نفسياً تُدعى مارغو. مع تطور جلسات العلاج، تصبح الأخيرة مصدر إلهام مغر للغاية لسيبيل التي تُفتتن بها إلى حد الهوس، كونها تُحيي في كينونتها ذكريات متقلّبة، تدفعها لمواجهة ماض حالك.

سينماتك في ـ  14 مايو 2019

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004