ملفات خاصة

 
 
 

"غريب" البر كامو يتجدد بالأسود والأبيض في البندقية

المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون حبك الفلسفة العبثية والسينما في جزائر الاستعمار

هوفيك حبشيان 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون، العائد لمهرجان البندقية السينمائي (الـ27 من أغسطس / آب - السادس من سبتمبر / أيلول) بعد تسع سنوات على تقديمه رائعته "فرانز" فيه، ذاع صيته بسبب قدرته على صناعة سينما تتحلق حول أسئلة الهوية والرغبة، وتلتقط مواضيع حميمة، من خلال مجموعة أفلام طبعت العقدين الأخيرين من السينما الفرنسية.

ينجح فرنسوا أوزون اليوم في خلق نص سينمائي يترجم حكاية "الغريب" لألبر كامو، ونقل بطله مورسو إلى الشاشة بجماليات تحافظ على روح الرواية، مقدماً إياها عبر خيارات اقتباسية مختلفة عن التي تبناها الإيطالي لوكينو فيسكونتي في عام 1967 عندما أفلم الرواية نفسها. ولكن، في المقابل، قد يتقدم الشغوفون المتعصبون برواية تشكل ذروة "فلسفة العبث"، في اتجاه الفيلم ببعض الحذر، وهذا مفهوم.

بسبب عمقه الوجودي وصعوبة تجسيد بروده العاطفي، قيل عن الرواية إن اقتباسها يتعذر، على غرار روايات كثيرة صعب نقلها إلى الشاشة، كـ"البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست. "الغريب" (1942) التي تعد واحدة من ثلاث روايات فرنسية الأكثر قراءة عبر التاريخ، مع "البؤساء" لهوغو و"الأمير الصغير" لإكزوبيري، تعتمد كثيراً على السرد الداخلي لمورسو، الذي يعيش في عالم من اللامبالاة، حيث تتقاطع الحياة والموت في نظرة هادئة وعميقة، لا تحمل كثيراً من الانفعالات أو التعبيرات الواضحة. وهذا ما جعل نقل الرواية إلى عمل سينمائي تحدياً حقيقياً، إذ تعتمد السينما على الحركات والصور لنقل المشاعر، بينما مورسو يبقى صامتاً حتى في أحلك لحظاته.

لكن أوزون الذي كثيراً ما كان متنوعاً في مقاربته للسينما (حتى إنه قدم نسخة ثانية لـ"دموع بترا فون كانت المرة" فيلم فاسبيندر الشهير)، مازجاً الأنواع والتيمات من الميوزيكال إلى فيلم الجريمة الخفيف، أراد أن يحمل هذا الرهان إلى أقصى درجاته. وعلى رغم أن هذا أول اقتباس له لرواية أيقونية، فهو اختار أن يعبر عن هذه البرودة من خلال تصوير رصين وسرد بصري مقتصد، يحافظ على هدوء الشخصية بدلاً من محاولة خلق انفعالات زائفة. ففي بداية الفيلم، يسيطرالغموض والكتمان على مورسو، كتعبير عما يعيشه داخلياً، ولكن مع انتقال الأحداث إلى قاعة المحكمة (بعد جريمة القتل التي تعد محور الرواية)، تبدأ الكلمات في الظهور بقوة، وتعتمد الحوارات على التفسير والتحليل، كاشفة عن فلسفة كامو، كما لو أنها تحاول سد الفجوة التي خلفها الصمت في النصف الأول من الفيلم.

مورسو، هذا الذي يراقب ما يجري من دون اهتمام يذكر، هو تجسيد للبطل المضاد الذي ابتكره كامو ولا يزال يعد إلى اليوم من الشخصيات المثيرة للجدل في الأدب الحديث، لأنها تعبر عن اللامبالاة الوجودية وتطرح أسئلة عن معنى الوجود وجدواه. مورسو لا يظهر أي مشاعر تجاه الأحداث التي يعيشها، سواء كانت وفاة والدته أم علاقة غرامية أم حتى عندما يرتكب جريمة. في لحظة تلقيه خبر وفاة أمه في بداية الرواية، يقول: "أمي ماتت اليوم، أو ربما أمس، لا أدري"، هذه الجملة الشهيرة تلخص مفهوم العبث كما صاغه كامو. أوزون يجسد هذا المفهوم ببراعة، مفتتحاً الفيلم بهذه الجملة التي نقرأها على الشاشة، بدلاً من أن نسمعها تقال، في ما يمكن اعتباره رد اعتبار إلى الكلام المكتوب في فيلم سينمائي.

بين الفلسفة والسينما

يعبر أوزون كل العقبات والحواجز التي تعوق الجمع بين الفلسفة الوجودية التي تعتمد على التجربة السينماالداخلية، وبين طبيعة السينما التي تتطلب تمظهرات. ولكن، لدى المشاهد الذي لم يقرأ الرواية، يمكن أن يكون الفيلم تجربة مشوقة، في حين أن القارئ الملم بالنص، قد يجد بعض المشاهد تجسيداً لما كان في مخيلته، والخيال دائماً أقوى من أي تجسيد. 

بيد أن هذه الخاصية لا تقلل من قيمة "الغريب"، فالعمل الذي جاء به أوزون إلى البندقية منافساً على "الأسد الذهبي" يبقى واحداً من أجمل ما شاهدناه هذا العام. تلك المشاهد القصيرة المكثفة التي تستلهم من سينما الأربعينيات، التي تحافظ على جو من الواقعية والهدوء، كانت تحتاج إلى موهبة ورؤية يملكهما أوزون. الاختيار الفني لتصوير الفيلم بالأبيض والأسود كتحية إلى سينما تلك الحقبة التي تجري فيها الأحداث، يعزز الإحساس بالعصر الذي تدور فيه القصة، ويضيف طابعاً كلاسيكياً، من دون أن يفقد العمل روحه الخاصة والمعاصرة.

مورسو أمام كاميرا أوزون يحمل ملامح الممثل ذي الطلة البهية بنجامان فوازان، 28 سنة، وله لمسات أنثوية، في حين تأتي الشخصيات الثانوية، من الحبيبة ماري إلى الصديق ريمون فالجار سالامانو، دقيقة ومتناسقة ووفية للأصل الأدبي، مكملة الجو العام من دون أن تتخطى الحدود، مما يساعد في الإضاءة على مورسو بوضوح، كالبطل الأوحد التي منه تتناسل الأفكار التي كان يريد كاموا بثها. 

تفادى أوزون تحويل الرواية إلى نسخة معاصرة تحمل أفكاراً حديثة، فظل وفياً لزمن القصة في الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي، محافظاً على نقاء الموضوع بلا تشويه. القتل الذي يرتكبه مورسو بقي كما هو، والشاب الضحية الذي لا يحمل سوى اسم "العربي"، ما زال شخصية هامشية، مجرد حجة للسرد، وليس لها بعد درامي أو شخصي. مع ذلك، لم يتوان الفيلم عن إضافة شخصية جديدة غير موجودة في الرواية الأصلية لن نكشفها كي لا نفسد متعة الاكتشاف. 

شرح أوزون في البندقية أنه لم يطمح إلى فيلم من منظور الأربعينيات، إنما من وجهة نظر اليوم، مع المسافة التي تفصلنا عن تلك الحقبة من الجزائر الفرنسية والاستعمار، ومع وضع الكتاب في شيء من السياق الزمني الذي كتب فيه. قال: "ما هو مثير للاهتمام من منظور اليوم هو أننا نعرف ما الذي حدث بين ذلك الزمن والآن. كانت هناك حرب الجزائر، وكان هناك كثير من الانتهاكات، وكثير من المعاناة، وصولاً إلى قطع العلاقات الحالي بين البلدين". 

 

الـ The Independent  في

03.09.2025

 
 
 
 
 

من مصارع إلى ممثّل بأداء مركّب… "ذا روك" يسحق القلوب في البندقية!

هوفيك حبشيان - المصدرالبندقية - "النهار"

يطلّ علينا دواين جونسون في "آلة السحق" لبيني سفدي، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لـ"البندقية 82".

من أروع تجارب السينما، تلك التي يتماهى فيها الممثّل مع الدور إلى حدّ يصبح فيه السرد أقرب إلى فيلم وثائقي عن حياة الممثّل نفسه، فلا نعود نميز تماماً بين الشخصية المتخيّلة والإنسان الذي يؤدّيها؛ إذ تنشأ علاقة تبادلية تضيء كلّ منهما الأخرى. على هذا النحو يطلّ علينا دواين جونسون في "آلة السحق" إخراج بيني سفدي، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للدورة الحالية من مهرجان البندقية السينمائي (27 آب – 6 أيلول). لا يمكن النظر إلى الشخصية بمعزل عن دواين جونسون نفسه. فالنصّ، وإن كان يدور على بطل المصارعة مارك كير، 56 عاماً، فإنه في جوهره حوار داخلي بين دواين وما يمثّله هذا الدور بالنسبة اليه. من خلال تقمّصه مارك كير، يعيد النظر في ذاته، في ماضيه، في صورته العامة، وحتى في ملامح تحوّله الشخصي.

"أصارع لأن المصارعة تمنحني نشوة الانتصار. والنصر، يا سادتي، هو أعظم المتع الممكنة!". هكذا يواجهنا مارك كير (جونسون) بطل "آلة السحق"، منذ اللحظات الأولى، مُطلقاً عباراته كمن يُلقي بياناً وجودياً. يتحدّث عن اللذة التي يشعر بها حين يسدّد ضرباته إلى الخصم، عن النشوة التي لا تعادلها أي نشوة أخرى.

لكن بيني سفدي لا يرضى بالبقاء في هذه الجهة من الحقيقة. لا ينسفها تماماً، بل يمرّ عبرها، يعبر "هناك" ليقودنا إلى "هنا": إلى صورة أكثر تعقيداً، أكثر إنسانية. مارك كير، كما يظهر في الفيلم، ليس مجرد آلة للبطش. هو رجل رقيق، يحمل في داخله تناقضات مؤلمة. صوته بالكاد يُسمَع عندما يهدأ. انظر إليه كيف يطلب من الراكب الجالس بجانبه في الطائرة أن يفتح له النافذة، فقط ليطلّ على الغروب. أو تأمل الطريقة التي يحمل بها إناءً صغيراً، ليحدّق فيه كأنه يكتشف فيه الكون. هذا الإنسان الرقيق، المتأمّل، هو نفسه "آلة السحق" التي تفتك بمن حولها: من صديقه ومدربه، إلى مَن يحاول الاعتناء به، وصولاً إلى ذاته.

تكمن أهمية الفيلم في كونه لا يروي سيرة رجل بقدر ما يصوّر عملية تفكيكه. يفكّك صورة "الرابح"، ويقوّض أسطورة الذكورة المنتصرة التي طالما تربّعت على حلبات المصارعة وشاشات السينما. في نهاية الفيلم، لن يبقى من الجسد الضخم سوى أجزاء مبعثرة. لا شيء من وهج العضلات، ولا من استعراض القوة. يختزل المخرج كلّ ذلك في كائن هشّ، لا تضعفه قلّة القوة، بل يضعفه فائضها، بعد أن تحوّلت من درع إلى قيد. ما يفعله الفيلم هو انه يسحق بطله بأناقة، أي انه يرقّيه بدلاً من أن يهينه. يضعه أمام أسئلة وجودية لم يشأ أن يطرحها من قبل، أو ربما لم يملك وقتاً أو شجاعة لمواجهتها، لانشغاله الأبدي بالخسارة والربح

نعم، في جوهره، هذا فيلم عن "الرجل". عن الرجل حين يُصوَّر من خلف باب، أو مفترشاً أرض حلبة الصراع، في وضعية تجعله دوماً في موضع هشّ، كأن الضربات التي يتلقاها ويسدّدها ليست سوى محاولات لتعويض كلّ الخسارات التي ألحقها به العالم على المستوى الفردي.

يعاين سفدي هذا العالم الرجولي بدقّة الجرّاح، لكنه لا يُدين أحداً، ولا يُنصّب نفسه قاضياً. هذا هو الفيلم، ولا شيء سواه. لكنه مع ذلك، غني بالدلالات إلى حدّ يحتل فيه مساحة فكرية وعاطفية واسعة. لا حاجة إلى حبكة متشعّبة، أو استعراض تقني. لا ابتكارات شكلية لافتة، فقط تصوير مباشر، صادق، فعّال. حين تكون الفكرة متماسكة، والشخصية مشبّعة بالتناقضات، يكفي تتبّع تفاصيلها الصغيرة، كي يُبنى منها فيلم يحملنا مباشرةً إلى عمق التجربة الإنسانية.

من أجل رسم بورتريه واقعي للمصارع، اختار سفدي اسناد الدور إلى دواين جونسون، 53 عاماً، المعروف بـ"ذا روك"، مصارع وممثّل أميركي كندي، نادراً ما ارتبط اسمه بالأدوار المركّبة أو الأداء النفسي الدقيق. لكن هنا، تبدو الفكرة في غاية الذكاء، بل وفي محلّها تماماً، لأن جونسون الذي سحق قلوب كثر في البندقية، لا يكتفي بحمل الفيلم بعضلاته، بل يشارك بوعيه الذاتي في تفكيك صورته هو.

ما يفعله المخرج بجونسون هو توظيف دقيق، على مرحلتين بصريتين ونفسيتين. في المرحلة الأولى، بالكاد نتعرّف اليه: بفضل الماكياج والشعر المستعار، يبدو ككائن غريب عنّا، كأننا نشاهد شبحاً مستعاراً من مكان آخر. أما في المرحلة الثانية، فيعود إلينا كما نعرفه، ولكن محاطاً بكلّ الأسئلة الجديدة التي طرحها الفيلم عليه، وعلى صورته، وعلى مهنته، وعلى رجولته. الفيلم، في هذا المعنى، لا يستلهم من حضور "ذا روك" الخارجي، إنما من رحلته الداخلية كممثّل يصارع تاريخه، ويعيد النظر في ما مثّله سابقاً على الشاشة من صلابة وانتصارات وأبطال خارقين.

ما يضفي على الفيلم مزيداً من التأثير، هو اختياره الجمالي المتقشّف. يأخذنا سفدي إلى منطقة تشبه أفلام الدرجة الثانية (B-movies) السبعيناتية، من باب اكتشاف الجمال في الإهمال والرهافة في القسوة. وحين تُسدَل الستارة، لا نشعر بأن الفيلم انتهى، بعدما نكون قد طُرحنا أرضاً، غير قادرين على النهوض بسهولة، كأننا شاركنا، نحن أيضاً، في تلك المباراة الطويلة التي لا رابح فيها.

 

النهار اللبنانية في

03.09.2025

 
 
 
 
 

بيان من صناع «صوت هند رجب» بمهرجان فينيسيا :

«كفى قتلًا جماعيًا وتجويعًا وتهميشًا وتدميرًا»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

اغتنم صناع "صوت هند رجب" الدرامي عن غزة، أحد أكثر الأعمال المرتقبة في مهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام، فرصة المؤتمر الصحفي الرئيسي الأول للفيلم لإطلاق نداء قوي من أجل السلام.

وبعد أن استُقبلت مخرجة الفيلم، كوثر بن هنية، بتصفيق حار طويل، ألقت بطلتها، الممثلة الفلسطينية الكندية سجى كيلاني، بيانًا مُعدًّا نيابةً عن زملائها.

قالت كيلاني: "باسم الفريق بأكمله، نسأل: 'ألم يكفّ؟' كفى قتلًا جماعيًا وتجويعًا وتهميشًا وتدميرًا واحتلالًا مستمرًا". صوت هند رجب لا يحتاج منا دفاعًا. هذا الفيلم ليس رأيًا أو خيالًا، بل هو واقعٌ قائم. قصة هند تحمل ثقل شعبٍ بأكمله. صوت هند واحدٌ من بين عشرات الآلاف من الأطفال الذين قُتلوا في غزة خلال العامين الماضيين فقط.

وأضافت: "السؤال الحقيقي هو: كيف تركنا طفلةً تتوسل من أجل الحياة؟ لا أحد يستطيع العيش بسلام، بينما يُجبر طفلٌ واحدٌ على التوسل من أجل البقاء. دعوا صوت هند يتردد صداه في جميع أنحاء العالم. دعوه يُذكركم بالصمت المُحيط بغزة."

يستند فيلم "صوت هند رجب" إلى النداءات الأخيرة الحقيقية لهند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي حوصرت في سيارة بغزة في 29 يناير 2024، بعد أن قتلت نيران دبابة إسرائيلية أقاربها.

بقيت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على اتصالٍ مع الطفلة لأكثر من ساعة وهي تتوسل لإنقاذها.

دُمرت سيارة الإسعاف التي أُرسلت للوصول إليها، مما أسفر عن مقتل المسعفين اللذين كانا على متنها.

أصبح صوت هند - الذي انتشرت مقتطفات منه على الإنترنت، وتم التحقق منه وتحليله لاحقًا من قبل وسائل إعلامية، بما في ذلك صحيفة واشنطن بوست وسكاي نيوز وفورينسك أركيتكتشر - أحد أكثر الشهادات المؤثرة والرمزية للحرب في غزة: نداء يائس سُمع في جميع أنحاء العالم - قوبل بالصمت.

وقالت بن هنية، المرشحة لجائزة الأوسكار مرتين، عن دوافعها: "بالنسبة لي، كانت رغبة قوية وشعور بالغضب والعجز هي التي أدت إلى ولادة هذا الفيلم. لكنني كنت محاطة بأشخاص رائعين، بدعم كامل من والدة هند وعائلتها وجميع العاملين في الصليب الأحمر، الذين هم الأبطال الحقيقيون لهذه القصة".

بعد أن مُنعت من دخول غزة، لكنها مصممة على الاستجابة، اتصلت بن هنية بالهلال الأحمر وأحباء هند، وحصلت في النهاية على التسجيل الكامل الذي تبلغ مدته 70 دقيقة. من هذه المادة الخام، بنت سردًا هجينًا، يركز على أصوات العاملين في الهلال الأحمر الذين حاولوا، رغم كل الصعاب، إنقاذ الطفلة. يؤدي ممثلون فلسطينيون دور المسعفين، لكن صوت هند الذي نسمعه هو صوتها، من التسجيل الأصلي لذلك اليوم.

في الأسبوع الماضي، ومع انطلاق مهرجان فينيسيا السينمائي، انضمت أسماء لامعة في عالم السينما، من بينهم براد بيت، وخواكين فينيكس، وألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر، إلى فريق إنتاج فيلم "صوت هند رجب" كمنتجين منفذين، مما عزز مكانته قبل عرضه العالمي الأول.

صرحت بن هنية بأن دعم شخصيات سينمائية عالمية كهذه كان أمرًا "لم أتخيله أبدًا"، لكنها "ممتنة جدًا لدعمهم".

وأضافت: "انضمام كل هذه الأسماء إلى الفيلم له معنى كبير. لقد شهدنا تغيرًا في الخطاب حول العالم - أن أولئك الذين يموتون في غزة هم ضحايا جانبيون في وسائل الإعلام. لهذا السبب، تُعد السينما والفن وجميع أشكال التعبير مهمة جدًا لمنح هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا".

دأبت بن هنية على طمس الحدود بين الخيال والواقع لأكثر من عقد من الزمان، مُبدعةً أعمالاً تتنقل بين التمثيل الدرامي والوثائقي، مع الحفاظ على رسوخها في التجربة المعاشة.

استخدم فيلمها الروائي الطويل الأول، "شلاط تونس" (2014)، تقنياتٍ وثائقيةً لاستكشاف أسطورةٍ محلية. أما فيلم "الجميلة والكلاب" (2017)، فقد جسّد تداعيات اعتداءٍ جنسيٍّ في تونس بدقةٍ مُقلقة.

وقد حصدت أعمالها الأخيرة شهرةً عالميةً واسعة. ففي عام 2020، أصبحت أول مخرجة أفلام تونسية تُرشّح لجائزة الأوسكار عن فيلم "الرجل الذي باع جلده"، وهو دراما ساخرة تدور حول لاجئٍ سوريٍّ يُصبح جسده سلعةً.

وبعد ثلاث سنوات، قدّم فيلمها الوثائقي الروائي "أربع بنات" - الذي يجمع بين الشهادة وإعادة التمثيل - عرضاً في مهرجان كان، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي، ورُشّح لجائزة الأوسكار.

وقد رُشّح فيلم "صوت هند رجب" من قِبَل تونس لجائزة أفضل فيلم دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والتسعين المُقبل.

تحدث طاقم الفيلم الفلسطيني بالكامل - بمن فيهم معتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل - في فينيسيا عن الأجواء العاطفية المؤلمة التي سادت طوال فترة التصوير.

قال ملحيس، الذي يؤدي دور مسعف: "كانت الدموع تنهمر دائمًا، كل يوم، كل لحظة". وأضاف ملحيس، المشارك في البطولة، المولود في الضفة الغربية، إنه عندما سمع تسجيلات صوت هند أثناء التصوير، شعر وكأنه في الواقع وليس في موقع تصوير.

وتابع: "أعادني ذلك إلى طفولتي عندما كنت أتوسل طلبًا للأمان. لم أستطع مواصلة التصوير مرتين. أصبت بنوبة هلع. كان الأمر صعبًا، لكن الجميع كان حاضرًا لدعمي".

واختتم حديثه قائلًا: "لقد كانت مسؤولية تقع على عاتقي. شعرتُ أنه يجب علينا القيام بذلك - لأنه إن لم نفعل، فمن سيفعل؟"

سيتم الكشف عن أسماء الفائزين في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي في حفل سيُقام يوم السبت المقبل السادس من سبتمبر.

 

####

 

مراجعة فيلم | «صوت هند رجب» لـ كوثر بن هنية

يُثير الغضب والمأساة للإنسانية التي تفتقدها غزة

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

استعدوا لواحدة من أكثر التجارب السينمائية رعبًا. قدمت المخرجة التونسية كوثر بن هنية، البالغة من العمر ثمانية وأربعين عامًا، أهم أفلامها حتى الآن، «صوت هند رجب»، الذي قد يُغير رفض صناعة السينما القاطع لإدانة جرائم إسرائيل ضد الإنسانية.

هذه هي المرة الأولى منذ بدء إبادة غزة في أكتوبر 2023 التي يُدرج فيها مهرجان كبير مثل فينيسيا السينمائي الثاني والثمانين، فيلمًا يجسد صورة حقيقية، جريئة، وصادقة، وغير مُنقّحة، لفظائع إسرائيل المروعة، وضمن مسابقته الرسمية.

هذا الفيلم الوثائقي، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، وأنتجه جوناثان جلازر وألفونسو كوارون، يتتبع جهود موظفي مركز اتصال الهلال الأحمر في رام الله (بالضفة الغربية) لإنقاذ حياة طفلة في السادسة من عمرها عالقة مع جثث عمها وعمتها وأربعة من أبناء عمومتها داخل سيارة في غزة (على بُعد 52 ميلاً منهم).

أطلقت إسرائيل 355 رصاصة على السيارة المدنية. يتواصل العملاء المتفانون مع هند عبر الهاتف، ويطمئنونها مرارًا وتكرارًا بأن المساعدات في طريقها.

التسجيلات الصوتية هي الصوت الحقيقي للطفلة هند رجب، بينما يُعاد تمثيل مشاهد مركز الاتصال.

بن هنية ليست غريبة على المزج بين الخيال والوثائقي: فقد حققت نتائج باهرة في فيلمها الروائي السابق "أربع بنات"، الذي عُرض لأول مرة في كان قبل عامين.

يحاول موظف الاتصال عمر (معتز ملحيس) تهدئة الضحية العاجزة على الجانب الآخر من الخط، لكن غضبه يتفاقم لدرجة أنه سرعان ما يبكي كطفل رضيع، عاجزًا عن مواصلة الحديث.

تتولى هناء (سجى كيلاني)، ذات الصوت الهادئ والعاطفة الأمومية، مهمة الاتصال، بينما تمد نسرين (كلارا خوري) الأكثر صرامة يد العون من حين لآخر. يحثّان الصليب الأحمر ووزارة الصحة الفلسطينية على التنسيق مع الجيش الإسرائيلي لتوفير طريق آمن لسيارة الإسعاف.

يصرّ رئيسهم البراغماتي مهدي (عامر حليحل) على عدم إرسال المسعفين إلا بعد الحصول على الضوء الأخضر، خشية أن يلقوا حتفهم سالمين كعمال الإغاثة العشرين الذين قتلتهم إسرائيل (صورهم معلقة على جدار مهدي).

صورة جميلة لهند مبتسمة على شاشة الكمبيوتر، إلى جانب توسلات والدتها للتحرك على خط آخر، تضيف طبقة أخرى من اليأس إلى الأحداث، ولعله من غير المفاجئ أن ينهار عمر في النهاية.

في البداية، ظنّت هند أن أقاربها (نائمون)، في أحد أكثر التسجيلات إيلامًا. لكن سرعان ما أدركت الفتاة الصغيرة أنهم أموات.

سمعت طلقات بنادق ورأت دبابات تمر "قريبًا جدًا"، كما قالت. ثم اتضح لها أنها مصابة وتنزف.

بعد ساعات، لم تحصل سيارة الإسعاف على الضوء الأخضر للوصول إلى موقع المأساة، الذي يبعد ثماني دقائق فقط بالسيارة.

اقترح عمر إبلاغ الجيش الإسرائيلي بالطفلة، ليستخدموا إنقاذها كدعاية. وهذا مستبعد جدًا. لاحظ أحدهم أن صوت طفلة صغيرة لن يثير تعاطف الإسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك، جيش الدفاع الإسرائيلي مجهز جيدًا بتكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء. هذا يعني أن جنود الجيش يعرفون أن هناك طفلة صغيرة عالقة داخل حطام السيارة. إن فشلهم في إنقاذها دليل على ساديتهم.

يتضح بشكل متزايد أنه لا حدود لرغبة إسرائيل في إبادة الفلسطينيين. ما يجعل فيلم «صوت هند رجب» مؤثرًا للغاية ليس فقط حقيقة أن الأصوات حقيقية، بل إن إعادة تمثيل أحداث مركز الاتصال تنبض بالعاطفة والأصالة.

جميع الممثلين يقدمون أداءً مؤثرًا. يضمن أسلوب بن هنية الإخراجي القوي ألا تنحدر الحوارات إلى مستوى الميلودراما.

النتيجة واقعية للغاية. سيشعر المتفرج وكأنه في غرفة التحكم مع عمر ورنا ومهدي ونسرين. من المزعج للغاية مشاهدة يأسهم الشديد في مواجهة عجزهم شبه التام.

هذا الإنتاج التونسي الفرنسي هو دعوة للتحرك، ومن واجب كل شخص في السينما تكريم صوت هند (وأكثر من 50,000 طفل قتلتهم/جرحتهم إسرائيل).

يجب على كل من لديه ذرة من الإنسانية والكرامة أن يجعل صوته مسموعًا بصوت عالٍ وواضح.

«صوت هند رجب» لا يمكن تجاهله، حيث تضفي كوثر بن هنية لمسة من الحميمية على الشاشة، وتُبدع هي والممثلون فيلمًا آسرًا، من المؤكد أنه سيُثير نفس الغضب والمأساة التي شهدتها شخصياته، إنه تمثيل قوي للإنسانية التي افتقدتها غزة، وينبغي على لجنة تحكيم ألكسندر باين وضعه في صدارة الأعمال التي يمكن منحها جائزة الأسد الذهبي.

 

####

 

تعرف على | القائمة الكاملة لـ «جوائز فاينال كت»

في نسختها الثالثة عشرة بمهرجان فينيسيا الـ 82

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

اختتمت ورشة فاينال كت في فينيسيا (31 أغسطس - 2 سبتمبر)، التي هدفت إلى دعم الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج من أفريقيا ودول عربية مختارة (العراق، الأردن، لبنان، فلسطين، سوريا، واليمن).

واستضاف جسر الإنتاج في فينيسيا هذه المبادرة مجددًا (28 أغسطس - 3 سبتمبر) خلال أيام مهرجان فينيسيا السينمائي.

للعام التاسع على التوالي، مُنحت جائزة بينالي فينيسيا (بقيمة 5000 يورو) لدعم أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وقد منحت لجنة التحكيم، المؤلفة من فاتح أباي (أكاديمية الفيلم الأوروبية)، وناتالي جونغ (كينولوجي)، وكلاوديو رابينو (مايسترو للتوزيع)، جائزة فيلم "المحطة" لسارة إسحاق (اليمن/ الأردن/ فرنسا/ ألمانيا/ هولندا/ النرويج/ قطر).

أشادت لجنة التحكيم بالفيلم، معتبرةً إياه "تجسيدًا حقيقيًا للتمكين الجندري، إذ يُظهر النساء كأفرادٍ مُركّبين وقادرين على مواجهة واقعهن باستقلالية وكرامة. يتحدى الفيلم النظرة الغربية التقليدية للمناطق التي غالبًا ما تُختزل في سردياتٍ مُبسّطة، كاشفًا عن كامل طيف التجربة الإنسانية - الإبداع، والفكاهة، والقوة، والأمل الذي يزدهر حتى في الظروف الصعبة".

كما تلقى مشروع إسحاق دعمًا إضافيًا من شركة تيترا فيلم (5000 يورو لتصحيح الألوان، و 3000 يورو لنسخة DCP الرئيسية أو النسخة الرقمية، و 2000 يورو للترجمة الفرنسية أو الإنجليزية)، وشركة راي سينما (5000 يورو لحقوق التفاوض الأولى للحصول على حقوق البث التلفزيوني المجانية في الأراضي الإيطالية)، وشركة ساب-تي المحدودة (7500 يورو لنسخة DCP الرئيسية مع الترجمة)، وشركة ساب-تي أكسس (7500 يورو للمحتوى المُتاح، بما في ذلك الترجمة للصم والوصف الصوتي).

وفاز فيلم "ماي سيمبا" (أنغولا) للمخرج هوغو سالفاتيرا فائزًا كبيرًا آخر، بأربع جوائز. تشمل هذه الجوائز خدمات تصحيح الألوان بقيمة 15,000 يورو من شركة ليزر فيلم، وخدمات مكساج الصوت بقيمة 15,000 يورو من ستوديو أ فابريكا، وجائزة "قلب سينماتيك أفريقيا" (حقوق البث غير التجارية بقيمة تتراوح بين 4,000 و6,000 يورو)، ومنحة بقيمة 2,500 يورو من مهرجان فريبورغ السينمائي الدولي لتغطية تكاليف إنتاج قرص دي سي بي.

وحصد فيلم "بيت الريح" (لا ميزون دو فينت) للمخرج أوغست كويمو يانغهو (الكاميرون/بنين/فرنسا/بلجيكا) جوائز من شركة M74 (10,000 يورو للمؤثرات البصرية الرقمية)، ومن شركة Mnemonica (استخدام منصتها السحابية بقيمة 10,000 يورو).

كما حصل فيلم مريم الذبحاني " يلا نلعب عسكرة" (العنوان المؤقت: اليمن/قطر/النرويج/فرنسا) على دعم كبير، بما في ذلك ضمان بحد أدنى 10,000 أو 3,000 دولار أمريكي (حسب النوع) من MAD Solutions، و5,000 دولار أمريكي بالإضافة إلى دعوة لحضور سيني جونة من مهرجان الجونة السينمائي.

وتشمل المشاريع المدعومة الأخرى فيلم هند بن صاري "خارج المدرسة" (المغرب/الدنمارك)، الذي حصل على 5,000 يورو من صندوق البحر الأحمر و2,500 يورو من مهرجان أميان السينمائي الدولي؛ وفيلم راكان مياسي "أمس لم تنم العين" (بلجيكا/لبنان/فلسطين)، المدعوم بخدمات موسيقية مصممة خصيصًا من Oticons (تصل قيمتها إلى 10,000 يورو)؛ وفيلم "الوقوف عند الأنقاض" لسعيد تاجي فاروقي (مصر/المملكة المتحدة)، والذي حصل على 10,000 يورو لخدمات مكساج الصوت من 196-MEDIA؛ وفيلم "إرث" لمامادو ضياء (السنغال/فرنسا)، والذي سيستفيد من استرداد 5,000 يورو لخدمات ما بعد الإنتاج من المنظمة الدولية للفرانكوفونية.

 

####

 

كيم نوفاك في «ماستر كلاس فينيسيا الـ 82» :

أفضل أن أكون على الجانب الآخر من الكاميرا

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

قالت الممثلة الأميركية كيم نوفاك الحائزة على جائزة أسد فينيسيا الذهبي عن مجمل أعمالها في (ماستر كلاس) أقيم اليوم ضمن فعاليات الدورة الـ 82: أنا ممتنةٌ جدًا لوجودي هنا معكم جميعًا.

وأضافت نوفاك: "في صغري، كنتُ خجولةً جدًا لدرجة أنني كنتُ أختبئ خلف الستائر عندما يأتي الناس إلى المنزل. كانت والدتي تخرج، فأشعرُ بإحراجٍ شديد".

وتابعت: "لم أكن لأحلم يومًا بأن أصبح ممثلةً - كنتُ أفضل أن أكون على الجانب الآخر من الكاميرا."

وعن حياتها، قالت: "لطالما سعيتُ لأكون على طبيعتي، سواءً من خلال شغفي بالرسم أو بالتمثيل. رفضتُ محاولات تغيير شخصيتي وفقًا للصور النمطية وتوقعات هوليوود".

واختتمت الماستر كلاس، قائلة : "اخترتُ دائمًا اتباع عواطفي والتفاعل تلقائيًا مع المحفزات، بدلًا من أداء دورٍ ما - وهو نهجٌ سمح لي بالبقاء وفيةً لنفسي ومشاعري."

 

####

 

آراء النقاد حول فيلم «صوت هند رجب» ترشحه لـ «أسد فينيسيا الذهبي الـ82»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

عُرض اليوم فيلم «صوت هند رجب»، للمخرجة التونسية الشهيرة كوثر بن هنية، في مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 82، وبدأ النقاد بكتابة المراجعات عن الفيلم،

الذي أجمع غالبيتهم على استحقاقه جائزة الأسد الذهبي لهذا العام، فهل يتوافق ذلك مع لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج ألكسندر باين، ننظر السبت المقبل لنعرف ماهو الفيلم المتوج، وفيما يلي رصد لرد فعل النقاد حول الفيلم.

وصف دامون وايز، من موقع Deadline، الفيلم التونسي المرشح لجائزة الأوسكار بأنه فيلم "حيوي": "قد يكون فيلم كوثر بن هنية الوثائقي القوي "صوت هند رجب" بمثابة صاعق البرق الذي ينتظره مناصرو القضية الغزية، وهو إجراءٌ عاجلٌ يستخدم وسائل سينمائية - لقطات مقربة باليد وكاميرا تتحرك كأبٍ ينتظر مولوده - لإيصال فكرته."

ومنح موقع Next Best Picture الفيلم تقييم 8/10، واصفاً إياه بأنه: "صورةٌ مروعةٌ لمحاولة إنقاذ آسرةٌ ومؤثرة. إنه مؤثرٌ عاطفيًا، ومؤثرٌ للغاية، ومُؤرقٌ، إذ يلتقط هذه الأحداث بحميميةٍ مؤثرة. أداء الممثلين استثنائيٌّ في جميع المجالات."

ووصفت صحيفة ذا ناشيونال الفيلم بأنه "مُدمّر": "أصبح صوت هند رمزًا للأزمة، بعد انتشار مقتطفات من نداء استغاثتها عبر الإنترنت. لكن هذه النسخة المُعاد تمثيلها على مستوى آخر. فبينما قد يكون من الصعب حثّ الناس على الاهتمام بصراعات بعيدة عن حياتهم، لا يُمكن تجاهل هذا الأمر ببساطة. سيُحطمك".

وصفت مجلة Vulture الفيلم بأنه "أقوى فيلم في فينيسيا".

بينما قالت مجلة Little White Lies: "قصة هند رجب تُكاد تكون مُرعبة لدرجة يصعب مواجهتها، إلا أن هذه التحفة الفنية لكوثر بن هنية تُطالبنا بأن نكون شهودًا".

ومنح موقع Indiewire الفيلم تقييم A-، واصفًا إياه بأنه "مُؤثر للغاية" و"مرثية رقيقة ومُدمّرة".

وأشادت مجلة Variety بجوانب من الفيلم، لكنها لم تُخفِ تحفظها، وكتب جاي لودج: "من المستحيل ألا تُتأثر بالتسجيل الصوتي الواقعي الذي يُمثل جوهر فيلم كوثر بن هنية المُختلط، لكن أخلاقيات وطريقة تنفيذ الفكرة محل شك".

وتأثرت THR بالفيلم، وتطرقت إلى فرص فوزه بالجوائز: "صوت هند رجب هو أحدث سلسلة أفلام عن الأراضي المحتلة في غزة والضفة الغربية على مدار سنوات طويلة. توقيته يجعله ملحًا بشكل خاص، وكذلك توقيت فيلم "لا أرض أخرى" العام الماضي، وها نحن ذا بعد عام. بترشيح تونس الرسمي لجوائز الأوسكار، سيحظى الفيلم باهتمام كبير في الأشهر المقبلة، كما أن انضمام نجوم هوليوود البارزين كمنتجين تنفيذيين بما في ذلك الممثلين براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، سيساعد في جذب الانتباه لموسم الجوائز"

 

موقع "سينماتوغراف" في

03.09.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004