ملفات خاصة

 
 
 

ملفات فينيسيا (6)

“حكاية سيليان”.. عمل شاعري رقيق عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة

أمير العمري– فينيسيا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

عرض فيلم “حكاية سيليان” The tale of Sylian في البرنامج الرسمي- خارج المسابقة، في الدورة الـ82 لمهرجان فينيسيا السينمائي. وهو الفيلم الطويل الثالث للمخرجة المقدونية تامارا كوتيفسكا (من شمال مقدونيا).

وكان الفيلم السابق لكوتيفسكا، “أرض العسل” (2019)، قد حقق نجاحا كبيرا. وكانت قد اشتركت في إخراجه مع زميلها لوبومير ستيفانوف، وكان يصور موضوعا يطرح الكثير من التساؤلات حول الكائنات البشرية التي تعيش حياة شاقة قاسية معزولة في الجبال. لا أحد يهتم بها. كما يبرز المخاطر التي تتعرّض لها الكائنات الطبيعية (النحل تحديدا) وكيف يقضي الإنسان عليها نتيجة الجهل والحماقة والجشع.

 أهم ما يميز “أرض العسل”، صوره البديعة التي تبرز التناقض بين حياة البؤس وجمال الطبيعة في تلك المنطقة الساحرة في أعالي جبال شمال مقدونيا، وقدرة الكاميرا على التقاط أدق التفاصيل والتسلل داخل حياة امرأة مثابرة من الأقلية التركية تدعي حديز، التي تعيش على تربية النحل والعناية به، لتطعم أمها العجوز، تتعامل برقة مع النحل، ومع الحيوانات الموجودة حولها: القطط والكلاب.

وقد فاز “أرض العسل” بثلاث جوائز في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2019، كما رشح لجائزتين من جوائز الأوسكار عن فئتي أفضل فيلم وثائقي وأفضل فيلم دولي في مسابقة 2020.

أما فيلم “حكاية سيليان” فهو يصور العلاقة الحميمية الغريبة التي تنشأ بين طائر لقلق أبيض، ومزارع مقدوني، يدعى نيكولا. هبط هذا الطائر في قطعة أرض يمتلكها نيكولا، وكان جريحا، مصابا في ساقه اليمنى. يطلق عليه نيكولا اسم “سيليان” ويأخذه إلى عيادة الطب البيطري لعلاجه، فيضمدون جرحه لكنهم غير معتادين على التعامل مع أمثال هذا الطائر الذي يعتبرونه من الكائنات “البرية” أي غير الأليفة. ماذا يمكن لنيكولا أن يعطيه ليأكل؟ هذا السؤال يشغل الرجل لكنهم يخبرونه أنه لا يأكل سوى السمك، فيشتري كمية من السمط الكبير لكن سيليان يرفض تناولها، فيذهب ليصطاد بيده الأسماك الصغيرة من بحيرة صغيرة في القرية، ويلقي بها لسيليان الذي يقتنصها قبل أن تصل إليها الدجاجات المنتشرة التي يربيها الرجل.

تتشابك حياة الرجل والطائر.. إنهما يشتركان في الوحدة. فنيكولا وحيد بعد أن هجرته هجرته عائلته، الطائر الجريح من مكب نفايات. وبينما تنشأ رابطة بين نيكولا وسيليان، وسيليان أصبح لا يريد الطيران والعودة إلى الفضاء الحر بل يجد نفسه مرتبطا بتلك البقعة وهذا الرجل. إنهما يجدان العزاء والرفقة معا.

ورغم ما يبذله نيكولا من محاولات لدفع سيليان للطيران إلا أنه يصر على البقاء.

مرة أخرى تبدع كوتيفسكا عملا شاعريا رقيقا عن العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبينه وبين الكائنات التي تجاورنا لكننا لا نشعر بها. هذا المزارعٌ الريفيٌّ المقدونيٌّ الذي يعاني من العزلة في تلك المنطقة القاحلة، تتغيّر حياته الهادئة بفضل ارتباطه المفاجيء بهذا الطائر الجميل.

نيكولا يعرض قطعا صغيرة من أرضه للبيع. وتلح عليه ابنته التي تتصل به تليفونيا، على ضرورة البيع لاحتياج الأسرة إلى المال. لكن الراغبين ف يالشراء يعرضون مبالغ أقل كثيرا من قيمة الأرض. ونيكولا يصبح تدريجيا أكثر ارتباطا عما كان مع الأرض ومع الكائنات التي أصبحت تملأ حياته وخصوصا سيليان.

يبرز هذا العمل التسجيلي البديع تغيّر المناظر الطبيعية والتركيبة السكانية، ويضفي طابعًا شعريًا رائعا على تحركات طائر اللقلق.. ونحن نرى نيكولا في علاقته البسيطة الدافئة بجيرانه، وكيف أصبح يهتم برعاية حقوله التي أهملها كثيرا من قبل.

وكما كان “ارض العسل” مهتما بتصوير الحياة البرية، وما يرتكبه الإنسان من تدمير لها، يستمر اهتمام كوتيفسكا في “سيليان” بالطبيعة وعالم الحيوان، وسبر أغوار حياة العزلة والانتماء إلى الأرض، والعلاقة بين الإنسان والحيوان. كما يصبح الفيلم أنشودة عن الوحدة وكيف يمكن للمرء أن يحقق السعادة بعد أن يتقدم به العمر، ولو من خلال علاقة دافئة بسيطة مع كائن آخر، يتمكن بفضل رقته من تطويعه واستئناسه.

تقول المخرجة كوتيفسكا: “بأسلوبٍ أشبه بقصةٍ خياليةٍ واقعية، تُظهر القصة التي صوّرناها طيور اللقلق البيضاء كمرآةٍ مثاليةٍ للإنسانية”.

 

####

 

ملفات فينيسيا (7): صوت هند رجب” يدمي القلوب

أمير العمري- فينيسيا

شهد مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ82 عرض فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية “صوت هند رجب” داخل المسابقة الرسمية متنافسا مع 20 فيلما آخر على جائزة “الأسد الذهبي”، وقوبل الفيلم باحتفال كبير من جانب النقاد في العرض الخاص الذي يسبق عادة العرض العام، كما أنه سيترك انطباعا قويا لدى الجمهور، فالفيلم لاشك أنه عمل شديد التأثير، والفضل في ذلك يرجع أولا وأساسا، إلى الأسلوب الذي اختارته كوثر لصياغة فيلمها وهو أسلوب يجمع بين الروائي والتسجيلي hybrid، وثانيا أنه يتناول موضوع، صحيح أنه حدث في الماضي القريب، إلا أن الذين صنعوا المأساة التي يصور الفيلم كيفية حدوثها بشكل منهجي، ومن خلال تفاصيل دقيقة، مازالوا يمارسون، جرائمهم يوما بعد يوم، ومنذ ما يقرب من العامين، تحت سمع العالم وبصره.

صوت هند رجب” ليس وحيدا، فالصراخ يشق القلوب ويدميها، من كل جانب في قطاع غزة، الذي يشهد “الهولوكوست” الحقيقي، الهدم والتدمير والإزاحة والتهجير القسري والقتل الذي أزهق أرواح أكثر من ستين ألف شخص ثلثهم تقريبا من الأطفال، شأن “هند رجب” ابنة السنوات الست الحاضرة الغائبة في هذا العمل المؤثر القوي.

تستخدم كوثر بن هنية التسجيلات الصوتية الأصلية للمحادثات الهاتفية التي جرت بين مسؤولي تنسيق حركة الإنقاذ في الهلال الأحمر الفلسطيني في الضفة الغربية، وبين هند التي فقدت جميع من كانوا معها من أقاربها داخل سيارة في حي تل الهوى في قطاع غزة، وظلت حبيسة لعدة ساعات داخل تلك السيارة المدمرة تماما، محاطة كما تروي هي بصوتها، بعدد من الدبابات الإسرائيلية التي يمكننا أن نسمع جيدا ما تقوم به من قصف وقتل. قتلت قريبتها الطفلة “ليان” التي كانت إلى جوارها تتحدث على الهاتف، كما قتل خمسة من أفراد عائلتها كانوا معها في السيارة. ظلت حبيسة داخل السيارة حتى بعد احل الظلام، من دون ماء أو طعام. وقد وقعت تلك الأحداث الدامية في 29 يناير 2024. وكلها أحداث موثقة وثابتة واعترف بها العدو أيضا.

تستخدم المخرجة إطارا مكانيا وزمانيا محدودا للغاية هو من ناحية المكان، مكتب الهلال الأحمر الفلسطيني، لا تخرج منه سوى نادرا وقرب النهاية فقط، كما تستخدم حركة الكاميرا الحرة التي تهتز وتتحرك يمينا ويسارا، وتحاصر الشخصيات الرئيسية القليلة في لقطات قريبة للوجوه لرصد الانفعالات وردود الفعل التي تتراوح ما بين الانهيار التام إلى الهدوء الظاهري الذي يخفي توترا بالغا. وأما من حيث الزمان، فالفيلم يدور في زمن أقرب إلى الزمن الطبيعي الذي يغطي شرائط تسجيلات المحادثات التي جرت بين طاقم العاملين الثلاثة أو الأربعة، وهند رجب التي لا نراها لكننا نرى صورتها مرات عدة سواء على شاشة الكومبيوتر أو على الجدران والفواصل الزجاجية.

قصة هند رجب في هذا الفيلم ليست قصة معزولة عن السياق العام بل مجرد نموذج واحد أصبح معروفا على مستوى العالم بعد بث تسجيلات الاستغاثات المتكررة عبر الهاتف المحمول التي جرت معها وهي تختبيء داخل سيارة مليئة بجثث غارقة في الدماء. وعندما تحادثها مسؤولة الاتصالات في الهلال الأحمر “رنا”، تحاول أن تمنحها الأمل في النجاة، وتعدها بالنجدة بينما تكرر هند باستمرار في عفوية وبراءة “تعالي خذيني”.

من جهة أخرى يصور الفيلم تصاعد التوتر داخل مكتب الهلال الأحمر بين عمر، الشاب الذي يستمع ويتحدث إلى الطرف الآخر أي هند، ومهدي الذي يدير حركة التنسيق بين الهلال الأحمر الفلسطيني والصليب الأحمر الدولي في القدس الذي يتعين عليه الاتصال كما يشرح لنا مهدي بالتفصيل في الفيلم- بوحدة خاصة للمتابعة تتبع الجيش الإسرائيلي لكنها ليست موجودة في أرض القتل في غزة، لكن هي التي يجب أن تتصل بالقوات الموجودة على الأرض لكي تسمح بفتح ممر آمن تعبر منه سيارة الإسعاف.

ونحن نرى كيف يتصاعد التوتر مع مرور الوق، فرغم وجود سيارة الإسعاف على بعد 8 دقائق من السيارة المدمرة التي توجد في داخلها هند، تستمر المعاناة والاستغاثة والاستنجاد والرعب ساعات وساعات.

سندرك ونلمس ونسمع ونستنتج ونعرف أن الإسرائيليين بعد أن قيل إنهم أعطوا أخيرا “الضوء الأخضر” لمرور سيارة الإسعاف، توقفت السيارة بعد بضعة أمتار فقط عند نقطة قريبة نراها على الخريطة التفاعلية الحية، ثم كيف قصفت الدبابات الإسرائيلية السيارة ودمرتها، وقتلت عاملي الإسعاف، ثم ستأتي بعد ذلك لحظة يعتقد عمر ومهدي ورنا أن هند تعرضت أيضا للقصف، لكنها ستعود وتتحدث إلى أمها التي تتصل بوحدة الهلال الأحمر، وتستمر المحاولات من دون أن تؤدي إلى الإنقاذ المأمول بل سيصبح مصير هند رجب في النهاية، هو الموت على أيدي جنود الاحتلال في عملية قتل مقصودة متعمدة.

من ميزات الفيلم أن كوثر بن هنية تنجح في تفكيك الموقف الثابت، إلى عناصره: تصاعد التوتر بين عمر ومهدي، أي بين عمر الذي لا يري سوى أن هناك طفلة تتعرض للموت في صمت وعجز بيروقراطي مخيب للآمال، وبين مهدي الذي لا يملك سوى اتباع الخطوات التي هو مقيد بها ولم يكن هو المسؤول عن وضعها كما يقول، ومن جهة أخرى، هناك رنا ونسرين وهما أكثر هدوءا ورقة وتأثرا في التعامل مع هند (أو هانوود كما ينادونها). ورغم أننا كمشاهدين نعرف مسبقا ما انتهت إليه قصة هند رجب التي أصبحت معروفة على الصعيد العالمي، إلا أن من مزايا الفيلم أنه يجعلنا مشدودين لمتابعة القصة وتفاصيلها لحظة بلحظة كما لو كنا نتابعها متابعة حية على الهواء مباشرة!

كاميرا متحركة قريبة من الوجوه، ترصد وتتسلل بين الشخصيات وتنتقل فيما بينهم وتنقل انفعالاتهم، وتحصر الحدث كله في نطاق ضيق لتكثيف حالة الاختناق التي يسعرون بها، مع تصاعد التوتر، وموسيقى تكثف حالة التوتر من تحت جلد الصورة أي من دون أن تقحم نفسها بشكل مباشر، وأداء تمثيلي مقنع إلى حد كبير من جانب الممثلين الثلاثة أو الأربعة الذين أعادوا تجسيد الحدث: سجا كيلاني (رنا) وكلارا خوري (نسرين) ومعتز مليس (عمر)، وعامر حليحل (مهدي).

قرب النهاية تظهر والدة هند رجب الحقيقية، تتحدث عن مشاعرها خلال تلك المحنة وبعدها، مثل أي أم فلسطينية تتمتع بقوة إرادة مذهلة. وهي تحدثنا عن ولع هند بالبحر وبالشاطيء الرملي في غزة. وتنتقل كوثر بن هنية إلى تفاصيل مرعبة لسيارة العائلة التي قتل جميع أفرادها وكيف انتزعت الجثث أو بقايا الجثث بصعوبة بالغة بعد مرو 12 يوما على وقوع المجزرة المتعمدة أو الجريمة ضد الإنسانية التي يظل المجرمون الذين ارتكبوها أحرارا طلقاء حتى هذه اللحظة، يمارسون القتل في حقوق القتل في غزة.

صوت هند رجب” ينقل مخرجته نقلة أفضل في مسارها السينمائي، فهي أكثر سيطرة على الأسلوب وعلى الأداء والحركة وتصميم المشاهد، وأكثر جدية في التعامل مع موضوعها عما كان الأمر في “بنات ألفة”، كما أصبحت تجيد المزج بين الصوت والصورة، وبين التسجيلي والمعاد خلقه بالتمثيل. صحيح أن الصوت هو الأساس في هذا الفيلم إلا أنها تمكنت من خلق صورة تجسد انعكاسات ذلك “الصوت” ليس فقط على شخصيات الفيلم بل علينا جميعا كمشاهدين.

ينجح الفيلم في نقل الشعور بالحزن والتوتر والغضب داخل مكتب الهلال الأحمر، وأساسا، بالخوف والرعب والأمل الذي يخبو تدريجيا من جانب هند رجب التي ستكتشف رنا وهي تخاطبها باعتبارها طفلة صغيرة تسألها عن الألوان التي تحب، وتشير إلى الأشخاص القتلى داخل السيارة باعتبارهم “نائمين” كيف أنها كبرت، وكيف تجيبها بأنها لم تعد تر أي ألوان، وتصحح لها الأمر فتخبرها بأنهم “ميتين” وليسوا “نائمين” كما تقول لها رنا. لقد كبرت هند في لحظة فارقة من تاريخها الشخصي الذي لا ينفصل أبدا عن تاريخ شعبها كله.

 

موقع "عين على السينما" في

03.09.2025

 
 
 
 
 

"شيء كنت متعطشاً لفعله"

"ذا روك" يتحدث عن فقدان ضخامته من أجل دوره الجديد

البلاد/ طارق البحار

يُعرف دواين "ذا روك" جونسون بضخامته العضلية الهائلة، لكنه خسر الكثير من وزنه من أجل دوره في فيلمه الجديد.

وصرّح جونسون لصحيفة "هوليوود ريبورتر" خلال العرض الأول لفيلم "The Smashing Machine" في مهرجان البندقية السينمائي: "هذا التحول كان شيئاً كنت متعطشاً حقاً لفعله." وأضاف: "كنت محظوظاً بمسيرتي المهنية التي حققتها على مر السنين وبالأفلام التي قدمتها، لكن كان هناك صوت صغير بداخلي يقول: 'ماذا لو كان بإمكاني فعل المزيد؟ أريد أن أفعل المزيد، وكيف يمكن أن يكون ذلك؟'"

في فيلم "The Smashing Machine"، يجسد جونسون شخصية مارك كير، البطل الأسطوري السابق للوزن الثقيل في UFC وأيقونة فنون القتال المختلطة، الذي حقق النجاح في الحلبة ولكنه عانى من إدمان المسكنات في التسعينيات. وتشاركه البطولة الممثلة إميلي بلانت في دور زوجته "دون"، في لم شمل لنجوم فيلم "Jungle Cruise".

وقال جونسون للموقع، وقد بدا متأثراً حتى دمعت عيناه أثناء حديثه: "مارك كان أعظم مقاتل في العالم في مرحلة ما، لكن الفيلم ليس حقاً عن القتال - إنه قصة حب. قصة حب عن مارك و'دون' في هذه العلاقة، وهي قصة حب عن مارك وحبه للشيء الذي كان يفعله - نضاله لمحاولة تحقيق النجاح في الحلبة، وتحدياته وتغلبه عليها. كما تعلمون، مارك تناول جرعات زائدة مرتين، وهو محظوظ لكونه على قيد الحياة - وهذا جزء من سبب خصوصية هذه القصة."

يُعدّ خوض هذا الدور الدرامي الصعب بمثابة تغيير مرحب به لجونسون، الذي ظل لسنوات بطلاً لأفلام ضخمة.

"في كثير من الأحيان يكون من الصعب علينا - أو على الأقل بالنسبة لي أحياناً - أن نعرف ما نحن قادرون عليه عندما نكون مقيدين بأدوار معينة. وأحياناً يتطلب الأمر أن يقول لك أشخاص تحبهم وتحترمهم، مثل إميلي والمخرج بيني سافدي، إنك تستطيع ذلك."

لاحظ المعجبون التغيير الكبير في حجم جونسون خلال العرض الأول للفيلم. وكتب أحدهم: "تحول دواين جونسون من أجل فيلم The Smashing Machine لا يصدق. إنه لا يُعرف!"

كما شاهد الجمهور جانبًا أكثر رقة من أيقونة المصارعة الحرة، حيث ذرف الدموع خلال التصفيق الحار الذي استمر 15 دقيقة بعد عرض الفيلم في المهرجان.

يُذكر أن فيلم "The Smashing Machine" سيعرض في دور السينما بتاريخ 3 أكتوبر

 

####

 

فيلم عن غزة يحظى بتصفيق حار لمدة 24 دقيقة في مهرجان البندقية

البلاد/ طارق البحار

يتناول فيلم "صوت هند رجب" الذي أثار إعجابًا كبيرًا في مهرجان البندقية السينمائي، قصة النداءات الأخيرة المؤلمة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات حوصرت في سيارة تحت نيران الحرب.

صرحت الممثلة سجا الكيلاني في بيان قرأته نيابة عن طاقم العمل قبل العرض: "قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله".

يركز الفيلم الدرامي المستوحى من أحداث حقيقية على موظفي الاتصالات في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين حاولوا لساعات طمأنة الطفلة هند رجب وهي تتوسل لإنقاذها من السيارة، حيث كان عمها وعمتها وأبناء عمومتها الثلاثة قد لقوا حتفهم بالفعل.

تسمع الطفلة في الفيلم وهي تقول: "أنا خائفة جدًا، أرجوكم تعالوا"، حيث استخدمت التسجيلات الأصلية لمكالماتها اليائسة بشكل مؤثر للغاية.

قالت الكيلاني: "السؤال الحقيقي هو: كيف سمحنا لطفلة أن تتوسل للحياة؟ لا يمكن لأحد أن يعيش بسلام بينما يُجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء... دعوا صوت هند رجب يتردد في جميع أنحاء العالم".

بعد انتظار دام ثلاث ساعات، تلقى الهلال الأحمر أخيرًا الضوء الأخضر من إسرائيل لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ هند. لكن الاتصال بالطفلة والمسعفين انقطع فور وصول سيارة الإسعاف إلى المكان.

بعد أيام، عُثر على جثة الطفلة مع جثث أقاربها في السيارة. كما عُثر على رفات المسعفين الاثنين في سيارتهما التي تعرضت للقصف.

حظي فيلم "صوت هند رجب" بتصفيق حار من الجمهور دام 24 دقيقة في عرضه الأول، وهو الأطول حتى الآن في هذا المهرجان، مما يجعله المرشح الأبرز للفوز بجائزة "الأسد الذهبي" المرموقة التي ستُمنح يوم السبت الموافق 6 سبتمبر.

وهتف الجمهور في القاعة: "فلسطين حرة، حرة".

اجتذب الفيلم أيضًا أسماء بارزة من هوليوود كمنتجين تنفيذيين، مما منحه ثقلًا إضافيًا في الصناعة، ومن بينهم الممثلان خواكين فينيكس وروني مارا، اللذان حضرا إلى البندقية يوم الأربعاء لدعم الإنتاج، بالإضافة إلى براد بيت.

صورة: خواكين فينيكس وروني مارا يحضران السجادة الحمراء لفيلم "صوت هند رجب" خلال مهرجان البندقية السينمائي الـ 82 في 3 سبتمبر 2025

قالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية، التي كتبت السيناريو أيضًا، إن صوت هند تجاوز كونه مجرد مأساة فردية.

وصرحت للصحفيين: "عندما سمعت صوت هند للمرة الأولى، كان هناك شيء أكثر من صوتها. كان هو صوت غزة نفسه يطلب المساعدة... كان الغضب والعجز هما اللذان ولّدا هذا الفيلم".

قالت بن هنية: "السرد السائد حول العالم هو أن من يموتون في غزة هم مجرد أضرار جانبية. أعتقد أن هذا أمر مهين للغاية، ولهذا السبب تعد السينما والفن مهمين، لإعطاء هؤلاء الأشخاص صوتًا ووجهًا. نحن نقول كفى، كفى لهذا الإبادة الجماعية".

أعلنت أكبر جمعية أكاديمية لعلماء دراسات الإبادة الجماعية في العالم هذا الأسبوع أنها أقرت قرارًا يفيد بأن المعايير القانونية قد استوفيت لتحديد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

قال الممثلون الذين قاموا بأدوار موظفي الهلال الأحمر إنهم لم يسمعوا تسجيلات هند رجب إلا عند تصوير الفيلم، مما جعل عملية التصوير عاطفية للغاية.

وقال الممثل الفلسطيني معتز مالحيس: "كانت هناك مرتان لم أستطع فيهما الاستمرار في التصوير. أصبت بنوبة هلع".

 

####

 

“يلا نلعب عسكرة” يفوز بجائزة فاينال كت الثانية بمهرجان فينيسيا

البلاد/ مسافات

واصل الفيلم الوثائقي اليمني يلا نلعب عسكرة للمخرجة مريم الذبحاني حصد الدعم الدولي حيث بجائزة فاينال كت فينيسيا الخاصة وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في برنامج مخصص لدعم مشروعات الأفلام العربية والإفريقية في مرحلة ما بعد الإنتاج تقدمها MAD Solutions، وتشمل الجائزة حقوق التوزيع العالمية للفيلم من خلال MAD World إلى جانب التسويق والدعاية، وقد أعلن سابقا أن الفيلم حصل على جائزة من مهرجان الجونة ضمن برنامج فاينال كت فينيسيا.

بإنتاج مشترك بين اليمن وقطر والنرويج وفرنسا، تدور قصة الفيلم حول ناصر، صبي مُجنّد يبلغ من العمر 16 عامًا، يعود إلى منزله ليجد لنفسه وضعاً جديداً في مجتمعه المحلي في اليمن، حيث أجبرته الحرب على أن يصبح الوصيّ على أخيه الأصغر والمسؤول عن مصيره.

سبق أن اختير هذا المشروع لسوق كان السينمائي ومنتدى IDFA، وهو من إخراج مريم الذبحاني، وهي صحفية ومخرجة أفلام ومعلمة يمنية روسية حائزة على جوائز، وإحدى أوائل المخرجين الذين استخدموا الواقع الافتراضي لتسليط الضوء على قصص من اليمن. أما إنتاجه، فهو من إنتاج محمد الجابري، وهو منتج ومصور سينمائي يمني معروف بأعماله في إنتاج أفلام وثائقية قصيرة حائزة على جوائز، تركز على السرديات اليمنية.

تقدم MAD Solutions هذه الجائزة بشكل سنوي، حيث منحت جائزتها في العام الماضي، في برنامج فاينال كات في فينيسيا إلى فيلم الرعب الرومانسي اللبناني "حتى بالعتمة بشوفك" للمخرج نديم تابت، بطولة زياد جلاد، مارلين نعمان، مايا داغر، وموي لطوف.

من بين الأفلام التي نالت جائزة MAD في فينيسيا سابقًا فيلم "تحت الشجرة " لأريج السحيري، الذي عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان كان السينمائي وفاز بجائزة لجنة تحكيم EcoProd؛ وفيلم "ميكا" لإسماعيل فروخي، الذي عُرض في عدة مهرجانات مثل سينمانيا فرانكفون والجونة وأنغوليم؛ وفيلم "عتمة" لسؤدد كعدان، الذي عُرض في مهرجاني كوبنهاغن للأفلام الوثائقية وفريبورغ الدوليين.

 

البلاد البحرينية في

03.09.2025

 
 
 
 
 

كوثر بن هنية عن «صوت هند رجب»: السينما تمنح المستضعفين صوتًا

هيثم مفيد

استُقبلت المخرجة التونسية كوثر بن هنية وطاقم فيلمها، بحفاوة بالغة ووصلة تصفيق طويلة لا نراها عادةً خلال المؤتمرات الصحفية، وذلك خلال المؤتمر الخاص بأحدث أفلامها «صوت هند رجب»، المنتظر عرضه مساء اليوم الأربعاء، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي في نسخته الـ82.

المؤتمر، الذي شهد حضورًا واسعًا من الصحفيين والنقاد، افتُتح بكلمات مؤثرة لواحدة من بطلات الفيلم سجى كيلاني، قالت خلالها: «بالنيابة عنّا جميعًا كممثلين: ألا يكفي هذا؟ ألا يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتهميش، والتدمير، والاحتلال المستمر».

وأضافت كيلاني: «صوت هند واحد من بين عشرات آلاف الأطفال الذين قُتلوا في العامين الماضيين. إنه صوت كل ابنة وكل ابن، لهم الحق في الحياة والحلم والوجود بكرامة، وكل ذلك يُسلب أمام أعين لا ترف. وراء كل رقم قصة لم تُروَ قط. قصتها عن طفلة تبكي. لا أحد يستطيع العيش بسلام بينما يُجبر طفل واحد فقط على التوسل من أجل البقاء».

الفيلم، الذي تولت كتابته بن هنية أيضًا، يستخدم تسجيلات صوتية لهند رجب ومتطوعي الهلال الأحمر الذين تلقوا مكالمة طوارئ وحاولوا إبقاءها على الخط لاستدعاء سيارة إسعاف. كانت هند وعائلتها يفرون من مدينة غزة عندما قُصفت سيارتهم، مما أسفر عن مقتل عمها وعمتها وثلاثة من أبناء عمومتها. تُركت الفتاة في السيارة لساعات وهي تتحدث هاتفيًا مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء محاولتهم إنقاذها. عندما وصلت سيارة إسعاف – حصلت على تصريح من الجيش الإسرائيلي – إلى السيارة، عُثر على هند والمسعفين متوفين.

عندما سُئلت كوثر بن هنية عمّا إذا كان انضمام عدد من نجوم هوليوود، مثل: براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، والمخرج ألفونسو كوارون، إلى الفيلم كمنتجين تنفيذيين، سيُظهر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يخسر الحرب الثقافية» في هوليوود، قالت المخرجة التونسية إنها تأمل أن يكون ذلك «مؤشرًا على تغيّر الأمور».

وأضافت بن هنية: «لقد رأينا أن الرواية السائدة حول العالم تُصوّر موتى غزة كضحايا جانبيين. هذه إهانة للإنسانية. ولهذا السبب، تُعدّ السينما والفن وجميع أشكال التعبير الأخرى بالغة الأهمية – لمنح هؤلاء الناس صوتًا ووجهًا».

وأكملت أنها هنا لدعم الفيلم، وأنها سعيدة جدًا بذلك: «لم أتخيل يومًا أن يتحقق ذلك، لذا أنا ممتن جدًا لدعمهم».

بالنسبة لبن هنية، فقد زعمت أن جزءًا من «واجبها» في إخراج فيلم «صوت هند رجب» نابع من رؤيتها كيف «تم تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم في الإعلام الغربي». وقالت إنها أرادت «إنصاف هؤلاء الناس»، لكنها أضافت أنها غالبًا ما تشعر، كمخرجة، أن الأمر دون جدوى. «في بعض الأيام، عندما أشعر باكتئاب شديد، أسأل نفسي: ما الفائدة من صناعة الأفلام؟ لكنني أعتقد أنها مهمة». هكذا علقت المخرجة التونسية.

وعند سماعها تسجيلات هند للمرة الأولى، قالت بن هنية أن أول فكرة طرأت في بالي هو عمل فيلم تسجيلي، ولكن كان هناك شعورًا آخر يتجاوز ذلك الحد، كان شعورًا بالغضب والعجز. وأضافت: «لم أشعر بالراحة للفصل الصارم بين التسجيلي والروائي، وأرى أن دور السينما أكبر من ذلك. لذا، كان عليّ التقاط وجهة النظر الصائبة لرواية هذه القصة».

من جانبه، قال الممثل معتز ملحيس، أنه مر بتجارب مشابهة في طفولته. مضيفًا: «أنا من جنين، في الضفة الغربية، لذا عندما كنت في العاشرة من عمري، عشت هذا النوع من الحياة، مثلما يحدث الآن في غزة». وأكمل : «شعرت وكأنني عدت إلى طفولتي، لم يكن الأمر سهلًا، شعرت وكأنني متُّ ألف مرة عند سماع صوت هند».

وأوضح الممثل عامر حليحل، أنه عادةُ عندما يقرأ النص يبدأ في التفكير في كيفية فهم هضم السيناريو داخل نفسك. في هذا الفيلم «لم نكن بحاجة لكل ذلك، كان كل شيء بداخلنا لمدة عام ونصف، لذلك عندما تقرأ النص تشعر بأنه واجبًا وليس فيلمًا. لقد كنا بحاجة إلى هذا الفيلم للتعبير عن أنفسنا كممثلين وفنانين».

وقالت الممثلة كلارا خوري، أنه بالنسبة لها كان من واجبها كفنانة أن تروي هذه القصة. «لقد صورنا في الواقع شخصيات حقيقية أيضًا، لذلك تحدثنا خلال مرحلة البحث إلى أشخاص حقيقيين والأشخاص الذين عملوا في الهلال الأحمر، كانت المسؤولية تحتم علينا تقديم شيء صادق للغاية». وأضافت أن الأمر لم يكن تمثيلًا على الإطلاق، ففي «اللحظة التي سمعنا فيها صوت هند، الصوت الحقيقي لهند، لم يكن هناك ما أمثله بعد الآن، لقد كنت أنا كإنسان أتفاعل مع صوتها».

وعن سؤالها حول غياب العنصر الصحفي في الفيلم، أوضحت بن هنية أنه حينما تواصلت مع موظفي الهلال الأحمر كانت مهمتهم في الأساس إنقاذ هذه الفتاة، ولم يفكروا في التواصل مع أي شخص آخر. وأضافت: «نرى في الفيلم أنه في مرحلة ما، أصبح الأمر معقدًا، وقالوا ربما يجب عليك اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة، ولكن في الوقت نفسه، إذا ابتعدنا عن الفيلم، فإننا نعلم أن الأمر أشبه بطلب المساعدة، وأن لا أحد سيأتي حتى لو قام الصحفيون بتضخيم نداء المساعدة، لذا فهذا ما يحدث بالفعل».

أشارت بن هنية إلى نهاية الفيلم، حيث تحدثت عن كيفية ولع وحب هند للبحر والشاطيء، وهذه كانت معلومة مهمة اخبرتها والدتها لها. «كما تعلمون أن هذا الشاطيء يتم التخطيط له لتحويله إلى ريفييرا. وعندما أفكر في الشاطيء الذي لطالما حلمت به وهند، وكذلك في المشروع، أسأل نفسي حينها ‘في أي عالم نعيش؟’».

وقال المنتج أمين شيخ روحه، أن التحدي الرئيسي في الواقع كان صنع الفيلم في أسرع وقت. مضيفًا: «كنا نستعد مع لمشروع آخر وعندما أخبرتني أنها تريد القيام بهذا المشروع، شعرت بنفس الشيء الذي شعرت به وهو أنه لا يمكننا البقاء فقط نشاهد ما يحدث».

ونفعل بعض الأشياء الأخرى التي نحتاج إلى القيام بها في هذا الفيلم وكنا بحاجة إلى القيام بذلك بسرعة لذلك كتبت الثقافة السيناريو بسرعة وقمنا بتصويره وبالطبع أخبرنا بعض الناس أنه سريع جدًا ولكن كان لدينا هذا الشعور بالطوارئ بأننا يجب أن نفعل هذا لذا نعم كان التحدي الرئيسي هو أن نكون قادرين على تصوير الفيلم مع عدد قليل جدًا من الشركاء ولكن بعضهم كان في البداية وأعتقد أنهم سأسميهم هنا لكنهم كانوا هناك ثم شيئًا فشيئًا جاء بعض الشركاء الآخرين وقال النحات مع جيم وهذا هنا

وأكمل شيخ روحه: «لقد كانت رحلة طويلة جدًا في تمويل الفيلم وتمويل مرحلة ما بعد الإنتاج وإيجاد المزيد من المال وعدم توقف المشروع أبدًا. لأن الفكرة الرئيسية للفيلم هي كما تعلم أننا جئنا من أجل مكان يتعامل معه الجميع بصمت. لذلك، كان من المهم أن يخرج هذا المشروع ويصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور».

أنا آسف لقد نسيت أن أسأل السؤال الثاني كان علي أن أكون ممثلًا من قبل وكان الأمر كذلك إذا كانت لحظة توقف فيها الاحتراف أثناء التصوير وبدأ البكاء الحقيقي كمحاولة إنسانية لحظة كانت

وأوضحت سجى كيلاني: «طوال أيام التصوير كان هناك مزيج بين الواقع والخيال، ثم اختلط كل شيء وبدأ الجميع يبكي كانت الدموع كما تعلمون تسقط دائمًا كل يوم وفي كل لحظة».

وأكملت كلارا خوري، كنا في مجموعة صغيرة جدًا وكان الجميع منخرطين في موقع التصوير بأكمله بسبب ما يحدث في غزة والإبادة الجماعية المستمرة التي لم تتوقف بعد.

وقال مليحس بأنه هذا الصوت الحقيقي أعاده إلى ذلك الوقت عندما كان طفلاً يكافح من أجل الأمان. «كنت محظوظًا بما يكفي للبقاء على قيد الحياة والتواجد هنا، كما لو كنت أشعر بالامتياز لوجودي هنا الآن. لقد أصبت بنوبة هلع أثناء التصوير وكنت محاطًا بالدعم من الجميع أيضًا. كان الأمر صعبًا لكنها مسؤولية بالنسبة لي كما لو كان يجب أن أفعل هذا».

 

موقع "فاصلة" السعودي في

03.09.2025

 
 
 
 
 

"صوت هند رجب".. مأساة تتحول إلى شهادة سينمائية في فينيسيا

فينيسيا - دبي -رويترزالشرق

عرض مهرجان فينيسيا السينمائي الفيلم التونسي "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، يوثق مأساة طفلة فلسطينية محاصرة في سيارة تحت القصف الإسرائيلي. الفيلم حظي بدعم هوليوودي من براد بيت وخواكين فينيكس، ويشارك في المنافسة على جائزة الأسد الذهبي، كما يمثل تونس في سباق الأوسكار لأفضل فيلم دولي.

*ملخص بالذكاء الاصطناعي. تحقق من السياق في النص الأصلي.

شهد مهرجان فينيسيا السينمائي لحظة استثنائية مع العرض العالمي الأول لفيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي وثّق بالصوت والصورة المأساة الأخيرة لطفلة فلسطينية في الخامسة من عمرها حوصرت داخل سيارة تحت القصف الإسرائيلي في يناير 2024، وظلت لساعات تتوسل عبر الهاتف للمسعفين لإنقاذها.

الفيلم، الذي ينافس على جائزة الأسد الذهبي، استُقبل بحفاوة من النقاد والصحفيين الذين وقفوا تحية لصنّاعه ونجومه، في إشارة إلى حظوظه الكبيرة في الفوز بجائزة المهرجان المرموقة.

تسرد الأحداث، بمزيج من التسجيلات الأصلية وإعادة التمثيل، تفاصيل المكالمات التي أجرتها هند رجب مع مسعفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد أن قُتل عمها وعمّتها وثلاثة من أبناء عمومتها بقصف السيارة التي كانت تستقلها. وظل المسعفون على الخط لساعات يواسونها إلى أن حصلوا على الضوء الأخضر لإرسال سيارة إسعاف، لكن الاتصال انقطع مع وصول المسعفين الذين قضوا بدورهم في قصف استهدف مركبتهم.

وقالت الممثلة الفلسطينية سجى الكيلاني في المؤتمر الصحفي للمهرجان: "قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله… السؤال الحقيقي هو كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل الحياة؟"

دعم عالمي وحضور هوليوودي

أضفى الفيلم زخماً إضافياً بانضمام أسماء بارزة من هوليوود كمنتجين تنفيذيين، من بينهم براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، الذين حضروا المؤتمر الصحفي تأكيداً لدعمهم.

وسُئلت المخرجة كوثر بن هنية إن كان هذا الدعم مؤشراً على "خسارة إسرائيل حرب الثقافة في هوليوود"، فأجابت: "آمل أن يكون لهذا الحضور معنى… الفن والسينما مهمان لأنهما يمنحان الضحايا صوتاً ووجهاً في مواجهة الروايات التي تصف موت أهل غزة كأضرار جانبية فقط."

وأضافت بن هنية: "حين سمعت صوت هند للمرة الأولى، كان أكبر من صرخة طفلة واحدة. كان صوت غزة كلها تستنجد".

صدى يتجاوز الشاشة

أثارت تسجيلات صوت هند التي انتشرت عالمياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الغضب والتضامن، ووصلت أصداؤها إلى احتجاجات طلابية في جامعات أميركية.

ويؤكد صنّاع الفيلم أن تحويل هذه المأساة إلى عمل سينمائي كان مسؤولية أخلاقية وفنية، وقال الممثل معتز ملحيس، الذي جسّد شخصية المسعف الأول: "عندما سمعت صوتها خلال التصوير، عادت بي الذاكرة إلى طفولتي… لم يكن تمثيلاً، بل معايشة كاملة".

الفيلم لم يقتصر حضوره على مهرجان البندقية فقط، إذ يستعد لعرضه في مهرجان تورونتو السينمائي، كما اختير لتمثيل تونس في سباق الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي.

بن هنية، التي رشحت سابقاً للأوسكار بفيلميها "الرجل الذي باع جلده" و"بنات ألفة"، قالت إن مشروع "صوت هند رجب" وُلد من شعور بالغضب والعجز، لكنها ترى أن الفن يبقى وسيلة لمواجهة التجريد من الإنسانية: "نحن نقول كفى. كفى هذه الإبادة الجماعية".

 

الشرق نيوز السعودية في

03.09.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004