ملفات خاصة

 
 
 

«الرحمة والعفو»…

سورينتينو يفتتح فينيسيا بتأمل بصري في السلطة والذاكرة

نسرين سيد أحمد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

فينيسيا – «القدس العربي»: في افتتاح الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي (27 أغسطس/آب الجاري إلى 7 سبتمبر/أيلول)، عاد المخرج الإيطالي باولو سورينتينو ليقدّم عملاً بدا للوهلة الأولى غريباً عن أسلوبه المعتاد.

يطل سورينتينو، مخرج «الجمال العظيم» بفيلم متأمل رصين الإيقاع، فبعد أن أدخلنا في أروقة السلطة في الفاتيكان في مسلسله «البابا الشاب»، يعود سورينتينو لتناول السلطة السياسية من منظور أكثر تؤدة وروية، هذا المنظور يمكن الاستدلال عليه من عنوان الفيلم، وهو La Grazia بالإيطالية، أو كما يمكن ترجمته إلى «الرحمة والعفو». العنوان نفسه يستدعي طبقات من المعاني: فهو من جهة إحالة قانونية، إلى سلطة الرئيس في العفو عن السجناء، ومن جهة أخرى يحمل ظلاً دينياً، يذكّر بالرحمة الإلهية والصفح والمغفرة. بين هذين المعنيين ينسج سورينتينو حكاية رئيس إيطاليا في أيامه الأخيرة في السلطة، رغم أنه على رأس نظام الحكم في إيطاليا، إلا أنه لا يبدو لنا متكالباً على السلطة، بل نراه دوماً يرى في نفسه رجل قانون وقضاء، حيث أمضى جل حياته العملية في سلك القضاء وسن التشريعات.

الشخصية الرئيسية ماريانو دي سانتيس، يؤديها توني سيرفيلو في واحد من أكثر أدواره اقتصاداً وصلابة. سيرفيلو، رفيق سورينتينو في أفلام رئيسية مثل «إل ديفو» و»الجمال العظيم» و»تبعات الحب»، يعود هنا وقد اشتعل رأسه شيباً وتركت السنوات أثرها على وجهه المجهد. الرئيس أرمل منذ ثماني سنوات، يعيش في قصره الرئاسي بين الجدران العالية والطقوس اليومية، كمن ينتظر شيئاً لم يعد يأتي، يلقّبه مساعدوه بـ«الخرسانة المسلحة». اللقب يوحي بالثبات والقوة، لكنه في الفيلم يبدو كتشخيص لمرض: الخرسانة تفتقر إلى المرونة، ولا تغفر، ولا تحب. الرئيس في الحقيقة ليس حديدياً كما يوحي اللقب، بل هشّ في داخله، متآكل من الشكوك والذكريات. وما تبقّى له من فترة وجيزة في السلطة، ليس سوى انعكاس لمشهد داخلي أكثر قسوة: إدراكه أن النهاية باتت قريبة.

سورينتينو يضع بطله أمام سلسلة من الاختبارات، كأنها مرايا لقلقه. الاختبار الأول، قانون للموت الرحيم، يطلب البرلمان منه المصادقة عليه. يتردّد الرئيس، ممزقاً بين رحمته تجاه المرضى وإيمانه الكاثوليكي الذي يحرّمه. ويقول إنه إذا رفض التصديق عليه سيُتهم بأنه يفضل تعذيب البشر، وإذا وافق عليه، سيتهم بأنه قاتل. البابا نفسه يتدخل ويطلب منه التراجع، لكنه لا يجد راحة في أي قرار.

الامتحان الثاني، هو سلسلة طلبات للعفو، بينها حالة امرأة قتلت زوجها الذي أوسعها تعنيفا وتعذيباً، ورجل أنهى حياة زوجته المصابة بالخرف. هنا يعود العنوان ليكتسب معناه المباشر: «الرحمة والعفو». لكن السؤال يظل مطروحاً: هل يمكن للرئيس أن يمنح الغفران بينما هو عاجز عن منحه لنفسه؟

الامتحان الثالث، والأكثر شخصية، ينهش روحه: الشك في خيانة زوجته الراحلة قبل أربعين عاماً، رغم مرور الزمن، لم يتوقف عن البحث عن إجابة، لم يتوقف عن التساؤل الذي ينهش روحه.

بين هذه التحديات يتجلّى صمت الرئيس، أداء سيرفيلو هنا استثنائي، ليس لأنه يقدّم خطاباً مؤثراً أو انفعالاً جارفاً، بل لأنه يحوّل الجمود نفسه إلى لغة، في عينيه نقرأ انكساراً بلا قرار، وفي ملامحه قسوة مشوبة بظلّ حزن عميق. لكن سورينتينو لا يترك بطله أسير الجدية المطلقة. كعادته يضيف مسحات سريالية، تفاصيل صغيرة تذكّرنا بأننا داخل عالمه. الرئيس يستمع في خلواته إلى موسيقى الراب، يحرّك شفتيه بكلماتها، كأنه يحاول استعارة حياة أخرى. حارسه الشخصي يهرّب له السجائر الممنوعة، ليبقى له طقس صغير من العصيان. ومشهد غريب يجمعه بمحررة مجلة «فوغ» الشابة الجميلة التي تبدي إعجابها به، فيكشف عن هشاشته المختبئة خلف صرامة رجل الدولة. الأبنة دوروتيا (آنا فيرزتي) تحضر كامتداد لصرامته. محامية شابة، تدير يومياته بدقة، تفرض عليه نظاماً غذائياً بلا نكهة، وتراقب صحته بعين حادة. العلاقة بينهما باردة، أقرب إلى شراكة عمل منها إلى دفء عائلي. هما وجهان لعائلة اختارت الصمت بدل المواجهة، والانضباط بدل الاعتراف بالجرح. في صمت هذا البيت تتجلى عزلة الرئيس بأوضح صورها. الفيلم لا يكتفي بسرد داخلي، بل يترجم الحيرة إلى صور مشهدية شاعرية.

في واحدة من أقوى لحظاته، يقف الرئيس في باحة قصره ينتظر ضيفه، رئيس البرتغال، المطر يهطل بغزارة، الريح تعصف بالسجادة الحمراء، بينما يبقى الرئيس صامتاً. الصورة تتجاوز كونها تفصيلاً بروتوكولياً لتصبح رمزاً لسخرية الطبيعة من الطقوس الرسمية. وفي مشهد آخر، يجلس بين قدامى المحاربين في مأدبة عسكرية، وفجأة ينخرط في الغناء معهم. لحظة تبدو خفيفة، لكنها تكشف عطشه لانتماء إنساني عادي بعيد عن برودة القصر. كأن الغناء الجماعي يمنحه ما لم تمنحه سنوات السلطة: شعوراً بالدفء. سورينتينو لا ينسى أن يستحضر بهاء روما. الكاميرا تتجوّل في الممرات الرخامية والقباب العالية، لتذكّرنا بأن روما، العاصمة التي تعكس تاريخ السلطة، تظل شاهدة على هشاشة الإنسان. البناء المعماري يبدو خالداً، بينما الرئيس الفرد يتآكل. المفارقة بين ثبات الحجر وتصدّع الروح البشرية هي جوهر رؤية الفيلم. ورغم الجدية، لا يخلو الفيلم من لمسة عاطفية في نهايته. قد يراها البعض زائدة أو مصطنعة، لكن حتى في هذا الإفراط هناك جمال مكسور. كأن المخرج أراد أن يترك لبطلِه فرصة أخيرة للعثور على بصيص ضوء، حتى لو كان وهماً.

في جوهره، الفيلم ليس عن رئيس إيطاليا فحسب، إنه عن كل إنسان يواجه لحظة إدراك أن السلطة، أيّاً كانت، عاجزة أمام الماضي والذاكرة والموت. الرجل الذي قضى عمره يصدر الأحكام يكتشف أن أعظم حكم لم يجرؤ على إصداره هو الغفران لنفسه. هنا يتجلّى العنوان في معناه الكامل: «الرحمة والعفو». ليس بصفتهما صلاحية دستورية، بل باعتبارهما جوهر التجربة الإنسانية.

 

القدس العربي اللندنية في

28.08.2025

 
 
 
 
 

بيت وفينيكس وغلايزر وكوارون يدعمون الفيلم

«صوت هند رجب» يحظى باهتمام عالمي في فينيسيا

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

وسط احتجاجات على استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، صاحبت افتتاح الدورة رقم 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي، يحظى فيلم "صوت هند رجب" (The Voice of Hind Rajab) للمخرجة التونسية كوثر بن هنية باهتمام واسع.

لاقى الفيلم دعماً لافتاً من أبرز نجوم هوليود، من بينهم براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا، الذين انضموا للعمل منتجين تنفيذيين قبل عرضه العالمي الأول في المهرجان.

"صوت هند رجب" المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، والمقرر عرضه يوم 3 سبتمبر قبل انتقاله إلى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، يحظى أيضاً بدعم أسماء لامعة مثل المخرج جوناثان غلايزر، والحائز على الأوسكار ألفونسو كوارون، إلى جانب شركات إنتاج بارزة من بينها "فيلم 4" البريطانية.

يعيد الفيلم إحياء المأساة التي عاشتها الطفلة الفلسطينية هند رجب التي استشهدت رفقة أفراد من عائلتها على يد الجيش الإسرائيلي خلال محاولتهم مغادرة مدينة غزة، في حادثة حوّلت اسمها إلى رمز لمعاناة المدنيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023.

يعتمد العمل على التسجيلات الصوتية التي وثّقت اللحظات الأخيرة للطفلة، حين حاول متطوعو الهلال الأحمر الفلسطيني إبقاءها على الخط هاتفيا لطمأنتها أثناء محاولتهم الوصول إليها، بينما كانت عالقة لساعات داخل السيارة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي.

يتوقع أن يكون "صوت هند رجب" من أبرز عروض فينيسيا هذا العام وأكثرها إثارة للتفاعل النقدي والجماهيري، خاصة أن كوثر بن هنية حققت نجاحا عالميا بفيلمها "بنات ألفة" (Four Daughters) المرشح للأوسكار، وفيلمها السابق "الرجل الذي باع ظهره" (The Man Who Sold His Skin).

 

####

 

مراجعة فيلم | «لا غرازيا» لـ باولو سورينتينو

يحمل معنى مزدوجًا بين «العفو» و«النعمة»

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

امتازت أفلام باولو سورينتينو، مثل «الجمال العظيم» و«يد الله»، بالألوان والحركة والطاقة العاطفية، بشغف رومانسي وعائلي ممزق، لكن في فيلمه الجديد «لا غرازيا ـ La grazia»، الذي افتتح ليلة أمس مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 82، يتناول هذا المخرج، دراسة الانحطاط الجسدي والأخلاقي والسياسي، مستخدمًا منصب الرئاسة الإيطالية المُحتضر كموضوع له، (إلا أن النتيجة، مع ذلك، ليست سياسية تمامًا).

رغم ثقل اللقب السياسي لرئيس الوزراء في الدول البرلمانية غير الملكية، إلا أن قلة من الناس يستطيعون تسمية مثل هؤلاء المسؤولين. فهم لا يتمتعون بالسلطة التنفيذية، ولا بالجاذبية والأهمية التاريخية للملك.

إنهم رؤساء دول مُحتضرون، عادةً ما يكونون رجالًا كبارًا في السن بشخصية أكثر سلبية ورحابة صدر، وهذا هو الحال في البرتغال وألمانيا وفنلندا وسويسرا، وبالطبع إيطاليا.

ماريانو دي سانتيس (توني سيرفيلو)، البالغ من العمر ستين عامًا تقريبًا، ليس استثناءً. عيناه حزينتان، وتعابير وجهه خالية من المشاعر.

لقد أشرف على ست أزمات دستورية دون أن يُحرك ساكنًا، وبالكاد يستطيع توقيع مشروع قانون يُقنن القتل الرحيم.

ماريانو، الملقب بـ«الخرسانة المسلحة»، هو مثالٌ للتراخي. دوره هو الحفاظ على الوضع الراهن ومقاومة التغيير.

إنه بالفعل يرى نفسه عميلًا للبيروقراطية، ومعاديًا للابتكار. إنه رمزٌ من الماضي، تفوح منه رائحة الكتب القديمة والعفن.

يُبرز سورينتينو هذا الشعور بالانحطاط والعبث بإحاطة شخصية خجولة بقصور مهيبة وأثاث ضخم بشكلٍ خانق.

يبدو ماريانو صغيرًا، حرفيًا ومجازيًا. يأتي الإدراك المأساوي للشيخوخة عندما يزوره نظيره البرتغالي - رجلٌ عجوزٌ مُنهكٌ حقًا.

عاصفةٌ حقيقيةٌ تُعصف بالسجادة الحمراء في الهواء، وتُسقط رئيس الدولة الضعيف أرضًا.

تجري الأحداث الغريبة على أنغام موسيقى إلكترونية صاخبة.

هذا، إلى جانب التصوير السينمائي الرائع لداريا دانتونيو، يُضفي على الأحداث طابع فيديو موسيقي كئيب. يصطدم صوت الجديد بصورة القديم. نشهد انهيار الجسد. والنتيجة رمزية عميقة وقوية للغاية.

يدور معظم هذا العمل الدرامي، الذي تبلغ مدته 133 دقيقة، حول تردد ماريانو في توقيع مشروع قانون القتل الرحيم.

ثلاث قصص مختلفة تمامًا تُلقي ضوءًا مختلفًا على الموضوع. يجب قتل إلفيس، حصان الرئيس المُفضل، لأنه يُعاني من ألم شديد، لكن الرئيس يرفض منحه تصريحًا.

امرأة تطلب عفوًا رئاسيًا لقتلها زوجها، مدعيةً أنها كانت ضحية عنف منزلي، وأنه كان "فاسدًا" من الداخل.

ورجلٌ أنهى حياة زوجته المريضة بشدة (حالة واضحة من القتل بدافع الشفقة) قد يستحق عفوًا آخر.

ولأن ماريانو يُوشك على الانتهاء من ولايته ولا يسعى لإعادة انتخابه، فقد يكون هذا هو الوقت المُناسب تمامًا لإصدار هذا العفو.

يُقيّم ماريانو التبعات الأخلاقية والسياسية لهذه الإجراءات. قد تُشوّه هذه الأمور ضميره وإرثه.

عنوان الفيلم الإيطالي يحمل معنى مزدوجًا. فهو يعني "العفو" بالمعنى القانوني، ويشير أيضًا إلى النعمة الإلهية (وهو موضوع يُطرح في إحدى أحاديث ماريانو العديدة مع مُقرّبه، البابا).

يُقارن "لا غراتسيا" مرارًا وتكرارًا بين ما هو سماوي وما هو إنساني. على سبيل المثال: يُوضح ماريانو أن البابا مُلزمٌ فقط بالاستجابة لله، بينما عليه الاستجابة لطفليه (يعتقد أن الحياة تصل إلى مرحلة تنقلب فيها الأدوار الأبوية، حيث يتولى الصغار مهام الاستشارة).

ابنته دوروتيا (آنا فيرزيتي) محاميةٌ عنيدةٌ تحاول التأثير على والدها، بينما ابنه روبرتو موسيقيٌّ ناجحٌ في الخارج (لا تختلف مؤلفاته كثيرًا عن الموسيقى النابضة بالحياة التي تُضفي على أكثر مشاهد الفيلم شاعريةً).

زوجة ماريانو الراحلة أورورا هي أيضًا شخصية محورية، على الرغم من أنها لا تظهر أبدًا. لا تزال ذكرياتها تطارد ماريانو، وتدفعه إلى الاعتقاد بأنها كانت على علاقة غرامية مع أوغو روماني (ماسيمو فينتورييلو) لمدة 40 عامًا.

أوغو هو وزير العدل الإيطالي، وصديق طفولة ماريانو، وخليفته المحتمل. لكن القدر يُخبئ مفاجأة لماريانو، بكشف صادم وبادرة تسامح غير متوقعة.

على الرغم من الموضوع السياسي، فإن فيلم «لا غرازيا» ليس فيلمًا سياسيًا على الإطلاق. بل تُستخدم السياسة كأداة حبكة فحسب، والسياسي مجرد عميل عاجز. يبدو أن سورينتينو يعتقد أن السينما لا تملك القوة ولا الواجب لتعزيز التغيير السياسي. قبل بضعة أيام فقط، قال إنه لا يوجد شيء يمكن للأفلام فعله للتأثير على إبادة غزة.

يعود فيلم سورينتينو الروائي الثاني عشر إلى المواضيع المألوفة للسياسة الإيطالية والدين والجسدية المتلاشية.

بشكل عام، إنه فيلم درامي طموح، بنص متعدد الخيوط وحبكات فرعية متعددة. يتميز بأداء قوي للغاية ولحظات مميزة، لا سيما الموسيقية منها، ويسعى إلى تحقيق النزعة الإنسانية من خلال التعمق في موضوعات معقدة مثل الحزن والموت.

 

####

 

إيما ستون تُعرب عن إيمانها بالكائنات الفضائية في المؤتمر الصحفي لفيلم «بوغونيا»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

أدلت إيما ستون، نجمة فيلم "بوغونيا، Bugonia"، باعترافٍ جريءٍ مازحٍ خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان فينيسيا السينمائي لفيلمها الأخير: إنها تؤمن بالكائنات الفضائية.

في هذا الفيلم الكوميدي الأسود، الذي أخرجه يورجوس لانثيموس، شريكها الدائم في العمل، تُجسّد ستون دور رئيسة تنفيذية رفيعة المستوى تُختطف على يد اثنين من مُنظّري المؤامرة يعتقدان أنها كائن فضائي أُرسل لتدمير الأرض.

نظرًا للمواضيع الغريبة التي يُثيرها فيلم "بوغونيا"، سُئلت ستون خلال المؤتمر الصحفي عمّا إذا كانت تعتقد بوجود ذكاءٍ خارق "يُراقبنا، وربما يُنقذ حياتنا".

قالت ستون: "لا أعرف شيئًا عن الاستخفاف بنا، لكن كارل ساجان، أحد أكثر الأشخاص الذين عاشوا على الإطلاق، قد وقعتُ في غرام فلسفته وعلمه، وعبقريته. كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأننا وحدنا في هذا الكون الشاسع - وليس أننا مراقبون - أمرٌ نرجسيٌّ للغاية. لذا، نعم، سأعلنها صراحةً، أؤمن بالكائنات الفضائية!"

أما عن رأي لانثيموس في الموضوع، فقد قال ضاحكًا: "هذا سؤالٌ معقدٌ للغاية، والإجابة عليه بجديةٍ أمرٌ معقدٌ للغاية."

"بوغونيا"، الذي يُعرض لأول مرة في المسابقة الرسمية بالمهرجان مساء اليوم الخميس، هو ثالث أفلام لانثيموس في عامه الثالث - وجميعها من بطولة ستون.

كتب الفيلم ويل تريسي، الكاتب المشارك في كتابة سيناريو فيلم "القائمة"، وهو نسخة جديدة باللغة الإنجليزية من الفيلم الكوري الجنوبي "أنقذوا الكوكب الأخضر!" الصادر عام 2003، من إخراج جانغ جون هوان.

كان لانثيموس آخر ظهور له على مسرح ليدو عام 2023 بفيلمه الكوميدي "أشياء مسكينة"، الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في المهرجان، قبل أن يفوز بأربع جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل ممثلة لستون.

بعد عرضه الأول على مسرح ليدو اليوم، سيُعرض فيلم "بوغونيا" في دور العرض السينمائية في 24 أكتوبر.

 

####

 

حتى نجوم السينما يمرضون ..كلوني يغيب عن المؤتمر الصحفي لفيلم «جاي كيلي»  في فينيسيا بسبب التهاب الجيوب الأنفية

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

لم يحضر جورج كلوني، الذي يجسد شخصية نجم الفيلم الخيالي الذي يحمل نفس الاسم في الفيلم الدرامي الكوميدي "جاي كيلي" للمخرج نوح باومباخ، المؤتمر الصحفي الرسمي للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي. وأفادت التقارير أن الممثل، الذي وصل إلى إيطاليا في وقت سابق من هذا الأسبوع، قلص التزاماته بسبب شعوره بالتعب.

صرح ممثلو كلوني: "تم تشخيص إصابة جورج بالتهاب الجيوب الأنفية، وأوصى الأطباء بتقليل جميع أنشطته اليوم".

بدلاً من ذلك، تحدث باومباخ وزملاؤه من نجوم الفيلم، آدم ساندلر، ولورا ديرن، وبيلي كرودوب، وإميلي مورتيمر، نيابةً عن الفيلم في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد ظهر اليوم الخميس.

من المتوقع أن يصعد كلوني على السجادة الحمراء لحضور العرض العالمي الأول لفيلم "جاي كيلي" مساء الليلة.

قال بومباخ ضاحكًا في بداية المؤتمر الصحفي الرسمي : "حتى نجوم السينما يمرضون!"

في فيلم "جاي كيلي"، يلعب كلوني دور نجم سينمائي مُسنّ يواجه محاسبة شخصية ومهنية. فينطلق في رحلة عبر أوروبا - مسافرًا بالطائرات والقطارات والسيارات - برفقة مدير أعماله القديم (ساندلر)، حيث يتأملان خيارات حياتهما وعلاقاتهما وإرثهما.

لدى كلوني تاريخ طويل مع مهرجان البندقية السينمائي، حيث حضر لأول مرة مع فيلم "Out of Sight" للمخرج ستيفن سودربيرج في عام 1998 وعاد مع فيلم "Good Night, and Good Luck" في عام 2005 بالإضافة إلى فيلم "Wolfs" في عام 2024.

 

####

 

«لا أصدق أنني حظيت بهذه الهدية» ..

آدم ساندلر يتحدث عن دوره في فيلم «جاي كيلي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

استمتع آدم ساندلر، المعروف بأفلام كوميدية واسعة الانتشار مثل "هابي غيلمور" و"بيلي ماديسون" و"بيج دادي"، بفرصة لعب دور درامي في فيلم "جاي كيلي" الكوميدي الدرامي للمخرج نواه باومباخ.

في الفيلم، يُجسّد ساندلر دور مدير أعمال صريح ومباشر لنجم سينمائي صاعد يُدعى جاي كيلي (جورج كلوني).

قال ساندلر خلال المؤتمر الصحفي الرسمي للفيلم "جاي كيلي" في مهرجان فينيسيا السينمائي: "المشاركة في هذا العمل، وليس مجرد البحث عن النكات ولحظات الضحك، هو ما يُثير الإعجاب".

أضاف ساندلر : لقد شاركتُ في فيلمين مع نوح، ولا يسعني إلا أن أكون فخورًا جدًا بالشعور الذي يمنحك إياه. إنه يجيد كل شيء، ثم يجد مواضع لإضحاكك. جميع شخصياتنا تمنحك لحظة للضحك والشعور بالألم. كممثل، عندما تقرأ نصًا كهذا، تقول: "يا إلهي، لا أصدق أنني حصلت على هذه الهدية".

مازح ساندلر ولورا ديرن، التي تلعب دور مديرة أعمال جاي كيلي، بأنهما يشعران بتقدير جديد لمديري أعمالهما في هوليوود.

قال ساندلر: "لطالما كنتُ أُقدّر مدير أعمالي، ووكيل أعمالي، ومديرة أعمالي". أعرف مدى اجتهادهم في العمل، ومدى صعوبة الاستماع إلى تقلباتي ودعمي، حتى عندما كنتُ أرفع صوتي أحيانًا. كنتُ متحمسًا لأداء دور رجل مُخلص؛ أُعجب بكل من يفعل ذلك.

ديرن، التي بدأت التمثيل في صغرها وأصبحت شخصيةً بارزةً في هوليوود لأكثر من 50 عامًا، وصفت مديرة أعمالها بأنها "أمٌّ أخرى" خلال نشأتها تحت الأضواء.

قالت ديرن : "ألعب دور الأشخاص الذين ساعدوني في تربيتي المهنية. وأضافت: "كان على مدير أعمالي أن يرشدني إلى كيفية احترام الذات أو توجيه نفسي أو إقامة علاقات عاطفية. لا أستطيع أن أبدي احترامًا أكبر، خاصةً عندما يكونون في الغرفة أثناء إجابتي على الأسئلة..".

سيُعرض فيلم "جاي كيلي" عالميًا لأول مرة ضمن المسابقة الرسمية مساء اليوم في مهرجان فينيسيا السينمائي. الفيلم من إنتاج آمي باسكال وديفيد هيمان إلى جانب باومباخ.

الفيلم هو واحد من ثلاثة أعمال تُقدمها نتفليكس في مسابقة "ليدو" هذا العام، إلى جانب فيلمي "بيت الديناميت" لكاثرين بيغلو و"فرانكشتاين" لجييرمو ديل تورو.

 

####

 

قبل عرضه العالمي الأول غداً الجمعة 29 أغسطس

شاهد | البوستر الرسمي للفيلم الليبي «بابا والقذافي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

كشفت الشركة المنتجة للفيلم الوثائقي "بابا والقذافي" عن البوستر الرسمي، والذي يُظهر صورة مخرجته جيهان الكيخيا، وهي طفلة بصحبة والدها ووالدتها، مع شعار الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (27 أغسطس - 6 سبتمبر) حيث يشهد عرضه العالمي الأول غداً الجمعة 29 أغسطس.

بابا والقذافي هو الفيلم الليبي الأول في مهرجان فينيسيا منذ 13 عامًا، ويتتبع الفيلم الأول للمخرجة جيهان، من كتابتها وإخراجها، رحلتها في كشف غموض اختفاء والدها، منصور رشيد الكيخيا - وزير خارجية ليبيا السابق، وسفيرها لدى الأمم المتحدة، وزعيم المعارضة السلمية للرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

تجمع جيهان خيوط رحلة والدتها التي استمرت 19 عامًا للعثور عليه. في غياب أي ذكرى عن والدها، تحاول استعادة التواصل معه والتصالح مع هويتها الليبية.

تقول جيهان عن والدها وفيلمها "لا أريد أن يختفي والدي مرة أخرى. أشعر بإلحاح داخلي لسد هذا الفراغ الذي أحمله وسط فوضى ليبيا المستمرة وعدم استقرارها، وهي الفوضى التي أخشى أن تدفن هويتي الليبية في نهاية المطاف.

وتتابع: في فيلمي الوثائقي "بابا والقذافي"، أفتش في ذاكرة الآخرين في محاولة لرسم صورة أوضح لوالدي الذي لا أتذكره. صناعة هذا الفيلم ساعدتني على فهم أهمية وجود الأب، وتأثير غيابه ليس فقط على العائلة، بل على المجتمع، بل وربما على الوطن بأسره.

 

####

 

تونس تختار «صوت هند رجب»  لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي دولي 2026

تونس ـ «سينماتوغراف»

رشّحت تونس فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية رسميًا لجائزة أفضل فيلم روائي دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2026.

أكّد المركز الوطني للسينما والصورة الخبر اليوم الخميس، بعد يومين فقط من الإعلان عن انضمام نخبة من نجوم هوليوود، بمن فيهم براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، كمنتجين منفذين للفيلم قبل عرضه العالمي الأول في البندقية. وسيُعرض الفيلم بعد ذلك بوقت قصير في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي كعرض أول في أمريكا الشمالية.

يروي الفيلم قصة مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، في يناير 2024.

تعرضت هند، التي كانت تسافر بالسيارة مع أبناء عمومتها الأربعة وعمها وخالها، لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الفرار من مدينة غزة، ويستند فيلم بن هنية إلى تسجيلات صوتية بين الطفلة ومتطوعي الهلال الأحمر الذين حاولوا إبقاءها على اتصال أثناء تنظيمهم لحالة طوارئ.

سيتم الإعلان عن القائمة المختصرة الأولى المكونة من 15 فيلمًا في 16 ديسمبر 2025، تليها القائمة النهائية في 22 يناير 2026، وسيُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والتسعون في لوس أنجلوس في 15 مارس 2026.

 

####

 

مراجعة فيلم | «بوغونيا»..

عودةً قويةً بقصةٍ مجنونة لـ يورغوس لانثيموس وإيما ستون

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

بعد فيلم "أنواع اللطف" المخيب للآمال والذي صدر العام الماضي، يُمثل التعاون الخامس للمخرج يورجوس لانثيموس وإيما ستون عودةً قويةً إلى العمل، بقصةٍ مذهلةٍ ومجنونة.

فيلم "بوغونيا" الذي عرض ليلة أمس في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الـ 82 ، يُناسب تمامًا عصر التضليل الإعلامي اليوم، ومُحبي نظريات المؤامرة المُتطفلين على الإنترنت، وفي أقبية منازلهم.

مع أداءٍ بارعٍ من ستون، التي تُبدع مجددًا في كل شيء، وجيسي بليمونز المُختلّ عقليًا بشكلٍ رائع، الحائز على جائزة كان لأفضل ممثل عن ثلاثة أدوار مختلفة في فيلم "أنواع اللطف"، يعيش هذا الفيلم على حافة العبث التام، ولكنه يتمتع بمصداقيةٍ كافية في أكثر لحظاته جنونًا لمنحه مكانةً مرموقةً ضمن فئة أفلام الإثارة المُتسمّة بجنون العظمة. لكن يُمكن وصفه أيضًا بالكوميديا السوداء، لأن أعمال لاثيموس يصعب تعريفها بهذه السهولة.

هنا، يلعب بليمونز دور (تيدي)، الرجل الساخط الذي يُلقي باللوم على العالم في حياته البائسة، لكنه يبدو مُستعدًا للتصرف بناءً على اعتقاده بأن الكوارث البيئية في العالم الحديث، وتجربة المواد الأفيونية التي أدخلت والدته في غيبوبةٍ دائمة، وإخفاقاته الشخصية، هي في الحقيقة من عمل ميشيل (ستون)، الرئيسة التنفيذية البارعة لشركة هندسة حيوية دوائية.

تيدي، وهو أيضًا مربي نحل، كما نرى في بداية الفيلم، وابن عمه الخجول دون (إيدان ديلبيس) ينطلقان لاختطافها، مقتنعين أنها في الحقيقة كائن فضائي أُرسل لتدمير الأرض.

هدفهما هو لقاء سفينتها وإعادتها إلى موطنها، ومن ثم يحاصرانها في ممر منزلها الفخم، ويربطانها، ويأخذانها إلى منزل طفولته النائي، الذي أصبح الآن مكانًا أكثر وحدةً مع والدته التي ترقد في المستشفى بشكل دائم.

بأمر (تيدي)، يحلق (دون) شعرها وهي مستلقية على بلاطة، لتستيقظ وتجد أنها قد اختُطفت.

ما يترتب على ذلك هو علاقة حافلة بالحوار، حيث تضطر (ميشيل) تدريجيًا إلى الاعتماد على ذكائها للبقاء على قيد الحياة، في حين تحاول في الوقت نفسه أن تكون على نفس الموجة مع هذا الشخص المضطرب بوضوح، الذي أصبح، كما يقول، "المسؤول الآن".

لكن سرعان ما يُكشف أنه يشغل وظيفة وضيعة في شركة ميشيل، مما يزيد من احتمالية ارتكابه لهذه الجريمة.

إنه موظف بسيط يكنّ استياءً شديدًا للمديرة الكبيرة، معتقدًا أنها تُسبب كل هذا الضرر للبيئة لأنها في الحقيقة من كوكب آخر. لمَ لا؟

تُعتبر لعبة القط والفأر التي تدور بين (تيدي وميشيل) آسرة، حيث يُقدم بليمونز كل ما لديه لإضفاء مظهر إنساني بائس ومحزن على هذا الرجل، لدرجة أنك تشعر بالأسف تجاهه، على الرغم من تضليله.

وهذا ينطبق على (دون)، الذي يبدأ تدريجيًا بإدراك أنهم ربما يكونون في ورطة، وأن الهروب مع هذه المديرة التنفيذية المهمة التي كانت حتى على غلاف مجلة تايم ليس فكرة جيدة.

مع ذلك، لا شيء سيقنع (تيدي) بخطأ نظريته أو أنه يغرق في دوامة لا نهاية لها.

في هذه الأثناء، تُحاول ميشيل إقناعه بأن هناك أشخاصًا مهمين يبحثون عنها الآن، وأن كل شيء لن ينتهي على خير.

يحتوي الفيلم على الكثير من الحوار - معظمه حاد وعميق - ما يجعله مثاليًا كمسرحية، لكن لانثيموس أضفى عليه لمسة بصرية قوية باستخدام كاميرات فيستا فيجن شبه المهجورة (التي استُخدمت أيضًا العام الماضي في فيلم "الوحشي" الحائز على جائزة الأوسكار)، ومع مدير التصوير روبي رايان، يُبدع الفيلم سحرًا سينمائيًا خالصًا.

كما يُسهم تصميم الإنتاج المُتقن لجيمس برايس في جعل هذه الفكرة الخيالية رائعة.

لا شك أن لانثيموس وكاتب السيناريو ويل تريسي، مستوحين من الفيلم الكوري "أنقذوا الكوكب الأخضر" لعام 2003، قد استغلا فكرة استياء الكثيرين ممن يشعرون بالإهمال والتخلف عن الركب، ورفعا "بوغونيا" إلى مستوى أعلى مع تحولات ومنعطفات ستبقيك على حافة مقعدك في انتظار ما قد يأتي لاحقًا.

ستون، الحائزة على جائزة الأوسكار الثانية عن فيلم "أشياء مسكينة" للانثيموس، ترسم بذكاء صورة لهذه المرأة الرائعة التي انحرفت شركتها عن مسارها، لكنها الآن تدعي أنها تُصحح المسار، وهو أمر لن يصدقه تيدي أبدًا لأنها، حسنًا، كائن فضائي لعين.

بليمونز ببساطة مستوى آخر في هذا العمل، أداءٌ جريء ذو بُعد غريب، ينجح بطريقة ما في أن يكون متجذرًا في الإنسانية، بل وحتى في مشاعر الشفقة تجاه هذا المسكين.

ديلبيس، الوافد الجديد، مُختارٌ بشكل مثالي في أول ظهور له، يتساءل بهدوء عما يفعله تيدي، لكنه لا يزال يُدرك أنه الشخص الوحيد في العالم الذي يهتم برفاهيته.

يظهر كيسي، وهو شرطي محلي يؤدي دوره ببراعة ستافروس هالكيوس، في وقت متأخر من المباراة.

قد يكون فيلم "بوغونيا" غريبًا بعض الشيء، لكنه يُجسّد هذه اللحظة في عالمٍ خارج عن السيطرة، لذلك يجب أن ننتبه جيداً لما يُحاول قوله.

 

موقع "سينماتوغراف" في

28.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004