ملفات خاصة

 
 
 

«يتيم» لازلو نيميش…

البحث عن أب مثالي في زمن مشوه

أندرو محسن

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثاني والثمانون

   
 
 
 
 
 
 

بعد غياب قرابة سبع سنوات، يعود المخرج لازلو نيميش بثالث أفلامه الطويلة «يتيم» («Orphan»، 2025) الذي يشارك في مسابقة مهرجان البندقية (فينيسيا 82). نيميش الذي حقق فيلمه الأول «Son of Saul» (ابن شاول) نجاحًا ساحقًا منذ عرضه في مسابقة مهرجان كان عام 2015 حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى قبل أن يحصد العديد من الجوائز في أغلب المحافل، وصولًا إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية (أفضل فيلم دولي حاليًا).

يشكل «يتيم» الظهور الثاني للمخرج المجري في مسابقة مهرجان البندقية بعدما شارك في 2018 بفيلم «Sunset» (غروب) والذي لم يحظ بنفس نجاح الفيلم السابق، وإن كان نال حظه من العرض بشكل جيد في عدة مهرجانات كبرى، وهكذا يأتي هذا الفيلم مع تساؤل مهم: هل كان نجاح نيميش في فيلمه الأول مجرد دفقة إبداع انتهت سريعًا أم أنه لا زال أمامه الكثير ليقدمه؟

في هذا الفيلم أيضًا يعود إلى الماضي، وتلقي الحرب العالمية الثانية بظلالها على شخصيات الفيلم، وإن كانت الأحداث الرئيسية تقع بعد نهايتها بسنوات وتحديدًا بعد الثورة المجرية عام 1956. نتابع الطفل آندور (بويتوريان باراباش) الذي نشأ في ملجأ نتيجة قبل أن تسترده والدته وتخبره أنه يتيم الأب. الطفل الذي يرسم لوالده صورة مثالية في خياله، يفاجأ بشخص عكس هذه الصورة تمامًا يظهر في حياته ويدعي أنه والده.

يبدو «يتيم» بمثابة زاوية أخرى لما قدمه نيميش في «ابن شاول» ولكن إن كان البطل في هذا الأخير هو الأب، فإن البطل في الأول هو الابن، لنجد أنفسنا أمام عدة أفكار يطرحنا الفيلم داخلها، صورة الوالدين التي يرسمها الأطفال في أذهانهم، وتأثيرات الحرب على الأبناء تحديدًا، وهو ما يجعل الفيلم شديد المعاصرة رغم أن أحداثه تقع قبل حوالي 75 عامًا.

عكس الأفلام التي تقدم الأطفال في هذه المرحلة وتحت هذه الظروف غارقين في البراءة ومفعمين بالأحلام، نشاهد آندور منذ البداية يخبئ سلاحًا، ولا يبدو مثاليًا بأي حال، وإن كانت هذه الحالة اللا-مثالية تبدو أقرب للواقعية وأكثر منطقية، بالنظر إلى طبيعة الظروف المحيطة بهذا الطفل، والتي لا يبخل الفيلم في عرضها علينا ليس فقط من خلال شكل المدينة الكئيب والخانق ولكن من خلال استخدامه للألوان الداكنة ودرجات من البنيات والأصفر التي أضافت شعورًا بالجفاف لكل ما نشاهده. آندور ليس الطفل الوحيد بل هناك صديقته التي تماثله في العمر تقريبًا وشقيقها الهارب من يد الشرطة نتيجة مشاركته في المظاهرات. تختلف شخصياتهم لكنهم يتشاركون في الواقع المظلم الذي لا يبشر بأي حال بمستقبل أكثر بهجة.

يصنع آندور من أبيه بطلًا في خياله، ووسط واقعه يبدو هذا البطل هو الشيء الوحيد الذي يمنحه قوة وأمل ما. وهذا هو السؤال الأول الذي يأخذنا الفيلم خلاله، ماذا لو كان بإمكانك أن تختار أبويك؟ أو على الأقل تصنعهما في ذهنك؟ بالتأكيد ستكون صورة خالية من أية شوائب!

لهذا عندما يظهر بيريند (جريجوري جادبوا) الذي يبدو أنه والده الحقيقي، ترتبك مشاعره تمامًا ومعها مشاعرنا نحن المشاهدون أيضًا. ينجح المخرج تمامًا في توحيدنا مع شخصية الطفل، وبالتالي عندما يظهر بيريند، وهو جزار ذو شكل تقليدي، فإننا نجد أنفسنا نتشارك في رفض أن يكون هذا الرجل هو والد الطفل. ثم يضيف السيناريو المزيد من الحيرة، إذ نجد هذا الرجل يحاول أن يتعامل بشكل جيد مع الطفل والأم أيضًا، إذًا لماذا الرفض؟ هل لأنه ليس على الصورة التي رسمها آندور في مخيلته ومخيلتنا بالتالي؟ أم لأن الأم تبدو غير مرتاحة معه؟

الحيرة تمتد عندما نشاهد مصائر بقية الشخصيات داخل الفيلم، إذ أن فكرة المثالية تتآكل في ظل ذلك الزمن المشوه، وهو ما يثير التفكير في معنى أن نرجو من هؤلاء الأطفال أن يعيشوا بشكل اعتيادي تحت أشباح الموت والخوف والتهديد طوال الوقت، ألا يذكرنا هذا بما يحدث حولنا حاليًا؟

منذ بدايته لا يعدنا هذا الفيلم بأية نهايات سعيدة، ولكن مع تعقيد الشخصيات فإنه يمنحنا مساحة للتفكير في عدة نهايات مؤلمة لكل شخصية، ورغم التوقعات فإن ما يقدمه السيناريو في الفصل الأخير يترك أثرًا ثقيلًا في النفس. «يتيم» هو بمثابة استمرار لقدرات لازلو نيميش في استلهام قصص من الماضي ولكنها تضم الكثير من المشاعر التي تجعل أثرها ممتدًا وشديد القرب من الواقع.

 

####

 

«لا غراتسيا»… سورنتينو خفيف بلا زخارفه

شفيق طبارة

قليلة هي الأفلام التي تفتتح المهرجانات السينمائية العالمية دون أن يُكشف عن قصتها مسبقًا، وهذا ما ميّز فيلم المخرج الإيطالي باولو سورنتينو الجديد «لا غراتسيا» («La Grazia»)، الذي حافظ على غموض حبكته حتى عرضه صباح أمس أمام النقّاد والصحافيين، قبل أن يُفتتح به مساءً مهرجان البندقية السينمائي في دورته الثانية والثمانين.

من المخاطرة وصف فيلم «لا غراتسيا» بأفضل أفلام سورنتينو، لكنه بلا شك عمل ناجح ومتوازن، يعيش على الحوار والصمت والمشاعر والعاطفة والشكّ، وومضات من الجمال المنهكة والمتقلّبة. وهو فيلم سياسي أيضًا، في استكشافه لبطله والتحديات التي يواجهها. الشخصية المحورية في الفيلم هي رئيس جمهورية إيطاليا الخيالي ماريانو دي سانتيس (توني سيرفيلّو)، رجل فقيه، نبيل، ميال للتسوية، يحبّ موسيقى البوب، يلقبه الجميع بـ«الخرسانة المسلّحة»، لكنه يصف نفسه بأنه «أكثر شخص ممل يعرفه»، والذي يُنهي الأشهر الستة الأخيرة من ولايته، ولكن لا يزال هناك مجال لبعض التحديات الدقيقة، الشخصية منها وغير الشخصية. من جهة، مشروع قانون القتل الرحيم للتوقيع، وطلب العفو عن سجينين، قضايا حاسمة تعكس بطبيعة الحال مأزقه الوجودي. ومن جهة أخرى، يخشى مغادرة قصر الكويرنالي (إحدى مقرّات رئاسة الجمهورية الإيطالية) والعودة إلى حياته الطبيعية، لأنه فقد اهتمامه بالحياة قبل ثماني سنوات، بوفاة زوجته الحبيبة أورورا، وأيضًا بسبب شيءٍ ما زال يطارده بعد أربعين عامًا، وهو الخيانة الزوجية التي عاناها، خيانة لم يُحدد لها وجهًا أو اسمًا بعد، وهذا البحث المستمر والمهووس عن الحقيقة يُعمق شكوكه.

«لا غراتسيا»، صادق، لا يغيظ المشاهد، بل يخاطبه بإسهاب، بطريقة تلامس هشاشة الإنسان. بنية الفيلم نفسها جدلية، قائمة على الأطروحة ونقيضها، كل مشهد يحمل سؤالًا، وكلّ إجابة تُفتح على شكّ جديد. لأنه فيلم عن الشجاعة، عن رجل يدير ظهره للموت ثم للحياة، ويُجبر على إعادة اكتشاف نفسه كحبيب وأب، مدركًا أن التحرر لا يأتي بالهروب، بل بالمواجهة. يعمل الفيلم بطريقة الطرح، لا الحسم، كلّ مشهد هو سؤال، وكلّ حوار هو محاولة للفهم. سورنتينو لا يقدّم بطلًا، بل إنسانًا مهزومًا، يواجه ذاته في مرآة الآخرين، دون التخلي عن الفكاهة. تغيب الزخرفة الإخراجية المعهودة لسورنتينو، دون التخلّي عن الرمزية، إذ يصعب تخيل لقطات جمالية كثيرة لبطل يبدو مسجونًا جسديًا داخل جدران الكويرنالي الصارمة، وجامدًا روحيًا، شبه مشلول

الفيلم مبني على الثنائيات، الحياة والموت، المسؤولية والخفة، الرمادي واللون، التذكر والنسيان. حتى بصريًا، نادرًا ما تظهر أكثر من شخصيتين في المشهد، وكأن الفيلم كله لقاءات ثنائية، محادثات بين الذات والآخر، بين الماضي والاحتمال. فكرة الخفة، تلك الرغبة في البقاء خفيفًا هي جوهر الفيلم. مقاومة ناعمة، موقفٌ وجودي، ولا يعرضها سورنتينو هنا كحالة عابرة، بل كخيار. في نهاية المطاف، لا يصل ماريانو إلى الحقيقة، بل إلى قبول الشك بطريقة ما، وهنا تتجلى «النعمة» كحالة وجودية، لا دينية ولا أخلاقية، بل موقف متجدد تجاه الحياة

 

####

 

إيما ستون عن العمل مع يورجوس لانثيموس: «أفلامه مرآة للواقع»

فاصلة

شهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في دورته الـ82، مؤتمرًا صحفيًا لفريق عمل فيلم «Bugonia» للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، الذي يُعرض لأول مرة عالميًا ضمن المسابقة الرسمية مساء الخميس. وقد خطفت الممثلة الأمريكية إيما ستون الأضواء بتصريحاتها، خاصة حينما اعترفت بأنها تؤمن بوجود كائنات فضائية، معتبرة أن فكرة كون البشر وحدهم في هذا الكون الواسع «أنانية للغاية».

تجسد ستون في الفيلم شخصية رئيسة تنفيذية قوية لإحدى كبرى شركات الأدوية، يتم اختطافها على يد شخصين من منظّري المؤامرة يعتقدان أنها مخلوق فضائي أُرسل لتدمير الأرض. الفيلم الذي ينتمي إلى الكوميديا السوداء، يمزج بين السخرية والخيال العلمي في معالجة أسئلة وجودية حول الإنسانية، السلطة، والخوف من الآخر.

خلال المؤتمر الصحفي الذي أُقيم في قصر «كازينو» على جزيرة الليدو، سأل أحد الصحفيين فريق العمل عن مدى إيمانهم بوجود «كائنات عُلوية» تراقب البشر. ردت ستون ضاحكة: «لا أعرف إن كانوا يراقبوننا، لكنني تأثرت كثيرًا بفكر كارل ساغان، العالم والفيلسوف الراحل. شاهدت برنامجه كوزموس وأُعجبت بعمق بفلسفته وعلمه. لقد كان مقتنعًا بأن الاعتقاد أننا وحدنا في هذا الكون المترامي الأطراف هو تفكير نرجسي. وأنا أوافقه الرأي تمامًا. لذا فنعم، أنا أؤمن بوجود الكائنات الفضائية». ليرد لانثيموس، من جانبه مازحًا: «هذا سؤال معقد جدًا للإجابة عليه بجدية».

وعن كيفية تعاملها مع النجاح دون أن تتحول إلى كائن فضائي، كما مازحها الصحفي قالت: «كيف تعرف أنني لست كائنًا فضائيًا بالفعل؟ أظن أن هذا سؤال طويل ومعقد، لكنه يعكس شيئًا يعيشه الجميع اليوم. نحن جميعًا نتعامل مع صورتنا كما تُرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال عيون الآخرين. هناك دائمًا أنا الحقيقية، وهناك أنا الأخرى التي يراها الجمهور. هما الشخص نفسه، لكن الطريقة التي أحافظ بها على توازني هي ما يصنع الفرق».

كما تحدّثت ستون عن خوضها تجربة حلق شعرها بالكامل من أجل الدور، مشيرة إلى أنها كانت «أسهل بكثير من أي تسريحة شعر»، ما أثار ضحك الحاضرين.

وتطرّقت ستون إلى علاقتها الإبداعية الممتدة مع المخرج يورجوس لانثيموس، مؤكدة أن العمل معه «أشبه بحلم متجدد». وقالت: «الفرصة للعمل على هذه المشاريع مع لانثيموس ومع كل الفريق هنا كانت بمثابة حلم. هذا الفيلم تحديدًا مليء بالأحداث التي أعتقد أنها تعكس واقع عالمنا في هذه اللحظة، وقد قُدمت بطريقة وجدتها مثيرة للاهتمام ومؤثرة ومرحة وغريبة وصادمة ونابضة بالحياة». وأضافت أن الاستمرار في التعاون معه على مدى السنوات الأخيرة أتاح لها خوض تجارب غير مألوفة جعلتها أكثر انفتاحًا على تحديات التمثيل وأساليبه.

شارك في المؤتمر أيضًا كاتب السيناريو ويل تراسي، الذي أعاد صياغة القصة المقتبسة من الفيلم الكوري الجنوبي «أنقذوا الكوكب الأخضر!» (2003)، إضافة إلى الممثل جيسي بليمونز، الذي يؤدي دور مربي نحل من منظّري المؤامرة، والمؤلف الموسيقي جيرسكين فندريكس. ويشارك في البطولة أيضًا ستافروس هالكيس وأليشيا سيلفرستون.

يُعد «بوجونيا» ثالث تعاون بين لانثيموس وستون خلال ثلاث سنوات متتالية. فقد سبق أن حققا نجاحًا كبيرًا بفيلم «أشياء فقيرة» (Poor Things) الذي فاز بجائزة «الأسد الذهبي» في فينيسيا 2023، قبل أن يحصد أربع جوائز أوسكار، بينها جائزة أفضل ممثلة لستون. وفي العام التالي قدما فيلم «أنواع من الطيبة» (Kinds of Kindness)، الذي عُرض في مهرجان كان وأثار انقسامًا بين النقاد والجمهور، وفاز بفضله بليمونز بجائزة أفضل ممثل.

الفيلم المنتظر، الذي وصفه لانثيموس بأنه «مجنون، مضحك وصادم في آن واحد»، سيُطرح عالميًا في دور العرض ابتداءً من 24 أكتوبر عبر شركة «فوكس فيتشرز». ومع هذا الظهور المثير في فينيسيا، يبدو أن تعاون ستون ولانثيموس يواصل تشكيل ثنائية فنية ناجحة تُثير الفضول والتطلعات مع كل عمل جديد.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

28.08.2025

 
 
 
 
 

مهرجان البندقيَّة السينمائي:

صيفٌ وبحرٌ وسينما ونجومٌ تتألّق

رشا كمال

تتَّجه الأنظار في مثل هذا الوقت من كلُّ عامٍ إلى قبلةٍ يتلاقى فيها لمعان مياه البحر المتوسط الهادئة مع أضواء الشاشات الساحرة في مدينة البندقية الإيطالية. هناك، حيث يستعد العالم لموعد جديد مع أشهر صناع السينما في هوليوود وسائر أنحاء العالم.

على جزيرة الليدو، حيث يقام واحد من أعرق المهرجانات السينمائية «مهرجان البندقيَّة السينمائي الدولي»، الذي انطلقت أولى دوراته عام 1932 كحدثٍ ثقافيٍّ تحت مظلَّة بينالي البندقية. ومنذ ذلك الحين، تحوَّلت "الليدو" إلى عاصمة سينمائيَّة عالميَّة يأتي إليها أهل السينما ومُحبُّو الفن السابع من كلِّ فجٍ عميق. شهد المهرجان، على مرِّ العقود، تحولاتٍ تاريخيةٍ كبيرة، من حقبة الفاشية الإيطالية إلى مرحلة الازدهار السينمائي الأوروبي، حيث أصبح منارةً للتيارات السينمائية المختلفة في العالم.

تنطلق الدورة الـ82 لمهرجان البندقيَّة السينمائي خلال الفترة الممتدة من 27 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2025، بإدارة ألبرتو باربيرا. يحمل الافتتاح توقيعَ المخرج الإيطالي الحائز على جائزة الأوسكار "باولو سورينتينو"، من خلال عرض أحدث أفلامه «النعمة» (La Grazia) الذي سيكون ضمن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان. يعود سورينتينو عبر هذا الفيلم ليخوضَ السباق نحو الأسد الذهبي، بعد غيابٍ دام أربع سنوات، منذ مشاركته الأخيرة بفيلمه «يد الله» (2021 – The Hand of God)، الذي نال عنه آنذاك جائزة الأسد الفضي. في هذه الدورة، تتّجه الأنظار إلى فيلمه الجديد، لما يحمله اسم سورينتينو من ثقل إبداعيٍّ، ولشغفِ جمهور فينيسيا برؤيته من جديد. ويضاعفُ من حدّة هذا الترقب تصريحُ مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، الذي ألمحَ إلى أن العرض الافتتاحي سيُزيح الستار عن اكتشافٍ سينمائي استثنائي في عمل سورينتينو الجديد.

يضم المهرجان ستة أقسام رسمية منها: المسابقة الرسمية (Venezia 82 – Competition)، التي يترأس لجنةَ تحكيمها هذا العام المخرجُ الأميركي ألكسندر باين، صاحب فيلمَي «The Holdovers» و«Sideways»، إلى جانب زمرة من الأسماء اللامعة في عالم السينما، مثل المخرج الروماني كريستيان مونجيو، أحد أبرز مخرجي الموجة الرومانية الجديدة والحائز على السعفة الذهبية في مهرجان "كان" عن فيلمه « 4 أشهر، 3 أسابيع ويومان» (4 Months, 3 Weeks and 2 Days)، والمخرج الإيراني المتمرد محمد رسولوف، والممثلة البرازيلية فيرناندا توريس التي رُشِّحت للأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ما زلت هنا» (2024 - I'm Still Here)، والمخرجة الإيطالية ماورا ديلبيرو، الفائزة بالأسد الفضي عن فيلمها «فيرميليو» (Vermiglio) في مهرجان البندقية عام 2024.

ومن المنتظر أن يشهد قسم المسابقة الرسمية لهذا العام نخبةً من الأسماء السينمائية البارزة، من أصحاب البصمات السينمائية الاستثنائية، يتقدّمهم المخرجُ اليوناني المثير للجدل يورغوس لانثيموس، الذي يخوض المنافسة على الأسد الذهبي بفيلمه الجديد «بوغونيا» (Bugonia). يروي الفيلم حكاية شابين مهووسين بنظريات المؤامرة، يُقدِمان على اختطاف الرئيسة التنفيذية لإحدى الشركات العملاقة، معتقدين أنها كائن فضائي يخطط لتدمير كوكب الأرض. يمثل هذا الفيلم التعاون الرابع بين لانثيموس والممثلة إيما ستون. وقد شاركَا بفيلم «كيانات مرثية» (Poor Things)، الذي نافسَ في مسابقة مهرجان البندقية 2023، حيث تُوّج بالأسد الذهبي.

ويشارك الممثل والمصارع السابق دواين جونسون بفيلم «آلة التحطيم» (The Smashing Machine) من إخراج بيني صافدي، وبمشاركة إميلي بلانت، والذي يتناول حياة بطل المصارعة مارك كير. وبحسب ما ورد في جريدة "فارايتي"، يقدّم الفيلم تصويرًا وثائقيًا مشحونًا بالعاطفة، يسبر أغوار الصراعات الداخلية والخارجية التي واجهها البطل، من الإدمان والآلام النفسية إلى العلاقة المضطربة مع شريكته، بسرد إنساني شفاف، دون تزييف أو مبالغة.

ينافس هذا العام أيضًا المخرج الفرنسي فرانسوا أوزون في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمه «الغريب» (l'Etranger)، المقتبس عن رائعة الكاتب ألبير كامو التي تحمل نفس العنوان، وتدور أحداثها في الجزائر في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث يُجسد الممثل (بنيامين فواسين) شخصيةَ "ميرسو"، الرجل الفرنسي الذي يعيش حياة عاطفية باردة ومتعالية. بعد وفاة والدته، يقتل ميرسو رجلاً عربيًا دون سبب واضح، ما يؤدي إلى محاكمته، التي تركز على شخصيته أكثر من الجريمة نفسها. تستكشف الرواية، كما الفيلم، موضوعات اللامبالاة والوجودية والبحث عن المعنى في عالم لا يُبالي.

عودةٌ بعد غياب

تشهد دورة هذا العام من المهرجان عودةَ عددٍ من الأسماء كبيرة في عالم الإخراج، من بينها المخرجة الأمريكية كاثرين بيغلو، التي تسجل عودة لافتة إلى المنافسة الرسمية بعد غياب دام سبعة عشر عامًا، من خلال فيلمها «بيت من ديناميت» (A House of Dynamite)، من بطولة إدريس إلبا. تدور أحداث الفيلم في أجواء مشحونة بالتوتر داخل أروقة البيت الأبيض، حيث يحاول فريق من الموظفين التصدّي لتهديد صاروخي وشيك يستهدف الولايات المتحدة.

ويعود المخرج الأمريكي نواه بومباخ إلى المهرجان بفيلمه الجديد «جاي كيلي» (Jay Kelly) بعد غياب استمر لثلاث سنوات منذ آخر حضور له بفيلم «ضجيج أبيض» (2022 - White Noise). يؤدي دور البطولة في الفيلم كل من جورج كلوني وآدم ساندلر، في أدوار درامية جديد، تبرز جانبا مختلفا من مسيرتِهما.

تزدان هذه المجموعة بالعمل المنتظر للمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو: «فرانكنشتاين» (Frankenstein)، الذي يقدم فيه قراءة جديدة ومعاصرة للأسطورة الكلاسيكية، ببطولة أوسكار إيزاك إلى جانب ميا غوث. المخرجة المجرية إيلديكو إنيدي، تعود بدورها إلى المهرجان بعد 31 عامًا من مشاركتها الأولى عام 1994، وهذه المرة بفيلم «الصديق الصامت» (Silent Friend). من بطولة توني ليونج تشيو واي، وليا سيدو، ولونا ويدلر ،وسيلفستر جروث، ومارتن ووتك. يتتبع الفيلم حكاية متفرعة تُروى من خلال ثلاث قصص متصلة بشكل فضفاض، تدور في عصور مختلفة: 1908 و 1972 و 2020.

وبعد غياب دام ستة أعوام عن البندقية، يطلُّ المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس بفيلمه الجديد «ساحر الكرملين» (The Wizard of the Kremlin)، من بطولة النجم جود لو، في دراما سياسية تدور أحداثها في روسيا ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.

وفي أول حضورٍ له في المسابقة الرسمية، يحجز المخرج الأميركي جيم جارموش مكانه بين ألمع أسماء الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية، بفيلمه «أب أم أخت أخ» (Father Mother Sister Brother)، الذي يستكشف فيه طبيعة العلاقات المتوترة أو المتباعدة بين الأبناء البالغين وآبائهم وأمهاتهم.

وعلى غرار جارموش، يخوض المخرج المجري لازلو نيميش غمارَ المسابقة الرسمية للمرة الأولى، من خلال فيلمه «يتيم» (Orphan). فبعد سبع سنوات من نيله جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) في البندقية عن فيلمه «غروب» (2018 - Sunset)، يعود نيميش إلى المهرجان بدراما تاريخية تدور أحداثها عقب انتفاضة 1956 في المجر. يرصد الفيلم مأساة طفلٍ نشأ على أسطورة الأب المثالي الذي مات مبكرًا، قبل أن يظهر في حياته رجلٌ قاسٍ يدّعي أنه والده الحقيقي، في حكاية تتقاطع فيها البراءة مع قسوة الحقيقة.

ولا تغيب السينما الآسيوية عن هذه الدورة، إذ يحرص مدير المهرجان على تنويع المشاركات من مختلف أنحاء العالم. من أبرز صور الحضورِ الآسيوي فيلمُ المخرج الكوري الجنوبي بارك تشان ووك «لا توجد خيارات أخرى» (No Other Choice)، الذي يعود إلى البندقية بعد غياب قارب العقدين، منذ مشاركته الأخيرة بفيلم «سيدة الانتقام» (2005 - Lady Vengeance). يروي فيلمه الجديد حكايةَ موظفٍ مفصولٍ عن العمل، يحاول تصفية منافسيه في سباق إعادة التوظيف.

فضاء البندقيَّة السينمائي: مرايا متعددة لزخمِ الإبداع السينمائي

على غرار أفلام المسابقة الرئيسية، شهدت الأقسام الأخرى في مهرجان البندقيَّة تنوعًا كبيرًا على مستوى الأفلام والموضوعات والقضايا التي يتناولها، وشملت أفلامًا من مختلف أنحاء العالم، عكست الأهداف الكبرى للمهرجان بوصفه منبرًا للأصوات المهمشة والقصص الإنسانية والقضايا الراهنة.

ففي قسم آفاق (Orizzonti)، الذي تترأس لجنةَ تحكيمه المخرجةُ الفرنسية جوليا دوكورنو - في اختيار ينسجمُ مع الروح التجريبية التي يمتاز بها هذا القسم - يشاركُ الفيلم الفلسطيني الروائي القصير «مهدد بالانقراض» (Coyotes) للمخرج سعيد زاغة، وهو أول فيلمٍ فلسطيني قصيرٍ يدخل منافسات هذا القسم. يعد الفيلم إنتاجًا مشتركًا بين فرنسا والأردن والمملكة المتحدة. وقد شارك في بطولته كلٌّ من ماريا زريق، علي سليمان، يمنى مروان، جمال مري، وإسلام العوضي.

وإذا كانت المسابقة الرسمية تزخر برجوع مخرجين يتقلَّدون مكانةً بارزةً في صناعة السينما، فإن فئة العروض «خارج المسابقة» (Out of Competition) تتألّق في الدورة الـ82 من مهرجان البندقية بمجموعة من الأفلام التي تستقطب الأنظار، دون منافسة مباشرة على الجوائز.

من أبرز هذه الأعمال نجد فيلم «بعد الصيد» (After the Hunt) للمخرج لوكا غوادانينو، الذي تعود من خلاله الممثلة جوليا روبرتس إلى السجَّادة الحمراء للمهرجان، إلى جانب فيلم «الجزيرة أندريا» (L'isola di Andrea) للمخرج الإيطالي أنطونيو كابوانو، وفيلم «المايسترو» (Il Maestro) لآندريا دي ستيفانو، بالإضافة إلى ثلة من الأعمال العالمية، مثل «في يد دانتي» (In the Hand of Dante) لجوليان شنابل بطولة أوسكار إيزاك، و«سلك الرجل الميت» (Dead Man's Wire) لجوس فان سانت، والفيلم التجريبي «الصلاة في الفراغ» (Sermon to the Void) للمخرج هلال بيداروف. كما تستضيف الفعالية مجموعة من الأفلام الوثائقية المتنوعة، من بينها أعمال للمخرج فيرنر هيرتزوج وصوفيا كوبولا.

وغير بعيدٍ عن زخمِ الفئات الرئيسية، نجدُ على الجانب الآخر أقسامًا موازيةً تحتشد فضاءاتها بأفلامٍ تُعلي أصوات القضايا العادلة وتُقدِّم مساحةً للقصص الإنسانية. فنجد في مقدمتها برنامج "أيام فينيسيا" السينمائي، الذي يضم، في دورته الثانية والعشرين، تشكيلةً متنوعة من الأفلام هذا العام، والتي تركّز على أعمال سينمائية قادمة من مناطق تشهد نزاعات وظروفًا إنسانية صعبة. تضم القائمة أفلامًا من إيران، لبنان، كينيا، ليتوانيا، البوسنة والهرسك، المكسيك، إسبانيا، اليونان، وإيطاليا.

يُفتتح البرنامج، الذي يضم عشرةَ أفلامٍ، بالفيلم الوثائقي «ذكرى» (Memory) للمخرجة الأوكرانية فلادلينا ساندو، الذي تستعرض فيه ذكريات طفولتها خلال الحرب في الشيشان. تتنافس جميع الأفلام المشاركة في هذا القسم، الذي يُسلط الضوء على السينما المبتكرة والمستقلة، على جائزةِ لجنةِ تحكيمٍ خاصّة يرأسها المخرج النرويجي داج يوهان هاوجيرود، الفائز بالدب الذهبي في مهرجان برلين هذا العام عن فيلمه «أحلام» (2024 - (Dreams ( Sex Love).

يُعرض خارج إطار المسابقة، فيلم «كتابة الحياة - آني إرنو بعيون طلاب الثانوية» (Writing Life – Annie Ernaux Through the Eyes of High School Students) للمخرجة الفرنسية كلير سيمون، الذي يوثق حياة الأديبة الفرنسية الحائزة على جائزة نوبل آني إرنو، من خلال قراءات طلاب المدارس الثانوية لأعمالها. كما تشارك المخرجة اللبنانية لانا ضاهر في قسم العروض الخاصة بفيلمها «هدوء نسبي»، وهو عملٌ سينمائي يعتمد كليًا على مواد أرشيفية سمعية وبصرية، ويقدم تأملًا بصريًا عميقًا في هوية لبنان المتغيرة، متنقلًا بين مراحل متعددة من الألم والحركة والتشكّل.

يعدُّ قسم «أسبوع النقّاد» (Settimana Internazionale della Critica – SIC) من الأقسام المستقلة البارزة والأساسية في المهرجان، إذ يُتيح للمخرجين الجدد فرصة عرض أعمالهم أمام جمهور متخصص ونقاد سينمائيين من مختلف أنحاء العالم. يُساهم هذا القسم في اكتشاف المواهب الصاعدة وتقديم أعمال سينمائية مبتكرة، تعكس تنوع الثقافات وتعدد التوجهات والرؤى الفنية.

تُفتتح فعاليات «أسبوع النقاد» بفيلم (Stereo Girls) للمخرجة الفرنسية كارولين ديرواس بيانو، الذي يروي قصة صديقتين مراهقتين تسعيان لاكتشاف الحرية والتشويق عبر الموسيقى. وتتنافس سبعة أفلام روائية طويلة في المسابقة الرسمية للأسبوع، منها: (Agon) من إخراج جوليو بيرتيلي، والفيلم النفسي اليوناني (Gorgonà) من إخراج إيفي كالوجيروبولو، إلى جانب الفيلم البريطاني (Ish) من إخراج عمران بيريتا، وفيلم الكوميديا البريطاني-الجنوب إفريقي (Straight Circle) من إخراج أوسكار هدسون. بالإضافة إلى أفلام وثائقية مثل (Waking Hours) وهو فيلم إيطالي من إخراج فيديريكو كاماراتا وفيليبو فوسكاريني، يتناول حياة مُهرِّبين أفغان عبر الحدود. ويُختتم البرنامج بعرضِ فيلم (100 Nights of Hero) للمخرجة البريطانية جوليا جاكمان، الذي يُعد عملاً خياليًا نسويًا، يضم طاقمًا مميزًا من الممثلين.

صوت "هند رجب" يصدح في البندقيّة وسط حضورٍ عربيٍّ لافت

تشهد الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي، مشاركةً عربيةً متميِّزة، تتجلى في حضور متنوع للأفلام داخل المسابقة الرسمية وخارجها، بما في ذلك برامج دعم الصناعة السينمائية في مراحل ما قبل الإنتاج. في المسابقة الرسمية، ترفع تونس رايَتها من خلال «صوت هند رجّب» للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يقدم واحدة من أبرز الحكايات العربية الحاضرة هذا العام. يستند الفيلم إلى تسجيل صوتي حقيقي للطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات الستة أعوام، التي كانت عالقة داخل سيارة وسط وابل من الرصاص في غزة، ولم تجد غير الهاتف لتستغيثَ عبره، قبل أن تُقتل رفقة أفراد عائلتها. يعد الفيلم إنتاجًا مشتركًا بين شركات عربية ودولية، يضم في بطولته كلًّا من سجى كيلاني، معتز محيسن، كلارا خوري، وعامر حليحل. وهو لا يقتصر على استعادة مأساة فردية فحسب، وإنمَّا يطرح سؤالًا إنسانيًا بات من الضروري أن يُجيب عليه العالم: كيف يمكن للعالم أن يصمت أمام صوت طفل يطلب النجدة؟

وعلى سبيل التوسّع الجغرافي والروحي، يبرز أيضًا العمل العربي الكبير «هجرة» (Hijra) للمخرجة السعودية شهد أمين، في قسم «Venezia Spotlight». وبعد ست سنوات من حضورها المميّز في المهرجان من خلال فيلم «سيدة البحر»، تعود المخرجة السعودية بفيلمها الجديد، الذي يُعدُّ اختياره في هذه الدورة محطةً مفصليةً في مسِيرتها الإخراجية، وتواصل عبره كتابة ورسم معالم أسلوبها السينمائي الخاص. يروي الفيلم حكايةً شاعريةً تتبع رحلة جدة ترافق حفيدتيها من جنوب السعودية إلى مكة مطلع الألفية الجديدة، قبل أن تنقلب الرحلة شمالًا بحثًا عن الحفيدة المفقودة، في سرد يكشف طبقات عاطفية وثقافية غنية من تاريخ المملكة. صُوِّرت أحداث الفيلم في ثمانيَّة مواقع سعودية، منها العلا وتبوك وجدة ونيوم، مستكشفًا بذلك التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة. يشارك في البطولة كلٌّ من خيرية نظمي، نواف الظفيري، ولمار فدان، مع ظهور خاص لبراء عالم.

أما في فئة الأفلام «خارج المسابقة»، فيشهد هذا الحدث الثقافي العالمي عرضًا استثنائيًا للفيلم الوثائقي «بابا والقذافي» للمخرجةِ الليبية-الأمريكية جيهان منصور الكيخيا. يُعد هذا العمل أول مشاركة ليبية في المهرجان منذ أكثر من عقدٍ كامل، ما يجعله علامةً فارقة في المشهد السينمائي الليبي المعاصر. تنتقل المخرجة في فيلمها بين الماضي والحاضر، في محاولة لإعادة بناء صورة والدها، منصور رشيد الكيخيا، الدبلوماسي الليبي البارز الذي شغل منصب وزير الخارجية وسفير ليبيا لدى الأمم المتحدة قبل أن يختفي في ظروف غامضة عام ١٩٩٣. تعتمد جيهان في سردها على المزج بين الذكريات العائلية، والمقابلات الشخصية، والمواد الأرشيفية.

ومن ليبيا وصولا إلى المغرب، حيث يعرض فيلم «شارع مالقة» (Calle Málaga) للمخرجة المغربية مريم توزاني، ضمن فعاليات قسمي «فينيسيا سبوتلايت»، و«برنامج السينما 2025». تدور أحداث الفيلم حول ماريا أنخيلس (كارمن ماورا)، امرأة إسبانية تبلغ من العمر 79 عامًا، تعيش بمفردها في طنجة بالمغرب. تسيرُ حياتها اليومية بهدوء سرعان ما يعكره وصول ابنتها من مدريد، التي تنوي بيع الشقة التي عاشت فيها طوال حياتها. يُعتبر هذا العمل تكريمًا لجدّة المخرجة الإسبانية، التي انتقلت للعيش في طنجة منذ شبابها، حيث نشأت توزاني وسط مجتمعٍ إسبانيٍّ مغترب. تستند القصة إلى تجاربَ حقيقية لمجموعة من النساء المسنّات اللواتي عشن في المدينة، وتُظهر كيف يمكن للشيخوخة أن تكون مليئةً بالحيوية والتجدد، متحديةً الصور النمطية المرتبطة بها.

ومن المغربية مريم توزاني إلي المخرجة السودانية سوزانا ميرغني التي تشارك بفيلمها «ملكة القطن» (Cotton Queen)، الذي يُعرض ضمن فعاليات قسم "أسبوع النقاد". يُعتبر هذا الفيلم أول عملٍ روائيٍّ طويلٍ للمخرجة، التي اشتهرت بفيلمها القصير «الست» (2020)، الذي حاز على جوائز عدة. و«ملكة القطن» هو ثمرة تعاون بين عدة جهات إنتاجية من مختلف الدول، بما في ذلك السودان، قطر، السعودية، فلسطين، مصر، فرنسا، وألمانيا. وقد حصل الفيلم على جائزة "ArteKino" في مهرجان كان السينمائي 2022 ضمن برنامج "ورشة سينيفونداسيون" ( L'Atelier de la Cinéfondation). تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى السودانية التي تعتمد على زراعة القطن كمصدرٍ رئيسٍ للرزق. تعيش "نفيسة"، الفتاة المراهقة، تحت تأثير حكايات جدتها "الست"، التي كانت تُروى عن مقاومة الاستعمار البريطاني. لكن مع وصول رجل أعمال شاب يحمل بذورًا معدلة وراثيًا، تجد نفيسة نفسها في مواجهة تحدٍ جديد يهدد مستقبل قريتها.

ويشارك الفيلم الجزائري «رقية» (Roqia) من تأليف وإخراج يانيس كوسيم، ضمن فعاليات مسابقة قسم "أسبوع النقاد". وهو إنتاجٌ مشتركٌ، حصل على دعم من وزارة الثقافة الجزائرية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب عددٍ من المؤسسات الفرنسية. ينتمي الفيلم، الذي يعد أول عمل روائي طويل لمخِرجه، إلى سينما الرعب، وتدور أحداثه في الجزائر عام 1993، حول أحمد الذي يفقد ذاكرته بعد حادث، ليجد نفسه في مواجهة ماضٍ غامضٍ وذكرياتٍ متشابكةٍ مع شيخ مصاب بالزهايمر.

التكريمات: «أسدان» لإنجاز العمر

يمنح المهرجان جائزةَ الأسد الذهبي لإنجاز العمر هذا العام للمخرج الألماني فيرنر هرتزوغ، وللممثلة الأميركية القديرة كيم نوفاك، التي تعد واحدةً من أكثر الأيقونات السينمائية المحبوبة في هوليوود الكلاسيكية. وقد أعلنت إدارة المهرجان أن المخرج الأمريكي الكبير فرانسيس فورد كوبولا سيُلقي كلمةً تكريمية خاصة خلال حفل الافتتاح، احتفاءً بالمخرج الألماني فيرنر هيرتزوغ، قبل تسليمه الجائزة. وسيقدم فيرنر هيرتزوغ فيلمه الوثائقي الجديد «أشباح الفيلة» (Ghost Elephants) خارج المنافسة يوم الخميس 28 أغسطس.

على مدار أحد عشر يومًا، سيتألق نجوم الفن السابع على ضفاف شواطئ البحر المتوسط، للمشاركة بإبداعاتهم السينمائية في أحدث دورات مهرجان البندقية السينمائي الدولي. ومن خلال أفلامهم الآسرة سيضيفون رصيدًا جديدًا لامعًا إلى تاريخ السينما، في مهرجان يؤكد مجددًا مكانته كأحد أعرق وأهم مهرجانات السينما العالمية. ومن خلال تقديمه لمجموعة من الأفلام المتميزة - كما نأمل - يواصل المهرجان التزامه بتسليط الضوء على التنوع الفني والموضوعي في صناعة السينما. ليظل شاهدًا حيًا على تطور الفن السابع وتنوع مشاربه و روافده.

بدعم من مبادرة سينماء، نُشرت هذه المقالة أيضًا في منصة ميم السينمائية.

 

موقع "سينماء السعودي في

28.08.2025

 
 
 
 
 

من يقرر جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي؟

لميس محمد

يترأس مخرج فيلم " Nebraska" ألكسندر باين لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية بـ مهرجان فينيسيا السينمائي، والتي تضم الممثلة البرازيلية فرناندا توريس، والمخرج الإيراني محمد رسولوف، والمخرج الفرنسي ستيفان بريزي، والمخرجة الإيطالية مورا ديلبيرو، والممثل الصيني تشاو تاو، والمخرج الروماني كريستيان مونجيو، وسيتم الإعلان عن الفائزين بالجوائز في 6 سبتمبر المقبل.

تفاصيل مهرجان فينيسيا السينمائى

ينطلق مهرجان فينيسيا السينمائى فى دورته الـ82 اليوم الأربعاء 27 أغسطس ويستمر حتى 6 سبتمبر، حيث سيتم الإعلان عن الجوائز.

ما فيلم الافتتاح؟

فيلم ليلة الافتتاح هو La Grazia للمخرج باولو سورينتينو.

من سيحضر هذا العام؟

من المتوقع أن يزين نجوم السجادة الحمراء هذا العام، جوليا روبرتس، وجورج كلوني، وإيما ستون، ودواين جونسون، وآدم ساندلر، وإدريس إلبا، وستكون هذه أول مشاركة لروبرتس في المهرجان، حيث تشارك في بطولة فيلم " After the Hunt " الدرامي المناهض للتحرش #MeToo، وجونسون الذي جسّد شخصية مارك كير، مقاتل الفنون القتالية المختلطة، في فيلم " The Smashing Machine".

ومن بين النجوم الآخرين في قائمة المشاركين: أوسكار إسحاق، وجاكوب إلوردي، وجيسي بليمونز، وكيت بلانشيت، وآدم درايفر، وأندرو غارفيلد، وآيو إيديبيري، وبيل سكارسجارد، وكولمان دومينجو، وأماندا سيفريد، وكالوم تيرنر، وجود لو.

ومن بين الحائزين على جائزة الإنجاز مدى الحياة هذا العام، كيم نوفاك، بطلة فيلم Vertigo، والمخرج فيرنر هيرتسوغ.

 

####

 

فيلم La Grazia يحصل على تصفيق حار في مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى

لميس محمد

حصل أحدث أفلام المخرج باولو سورينتينو، La Grazia"، الذى عرض في افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائى الذى أقيم منذ ساعات على تصفيق حار لمدة أربع دقائق بعد انتهاء عرضه.

كشف المخرج الحائز على جائزة الأوسكار أن فيلمه الأخير مستوحى من معضلة سياسية واقعية أثارت تساؤلات أخلاقية عميقة.

يقوم ببطولته توني سيرفيلو وآنا فيرزيتي، اللذان تعاونا مع سورينتينو لفترة طويلة، ويتتبع الفيلم الأشهر الأخيرة في ولاية رئيس إيطالي متخيل، يتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيوافق على قانون يسمح بالقتل الرحيم وما إذا كان سيعفو عن سجينين مدانين بجريمة قتل.

تفاصيل فيلم La Grazia

يدور فيلم La Grazia حول قصة ماريانو دي سانتيس، رئيس الجمهورية الإيطالية، الذي يقترب من نهاية ولايته ويواجه مهمتين تتعلقان بطلبين للعفو الرئاسي، وبالتالي تتقاطع هذه القرارات مع حياته الشخصية، مما يخلق صراعات معقدة، ويقوم ببطولته كل من توني سيرفيلو، آنا فرزيتي، ماسيمو فينتورييلو، أورلاندو سينك، ميلفيا ماريجليانو، جوزيبي جاياني، جيوفانا جويدا.

 

اليوم السابع المصرية في

28.08.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004