ملفات خاصة

 
 
 

جيم شيريدان:

تأريخ سينمائي لمشاعر منسية

عمّان/ إسراء الردايدة

عمّان السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

منذ بدايته، اختار المخرج والكاتب المسرحي الأيرلندي جيم شيريدان أن يقف في الصف الإنساني للسينما، مُتخذاً من الشخصيات المهمّشة والقصص الواقعية خامة لرؤية فنية مخلصة تتجاوز حدود أيرلندا نحو العالم. في أفلامه لا توجد بطولات زائفة، بل معارك داخلية صامتة تُخاض في ساحات الضعف والخسارة والذاكرة. بأسلوبه الذي يمزج بين الحميمي والسياسي، الواقعي والشاعري، نجح شيريدان في بناء مسيرة سينمائية نادرة الاتساق لجهة القيم والموضوعات، ولو تنوعت الأساليب والأنواع.

شيريدان، الذي حل ضيف شرف على الدورة السادسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي 2025، تبرز مسيرته السينمائية بوصفها واحدة من أهم التجارب في سينما أيرلندا المعاصرة. يتميز بنظرته الإنسانية الثاقبة وروايته لقصص عاطفية عميقة تمنح صوتاً للمهمّشين وتعكس قضايا الهوية والصمود بأسلوب سينمائي مؤثر. أول من أمس، أقام شيريدان في عمّان ورشة احترافية (Master Class)، تحدث فيها عن تجربته، وهنا إطلالة عليها.

أطلّ جيم شيريدان على العالم من بوابة "قدمي اليسرى" (1989)، فيلمه الأول الذي اختصر فيه رؤيته: إنسان مقهور يحارب إعاقته وسط بيئة قاسية، مدعوماً بالحب والعائلة. حياة كريستي براون – الفنان المعاق حركياً – حوّلها شيريدان إلى درس في الإرادة، وبيان فني عن معنى الدعم الأسري في وجه مجتمع لا يرحم. تمثيل رائع من دانيال دي لويس، وإخراج يستنطق الألم بلا ابتذال.

في "الحقل" (1990)، يوسّع شيريدان اهتمامه من الفرد ليطاول الأرض بوصفها امتداداً للهوية والذاكرة. عبر شخصية الثور ماككيب، يصور المخرج انفجار العناد الريفي أمام التحديث، في مأساة تُشبه التراجيديا اليونانية. هنا، الأرض ليست تراباً فقط، بل ميراثاً يتقدّس، وأي مساس به يعني زعزعة جوهر الذات.

في "باسم الأب" (1993)، يبلغ شيريدان ذروة اشتباكه مع السلطة. يستند الفيلم إلى قضية "الأبرياء الأربعة"، ليُظهر فساد القضاء البريطاني وتواطؤه ضد الأيرلنديين. لكنه لا يكتفي بالإدانة، بل ينقّب في العلاقة المعقدة بين الأب والابن خلف القضبان. إنه فيلم عن البحث عن الحقيقة داخل ظلال القهر، وعن المصالحة العاطفية تحت سطوة الظلم.

في "الملاكم" (1997)، يعود شيريدان إلى بلفاست، لا يصور فيه الصراع الطائفي المباشر، بل يركز على رجل يحاول أن يعيش بعدما تعب من الحرب. داني فلين، الملاكم الخارج من السجن، يصبح تجسيداً لفكرة التغيير الفردي في بيئة غير مستعدة للتسامح. حلبة الملاكمة ليست سوى استعارة لبلد منهك.

في "في أميركا" (2002)، يغادر شيريدان أرض أيرلندا من دون أن يغادر ثيماته. قصة عائلة مهاجرة إلى نيويورك بعد فقدان ابنها. ليست هذه الحكاية سوى تأمل جديد في معنى التماسك الأسري وسط الألم. هنا، العيون الطفولية تقود السرد، فتمنح القصة بُعداً حلمياً وسط واقع خشن. يتقاطع الحزن مع الأمل، وتصبح الهجرة مجازاً عن الرحلة الداخلية نحو الشفاء.

في "اكسب المال أو مت وأنت تحاول" (2005)، يدخل شيريدان عالم الهيب-هوب والعصابات في أميركا عبر سيرة مغني الراب الشهير 50 سنتاً. رغم ابتعاد الفيلم عن جذوره الأيرلندية، نلمس فيه محاولته فهم الشخصيات الهشة خلف الأقنعة الصلبة، واستكشاف ثيماته المعتادة (الفقر والأسرة والنجاة) في بيئة جديدة.

في "بيت الأحلام" (2011)، يغوص شيريدان في الرعب النفسي، مستعرضاً كيف يمكن للصدمة أن تخلق واقعاً بديلاً. الفيلم أقل نضجاً من أعماله السابقة بسبب تدخلات الإنتاج، لكنه يبرز فضوله الفني ورغبته في اختبار أنواع جديدة.

يعود المخرج في "إخوة" (2009) إلى صلب اهتمامه: الأسرة تحت ضغط الحرب. يركّز العمل على تداعيات الصدمة على العائلة لا على المعركة نفسها، ويظهر كيف يمكن للبيت أن ينقلب إلى ساحة صراع صامت. أداء توبي ماغواير يُعطي للقصة عمقاً نفسياً شديداً.

أما "الكتاب السرّي" (2016)، فهو فيلم عن الصمت الطويل، عن نساء دفنهن المجتمع خلف أسوار المؤسسات الدينية. في هذا العمل، يعود شيريدان إلى بلده وتاريخه، ويكشف بأناقة بصرية وخطّين زمنيين متوازيين كيف يمكن للحب أن يُجرّم، وللذاكرة أن تُنقذ الكرامة.

تركّز أفلام جيم شيريدان على تجارب إنسانية عميقة تتمحور حول الصمود، والهوية، والعدالة الاجتماعية. شخصياته غالباً من المهمّشين والطبقة العاملة: أفراد من ذوي الإعاقة يسعون إلى إثبات الذات، ومهاجرون يبحثون عن فرصة لحياة أفضل، أو سجناء أبرياء يصارعون ظلم المنظومات. العائلة تحتل مركزاً عاطفياً في معظم أفلامه، سواء كانت علاقة أم بابنها من ذوي الإعاقة، أو أب بابنه المتهم، أو إخوة مزّقتهم الحرب.

تظهر ثيمة الهجرة والاغتراب بوضوح في "في أميركا"، مقترنة بثيمة الفقر والنضال اليومي من أجل الكرامة. أما العدالة، سواء القانونية أو الأخلاقية، فهي مبدأ جوهري في عالم شيريدان، كما يتجلّى في أفلام مثل "باسم الأب" و"الكتاب السري". ومن خلال هذه الثيمات، تمنح أفلامه جمهورها تجربة إنسانية عالمية تنبع من بيئة محلية ذات خصوصية، لتصل إلى مشاعر مشتركة على امتداد العالم.

يعتمد شيريدان أسلوباً بصرياً واقعياً وحميماً يخدم السرد من دون تكلّف. كاميراه قريبة من شخصياته، تلاحق وجوههم وأيديهم، كما في افتتاحية "قدمي اليسرى" التي تبدأ بقدم كريستي براون. يصوّر البيئات بتفاصيل دقيقة: أزقة دبلن، والحقول الريفية، والزنازين الباردة، وأحياء نيويورك الصاخبة. رغم الواقعية، لا تخلو أفلامه من لمحات شعرية، نلاحظ ذلك في تقسيم "قدمي اليسرى" إلى فصول مستوحاة من لوحات البطل، أو توظيف التباين اللوني بين عتمة الواقع وبريق الأمل.

الرمزية البصرية أيضاً حاضرة: حلبة الملاكمة ترمز للوطن المنقسم في "الملاكم"، والمنزل يصبح كياناً نفسياً هشاً في "بيت الأحلام". أسلوبه البصري يتسم بالصدق والبساطة، ويضع الكاميرا في خدمة القصة والشخصيات.

جوهر أفلام جيم شيريدان يكمن في دراما العلاقات الإنسانية، لا سيما الروابط العائلية والصداقة. يتعمّق في رسم ديناميكيات هذه العلاقات تحت الضغط، كاشفاً تحوّلات النفس البشرية من خلال التفاعل. الأمومة تُقدَّم قوةَ خلاص في "قدمي اليسرى"، الأبوة تُقترح بوصفها ضميراً حياً في "باسم الأب"، والأخوّة رابطة قاسية الاختبار في "إخوة". حتى في "اكسب المال أو مت"، الدافع الأساسي للبطل ليس المجد بل علاقته بأمه وابنه. أما في "في أميركا"، فالصداقة مع الجار الغريب تمثل عزاءً روحياً للعائلة. هذا التركيز على الحميمية العاطفية يمنح أفلامه عمقاً وجدانياً متفرداً.

رغم أن سرد شيريدان ينطلق من شخصيات فردية، فإن خلفية أحداثه تنبض بالقضايا الكبرى. في ثلاثيته غير الرسمية عن أيرلندا ("قدمي اليسرى"، و"باسم الأب"، و"الملاكم")، يعرض بانوراما عن الفقر والصراع السياسي والطائفي. في "في أميركا"، يتناول قضايا الهجرة، بينما يرصد في "اكسب المال أو مت" العنف الحضري في الولايات المتحدة. لا يطرح السياسة بخطابية، بل يذيبها في سياق التجربة الفردية. الرسالة الأخلاقية حاضرة بوضوح، لكنها تصل عبر المشاعر لا عبر الشعارات.

تتسم أفلام شيريدان بعاطفة صادقة بعيدة عن الابتذال. يبني ذروة المشهد بتراكم إنساني، معتمداً على الأداء الطبيعي والتفاصيل الدقيقة. لحظات مثل احتفال الأسرة بإنجاز كريستي في "قدمي اليسرى"، أو اعتذار جيري لوالده في "باسم الأب"، تأتي مؤثرة لأنها متجذرة درامياً. شيريدان يعرّي ضعف أبطاله لكنه يحتفي بكرامتهم، ويوازن بين القسوة والرجاء، ما يمنح أفلامه قدرة على انتزاع التأثر الحقيقي.
رسّخ جيم شيريدان مكانته عبر قدرته على دمج الحكايات الشخصية بالهموم السياسية والاجتماعية في صياغة فنيّة تحمل بصمة أيرلندية واضحة ونبضاً إنسانياً. أفلامه تتنوع زماناً ومكاناً، من دبلن إلى نيويورك، لكنها جميعاً تعكس إيماناً عميقاً بقدرة السرد البصري على كشف الحقيقة وإلهام التعاطف. إن المواضيع التي يعالجها – الهجرة والهوية، الظلم والعدالة، العائلة والتضحية، الفقر والطموح – تجد صداها في نفوس المشاهدين لأنها صادقة ومنحازة إلى الإنسان البسيط
.

أسلوبه الإخراجي يجمع الواقعية بالشاعرية، ويحافظ على نزاهة فنية بعيدة عن التكلف، مرتكزاً على قوة الأداء وروعة القصة. ففي نهاية المطاف، لم يكن جيم شيريدان صانع أفلام بالمعنى التقليدي، بل مؤرّخاً للمشاعر المنسية. أبطاله ليسوا منتصرين دائماً، لكنهم دائماً صامدون. من أيرلندا إلى أميركا، من الحقل إلى الزنزانة، من صدمة الحرب إلى وجع الهجرة، بنى شيريدان سينما تحفر في الوجدان، وتتركنا نسائل أنفسنا: ما الذي يجعل الإنسان قادراً على الاستمرار؟ الجواب في أفلامه دائماً يبدأ من الحب.

ليس غريباً بعد هذا كله أن يكون شيريدان ضيف الشرف المحتفى به في مهرجان عمّان السينمائي 2025، إذ تُعرض أعماله وتُناقش تجربته الممتدة منذ "قدمي اليسرى" (1989)، وحتى أحدث مشاريعه "إعادة إحياء" (2025). إنها فرصة للاحتفاء بمخرج قدير شكّل صورة السينما الأيرلندية عالمياً، وأغنى السينما العالمية بروائع تكرّم الكرامة الإنسانية وتنتصر للأمل والحقيقة في نهاية المطاف.

 

العربي الجديد اللندنية في

08.07.2025

 
 
 
 
 

عندما تلتقي السينما بكُرة القدم... تشابهٌ كبير بين العالمَين

الأمير علي بن الحسين: لا الأوسكار ولا كأس العالم مستحيلان على الأردنيين

عمّانكريستين حبيب

للملاعب أبطالها وللأفلام نجومها. للمستديرةِ سحرُها وللشاشة الفضية بريقُها الذي يسرق الناس إلى عوالم بعيدة. قد يتساءل البعض: ما الرابط بين السينما وكرة القدم، مستغرباً حتى أن تجوز المقارنة بينهما. إلا أنّ أوجه الشبَه كثيرة، والدليل أن ممثلين كثراً بدأوا رحلتهم على أرض الملعب قبل الوقوف أمام الكاميرا؛ من بين هؤلاء نور الشريف، وأحمد السقّا، وظافر العابدين، وأحمد فهمي، من العالم العربي، إلى جانب أسماء كثيرة من هوليوود.

لأنّ السينما وكرة القدم عالمان متوازيان يلتقيان على شعبيتهما وعلى نهايتهما غير المتوقّعة، اقتضى تخصيص لقاءٍ يقرّب المسافات بين هذَين العالمَين، وذلك ضمن إطار فعاليات «مهرجان عمّان السينمائي الدولي».

في مقر «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام» التي يرأسها، تحدّث الأمير علي بن الحسين عن تجربته التي تجمع ما بين الرياضة والسينما، كونه يرأس كذلك الاتحاد الأردني لكرة القدم. ولهذا اللقاء الذي جمعه بجمهورَي السينما والكرة توقيتٌ دقيق، بما أنه يأتي غداة تأهّل منتخب الأردن لكرة القدم إلى كأس العالم 2026.

لم يكن الأمير علي المتحدّث الوحيد، فقد انضمّ إليه كابتن المنتخب الأردني إحسان حدّاد، والمخرجان ليث المجالي ووداد شفاقوج، وقد أدار الجلسة المنتج علاء الأسعد.

«كما نفتخر بأفلامنا التي تصل إلى العالمية، كذلك نرفع رأسنا بلاعبينا عندما يحققون الإنجازات»، قال الأمير علي. معدّداً مزيداً من أوجه الشبه بين المجالَين، ذكر كيف أن السينما، ككرة القدم، تتعرّض للانتقادات: «كلما كثرت الانتقادات كان ذلك أفضل».

استذكر الأمير كذلك الفيلم الأردني «كابتن أبو رائد» الذي حاز جائزة الجمهور في مهرجان «صندانز» السينمائي العالمي عام 2008، «فشكّل مثالاً لصنّاع الأفلام الأردنيين بأنهم قادرون على الوصول إلى العالمية، وهذا ينطبق أيضاً على كرة القدم».

أما كابتن المنتخب الأردني فقارن فرح الفوز بـ«الشعور السينمائي»، متوقفاً عند كون لاعب كرة القدم كالممثل، قدوة بالنسبة إلى الجيل الناشئ.

«لو كنت سأكتب سيناريو عن رحلة المنتخب إلى كأس العالم لما كان أكثر سينمائيةً وتأثيراً ممّا هي الحال على أرض الواقع»، هكذا اختصر المخرج ليث المجالي الالتصاق ما بين عالمَي السينما وكرة القدم. وأوضح أنه كما أن أساس كل فيلم القصة والشخصيات، وكما في كل قصة طلعاتها وانحداراتها، كذلك في المباريات حيث تتوازى أفراح الفوز مع أوجاع الخيبات والإصابات.

المجالي المنشغل بتوثيق رحلة المنتخب الأردني إلى كأس العالم من خلال فيلمٍ ما زال قيد الإعداد، أضاف أن «السينما وكرة القدم تلتقيان كذلك على أنهما تجمعان ما بين الناس وتحرّكان مشاعرهم من أقصى الفرح إلى أقصى الحزن».

ربما يسود اعتقادٌ عام بأنّ الأفلام التي تتطرّق إلى عالم كرة القدم، أكانت روائية أم وثائقية، ليست جذّابة ولا مثيرة للمشاعر. لكنه اعتقاد غير دقيق، فهذا النوع من الأفلام زاخرٌ بالمشاعر الإنسانية، لا سيما منها تلك الوثائقية، حيث يعاين الجمهور عن قرب ومن دون تجميل، كل ما يمر به اللاعبون والمدرّبون خلال المباريات وقبلها وبعدها.

هكذا هي الحال في فيلم «17» من إخراج وداد شفاقوج، الذي وثّق عام 2017 تحضيرات المنتخب الأردني للإناث إلى كأس العالم لفئة ما دون الـ17 سنة. تفاعل الحضور مع المقطع الذي جرى عرضه من الفيلم، مستذكرين حقبة جميلة من تاريخ كرة القدم الأردنية، ومتطلّعين إلى مزيدٍ من الإنجازات لا سيما على يد المنتخب الذاهب إلى كأس العالم في أميركا السنة المقبلة.

«العالم يشاهدنا من خلال السينما وكرة القدم»، هكذا اختتم الأمير علي كلامه موسّعاً نافذة الحلم: «ليس مستحيلاً أن يأتي يوم يرفع فيه الأردنيون كأس العالم، وحتى الأوسكار».

 

الشرق الأوسط في

08.07.2025

 
 
 
 
 

"أبو زعبل 89"... بانوراما عائلية سياسية

فيلم وثائقي للمخرج بسام مرتضى عن الهزيمة والانكسار والعودة من الماضي

محمد غندور 

ملخص

في فيلمه الوثائقي "أبو زعبل 89"، الذي عرض ضمن مهرجان عمان السينمائي الدولي، يريد المخرج الشاب، أن يقول كل ما كبته لسنوات، كاشفاً عن أسرار عائلته، مقارناً ما بين جيلين، جيل والده في تسعينيات القرن الماضي، الذي مني بالهزائم والانكسارات، وجيل بسام الذي شارك في ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، و"نجح" لفترة بسيطة في الاعتقاد أن الأمور تغيرت.

ينطلق المخرج المصري بسام مرتضى من حادثة إضراب مصنع الحديد والصلب في القاهرة عام 1989، ليغوص في ذاكرته، ويخرج ما فيها من بقايا عن الانهزام والحسرة والحيرة والانكسار.

يمزج ما بين العام والخاص ويتصالح مع نفسه، تلك الحادثة التي أصابته بضرر نفسي كبير، إذ اعتقل على أثرها والده المناضل، وغاب عن المنزل لفترة طويلة. وكيف لطفل لم يبلغ الخامسة بعد أن يدرك حقيقة ما حصل وتبعاته، من أذى معنوي وتغيير سياسي.

في فيلمه الوثائقي "أبو زعبل 89"، الذي عرض ضمن مهرجان عمان السينمائي الدولي، يريد المخرج الشاب، أن يقول كل ما كبته لسنوات، كاشفاً عن أسرار عائلته، مقارناً ما بين جيلين، جيل والده في تسعينيات القرن الماضي، الذي مني بالهزائم والانكسارات، وجيل بسام الذي شارك في ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، و"نجح" لفترة بسيطة في الاعتقاد أن الأمور تغيرت.

نحن أمام عالمين مختلفين بظروف سياسية مختلفة.

ماذا حصل؟

جرى الإضراب في مصنع الحديد والصلب بحلوان، أحد أضخم قلاع الصناعة الثقيلة في مصر والوطن العربي آنذاك. وجاء نتيجة سوء أوضاع العمال المعيشية، وانخفاض الرواتب في مقابل التضخم الكبير، إضافة إلى تدهور ظروف العمل داخل المصنع.

كان المصنع يضم عشرات الآلاف من العمال، ويعتبر رمزاً للقوة العمالية. ونظم الإضراب، لعدم صرف الحوافز والأرباح المقررة للعمال، وتردي الخدمات الصحية داخل المصنع، والمطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف السلامة المهنية.

بدأ الإضراب في أغسطس (آب) 1989، وشارك فيه آلاف العمال. وتوقفت غالبية خطوط الإنتاج، وتصاعد الموقف بعد دخول قوات الأمن لمحاولة تفريق العمال.

وما ليس مفاجئاً، أن الاحتجاجات قمعت بشدة، واعتقل عدد كبير من القيادات العمالية، وأحيل بعض العمال للمحاكمة بتهم التحريض على الإضراب وتعطيل الإنتاج.

على رغم ذلك، شكلت هذه الحركة نقطة تحول، إذ أعادت قوة الطبقة العاملة المصرية للواجهة، بعد سنوات من الركود النقابي في عهد مبارك.

اعتبر كثيرون ما حصل، تمهيداً للعودة القوية لحركات الاحتجاج العمالي في التسعينيات، وكشف عن هشاشة وعود الخصخصة والتنمية من دون مراعاة حقوق العمال.

كما أنه بقي رمزاً مهماً في ذاكرة الحركة العمالية المصرية، حتى إغلاق المصنع لاحقاً ضمن قرارات التصفية في 2021.

الاعتقال

والد المخرج كان من المعتقلين الـ52 الذين سجنوا في "أبو زعبل"، أحد السجون ذائعة الصيت بالتعذيب والتنكيل. المفارقة أن المخرج – الابن، زار والده آنذاك، ومنذ ذلك الوقت، تكونت لديه حالة من الضياع.

ما يفعله المخرج في عمله الوثائقي، أنه يريد العودة للماضي والنبش فيه، يريد استعادة لحظات عائلية لأبيه المناضل وأمه المناضلة، مع عرض لتاريخ المقاومة السياسية في مصر.

بعد الخروج من السجن، يشعر الوالد المثقف بالهزيمة، فيقرر المغادرة، يسافر إلى فيينا، ومن هناك تبدأ رحلة جديدة ما بين الأب والابن. يسجل الوالد عبر أشرطة كاسيت لابنه من فترة وأخرى، ليخبره فيها عن حب واشتياق مع بعض الإرشادات.

هذه الشرائط، تمثل ركيزة أساسية في الفيلم الوثائقي، يستعملها المخرج للانطلاق منها في الحديث مع والده، عن تلك الحقبة، لماذا انعزل وغادر العائلة، كيف قضى القمع على أحلامه وأحلام جيله، وكيف قيدهم النظام و"مسح" الحركة الاشتراكية آنذاك.

نحن أمام جيل مهزوم ومكسور، انهزم في بلورة أفكاره أو مقاومة النظام، ورضخ تحت التعذيب والتنكيل.

ويظهر في العمل أن بسام مرتضى، وهو مشارك أساسي في الفيلم، يخضع والده لمحاكمة علنية، محاولاً إعادة صياغة فترات عائلية ولت.

يمزج المخرج ببراعة بين صور أرشيفية بالأبيض والأسود ومشاهد حديثة صورت بعين تراقب التفاصيل الصغيرة: يد الأب، نظراته، صوت تنفسه داخل السيارة.

لا يقدم الفيلم سرداً سياسياً مباشراً لإضراب عمال الحديد والصلب الذي اعتقل والده بسببه، بل يترك الحكاية تنساب بهدوء عبر ذاكرة الابن، الذي يعيد بعد أكثر من ثلاثة عقود الرحلة نفسها التي قطعها مع والدته في طفولته لزيارة الأب في سجن أبو زعبل.

في واحد من أقوى مشاهده، يظهر الممثل سيد رجب، أحد المعتقلين السابقين، ليروي تجربته بصراحة وصدق يصلان إلى حد الألم. ينجح المخرج هنا في تحويل الشهادة الشخصية إلى فعل مسرحي مصور يلتقط فيه انكسار الإنسان أمام القمع، من دون شعارات أو خطابية.

الذاكرة الشخصية

وتكمن قوة الفيلم في بساطته، لا موسيقى تصويرية طاغية، لا مونتاج صاخب، لا إعادة تمثيل مبالغ بها. فقط وجوه تروي، وصمت يبوح بأكثر مما تقول الكلمات.

هذا الهدوء، الذي قد يراه بعضهم افتقاراً للإيقاع، هو في الحقيقة جزء أصيل من لغته البصرية، ومن فلسفته في إعادة بناء الماضي من دون زيف أو افتعال.

إنه وثائقي ذاتي يجمع بين ذاكرة شخصية وتاريخ سياسي، مما يخلق حواراً داخلياً بين الأب والابن والماضي. ويستخدم الفيلم لقطات أرشيفية، وصوراً فوتوغرافية، وتسجيلات صوتية، من دون إعادة تمثيل مزيفة.

كما يتضمن مونولوجات داخلية ومشاهد رمزية (مثل دخول البئر)، تصور الانفصال النفسي والشعور بالذنب والاغتراب بين الجيلين.

وتقدم العلاقة بين بسام وأمه بلقطات حميمة داخل المنزل، في مقابل الحوار المكاشف مع الأب في أماكن التوتر والصمت، مما يضفي عمقاً إنسانياً وسينمائياً.

لعب المخرج بطريقة فنية جميلة من خلال استخدام تجربة شخصية لتسليط الضوء على سياق سياسي واجتماعي، وتقديم بانوراما سياسية حول ما كان يحصل في تلك الحقبة، مدعماً ذلك باعترافات وحكايات شخصية ما يمزج ما بين العام والخاص.

وربما كان من المفيد توفير مادة مصورة أكبر عن ظروف السجن السياسية والعمالية.

«أبو زعبل 89» فيلم عن الذاكرة، لكنه أيضاً عن التشوهات التي تصيب علاقة الأب بابنه حين يصبح السجن طرفاً ثالثاً في تلك العلاقة. يخرج المشاهد من الفيلم، ويشعر بأنه شارك عائلة مرتضى لحظات ضعفها وقوتها معاً.

وربما هنا تكمن أهمية الفيلم: إنه لا يقدم تاريخاً رسمياً للاعتقال أو العمل النقابي، بل يمنحنا تاريخاً موازياً - تاريخ العائلات المنسية خلف أسوار السجون.

يذكر أن الفيلم نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم افريقي، وتنويها خاصاً من مسابقة أسبوع النقاد الدولية.                           

مدير المراسلين @ghandourmhamad

 

الـ The Independent  في

08.07.2025

 
 
 
 
 

السينما وكرة القدم في «عمّان السينمائي» قصص تتجاوز الأهداف والانتصارات

عمّان ـ «سينماتوغراف»

شهدت العاصمة الأردنية عمّان جلسة حوارية ضمن فعاليات مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، حملت عنوان "عالمان خارج النص: السينما وكرة القدم"، وجمعت صناع السينما وعشاق المستديرة في مساحة نقاشية ثرية داخل مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

وشارك في الجلسة الأمير علي بن الحسين، رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، إلى جانب المنتج الأردني ليث المجالي، وقائد منتخب النشامى الكابتن إحسان حداد، والمخرجة وداد شفاقوج.

في مداخلته، شدد الأمير علي بن الحسين على الدور المهم للسينما في تسليط الضوء على كرة القدم ليس فقط من خلال عرض الأهداف والإنجازات، بل عبر نقل القصص الإنسانية التي تدور خلف الكواليس.

وأوضح أن هذه الأعمال تمنح الجماهير فرصة لفهم التضحيات والضغوطات التي يعيشها اللاعبون والمدربون والإداريون، وتكشف جوانب قلّما تُرى على الشاشة.

خلال الجلسة، طُرح على الأمير علي سؤال حول ما إذا كان يفضّل أكثر أن يرى الأردن يرفع كأس العالم لكرة القدم أم يفوز فيلم أردني بجائزة دولية كبرى مثل "السعفة الذهبية" في مهرجان كان.

ورد الأمير علي بثقة كبيرة قائلاً إن الأردنيين قادرون على تحقيق الحُلمين معًا، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، مؤكداً: ما في شي مستحيل، وإن شاء الله نربح يومًا ما.

في سياق حديثه عن كرة القدم المحلية، استذكر الأمير علي موقفًا طريفًا يصف سلوك المشجع الأردني بشيء من الدعابة، قائلاً: كل مشجع أردني بيتحول خلال المباراة لمدرب بلا استثناء، وبيبلشوا يعطونا تعليمات، وأحيانًا بيصيروا خبراء في شغل أمين السر وبيعطوا نصائح للاتحاد! بس يجي الإنجاز… بنسبوه لحالهم، وبيقول لك: والله قلتلكم.

وحول واقع السينما الأردنية، شدد الأمير علي على أهمية النقد الفني في رفع مستوى الإنتاجات المحلية، مؤكدًا أن النقد البنّاء يدفع صناع الأفلام إلى تقديم الأفضل.

وأشار إلى أن فيلم "كابتن أبو رائد" الذي أُنتج عام 2007 شكل محطة انطلاق مهمة، وضع الأردن على خريطة السينما العالمية، ومهّد الطريق لأعمال لاحقة نالت تقديرًا دوليًا.

كما لفت إلى أهمية الانفتاح على الخبرات الأجنبية في صناعة الأفلام، لما في ذلك من فائدة في تبادل المعرفة وتوسيع آفاق التجربة، مع تأكيده ضرورة دعم المواهب الأردنية وصقلها، معبرًا عن فخره بالتطور الملحوظ الذي حققته السينما المحلية في السنوات الأخيرة.

من جهته، تحدث المنتج الأردني ليث المجالي عن العلاقة التاريخية بين السينما وكرة القدم، مشيرًا إلى أن المخرجين الأوائل وثّقوا المباريات منذ بدايات الفن السابع.

وأوضح المجالي أن السينما طوّرت لاحقًا أعمالًا روائية ووثائقية نقلت التحديات التي يواجهها اللاعبون، مؤكدًا أن الوثائقيات التي تعرض الإخفاقات إلى جانب النجاحات ترسم صورة حقيقية وملهمة.

واستشهد المجالي بأعمال ناجحة مثل فيلم The Damned United، ومسلسل Welcome to Wrexham، بالإضافة إلى الوثائقي الشهير عن مارادونا الذي وصفه بأنه كشف صعوبة حياة اللاعبين تحت الأضواء والضغوط.

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.07.2025

 
 
 
 
 

الأميرة ريم علي: "مهرجان عمّان" يعطي فرصة ويخلق مركزا للفن السينمائي

الأميرة ريم علي: استمرار المهرجانات السينمائية وسردها للقصص "صمود ثقافي"

أكدت رئيسة مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، الأميرة ريم علي، أن المهرجان يعطي منبرا للأصوات الأردنية والعربية، ويخلق فرصا ومركزا للفن السينمائي والمحتوى في عمّان، وتبادل الأفكار.

وقالت الأميرة، في لقاء خاص مع "المملكة" إن المهرجان يمثل الشباب الأردني، مشيدة بتحسن نوعية الأفلام الأردنية المتقدمة.

وبينت أن استمرار المهرجانات السينمائية مثل مهرجان عمان، واستمرار سردها القصص هو نوع من الصمود الثقافي.

وأوضحت أن 11 فيلما أردنيا، و5 مشاريع أفلام مشاركة بالمهرجان في دورته السادسة، مشيرة إلى وجود أفلام شاركت بمهرجانات عالمية منها فيلم أردني "إن شاء الله ولد" الذي فاز بإحدى جوائز كان.

وأضافت أن المهرجان يعطي الجمهور فرصة لمشاهدة أفلام أردنية، كما أن التركيز على الفيلم الأول يعطي فرصة للشباب والشابات ليكون أمام جمهور، ويعطي منبرا للأفلام الأردنية والعربية.

وأشارت إلى أن المهرجان، يعطي صورة إيجابية عن الأردن، ويزيد من عدد السياح القادمين إلى الأردن بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة.

وأشادت بدور الهيئة الملكية للأفلام، قائلة إنها أعطت دفعة وصوتا للشباب، وأفسحت لهم مجالات للتدريب وإنتاج الأفلام.

وعن إعلان المهرجان إيرلندا ضيف الشرف لهذا العام، قالت الأميرة، إن لدى إيرلندا الاهتمامات ذاتها من حيث العدالة والكرامة، مشيرة إلى أن "إيرلندا عرفت ما هو الاستعمار، وهذا واضح في الأفلام" إضافة لتكريم الموقف الإيرلندي تجاه القضية الفلسطينية.

وشددت على أن مهرجان عمان السينمائي الدولي - أول الفيلم، يركز على المحتوى خاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والعدوان في الأراضي الفلسطينية، وهو شيء يهم الأردنيين.

وبينت أن الأفلام أو القصص لن توقف الحرب، لكنها توصل رسالة، وتسرد قصصا.

وشددت الأميرة على أن توثيق القصص أمر مهم جدا، خاصة فيما يحصل في قطاع غزة من محاولة لقتل من يسرد القصص لمحو التاريخ.

وكانت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم قد انطلقت مساء الأربعاء، وذلك بحضور الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، إلى جانب الأمير علي بن الحسين، وبمشاركة نخبة من نجوم وعشاق السينما من الأردن والمنطقة والعالم، يجمعهم شغف مشترك بتجسيد الصمود الثقافيِّ من خلال فنّ السينما.

وشهدت المناسبة انطلاق برنامج يمتد على مدى تسعة أيام (من 2 إلى 10 تموز 2025)، مخصص للاحتفاء بالإنجازات الأولى في صناعة الأفلام، في إطار التزام المهرجان بدعم المواهب الصاعدة والارتقاء بالأصوات السينمائية الأصيلة.

 

قناة المملكة الأردنية في

08.07.2025

 
 
 
 
 

بعد فوزه في مهرجان عمّان.. ما قصة "زي طير في السما"؟

المصدر: مواقع التواصل الاجتماعي

محمد عبد العزيز

حصد الفيلم المصري "زي طير في السما" جائزة أفضل فيلم روائي طويل قيد التطوير ضمن فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان عمّان السينمائي الدولي"، وذلك خلال مشاركته في "سوق عمّان لصناعة الأفلام". ونال العمل جائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار، مقدّمة من شبكة قنوات راديو وتلفزيون العرب (ART).

وتسلّمت الجائزة مؤلفة الفيلم وكاتبته أمل رمسيس، برفقة أنطوان خليفة، المستشار الفني لشبكة ART، حيث حرصت على توثيق لحظة الفوز بالتقاط صور تذكارية.

ويتناول الفيلم قصة فتاة تتحدى الأعراف الاجتماعية وتقرر الزواج من شريك يختلف عنها كليًّا ثقافيًّا واجتماعيًّا بدافع الحب، معتقدة أن مشاعر الحب وحدها كفيلة بضمان حياة مستقرة، لكن الواقع يصدمها بعد الزواج، إذ تتحول حياتها إلى سلسلة من الصراعات والمعاناة.

ويتميّز الفيلم بتقديم معالجة جديدة وغير تقليدية لموضوع العلاقات الزوجية، مسلطًا الضوء على التحديات الشخصية والاجتماعية في مصر المعاصرة، برؤية إنسانية عميقة تبتعد عن النمط السائد في الدراما والسينما.

ويعد "زي طير في السما" أول تجربة روائية طويلة لأمل رمسيس، التي سبق وقدمت عددًا من الأفلام الوثائقية المهمة، أبرزها "تأتون من بعيد"، (2018)، والذي حصد بضع جوائز مرموقة، منها جائزة التانيت الفضي من مهرجان قرطاج السينمائي، وجائزة الاتحاد الإفريقي لنقاد السينما، إضافة إلى جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الوثائقية والقصيرة.

يُشار إلى أن "سوق عمان لصناعة الأفلام" يشكل منصة مهمّة لربط صناع السينما بالممولين والموزعين، ويدعم انطلاقة المشاريع السينمائية نحو الجمهور. ويهدف "مهرجان عمّان السينمائي الدولي" إلى خلق حراك فني بين صناع الأفلام ومحبي السينما في العالم العربي، من خلال عروض مميزة وفرص تطويرية فريدة في مجال الصناعة السينمائية.

 

شبكة إرم الإماراتية في

09.07.2025

 
 
 
 
 

جائزتان لمشروع «أسياد الجمال والسحر»  في أيام عمّان لصناع الافلام

عمّان ـ «سينماتوغراف»

أعلنت لجنة تحكيم أيام عمّان لصناع الأفلام الذراع المهني والصناعي لمهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، عن حصول مشروع "أسياد الجمال والسحر" للمخرج جاد شاهين جائزتين، الأولي جائزة نقدية قيمتها 7000 دولار لمشروع عربي قيد التطوير – أول فيلم، مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، أما الثانية جائزة نقدية قدرها 5000 دولار من صندوق البحر الأحمر عن مشروع فيلم أول قيد التطوير، الفيلم من إنتاج Red Star Films لباهو بخش وصفي الدين محمود، و Film Square Productions لأحمد بدوي ويشارك المخرج يسري نصر الله كـ Creative Producer لهذا المشروع.

فاز الفيلم من قبل بمنحة الصندوق العربى للثقافة والفنون (آفاق) للفيلم الطويل، وقدرها 20 ألف دولار، وهذا بعد حوالى شهر واحد من فوز مشروع الفيلم بـ3 جوائز ضمن منصة الجونة السينمائية، وهي شهادة منصة الجونة السينمائية، وجائزة مالية قدرها 15000 دولار أمريكي لأحسن مشروع في مرحلة التطوير، وإقامة إبداعية في لوس أنجلوس مقدرة بقيمة 13000 دولار من السفارة الأمريكية في القاهرة وFilm Independent، ودعم مادي قدره 10000 دولار أمريكي من شركة Lagoonie Film Production للمنتجة شاهيناز العقاد.

وتدور أحداث الفيلم داخل عالم صحراوي أسطوري، حيث تطلب نبوية وحمدان البركات لطفلهما الذي لم يولد بعد من أسياد لديهم قدرات سحرية، وعندما يُحطم الإجهاض آمالهما، تعطي بديعة، وهي واحدة من الأسياد، عُشبة سحرية لنبوية، وتطلب منها استخدامها وفق تعليمات صارمة، إلا أن حمدان يأكل العُشبة عن طريق الخطأ، ويحمل هو بدلاً من زوجته ويلد طفلة. تواجه تلك العائلة ازدراء المجتمع، وتتحكم النبوءات والغيرة والسحر في مصائرهم.

جاد شاهين مخرج مصري بدأ دراسة الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما بعد أن درس الإعلام، وعمل جاد في بداياته مع المخرج المصري الكبير يسري نصر الله كمساعد قبل أن يبدأ في عمل فيلمه القصير الترعة، الذي يعتبر أول فيلم يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 2023، وشارك بعدها في مجموعة من المهرجانات العالمية.

 

####

 

«زي طير في السما» يفوز بجائزة أفضل مشروع فيلم روائي طويل تحت التطوير بمهرجان عمّان

عمّان ـ «سينماتوغراف»

فاز الفيلم المصري "زي طير في السما" المشارك في إطار "سوق عمّان لصناعة الأفلام"، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان " عمّان السينمائي الدولي"، بجائزة قيمتها عشرة آلاف دولار، والمقدمة من شبكة قنوات راديو وتليفزيون العرب ART لأفضل مشروع فيلم روائي طويل تحت التطوير.

مشروع فيلم "زي طير في السما" كتابة وإخراج أمل رمسيس، وقام بتسليم الجائزة أنطوان خليفة، المستشار الفني لشبكة قنوات ART.

جدير بالذكر أن "سوق عمّان لصناعة الأفلام" هو مساحة مخصصة لربط صانعي الأفلام بالممولين المحتملين والشركاء والموزعين، كما يعد قاعدة هامة لانطلاق المشاريع السينمائية حتى تصل إلى الجمهور، حيث يهدف "مهرجان عمّان السينمائي الدولي" إلى خلق حراك إبداعي بين صانعي الأفلام وعشاق السينما في كل مكان، من خلال تقديم أفلام مميزة وفرص لكل العاملين في مجال الصناعة السينمائية.

 

موقع "سينماتوغراف" في

09.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004