ملفات خاصة

 
 
 

«البحر الأحمر» في «عمّان السينمائي»... معاً لأفلام أفضل

عماد إسكندر لـ«الشرق الأوسط»: دخول السوق السينمائية الآسيوية أبرز إنجازات السنة

عمّانكريستين حبيب

عمّان السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

للدورة الثانية على التوالي، يمدّ مهرجان البحر الأحمر السينمائي يد التعاون إلى مهرجان عمّان للأفلام. العام الماضي حضر مدير «صندوق البحر الأحمر»، عماد إسكندر، للمشاركة في إحدى الجلسات الحوارية، أما هذه السنة فيقدّم الصندوق جائزتَين لصنّاع الأفلام في مرحلتَي التطوير وما بعد الإنتاج.

يعبّر مدير «أيام عمّان لصناعة الأفلام»، بسام الأسعد، عن سعادته بهذه الشراكة الأردنية - السعودية المتواصلة. ويقول في حوار مع «الشرق الأوسط» إنه «تعاون مهم بين منصتَيْن مختلفتَيْن تدعمان صنّاع الأفلام، كلٌّ على طريقتها».

لا يتعامل المهرجانان بمنطق التنافس، بل يمدّان الجسور بهدف خدمة الصناعة السينمائية العربية. مع العلم بأنّ «صندوق البحر الأحمر» يبحث دائماً عن الأصوات الأصيلة الآتية من مختلف أنحاء العالم العربي؛ بغية دعمها في مشروعاتها السينمائية الإبداعية. وقد كانت للأفلام الأردنية حصة من هذا الدعم، وهي أعمال حققت نجاحاً عربياً وعالمياً؛ مثل: «إن شاء الله ولد»، و«فرحة»، و«غرق»، وغيرها.

الأسعد، وهو على تواصلٍ يوميّ مع صنّاع الأفلام الشباب ضمن فعاليات المهرجان وخارجها، يلفت إلى أنّ «دخول (صندوق البحر الأحمر) على خط الدعم يمنح أملاً للسينمائيين الصاعدين؛ إذ يشكّل ذلك فرصة بالنسبة إليهم لتسريع العمل على أفلامهم».

لا يقتصر التعاون مع المهرجانات العربية على «البحر الأحمر»، فالسنة الماضية قدّم مهرجان الجونة دعمه إلى صنّاع الأفلام الذين تقدّموا بمشروعاتهم إلى مهرجان عمّان السينمائي. «أما هذه السنة فنحن مسرورون باستضافة كلٍّ من البحر الأحمر ومهرجان القاهرة»، يقول الأسعد. ويضيف: «أولاً نحن ندعوهم إلى الاطّلاع على المشروعات المتقدّمة إلينا، ثم نحاول أن نكمّل أفكار بعضنا بعضاً، لتبقى الخطوة الأهم في التعاون على مستوى تقديم الجوائز».

من ضمن فعاليات «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»، نُظّم لقاءٌ جمع بين القيّمين على «صندوق البحر الأحمر» وضيوف المهرجان من نقّاد، ومخرجين، ومنتجين مخضرمين وصاعدين. استمع الحضور من مدير الصندوق عماد إسكندر، ومن مدير دورة الصندوق سلمان المساعد، إلى أحدث أخبار المؤسسة، واطّلعوا بالأرقام على أبرز الإنجازات.

في حوار مع «الشرق الأوسط»، لفت إسكندر إلى أن خصوصية «مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أوّل فيلم» تكمن في عنوانه؛ «بمجرّد أنه يفرد مساحاته لصنّاع الأفلام في تجاربهم الأولى، فهذا أمر عظيم. بالنسبة إلينا هذه فرصة للقاء أكبر عدد ممكن من الجيل الجديد من صنّاع الأفلام العرب. أما الأردن، وعبر الإنتاجات التي صنعها للمنصّات العالمية، فيثبت أن لديه إمكانيات عظيمة في هذا المجال. كما أن إنتاجاته قادرة على محاكاة الجمهور الخليجي».

وأضاف إسكندر أن أكثر ما يُحبّ في هذا المهرجان هو «القرب الذي يتيحه بين المشاركين والضيوف، أكان عبر الجلسات وحلقات النقاش وحتى اللقاءات الجانبية في السهرات. العالم العربي كله هنا، من المحيط إلى الخليج».

بالانتقال إلى كبرى إنجازات مهرجان البحر الأحمر وصندوقه خلال السنوات الأربع الماضية، يتحدث إسكندر عن تقديم الدعم إلى 280 فيلماً، 230 منها من العالم العربي، وهي تتوزع على الفئات جميعاً، من الروائي إلى الرسوم المتحركة مروراً بالوثائقي.

صحيح أنها أرقام كبيرة، لكن ذلك لا يمنع إسكندر من التعليق بالقول: «مهما قدمنا من دعم فلن يكون كافياً. فالقصص والمواهب كثيرة. لكن هذا الرقم يعطينا بعض المصداقية لنقول إننا على الأقل نحاول. كما يمنح صنّاع الأفلام فرصة صناعة المعجزة». فإنجاز فيلم هو بحدّ ذاته معجزة وطريقٌ شاق يبدأ بالفكرة ولا ينتهي بعرض الفيلم على الشاشة.

إلا أن النتيجة واعدة، فوفق إسكندر، «يشارك عدد من الأفلام التي دعّمناها في مهرجانات بارزة في طليعتها (البندقية)، و(تورونتو)، و(لوكارنو)، و(بوسان). ومن بينها فيلم روائي سعودي يحطّ في مهرجان البندقية الشهر المقبل».

على قائمة ما حققه الصندوق خلال السنة المنصرمة كذلك، فتح نافذة عريضة على السوق السينمائية الآسيوية. يشرح إسكندر: «قد نُسأل لماذا نفتح على هذه السوق البعيدة جغرافياً وثقافياً، فيما أفلامنا أحقّ بالدعم. لكن يجب أن نفهم أنه أمر مهم جداً. أولاً، العالم العربي والشرق الأوسط جزء من آسيا. ثانياً، المشاركة في المهرجانات الآسيوية أمر صحي بالنسبة إلى السينما العربية من حيث الاختلاط، والتعارف، واكتساب الخبرات. مع العلم بأننا لسنا في آسيا من أجل دعم الأفلام التجارية الضخمة الآتية من (بوليوود) وكوريا الجنوبية. فنحن نركّز على بلاد مغمورة؛ مثل: بنغلاديش وبوتان وغيرها، من حيث يأتي صنّاع أفلام جيّدون جداً». ودعا إسكندر الحضور إلى عدم استغراب هذه الخطوة؛ لأن ما يجمع بين الحكايات التي ترويها الأفلام الآسيوية وتلك العربية أكثر ممّا يفرّقها.

وبالحديث عن الحصاد، يذكر إسكندر 220 جائزة و450 ترشيحاً نالتها أفلام دعّمها الصندوق. «هذا لا يحصل بمجهودنا فحسب، بل بفضل إبداع صنّاع الأفلام».

 

الشرق الأوسط في

09.07.2025

 
 
 
 
 

18 جائزة لـ13 مشروعًا في «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»

فاصلة

اختتمت «أيام عمّان لصنّاع الأفلام» فعالياتها بتوزيع 18 جائزة على 13 مشروعًا سينمائيًا من العالم العربي، في ختام دورة شهدت حضورًا مهنيًا لافتًا ونشاطًا مكثفًا على مدى ستة أيام. وتُعد هذه الفعالية الذراع الصناعي والمهني لمهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، وقد تضمنت هذا العام مجموعة متنوعة من الورش المتخصصة، والجلسات الحوارية، والمنصات التفاعلية التي جمعت بين صنّاع الأفلام والمنتجين والممولين.

شهدت الفعالية تنظيم لقاءات فردية بين المشاركين وجهات إنتاجية وإعلامية متخصصة، أتيحت خلالها الفرصة لعرض المشاريع بحثًا عن شراكات إنتاج أو فرص تمويل، إلى جانب المسابقات التي توّجت بمنح جوائز نقدية وعينية قدمها شركاء المهرجان.

كما خصصت الفعالية قسمًا فريدًا لمسلسلات الويب تحت عنوان «The Spark Series»، في مبادرة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية، حيث سلّطت الضوء على هذا الشكل السردي الجديد كأداة معاصرة قادرة على الوصول والتأثير، وإبراز أصوات فنية متنوعة من المنطقة.

وضمت لجنة تحكيم الجوائز هذا العام مجموعة بارزة من الشخصيات السينمائية، هم: المنتجة التونسية درة بوشوشة، والمخرج البوروندي جوزيف بيتامبا، والناقد والمبرمج السينمائي الإسباني إدواردو غيوت، إلى جانب المنتجة الأردنية ليندا مطاوع. وقد اختارت اللجنة المشاريع الفائزة من بين 18 مشروعًا مشاركًا، تنوعت بين أفلام وثائقية وروائية في مراحل مختلفة من التطوير والإنتاج.

في كلمتها خلال حفل توزيع الجوائز، أكدت ندى دوماني، مديرة مهرجان عمّان السينمائي، على أهمية الدعم المحلي للمشاريع السينمائية قائلة:

«صُممت منصات تقديم المشاريع وفعاليات الصناعة في المهرجان لدعم صنّاع الأفلام في العالم العربي. جوائزنا ليست فقط دعمًا ماديًا، بل هي وسيلة لتعزيز سرد القصص التي تعبّر عن الواقع المحلي وتُظهر أصواتًا مجتمعية أصيلة. نؤمن أن انتماء المخرجين لجذورهم هو الخطوة الأولى نحو الحضور على الساحة العالمية».

ومن جانبه، قال بسام الأسعد، مدير «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»:

«المشاريع التي تم اختيارها هذا العام تُظهر تركيزًا كبيرًا على القصص الحميمية، المدفوعة بالشخصيات، وتتناول ثيمات الهوية والذاكرة والبقاء. الكثير منها يستكشف نوعًا جديدًا من النضج الإنساني، متأثرًا بالخسارة والنزوح. من اللافت أيضًا استخدام صناع الأفلام لأساليب مثل الواقعية السحرية والتفاصيل الدقيقة للكشف عن عوالم داخلية معقدة، مما يتحدى الصور النمطية ويؤكد على ثراء التجربة العربية».

أما لجنة التحكيم، فقد عبّرت عن إعجابها بالمستوى الفني للمشاريع المقدّمة، وقالت في بيانها:

«كان من الممتع والمُلهم الاطلاع على هذا التنوع الكبير في المشاريع، التي عكست رؤى فنية من الأردن ومختلف أنحاء المنطقة. لقد واجهنا صعوبة كبيرة في اتخاذ قراراتنا بسبب قوة العروض، ونأمل من كل المشاركين مواصلة العمل على مشاريعهم، لما رأيناه من طاقات واعدة».

وفيما يلي نتائج الجوائز:

جوائز التطوير:

حقل البرتقال (الأردن، كندا) – إخراج: مراد أبوعيشة، إنتاج: رولا الناصر، فيرونيكا مولنار وروجير فرابي

فاز بجائزة نقدية قيمتها 7000 دولار لمشروع أردني قيد التطوير – أول فيلم، مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

أسياد الجمال والسحر (مصر) – إخراج: جاد شاهين، إنتاج: باهو بخش وصفي الدين محمود

فاز بجائزة نقدية قيمتها 7000 دولار لمشروع عربي قيد التطوير – أول فيلم، مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

بينغ بونغ (فلسطين) – إخراج: صالح سعدي، إنتاج: مي جبارين

فاز بجائزة نقدية قيمتها 2500 دولار وجائزة الاستشارة العينية لمشروع قيد التطوير بقيمة 2500 دولار مقدمة من Masna3

مذكرات القدس (الأردن، المملكة المتحدة) – إخراج: كندة الكردي، إنتاج: كندة الكردي وبريان هيل

فاز بجائزة فاز بجائزة خدمات إنتاجية لفيلم أردني قيد التطوير قيمتها 25000 دولار مقدمة من شركة سليت.

ستة لواحد (الأردن) – إخراج: تامر النبر، إنتاج: غسان سلطي

جائزة نقدية بقيمة 5000 دولار لمشروع أردني في مرحلة التطوير – أول فيلم مقدمة من GNSF

من المؤقت إلى شبه الدائم (الأردن، فلسطين) – إخراج وإنتاج: بيان أبو طعيمة

فاز بجائزة دعم تطويري عيني لمشروع فيلم أول أردني قيد التطوير بقيمة 3800 دولار تقدمة INQ

جوائز مرحلة ما بعد الإنتاج:

أسفلت (الأردن) – إخراج: حمزة حميدة، إنتاج: محمود المساد

فاز بجائزة نقدية قيمتها 7000 دولار لمشروع أردني في مرحلة ما بعد الإنتاج– أول فيلم، مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

لا نموت مرّتين (الجزائر، تونس، فرنسا، المانيا) – إخراج: هاجر الوسيلاتي، إنتاج: رؤوف الوسيلاتي، توماس كاسكيه وضياء جربي

فاز بجائزة نقدية قيمتها 6000 دولار لمشروع عربي في مرحلة ما بعد الإنتاج– أول فيلم، مقدمة من IEFTA.

تستوستيرون (المغرب) – إخراج وإنتاج: علي بنشقرون ومحمد بكريم

فاز بجائزة تصحيح الألوان وجائزة DCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج بقيمة 10000 دولار تقدمة Rum Pictures

كل ما تستطيع الرياح أن تحمله (مصر، قطر) – إخراج: ماجد نادر، إنتاج: ماجد نادر وتامر السعيد

فاز بجائزة عينية لتصميم الصوت والمزج لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج بقيمة 15000 دولار مقدمة من Unison Studios

أسفلت (الأردن) – إخراج: حمزة حميدة، إنتاج: محمود المساد

فاز بجائزة خدمات الهوية البصرية وخدمات DCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج بقيمة 7000 دولار مقدمة من Creative Media Solutions (CMS)

أمل (الأردن، سوريا) – إخراج: خالد سويدان، إنتاج: لجين حمدان

فاز بجائزة عينية عبارة عن جلسات استشارية مخصصة وعضويتين مجانيتين لمدة عام واحد لمشروع وثائقي في مرحلة التطوير أو ما بعد الإنتاج تقدمة جمعية الأفلام الوثائقية الأوروبية (DAE)

جوائز السوق:

أسياد الجمال والسحر (مصر) – إخراج: جاد شاهين، إنتاج: باهو بخش وصفي الدين محمود
فاز بجائزة نقدية قدرها 5000 دولار من صندوق البحر الأحمر عن مشروع فيلم أول قيد التطوير

لا نموت مرّتين (الجزائر، تونس، فرنسا، المانيا) – إخراج: هاجر الوسيلاتي، إنتاج: رؤوف الوسيلاتي، توماس كاسكيه وضياء جربي

فاز بجائزة صندوق البحر الأحمر النقدية بقيمة 5000 دولار أمريكي لمشروع فيلم أول في مرحلة ما بعد الإنتاج

زي طير في السما (مصر، لبنان، اسبانيا) – إخراج: أمل رمسيس، إنتاج: أمل رمسيس وجانا وهبه
فاز بجائزة ART
النقدية بقيمة 10000 دولار أمريكي لمشروع سردي قيد التطوير

اليكانتي (الجزائر، فرنسا، اسبانيا) – إخراج: لينا سويلم، إنتاج: عمر القاضي

فاز بجائزة عينية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مشروع للمشاركة في ملتقى القاهرة السينمائي 2025

من المؤقت إلى شبه الدائم (الأردن، فلسطين) – إخراج وإنتاج: بيان أبو طعيمة

فاز بجائزة ألكسندرا فييتس الاستشارة العينية لمشروع قيد التطوير

من المؤقت إلى شبه الدائم (الأردن، فلسطين) – إخراج وإنتاج: بيان أبو طعيمة

فاز بجائزة من المعهد الفرنسي لمشروع أردني قيد التطوير، للسفر إلى فرنسا لحضور مؤتمر Noisy-le-Sec 2025

 

موقع "فاصلة" السعودي في

09.07.2025

 
 
 
 
 

من المخاض إلى الولادة... كيف يتحمّل المخرجون الشباب مشاقّ صناعة فيلم؟

«أيام عمّان لصنّاع الأفلام» منصة تقدّم الدعم المعنوي والتقني والمادي للسينما العربية الصاعدة

عمّانكريستين حبيب

منذ دورته الأولى، صوّب مهرجان عمّان السينمائي الدولي البوصلة باتّجاه المواهب السينمائية العربية الشابة. خصّص برمجته للأفلام الأولى في مسيرة صنّاعها، وتحوّل عاماً تلو آخر إلى ملتقى شبابيّ يجمع المخرجين والمنتجين والممثلين الشباب من كل أنحاء العالم العربي.

تسير فعاليات «أيام عمّان لصنّاع الأفلام» بموازاة المهرجان، وتشكّل قلبه النابض وذراعه المهني والصناعي. تتنوّع ما بين ورش عمل متخصصة، وجلسات نقاش، أما ركيزتها فهي منصة التسويق التي يقدّم من خلالها المخرجون مشاريعهم للحصول على الدعم اللازم من أجل استكمال العمل عليها، مع العلم بأنّ قسماً منها هو في مرحلة التطوير أي الكتابة، أما القسم الآخر ففي مرحلة ما بعد الإنتاج أي أن التصوير اكتمل أو بلغ مراحله النهائية.

بين القاعات التي تجمع أهل السينما، المبتدئين منهم والمخضرمين، يتّضح كم أنّ إنجاز فيلمٍ هو مخاضٌ عسير قد يستغرق أحياناً 7 سنوات وأكثر. مخاضٌ قد تتخلّله فترات من الإحباط لكنها غالباً ما تنتهي بأن يبصر الفيلم النور. هكذا كانت الحال بالنسبة إلى الفيلم المصري «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» للمخرج المصري خالد منصور، والذي حاز على دعم المهرجان العام الماضي، ليعود إليه هذا العام منافساً على إحدى جوائزه.

يخبر بسام الأسعد، مدير «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»، أن اختيار 18 مشروعاً من أصل 170 تقدّموا إلى منصة تسويق ودعم الأفلام لم يكن مهمة سهلة. وفي حديث مع «الشرق الأوسط» يقول إن المشروعات التي جرى اختيارها هي ذات محتوى أصيل ومميّز، كما أنها ترتكز إلى تقنياتٍ حديثة، «وكأنّ صنّاع السينما الشباب ابتكروا هوية جديدة لهم وسينما تشبههم. أما القصص التي يسردون، في الوثائقيات والأفلام الروائية، فتجمع ما بين الأمل والألم في انعكاسٍ للواقع العربي».

يُجمع صنّاع الأفلام الشباب المشاركون في «أيام عمّان» على أنهم يشعرون بالإحاطة هنا. تبدأ رحلتهم بجلساتٍ مكثّفة يتعلّمون من خلالها كيفية التقدّم بمشاريعهم وتنقيحها ومناقشتها مع اللجنة والمنتجين والمموّلين. كما يشاركون في ورش عمل تركّزت هذه السنة على مواضيع كدور الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، واستخدام الرسوم المتحركة في الوثائقيات، وإدارة الممثلين، وإجراءات الأمان خلال التصوير في مناطق النزاع.

يشير الأسعد في هذا الإطار إلى «الحرص على العلاقة التبادليّة بيننا وبين صنّاع الأفلام العرب، لأنهم الأساس في المهرجان». ويمتدّ هذا التبادل إلى شركاء المهرجان الذين يساندونه في تقديم الدعم للأفلام الفائزة من خلال جوائز مادية وعينيّة.

6 أيامٍ من تبادل الخبرات وعرض المشروعات والتداول بها، انتهت بمَنح 18 جائزة لـ13 مشروعاً. ومن الواضح أن القرار كان صعباً، فقد أجمع أعضاء لجنة التحكيم على أن «المشروعات القوية كانت كثيرة والإمكانات السينمائية هائلة، مما اضطرّنا إلى اتخاذ قرارات صعبة».

وفي حفل توزيع الجوائز على صنّاع الأفلام، لفتت مديرة مهرجان عمّان السينمائي الدولي ندى دوماني إلى أن «الجوائز توفّر دعماً محلياً أساسياً، مما يساعد القصص على عكس أصوات مجتمعية أصيلة لأنه من الضروري أن يكون صنّاع الأفلام العرب متجذّرين في منطقتهم ليصلوا لاحقاً إلى العالم».

من الأردن إلى المغرب، مروراً بالجزائر وتونس ومصر وفلسطين، توزعت الجوائز على الأفلام في مرحلتَي التطوير وما بعد الإنتاج.

من بين المشروعات الفائزة، الفيلم الروائي «زيّ طير في السما» للمخرجة المصرية أمل رمسيس، والذي حصل على جائزة نقديّة بقيمة 10 آلاف دولار. تحدّثت رمسيس لـ«الشرق الأوسط» عن فرحتها بالفوز، لا سيّما أنها تجربتها السينمائية الروائية الأولى بعد مجموعة من الأفلام الوثائقية.

تخبر رمسيس أن الفيلم ما زال في مرحلة التطوير وهو يروي قصة 3 صديقات من حيّ شعبي في القاهرة، يقررن أن يطيّرن الحمام رغم التحديات الذكورية التي يواجهن. وبعد تحقيق الإنجاز، تذهب كل واحدة إلى طيرانها الخاص، مما يأخذنا إلى تجارب وحكايات مختلفة. تضيف رمسيس أنها تقدّمت بمشروعها إلى مهرجان عمّان «لأنه من الأهم في العالم العربي ويفتح الأبواب إلى أسواق عدة».

من بين المشروعات الفائزة عن فئة ما بعد الإنتاج، وثائقي «أسفلت» للمخرج الأردني حمزة حميدة. وقد حصد المشروع جائزتَين بلغت قيمتهما 14 ألف دولار. يدخل الفيلم إلى أزقّة مخيّم البقعة شمالي عمّان، حيث يروي قصة شاب فلسطيني يرغب في الزواج من حبيبته غير أنه يواجه عقبات، في طليعتها وفاة أقرباء له في غزة كلما اقترب موعد الزفاف. يعالج الوثائقي القصة بواقعية ساخرة، مستعيناً بالحمارة «وردة» التي تساعد صاحبها في رحلته نحو تحقيق حلمه.

أما من لبنان فقد تقدّمت إلى منصة التسويق المخرجة نويل كسرواني مع فيلمها الروائي الطويل الأول «ربيع العمر». صحيح أنها لم توفّق في نَيل الدعم غير أنّها اكتسبت خبرات كثيرة من مشاركتها في المهرجان، وفق ما تخبر «الشرق الأوسط».

«تواجه بطلة الفيلم العشرينية الملل من ظروف عيشها وعملها، إلى أن يحطّ فريق تصوير مسلسل في مكان مجاور للمحلّ حيث تعمل فتتبدّل حياتها»، هكذا تختصر كسرواني الحبكة. ومهرجان عمّان هو محطّتها الأولى في رحلة إنجاز الفيلم الطويلة، لأنّ صناعة فيلم قبل أي شيء هي مخاضٌ يُتعب المخرج بقَدر ما يُسعده.

 

الشرق الأوسط في

10.07.2025

 
 
 
 
 

بحضور مصري.. تفاصيل جوائز أيام عمان لصناع الأفلام في دورته الخامسة

 محمد نبيل

استضافت "أيام عمان لصناع الأفلام" في إطار مهرجان عمان السينمائي الدولي - أوَّل فيلم، في دورتها الخامسة وعلى مدار ستة أيام مجموعة متنوعة من الأنشطة التي شملت ندوات وورش عمل ومحادثات مع مخرجين ومحترفي السينما.

وشهد هذا العام مشاركة 16 مشروعاً في منصات التسويق، منها أربعة في منصة "المشاريع قيد التطوير - أول فيلم" المخصصة للمشاريع الأردنية أو المخرجين العرب المقيمين في الأردن. بالإضافة إلى ذلك، شاركت سبعة مشاريع عربية في مرحلة التطوير وخمسة مشاريع في منصة ما بعد الإنتاج من ست دول: الأردن ومصر وفلسطين والجزائر والعراق واليمن.

وتلقى أصحاب المشاريع تدريباً عملياً على تقديم مشاريعهم أمام لجنة التحكيم المكونة من خبراء ومهنيين: أمين مطالقة ونيكولا ڤاديموف وأليس خروبي وجنى وهبي وجيهان الطاهري. تنافس المشاركون على 23 جائزة مقدمة من 19 شريك، بمجموع جوائز تزيد قيمتها عن 200 ألف دولار أمريكي، موزعة بين جوائز تختارها لجنة التحكيم وأخرى يختارها الشركاء ضمن فعاليات النسخة الثالثة من "سوق عمّان للأفلام".

وفي إطار أيام عمان لصناع الأفلام، قدمت عدد من الفعاليات لنخبة من الخبراء: هادي زكّاك بورشة عن استخدام الأرشيف في الفيلم الوثائقي؛ بوني ويليامز عن فنون التواصل خلال المهرجانات السينمائية؛ تيبو براك في استراتيجيات تقديم الأفلام للمهرجانات؛ أشرف برهوم في ورشة عن التمثيل؛ وألكسندرا ڤيتس في ورشة سيناريو "سكريبت مجلس".

تبنت الجلسات الحوارية شعار المهرجان لهذا العام "إحكيلي"، حيث أقيمت ثلاث جلسات مجانية مفتوحة للجمهور. بدأت بجلسة مع الفنانة المصرية بشرى رُزة والممثل التونسي ظافر العابدين تحدثا فيها عن رحلاتهما في عالم التمثيل؛ الجلسة الثانية مع الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس خضنا معها في تجربتها الغنية في صناعة الأفلام من بداياتها إلى ان أصبحت ما هي عليه الآن من نجمة عالمية. وأدارت الجلسة الصحفية جيهان التركي؛ الجلسة الثالثة مع شركة "وتر ميلون بيكتشرز" ببث مباشر عبر خاصية زووم مع ألانا حديد وبتواجد منير عطالله ودارها المخرج الأردني فادي حداد، ناقشا خلالها دور الصناعة الإبداعية في الدفاع عن القضايا ضد التحريف الثقافي.

وفي حفل توزيع الجوائز والإعلان عن الفائزين والذي أقيم اليوم في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، قالت مديرة المهرجان ندى دوماني: "كون أربعة مشاريع كانت قد نالت جوائز في دورات سابقة رأت النور وتُعرض الآن في إطار المهرجان أكبر دليل على نجاح منصات تسويق المشاريع. كما أن الحضور المتزايد لورش العمل والجلسات الحوارية دليل آخر على نجاح الفعاليات التي تستهدف المهنيين.." وقال بسام الأسعد، مدير أيام عمان لصناع الأفلام: "نحن متحمسون لرؤية كيف ستساهم هذه المبادرات في دعم صانعي الأفلام الأردنيين والعرب في سرد قصصهم بصدق وتأثير."

جاءت النتائج على الشكل التالي:

جوائز التطوير:

"المدينة ٢٠٠٨" (روائي – اليمن) إخراج: يوسف الصباحي، إنتاج: آلاء عامر.

فاز بجائزة نقدية قيمتها 5,000 دولار لمشروع عربي قيد التطوير مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

"ناس الكباين" (وثائقي – مصر/قطر) إخراج: هند بكر، إنتاج: تامر نادي، هند بكر.

فاز بجائزة نقدية قيمتها 6,500 دولار لمشروع قيد التطوير مقدمة من IEFTA – ايفتا.

"أمل" (وثائقي - الأردن) إخراج: خالد الخالدي، إنتاج: رحمة الشماس.

فاز بجائزة نقدية قيمتها 5,000 دولار لمشروع أردني "أول فيلم" قيد التطوير مقدمة من مؤسسة غياث وناديه سختيان.

"البحث عن فريد" (وثائقي) إخراج: يزن تيسير، إنتاج: نورالدين عرفة.

فاز بجائزة خدمات إنتاجية لفيلم أردني قيد التطوير قيمتها 30,000 دولار مقدمة من شركة سليت.

"أمل" (وثائقي - الأردن) إخراج: خالد الخالدي، إنتاج: رحمة الشماس.

فاز بجائزة تصميم الصوت قيمتها 20,000 دولار مقدمة من DTS - دي تي اس.

ما بعد الإنتاج:

"ابن الشوارع" (وثائقي – فلسطين/بولندا/قطر) إخراج: محمد المغني، إنتاج: غليب لوكيانيتس.

فاز بجائزة نقدية قيمتها 5,000 دولار لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

"ابن الشوارع" (وثائقي – فلسطين/بولندا/قطر) إخراج: محمد المغني، إنتاج: غليب لوكيانيتس.

فاز بجائزة خدمات لتصميم ومكساج الصوت لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج قيمتها 15,000 دولار مقدمة من يونيسون ستوديو.

"فتية الحمير" (وثائقي – فلسطين) إخراج: أحمد البظ، إنتاج: أمين نايفة.

فاز بجائزة لجلسات استشارية خاصة وعضويات مجانية لمدة عام لمشروع وثائقي في مرحلة ما بعد الإنتاج مقدمة من منظمة صناع الأفلام الوثائقية الأوربية.

"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" (روائي – مصر/السعودية) إخراج: خالد منصور، إنتاج: رشا حسني، محمد حفظي.

فاز بجائزة خدمات الهوية البصرية وخدمات DCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج قيمتها 7,000 دولار مقدمة من كريتيف ميديا سوليوشنز.

كما شمل الحدث سوق عمان للأفلام، حيث جرت لقاءات فردية بين صانعي الأفلام والمحترفين، مما أتاح لهم عرض مشاريعهم والفوز بجوائز نقدية أو عينية تم اختيار الفائزين فيها من قبل الشركاء وجاءت على النحو التالي:

جوائز السوق

"يمنى" (روائي – الأردن) إخراج: يحيى العبد الله، إنتاج: هدى الكاظمي، منى الكاظمي.

فاز بجائزة نقدية قيمتها 10,000 دولار لمشروع قيد التطوير مقدمة من شبكة راديو وتلفزيون العرب.

"عطر ميت" (روائي - الأردن) إخراج: محمد خابور، إنتاج: هديل لاوي.

فاز بجائزة استشارية للإخراج الفني في مرحلة ما قبل الإنتاج لمشروع قيد التطوير قيمتها 15,000 دولار مقدمة من سينيفيدا.

"عطر ميت" (روائي - الأردن) إخراج: محمد خابور، إنتاج: هديل لاوي.

فاز بجائزة استشارية للموسيقى لمشروع قيد التطوير أو ما بعد الإنتاج قيمتها 6,000 دولار مقدمة من اوتيكونز.

"المدينة ٢٠٠٨" (روائي – اليمن) إخراج: يوسف الصباحي، إنتاج: آلاء عامر.

فاز بجائزة استشارية للموسيقى لمشروع قيد التطوير أو ما بعد الإنتاج قيمتها 6,000 دولار مقدمة من اوتيكونز.

"سكن للمغتربات" (روائي – مصر) إخراج: ناجي إسماعيل– إنتاج: عمر منجونة.

فاز بجائزة استشارية لكتابة السيناريو لمشروع قيد التطوير بقيمة 5,000 دولار مقدمة من سرد – مريم نعوم.

"المدينة ٢٠٠٨" (روائي – اليمن) إخراج: يوسف الصباحي، إنتاج: آلاء عامر.

فاز بجائزة للمشاركة في منصة الجونة السينمائية 2024 مقدمة من مهرجان الجونة السينمائي.

"عدّاء نابلس" (وثائقي – الجزائر/فرنسا/إيطاليا) إخراج: عائشة لادروز – إنتاج: راشد بوشارب.

فاز بجائزة لتصميم ومكساج الصوت في مرحلة ما بعد الإنتاج قيمتها 13,000 دولار مقدمة من سويش.

"عدّاء نابلس" (وثائقي – الجزائر/فرنسا/إيطاليا) إخراج: عائشة لادروز – إنتاج: راشد بوشارب.

فاز بجائزة التأليف الموسيقي لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج قيمتها 20,000 دولار مقدمة من سويش.

"المدينة ٢٠٠٨" (روائي – اليمن) إخراج: يوسف الصباحي، إنتاج: آلاء عامر.

فاز بجائزة لتلوين الفيلم، مؤثرات بصرية، وDCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج قيمتها 39,000 دولار مقدمة من شركة رم للإنتاج.

"فتية الحمير" (وثائقي – فلسطين) إخراج: أحمد البظ، إنتاج: أمين نايفة.

فاز بجائزة للمشاركة في مختبر Mosaic لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج مقدمة من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

"البحث عن فريد" (وثائقي - الأردن) إخراج: يزن تيسير، إنتاج: نورالدين عرفة.

فاز بجائزة تصحيح الألوان قيمتها 15,000 دولار مقدمة من فيلم لاب فلسطين.

"البحث عن فريد" (وثائقي - الأردن) إخراج: يزن تيسير، إنتاج: نورالدين عرفة.

فاز بجائزة استشارية لكتابة السيناريو لمشروع قيد التطوير مقدمة من اليكساندرا فيتس.

"المدينة ٢٠٠٨" (روائي – اليمن) إخراج: يوسف الصباحي، إنتاج: آلاء عامر.

فاز بجائزة خدمات تطوير المشروع لمشروع قيد التطوير قيمتها 10,000 دولار مقدمة من رواد للإنتاج والتوزيع.

"البحث عن فريد" (وثائقي - الأردن) إخراج: يزن تيسير، إنتاج: نورالدين عرفة.

فاز بجائزة "موعد مع السينما العربية الفرنسية" لهذا العام والمقدمة من المعهد الثقافي الفرنسي وهي عبارة عن جائزة لمشروع أردني قيد التطوير للسفر إلى فرنسا لحضور مهرجان نوازي-لو-سيك 2024.

 

صدى البلد المصرية في

10.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004