ملفات خاصة

 
 
 

دمعة تعاطف وابتسامة أمل...

مهرجان عمّان السينمائي يحتفي بالحياة رغم الموت المحلّق

عمّانكريستين حبيب

عمّان السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

لا تستطيع السينما أن تغيّر الواقع، لكنها قادرة على جعله أقلّ توحّشاً وأكثر لُطفاً. سنةً تلو أخرى، يحرص «مهرجان عمّان السينمائي الدولي» على فتح طاقة حلمٍ صغيرة وسط منطقة تشتعل سماؤها بالصواريخ وسائر أدوات القتل.

في دورته السادسة، التي افتُتحت في «مركز الحسين الثقافي» في العاصمة الأردنية، رفع المهرجان شعار «عالم خارج النص». ففي كوكبٍ خرج عن طَوره، لا بُدّ أن تُخلق مساحة تُروى من خلالها حكايات الناس العاديين الذين يدفعون ثمن هذا الجنون.

للسنة الثانية على التوالي، وتقديراً لمعاناة أهل غزة، تراجعت مظاهر البهجة في حفل الافتتاح مقتصرةً على عرضٍ راقص مميّز من التراث الشركسي لـ«نادي الجيل الجديد» لاقى تفاعلاً كبيراً من الحضور. يقدّم المهرجان نفسه على أنه متجذّر في أرضه، يضيء على قصصها، لكنه لا يمانع في المقابل أن يفرد جناحَيه لملاقاة التجارب السينمائية العالمية التي تتكلّم لغة الإنسانية.

انطلاقاً من تلك القناعة، تحدّثت الأميرة ريم علي في كلمتها الافتتاحية عن ضرورة «كسر الصمت وبعث التعاطف في عالمٍ يزداد قسوة». حيّت مؤسسة المهرجان ورئيسته صنّاع الأفلام الذين يقدّمون قصصاً إنسانية لعالمٍ خرجَ عن النص والإحساس.

قبل أسبوعَين، ارتجّ الأردن والجوار على وقع المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية، إلا أنّ المهرجان استمرّ رغم القلق. «قررنا أن نقيم هذه الدورة لأننا نرفض الموت ثقافياً حتى لو كانت أدوات الموت والدمار تحلّق فوق رؤوسنا»، أضافت الأميرة ريم علي في كلمتها. المهرجان مؤشّر حياة في منطقةٍ تبدو غارقةً في رمادها: «القصص لا تمنع الإبادة، لكنها تعيد الاسم والوجه لِمَن قُتلوا. الكوميديا الرومانسية والفيلم التشويقي لا يشتّتان نضالنا، بل يقولان إن هناك حياة بعد النضال».

يشارك في هذه الدورة أكثر من 60 فيلماً من العالم العربي والعالم، يتنافس معظمها على جوائز «السوسنة السوداء» في حين يبقى قسمٌ منها خارج المنافسة، ومن بينها مجموعة من الأفلام الآيرلندية في تحية خاصة لهذه السينما. تتنقّل العروض بين قاعات عمّان وتتيح فرصةً لأهالي المحافظات كي يشاهدوا الأفلام بدَورهم، حيث تزورهم السينما في بلداتهم وقراهم البعيدة عن العاصمة.

«نضج المهرجان ونضجَ معه وعي الناس وجهوزيّتهم لمشاهدة نصوص مغايرة عمّا اعتادوا في الأفلام التجارية»، هذه إحدى الثمار التي جناها الحدث السينمائي الأردني وفق مديرة البرمجة فيه المخرجة الفلسطينية عريب زعيتر التي تحدّثت لـ«الشرق الأوسط». ولأن المهرجان يحمل جرح غزة، فهو يقدّم 6 وثائقيات من قلب القطاع المهشّم. «هي أفلام صُنعت بالكامل في غزة لتقول للعالم: نحن لسنا أرقاماً ولن تنزعوا إنسانيتنا عنا»، وفق تعبير ريم علي.

المخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي، المشرف على مشروع «من المسافة صفر» والمتواصل للسنة الثانية على التوالي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ الأفلام التي عُرضت السنة الماضية في إطار المهرجان جالت العالم وأثّرت جداً بمشاهديها؛ لذلك كان لا بدّ من تكرار التجربة. «من المسافة صفر وأقرب» هو عصارة نضال مخرجين موجودين حالياً في غزة تحت القصف ووسط الجوع والدمار.

للسينما الأردنية مساحتها كذلك وعلى جدول العروض 11 فيلماً أردنياً، تتنوّع ما بين أعمال روائية ووثائقية وقصيرة «في دليل على النموّ المتصاعد في صناعة السينما لدينا»، على حدّ قول رئيسة المهرجان.

ومن بين النجوم الصاعدين لهذه السينما المحلّية، المخرج أمجد الرشيد الذي شارك العام الماضي من خلال فيلمه «انشالله ولد» وانضمّ هذه السنة عضواً في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. «مهمّة صعبة ومثيرة للحماسة أن ألعب دوراً في اختيار أفضل فيلم قصير»، يقول رشيد لـ«الشرق الأوسط». وهو يرى في المهرجان «نقطة ضوء وسط البشاعة ندافع عنها جميعاً كي لا تموت إنسانيتنا وسط ما يحدث».

تنوّع ضيوف الافتتاح ما بين مخرجين عرب وعالميين على رأسهم ضيف الشرف المخرج الآيرلندي جيم شيريدان، إضافةً إلى ممثلين ونقّاد ومجموعة كبيرة من صنّاع السينما. وبحضور رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الأمير علي بن الحسين، جرى تقديم أعضاء لجان التحكيم التي ستُفتي بأفضل الأفلام عن فئات الروائي الطويل، والوثائقي، والفيلم القصير، والأفلام الأجنبية.

تحلّ الممثلة اللبنانية ديامان أبو عبّود ضيفةً للمرة الأولى على المهرجان ولجانه التحكيمية، وهي شاركت «الشرق الأوسط» فرحتها بالعودة إلى عمّان بعد سنوات طويلة. ولفتت إلى أنّ أكثر ما يلمسها في الأفلام عموماً هي «القصص التي تشبه نفسها والأرض الطالعة منها. فقط من خلال الصدق يصل الفيلم إلى قلوب الناس».

أما الممثل والمخرج والكاتب اللبناني جورج خبّاز، فضيفٌ دائم على مهرجان عمّان السينمائي وعضو في لجانه التحكيمية. يرى في هذا الحدث دليلاً على أنّ «إرادة الحياة في منطقتنا فوق كل اعتبار». أما أكثر ما يجذبه في المهرجان فهي الألفة السائدة فيه التي تُشعر كل ضيف وكأنه من أهل البيت، إضافةً إلى أنه يُصيب دائماً في اختيار الضيوف والأفلام.

يتكلّم المهرجان لغة مجتمعه العربي ولا يهمل طموحات الفئات الشابة. لذلك فهو يحتفي، وكما في كل دورة، بالإنجازات الأولى لصنّاع الأفلام، ويقيم فعاليات «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»، والتي تشمل حلقات نقاش وندوات وورش عمل، إضافةً إلى تشكيلها منصةً لتقديم المشاريع السينمائية والحصول على دعم لتنفيذها وتحويلها من أفكارٍ إلى أفلام.

بعد التصفيق للجان التحكيم وضيوف الشرف والعروض الراقصة، آن موعد الصمت الدامع الذي فرضه فيلم الافتتاح. «ما بعد» فيلمٌ قصير للمخرجة الفلسطينية مها حاج لم يقع الاختيار عليه عبثاً.

ربما تترك بدايته انطباعاً بأننا أخيراً أمام مشهدٍ جميل من قلب فلسطين، حيث الطبيعة الخلّابة وقصة زوجَين متقدمَين في السن ينتظران عودة أولادهما الخمسة إلى البيت، ويلوّنان الصمت بالحديث عن كلٍ منهم. غير أنّ المقلب الآخر للحكاية أعمق وأقسى.

وكأنّ «لبنى» (عرين عمري) و«سليمان» (محمد بكري) اختصرا بملامحهما وقصتهما مأساة غزة كاملةً، رغم أن أحداث الفيلم تدور قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. لكنّ الإجرام يعيد نفسه؛ ولذلك اقتضى تصويب الصورة والخروج عن النصوص المفروضة من خلال أفلام كتلك التي يقدّمها مهرجان عمّان السينمائي لجمهوره.

 

الشرق الأوسط في

03.07.2025

 
 
 
 
 

انطلاق فعاليات مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم

البلاد/ مسافات

بحضور نائب جلالة الملك الأمير علي بن الحسين رئيس مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام رعت الأميرة ريم علي رئيسة "مهرجان عمان السينمائي_أول فيلم" في مسرح مركز الحسين الثقافي بعمان، انطلاق فعاليات الدورة السادسة من المهرجان بعنوان "عالم خارج النص".

وبينت في كلمة ألقتها بحفل افتتاح المهرجان، الذي حضره الأمير عبدالله بن علي والأميرة جليلة بنت علي، أن اختيار شعار الدورة "عالم خارج النص"، جاء بسبب إيمان المهرجان بأنه من واجبه ربط الدورة بما يحدث في العالم وخصوصا منطقتنا العربية.

وقالت في الحفل الذي حضره وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ووزير الثقافة مصطفى الرواشدة، إن "عالم خارِج النص، هو العالم الذي نَعيش فيه الْآن. عالم أدار ظهره للدبلوماسية والحوار، والعلاقات الدولية وانهارت فيه كل القوانينِ الإِنسانية، وحتى أبسط قواعد اللياقة، كأنه اختار أن يتحدث بلغة أخرى؛ لغة الجنون والصمت".

وأضافت في الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين وسفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة وضيوف المهرجان من فنانين أردنيين وعرب وأجانب، أن "الصمت والجنون ليسا مصيرا أبديا، وهذا العالم، ليس قطارا، لا يمكن أن يتوقف، وأنتم – صناع الأفلام – من يحتفي بكم هذا المهرجان، وأنتم، جمهور السينما العربية والدولية، من تزينون المكان؛ بحضوركم الرائع، أنتم الأصوات التي تكسر الصمت، أنتم تبعثون التعاطف، في عالم يزداد قسوة، ويفقد الإِحساس، أنتمْ تقدمون القصص، لعالم خارج النص، قصصًا، نحتاجها الْآن، أكثر من أي وقت مضى".

وتابعت "لذلك قررنا أَن نقيم هذه الدورة؛ لأننا نرفض أن نموت ثقافيا، حتى وأدوات الموت والدمار، تحلق فوق رؤوسنا، فالْقصص لا تمنع الإبادة،ولكنها تعيد الاسم والوجهَ للذين ماتوا، وتذكرنا بأننا لا نختصر فقط بالألم والحرب، نحن أيضا نعيش، ونُحب، نأمل، ونُبدع".

ولفتت إلى أن القصص تقربنا وتوحد قلوبنا وعقولنا ومهرجان عمان السينمائي الدولي يسعى لربط الأعمال الأولى من العرب والعالم بكل الجمهور.

وثمنت دور الملك عبدالله الثاني في دعم صناعة السينما، وجهود الأمير علي وإيمانه العميقِ بأجيال صناعِ الأفلام، وقوة قصصهِم، ودوره بتأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي فتحت الباب لإنشاء هذا المهرجان، والتي هي شريك أساسي فيه.

وقدمت شكرها للشركاء الداعمين للمهرجان الذي يستمر 9 أيام، ومن أبرزهم هيئة تنشيط السياحة الأردنية، والعبدلي للاستثمار، والملكية الأردنية، وزين للاتصالات، مؤكدة أن جميع الداعمين للمهرجان من مؤسسات عامة وخاصة وطنية وأفراد اردنيين.

وأشارت إلى ان السينما الإيرلندية تشارك في هذه الدورة من المهرجان والتي يمثلها المخرج الايرلندي جيم شيريدان، إلى جانب السينما العربية واحد عشر فيلما أردنيا وخمسة مشاريع أفلام أردنية وستة أفلام من غزة صنعت فعلا في غزة على يد صناع أفلام من غزة.

واشتمل حفل الافتتاح الذي قدمته الفنانة زين عوض والإعلامي مهند الجزيرة، على عروض فنية موسيقية ولوحات راقصة من الفلكلور الشركسي قدمتها فرقة الجيل الجديد.

كما ألقى المخرج الايرلندي شيريدان كلمة عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان، مستعرضا مسيرته الفنية في صناعة الافلام الدرامية والوثائقية.

وفي ختام حفل الافتتاح استهلت عروض افلام المهرجان بالفيلم الفلسطيني "ما بعد" للمخرجة الفلسطينية مها حاج.

 

####

 

إطلاق بوستر للفيلم خاص بالعالم العربي

عرض عربي أول لفيلم آية بمهرجان عمّان السينمائي

البلاد/ مسافات

استعدادا لانطلاقه في العالم العربي، طرحت شركة التوزيع MAD Solution بوستر من تصميمها لفيلم آية للمخرجة ماية عجميه زلامة وذلك قبل أيام من عرضه العربي الأول في الدورة السادسة من مهرجان عمّان السينمائي (2 - 10 يوليو) حيث ينافس بمسابقة الأفلام الروائية العربية الطويلة بعرضين خلال فترة المهرجان، يوم الأحد 6 يوليو الساعة 10 مساءً في تاج سينما - قاعة 4، ويوم الأربعاء 9 يوليو الساعة 8 مساءً بالهيئة الملكية للأفلام.

البوستر الخاص بالفيلم يحمل الاسم العربي له ويتضمن البطلة الطفلة، آية، في مزيج من اللونين الأصفر والبني معبرين عن رحلة البطلة الشعورية التي تخوضها، و فيلم آية هو قصة نضج تشكلها مأساة آية البالغة من العمر 12 سنة وهي تتعامل مع الخسارة المفاجئة لأخيها الأكبر يونس، الذي تقاسمت معه رابطة قوية لا تنفصم. في خضم عملية حزن شديدة ومعقدة، تستعين إيا بمهاراتها الإبداعية وقدرتها على الصمود ودعم أصدقاء يونس للتكيف مع رحيله وشق طريقها نحو النضج، وهو بإنتاج بلجيكي تونسي مشترك.

آية كتبته وأخرجته المخرجة وكاتبة السيناريو البلجيكية التونسية الدنماركية ماية عجميه زلامة، ومن بطولة صفاء غرباوي، مهدي بوزيان، منير عمامرة، عدنان الهرواتي، صابر طابي، نيكولاس ماكولا، مهدي زيلما، ومونيا طيب. ومن إنتاج كوموكو وإنتاج مشترك بين كويتزالكواتل و1080 فيلمز، وعمل على إنتاجه كل من مارك جوينز (HERE, GHOST TROPIC) ونبيل بن يدير (ANIMALS)، وقام بتصويره جريم فانديكيركوف (HERE, GHOST TROPIC)، ومونتاج ديتر ديبنديل، وتصميم الإنتاج إيف مارتن. تتولى MAD Distribution توزيع الفيلم في العالم العربي، بينما تتولى MAD World المبيعات في باقي أنحاء العالم.

تلقى الفيلم عدة إشادات نقدية منها ما كتبته أورور إنجيلين لسينيوروب "آية هو فيلم يتألف من كلمات قليلة وإيماءات عديدة: أيادٍ ممدودة وأذرع تحتضن وتواسي"، ووصفته سيرين بربيرو من L’Économiste بأنه "عمل جريء لكنه رقيق، يذكرنا بقوة الوحدة في الأوقات الصعبة".

شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بالدورة الـ 75 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث فاز بتنويهين خاصين من لجنة تحكيم مسابقة أجيال 14+ الدولية للأفلام الطويلة، ولجنة التحكيم المستقلة لـ AG Kino - Gilde - Cinema Vision 14 plus، ثم شارك في المهرجان الدولي لسينما المؤلف ببرشلونة ومهرجان سيدني السينمائي الدولي.

 

البلاد البحرينية في

03.07.2025

 
 
 
 
 

عرض في افتتاحه «ما بعد» للمخرجة مها حاج

انطلاق فعاليات الدورة السادسة لـ «عمّان السينمائي»

عمّان ـ «سينماتوغراف»

انطلقت مساء أمس الأربعاء فعاليات الدورة السادسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، وذلك بحضور الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان والمؤسسة المشاركة له، إلى جانب الأمير علي بن الحسين، وبمشاركة حشد كبير من المسؤولين، ونخبة من نجوم وعشاق السينما من الأردن والمنطقة والعالم، يجمعهم شغف مشترك بتجسيد الصمود الثقافيِّ من خلال فنّ السينما.

وشهدت المناسبة انطلاق برنامج يمتد على مدى تسعة أيام (من 2 إلى 10 يوليو 2025)، مُخصص للاحتفاء بالإنجازات الأولى في صناعة الأفلام، مؤكداً التزام المهرجان بدعم المواهب الصاعدة والارتقاء بالأصوات السينمائية الأصيلة.

يُقدّم المهرجان باقة غنيّة ومتنوّعة من 62 فيلما عربياً وعالمياً، يُعرض العديد منها للمرّة الأولى عالميا، في حين نالت أخرى جوائزَ في مهرجانات سينمائيّة مرموقة حول العالم. وجميع هذه الإنتاجات حديثة وتعرض للمرّة الأولى في الأردن.

يُجسّد شعار المهرجان "عالم خارج النصّ" توجّها جريئاً نحو كسر البنى التقليدية ومعايير السرد المفروضة، إذ يدعم الأصوات الحرّة لصانعي الأفلام الأردنيين والعرب، ممّا يُمكّنهم من سرد حكاياتهم بصدق وحرية، لا سيّما أولئك الذين ما زالوا في بداية مسيرتهم السينمائيّة.

وفي كلمتها الافتتاحيّة، وصفت الأميرة ريم علي الشعار قائلةً، "عالم خارج النصّ، هو عالم.. أدار ظهره للدبلوماسية والحوار، والعلاقات الدولية، وانهارتْ فيه كلّ القوانين الإِنسانية، وحتى أبسط قواعد اللياقة. ولكن، صنّاع الأفلام الذين اخترناهم، هم من يسهمون في إعادته إلى مساره".

وأكّدت الأميرة على دور المهرجان في توفير منصة لقصص كثيراً ما تكون مُهمّشة، لكنّها تُعدّ جوهريّة في السرد الجمعي للعالم العربي.

وأضافت "نرفض أن نموت ثقافياً، حتّى وأدوات الموت والدّمار تحلّق فوق رؤوسنا".

وفي ضوء الإبادة المستمرّة في فلسطين إلى جانب النزاعات المتواصلة في المنطقة، وتعبيراً عن التضامن والاحترام، جدّد المهرجان قرارَه للسنة الثانية على التوالي بإلغاء السجادة الحمراء والأنشطة الاحتفاليّة الأخرى، محافظاً في الوقت ذاته على رسالته الثقافيّة.

وقدّم الحفل كل من الفنانة زين عوض والمذيع الإذاعيّ مهند الجزيرة، وتضمّن عرضاً شركسيًّا على خشبة المسرح قدمه فرقة "نادي الجيل الجديد"، تلاه تقديم أعضاء لجان التحكيم.

وتواصل البرنامج بعرض الفيلم الفلسطيني القصير "ما بعد" للمخرجة مها حاج، بحضور بطل الفيلم الفنان محمد بكري.

كما أعلن المهرجان عن ايرلندا، بلد ضيف الشرف لهذا العام. وكان المخرج الإيرلندي الشهير جيم شيريدان حاضراً في حفل الافتتاح، وهو الذي لعب دوراً محورياً في تشكيل المفهوم العالمي للسينما الايرلنديّة، من خلال سرده المؤثّر وأفلامه البارزة.

قال شيريدان في كلمته: "في كل مرّة تصنع فيها فيلماً فإنك تعكس شبكة من المعتقدات، وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي."

وأضاف: "الشيء الوحيد ذو قيمة هو الايمان والحقيقة، ولهذا لا يستطيع الإيرلنديون إلّا قول الحقيقة."

ومنذ انطلاقته، كرّس المهرجان جهوده لدعم المواهب العربيّة والمحليّة الصاعدة، ساعياً لبناء صناعة سينما عربيّة متينة ومعترف بها عالمياً.

كما وتعود أيّام عمّان لصناع الأفلام، الذراع المهنيّة للمهرجان، ببرنامجٍ غنيٍّ من جلسات تسويق المشاريع وورش العمل والنقاشات الداعمة للأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج.

ينظر المهرجان، في جوهره، إلى السينما كفنّ عالمي متجذر في الثقافة والصمود والإنسانيّة ويُوفِّر مساحة لتبادل القصص والاحتفاء بها.

 

موقع "سينماتوغراف" في

03.07.2025

 
 
 
 
 

فيلم "ما بعد" الفلسطيني يفتتح مهرجان عمّان السينمائي الدولي

عمّان/ العربي الجديد

انطلقت، مساء أمس الأربعاء، فعاليات الدورة السادسة من "مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم"، بمشاركة 62 فيلماً من 23 دولة عربية وأجنبية، تحت شعار "عالم خارج النص"، والذي يستمر حتى العاشر من يوليو/تموز.

يتميّز المهرجان، الذي تأسس عام 2020، بتركيزه على الأعمال الأولى للمخرجين والمؤلفين والممثلين والمصورين، ويهدف إلى دعم المواهب الجديدة في الأردن والعالم العربي، وإتاحة منصّة لعرض إبداعاتهم أمام جمهور واسع من داخل المنطقة وخارجها.

وفي كلمة الافتتاح، قالت رئيسة المهرجان الأميرة ريم علي: "اخترنا هذا الشعار لأننا نؤمن بأن من واجبنا ربط هذه الدورة بما يمرّ به العالم، وخاصة منطقتنا. عالم خارج النص... هو العالم الذي نعيشه الآن؛ عالم أدار ظهره للدبلوماسية والحوار، وانهارت فيه القوانين الإنسانية، وحتى أبسط قواعد اللياقة". وأضافت: "العالم خرج عن النص، لكن صُنّاع الأفلام الذين نحتفي بهم هنا يعيدونه إلى مساره وإلى نصه". وتابعت: "لذلك قررنا أَن نقيم هذه الدورة، لأننا نرفض أن نموت ثقافياً، حتى وأدوات الموت والدمار تحلق فوق رؤوسنا. فالقصص لا تمنع الإبادة، ولكنها تعيد الاسم والوجه للذين ماتوا، وتذكرنا بأننا لا نختصر فقط بالألم والحرب، نحن أيضاً نعيش، ونُحب، نأمل ونُبدع".

وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، من بينهم وزير الاتصال الحكومي والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، ووزير الثقافة مصطفى الرواشدة، إلى جانب سفراء دول، وضيوف المهرجان من فنانين أردنيين وعرب وأجانب. وافتُتح برنامج العروض بالفيلم القصير "ما بعد" للمخرجة الفلسطينية مها حاج، بحضور بطل الفيلم الممثل محمد بكري.

جوائز ولجان تحكيم مهرجان عمّان السينمائي

يتنافس على جوائز مهرجان عمّان السينمائي الدولي عدد من الأفلام من الأردن ومصر وسورية ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين والكويت والسعودية، إلى جانب أعمال أوروبية وآسيوية.

وتتولى لجنة تحكيم جائزة "السوسنة السوداء" لأفضل فيلم عربي طويل كلّ من: المخرجة والمنتجة الجزائرية عديلة بن ديمراد، والمخرج اليمني عمرو جمال، وخبير المهرجانات الفرنسي كريستوف لوبارك، والممثل الأردني رشيد ملحس. أما لجنة تحكيم أفضل فيلم وثائقي عربي، فتضم المخرج السوري زياد كلثوم، والمونتيرة اللبنانية غلاديس جوجو، ومنتج الأفلام الوثائقية البريطاني مايك ليرنر.

أيرلندا ضيف الشرف وغزة حاضرة

تحلّ أيرلندا ضيف شرف دورة هذا العام، حيث يعرض مهرجان عمّان السينمائي خمسة أفلام ضمن برنامج "إضاءة على السينما الأيرلندية"، إلى جانب تكريم المخرج الأيرلندي جيم شيريدان، الذي ألقى كلمة في حفل الافتتاح أعرب فيها عن اعتزازه بالمشاركة، مستعرضاً مسيرته الطويلة في صناعة الأفلام الدرامية والوثائقية.

كما يخصص المهرجان مساحة خاصة لفلسطين، من خلال عرض ستة أفلام قصيرة من غزّة، تحت عنوان "من المسافة صفر بلس"، تُستكمل بها تجربة فيلم "من المسافة صفر"، الذي تبنّاه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.

ويمتد مهرجان عمّان السينمائي الدولي لتسعة أيام، ويتضمن إلى جانب العروض السينمائية، أنشطة موازية من ورش عمل وحلقات نقاش ولقاءات مهنية تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي ودعم صناعة السينما المستقلة. وقدّمت حفل الافتتاح زين عوض ومهند الجزيرة، وتخللته عروض موسيقية ولوحات راقصة من الفلكلور الشركسي قدّمتها فرقة "الجيل الجديد".

 

العربي الجديد اللندنية في

03.07.2025

 
 
 
 
 

مهرجان عمّان السينمائي الدولي ينطلق بفيلم عن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

(أ ف ب) عمان:

انطلقت الدورة السادسة من “مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أوّل فيلم” الأربعاء في عمان، بمشاركة 62 فيلما من 23 دولة، مع عرض فيلم قصير عن آثار نفسية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وبعرض للفيلم القصير “ما بعد” للمخرجة الفلسطينية مها حاج أقيم مساء الأربعاء بحضور بطل الفيلم الممثل محمد بكري، انطلق المهرجان الذي يمتد برنامجه تسعة أيام ما بين 2 و10 تموز/ يوليو.

ويتحدث الفيلم عن زوجين يعيشان في عزلة بعد فقدانهما أطفالهما الخمسة في غارة جوية إسرائيلية، وسط حالة نكران لخسارتهما أولادهما عبر ذكريات وخيال، لكن زيارة غريبة تكشف لهما الحقيقة المؤلمة.

ويركز الفيلم على آثار الفقدان والصدمات النفسية الناتجة عن الحرب، وقد شارك في مهرجانات دولية بينها مهرجان “لوكارنو” السويسري و”الجونة” المصري، ونال جوائز عدة.

ويضم المهرجان إلى جانب “ما بعد” ستة أفلام من غزة، بينها “بلياتشو غزة (من المسافة صفر +) لعبد الرحمن صباح، و”المهمة” وهو من إخراج طاقم طبي من غزة، و”إلى عالم مجهول” لمهدي فليفل.

وللعام الثاني على التوالي، استغنى المنظّمون عن المظاهر الاحتفالية كالموسيقى والسجادة الحمراء، وذلك “في ضوء الإبادة المستمرة في فلسطين إلى جانب النزاعات المتواصلة في المنطقة، وتعبيرا عن التضامن والاحترام”، وفقا لإدارة المهرجان.

وقالت مؤسسة المهرجان ورئيسته الأميرة ريم علي، عقيلة الأمير علي بن الحسين الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، خلال الافتتاح إن المهرجان يحمل شعار “عالم خارج النص” ويشير الى “عالم خارج النص، عالم أدار ظهره للدبلوماسية والحوار، والعلاقات الدولية، وانهارت فيه القوانين الإِنسانية”.

وأضافت “نقيم هذه الدورة؛ لأننا نرفض أن نموت ثقافيا، حتى وأدوات الموت والدمار، تحلق فوق رؤوسنا، فالقصص لا تمنع الإبادة، لكنها تعيد الاسم والوجه للذين ماتوا، وتذكرنا بأننا لا نختصر فقط بالألم والحرب، نحن أيضا نعيش، ونحب، نأمل، ونبدع”.

وأشارت إلى أن صنّاع الأفلام الذين اختارهم المهرجان “يسهمون في إعادة العالم إلى مساره”، مؤكدة “دور المهرجان في توفير منصة لقصص كثيرا ما تكون مهمشة، لكنها تعد جوهرية في السرد الجمعي للعالم العربي”.

وأعلن المهرجان أن ايرلندا ضيف الشرف لهذا العام، مع تكريم المخرج جيم شيريدان.

وتتنافس في المهرجان أفلام من الأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين والكويت والسعودية إلى جانب أفلام أوروبية وآسيوية.

وكل الأعمال المشاركة في المهرجان تعرض للمرة الأولى في الأردن.

 

القدس العربي اللندنية في

03.07.2025

 
 
 
 
 

دمعة تعاطف وابتسامة أمل...

مهرجان عمّان السينمائي يحتفي بالحياة رغم الموت المحلّق

عمّانكريستين حبيب

لا تستطيع السينما أن تغيّر الواقع، لكنها قادرة على جعله أقلّ توحّشاً وأكثر لُطفاً. سنةً تلو أخرى، يحرص «مهرجان عمّان السينمائي الدولي» على فتح طاقة حلمٍ صغيرة وسط منطقة تشتعل سماؤها بالصواريخ وسائر أدوات القتل.

في دورته السادسة، التي افتُتحت في «مركز الحسين الثقافي» في العاصمة الأردنية، رفع المهرجان شعار «عالم خارج النص». ففي كوكبٍ خرج عن طَوره، لا بُدّ أن تُخلق مساحة تُروى من خلالها حكايات الناس العاديين الذين يدفعون ثمن هذا الجنون.

للسنة الثانية على التوالي، وتقديراً لمعاناة أهل غزة، تراجعت مظاهر البهجة في حفل الافتتاح مقتصرةً على عرضٍ راقص مميّز من التراث الشركسي لـ«نادي الجيل الجديد» لاقى تفاعلاً كبيراً من الحضور. يقدّم المهرجان نفسه على أنه متجذّر في أرضه، يضيء على قصصها، لكنه لا يمانع في المقابل أن يفرد جناحَيه لملاقاة التجارب السينمائية العالمية التي تتكلّم لغة الإنسانية.

انطلاقاً من تلك القناعة، تحدّثت الأميرة ريم علي في كلمتها الافتتاحية عن ضرورة «كسر الصمت وبعث التعاطف في عالمٍ يزداد قسوة». حيّت مؤسسة المهرجان ورئيسته صنّاع الأفلام الذين يقدّمون قصصاً إنسانية لعالمٍ خرجَ عن النص والإحساس.

قبل أسبوعَين، ارتجّ الأردن والجوار على وقع المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية، إلا أنّ المهرجان استمرّ رغم القلق. «قررنا أن نقيم هذه الدورة لأننا نرفض الموت ثقافياً حتى لو كانت أدوات الموت والدمار تحلّق فوق رؤوسنا»، أضافت الأميرة ريم علي في كلمتها. المهرجان مؤشّر حياة في منطقةٍ تبدو غارقةً في رمادها: «القصص لا تمنع الإبادة، لكنها تعيد الاسم والوجه لِمَن قُتلوا. الكوميديا الرومانسية والفيلم التشويقي لا يشتّتان نضالنا، بل يقولان إن هناك حياة بعد النضال».

يشارك في هذه الدورة أكثر من 60 فيلماً من العالم العربي والعالم، يتنافس معظمها على جوائز «السوسنة السوداء» في حين يبقى قسمٌ منها خارج المنافسة، ومن بينها مجموعة من الأفلام الآيرلندية في تحية خاصة لهذه السينما. تتنقّل العروض بين قاعات عمّان وتتيح فرصةً لأهالي المحافظات كي يشاهدوا الأفلام بدَورهم، حيث تزورهم السينما في بلداتهم وقراهم البعيدة عن العاصمة.

«نضج المهرجان ونضجَ معه وعي الناس وجهوزيّتهم لمشاهدة نصوص مغايرة عمّا اعتادوا في الأفلام التجارية»، هذه إحدى الثمار التي جناها الحدث السينمائي الأردني وفق مديرة البرمجة فيه المخرجة الفلسطينية عريب زعيتر التي تحدّثت لـ«الشرق الأوسط». ولأن المهرجان يحمل جرح غزة، فهو يقدّم 6 وثائقيات من قلب القطاع المهشّم. «هي أفلام صُنعت بالكامل في غزة لتقول للعالم: نحن لسنا أرقاماً ولن تنزعوا إنسانيتنا عنا»، وفق تعبير ريم علي.

المخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي، المشرف على مشروع «من المسافة صفر» والمتواصل للسنة الثانية على التوالي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ الأفلام التي عُرضت السنة الماضية في إطار المهرجان جالت العالم وأثّرت جداً بمشاهديها؛ لذلك كان لا بدّ من تكرار التجربة. «من المسافة صفر وأقرب» هو عصارة نضال مخرجين موجودين حالياً في غزة تحت القصف ووسط الجوع والدمار.

للسينما الأردنية مساحتها كذلك وعلى جدول العروض 11 فيلماً أردنياً، تتنوّع ما بين أعمال روائية ووثائقية وقصيرة «في دليل على النموّ المتصاعد في صناعة السينما لدينا»، على حدّ قول رئيسة المهرجان.

ومن بين النجوم الصاعدين لهذه السينما المحلّية، المخرج أمجد الرشيد الذي شارك العام الماضي من خلال فيلمه «انشالله ولد» وانضمّ هذه السنة عضواً في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. «مهمّة صعبة ومثيرة للحماسة أن ألعب دوراً في اختيار أفضل فيلم قصير»، يقول رشيد لـ«الشرق الأوسط». وهو يرى في المهرجان «نقطة ضوء وسط البشاعة ندافع عنها جميعاً كي لا تموت إنسانيتنا وسط ما يحدث».

تنوّع ضيوف الافتتاح ما بين مخرجين عرب وعالميين على رأسهم ضيف الشرف المخرج الآيرلندي جيم شيريدان، إضافةً إلى ممثلين ونقّاد ومجموعة كبيرة من صنّاع السينما. وبحضور رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الأمير علي بن الحسين، جرى تقديم أعضاء لجان التحكيم التي ستُفتي بأفضل الأفلام عن فئات الروائي الطويل، والوثائقي، والفيلم القصير، والأفلام الأجنبية.

تحلّ الممثلة اللبنانية ديامان أبو عبّود ضيفةً للمرة الأولى على المهرجان ولجانه التحكيمية، وهي شاركت «الشرق الأوسط» فرحتها بالعودة إلى عمّان بعد سنوات طويلة. ولفتت إلى أنّ أكثر ما يلمسها في الأفلام عموماً هي «القصص التي تشبه نفسها والأرض الطالعة منها. فقط من خلال الصدق يصل الفيلم إلى قلوب الناس».

أما الممثل والمخرج والكاتب اللبناني جورج خبّاز، فضيفٌ دائم على مهرجان عمّان السينمائي وعضو في لجانه التحكيمية. يرى في هذا الحدث دليلاً على أنّ «إرادة الحياة في منطقتنا فوق كل اعتبار». أما أكثر ما يجذبه في المهرجان فهي الألفة السائدة فيه التي تُشعر كل ضيف وكأنه من أهل البيت، إضافةً إلى أنه يُصيب دائماً في اختيار الضيوف والأفلام.

يتكلّم المهرجان لغة مجتمعه العربي ولا يهمل طموحات الفئات الشابة. لذلك فهو يحتفي، وكما في كل دورة، بالإنجازات الأولى لصنّاع الأفلام، ويقيم فعاليات «أيام عمّان لصنّاع الأفلام»، والتي تشمل حلقات نقاش وندوات وورش عمل، إضافةً إلى تشكيلها منصةً لتقديم المشاريع السينمائية والحصول على دعم لتنفيذها وتحويلها من أفكارٍ إلى أفلام.

بعد التصفيق للجان التحكيم وضيوف الشرف والعروض الراقصة، آن موعد الصمت الدامع الذي فرضه فيلم الافتتاح. «ما بعد» فيلمٌ قصير للمخرجة الفلسطينية مها حاج لم يقع الاختيار عليه عبثاً.

ربما تترك بدايته انطباعاً بأننا أخيراً أمام مشهدٍ جميل من قلب فلسطين، حيث الطبيعة الخلّابة وقصة زوجَين متقدمَين في السن ينتظران عودة أولادهما الخمسة إلى البيت، ويلوّنان الصمت بالحديث عن كلٍ منهم. غير أنّ المقلب الآخر للحكاية أعمق وأقسى.

وكأنّ «لبنى» (عرين عمري) و«سليمان» (محمد بكري) اختصرا بملامحهما وقصتهما مأساة غزة كاملةً، رغم أن أحداث الفيلم تدور قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. لكنّ الإجرام يعيد نفسه؛ ولذلك اقتضى تصويب الصورة والخروج عن النصوص المفروضة من خلال أفلام كتلك التي يقدّمها مهرجان عمّان السينمائي لجمهوره.

 

الشرق نيوز السعودية في

03.07.2025

 
 
 
 
 

'ما بعد' يعطي شارة انطلاق أفلام عمان السينمائي

المهرجان يرفع هذا العام شعار 'عالم خارج النص' بهدف ربط دورته الحالية بما يحدث في العالم.

عماندشن مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم من على مسرح مركز الحسين الثقافي بالعاصمة الأردنية عمان دورته السادسة، الأربعاء، بمشاركة 62 فيلما من 23 دولة عربية وأجنبية، مع عرض فيلم قصير عن آثار نفسية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

واشتمل حفل الافتتاح الذي قدمته الفنانة زين عوض والإعلامي مهند الجزيرة، على عروض فنية موسيقية ولوحات راقصة من الفلكلور الشركسي قدمتها فرقة الجيل الجديد. كما ألقى المخرج الايرلندي شيريدان كلمة عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا المهرجان، مستعرضا مسيرته الفنية في صناعة الأفلام الدرامية والوثائقية.

وفي ختام حفل الافتتاح استهلت عروض أفلام المهرجان بالفيلم الفلسطيني القصير "ما بعد" للمخرجة الفلسطينية مها حاج بحضور بطل الفيلم الممثل محمد بكري.

ويتحدث الفيلم عن زوجين يعيشان في عزلة بعد فقدانهما أطفالهما الخمسة في غارة جوية إسرائيلية، وسط حالة نكران لخسارتهما أولادهما عبر ذكريات وخيال، لكن زيارة غريبة تكشف لهما الحقيقة المؤلمة.

ويركز الفيلم على آثار الفقدان والصدمات النفسية الناتجة عن الحرب، وقد شارك في مهرجانات دولية بينها مهرجان "لوكارنو" السويسري والجونة المصري، ونال جوائز عدة.

ويهدف المهرجان الذي يركز على الأعمال الأولى للمخرجين والمؤلفين والممثلين والمصورين وانطلق لأول مرة عام 2020، بالأساس على دعم المواهب الأردنية والعربية الجديدة وتطويرها.

ويرفع المهرجان هذا العام شعار "عالم خارج النص" ويستمر حتى العاشر من يوليو/تموز الجاري.

وقالت رئيسة المهرجان الأميرة ريم علي في كلمة ألقتها بحفل افتتاح "اخترنا هذا الشعار لأننا نؤمن بأن من واجبنا أن نربط هذه الدورة بما يحدث في العالم، وخصوصا في منطقتنا".

وأضافت "عالم خارج نص.. هو العالم الذي نعيش فيه الآن، عالم أدار ظهره للدبلوماسية والحوار والعلاقات الدولية، وانهارت فيه كل القوانين الإنسانية، حتى أبسط قواعد اللياقة.. كأنه اختار أن يتحدث بلغة أخرى؛ لغة الجنون والصمت".

وتابعت "العالم خرج عن النص، لكن صناع الأفلام الذين اخترناهم يعيدونه إلى مساره وإلى نصه... لذلك قررنا أن نقيم هذه الدورة؛ لأننا نرفض أن نموت ثقافيا، حتى وأدوات الموت والدمار، تحلق فوق رؤوسنا، فالقصص لا تمنع الإبادة، ولكنها تعيد الاسم والوجهَ للذين ماتوا، وتذكرنا بأننا لا نختصر فقط بالألم والحرب، نحن أيضا نعيش، ونُحب، نأمل، ونُبدع"، لافتة إلى أن القصص تقربنا وتوحد قلوبنا وعقولنا ومهرجان عمان السينمائي الدولي يسعى لربط الأعمال الأولى من العرب والعالم بكل الجمهور.

وتتنافس على جوائز المهرجان أفلام من الأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس وفلسطين والكويت والسعودية، إلى جانب أفلام أوروبية وآسيوية.

وتتشكل لجنة تحكيم جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم عربي طويل من المخرجة والمنتجة الجزائرية عديلة بن ديمراد والمخرج اليمني عمرو جمال وخبير المهرجانات الفرنسي كريستوف لوبارك والممثل الأردني رشيد ملحس.

أما لجنة تحكيم جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم عربي وثائقي، فتتشكل من المخرج السوري زياد كلثوم والمونتيرة اللبنانية جلاديس جوجو ومنتج الأفلام الوثائقية البريطاني مايك ليرنر.

وتحل أيرلندا ضيف شرف الدورة حيث يعرض المهرجان خمسة أفلام ضمن برنامج "إضاءة على السينما الأيرلندية"، إضافة إلى تكريم المخرج جيم شيريدان.

كما يعرض المهرجان لأول مرة ستة أفلام قصيرة من غزة تحت عنوان "من المسافة صفر بلس"  لعبدالرحمن صباح في تكملة لفيلم "من المسافة صفر" الذي تبناه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ونافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي في العام الماضي.

 

ميدل إيست أونلاين في

03.07.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004