جديد حداد

 
 
 
 

مشهد سينمائي

بوني وكلايد... بن

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

يعد فيلم (Bonnie and Clyde ـ 1967)، للمخرج "آرثر بن" واحداً من أهم أفلام هذا المخرج الفذ، والتي كثر الحديث عنها في الستينات من القرن الماضي، كما يعتبر من أعظم أفلام العصابات والجرائم المثيرة للجدل. وخاتمة هذا الفيلم، والتي يتم نقل العنف فيها بطريقة تصويرية غنائية غيرت شكل الفيلم الشعبي ومحتواه إلى الأبد.

يصاب كل من الرحال كلايد بارو (وارين بيتي) وزميلته الجميلة التي تشعر بالملل والمحبطة جنسياً والمصابة بالاكتئاب (فاي دانواي)، بثورة هياج تقودهما إلى  سرقة البنوك في الريف ولكن يتم الغدر بهما لاحقاً. وتكمن روعة جميع المشاهد في الخاتمة المفجعة التي تشبه رقصة الباليه الدموية، حيث يتم نصب كمين عنيف على جانب الطريق لبوني وكلايد، العاشقين المشئومين. ايفان (دب تايلر)، والد صديقهما الحميم موس (مايكل بولارد) يدبر لتعطيل عجلة شاحنتهما لعلمه أن الاثنين سوف يستخدمانها.

مشهد الكمين مصمم ومعدل كما لو أنه يقودنا إلى الذروة. لقطات سريعة تقفز في كل لحظة وتتصيد وجوه الممثلين. يلاحظ موس إن سيارتهما آتية على الطريق فيطلب منهما الوقوف للمساعدة، وهنا تظهر سيارة أخرى غير متوقعة، يطير سرب من الطيور إلى الأعلى، وينزل موس رأسه أسفل الشاحنة ليحمي رأسه.

في تصوير المذبحة وتجسيدها، نرى مشاهد ذات حركات بطيئة تتقاطع مع حركات سريعة، بحيث تشكل تركيباً مثيراً للأعصاب. في الصورة الساكنة الأخيرة للحياة، نرى الاثنين يحدقان بصمت في بعضهما، حيث ينقلان حالة الرعب التي يعيشانها وكذلك مشاعر الحب التي تربطهما. وبعدها، نرى مشهد بطيء يصور جثتيهما اللتين تحتضران وهما تحاولان التعلق ببغضهما بلا فائدة. يطلق عليهما الرصاص ويشوهان ويموتان موتة سينمائية مطولة جميلة وذلك للتأكيد على الحب الأسطوري العنيف والأساطير الكبيرة جداً التي تحيط بهما. ثم تتحرك جثتيهما بسبب تقلصات وارتعاشات بطيئة بسبب طلقات الرصاص التي تمزقهم وبسبب الأرض المغطاة بالشجيرات. يرتطم جسد كلايد بالقاذورات بينما تتدحرج بوني على المقعد الأمامي للسيارة التي دمرها الرصاص، ويتدلى شعرها الذهبي في ضوء الشمس. أخيراً نرى تكساس رانجر (دينفر بايل) وهو يسير مع الضباط الآخرين منزلاً بندقيته ومحدقاً في مشهد المجزرة.

 

هنا البحرين في

15.09.2010

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)